FreeMuslim
12-11-2006, 09:08 AM
[b:664feef591][size=18:664feef591]مَن يدعم لا يتكلّم.. يا سيّد نواف عبيد!
عمر الصدّيقي
(وقادة بلاد الحرمَين لا يكتفون بالكلام ، حسبَ علمِنا ، ولا يكتفَى منهم به ، في نصرة إخوانهم المظلومين).
فرحَ الكثيرون من أبناء السنّة ، بتصريح السيد نواف عبيد، المستشار السعودي ، الذي هدّد فيه وتوعّد ، وحذّر وأنذر، بأن السعودية ستتدخل في العراق ، وتدعم أبناء السنّة ، إذا انسحب الأمريكان من العراق ، وتدخلت إيران لدعم الشيعة..!
فرح أبناء السنة بهذا التصريح ، كما يفرح الغريق المشرف على الهلاك ، بسماع صوت ربان السفينة ، يقترب منه بسفينته ويبشّره بالنجاة . وكما يفرح الأيتام المضطهَدون من قِبل مجموعة من المجرمين اللصوص القتلة ، بسماع صوتِ عمّ أو خال ، يقترب منهم ويهدّد المجرمين بالويل والثبور، إذا لم يكفّوا عن إيذاء الأيتام..!
وإلى أين يتّجه أبناء السنّة المستضعفون ، حين يرون المدّ الصفوي الإيراني ، الإمبراطوري العنيف ، يتلاطم من حولهم، ومن فوقهم ، ومن تحت أرجلهم ، يقتل ويحرق ويدمّر، ويسرق وينهب ، ويأسر ويسجن ، ويمثل بالأحياء ثم يرميهم جثثاً هامدة في الأنهار والبوادي ، وشوارع المدن والقرى .. ومِن ورائه دولة متعملقة ، تمدّه بكل ما يحتاج من وسائل القتل والدمار، من مال وسلاح ورجال ، ودعم معنوي هائل!؟
إلى أين يتّجه أبناء السنّة بأبصارهم ، بعد الله ، إلاّ إلى بلاد الحرمين ، وحماة السنّة فيها ..!
وماذا بعد!؟
انطلقت الأصوات المفعمة باليأس واللوعة واللهفة والقهر.. انطلقت من حناجر شتّى، مختلفة النبرات والأصداء..والأوجاع:
*بعضها يقول بحسرة وألم ، وابتسامة فاترة : صحّ النوم يا سيّد عبيد .. لقد احتلت إيران العراق ، منذ الساعات الأولى التي دخلت فيها القوات الأمريكية العراق ! احتلت إيران العراقَ بدبّابات أمريكا ، وطائرات أمريكا ، ومارينز أمريكا ! وما أمريكا الآن ، إلاّ وسيلة بيد إيران ، تدمّر بها مدن السنة وقراهم ، وتذبح أبناءهم ، وتهجّر الملايين منهم ، حتى يخلو لها العراق كاملاً، نظيفا من أيّ سنّي (ناصبي!)..ثم تتفق مع أمريكا على توقيت سحب (مارينزها) ودبّاباتها ، وكيفية هذا السحب ، بلا قيد ولا شرط ، وإلاّ صَدرت الفتاوى من طهران وقم ، بوجوب مقاتلة الأمريكان، الذين عجزوا عن تثبيت أقدامهم في العراق خلال ثلاث سنوات ونصف ، بسبب مقاومة مجموعات مقاتلة لا تدعمها دولة مجاورة ولا قرية ! فكم تستمرّ في احتلال العراق ، إذا قال لها قادة إيران : شكراً لك يا أمريكا .. كفيت ووفيت ! ولقد تمكنّا الآن من الهيمنة على العراق، فانصرفي راشدةً ، فعَقد ( الارتزاق ) الذي بيننا وبينك قد انتهى ، فارتزقي في مكان آخر!
· وبعض الأصوات يقول لك ، ياسيّد عبيد ، بانكسار مصحوب بأمل باهت ، ما قاله المتنبي :
لا خيلَ عندكَ تُهديها ، ولا مالُ فليسْعِد النطقُ إن لمْ يُسعِد الحالُ
ولأن تقولَ ، فتبثّ في النفوس اليائسة بعضَ الأمل ، خير من أن تصمت صمتَ أهل القبور!
· وبعض الأصوات يتمثل لك ، ياسيّد عبيد ، بالمثل الإنجليزي : أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي!
· وبعض الأصوات يقول عنك ، ياسيّد عبيد : ليته كان صادقاً ، ولو جاء متأخراً ، فما يزال في الأمر متّسع لِفعل !
· وأهمّ الأصوات ، وأكثرها وعياً وخبرة وحصافة ، يقول لك ، بينه وبين نفسه، باسماً بفتور، وكلامه ينضح بالخيبة: مَن يَدعم لا يتكلم يا سيّد عبيد ! فالكلام هنا، في هذا الأمر بالذات ، دليل على عجزٍ فاضح ! ولو كنتَ من أهل الدعم ، لدَعمتَ بصمت ، وأنكرتَ دعمك ! كما يفعل قادة إيران ، الذين شَحنوا العراق شحناً بالمال والسلاح ، وعناصرِ المخابرات ( اطّلاعات ) وقواتِ حرس الثورة، التي تلبس كالعراقيين، وتحمل جوازات سفر عراقية، وفّرتها لها حكومتها ، التي تهيمن على شؤون العراق بأسماء عراقية ، وأحزاب مذهبية عراقية ! فهل سمعتَ من إيران أو من أتباعها الذين يحكمون العراق ، كلمة واحدة عن الدعم المالي، أو العسكري ، أو الاستخباري ، للشيعة الإيرانيين الصفويين في العراق ـ ونشير إليهم بصفاتهم هذه ، لنميزهم من سائر شيعة العراق ، البائسين المضطهدين كسائر أبناء العراق ـ !؟ وهل سمعتَ إقراراً من إيران ـ بلهَ ادّعاءً بالدعم ـ بما ينسَب إليها ، من عبث صارخ بموازين القوى العراقية ، لمصلحة أتباعها من الشيعة الصفويين .. !؟
· وبعض الناس يصف كلامك ، ياسيّد عبيد ، بأنه فرقعة إعلامية، يراد منها إرسال رسائل شتى ، باتّجاهات مختلفة ، وإلى أطراف مختلفة * (أولها) أبناء السنّة ، المشرئبةُ أعناقهم باتّجاه بلاد الحرمين وحُماةِ السنة فيها : ألاّ تخافوا ولا تخزنوا (نحن هنا!).. ثم لاشيءَ وراء ذلك ! * (وثانيها) الإيرانيون ، ورجالهم الذين يحكمون العراق ، ويعيثون فيه فساداً بأن : احذروا وانتبهوا (نحن هنا!) ..وذلك لعلّ سيف أبي حيّة النمَيري المسمّى ( لعاب المنيّة!) يجدي في إخافة الذئاب التي تفترس ..! فتهرب ، أو ينكفئ مشروعها الإمبراطوري ، المذهبي الرهيب ! فيقول له أبو حيّة عندئذ، كما قال مِن قبل: (الحمد لله الذي مَسخكَ كلباً وكفانا حرباً!).
ثم فوجئنا ، يا سيّد نواف عبيد ، بتصريح من ذوي الشأن ، الذين حَسِبك الناس تتحدّث باسمهم ، يعلن أنك : مجرّد صحفي لا تمثل إلاّ نفسك .. وأن ما قلتَه عن المملكة، ونياتها بالتدخل ودعم أبناء السنة ، لا صحّة له !
والحمد لله ، يا سيّد عبيد ، على كل حال . وفي سياقنا هذا نحمده على أمور عدةّ ، منها :
ـ أن المملكة لم تورّط نفسها ، بتصريحات ضَرّها أقربُ مِن نفعها! فإن كان في نيّتها أن تفعل ، فهذا القول يؤذي فعلَها ! وإن كانت لا تنوي فعلَ شيء ممّا ذكرتَ ، فمن باب أولى ألاّ تورّط نفسَها ، بكلام لا يجرّ عليها إلاّ الأذى السياسي والأمني حاضراً ، والخلقي مستقبلاً؛ حين يكتشف أهل السنّة ، الحالمون بمناصرة إخوانهم في بلاد الحرمين ، أن هذا الكلام لا رصيد له من الفعل ! وفي هذا من الضرر ما فيه ، ممّا لا يخفى عليك، ولا مسوّغ للتفصيل فيه هنا..! فتفصيلاته إنما تكون في دوائر صنع القرار السياسي والأمني ، كما هو معلوم لديك..! ولأنْ تَخيب آمال أبناء السنّة بدايةً (بالأعين البصيرة ، والأيدي القصيرة)! ، خير لهم من أن يناموا مطمئنّين إلى حمايةٍ غير موجودة ، ويغفلوا عن الذئاب المفترسة ، تمزّق أجسادهم حاضراً ، لتطهّر بلادهم منهم مستقبلاً ! ومآسي المسلمين في يوغوسلافيا السابقة ، بما فيها من تطهيرعرقي وحشي، ما تزال عالقة في القلوب والعقول !
شكراً لك ، ياسيّد نواف عبيد ، محاولتك الكريمة غير الموفّقة، لبثّ الأمل في نفوس إخوانك المفجوعين، أبناء السنّة . ونتمنّى لك تصريحاً آخر، تعبّر فيه عن نفسك ، وعن أحلامك الخاصّة الجميلة، برفع سيوف الفناء عن رقاب أهل السنّة ! أو أن يكون لديك تفويض صريح ، بما تقوله على ألسنة الآخرين الذين تصرّح باسمهم !
وسيظلّ حماة الحرمين ـ قدِروا أم عَجزوا .. عَرفوا أم جَهلوا ـ هم المكلفون أدبياً ، في نظر مسلمي العالم ، بنصرة الإسلام والمسلمين ، بسائر أنواع القوى التي لديهم في دولتهم ، وتلك التي لدى إخوانهم وحلفائهم المؤازرين لهم .. ممّا يَقدرون على حشده ، وتوظيفه في معركة المصير، التي قد يكفي فيها هزّ العصا ! وإشعار المعتدين أن عدوانهم كبير التكلفة ، وأن مصلحتهم تكمن في المحافظة على حسن الجوار! ـ ولا مجال هنا ، بالطبع ، للحديث عن أخوّة الدين مع قتلَة المسلمين . فمن يقتلك ، أويهجرّك من أرضك وبيتك ، ليطهّر بلادك منك ، ويستأثر بها لنفسه.. ومَن يعتقد أن دينه لا يقوم إلاّ على نسف دينك من جذوره.. لا يَصلح أن يكون أخاً لك، ولا ابن عمّ، ولا فرداً في عشيرتك أو ملّتك ـ!
ونحسب خادم الحرمين الشريفين ، حين طلب البيعة لنفسه على كتاب الله وسنّة رسوله ، قد أقام الحجّة على نفسه ، أمام الله وأمام الناس ، بالالتزام بما بايعوه عليه ، وأقام عليهم الحجّة ، بأن يطيعوا أمره ، في نصرة الإسلام والمسلمين. ونحسب إغاثة المسلمين المظلومين في العالم ، أمانة في عنقه ، دِيناً، ومروءة، وإنسانية ..! ونحسبه أهلاً لهذا كله.
والله يقول الحقّ وهو يهدي السبيل.
[color=olive:664feef591]منذ اللحظة التي سمعت بها هذا التصريح شعرت بالعطف والشفقة على هؤلاء الناس الذين لا يملكون ما يقدمون سوى الكلام الفارغ .. حتى كلامهم هذا يأتي في الوقت الضائع وبلا أي لون أو طعم أو رائحة .. شعرت بالأسف على الحال الذي وصلت إليه بعض من تسمى نفسها النخبة المثقفة والتي لا تقفه من الثقافة إلا العنوان ..
لو عدنا إلى التصريح بحد ذاته لوجدنا أنه وكأنما يدعو الاحتلال إلى عدم الانسحاب من العراق لأننا حينها سنتدخل لصالح - حسب زعمه - طرف معين وليس لصالح البلد وهذا يوحي بأنه سيكون هناك ما يشبه الجهاد أو حركات جهادية وهذا أقصى ما تخشاه أمريكا وحلفائها ..
من ناحية أخرى وكأن هذا التصريح يبرر للرافضة الصفويين في العراق الاستمرار في الاختباء تحت عباءة الاحتلال وأنهم سوف يذبحون وتسفك دمائهم لو انسحب المحتل أي بمعنة أخر دعمنا مقولاتهم الكاذبة عن المظلومية التي يدعون .. كما أنه وبلا أدنى شك ساعد هؤلاء الصفويين على استقطاب الشيعة الذين ليسوا في صف الاحتلال أو على الأقل يعارضون تصرفات وجرائم الميليشيات الصفوية بحق أهل السنة والجماعة لأن قدموا لهم الذريعة التي طالما حلموا بها وهي أن الوهابيين قادمون لقتلكم وتشريدكم في حال بقيتم هكذا على الحياد ولم تنخرطوا معنا فعلياً بالمشروع الصفوي .. كما أنه ساعدهم على الولوغ أكثر وأكثر في دماء أهلنا بحجة أن هؤلاء إن لم نقتلهم الآن فإنهم وحسب التصريح المذكور سوف يقتلوننا غداً ..
وهكذا نجد أنه قدم للمحتل وعملائه ومن حيث لا يدري خدمة جليلة كانوا بانتظارها ليبرروا لشعوبهم واتباعهم الحلف القائم بينهما وأن عدوهما مشترك لا بد من القضاء عليه مهما كلف الثمن .. لقد جاء هذا التصريح كالسيف المسلط على رقاب أهلنا المكلومين في أرض الرافدين ..
بئس الكلام الذي يرمى هكذا على عوانه دون أن يدري صاحبه إلى ما يمكن أن يوصل إليه ..[/size:664feef591][/b:664feef591][/color:664feef591]
عمر الصدّيقي
(وقادة بلاد الحرمَين لا يكتفون بالكلام ، حسبَ علمِنا ، ولا يكتفَى منهم به ، في نصرة إخوانهم المظلومين).
فرحَ الكثيرون من أبناء السنّة ، بتصريح السيد نواف عبيد، المستشار السعودي ، الذي هدّد فيه وتوعّد ، وحذّر وأنذر، بأن السعودية ستتدخل في العراق ، وتدعم أبناء السنّة ، إذا انسحب الأمريكان من العراق ، وتدخلت إيران لدعم الشيعة..!
فرح أبناء السنة بهذا التصريح ، كما يفرح الغريق المشرف على الهلاك ، بسماع صوت ربان السفينة ، يقترب منه بسفينته ويبشّره بالنجاة . وكما يفرح الأيتام المضطهَدون من قِبل مجموعة من المجرمين اللصوص القتلة ، بسماع صوتِ عمّ أو خال ، يقترب منهم ويهدّد المجرمين بالويل والثبور، إذا لم يكفّوا عن إيذاء الأيتام..!
وإلى أين يتّجه أبناء السنّة المستضعفون ، حين يرون المدّ الصفوي الإيراني ، الإمبراطوري العنيف ، يتلاطم من حولهم، ومن فوقهم ، ومن تحت أرجلهم ، يقتل ويحرق ويدمّر، ويسرق وينهب ، ويأسر ويسجن ، ويمثل بالأحياء ثم يرميهم جثثاً هامدة في الأنهار والبوادي ، وشوارع المدن والقرى .. ومِن ورائه دولة متعملقة ، تمدّه بكل ما يحتاج من وسائل القتل والدمار، من مال وسلاح ورجال ، ودعم معنوي هائل!؟
إلى أين يتّجه أبناء السنّة بأبصارهم ، بعد الله ، إلاّ إلى بلاد الحرمين ، وحماة السنّة فيها ..!
وماذا بعد!؟
انطلقت الأصوات المفعمة باليأس واللوعة واللهفة والقهر.. انطلقت من حناجر شتّى، مختلفة النبرات والأصداء..والأوجاع:
*بعضها يقول بحسرة وألم ، وابتسامة فاترة : صحّ النوم يا سيّد عبيد .. لقد احتلت إيران العراق ، منذ الساعات الأولى التي دخلت فيها القوات الأمريكية العراق ! احتلت إيران العراقَ بدبّابات أمريكا ، وطائرات أمريكا ، ومارينز أمريكا ! وما أمريكا الآن ، إلاّ وسيلة بيد إيران ، تدمّر بها مدن السنة وقراهم ، وتذبح أبناءهم ، وتهجّر الملايين منهم ، حتى يخلو لها العراق كاملاً، نظيفا من أيّ سنّي (ناصبي!)..ثم تتفق مع أمريكا على توقيت سحب (مارينزها) ودبّاباتها ، وكيفية هذا السحب ، بلا قيد ولا شرط ، وإلاّ صَدرت الفتاوى من طهران وقم ، بوجوب مقاتلة الأمريكان، الذين عجزوا عن تثبيت أقدامهم في العراق خلال ثلاث سنوات ونصف ، بسبب مقاومة مجموعات مقاتلة لا تدعمها دولة مجاورة ولا قرية ! فكم تستمرّ في احتلال العراق ، إذا قال لها قادة إيران : شكراً لك يا أمريكا .. كفيت ووفيت ! ولقد تمكنّا الآن من الهيمنة على العراق، فانصرفي راشدةً ، فعَقد ( الارتزاق ) الذي بيننا وبينك قد انتهى ، فارتزقي في مكان آخر!
· وبعض الأصوات يقول لك ، ياسيّد عبيد ، بانكسار مصحوب بأمل باهت ، ما قاله المتنبي :
لا خيلَ عندكَ تُهديها ، ولا مالُ فليسْعِد النطقُ إن لمْ يُسعِد الحالُ
ولأن تقولَ ، فتبثّ في النفوس اليائسة بعضَ الأمل ، خير من أن تصمت صمتَ أهل القبور!
· وبعض الأصوات يتمثل لك ، ياسيّد عبيد ، بالمثل الإنجليزي : أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي!
· وبعض الأصوات يقول عنك ، ياسيّد عبيد : ليته كان صادقاً ، ولو جاء متأخراً ، فما يزال في الأمر متّسع لِفعل !
· وأهمّ الأصوات ، وأكثرها وعياً وخبرة وحصافة ، يقول لك ، بينه وبين نفسه، باسماً بفتور، وكلامه ينضح بالخيبة: مَن يَدعم لا يتكلم يا سيّد عبيد ! فالكلام هنا، في هذا الأمر بالذات ، دليل على عجزٍ فاضح ! ولو كنتَ من أهل الدعم ، لدَعمتَ بصمت ، وأنكرتَ دعمك ! كما يفعل قادة إيران ، الذين شَحنوا العراق شحناً بالمال والسلاح ، وعناصرِ المخابرات ( اطّلاعات ) وقواتِ حرس الثورة، التي تلبس كالعراقيين، وتحمل جوازات سفر عراقية، وفّرتها لها حكومتها ، التي تهيمن على شؤون العراق بأسماء عراقية ، وأحزاب مذهبية عراقية ! فهل سمعتَ من إيران أو من أتباعها الذين يحكمون العراق ، كلمة واحدة عن الدعم المالي، أو العسكري ، أو الاستخباري ، للشيعة الإيرانيين الصفويين في العراق ـ ونشير إليهم بصفاتهم هذه ، لنميزهم من سائر شيعة العراق ، البائسين المضطهدين كسائر أبناء العراق ـ !؟ وهل سمعتَ إقراراً من إيران ـ بلهَ ادّعاءً بالدعم ـ بما ينسَب إليها ، من عبث صارخ بموازين القوى العراقية ، لمصلحة أتباعها من الشيعة الصفويين .. !؟
· وبعض الناس يصف كلامك ، ياسيّد عبيد ، بأنه فرقعة إعلامية، يراد منها إرسال رسائل شتى ، باتّجاهات مختلفة ، وإلى أطراف مختلفة * (أولها) أبناء السنّة ، المشرئبةُ أعناقهم باتّجاه بلاد الحرمين وحُماةِ السنة فيها : ألاّ تخافوا ولا تخزنوا (نحن هنا!).. ثم لاشيءَ وراء ذلك ! * (وثانيها) الإيرانيون ، ورجالهم الذين يحكمون العراق ، ويعيثون فيه فساداً بأن : احذروا وانتبهوا (نحن هنا!) ..وذلك لعلّ سيف أبي حيّة النمَيري المسمّى ( لعاب المنيّة!) يجدي في إخافة الذئاب التي تفترس ..! فتهرب ، أو ينكفئ مشروعها الإمبراطوري ، المذهبي الرهيب ! فيقول له أبو حيّة عندئذ، كما قال مِن قبل: (الحمد لله الذي مَسخكَ كلباً وكفانا حرباً!).
ثم فوجئنا ، يا سيّد نواف عبيد ، بتصريح من ذوي الشأن ، الذين حَسِبك الناس تتحدّث باسمهم ، يعلن أنك : مجرّد صحفي لا تمثل إلاّ نفسك .. وأن ما قلتَه عن المملكة، ونياتها بالتدخل ودعم أبناء السنة ، لا صحّة له !
والحمد لله ، يا سيّد عبيد ، على كل حال . وفي سياقنا هذا نحمده على أمور عدةّ ، منها :
ـ أن المملكة لم تورّط نفسها ، بتصريحات ضَرّها أقربُ مِن نفعها! فإن كان في نيّتها أن تفعل ، فهذا القول يؤذي فعلَها ! وإن كانت لا تنوي فعلَ شيء ممّا ذكرتَ ، فمن باب أولى ألاّ تورّط نفسَها ، بكلام لا يجرّ عليها إلاّ الأذى السياسي والأمني حاضراً ، والخلقي مستقبلاً؛ حين يكتشف أهل السنّة ، الحالمون بمناصرة إخوانهم في بلاد الحرمين ، أن هذا الكلام لا رصيد له من الفعل ! وفي هذا من الضرر ما فيه ، ممّا لا يخفى عليك، ولا مسوّغ للتفصيل فيه هنا..! فتفصيلاته إنما تكون في دوائر صنع القرار السياسي والأمني ، كما هو معلوم لديك..! ولأنْ تَخيب آمال أبناء السنّة بدايةً (بالأعين البصيرة ، والأيدي القصيرة)! ، خير لهم من أن يناموا مطمئنّين إلى حمايةٍ غير موجودة ، ويغفلوا عن الذئاب المفترسة ، تمزّق أجسادهم حاضراً ، لتطهّر بلادهم منهم مستقبلاً ! ومآسي المسلمين في يوغوسلافيا السابقة ، بما فيها من تطهيرعرقي وحشي، ما تزال عالقة في القلوب والعقول !
شكراً لك ، ياسيّد نواف عبيد ، محاولتك الكريمة غير الموفّقة، لبثّ الأمل في نفوس إخوانك المفجوعين، أبناء السنّة . ونتمنّى لك تصريحاً آخر، تعبّر فيه عن نفسك ، وعن أحلامك الخاصّة الجميلة، برفع سيوف الفناء عن رقاب أهل السنّة ! أو أن يكون لديك تفويض صريح ، بما تقوله على ألسنة الآخرين الذين تصرّح باسمهم !
وسيظلّ حماة الحرمين ـ قدِروا أم عَجزوا .. عَرفوا أم جَهلوا ـ هم المكلفون أدبياً ، في نظر مسلمي العالم ، بنصرة الإسلام والمسلمين ، بسائر أنواع القوى التي لديهم في دولتهم ، وتلك التي لدى إخوانهم وحلفائهم المؤازرين لهم .. ممّا يَقدرون على حشده ، وتوظيفه في معركة المصير، التي قد يكفي فيها هزّ العصا ! وإشعار المعتدين أن عدوانهم كبير التكلفة ، وأن مصلحتهم تكمن في المحافظة على حسن الجوار! ـ ولا مجال هنا ، بالطبع ، للحديث عن أخوّة الدين مع قتلَة المسلمين . فمن يقتلك ، أويهجرّك من أرضك وبيتك ، ليطهّر بلادك منك ، ويستأثر بها لنفسه.. ومَن يعتقد أن دينه لا يقوم إلاّ على نسف دينك من جذوره.. لا يَصلح أن يكون أخاً لك، ولا ابن عمّ، ولا فرداً في عشيرتك أو ملّتك ـ!
ونحسب خادم الحرمين الشريفين ، حين طلب البيعة لنفسه على كتاب الله وسنّة رسوله ، قد أقام الحجّة على نفسه ، أمام الله وأمام الناس ، بالالتزام بما بايعوه عليه ، وأقام عليهم الحجّة ، بأن يطيعوا أمره ، في نصرة الإسلام والمسلمين. ونحسب إغاثة المسلمين المظلومين في العالم ، أمانة في عنقه ، دِيناً، ومروءة، وإنسانية ..! ونحسبه أهلاً لهذا كله.
والله يقول الحقّ وهو يهدي السبيل.
[color=olive:664feef591]منذ اللحظة التي سمعت بها هذا التصريح شعرت بالعطف والشفقة على هؤلاء الناس الذين لا يملكون ما يقدمون سوى الكلام الفارغ .. حتى كلامهم هذا يأتي في الوقت الضائع وبلا أي لون أو طعم أو رائحة .. شعرت بالأسف على الحال الذي وصلت إليه بعض من تسمى نفسها النخبة المثقفة والتي لا تقفه من الثقافة إلا العنوان ..
لو عدنا إلى التصريح بحد ذاته لوجدنا أنه وكأنما يدعو الاحتلال إلى عدم الانسحاب من العراق لأننا حينها سنتدخل لصالح - حسب زعمه - طرف معين وليس لصالح البلد وهذا يوحي بأنه سيكون هناك ما يشبه الجهاد أو حركات جهادية وهذا أقصى ما تخشاه أمريكا وحلفائها ..
من ناحية أخرى وكأن هذا التصريح يبرر للرافضة الصفويين في العراق الاستمرار في الاختباء تحت عباءة الاحتلال وأنهم سوف يذبحون وتسفك دمائهم لو انسحب المحتل أي بمعنة أخر دعمنا مقولاتهم الكاذبة عن المظلومية التي يدعون .. كما أنه وبلا أدنى شك ساعد هؤلاء الصفويين على استقطاب الشيعة الذين ليسوا في صف الاحتلال أو على الأقل يعارضون تصرفات وجرائم الميليشيات الصفوية بحق أهل السنة والجماعة لأن قدموا لهم الذريعة التي طالما حلموا بها وهي أن الوهابيين قادمون لقتلكم وتشريدكم في حال بقيتم هكذا على الحياد ولم تنخرطوا معنا فعلياً بالمشروع الصفوي .. كما أنه ساعدهم على الولوغ أكثر وأكثر في دماء أهلنا بحجة أن هؤلاء إن لم نقتلهم الآن فإنهم وحسب التصريح المذكور سوف يقتلوننا غداً ..
وهكذا نجد أنه قدم للمحتل وعملائه ومن حيث لا يدري خدمة جليلة كانوا بانتظارها ليبرروا لشعوبهم واتباعهم الحلف القائم بينهما وأن عدوهما مشترك لا بد من القضاء عليه مهما كلف الثمن .. لقد جاء هذا التصريح كالسيف المسلط على رقاب أهلنا المكلومين في أرض الرافدين ..
بئس الكلام الذي يرمى هكذا على عوانه دون أن يدري صاحبه إلى ما يمكن أن يوصل إليه ..[/size:664feef591][/b:664feef591][/color:664feef591]