مصطفى احمد
10-11-2006, 06:02 PM
مما يدل على ان الامام عليا عليه السلام كان مشهورا بين الصحابة بأنه وصي رسول الله ( ص ) ، رواية أم المؤمنين عائشة كما في صحيح مسلم ، قال : ذكروا عند عائشة أن عليا كان وصيا فقالت متى اوصى إليه فقد كنت مسندته إلى صدري أو قالت حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري وما شعرت أنه قد مات فمتى اوصى إليه .. " صحيح مسلم * شرح النووي ، كتاب الوصية ، ( ج 11 / 89 ( ، وصحيح البخاري ، كتاب الوصية ، باب الوصايا ، فتح الباري) ج 6 / 291(
كانت ام المؤمنين عائشة بحاجة إلى استنفار الناس للحرب ضد الامام علي عليه السلام والتي سميت في التاريخ باسم حرب الجمل ومن ثم نرى أن هذه المذاكرة لم تجر عفوا وانما كانت شبيهة بالاحتجاج عليها في ما اشتهر للامام بانه وصي النبي وكان هذاالموقف منها متناسبا مع هذا الواقع التاريخي وكذلك متناسبا مع مواقفها الاخرى مع الامام علي فقد روى ابن سعد عن عائشة في خبر مرض رسول الله ( ص ) انها قالت : " فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الارض بين ابن عباس تعني الفضل ،
وبين رجل آخر ، قال : عبيدالله : فأخبرت ابن عباس بما قالت قال : فهل تدري من الرجل الاخر الذي لم تسم عائشة ، قال : قلت : لا ! قال ابن عباس : علي ! ان عائشة لا تطيب له نفسا بخير " .. طبقات ابن سعد ، ط ، بيروت ، ( ج 2 / 232 ) وقد أورد البخاري الحديث نفسه في صحيحه باب مرض النبي ووفاته ( ج (3 / 63 وهذا لفظه : " فقال ابن عباس : هل تدري من الرجل الاخر الذي لم تسم عائشة ؟ قال : قلت : لا ، قال ابن عباس : هو علي بن أبي طالب " حذف البخاري من الحديث قول ابن عباس " ان عائشة لا تطيب له نفسا بخير " .
وفي مسند احمد ، ( ج 6 / 113 ) : جاء رجل فوقع في علي وفي عمار عند عائشة فقالت : اما علي فلست قائلة لك فيه شيئا وأما عمار فإني سمعت رسول الله ( ص ) يقول فيه : " لا يخير بين أمرين الا اختار ارشدهما " هكذا كانت
ام المؤمنين تدفع عن عمار الوقيعة وتسكت عمن ينال من الامام علي حديث ثالث في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ لمسلم : عن عائشة ان رسول الله ( ص ) بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لاصحابه في صلاتهم ب ( قل هو الله أحد ) فلما رجعوا ذكر ذلك لرسول الله ( ص ) فقال سلوه لاي شئ يصنع ذلك ، فسألوه ، فقال : لانها صفة الرحمن ، فأنا أحب أن أقرأ بها ، فقال رسول الله ( ص ) : اخبروه أن الله يحبه .... صحيح مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، باب : فضل قراءة قل هو الله احد ، الحديث رقم : 263 ، ص : 557 . صحيح البخاري ، كتاب التوحيد ، باب ما جاء في دعاء النبي ( ص ) أمته في توحيد الله تبارك وتعالى ، ( ج 4 / 18)..
يا ترى من يكون هذا الرجل الذي يحبه الله ولم تر عائشة ان تذكر اسمه ، انه لو كان والدها الخليفة ابا بكر أو الخليفة عمر أو غيرهما من ذويها مثل ابن عمها طلحة ونظرائهم لذكرت اسمه ومهما بحثنا في مصادر مدرسة الخلفاء لم نجد اسمه فاضطررنا إلى مراجعة مصادر مدرسة اهل البيت فوجدنا الخبر في تفسير سورة الاخلاص من تفسير مجمع البيان وتفسير البرهان ، وباب معنى ، قل هو الله احد ، من كتاب التوحيد للشيخ ابي جعفر محمد بن علي الصدوق (ت : 381 ه) واللفظ للاخير : عن الصحابي عمران بن حصين ان النبي ( ص ) بعث سرية واستعمل عليها عليا ( ع ) فلما رجعوا سألهم فقالوا كل خير ، غير انه قرأ بنا في كل صلاة ب " قل هو الله احد " فقال : لم فعلت هذا ؟ فقال : لحبي ل " قل هو الله احد " فقال النبي ( ص ) : ما احببتها حتى احببك الله عزوجل..
ولصحة هذا الحديث شاهدان قويان :
أ - في صحيح البخاري وغيره ، ان ام المؤمنين عائشة عبرت في حديثها عن الامام علي بلفظ رجل وكذلك فعلت في هذا الحديث .
ب - ورد في صحيح البخاري وغيره ان رسول الله ( ص ) قال لعلي : يحبه الله كما قال في هذا الحديث : أحبك الله . هكذا لا تذكر أم المؤمنين عائشة اسم علي في حديثها وتكني عنه بالرجل.
ام المؤمنين تظهر السرور بقتل الامام علي
وأكثر من كل ما ذكرناه ما رواه أبو الفرج في مقتل الامام علي وقال : " لما أن جاء عائشة قتل الامام علي سجدت "..مقاتل الطالبيين ، ط ، القاهرة ، سنة ، 1368 ه ، ص 43 :
وروى الطبري وأبو الفرج وابن سعد وابن الاثير وقالوا : لما أتى عائشة نعي علي قالت :
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالاياب المسافر
ثم قالت : من قتله ؟ فقيل : رجل من مراد ، فقالت :
فان يكن نائيا فلقد نعاه * غلام ليس في فيه التراب
فقالت زينب بنت ام سلمة : العلي تقولين هذا ؟ فقالت : إذا نسيت فذكروني ثم تمثلت :
ما زال إهداء القصائد بيننا * باسم الصديق وكثرة الالقاب
حتى تركت كأن قولك فيهم * في كل مجتمع طنين ذباب
تاريخ الطبري في ذكر سبب عن مقتل أمير المؤمنين من حوادث سنة 40 ه ، وكذلك ابن الاثير وطبقات ابن سعد ( ج 3 / 27 ) ، ومقاتل الطالبيين ص : 42 وفي لفظه : ( بغاه غلام ) وفي لفظ غيره : ( نعاه (
مقارنة أحاديث أم المؤمنين عائشة بأحاديث غيرها كان ما ذكرناه بعض مواقف ام المؤمنين عائشة من الامام علي ، أما قولها متى أوصى إليه وانخنث فمات في صدري أو حاقنتي وذاقنتي ، فقد تفردت هي بروايتها ويعارضها الروايات الاتية :
قال ابن سعد في طبقاته باب من قال توفي رسول الله ( ص ) في حجر علي بن أبي طالب ، عن الامام علي : " قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في مرضه ادعوا لي أخي ، قال : فدعي له علي فقال : ادن مني ، فدنوت منه فاستند الي فلم يزل مستندا الي وإنه ليكلمني حتى ان بعض ريق النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ليصيبني ثم نزل برسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وثقل في حجري . . . . " الحديث .
وروى عن علي بن الحسين ، قال : " قبض رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ورأسه في حجر علي . " . وعن الشعبي ، قال : " توفي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ورأسه في حجر علي وغسله علي . " . . . . الحديث .
وروى عن أبي غطفان ، قال : " سألت ابن عباس أرأيت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، توفي ورأسه في حجر أحد ؟ قال : توفي وهو لمستند إلى صدر علي ، قلت : فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت توفي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بين سحري ونحري ! فقال ابن عباس : أتعقل ؟ والله لتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنه لمستند إلى صدر علي ، وهو الذي غسله . . . " الحديث .
وروى عن جابر بن عبد الله الانصاري : " ان كعب الاحبار قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر أمير المؤمنين : ما كان آخر ما تكلم به رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : سل عليا ، قال : أين هو ؟ قال : هو هنا ، فسأله فقال
علي : أسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال : الصلاة الصلاة ! فقال كعب : كذلك آخر عهد الانبياء وبه أمروا وعليه يبعثون ، قال فمن غسله يا امير المؤمنين ؟ قال سل عليا ، قال فسأله فقال : كنت أنا أغسله وكان عباس جالسا وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء . "
هذه الاحاديث الخمسة في طبقات ابن سعد ، باب ، من قال : توفي رسول الله ( ص ) في حجر علي بن أبي طالب . ط ، أروپا ، ( ج 2 / ق 2 / 51 ( .
لو كان النبي انخنث وتوفي بين سحر عائشة ونحرها أو حاقنتها وذاقنتها كما قالت هي لقال الخليفة عمر لكعب الاحبار : سل أم المؤمنين عائشة عن آخر ما تكلم به رسول الله ( ص ) ولم يكن يحيله على الامام علي . وأقوى من كل الروايات السابقة رواية من شهدت ذلك من أمهات المؤمنين وهي أم سلمة قالت : " والذي أحلف به أن كان علي لاقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) عدناه غداة وهو
يقول : جاء علي ، جاء علي ، مرارا فقالت فاطمة كأنك بعثته في حاجة ، قالت : فجاء بعد ، فظننت أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب ، قالت أم سلمة : وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه رسول الله ( ص ) وجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض ( ص ) من يومه ذلك فكان أقرب الناس به عهدا "
أخرجه الحاكم في مستدركه ( ج 3 / 139 ) وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ، واعترف بصحته الذهبي في تلخيص المستدرك ، واخرجه ابن عساكر في باب ، انه كان أقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) من ترجمة الامام علي ( ج 3 / 14 - 17 ) بطرق متعددة ، وفي مصنف ابن أبي شيبة ( ج 6 / 348 ) ومجمع الزوائد ( ج 9 / 112 ) وكنز العمال ، ط ، الثانية ، كتاب الفضائل ، فضائل علي بن أبي طالب ، الحديث : 374 ، ) ج 15 / 128 ) وأخرجه سبط ابن الجوزي ، في تذكرة خواص الامة ، باب حديث النجوى والوصية عن كتاب الفضائل لاحمد بن حنبل .
وفي رواية عبد الله بن عمرو " أن رسول الله ( ص ) قال في مرضه ادعوا لي أخي - إلى قوله - فدعي له علي فستره بثوبه وأكب عليه . . . . . "كنز العمال ، ط ، الاولى ، ( ج 6 / 392 ) ، وتاريخ ابن كثير ) ج 7 / 359 ) ، وترجمة الامام علي من تاريخ ابن عساكر ، ط ، بيروت ، سنة 1395 ه ( ج 2 / 484(
ومما قاله الامام علي ( ع ) عن وفاة رسول الله ( ص ) قوله : " فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك فإنا لله وإنا إليه راجعون " نهج البلاغة ، الخطبة 202 .
وقال أيضا : " ولقد قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - وان رأسه لعلى صدري . ولقد
سالت نفسه في كفي ، فأمررتها على وجهي . ولقد وليت غسله - صلى الله عليه وآله - والملائكة أعواني ، فضجت الدار والافنية : ملا يهبط ، وملا يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه حتى واريناه في ضريحه " نهج البلاغة ، الخطبة 197 .
كانت ام المؤمنين عائشة بحاجة إلى استنفار الناس للحرب ضد الامام علي عليه السلام والتي سميت في التاريخ باسم حرب الجمل ومن ثم نرى أن هذه المذاكرة لم تجر عفوا وانما كانت شبيهة بالاحتجاج عليها في ما اشتهر للامام بانه وصي النبي وكان هذاالموقف منها متناسبا مع هذا الواقع التاريخي وكذلك متناسبا مع مواقفها الاخرى مع الامام علي فقد روى ابن سعد عن عائشة في خبر مرض رسول الله ( ص ) انها قالت : " فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الارض بين ابن عباس تعني الفضل ،
وبين رجل آخر ، قال : عبيدالله : فأخبرت ابن عباس بما قالت قال : فهل تدري من الرجل الاخر الذي لم تسم عائشة ، قال : قلت : لا ! قال ابن عباس : علي ! ان عائشة لا تطيب له نفسا بخير " .. طبقات ابن سعد ، ط ، بيروت ، ( ج 2 / 232 ) وقد أورد البخاري الحديث نفسه في صحيحه باب مرض النبي ووفاته ( ج (3 / 63 وهذا لفظه : " فقال ابن عباس : هل تدري من الرجل الاخر الذي لم تسم عائشة ؟ قال : قلت : لا ، قال ابن عباس : هو علي بن أبي طالب " حذف البخاري من الحديث قول ابن عباس " ان عائشة لا تطيب له نفسا بخير " .
وفي مسند احمد ، ( ج 6 / 113 ) : جاء رجل فوقع في علي وفي عمار عند عائشة فقالت : اما علي فلست قائلة لك فيه شيئا وأما عمار فإني سمعت رسول الله ( ص ) يقول فيه : " لا يخير بين أمرين الا اختار ارشدهما " هكذا كانت
ام المؤمنين تدفع عن عمار الوقيعة وتسكت عمن ينال من الامام علي حديث ثالث في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ لمسلم : عن عائشة ان رسول الله ( ص ) بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لاصحابه في صلاتهم ب ( قل هو الله أحد ) فلما رجعوا ذكر ذلك لرسول الله ( ص ) فقال سلوه لاي شئ يصنع ذلك ، فسألوه ، فقال : لانها صفة الرحمن ، فأنا أحب أن أقرأ بها ، فقال رسول الله ( ص ) : اخبروه أن الله يحبه .... صحيح مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، باب : فضل قراءة قل هو الله احد ، الحديث رقم : 263 ، ص : 557 . صحيح البخاري ، كتاب التوحيد ، باب ما جاء في دعاء النبي ( ص ) أمته في توحيد الله تبارك وتعالى ، ( ج 4 / 18)..
يا ترى من يكون هذا الرجل الذي يحبه الله ولم تر عائشة ان تذكر اسمه ، انه لو كان والدها الخليفة ابا بكر أو الخليفة عمر أو غيرهما من ذويها مثل ابن عمها طلحة ونظرائهم لذكرت اسمه ومهما بحثنا في مصادر مدرسة الخلفاء لم نجد اسمه فاضطررنا إلى مراجعة مصادر مدرسة اهل البيت فوجدنا الخبر في تفسير سورة الاخلاص من تفسير مجمع البيان وتفسير البرهان ، وباب معنى ، قل هو الله احد ، من كتاب التوحيد للشيخ ابي جعفر محمد بن علي الصدوق (ت : 381 ه) واللفظ للاخير : عن الصحابي عمران بن حصين ان النبي ( ص ) بعث سرية واستعمل عليها عليا ( ع ) فلما رجعوا سألهم فقالوا كل خير ، غير انه قرأ بنا في كل صلاة ب " قل هو الله احد " فقال : لم فعلت هذا ؟ فقال : لحبي ل " قل هو الله احد " فقال النبي ( ص ) : ما احببتها حتى احببك الله عزوجل..
ولصحة هذا الحديث شاهدان قويان :
أ - في صحيح البخاري وغيره ، ان ام المؤمنين عائشة عبرت في حديثها عن الامام علي بلفظ رجل وكذلك فعلت في هذا الحديث .
ب - ورد في صحيح البخاري وغيره ان رسول الله ( ص ) قال لعلي : يحبه الله كما قال في هذا الحديث : أحبك الله . هكذا لا تذكر أم المؤمنين عائشة اسم علي في حديثها وتكني عنه بالرجل.
ام المؤمنين تظهر السرور بقتل الامام علي
وأكثر من كل ما ذكرناه ما رواه أبو الفرج في مقتل الامام علي وقال : " لما أن جاء عائشة قتل الامام علي سجدت "..مقاتل الطالبيين ، ط ، القاهرة ، سنة ، 1368 ه ، ص 43 :
وروى الطبري وأبو الفرج وابن سعد وابن الاثير وقالوا : لما أتى عائشة نعي علي قالت :
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالاياب المسافر
ثم قالت : من قتله ؟ فقيل : رجل من مراد ، فقالت :
فان يكن نائيا فلقد نعاه * غلام ليس في فيه التراب
فقالت زينب بنت ام سلمة : العلي تقولين هذا ؟ فقالت : إذا نسيت فذكروني ثم تمثلت :
ما زال إهداء القصائد بيننا * باسم الصديق وكثرة الالقاب
حتى تركت كأن قولك فيهم * في كل مجتمع طنين ذباب
تاريخ الطبري في ذكر سبب عن مقتل أمير المؤمنين من حوادث سنة 40 ه ، وكذلك ابن الاثير وطبقات ابن سعد ( ج 3 / 27 ) ، ومقاتل الطالبيين ص : 42 وفي لفظه : ( بغاه غلام ) وفي لفظ غيره : ( نعاه (
مقارنة أحاديث أم المؤمنين عائشة بأحاديث غيرها كان ما ذكرناه بعض مواقف ام المؤمنين عائشة من الامام علي ، أما قولها متى أوصى إليه وانخنث فمات في صدري أو حاقنتي وذاقنتي ، فقد تفردت هي بروايتها ويعارضها الروايات الاتية :
قال ابن سعد في طبقاته باب من قال توفي رسول الله ( ص ) في حجر علي بن أبي طالب ، عن الامام علي : " قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في مرضه ادعوا لي أخي ، قال : فدعي له علي فقال : ادن مني ، فدنوت منه فاستند الي فلم يزل مستندا الي وإنه ليكلمني حتى ان بعض ريق النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ليصيبني ثم نزل برسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وثقل في حجري . . . . " الحديث .
وروى عن علي بن الحسين ، قال : " قبض رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ورأسه في حجر علي . " . وعن الشعبي ، قال : " توفي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ورأسه في حجر علي وغسله علي . " . . . . الحديث .
وروى عن أبي غطفان ، قال : " سألت ابن عباس أرأيت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، توفي ورأسه في حجر أحد ؟ قال : توفي وهو لمستند إلى صدر علي ، قلت : فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت توفي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بين سحري ونحري ! فقال ابن عباس : أتعقل ؟ والله لتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنه لمستند إلى صدر علي ، وهو الذي غسله . . . " الحديث .
وروى عن جابر بن عبد الله الانصاري : " ان كعب الاحبار قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر أمير المؤمنين : ما كان آخر ما تكلم به رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : سل عليا ، قال : أين هو ؟ قال : هو هنا ، فسأله فقال
علي : أسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال : الصلاة الصلاة ! فقال كعب : كذلك آخر عهد الانبياء وبه أمروا وعليه يبعثون ، قال فمن غسله يا امير المؤمنين ؟ قال سل عليا ، قال فسأله فقال : كنت أنا أغسله وكان عباس جالسا وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء . "
هذه الاحاديث الخمسة في طبقات ابن سعد ، باب ، من قال : توفي رسول الله ( ص ) في حجر علي بن أبي طالب . ط ، أروپا ، ( ج 2 / ق 2 / 51 ( .
لو كان النبي انخنث وتوفي بين سحر عائشة ونحرها أو حاقنتها وذاقنتها كما قالت هي لقال الخليفة عمر لكعب الاحبار : سل أم المؤمنين عائشة عن آخر ما تكلم به رسول الله ( ص ) ولم يكن يحيله على الامام علي . وأقوى من كل الروايات السابقة رواية من شهدت ذلك من أمهات المؤمنين وهي أم سلمة قالت : " والذي أحلف به أن كان علي لاقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) عدناه غداة وهو
يقول : جاء علي ، جاء علي ، مرارا فقالت فاطمة كأنك بعثته في حاجة ، قالت : فجاء بعد ، فظننت أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب ، قالت أم سلمة : وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه رسول الله ( ص ) وجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض ( ص ) من يومه ذلك فكان أقرب الناس به عهدا "
أخرجه الحاكم في مستدركه ( ج 3 / 139 ) وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ، واعترف بصحته الذهبي في تلخيص المستدرك ، واخرجه ابن عساكر في باب ، انه كان أقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) من ترجمة الامام علي ( ج 3 / 14 - 17 ) بطرق متعددة ، وفي مصنف ابن أبي شيبة ( ج 6 / 348 ) ومجمع الزوائد ( ج 9 / 112 ) وكنز العمال ، ط ، الثانية ، كتاب الفضائل ، فضائل علي بن أبي طالب ، الحديث : 374 ، ) ج 15 / 128 ) وأخرجه سبط ابن الجوزي ، في تذكرة خواص الامة ، باب حديث النجوى والوصية عن كتاب الفضائل لاحمد بن حنبل .
وفي رواية عبد الله بن عمرو " أن رسول الله ( ص ) قال في مرضه ادعوا لي أخي - إلى قوله - فدعي له علي فستره بثوبه وأكب عليه . . . . . "كنز العمال ، ط ، الاولى ، ( ج 6 / 392 ) ، وتاريخ ابن كثير ) ج 7 / 359 ) ، وترجمة الامام علي من تاريخ ابن عساكر ، ط ، بيروت ، سنة 1395 ه ( ج 2 / 484(
ومما قاله الامام علي ( ع ) عن وفاة رسول الله ( ص ) قوله : " فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك فإنا لله وإنا إليه راجعون " نهج البلاغة ، الخطبة 202 .
وقال أيضا : " ولقد قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - وان رأسه لعلى صدري . ولقد
سالت نفسه في كفي ، فأمررتها على وجهي . ولقد وليت غسله - صلى الله عليه وآله - والملائكة أعواني ، فضجت الدار والافنية : ملا يهبط ، وملا يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه حتى واريناه في ضريحه " نهج البلاغة ، الخطبة 197 .