مقاوم
11-29-2006, 11:10 AM
[color=red:be5a44a0a6][size=24:be5a44a0a6]حزب الله والملف العراقي[/size:be5a44a0a6][/color:be5a44a0a6]
[color=blue:be5a44a0a6][size=18:be5a44a0a6]بقلم جمال سلطان[/size:be5a44a0a6][/color:be5a44a0a6]
التقرير الخطير الذي نشرته صحيفة النيويورك تايمز أول أمس الاثنين، ونقلته وكالات الأنباء والفضائيات المختلفة عن مشاركة حزب الله اللبناني في تدريب ميليشيات شيعية عراقية متطرفة، يحتاج إلى تأمل ومراجعة، التقرير المنقول عن مسئول رفيع في الاستخبارات الأمريكية، حسب الصحيفة والنص الذي نشرته وكالة رويتر، يؤكد بأن حوالي ألفين من المقاتلين الشيعة الأعضاء في جيش المهدي وبعض التنظيمات الشيعية العراقية الأخرى المتورطة في الصراع الطائفي بالعراق تلقوا تدريبا عاليا على أعمال القتال المختلفة في معسكرات تابعة لحزب الله في لبنان، كما أن مجموعة صغيرة من "خبراء" حزب الله كانوا متواجدين في العراق للغرض نفسه.
وأكدت الصحيفة أن هذا الأمر تم بتنسيق إيراني سوري، وهي مسألة بديهية لأن الحركة لا يمكن أن تتم إلا عبر الأراضي السورية، مثل هذه التقارير ـ وهي للأمانة ليست مفاجئة لي ـ تكشف عن أن حزب الله ليس فقط متورطا في صراع طائفي لبناني لحساب قوى إقليمية، وإنما هو متورط في صراع طائفي صريح في العراق أيضا، لحسابات إقليمية، وهذا يعني أيضا أن حزب الله يتحول بمرور الوقت إلى ما يشبه سلوك بعض المنظمات الفلسطينية في السبعينات والثمانينات في لبنان، كمقاول من الباطن لأعمال آخرين، مستثمرين ستار المقاومة وبعض المواجهات التي تمت أو تتم مع الكيان الغاصب في فلسطين، وبالمناسبة.
أرجو من الذين يتحدثون عن المقاومة في لبنان أن يتوقفوا عن رهن موقف المقاومة بحزب الله، وحصر فضيلة القدرة على المقاومة في هذا التنظيم وحده، وكأنه إذا ذهب حزب الله ـ مثلا ـ فإن لبنان سيصبح دولة محتلة من الكيان الغاصب في فلسطين، أو كأنه قد انعدم الرجال في لبنان من أي الطوائف إلا من رجال حزب الله.
المقاومة اللبنانية والفلسطينية كانت موجودة قبل حزب الله وستظل موجودة من بعده أو من بعد غيره، فروح المقاومة في الأمة باقية، وهي أقوى مما يتصور سيئو الظن في ناسهم وأمتهم، بل إن المقاومة في العراق هي أكثر عنفوانا وقوة مما حدث في الجنوب اللبناني، بالنظر إلى ثقل القوات التي يواجهونها، والتي تمثل أقوى جيوش العالم حاليا.
وفي لبنان نفسه، قوى مقاومة كثيرة، لكنه محظور عليها أن تتمدد في الجنوب، لأنه أصبح أشبه بإمارة خاصة بحزب الله، فهو وحده صاحب القرار في الحرب والسلام، وإذا أطلق أي تنظيم آخر نيرانه ضد إسرائيل من الجنوب فإن أول من يتصدى له هو حزب الله نفسه، لأنه يعمل وفق حسابات أجراها ويجريها، وقواعد احترفها، وهو لا يسمح لغيره أن يغير الحسابات أو يخلط القواعد.
فالمسألة ليست مجرد طلقات توجه إلى الصهاينة، ليست مجرد مقاومة، وإنما "مشروع سياسي" محسوب بدقة خسائره ومكاسبه، وهو "البزنس" السياسي الذي يحاول حزب الله استثماره اليوم في لبنان بطلب "كوتة" جديدة في مجلس الوزراء، تسمح له بأن يعطل أي قانون أو إجراء لا يوافق عليه حتى لو اجتمع عليه لبنان كله، وهو ما يسميه باسم ظريف لطيف "الثلث الضامن"، كما يريد توظيفه في حماية حلفائه وحبله السري في سوريا من المحكمة الدولية، وهو يوظفه اليوم في دعم حلفائه الإيرانيين والطائفيين في العراق.
أليست مفارقة أن لا يفكر "الحزب المقاوم" مرة واحدة في تقديم الدعم أو العون بأي صورة من الصور للمقاومة العراقية السنية الجسورة التي تقاوم المشروع الأمريكي وعملائه في العراق، بينما هو يقدم الدعم والعون لحلفاء الاحتلال، وذلك باختصار، لأن منطق "البزنس السياسي" لحزب الله هو مع المشروع الأمريكي الطائفي في العراق، ولا يخدم حساباتها أبدا نجاح المقاومة العراقية أو مشروعها، فمحور الأمر هنا ليس "المقاومة"، وإنما حسابات سياسية وطائفية محلية وإقليمية، يتعامى عنها من عطلوا العقل عن التأمل، وانجرفوا وراء العواطف وانسحبوا إلى حكايات تاريخية لا تفسر أي شيء من واقع اليوم لأن كل التحالفات تبدلت، ودولة الصمود والتصدي اليوم كانت هي حليف الكتائب والموارنة قديما، كما أن كل الأيادي كانت ملوثة بالدم.
[color=green:be5a44a0a6]نقلا عن "المصريون"[/color:be5a44a0a6]
[color=blue:be5a44a0a6][size=18:be5a44a0a6]بقلم جمال سلطان[/size:be5a44a0a6][/color:be5a44a0a6]
التقرير الخطير الذي نشرته صحيفة النيويورك تايمز أول أمس الاثنين، ونقلته وكالات الأنباء والفضائيات المختلفة عن مشاركة حزب الله اللبناني في تدريب ميليشيات شيعية عراقية متطرفة، يحتاج إلى تأمل ومراجعة، التقرير المنقول عن مسئول رفيع في الاستخبارات الأمريكية، حسب الصحيفة والنص الذي نشرته وكالة رويتر، يؤكد بأن حوالي ألفين من المقاتلين الشيعة الأعضاء في جيش المهدي وبعض التنظيمات الشيعية العراقية الأخرى المتورطة في الصراع الطائفي بالعراق تلقوا تدريبا عاليا على أعمال القتال المختلفة في معسكرات تابعة لحزب الله في لبنان، كما أن مجموعة صغيرة من "خبراء" حزب الله كانوا متواجدين في العراق للغرض نفسه.
وأكدت الصحيفة أن هذا الأمر تم بتنسيق إيراني سوري، وهي مسألة بديهية لأن الحركة لا يمكن أن تتم إلا عبر الأراضي السورية، مثل هذه التقارير ـ وهي للأمانة ليست مفاجئة لي ـ تكشف عن أن حزب الله ليس فقط متورطا في صراع طائفي لبناني لحساب قوى إقليمية، وإنما هو متورط في صراع طائفي صريح في العراق أيضا، لحسابات إقليمية، وهذا يعني أيضا أن حزب الله يتحول بمرور الوقت إلى ما يشبه سلوك بعض المنظمات الفلسطينية في السبعينات والثمانينات في لبنان، كمقاول من الباطن لأعمال آخرين، مستثمرين ستار المقاومة وبعض المواجهات التي تمت أو تتم مع الكيان الغاصب في فلسطين، وبالمناسبة.
أرجو من الذين يتحدثون عن المقاومة في لبنان أن يتوقفوا عن رهن موقف المقاومة بحزب الله، وحصر فضيلة القدرة على المقاومة في هذا التنظيم وحده، وكأنه إذا ذهب حزب الله ـ مثلا ـ فإن لبنان سيصبح دولة محتلة من الكيان الغاصب في فلسطين، أو كأنه قد انعدم الرجال في لبنان من أي الطوائف إلا من رجال حزب الله.
المقاومة اللبنانية والفلسطينية كانت موجودة قبل حزب الله وستظل موجودة من بعده أو من بعد غيره، فروح المقاومة في الأمة باقية، وهي أقوى مما يتصور سيئو الظن في ناسهم وأمتهم، بل إن المقاومة في العراق هي أكثر عنفوانا وقوة مما حدث في الجنوب اللبناني، بالنظر إلى ثقل القوات التي يواجهونها، والتي تمثل أقوى جيوش العالم حاليا.
وفي لبنان نفسه، قوى مقاومة كثيرة، لكنه محظور عليها أن تتمدد في الجنوب، لأنه أصبح أشبه بإمارة خاصة بحزب الله، فهو وحده صاحب القرار في الحرب والسلام، وإذا أطلق أي تنظيم آخر نيرانه ضد إسرائيل من الجنوب فإن أول من يتصدى له هو حزب الله نفسه، لأنه يعمل وفق حسابات أجراها ويجريها، وقواعد احترفها، وهو لا يسمح لغيره أن يغير الحسابات أو يخلط القواعد.
فالمسألة ليست مجرد طلقات توجه إلى الصهاينة، ليست مجرد مقاومة، وإنما "مشروع سياسي" محسوب بدقة خسائره ومكاسبه، وهو "البزنس" السياسي الذي يحاول حزب الله استثماره اليوم في لبنان بطلب "كوتة" جديدة في مجلس الوزراء، تسمح له بأن يعطل أي قانون أو إجراء لا يوافق عليه حتى لو اجتمع عليه لبنان كله، وهو ما يسميه باسم ظريف لطيف "الثلث الضامن"، كما يريد توظيفه في حماية حلفائه وحبله السري في سوريا من المحكمة الدولية، وهو يوظفه اليوم في دعم حلفائه الإيرانيين والطائفيين في العراق.
أليست مفارقة أن لا يفكر "الحزب المقاوم" مرة واحدة في تقديم الدعم أو العون بأي صورة من الصور للمقاومة العراقية السنية الجسورة التي تقاوم المشروع الأمريكي وعملائه في العراق، بينما هو يقدم الدعم والعون لحلفاء الاحتلال، وذلك باختصار، لأن منطق "البزنس السياسي" لحزب الله هو مع المشروع الأمريكي الطائفي في العراق، ولا يخدم حساباتها أبدا نجاح المقاومة العراقية أو مشروعها، فمحور الأمر هنا ليس "المقاومة"، وإنما حسابات سياسية وطائفية محلية وإقليمية، يتعامى عنها من عطلوا العقل عن التأمل، وانجرفوا وراء العواطف وانسحبوا إلى حكايات تاريخية لا تفسر أي شيء من واقع اليوم لأن كل التحالفات تبدلت، ودولة الصمود والتصدي اليوم كانت هي حليف الكتائب والموارنة قديما، كما أن كل الأيادي كانت ملوثة بالدم.
[color=green:be5a44a0a6]نقلا عن "المصريون"[/color:be5a44a0a6]