ابو شجاع
10-31-2006, 01:17 PM
[color=red:7a6b793768][size=18:7a6b793768]حزب التحرير: لا ندخل في مساومات على حساب مبادئنا, ونعمل من أجل تحقيق الخلافة الاسلامية[/size:7a6b793768][/color:7a6b793768]
[size=18:7a6b793768][color=blue:7a6b793768]نفى ايّ صفقة مع «تيار المستقبل» لاعطائه العلم والخبر» .. «نحن لا ندخل في مساومات على حساب مبادئنا»
«حزب التحرير» : القومية والوطنية روابط فاسدة ونعمل من أجل تحقيق الخلافة الاسلامية
القرار 1701 شبيه بقرار تقسيم فلسطين واتفاق الطائف وصفة اميركية [/color:7a6b793768][/size:7a6b793768]
[size=18:7a6b793768]«القرار 1701 شبيه بقرار تقسيم فلسطين وما القرارات الصادرة عن مجلس الامن الا قرارات ضد الامة الاسلامية، وقد وافقت اميركا على هذا القرار لتتقاسم المصالح مع اوروبا في بلداننا». بهذه العبارات تحدث الدكتور محمد جابر رئيس «حزب التحرير» في لبنان الى «الديار» فشرح الاوضاع في لبنان وقضية الترخيص للحزب، اضافة الى قضايا اقليمية ودولية اخرى، واكد ان الحزب يعمل على مبدأ الخلافة الاسلامية.
واشار الى ان اتفاق الطائف هو وصفة اميركية فرضته اميركا في محاولة لإعادة صياغة التركيبة اللبنانية.
واضاف: اننا نعتبر اخواننا في حزب الله جزءاً من امتنا الاسلامية في موقف دفاعي لا يحسد عليه.
وعن وجود صفقة بين «حزب التحرير» و «تيار المستقبل» مقابل الترخيص للحزب نفى وجود اي صفقة لان الحزب لا يحتاج ولا يرضى ان يدخل في اي صفقات ومساومات على حساب مبادئه.
وحول القومية والوطنية قال جابر إن الحزب يعتبرها روابط فاسدة، كونها تتعارض مع المبدأ الذي هو عقيدة عقلية اي فكرة كلية - لما قبل ولما بعد - فالعقيدة تكوّن النظام، الذي بدوره يعالج مشاكل الانسان وعبره المجتمع،...» فالحاكم كما يراه حزب التحرير يجب ان يطبق «خمسة اشياء ... الاحكام الشرعية المتعلقة بالاجتماع، الاقتصاد، التعليم، السياسة الخارجية، الحكم بنفسه والذي يتضمن: الاحوال الشخصية، والنظام الاقتصادي (اخذ المال وجبايته)، الى التعليم وفق اسس الاسلام، والسياسة الخارجية التي تنظم اعمال الخلافة مع محيطها القريب والبعيد».
[color=red:7a6b793768]وهنا نص الحوار:[/color:7a6b793768]
حاوره يوسف بلوط
* كيف ينظر «حزب التحرير» الى القرار 1701 وما هو مستقبل لبنان؟
- ان حزب التحرير ينظر الى القرار 1701 نظرته الى القرارات كافة الصادرة عن المجلس الدولي، والتي لا يمكن ان تأتي بالخير لأمتنا الاسلامية، ولبنان جزء منها. فهذا القرار مثله مثل قرار تقسيم فلسطين، وبعده كل القرارات التي تعترف بكيان يهود المغتصب لفلسطين مثل القرارت 242 و 338 و 425 التي يتغنى بها حكام المسلمين، ويعتبرونها نصرا مؤزرا في حال وافق العدو عليها مع تصورنا بأن هذا العدو المغتصب، هو الذي يعارض تلك القرارات، مع أنها تعطيه جزءا كبيرا من فلسطين وجوارها مع اعتراف كامل بكيانه المغتصب من جميع حكام المسلمين. أما القرار 1701 فنرى فيه خطورة واضحة، حيث ان اميركا وافقت عليه لتجرّ ارجل الاوروبيين الى منطقتنا الاسلامية، موحية لهم بتقاسم المصالح، وهي تريد لهم الانغماس معها في وحول المنطقة ورمالها المتحركة لتجعل الصراع الحالي بين المسلمين والاوروبيين ولا يبقى مع الاميركيين فقط. وما الاساطيل الاوروبية والجيوش التي تحشد في منطقتنا سوى ترجمة للتنافس بين أميركا وأوروبا على بلادنا الاسلامية للعودة الى استعمارها عسكريا من جديد وللحؤول دون قيام كيان سياسي قوي موحد (دولة اسلامية) تستطيع الوقوف في وجه دول الغرب كلها وتعيد البلاد كلها الى مجدها وعزها السابق وتعيد لها خيراتها المنهوبة، وتعيد أهل لبنان الى انتمائهم للدولة القوية القادرة العزيزة، وليس الى تقسيمات سايكس - بيكو المشؤومة.
لذلك ننظر الى ما يجري في لبنان على أنه مخطط من المتنافسين، اميركا والدول الاوروبية، لمحاولة العودة الى الاستعمار المباشر والحيلولة دون محاولة اهل المنطقة الانعتاق من ربقة العبودية للغرب بمحاولة التخلص من حراس فيها.
وحيث اننا ننطلق من العقيدة الاسلامية في نظرتنا السياسية فإن الاسلام يحرم تحريما تاما ومطلقا ان يكون للقوات الغربية اي نفوذ او سيطرة او مجرد تواجد في البلاد فالاصل ان يكون امن البلاد بأيدي ابنائها وليس عبر جيوش تكرس الهيمنة الاستعمارية. فلقد دأب الغرب منذ احداث 1840على افتعال الازمات بين الجهلة من ابناء البلاد ليتخذ من هذه الازمات مبررا للتدخل لفرض حمايته طورا ووصولا الى وصايته او الاحتلال المباشر دون ساتر، كما رأينا ونرى في العراق والسودان واخيرا في الصومال، من هنا فإننا نرفض وفي شكل مبدئي كلي اي تواجد لاي قوة اجنبية وكنا اقترحنا على الرئيس الحص في لقائنا الاخير معه المطالبة باحلال قوات عربية واسلامية بدلا من القوات الغربية في البند المذكور في مذكرة التفاهم بين رؤساء الوزراء السابقين.
خلاصة الامر ان مستقبل لبنان لا يبشر بكثير خير طالما استمرت العقلية السياسية المؤسسة على اسس «سايكس-بيكو» في الحكم وان اصبحت الموالاة معارضة والعكس بالعكس فكلهم من طينة واحدة، ونحن ننصح الجميع بأن السبيل الوحيد للتخلص من التدخلات الاجنبية هو في اقامة كيان قادر يسهر قادته على حماية كرامة ابنائه وامنهم قائم على العدل ولا يكون هذا الا في ظل حكم الاسلام.
* هل يمكن ان يصبح لبنان نسخة شبيهة لمواجهة قوى التحالف مثل افغانستان والعراق؟
- في الواقع هناك ارتباط مباشر بين ما يجري في لبنان وما يجري في العراق وافغانستان وفلسطين، وهذا الارتباط يتأتى من جهة نتيجة للسباق الاستعماري الفج الذي تتصارع فيه دول اوروبا مع اميركا وروسيا وكل يريد حصة من الكعكة التي يسيل لها اللعاب. هذا الصراع الذي يذكرنا بالحملة الاستعمارية الاوروبية التي فجرت الحرب العالمية الاولى نتيجة لتصادم مصالح الدول المتنافسة. فأميركا حين شنت عدوانها على افغانستان بدون اي مسوغ او مبرر قانوني او اخلاقي وكذلك ما فعلته في العراق فهذا وذاك ان هو الا امتداد للتنافس الاستعماري بين الدول الغربية ولقد اصبحت «الحرب على الارهاب» موضة العصر فكل دويلة تخترع قصة مضحكة، لولا انها دامية، اذ تزعم بين الحين والاخر القبض على خلية نائمة او شبه نائمة او صاحية او شبه صاحية او ما شاكل ذلك مما يعطيها المبرر لاطلاق حملات عدائية على كل الصعد ضد الاسلام والمسلمين. من هنا لا نستبعد امكانية ان يتحول لبنان الى ساحة اخرى تعمل الامة على صد الهجمة الاستعمارية الغربية التي تتخذ من خرقة الامم المتحدة ستارا تزعم انه يعطيها شرعية التدخل. ولقد صرحت ميركل عن الغاية من ارسال القوات الألمانية وانها لحماية اسرائيل. فمن منا يقبل بهذا؟ نعم بعض الحكام يقبلون بحماية اسرائيل ويرفضون خيار الجهاد وهذا لا يفاجئنا ولكن لا يلزم الامة بشيء فاسرائيل كيان سرطاني خبيث يجب ازالته ولا بد مهما طال الزمن وهو ليس ببعيد على كل حال.
* هناك قول: ان ما جرى في لبنان مخطط لضرب نموذج المقاومة لاستكمال الحصار على فلسطين والعراق؟
- لقد اثبتت الحرب الاخيرة ان الجهاد القائم على السواعد المؤمنة قادر على صد العدوان الصهيوني بل وخلع كيان يهود بالكلية ولكن هذا يلزمه القرار السياسي المخلص وهو ما نفتقده. ونفس الأمر ينطبق على العراق فلو توفر الدعم الشعبي المفتوح للجهاد في العراق ضد الاميركان لخرجت فلول العلوج الاميركان في برهة وجيزة ولكن ان تقوم الانظمة المجاورة للعراق دون استثناء بمحاربة المجاهدين والتضييق عليهم ومعاونة الغزاة الاميركان وحلفائهم فهذا ولا شك خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين. والواجب الشرعي ان تتبصر الامة في واقعها وتحدد عدوها وحلفاءه وتتخذ منهم موقف الولاء والبراء الشرعي. وفي نفس الوقت فالتخلص من الاحتلال اليهودي لا يتم عبر مقاومة محدودة في شوارع غزة ورام الله وجنين، وواجب الجهاد لخلع يهود هو فرض على المسلمين كافة وليس فقط على اهل فلسطين وكذلك طرد الاميركان من العراق انما يتطلب حشد طاقات الامة كافة وليس فقط اهل العراق لوحدهم. ونحن نناشد اهلنا واخوتنا في القوات المسلحة وهم القادرون على احداث التغيير الجذري ان يستجيبوا لدعوة العزة والكرامة فلا يحل بهم ما حل بإخوانهم في العراق فليبادروا للاصطفاف في صف الامة وليفوزوا بخير الدنيا والآخرة.
[color=blue:7a6b793768]العلاقة مع «حزب الله» [/color:7a6b793768]
* علاقتكم بـ حزب الله في ظل الاختلاف الكبير للنظرة الى نظام الحكم؟ الخلافة وولاية الفقيه في ظل نظام الجمهورية الاسلامية؟
- حزب التحرير ينظر الى جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم وافكارهم الاسلامية بأنهم اخوان لنا نحبهم ونريد لهم الخير ونتناصح وإياهم ونتناقش دوما فيما نراه ضروريا للنقاش ولقد كان لنا ولا زال لقاءات دورية مع اخوتنا في الحركات الاسلامية ومنها قيادة حزب الله بعضها معلن وبعضها الاخر بعيد عن الاعلام وكان تتويج هذه اللقاءات اجتماعنا مع السيد حسن نصرالله قبل العدوان الاخير في تموز الماضي بأيام قليلة.
وبما انكم سألتم عن علاقة حزب التحرير ونظرته لحزب الله فإننا نعتبر اخواننا في حزب الله جزءا من امتنا الاسلامية اخذوا على عاتقهم قتال العدو المغتصب لحماية العباد والبلاد ولاستنهاض الامة لذلك لا يمكن لحزب التحرير كما كل منصف الا ان يحترم ويقدّر حزب الله قيادة واعضاء خاصة في تصديه الباسل والبطولي للعدو المغتصب قتالا حقيقيا شرسا تخطى فيه الخطوط الحمر التي لم يرد حكام المسلمين كسرها قبل ذلك.
اما بالنسبة للإختلاف في الآراء والاجتهادات الفرعية بين حزب التحرير وحزب الله فهذا امر طبيعي بين المسلمين منذ صدر الاسلام حتى تاريخنا المعاصر والمهم ان يكون الدليل الشرعي هو اساس الاختلاف في الفهم وليس اي شيء اخر.
وفي الشق الثاني من السؤال مسألة نظام الحكم في الاسلام والفرق بين الخلافة التي ندعو لها وولاية الفقيه في ظل الجمهورية الاسلامية في ايران وهذا امر يطول شرحه ولكن نوجز فنقول ان طبيعة فهمنا لرسالة الاسلام ونظامه انه يوجب وحدة بلاد المسلمين ومن هنا جاء تعريف الفقهاء للخلافة بأنها «رئاسة عامة لجميع المسلمين» وهذه مسألة اساسية اي عدم جواز تفتيت المسلمين الى كيانات متعددة وهذه نظرة تقوم على الحكم الشرعي وهو القول الفصل الذي يحرم وجود خليفتين للمسلمين في اي زمن فضلا عن طبيعة شهادة التوحيد التي يقوم عليها الدين الاسلامي والتي تقتضي وحدة البشرية في عبوديتها لرب الكون الواحد فلا إله الا الله تعني وحدة البشر في عبادة هذا الإله الحق كل هذا يؤدي بنا الى نقطة مفصلية ان الاسلام يرفض اي مشروع قومي او طائفي او مذهبي او وطني فضلا عن ان الاسلام لا يعترف بسياسات البلطجة التي تتبعها الدول الغربية لفرض استعمارها على الشعوب المستضعفة تحت ستار الشرعية الدولية الخارج من رحم الامم المتحدة وغيرها من ادوات الاستعمار.
ولا بأس من الذكر هنا ان حزب التحرير يتعامل مع الناس برحابة صدر، فمن كان غير مسلم دعوناه الى الاسلام بالحسنى والحوار الهادئ الجدي ومن كان مسلما ذكرناه بما فرضه الخالق من احكام شرعية ودعوناه للعمل معنا في استئناف الحياة الاسلامية ولا نبالي بعد ذلك أكان عربيا ام اعجميا ام شافعيا ام جعفريا او غير ذلك.
* اين مستقبل الخلافة في ظل اتفاق الطائف في لبنان؟
- اتفاق الطائف هو وصفة اميركية موقتة فرضته اميركا يومذاك عبر النظام السوري الذي فوضه الملف اللبناني منذ دخول القوات السورية عام 76 في محاولة لإعادة صياغة التركيبة اللبنانية بما يناسب مصالحها. وغني عن القول ان هذا الاتفاق مليء بالثغرات التي تفتح ابوابا واسعة لتكريس شروخ الخلافات السياسية الطائفية في لبنان. اما عن الربط بين الطائف تعود لتنفجر من جديد ان كان عبر الصراعات العسكرية الدموية او كان عبر التراشق السياسي الذي لا يقل عنفا. والمؤسف في كل هذا ان الزعامات الطائفية التي تدعى الحرص على خدمة طوائفها هي اول المتاجرين بأبناء الشعب المنكود وسواء عدنا الى حرب ال0 75 الدموية التي نحمد الله ان لم يكن لنا فيها لا ناقة ولا جمل بينما اولغت عناصر الاحزاب التقدمية والقومية والعلمانية في دمائها، او الحرب السلمية التي تلتها في ظل ميثاق الطائف والتي اورثتنا دينا لا بل سرقة بلغ 40 مليار دولار او حتى مرحلة ما بعد الانسحاب السوري فكل هذا وذاك يرينا بوضوح ان البلاد لن ترتاح وتعرف معنى الاستقرار الا في ظل نظام حكم عادل ولا نرى حكما عادلا خارج حكم الاسلام.
طبعا هنا يثار السؤال وكيف يكون الاسلام عادلا تجاه النصارى؟ وهل تريدون ارجاعهم ليكونوا اهل ذمة؟ فنقول ان الواقع اللبناني اليوم يرينا ان اهل البلاد هم في ذمة الحكام الذين - على تقلباتهم في مراكز الموالاة والمعارضة المزعومة سفكوا الدماء واولغوا في نهب خيرات البلاد فنحن نسأل اي ذمة هذه؟ حين يضطر ابناؤنا الى الهجرة في اصقاع المعمورة وصولا الى سريلانكا - مع كل الاحترام لاهلها - هربا من الجحيم الذي لا يطاق. هل هذه الذمة الرأسمالية التي بعد مضي سنة لم ترجع مهجّري ضحايا اعصار كاترينا الى بيوتهم بينما موازنة البنتاغون تبلغ 800 مليار دولار هل هذه الرأسمالية خير للمسلم والمسيحي على السواء ام حكم الاسلام الذي يوجد لحمة اجتماعية لا مثيل لها تقوم على التنافس والتعاون في البر والخير لصالح الإنسان مع الحفاظ على خصوصيته وكرامته مهما كانت عقيدته او دينه؟ هذا سؤال نود سماع الجواب عليه من الجميع.
وربما لا بد من توضيح مسألة في امر الخلافة فقد اظهرنا فيما سبق من اجوبة ان طبيعة دولة الخلافة انها دولة عالمية انسانية لا قطرية ولا قومية ولا وطنية فكل هذه المفاهيم هي نتاج الحضارة العلمانية الرأسمالية.
وواضح اليوم انه ما من امل للبشرية في التخلص من افات الرأسمالية الجشعة الا في الاسلام الذي يشجع ابناء المجتمع على التنافس في الخيرات وليس في الانحطاط المادي الحيواني.
* ماذا استطاع حزب التحرير ان يقدم على خط المواجهة مع اسرائيل؟ وهل يمكن اعتبار فريضة الجهاد عند حزب الله نموذج للتغيير حسب مبادئ حزب التحرير؟
- لا بد من الفصل بين امرين: العمل لاقامة دولة الاسلام والجهاد
ففي امر الدولة: ان حزب التحرير هو حزب سياسي مبدأه الاسلام وقد اختط الحزب لنفسه ان يلتزم الطريقة الشرعية التي سار عليها رسول الله في تغيير المجتمع، ومن مراجعة عمل الرسول الاكرم نجد انه اقتصر عمله قبل الوصول الى الحكم على الدعوة الفكرية والصراع السياسي من تبني المصالح وفضح خطط خصومه والصبر والثبات على ذلك حتى احدث الانقلاب الفكري في مجتمع المدينة ونجح في كسب ولاء اهل القوة والنفوذ فيها مما اذن باقامة الدولة الاسلامية الاولى، وهذه هي الخطة التي يقتفيها حزب التحرير باعتبارها حكما شرعيا، وكما ان الرسول الاكرم لم يستعمل السلاح مطلقا في مكة المكرمة فكذلك الحزب لا يستعمل السلاح ولا العنف ويقتصر في حمله للدعوة على الاعمال الفكرية والسياسية.
اما الحركات والاحزاب التي تستعمل العنف والقوة والاعمال المادية لتحويل المجتمع فنحن نخالف هذا النهج باعتباره يخالف نهج النبي الاكرم. وهذا كله في معرض الحديث عن بناء الدولة الاسلامية واقامتها، اما حين نتكلم عن التصدي لعدو غاز احتل او يريد ان يحتل ارضا من بلاد المسلمين فهذا له حكمه الخاص به ومع كون الاسلام شرع الجهاد ابتداء لنشر الدعوة الاسلامية الا ان هذا غائب اليوم بالكلية لغياب الدولة الاسلامية التي تقوم عليه وترعاه، وانما ينحصر الجهاد حين البحث في الجهاد الدفاعي كما هو الحال في فلسطين والعراق وافغانستان وسائر الاراضي الاسلامية المحتلة. في هذه الحال فلا خلاف في وجوب صد العدو ودفعه وردعه عن عدوانه وغيه ولو اقتضى هذا تجييش الامة كلها بنسائها ورجالها. وكما ان فرضية الصلاة اليومية وصوم رمضان تبقى قائمة بحد ذاتها حتى في غياب الدولة الاسلامية فايضا فرضية الجهاد قائمة لورود النصوص في ذلك، من هنا فالحزب يذكر الامة بهذا الواجب الشرعي.
والسؤال يشمل ماذا قدم حزب التحرير على خط المواجهة، والجواب ان الحزب قدم الكثير بوصفه حزبا سياسيا، فقد نصح للاخوة في الحركات الجهادية كحماس وحزب الله وبين لهم مرارا خطورة ما يحاك من مؤامرات تستهدفهم وتستهدف تركيع الامة، وبيّن في نشراته العامة وفي لقاءاته الخاصة معهم بأن المكر الغربي الاوروبي الاميركي لا يوقفه الا توحيد طاقات الامة في كيان واحد. ولقد اثبتت الاحداث صحة ما حذر الحزب منه ان كان في فلسطين او العراق او لبنان او افغانستان او السودان.
* هل يمكن اعتبار ان حزب الله صمد عسكرياً وانهزم سياسياً؟
- حقيقة صمود مجاهدي حزب الله وانتصارهم العسكري الميداني اقوى من ان ينكرها مكابر، واعجبني قول احد نواب حزب الله بأن روسيا ربحت الحرب ضد المانيا النازية وان كلفها ذلك دمار هائل وضحايا هائلة ان كان في ستالينغراد او غيرها، فلا يصح القول ان روسيا خسرت الحرب بسبب تدمير ستالينغراد. اما عن الهزيمة السياسية فهذا امر فيه جدل. ذك ان القرار 1701 قد اعطى اليهود نصراً سياسياً يناقض الهزيمة العسكرية الميدانية هذا من جهة ومن جه اخرى فقد فوض القوات الدولية نفوذا وسيطرة على لبنان جعل منه محمية او تحت الانتداب. ويبقى التساؤل كيف حصل هذا الانقلاب السياسي على النصر العسكري؟ والجواب واضح كون حزب الله بينما كان مركزا كفاحه وصراعه ضد اسرائيل كانت سكاكين الداخل تشحذ لطعنه في الظهر، اي ان حزب الله فقد الغطاء السياسي الداخلي الذي والخلافة فنحن نرى ان الاحداث اصبح حصان طروادة لتعكس اسرائيل هزيمتها العسكرية المريرة الى نصر سياسي ادى الى وضع حزب الله في موقف دفاعي لا يحسد عليه.
[color=red:7a6b793768]الجماعات الاسلامية والتيارات السلفية [/color:7a6b793768]
* هل دور حزب التحرير استكمال لما تقوم به الجماعة الاسلامية وتيارات سلفية في مواجهة الغرب في العالم؟
- من الطبيعي انه في مواجهة الهجمة الغربية التي تستهدف تركيع امة الاسلام ان يتنادى المخلصون في كل بلد الى تدارس السبل الكفيلة بصد هذه الهجمة، ومن الطبيعي ان تتعدد الاجتهادات والرؤى حول انجع السبل لتحقيق هذا المبتغى الذي يتفق عليه الجميع مهما اختلفت اساليبهم او اجتهاداتهم. وما دام الكل ينطلق من العقيدة الاسلامية ومن ضمن ضوابط الاجتهاد الصحيح في فهم النصوص فانه باذن الله مأجور على اجتهاده. نعم ان الحزب قد يختلف مع هذا الاجتهاد او ذاك ولكن لا بد ان نتذكر ان الاجتهادات انما تكون ضمن الامور الظنية اما الامور القطعية فهي موضوع اجماع من الجميع.
* كيف ينظر حزب التحرير الى مبادرة الملك السعودي عام 2002 للسلام؟ وما هو موقفكم من توطين الفلسطينيين في لبنان؟
- موقف حزب التحرير من مبادرة السعودية التي تبنتها القمة العربية في بيروت 2002 معروف سابقا من كل المبادرات التي تريد من المسلمين التنازل عن فلسطين او عن بعضها لاعطائها لمن اغتصبها واضفاء الشرعية على هذا الاغتصاب. ولا يعدو موقف حزب التحرير الحكم الشرعي في الاسلام الذي يحرم الاعتراف بهذا الاغتصاب بأي شكل او اسلوب مهما كان. ولا ننسى ان الكيان الاسرائيلي انما ولد على انقاض دولة الخلافة بموجب معاهدة سايكس بيكو التي ابرمت في ابان الحرب العالمية الاولى. وقد هدف الغرب الاوروبي بالامس والاميركي من بعد من وراء ذلك ايجاد اسفين في قلب العالم الاسلامي وقاعدة عسكرية متقدمة يتخذها منطلقا لمتابعة حروبه الصليبية ضد الامة الاسلامية. ومن هنا عجبنا الشديد لهذه الانظمة التي تزعم - كذبا - النكير على جرائم يهود بينما هي تستقبل بالاحضان مبعوثي الاجرام من الساسة الغربيين، فكيف يستقيم هذا المنطق؟ انه لا يستقيم لدى اي عقل سوي، ولا تفسير له سوى الفجوة الهائلة بين تلك الزعامات وبين الشعوب.[/size:7a6b793768]
[size=18:7a6b793768][color=blue:7a6b793768]نفى ايّ صفقة مع «تيار المستقبل» لاعطائه العلم والخبر» .. «نحن لا ندخل في مساومات على حساب مبادئنا»
«حزب التحرير» : القومية والوطنية روابط فاسدة ونعمل من أجل تحقيق الخلافة الاسلامية
القرار 1701 شبيه بقرار تقسيم فلسطين واتفاق الطائف وصفة اميركية [/color:7a6b793768][/size:7a6b793768]
[size=18:7a6b793768]«القرار 1701 شبيه بقرار تقسيم فلسطين وما القرارات الصادرة عن مجلس الامن الا قرارات ضد الامة الاسلامية، وقد وافقت اميركا على هذا القرار لتتقاسم المصالح مع اوروبا في بلداننا». بهذه العبارات تحدث الدكتور محمد جابر رئيس «حزب التحرير» في لبنان الى «الديار» فشرح الاوضاع في لبنان وقضية الترخيص للحزب، اضافة الى قضايا اقليمية ودولية اخرى، واكد ان الحزب يعمل على مبدأ الخلافة الاسلامية.
واشار الى ان اتفاق الطائف هو وصفة اميركية فرضته اميركا في محاولة لإعادة صياغة التركيبة اللبنانية.
واضاف: اننا نعتبر اخواننا في حزب الله جزءاً من امتنا الاسلامية في موقف دفاعي لا يحسد عليه.
وعن وجود صفقة بين «حزب التحرير» و «تيار المستقبل» مقابل الترخيص للحزب نفى وجود اي صفقة لان الحزب لا يحتاج ولا يرضى ان يدخل في اي صفقات ومساومات على حساب مبادئه.
وحول القومية والوطنية قال جابر إن الحزب يعتبرها روابط فاسدة، كونها تتعارض مع المبدأ الذي هو عقيدة عقلية اي فكرة كلية - لما قبل ولما بعد - فالعقيدة تكوّن النظام، الذي بدوره يعالج مشاكل الانسان وعبره المجتمع،...» فالحاكم كما يراه حزب التحرير يجب ان يطبق «خمسة اشياء ... الاحكام الشرعية المتعلقة بالاجتماع، الاقتصاد، التعليم، السياسة الخارجية، الحكم بنفسه والذي يتضمن: الاحوال الشخصية، والنظام الاقتصادي (اخذ المال وجبايته)، الى التعليم وفق اسس الاسلام، والسياسة الخارجية التي تنظم اعمال الخلافة مع محيطها القريب والبعيد».
[color=red:7a6b793768]وهنا نص الحوار:[/color:7a6b793768]
حاوره يوسف بلوط
* كيف ينظر «حزب التحرير» الى القرار 1701 وما هو مستقبل لبنان؟
- ان حزب التحرير ينظر الى القرار 1701 نظرته الى القرارات كافة الصادرة عن المجلس الدولي، والتي لا يمكن ان تأتي بالخير لأمتنا الاسلامية، ولبنان جزء منها. فهذا القرار مثله مثل قرار تقسيم فلسطين، وبعده كل القرارات التي تعترف بكيان يهود المغتصب لفلسطين مثل القرارت 242 و 338 و 425 التي يتغنى بها حكام المسلمين، ويعتبرونها نصرا مؤزرا في حال وافق العدو عليها مع تصورنا بأن هذا العدو المغتصب، هو الذي يعارض تلك القرارات، مع أنها تعطيه جزءا كبيرا من فلسطين وجوارها مع اعتراف كامل بكيانه المغتصب من جميع حكام المسلمين. أما القرار 1701 فنرى فيه خطورة واضحة، حيث ان اميركا وافقت عليه لتجرّ ارجل الاوروبيين الى منطقتنا الاسلامية، موحية لهم بتقاسم المصالح، وهي تريد لهم الانغماس معها في وحول المنطقة ورمالها المتحركة لتجعل الصراع الحالي بين المسلمين والاوروبيين ولا يبقى مع الاميركيين فقط. وما الاساطيل الاوروبية والجيوش التي تحشد في منطقتنا سوى ترجمة للتنافس بين أميركا وأوروبا على بلادنا الاسلامية للعودة الى استعمارها عسكريا من جديد وللحؤول دون قيام كيان سياسي قوي موحد (دولة اسلامية) تستطيع الوقوف في وجه دول الغرب كلها وتعيد البلاد كلها الى مجدها وعزها السابق وتعيد لها خيراتها المنهوبة، وتعيد أهل لبنان الى انتمائهم للدولة القوية القادرة العزيزة، وليس الى تقسيمات سايكس - بيكو المشؤومة.
لذلك ننظر الى ما يجري في لبنان على أنه مخطط من المتنافسين، اميركا والدول الاوروبية، لمحاولة العودة الى الاستعمار المباشر والحيلولة دون محاولة اهل المنطقة الانعتاق من ربقة العبودية للغرب بمحاولة التخلص من حراس فيها.
وحيث اننا ننطلق من العقيدة الاسلامية في نظرتنا السياسية فإن الاسلام يحرم تحريما تاما ومطلقا ان يكون للقوات الغربية اي نفوذ او سيطرة او مجرد تواجد في البلاد فالاصل ان يكون امن البلاد بأيدي ابنائها وليس عبر جيوش تكرس الهيمنة الاستعمارية. فلقد دأب الغرب منذ احداث 1840على افتعال الازمات بين الجهلة من ابناء البلاد ليتخذ من هذه الازمات مبررا للتدخل لفرض حمايته طورا ووصولا الى وصايته او الاحتلال المباشر دون ساتر، كما رأينا ونرى في العراق والسودان واخيرا في الصومال، من هنا فإننا نرفض وفي شكل مبدئي كلي اي تواجد لاي قوة اجنبية وكنا اقترحنا على الرئيس الحص في لقائنا الاخير معه المطالبة باحلال قوات عربية واسلامية بدلا من القوات الغربية في البند المذكور في مذكرة التفاهم بين رؤساء الوزراء السابقين.
خلاصة الامر ان مستقبل لبنان لا يبشر بكثير خير طالما استمرت العقلية السياسية المؤسسة على اسس «سايكس-بيكو» في الحكم وان اصبحت الموالاة معارضة والعكس بالعكس فكلهم من طينة واحدة، ونحن ننصح الجميع بأن السبيل الوحيد للتخلص من التدخلات الاجنبية هو في اقامة كيان قادر يسهر قادته على حماية كرامة ابنائه وامنهم قائم على العدل ولا يكون هذا الا في ظل حكم الاسلام.
* هل يمكن ان يصبح لبنان نسخة شبيهة لمواجهة قوى التحالف مثل افغانستان والعراق؟
- في الواقع هناك ارتباط مباشر بين ما يجري في لبنان وما يجري في العراق وافغانستان وفلسطين، وهذا الارتباط يتأتى من جهة نتيجة للسباق الاستعماري الفج الذي تتصارع فيه دول اوروبا مع اميركا وروسيا وكل يريد حصة من الكعكة التي يسيل لها اللعاب. هذا الصراع الذي يذكرنا بالحملة الاستعمارية الاوروبية التي فجرت الحرب العالمية الاولى نتيجة لتصادم مصالح الدول المتنافسة. فأميركا حين شنت عدوانها على افغانستان بدون اي مسوغ او مبرر قانوني او اخلاقي وكذلك ما فعلته في العراق فهذا وذاك ان هو الا امتداد للتنافس الاستعماري بين الدول الغربية ولقد اصبحت «الحرب على الارهاب» موضة العصر فكل دويلة تخترع قصة مضحكة، لولا انها دامية، اذ تزعم بين الحين والاخر القبض على خلية نائمة او شبه نائمة او صاحية او شبه صاحية او ما شاكل ذلك مما يعطيها المبرر لاطلاق حملات عدائية على كل الصعد ضد الاسلام والمسلمين. من هنا لا نستبعد امكانية ان يتحول لبنان الى ساحة اخرى تعمل الامة على صد الهجمة الاستعمارية الغربية التي تتخذ من خرقة الامم المتحدة ستارا تزعم انه يعطيها شرعية التدخل. ولقد صرحت ميركل عن الغاية من ارسال القوات الألمانية وانها لحماية اسرائيل. فمن منا يقبل بهذا؟ نعم بعض الحكام يقبلون بحماية اسرائيل ويرفضون خيار الجهاد وهذا لا يفاجئنا ولكن لا يلزم الامة بشيء فاسرائيل كيان سرطاني خبيث يجب ازالته ولا بد مهما طال الزمن وهو ليس ببعيد على كل حال.
* هناك قول: ان ما جرى في لبنان مخطط لضرب نموذج المقاومة لاستكمال الحصار على فلسطين والعراق؟
- لقد اثبتت الحرب الاخيرة ان الجهاد القائم على السواعد المؤمنة قادر على صد العدوان الصهيوني بل وخلع كيان يهود بالكلية ولكن هذا يلزمه القرار السياسي المخلص وهو ما نفتقده. ونفس الأمر ينطبق على العراق فلو توفر الدعم الشعبي المفتوح للجهاد في العراق ضد الاميركان لخرجت فلول العلوج الاميركان في برهة وجيزة ولكن ان تقوم الانظمة المجاورة للعراق دون استثناء بمحاربة المجاهدين والتضييق عليهم ومعاونة الغزاة الاميركان وحلفائهم فهذا ولا شك خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين. والواجب الشرعي ان تتبصر الامة في واقعها وتحدد عدوها وحلفاءه وتتخذ منهم موقف الولاء والبراء الشرعي. وفي نفس الوقت فالتخلص من الاحتلال اليهودي لا يتم عبر مقاومة محدودة في شوارع غزة ورام الله وجنين، وواجب الجهاد لخلع يهود هو فرض على المسلمين كافة وليس فقط على اهل فلسطين وكذلك طرد الاميركان من العراق انما يتطلب حشد طاقات الامة كافة وليس فقط اهل العراق لوحدهم. ونحن نناشد اهلنا واخوتنا في القوات المسلحة وهم القادرون على احداث التغيير الجذري ان يستجيبوا لدعوة العزة والكرامة فلا يحل بهم ما حل بإخوانهم في العراق فليبادروا للاصطفاف في صف الامة وليفوزوا بخير الدنيا والآخرة.
[color=blue:7a6b793768]العلاقة مع «حزب الله» [/color:7a6b793768]
* علاقتكم بـ حزب الله في ظل الاختلاف الكبير للنظرة الى نظام الحكم؟ الخلافة وولاية الفقيه في ظل نظام الجمهورية الاسلامية؟
- حزب التحرير ينظر الى جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم وافكارهم الاسلامية بأنهم اخوان لنا نحبهم ونريد لهم الخير ونتناصح وإياهم ونتناقش دوما فيما نراه ضروريا للنقاش ولقد كان لنا ولا زال لقاءات دورية مع اخوتنا في الحركات الاسلامية ومنها قيادة حزب الله بعضها معلن وبعضها الاخر بعيد عن الاعلام وكان تتويج هذه اللقاءات اجتماعنا مع السيد حسن نصرالله قبل العدوان الاخير في تموز الماضي بأيام قليلة.
وبما انكم سألتم عن علاقة حزب التحرير ونظرته لحزب الله فإننا نعتبر اخواننا في حزب الله جزءا من امتنا الاسلامية اخذوا على عاتقهم قتال العدو المغتصب لحماية العباد والبلاد ولاستنهاض الامة لذلك لا يمكن لحزب التحرير كما كل منصف الا ان يحترم ويقدّر حزب الله قيادة واعضاء خاصة في تصديه الباسل والبطولي للعدو المغتصب قتالا حقيقيا شرسا تخطى فيه الخطوط الحمر التي لم يرد حكام المسلمين كسرها قبل ذلك.
اما بالنسبة للإختلاف في الآراء والاجتهادات الفرعية بين حزب التحرير وحزب الله فهذا امر طبيعي بين المسلمين منذ صدر الاسلام حتى تاريخنا المعاصر والمهم ان يكون الدليل الشرعي هو اساس الاختلاف في الفهم وليس اي شيء اخر.
وفي الشق الثاني من السؤال مسألة نظام الحكم في الاسلام والفرق بين الخلافة التي ندعو لها وولاية الفقيه في ظل الجمهورية الاسلامية في ايران وهذا امر يطول شرحه ولكن نوجز فنقول ان طبيعة فهمنا لرسالة الاسلام ونظامه انه يوجب وحدة بلاد المسلمين ومن هنا جاء تعريف الفقهاء للخلافة بأنها «رئاسة عامة لجميع المسلمين» وهذه مسألة اساسية اي عدم جواز تفتيت المسلمين الى كيانات متعددة وهذه نظرة تقوم على الحكم الشرعي وهو القول الفصل الذي يحرم وجود خليفتين للمسلمين في اي زمن فضلا عن طبيعة شهادة التوحيد التي يقوم عليها الدين الاسلامي والتي تقتضي وحدة البشرية في عبوديتها لرب الكون الواحد فلا إله الا الله تعني وحدة البشر في عبادة هذا الإله الحق كل هذا يؤدي بنا الى نقطة مفصلية ان الاسلام يرفض اي مشروع قومي او طائفي او مذهبي او وطني فضلا عن ان الاسلام لا يعترف بسياسات البلطجة التي تتبعها الدول الغربية لفرض استعمارها على الشعوب المستضعفة تحت ستار الشرعية الدولية الخارج من رحم الامم المتحدة وغيرها من ادوات الاستعمار.
ولا بأس من الذكر هنا ان حزب التحرير يتعامل مع الناس برحابة صدر، فمن كان غير مسلم دعوناه الى الاسلام بالحسنى والحوار الهادئ الجدي ومن كان مسلما ذكرناه بما فرضه الخالق من احكام شرعية ودعوناه للعمل معنا في استئناف الحياة الاسلامية ولا نبالي بعد ذلك أكان عربيا ام اعجميا ام شافعيا ام جعفريا او غير ذلك.
* اين مستقبل الخلافة في ظل اتفاق الطائف في لبنان؟
- اتفاق الطائف هو وصفة اميركية موقتة فرضته اميركا يومذاك عبر النظام السوري الذي فوضه الملف اللبناني منذ دخول القوات السورية عام 76 في محاولة لإعادة صياغة التركيبة اللبنانية بما يناسب مصالحها. وغني عن القول ان هذا الاتفاق مليء بالثغرات التي تفتح ابوابا واسعة لتكريس شروخ الخلافات السياسية الطائفية في لبنان. اما عن الربط بين الطائف تعود لتنفجر من جديد ان كان عبر الصراعات العسكرية الدموية او كان عبر التراشق السياسي الذي لا يقل عنفا. والمؤسف في كل هذا ان الزعامات الطائفية التي تدعى الحرص على خدمة طوائفها هي اول المتاجرين بأبناء الشعب المنكود وسواء عدنا الى حرب ال0 75 الدموية التي نحمد الله ان لم يكن لنا فيها لا ناقة ولا جمل بينما اولغت عناصر الاحزاب التقدمية والقومية والعلمانية في دمائها، او الحرب السلمية التي تلتها في ظل ميثاق الطائف والتي اورثتنا دينا لا بل سرقة بلغ 40 مليار دولار او حتى مرحلة ما بعد الانسحاب السوري فكل هذا وذاك يرينا بوضوح ان البلاد لن ترتاح وتعرف معنى الاستقرار الا في ظل نظام حكم عادل ولا نرى حكما عادلا خارج حكم الاسلام.
طبعا هنا يثار السؤال وكيف يكون الاسلام عادلا تجاه النصارى؟ وهل تريدون ارجاعهم ليكونوا اهل ذمة؟ فنقول ان الواقع اللبناني اليوم يرينا ان اهل البلاد هم في ذمة الحكام الذين - على تقلباتهم في مراكز الموالاة والمعارضة المزعومة سفكوا الدماء واولغوا في نهب خيرات البلاد فنحن نسأل اي ذمة هذه؟ حين يضطر ابناؤنا الى الهجرة في اصقاع المعمورة وصولا الى سريلانكا - مع كل الاحترام لاهلها - هربا من الجحيم الذي لا يطاق. هل هذه الذمة الرأسمالية التي بعد مضي سنة لم ترجع مهجّري ضحايا اعصار كاترينا الى بيوتهم بينما موازنة البنتاغون تبلغ 800 مليار دولار هل هذه الرأسمالية خير للمسلم والمسيحي على السواء ام حكم الاسلام الذي يوجد لحمة اجتماعية لا مثيل لها تقوم على التنافس والتعاون في البر والخير لصالح الإنسان مع الحفاظ على خصوصيته وكرامته مهما كانت عقيدته او دينه؟ هذا سؤال نود سماع الجواب عليه من الجميع.
وربما لا بد من توضيح مسألة في امر الخلافة فقد اظهرنا فيما سبق من اجوبة ان طبيعة دولة الخلافة انها دولة عالمية انسانية لا قطرية ولا قومية ولا وطنية فكل هذه المفاهيم هي نتاج الحضارة العلمانية الرأسمالية.
وواضح اليوم انه ما من امل للبشرية في التخلص من افات الرأسمالية الجشعة الا في الاسلام الذي يشجع ابناء المجتمع على التنافس في الخيرات وليس في الانحطاط المادي الحيواني.
* ماذا استطاع حزب التحرير ان يقدم على خط المواجهة مع اسرائيل؟ وهل يمكن اعتبار فريضة الجهاد عند حزب الله نموذج للتغيير حسب مبادئ حزب التحرير؟
- لا بد من الفصل بين امرين: العمل لاقامة دولة الاسلام والجهاد
ففي امر الدولة: ان حزب التحرير هو حزب سياسي مبدأه الاسلام وقد اختط الحزب لنفسه ان يلتزم الطريقة الشرعية التي سار عليها رسول الله في تغيير المجتمع، ومن مراجعة عمل الرسول الاكرم نجد انه اقتصر عمله قبل الوصول الى الحكم على الدعوة الفكرية والصراع السياسي من تبني المصالح وفضح خطط خصومه والصبر والثبات على ذلك حتى احدث الانقلاب الفكري في مجتمع المدينة ونجح في كسب ولاء اهل القوة والنفوذ فيها مما اذن باقامة الدولة الاسلامية الاولى، وهذه هي الخطة التي يقتفيها حزب التحرير باعتبارها حكما شرعيا، وكما ان الرسول الاكرم لم يستعمل السلاح مطلقا في مكة المكرمة فكذلك الحزب لا يستعمل السلاح ولا العنف ويقتصر في حمله للدعوة على الاعمال الفكرية والسياسية.
اما الحركات والاحزاب التي تستعمل العنف والقوة والاعمال المادية لتحويل المجتمع فنحن نخالف هذا النهج باعتباره يخالف نهج النبي الاكرم. وهذا كله في معرض الحديث عن بناء الدولة الاسلامية واقامتها، اما حين نتكلم عن التصدي لعدو غاز احتل او يريد ان يحتل ارضا من بلاد المسلمين فهذا له حكمه الخاص به ومع كون الاسلام شرع الجهاد ابتداء لنشر الدعوة الاسلامية الا ان هذا غائب اليوم بالكلية لغياب الدولة الاسلامية التي تقوم عليه وترعاه، وانما ينحصر الجهاد حين البحث في الجهاد الدفاعي كما هو الحال في فلسطين والعراق وافغانستان وسائر الاراضي الاسلامية المحتلة. في هذه الحال فلا خلاف في وجوب صد العدو ودفعه وردعه عن عدوانه وغيه ولو اقتضى هذا تجييش الامة كلها بنسائها ورجالها. وكما ان فرضية الصلاة اليومية وصوم رمضان تبقى قائمة بحد ذاتها حتى في غياب الدولة الاسلامية فايضا فرضية الجهاد قائمة لورود النصوص في ذلك، من هنا فالحزب يذكر الامة بهذا الواجب الشرعي.
والسؤال يشمل ماذا قدم حزب التحرير على خط المواجهة، والجواب ان الحزب قدم الكثير بوصفه حزبا سياسيا، فقد نصح للاخوة في الحركات الجهادية كحماس وحزب الله وبين لهم مرارا خطورة ما يحاك من مؤامرات تستهدفهم وتستهدف تركيع الامة، وبيّن في نشراته العامة وفي لقاءاته الخاصة معهم بأن المكر الغربي الاوروبي الاميركي لا يوقفه الا توحيد طاقات الامة في كيان واحد. ولقد اثبتت الاحداث صحة ما حذر الحزب منه ان كان في فلسطين او العراق او لبنان او افغانستان او السودان.
* هل يمكن اعتبار ان حزب الله صمد عسكرياً وانهزم سياسياً؟
- حقيقة صمود مجاهدي حزب الله وانتصارهم العسكري الميداني اقوى من ان ينكرها مكابر، واعجبني قول احد نواب حزب الله بأن روسيا ربحت الحرب ضد المانيا النازية وان كلفها ذلك دمار هائل وضحايا هائلة ان كان في ستالينغراد او غيرها، فلا يصح القول ان روسيا خسرت الحرب بسبب تدمير ستالينغراد. اما عن الهزيمة السياسية فهذا امر فيه جدل. ذك ان القرار 1701 قد اعطى اليهود نصراً سياسياً يناقض الهزيمة العسكرية الميدانية هذا من جهة ومن جه اخرى فقد فوض القوات الدولية نفوذا وسيطرة على لبنان جعل منه محمية او تحت الانتداب. ويبقى التساؤل كيف حصل هذا الانقلاب السياسي على النصر العسكري؟ والجواب واضح كون حزب الله بينما كان مركزا كفاحه وصراعه ضد اسرائيل كانت سكاكين الداخل تشحذ لطعنه في الظهر، اي ان حزب الله فقد الغطاء السياسي الداخلي الذي والخلافة فنحن نرى ان الاحداث اصبح حصان طروادة لتعكس اسرائيل هزيمتها العسكرية المريرة الى نصر سياسي ادى الى وضع حزب الله في موقف دفاعي لا يحسد عليه.
[color=red:7a6b793768]الجماعات الاسلامية والتيارات السلفية [/color:7a6b793768]
* هل دور حزب التحرير استكمال لما تقوم به الجماعة الاسلامية وتيارات سلفية في مواجهة الغرب في العالم؟
- من الطبيعي انه في مواجهة الهجمة الغربية التي تستهدف تركيع امة الاسلام ان يتنادى المخلصون في كل بلد الى تدارس السبل الكفيلة بصد هذه الهجمة، ومن الطبيعي ان تتعدد الاجتهادات والرؤى حول انجع السبل لتحقيق هذا المبتغى الذي يتفق عليه الجميع مهما اختلفت اساليبهم او اجتهاداتهم. وما دام الكل ينطلق من العقيدة الاسلامية ومن ضمن ضوابط الاجتهاد الصحيح في فهم النصوص فانه باذن الله مأجور على اجتهاده. نعم ان الحزب قد يختلف مع هذا الاجتهاد او ذاك ولكن لا بد ان نتذكر ان الاجتهادات انما تكون ضمن الامور الظنية اما الامور القطعية فهي موضوع اجماع من الجميع.
* كيف ينظر حزب التحرير الى مبادرة الملك السعودي عام 2002 للسلام؟ وما هو موقفكم من توطين الفلسطينيين في لبنان؟
- موقف حزب التحرير من مبادرة السعودية التي تبنتها القمة العربية في بيروت 2002 معروف سابقا من كل المبادرات التي تريد من المسلمين التنازل عن فلسطين او عن بعضها لاعطائها لمن اغتصبها واضفاء الشرعية على هذا الاغتصاب. ولا يعدو موقف حزب التحرير الحكم الشرعي في الاسلام الذي يحرم الاعتراف بهذا الاغتصاب بأي شكل او اسلوب مهما كان. ولا ننسى ان الكيان الاسرائيلي انما ولد على انقاض دولة الخلافة بموجب معاهدة سايكس بيكو التي ابرمت في ابان الحرب العالمية الاولى. وقد هدف الغرب الاوروبي بالامس والاميركي من بعد من وراء ذلك ايجاد اسفين في قلب العالم الاسلامي وقاعدة عسكرية متقدمة يتخذها منطلقا لمتابعة حروبه الصليبية ضد الامة الاسلامية. ومن هنا عجبنا الشديد لهذه الانظمة التي تزعم - كذبا - النكير على جرائم يهود بينما هي تستقبل بالاحضان مبعوثي الاجرام من الساسة الغربيين، فكيف يستقيم هذا المنطق؟ انه لا يستقيم لدى اي عقل سوي، ولا تفسير له سوى الفجوة الهائلة بين تلك الزعامات وبين الشعوب.[/size:7a6b793768]