صلاح الدين يوسف
12-12-2006, 10:36 PM
الإخوان السوريون يربطون بين المشروعين الأمريكي و"الفارسي" في المنطقة ويدعون للكف "عن التعامل الساذج" مع العناوين والشعارات الزائفة
الثلاثاء 12 كانون الأول/ ديسمبر 2006
لندن – أخبار الشرق
أكدت جماعة الإخوان المسلمين في سورية أن الاحتلال الأمريكي في العراق "سمح للمشروع الإيرانيّ الفارسيّ بالتمدّد، ووضع أمتنا بين مشروعين مُريبَيْن"، ولفتت إلى أن التعاون الإيراني هو الذي سهل احتلال أفغانستان ثم العراق. وبينما حذرت الجماعة، وانطلاقاً مما يجري في العراق ولبنان وسورية، من "مشروع مذهبي خفي يتسلّل عبر العناوين والشعارات، لتصفية حساباتٍ مذهبيةٍ تاريخية"، في إشارة إلى الدور الإيراني، أهابت بـ"أبناءَ الأمة (..) أن يقرؤوا الوقائعَ ببصيرة (..) وأن يكفّوا عن التعامل الساذج مع العناوين والشعارات بكلّ ما تحمله من زيفٍ أو بريق".
وقالت الجماعة في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "لبنان والأمة .. بين المشروعَيْن: الأمريكيّ الغربيّ والإيرانيّ الفارسيّ" ووجهته إلى "أبناء أمتنا العربية والإسلامية": "لم يَعُد ما يجري في لبنان شأناً لبنانياً، كما لم يَعُد ما يجري في العراق شأناً عراقياً؛ فلقد أحدث الاحتلال الأمريكيّ للعراق فراغاً في المنطقة، وخللاً في ميزان القوى، سمح للمشروع الإيرانيّ الفارسيّ بالتمدّد، ووضع أمتنا بين مشروعين مُريبَيْن: دوليّ بأبعاده الثقافية والسياسية والاقتصادية المعروفة، وإقليميّ حلم دائماً بالاستحواذ على المنطقة، والثأر من التاريخ والجغرافيا".
وأوضحت الجماعة أنه "لم يُجْدِ حرصُنا، ولا نداء العقلاء من أبناء أمتنا أجمع، لصياغة مشروعٍ أصيلٍ في أفقٍ إسلاميٍ حضاريّ، يجتمع عليه أبناء الأمة ويستظلّون بظله، ويلتفّون حول ثوابته.. لم يُجدِ ذلك نفعاً، في كفكفة المشروع الإقليميّ!! ولقد أكدت الأحداث لكل المتابعين، أنّ مشروعاً مذهبياً خفياً يتسلّل عبر العناوين والشعارات، لتصفية حساباتٍ مذهبيةٍ تاريخية، تشهد عليها مجريات الأحداث في العراق ولبنان وسورية على السواء".
وأشار البيان إلى أنه "في ظل المشروع الأمريكيّ المتداعي في العراق، تَقدّم المشروع الإيرانيّ الفارسي، وعلى أنقاض العراق من إنسان وعمران ارتفع هذا المشروع، وبمهادنة المشروع الأمريكيّ والسكوت عليه تمكّن، و هو لا يفتأ يقدّم نفسَه بديلاً تارةً، ومنافساً ثانيةً، ومناهضاً ثالثة!! ليكتسب بذلك المزيد من الولاءات، وليتسلل إلى القلوب الطيبة عَبْرَ زُخْرِف القول والشعارات، مغيّباً الكثير من الحقائق. ولولا مساعدته وتأييده للمشروع الأمريكيّ، ما احتُلَّت أفغانستان، ولا سقط العراق، ولولا تعاطيه الإيجابيّ مع المشروع الأمريكيّ لما استقر لهذا المشروع على أرض العراق مقام".
واعتبرت الجماعة أنه "من السذاجة والعجز، أن تجدَ أمتنا العربية المسلمة نفسها، بجماهيرها ونخبها وقادتها، محاصَرةً بين المشروعَيْن الأسودَيْن المريبَيْن، والخيارَيْن المُرّين، دون أن تضعَ لنفسها أو يضعَ لها قادتها ومفكروها مشروعَها الذاتيّ.. مشروعَها الذي يحمي وجودها وحقيقَتَها، ويحفظ هويّتها، ويعبّر عن مصالحها، ويجسد طموحات أبنائها، ويستفيد من كل معطىً إيجابيٍ خيرّ، ويرفض كلَ مفارقةٍ تمسّ عقيدتها أو ثقافتها أو تاريخها أو حاضرها أو مستقبل أجيالها".
وتابع البيان: "إنّ أول ما تهيب به جماعتُنا أبناءَ الأمة في هذا السياق، أن يقرؤوا الوقائعَ ببصيرة، وأن يفرزوا القوى بحذر، وأن يَنفذوا إلى عواقب الأمور ومآلات المواقف، وأن يكفّوا عن التعامل الساذج مع العناوين والشعارات بكلّ ما تحمله من زيفٍ أو بريق".
وأوضح البيان أنه "في إطار المخطط الإقليميّ الرهيب، الذي لا يقلّ ضراوةً وتعصّباً - كما تشهد المجريات على أرض العراق - نظروا إلى لبنان فوجدوه الحلقةَ الأضعف، فبدؤوا بالرئيس الشهيد الحريري لأمرٍ لا يَخفى، ولسببٍ لا يجوز أن يغيب، ولعبوا بكلّ الأوراق، وها هم اليوم يحاولون قطفَ ما زرعوا وحصاد ما بذروا.. يقفون في لبنان موقفَ الآمر الناهي، ليكونوا الوجهَ الآخرَ للحزب القائد للدولة والمجتمع! الحزب الذي يمنعُ ويمنح، ويَخفِضُ ويرفع، ويمنح شهادات حسن السلوك، أو صكوك الحرمان والغفران".
وخاطبت جماعة الإخوان المسلمين في سورية "أبناء أمتنا العربية والإسلامية" قائلة: "إنّ لبنان الديمقراطيّ الحر الموحّد هو المطلب، وهو المخرج، وهو الأمان للّبنانيين جميعاً، ولا يمكن أن يكونَ لبنانُ (لبناناً).. إذا كان فيه فريق - مهما علا شأنه وكثر عدده - يظنّ أنّ من حقه أن يستأثر بلبنان الدولة والسيادة والقرار، أو يظنّ أنّ الديمقراطية تُصنَع في صخَب الشوارع لا عبر صناديق الاقتراع.. فالحوار الوطني الإيجابي البنّاء، يبقى دائماً هو المخرج، والاقتناع بحق (الآخر) في الوجود وفي الحياة، وفي التفكير والتعبير والمشاركة.. يبقى دائماً هو السياج الذي يُعطي لأيّ حوارٍ وطنيٍ مغزاه. لذلك فإننا ندعو اللبنانيين جميعاً، إلى إدراك حجم التهديدات التي تحدق بلبنان، والعودة السريعة إلى طاولة الحوار الوطني، والاحتكام إلى المؤسسات الدستورية الشرعية".
وأضافت: "مرةً أخرى، لم يَعُد ما يجري على أرض لبنان وأرض العراق وامتداداته إلى وطننا الحبيب سورية، حيث يُهدّدُ نسيجُه الوطنيّ وتركيبتُه السكانية.. لم يَعُدْ شأناً قُطرياً، إنها حلقاتٌ في مشروعٍ إقليميٍ، يُهدِّد أمتَنا من أفغانستان إلى آسية الوسطى إلى جزيرة العرب إلى مصر والسودان.. إنه مشروع يثير قلقنا، ويدفعنا إلى إطلاق النداء تلوَ النداء، لأنه مشروع يهدِّد وجودَنا، كما ينفَّذُ اليومَ في العراق، وتقوم عليه مرجعية، وتَرعاه دولة، وتُنفَق عليه أموال، ويتحرك عليه مبشِّرون ودعاة.. ولا ينفع في مواجهته غرور المغرورين، أو تجاهلُ غير المبالين".
وبينما رفضت جماعة الإخوان المسلمين في سورية "الانخراط في الجدل العقيم حول أيّ المشروعين أمَرّ وأخطر"، قالت إنها "لتجدُ أنّ هذه الأمة بجماهيرها ونُخَبِها وقياداتها، مؤهّلةٌ ومدعوّةٌ ليكونَ لها خيارُها الأصيل، خيارٌ ينطلق من أصالتها وتاريخها وحضارتها، ومن وحدة رؤية أبنائها في لبنان وسورية والعراق وفلسطين.. وإننا نهيب بقادة الأمة وجماهيرها، أن يضعوا ما يجري على أرض لبنان في سياقه الإقليمي، وأن يفسّروه في ضَوْء ما جرى ويجري في سورية والعراق، وأن يقفوا سدّاً منيعاً في وجه ما يحاكُ ضدّ أمتنا من مؤامرات".
الثلاثاء 12 كانون الأول/ ديسمبر 2006
لندن – أخبار الشرق
أكدت جماعة الإخوان المسلمين في سورية أن الاحتلال الأمريكي في العراق "سمح للمشروع الإيرانيّ الفارسيّ بالتمدّد، ووضع أمتنا بين مشروعين مُريبَيْن"، ولفتت إلى أن التعاون الإيراني هو الذي سهل احتلال أفغانستان ثم العراق. وبينما حذرت الجماعة، وانطلاقاً مما يجري في العراق ولبنان وسورية، من "مشروع مذهبي خفي يتسلّل عبر العناوين والشعارات، لتصفية حساباتٍ مذهبيةٍ تاريخية"، في إشارة إلى الدور الإيراني، أهابت بـ"أبناءَ الأمة (..) أن يقرؤوا الوقائعَ ببصيرة (..) وأن يكفّوا عن التعامل الساذج مع العناوين والشعارات بكلّ ما تحمله من زيفٍ أو بريق".
وقالت الجماعة في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "لبنان والأمة .. بين المشروعَيْن: الأمريكيّ الغربيّ والإيرانيّ الفارسيّ" ووجهته إلى "أبناء أمتنا العربية والإسلامية": "لم يَعُد ما يجري في لبنان شأناً لبنانياً، كما لم يَعُد ما يجري في العراق شأناً عراقياً؛ فلقد أحدث الاحتلال الأمريكيّ للعراق فراغاً في المنطقة، وخللاً في ميزان القوى، سمح للمشروع الإيرانيّ الفارسيّ بالتمدّد، ووضع أمتنا بين مشروعين مُريبَيْن: دوليّ بأبعاده الثقافية والسياسية والاقتصادية المعروفة، وإقليميّ حلم دائماً بالاستحواذ على المنطقة، والثأر من التاريخ والجغرافيا".
وأوضحت الجماعة أنه "لم يُجْدِ حرصُنا، ولا نداء العقلاء من أبناء أمتنا أجمع، لصياغة مشروعٍ أصيلٍ في أفقٍ إسلاميٍ حضاريّ، يجتمع عليه أبناء الأمة ويستظلّون بظله، ويلتفّون حول ثوابته.. لم يُجدِ ذلك نفعاً، في كفكفة المشروع الإقليميّ!! ولقد أكدت الأحداث لكل المتابعين، أنّ مشروعاً مذهبياً خفياً يتسلّل عبر العناوين والشعارات، لتصفية حساباتٍ مذهبيةٍ تاريخية، تشهد عليها مجريات الأحداث في العراق ولبنان وسورية على السواء".
وأشار البيان إلى أنه "في ظل المشروع الأمريكيّ المتداعي في العراق، تَقدّم المشروع الإيرانيّ الفارسي، وعلى أنقاض العراق من إنسان وعمران ارتفع هذا المشروع، وبمهادنة المشروع الأمريكيّ والسكوت عليه تمكّن، و هو لا يفتأ يقدّم نفسَه بديلاً تارةً، ومنافساً ثانيةً، ومناهضاً ثالثة!! ليكتسب بذلك المزيد من الولاءات، وليتسلل إلى القلوب الطيبة عَبْرَ زُخْرِف القول والشعارات، مغيّباً الكثير من الحقائق. ولولا مساعدته وتأييده للمشروع الأمريكيّ، ما احتُلَّت أفغانستان، ولا سقط العراق، ولولا تعاطيه الإيجابيّ مع المشروع الأمريكيّ لما استقر لهذا المشروع على أرض العراق مقام".
واعتبرت الجماعة أنه "من السذاجة والعجز، أن تجدَ أمتنا العربية المسلمة نفسها، بجماهيرها ونخبها وقادتها، محاصَرةً بين المشروعَيْن الأسودَيْن المريبَيْن، والخيارَيْن المُرّين، دون أن تضعَ لنفسها أو يضعَ لها قادتها ومفكروها مشروعَها الذاتيّ.. مشروعَها الذي يحمي وجودها وحقيقَتَها، ويحفظ هويّتها، ويعبّر عن مصالحها، ويجسد طموحات أبنائها، ويستفيد من كل معطىً إيجابيٍ خيرّ، ويرفض كلَ مفارقةٍ تمسّ عقيدتها أو ثقافتها أو تاريخها أو حاضرها أو مستقبل أجيالها".
وتابع البيان: "إنّ أول ما تهيب به جماعتُنا أبناءَ الأمة في هذا السياق، أن يقرؤوا الوقائعَ ببصيرة، وأن يفرزوا القوى بحذر، وأن يَنفذوا إلى عواقب الأمور ومآلات المواقف، وأن يكفّوا عن التعامل الساذج مع العناوين والشعارات بكلّ ما تحمله من زيفٍ أو بريق".
وأوضح البيان أنه "في إطار المخطط الإقليميّ الرهيب، الذي لا يقلّ ضراوةً وتعصّباً - كما تشهد المجريات على أرض العراق - نظروا إلى لبنان فوجدوه الحلقةَ الأضعف، فبدؤوا بالرئيس الشهيد الحريري لأمرٍ لا يَخفى، ولسببٍ لا يجوز أن يغيب، ولعبوا بكلّ الأوراق، وها هم اليوم يحاولون قطفَ ما زرعوا وحصاد ما بذروا.. يقفون في لبنان موقفَ الآمر الناهي، ليكونوا الوجهَ الآخرَ للحزب القائد للدولة والمجتمع! الحزب الذي يمنعُ ويمنح، ويَخفِضُ ويرفع، ويمنح شهادات حسن السلوك، أو صكوك الحرمان والغفران".
وخاطبت جماعة الإخوان المسلمين في سورية "أبناء أمتنا العربية والإسلامية" قائلة: "إنّ لبنان الديمقراطيّ الحر الموحّد هو المطلب، وهو المخرج، وهو الأمان للّبنانيين جميعاً، ولا يمكن أن يكونَ لبنانُ (لبناناً).. إذا كان فيه فريق - مهما علا شأنه وكثر عدده - يظنّ أنّ من حقه أن يستأثر بلبنان الدولة والسيادة والقرار، أو يظنّ أنّ الديمقراطية تُصنَع في صخَب الشوارع لا عبر صناديق الاقتراع.. فالحوار الوطني الإيجابي البنّاء، يبقى دائماً هو المخرج، والاقتناع بحق (الآخر) في الوجود وفي الحياة، وفي التفكير والتعبير والمشاركة.. يبقى دائماً هو السياج الذي يُعطي لأيّ حوارٍ وطنيٍ مغزاه. لذلك فإننا ندعو اللبنانيين جميعاً، إلى إدراك حجم التهديدات التي تحدق بلبنان، والعودة السريعة إلى طاولة الحوار الوطني، والاحتكام إلى المؤسسات الدستورية الشرعية".
وأضافت: "مرةً أخرى، لم يَعُد ما يجري على أرض لبنان وأرض العراق وامتداداته إلى وطننا الحبيب سورية، حيث يُهدّدُ نسيجُه الوطنيّ وتركيبتُه السكانية.. لم يَعُدْ شأناً قُطرياً، إنها حلقاتٌ في مشروعٍ إقليميٍ، يُهدِّد أمتَنا من أفغانستان إلى آسية الوسطى إلى جزيرة العرب إلى مصر والسودان.. إنه مشروع يثير قلقنا، ويدفعنا إلى إطلاق النداء تلوَ النداء، لأنه مشروع يهدِّد وجودَنا، كما ينفَّذُ اليومَ في العراق، وتقوم عليه مرجعية، وتَرعاه دولة، وتُنفَق عليه أموال، ويتحرك عليه مبشِّرون ودعاة.. ولا ينفع في مواجهته غرور المغرورين، أو تجاهلُ غير المبالين".
وبينما رفضت جماعة الإخوان المسلمين في سورية "الانخراط في الجدل العقيم حول أيّ المشروعين أمَرّ وأخطر"، قالت إنها "لتجدُ أنّ هذه الأمة بجماهيرها ونُخَبِها وقياداتها، مؤهّلةٌ ومدعوّةٌ ليكونَ لها خيارُها الأصيل، خيارٌ ينطلق من أصالتها وتاريخها وحضارتها، ومن وحدة رؤية أبنائها في لبنان وسورية والعراق وفلسطين.. وإننا نهيب بقادة الأمة وجماهيرها، أن يضعوا ما يجري على أرض لبنان في سياقه الإقليمي، وأن يفسّروه في ضَوْء ما جرى ويجري في سورية والعراق، وأن يقفوا سدّاً منيعاً في وجه ما يحاكُ ضدّ أمتنا من مؤامرات".