تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا تــعذليـــه فـــإن العـــذل يولــعــه



عبد الله بوراي
10-31-2006, 02:29 PM
[size=24:9ddc085452][color=darkblue:9ddc085452]
لا تــعذليـــه فـــإن العـــذل يولــعــه=قـد قلت حقـاً ، ولكـن ليس يسمعه

جــاوزت فــي لومـــه حــداً أضـر بـه=مـــن حيــث قــدرتِ أن اللـوم ينفعــه

فاستعملي الرفق في تأنيـبه بــدلاً=مــن عذله، فهو مضنى القلب موجعه

قـــد كان مضطلعاً بالخطـب يحملــه=فــضيِّقــت بخطــــوب الدهـــر أضلعــه

يكفيه من لوعة التـشـتـيت أن لـــه=مـــن النـــوى كـــلَّ يــوم مــا يـروّعــه

مــا آب مـــن سفــر ٍ إلا وأزعــجــه=رأي إلـــى سفــر ٍ بالعـــزم يــزمـــعـه

كــــأنمـــا هـو في حل ٍ ومـرتحــل=مـــوكّـــل بــــفــضـــاء الله يــــذرعـــه

إن الزمـــان أراه في الرحيل غنىً=ولـــو إلــى السنـد أضحى وهو يزمعه

ومـــا مجـــاهـــدة الإنسان توصلـه=رزقـــاً ولا دعــة الإنـــســان تـقــطعــه

قــد وزع الله بـيــن الخلق رزقهمو=لــم يــخلــق اللهُ مــن خلـق ٍ يضيّعــه

لكنهم كلِفـوا حرصاً ، فلست ترى=مسترزقــاً ، وســوى الـغـايـات تقنعه

والحرص في الرزق والأرزاق قد قُسمت=بـغــي ، ألا إن بغـــي المرء يصرعه

والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه=إرثـــاً ، ويـمنـعـــه من حيـث يطمعه

استـــودع الله فـــي بغــداد لي قمراً=بالــكــرخ مــن فلك الأزرار مطلـعـه

ودعــتــه وبــودّي لـــو يـــودعــنـي=صــفـــو الحــيـــاة وأنـــي لا أودعــه

وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىً=وأدمــعــي مــسـتـهـلات وأدمــعــه

لا أكــذب الله ، ثـــوب الصبر منخرقٌ=عــنــي بفــرقـتــه ، لـكـن أرقّـعــه

إنـي أوســع عــذري فــي جنـايتـه=بــالبـيـن عنـه ، وجرمي لا يوسعه

رُزقت ملكــاً فلــم أحسن سياسته=وكــلُّ مـن لا يسوس المُلك يخلعه

ومـــن غــدا لابساً ثوب النعيــم بلا=شـكر ٍ عليــه ، فــإن الله يــنــزعــه

اعتضتُ من وجه خلي بعد فـرقـتـه=كـأســـاً أُجـــرّع مــنــهــا مـا أجرّعه

كم قائلٍ لي ذقت البين ، قلت له:=الــذنــبُ ذنــبـــي لــسـت أدفــعــه

ألا أقــمــت فــكـان الرشد أجمعـه=لــو أنـنـي يــوم بــان الـرشد أتبعـه

إنــي لأقطـــع أيــامــي وأنـفـدهـا=بــحسـرةٍ مـنـه فـي قلبـي تُقطّعـه

بــمــن إذا هـــجــع النوّام بـتُ لـه=بـلوعةٍ منـه ليلـي، لست أهـجـعـه

لا يطمئن لجنبي مضجعٌ ، وكـــذا=لا يطمئـن لـــه مــذ بِـنـتُ مضـجعـه

ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني=بـــه ، ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه

حتى جرى البين فـيـما بـيننا بيــدٍ=عـــســراء ، تمنعني حظي وتمنعه

قد كنت من ريب دهري جازعاً فرِقاً=فــلــم أوقَّ الــذي قـد كنت أجزعه

بالله يا منزل العيش الذي درست=آثــاره ، وعفـــت مــذ بـنـتُ أربـعـــه

هـــل الــزمــان مُعيــد فيك لذتـنـا=أم الليــالــي التـي أمضتــه تُـرجعـه

فـــي ذمـــة الله من أصبحت منزله=وجـــاد غــيــث علـى مغناك يُمرعه

مـــن عنـــده لـــي عهــد لا يضيعه=كــمـــا لـــه عهــد صدقٍ لا أضيّـعـه

ومــن يـصـدّع قــلبــي ذكــره ، وإذا=جــرى علــى قلـبـه ذكري يصدّعه

لأصـبـرن لـــدهـــر ٍ لا يـمتـعـــنـــي=بــه ، ولا بـــي فـــي حــال ٍ يمتعه

عـــلــمـــاً بأن اصطباري مُعقبٌ فرجاً=فأضــيـــق الأمــر إن فكـرت أوسعه

عسى الليالي التي أضنت بفرقـتـنا=جسمي ، ستجمعني يوما وتجمعه

وإن تـــغـــل أحـــداً مـــنـــا منـيـتــه=فـــمــا الـــذي بـقضــاء الله يصنعـــه [/color:9ddc085452][/size:9ddc085452]

عبد الله بوراي
10-31-2006, 03:10 PM
[size=24:eb767ee7b0][color=black:eb767ee7b0]
هذه الذهبية من عيون الشعر العربى ,كان لها القدح المُعلى

فيما حوته مُصنفاتهم وتناولها العديد منهم بالتخميس

صب بكى وجرى للبين مدمعه رام التصبر لو أغنى تصنعه
باللَه رفقاً كفاه ما يروعه لا تعذليه فان العذل يولعه
قَد قُلت حقاً ولكن ليس يسمعه

وعارضها العديد من الشعراء فمنهم القائل:_

يروم صبرا وفرط الوجد يمنعه سلوه ودواعي الشوق تردعه
إذا استبان طريق الرشد واضحة عن الغرم فيثنيه ويرجعه

وعموماً القصيدة جد حلوة و جميلة، فهى العينية التى كان لها الصيت في شدة اللوعة، وشكوى الزمان، والتوجع من ألم
الفراق....
والمشهور في تلك الأبيات الرائعة أنها لابن زريق البغدادي المتوفى عام 420
وقد وجدت مكتوبة فى رقعة موضوعة عند رأسه حال وفاتهِ فى قصة
يعتصر لها وجدان الإنسان من الآلم والحسرة على ما آل اليه مصير
هذا الأديب الفد من فقر مُقدع , وتنكر صروف الايام والخلان له.

كتبنا وزينا بهذه القصيدة صفحات ( الصوت) على آمل كبير
فى زيادة إتراء الموضوع المُتعدد الجوانب
فالقصيدة محل شك لمن نُسبت إليه
فهذا الأستــــاذ فــاروق شوشـــة اعتـــمد في إثبات القصـــيدة ونسبتـها إلى أبي الفرج الأصفهاني على رواية جاءت في تصدير كتاب (الأغانـــي) الجزء الأول، فقـــد أثبـــت نسبـــــتها إلى أبي الفرج الأصفهاني مَن ترجم له - دون تثبت أو إحالة إلى أي مصدر - وهو الأستاذ أحمد زكي العدوي رئيس قسم التصحيح بدار الكتب المصرية, وهما من يشار اليهما بالبنان فى عالم التراجم والتصانيف . وكلامهما يوزن بمعاير الذهب..
فما هى حقيقة الآمر ؟
وهل هي يتيمته أم هناك غيرها ؟
وهل الأبيات مُكتملة ؟
و
و و
فهل من قول نُجلى به غبار الزمن على هذه القصيدة الذهبية؟
والتى كان فى توقيت نشرها فى ( الصوت) مغزى .

burai[/color:eb767ee7b0][/size:eb767ee7b0]

عبد الله بوراي
11-03-2006, 12:02 PM
[size=24:e967daa026][color=black:e967daa026]ما أجمل مضمون هادين البيتين وما يرميان إليه
ليتهما يجدان التربة الصالحة للنمو , ويكون لنا فضل الإستفادة من جود ما أوجداه .


جــاوزت فــي لومـــه حــداً أضـر بـه=مـــن حيــث قــدرتِ أن اللـوم ينفعــه

فاستعملي الرفق في تأنيـبه بــدلاً=مــن عذله، فهو مضنى القلب موجعه

burai[/color:e967daa026][/size:e967daa026]