الحسني
11-30-2006, 05:07 AM
[size=24:9da0d0674d][color=darkblue:9da0d0674d][u:9da0d0674d][align=center:9da0d0674d]تداعيات اغتيال الجميل على الساحة المسيحية..بقلم :د.هيثم أبو عيد[/align:9da0d0674d][/u:9da0d0674d][/color:9da0d0674d][/size:9da0d0674d]
لا شك أن اغتيال الوزير النائب بيار أمين الجميل أوجد بلبلة مهمة في الشارع المسيحي وذلك نظرا للاحتقان الذي كان سائدا وما يزال والذي رافق عملية الاغتيال .
من الوجهة السياسية أن عملية الاغتيال والتي نفذت على طريقة السهل الممتنع والتي تذكرنا بآل كابول في شيكاغو ، فإن هذه العملية أربكت ولو لوقت قصير المعارضة سيما أنها كانت تتحضر للنزول إلى الشارع وإيجاد وسيلة ضاغطة على الحكومة من أجل الاستقالة أو على الأقل بقبول حكومة اتحاد وطني تضم كل الأطراف السياسية الفاعلة .
وبالعودة إلى الشارع المسيحي نجد أن المتضرر والذي يكاد يكون وحيدا هو التيار الوطني الحر الذي منذ الدقائق الأولى لعملية الاغتيال انصب الغضب وتتالت التصريحات الاستغلالية والتجارية وكأن بعض التيارات والقيادات كانت تنتظر عملا معينا من هذا النوع لتنطلق الأوركسترا بين شتم وقدح وذم وتحميل مسؤولية حتى تصل أحيانا إلى حد الاتهام بالعمالة والخيانة .
ولكن التيار الوطني يبدو أنه استوعب الصدمة الأولى وحتى تيار المردة فإنه بالعكس فقد قام بهجوم مضاد واتهم خصومه أو بعض خصومه بأنهم مستفيدون من عملية الاغتيال إن لم يكونوا ورائها.
وقد بدا الشارع المسيحي شديد الانقسام وينذر بغيوم سوداء داكنة في الأفق ، خاصة بعد التعاطف المسيحي لوالد المغدور وللجهة التي يمثلها والتي حاولت القوات اللبنانية استثمارها إلى أقصى درجة والظهور بمظهر المدافع والمؤتمن على الوجود المسيحي في لبنان ، مع أنه تاريخيا فإن الشارع الكتائبي كان عرضة على الدوام لعمليات تجييش وسرقة كوادر ومحاولة ابتلاع من قبل القواتيين وما الانقسام الذي كان حاصلا في التسعينيات إلا نتيجة لهذا الكباش إن صحت التسمية .
إذن بدا المشهد المسيحي بأربعة تيارات تتقاسم وتتنافس على الإمساك بزمام الشارع الكتائب والتعاطف الذي لقيه والتمترس القواتي بحجج مختلفة أهمها حماية وأمن المجتمع المسيحي ومحاولا ضرب التيار الوطني بذريعة أن هذا الأخير يمثل خرقا في أمن المناطق المسيحية من خلال تفاهمه مع حزب الله .
وفي المقلب الآخر ظهر التيار الوطني الذي يتحدث بعقلانية وطنية بعيدة عن الحساسية المذهبية ويطرح شعار حماية المجتمع اللبناني وإن كان ذلك أحرجه بعد عملية الاغتيال الأخيرة ، وبدا إلى جانبه حليفه الشمالي من الشارع المسيحي تيار المردة وهو الأقوى مسيحيا شماليا .
إذن بدا المسرح المسيحي هكذا بعد العملية الإجرامية التي استهدفت الوزير الجميل ، ولكن خيل للمشاهدين أن هناك لاعبين صغار جدا ويقومون بأدوار هذيلة في بعض المقاطع يعني لا يتعدى الأمر ( جندي ميت في ساحة المعركة – حاجب – ناقل رسائل – مصفق لخطاب الملك أو الوزير ) .
هؤلاء الممثيلين أدركوا أنهم خارجون من الدور الأساسي والبطولي ، سيما بعد الموضوع الأمني والمخيف الذي حصل مع القوات اللبنانية من منطقة كسروان وشمال لبنان ، هؤلاء خافوا أن تفلت اللعبة نهائيا من أيديهم فيبقون في عالم البرزخ لا يموتون نهائيا ولا يستطيعون العودة إلى الحياة .
فأعدوا لقاء قرنة شهوان ببيان رسمي ومن على باب الصرح البطريركي ليؤكدوا أنهم عادوا .
وسبحان من يحي العظام وهي رميم.
29/11/2006 الدكتور هيثم أبو عيد
لا شك أن اغتيال الوزير النائب بيار أمين الجميل أوجد بلبلة مهمة في الشارع المسيحي وذلك نظرا للاحتقان الذي كان سائدا وما يزال والذي رافق عملية الاغتيال .
من الوجهة السياسية أن عملية الاغتيال والتي نفذت على طريقة السهل الممتنع والتي تذكرنا بآل كابول في شيكاغو ، فإن هذه العملية أربكت ولو لوقت قصير المعارضة سيما أنها كانت تتحضر للنزول إلى الشارع وإيجاد وسيلة ضاغطة على الحكومة من أجل الاستقالة أو على الأقل بقبول حكومة اتحاد وطني تضم كل الأطراف السياسية الفاعلة .
وبالعودة إلى الشارع المسيحي نجد أن المتضرر والذي يكاد يكون وحيدا هو التيار الوطني الحر الذي منذ الدقائق الأولى لعملية الاغتيال انصب الغضب وتتالت التصريحات الاستغلالية والتجارية وكأن بعض التيارات والقيادات كانت تنتظر عملا معينا من هذا النوع لتنطلق الأوركسترا بين شتم وقدح وذم وتحميل مسؤولية حتى تصل أحيانا إلى حد الاتهام بالعمالة والخيانة .
ولكن التيار الوطني يبدو أنه استوعب الصدمة الأولى وحتى تيار المردة فإنه بالعكس فقد قام بهجوم مضاد واتهم خصومه أو بعض خصومه بأنهم مستفيدون من عملية الاغتيال إن لم يكونوا ورائها.
وقد بدا الشارع المسيحي شديد الانقسام وينذر بغيوم سوداء داكنة في الأفق ، خاصة بعد التعاطف المسيحي لوالد المغدور وللجهة التي يمثلها والتي حاولت القوات اللبنانية استثمارها إلى أقصى درجة والظهور بمظهر المدافع والمؤتمن على الوجود المسيحي في لبنان ، مع أنه تاريخيا فإن الشارع الكتائبي كان عرضة على الدوام لعمليات تجييش وسرقة كوادر ومحاولة ابتلاع من قبل القواتيين وما الانقسام الذي كان حاصلا في التسعينيات إلا نتيجة لهذا الكباش إن صحت التسمية .
إذن بدا المشهد المسيحي بأربعة تيارات تتقاسم وتتنافس على الإمساك بزمام الشارع الكتائب والتعاطف الذي لقيه والتمترس القواتي بحجج مختلفة أهمها حماية وأمن المجتمع المسيحي ومحاولا ضرب التيار الوطني بذريعة أن هذا الأخير يمثل خرقا في أمن المناطق المسيحية من خلال تفاهمه مع حزب الله .
وفي المقلب الآخر ظهر التيار الوطني الذي يتحدث بعقلانية وطنية بعيدة عن الحساسية المذهبية ويطرح شعار حماية المجتمع اللبناني وإن كان ذلك أحرجه بعد عملية الاغتيال الأخيرة ، وبدا إلى جانبه حليفه الشمالي من الشارع المسيحي تيار المردة وهو الأقوى مسيحيا شماليا .
إذن بدا المسرح المسيحي هكذا بعد العملية الإجرامية التي استهدفت الوزير الجميل ، ولكن خيل للمشاهدين أن هناك لاعبين صغار جدا ويقومون بأدوار هذيلة في بعض المقاطع يعني لا يتعدى الأمر ( جندي ميت في ساحة المعركة – حاجب – ناقل رسائل – مصفق لخطاب الملك أو الوزير ) .
هؤلاء الممثيلين أدركوا أنهم خارجون من الدور الأساسي والبطولي ، سيما بعد الموضوع الأمني والمخيف الذي حصل مع القوات اللبنانية من منطقة كسروان وشمال لبنان ، هؤلاء خافوا أن تفلت اللعبة نهائيا من أيديهم فيبقون في عالم البرزخ لا يموتون نهائيا ولا يستطيعون العودة إلى الحياة .
فأعدوا لقاء قرنة شهوان ببيان رسمي ومن على باب الصرح البطريركي ليؤكدوا أنهم عادوا .
وسبحان من يحي العظام وهي رميم.
29/11/2006 الدكتور هيثم أبو عيد