عبد الله بوراي
10-26-2006, 01:57 PM
[size=96:9045a33047][color=olive:9045a33047]
رجاء لا تغلقها
هل تغلق النافذة على البحر لترد صوت الموج؟ هل تغلق النافذة على الجبل لكي تمنع النسيم؟ هل تغلق النافذة لكي تحد أشعة الشمس؟ هل تغلق النافذة لكي لا تسمع صوت الريح؟ هل تغلق النافذة لكي لا تسمع مخيلات ملاعب الأطفال؟ هل تغلق النافذة لكي لا ترى مواكب الجمال؟ هل تغلق النافذة لكي تقطع صلتك بالبسطاء؟ هل تغلق النافذة لكي لا تسمع أنغام الأعمى الذي يغني تحتها داعيا للمحسنين بالنور والسعادة؟ هل تغلق النافذة لتقيم جدارا بينك وبين أهل الحارة؟ هل تغلق النافذة لكي لا تسمع آخر الأخبار من بائع الصحف؟ هل تغلق النافذة لكي لا يلقي عليك جارك العائد تحية المساء؟ هل تغلق النافذة لكي تمنع عطر جارتك من اختراق المسام المتجمدة فيك؟ هل تغلق النافذة ليفوتك مرور بائع الزهور؟ هل تغلق النافذة لكي لا ترى محبي الجمال خارجين للتأكد من ألوان الغروب؟ لماذا هذه العادة العفوية، كلما عدت إلى المنزل: فورا تذهب وتغلق النافذة.
على ماذا تخاف؟ ماذا بقي لك من خصوصية؟ من أنت من دون عالمك هذا الذي هو خارج النافذة؟ متى تتعلم أن النافذة غير الباب، الباب وجد ليغلق والنافذة وجدت لتفتح. إنها مطل يا ساذج وليست ثقبا في الجدار، وأجدادك كانوا يسمونها «المنور» لأنه لا يأتي منها سوى النور. بعكس الباب. الباب يأتي منه كل شيء وجميع الناس وجميع الطباع. كم مرة في حياتك شعرت بالندم لأنك فتحت بابك أمام رداءة لا تزول رائحتها إلى الأبد؟ أمام جهيض يحمل بطاقة رجل؟ وماذا يدخل من النافذة؟ الياسمين الاختراقي وصوت فيروز تغني من النافذة المقابلة. تصور وطنك لو لم تغن له فيروز، كان يمكن أن يضيع من دون أن يدري به احد. ومن دون وداع.
لكنك تفتح النافذة وتسمع فيروز فلا يعود لبنان عشرة آلاف كيلومتر مربع، يصبح لوحة ضائعة في أثير الأرض، تنظر من أي نافذة فتراه، أو تسمعه.
لماذا تسارع إلى إغلاق النافذة كلما عدت إلى المكان؟ لماذا تحاول أن ترد عنك عالمك كمن يُخرج الأرنب من القبعة. عبثا ترد هذا الشباك الأخضر العتيق. رائحة الياسمين سوف تدخل خلفك لتداعب ذاكرتك، وصوت دعاء الأعمى على لحن الحزن، سوف يظل قاطنا في مسامعك، يذكرك أن العالم أجمل وهو مضاء ومنير. وسوف تظل تسمع وقع أقدام المارة ذاهبين إلى عالمهم في النهار عائدين إلى دنياهم في المساء. رجاء، لا تغلقها. أريد أن القي عليك التحية. صباح الخير أيها الناقد المنتقد . الصبر جميل.
منقول
burai[/color:9045a33047][/size:9045a33047]
رجاء لا تغلقها
هل تغلق النافذة على البحر لترد صوت الموج؟ هل تغلق النافذة على الجبل لكي تمنع النسيم؟ هل تغلق النافذة لكي تحد أشعة الشمس؟ هل تغلق النافذة لكي لا تسمع صوت الريح؟ هل تغلق النافذة لكي لا تسمع مخيلات ملاعب الأطفال؟ هل تغلق النافذة لكي لا ترى مواكب الجمال؟ هل تغلق النافذة لكي تقطع صلتك بالبسطاء؟ هل تغلق النافذة لكي لا تسمع أنغام الأعمى الذي يغني تحتها داعيا للمحسنين بالنور والسعادة؟ هل تغلق النافذة لتقيم جدارا بينك وبين أهل الحارة؟ هل تغلق النافذة لكي لا تسمع آخر الأخبار من بائع الصحف؟ هل تغلق النافذة لكي لا يلقي عليك جارك العائد تحية المساء؟ هل تغلق النافذة لكي تمنع عطر جارتك من اختراق المسام المتجمدة فيك؟ هل تغلق النافذة ليفوتك مرور بائع الزهور؟ هل تغلق النافذة لكي لا ترى محبي الجمال خارجين للتأكد من ألوان الغروب؟ لماذا هذه العادة العفوية، كلما عدت إلى المنزل: فورا تذهب وتغلق النافذة.
على ماذا تخاف؟ ماذا بقي لك من خصوصية؟ من أنت من دون عالمك هذا الذي هو خارج النافذة؟ متى تتعلم أن النافذة غير الباب، الباب وجد ليغلق والنافذة وجدت لتفتح. إنها مطل يا ساذج وليست ثقبا في الجدار، وأجدادك كانوا يسمونها «المنور» لأنه لا يأتي منها سوى النور. بعكس الباب. الباب يأتي منه كل شيء وجميع الناس وجميع الطباع. كم مرة في حياتك شعرت بالندم لأنك فتحت بابك أمام رداءة لا تزول رائحتها إلى الأبد؟ أمام جهيض يحمل بطاقة رجل؟ وماذا يدخل من النافذة؟ الياسمين الاختراقي وصوت فيروز تغني من النافذة المقابلة. تصور وطنك لو لم تغن له فيروز، كان يمكن أن يضيع من دون أن يدري به احد. ومن دون وداع.
لكنك تفتح النافذة وتسمع فيروز فلا يعود لبنان عشرة آلاف كيلومتر مربع، يصبح لوحة ضائعة في أثير الأرض، تنظر من أي نافذة فتراه، أو تسمعه.
لماذا تسارع إلى إغلاق النافذة كلما عدت إلى المكان؟ لماذا تحاول أن ترد عنك عالمك كمن يُخرج الأرنب من القبعة. عبثا ترد هذا الشباك الأخضر العتيق. رائحة الياسمين سوف تدخل خلفك لتداعب ذاكرتك، وصوت دعاء الأعمى على لحن الحزن، سوف يظل قاطنا في مسامعك، يذكرك أن العالم أجمل وهو مضاء ومنير. وسوف تظل تسمع وقع أقدام المارة ذاهبين إلى عالمهم في النهار عائدين إلى دنياهم في المساء. رجاء، لا تغلقها. أريد أن القي عليك التحية. صباح الخير أيها الناقد المنتقد . الصبر جميل.
منقول
burai[/color:9045a33047][/size:9045a33047]