نصار
02-04-2003, 12:09 AM
ندوة بمعرض القاهرة للكتاب تبرئ اليهود من البروتوكولات
حذر كتاب وباحثون مصريون من خطورة الإصرار على نسبة الكتاب المعروف على مستوى العالم باسم "بروتوكولات حكماء صهيون" إلى اليهود قائلين إنه ثبت بالتحليل التاريخي أنه نص ساذج ويخلو من أي آليات لتنفيذه.
وقال الباحث المصري عبد الوهاب المسيري في ندوة نظمت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لمناقشة أحدث كتبه عن هذا الموضوع "يتصور البعض أن كره اليهود والتشهير بهم وإظهار شرورهم الحقيقية أو المتخيلة هو أنجع طريقة لمحاربة الصهيونية، وهذه الدراسة تنطلق من فكرة أن البروتوكولات وثيقة مزيفة وأن كره اليهود يصب في الخندق الصهيوني".
وصدر كتاب المسيري "البروتوكولات واليهودية والصهيونية" الأسبوع الماضي عن دار الشروق بالقاهرة حيث يحلل فيه الكاتب نص البروتوكولات في سياقها التاريخي والحضاري والمراحل التي مر بها الفكر البروتوكولي وصولا إلى اللحظة الحالية التي يقول عنها الكاتب "لم نعد فيها بحاجة إلى الإلحاح على المؤامرة اليهودية على العالم العربي فالتفاصيل اليومية في فلسطين تغني عن الأساطير".
وأضاف أن البروتوكولات بلغت قمة رواجها في الفترة الواقعة بين الحربين العالميتين حينما حاول كثير من الألمان تبرير هزيمتهم بأنها طعنة نجلاء من الخلف قام بها اليهود المشتركون في المؤامرة اليهودية الكبرى على العالم.
وأشار إلى أن البروتوكولات تنتمي إلى خطاب المؤامرة الذي يذهب إلى أن اليهود يتسمون بكل ما يخطر وما لا يخطر للإنسان على بال، فالشر والمكر والرغبة في التدمير أمور فطرت في عقولهم وسلوكهم.
وبين المسيري أن هذا تعبير عن مخطط جبار وضعه العقل الصهيوني الشرير الذي يخطط ويدبر منذ بداية التاريخ والذي وضع تفاصيل المؤامرة الكبرى العالمية لتخريب الأخلاق وإفساد النفوس حتى تزداد كل الشعوب ضعفا في حين يزداد اليهود قوة، وذلك بهدف إنشاء حكومة يهودية تسيطر على العالم بقبضة حديدية.
وحذر المسيري من الاستسلام لهذا الخطاب الساذج الذي لا يعترف بالتطورات التاريخية والذي يعمي في نظره عن رؤية واقع الآخر كما يعمي عن رؤية الواقع العربي.
وقال أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق أحمد عبد الله "إن قراءة عميقة للواقع الذي تفرضه الانتفاضة الفلسطينية اليوم ومعرفة مثل هذه التفاصيل تمنحنا قوة وأملا"، موضحا "أن الفكر البروتوكولي يبرر حالة الهزيمة العربية ولسنا بحاجة إلى مزيد من الأساطير المستوردة كالبروتوكولات التي تجد رواجا بين من يجهلون تاريخها وتاريخ اليهود معا".
وحمل عبد الله على الإعلام العربي ووصفه بأنه أصبح في تناوله للانتفاضة مثل نادبات الجنائز حيث يركز فقط على خسائر الفلسطينيين ولا يهتم بالإشارة إلى خسائر إسرائيل أو مشكلاتها الداخلية المترتبة على الانتفاضة.
وأكد "أن نظرية المؤامرة تريح الكسالى وهناك واقعة قريبة تجسد مثل هذه الحالة فمنذ سنوات أعلن بابا الفاتيكان تبرئة اليهود من دم المسيح ثم قدم البابا اعتذارا عن الخطاب الديني الذي مهد للنازي أن يرتكب جرائم بحق اليهود، وقد تمت هاتان الخطوتان نتيجة ضغوط لا مؤامرة إسرائيلية على الفاتيكان".
يذكر أن المسلسل الدرامي المصري "فارس بلا جواد" أثار قضية البروتوكولات قبل عرضه في رمضان الماضي وتعرض لحملة خارجية استهدفت منع عرضه بحجة معاداته للسامية. وقد نشرت البروتوكولات بالروسية لأول مرة عام 1905 كملحق لكتاب من تأليف سيرجي نيلوس وهو موظف روسي كان يعمل في الكنيسة الروسية الأرثوذكسية.
الله أكبر على هذا الخذلان ... والضياع الذي حلّ بالأمة ... حسبي الله ونعم الوكيل ...
المصدر : شبكة الجزيرة (http://www.aljazeera.net/art_culture/2003/2/2-2-5.htm)
حذر كتاب وباحثون مصريون من خطورة الإصرار على نسبة الكتاب المعروف على مستوى العالم باسم "بروتوكولات حكماء صهيون" إلى اليهود قائلين إنه ثبت بالتحليل التاريخي أنه نص ساذج ويخلو من أي آليات لتنفيذه.
وقال الباحث المصري عبد الوهاب المسيري في ندوة نظمت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لمناقشة أحدث كتبه عن هذا الموضوع "يتصور البعض أن كره اليهود والتشهير بهم وإظهار شرورهم الحقيقية أو المتخيلة هو أنجع طريقة لمحاربة الصهيونية، وهذه الدراسة تنطلق من فكرة أن البروتوكولات وثيقة مزيفة وأن كره اليهود يصب في الخندق الصهيوني".
وصدر كتاب المسيري "البروتوكولات واليهودية والصهيونية" الأسبوع الماضي عن دار الشروق بالقاهرة حيث يحلل فيه الكاتب نص البروتوكولات في سياقها التاريخي والحضاري والمراحل التي مر بها الفكر البروتوكولي وصولا إلى اللحظة الحالية التي يقول عنها الكاتب "لم نعد فيها بحاجة إلى الإلحاح على المؤامرة اليهودية على العالم العربي فالتفاصيل اليومية في فلسطين تغني عن الأساطير".
وأضاف أن البروتوكولات بلغت قمة رواجها في الفترة الواقعة بين الحربين العالميتين حينما حاول كثير من الألمان تبرير هزيمتهم بأنها طعنة نجلاء من الخلف قام بها اليهود المشتركون في المؤامرة اليهودية الكبرى على العالم.
وأشار إلى أن البروتوكولات تنتمي إلى خطاب المؤامرة الذي يذهب إلى أن اليهود يتسمون بكل ما يخطر وما لا يخطر للإنسان على بال، فالشر والمكر والرغبة في التدمير أمور فطرت في عقولهم وسلوكهم.
وبين المسيري أن هذا تعبير عن مخطط جبار وضعه العقل الصهيوني الشرير الذي يخطط ويدبر منذ بداية التاريخ والذي وضع تفاصيل المؤامرة الكبرى العالمية لتخريب الأخلاق وإفساد النفوس حتى تزداد كل الشعوب ضعفا في حين يزداد اليهود قوة، وذلك بهدف إنشاء حكومة يهودية تسيطر على العالم بقبضة حديدية.
وحذر المسيري من الاستسلام لهذا الخطاب الساذج الذي لا يعترف بالتطورات التاريخية والذي يعمي في نظره عن رؤية واقع الآخر كما يعمي عن رؤية الواقع العربي.
وقال أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق أحمد عبد الله "إن قراءة عميقة للواقع الذي تفرضه الانتفاضة الفلسطينية اليوم ومعرفة مثل هذه التفاصيل تمنحنا قوة وأملا"، موضحا "أن الفكر البروتوكولي يبرر حالة الهزيمة العربية ولسنا بحاجة إلى مزيد من الأساطير المستوردة كالبروتوكولات التي تجد رواجا بين من يجهلون تاريخها وتاريخ اليهود معا".
وحمل عبد الله على الإعلام العربي ووصفه بأنه أصبح في تناوله للانتفاضة مثل نادبات الجنائز حيث يركز فقط على خسائر الفلسطينيين ولا يهتم بالإشارة إلى خسائر إسرائيل أو مشكلاتها الداخلية المترتبة على الانتفاضة.
وأكد "أن نظرية المؤامرة تريح الكسالى وهناك واقعة قريبة تجسد مثل هذه الحالة فمنذ سنوات أعلن بابا الفاتيكان تبرئة اليهود من دم المسيح ثم قدم البابا اعتذارا عن الخطاب الديني الذي مهد للنازي أن يرتكب جرائم بحق اليهود، وقد تمت هاتان الخطوتان نتيجة ضغوط لا مؤامرة إسرائيلية على الفاتيكان".
يذكر أن المسلسل الدرامي المصري "فارس بلا جواد" أثار قضية البروتوكولات قبل عرضه في رمضان الماضي وتعرض لحملة خارجية استهدفت منع عرضه بحجة معاداته للسامية. وقد نشرت البروتوكولات بالروسية لأول مرة عام 1905 كملحق لكتاب من تأليف سيرجي نيلوس وهو موظف روسي كان يعمل في الكنيسة الروسية الأرثوذكسية.
الله أكبر على هذا الخذلان ... والضياع الذي حلّ بالأمة ... حسبي الله ونعم الوكيل ...
المصدر : شبكة الجزيرة (http://www.aljazeera.net/art_culture/2003/2/2-2-5.htm)