عبد الله بوراي
10-07-2006, 07:57 PM
ما إن كتبنا يوما عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها
حتى تبارى البعض فى صلف وغرور للرد
على العبد لله , ومحاسبته على ما إقترفت يداه
وتوعده بالويل والتبور, وسوء الحال والمأل.
وما الجريمة النكراء التى جرت على العبد لله كل هذه الامور
إلا حب أُمهِ عائشة رضى الله عنها.
فيا سبحان الله !!!!
فماذا سيكون من قول عندما يقرأ أحدهم عن:_
موقف الشيعة الإثني عشرية من الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر
رضي الله عنها وعن أبيها
حصـان رزان مـا تُزنُ بريبة
حليلة خير الناس دينـا ومنصبا
مهذبـة قـد طيب الله خيمهـا وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
نبي الهدى والمكرمات الفواضـل
وطهرها من كل شين وبـاطـل
لا يخفى على المسلم فضل أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن وما
خصهن الله به من نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في
بيوتهن ، وما تمتعن به من منزلة سامية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهن من أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم .
وأعزهن عنده وأعرفهن بمطارح أنظاره ، وأسرعهن إلى التعلق بأسباب
رضاه في كل ما تقر به عينه صلى الله عليه وسلم .
ولا ريب أن الصديقة بنت الصديق ، والحبيبة بنت الحبيب ، والطاهرة
العفيفة المبرأة من فوق سبع سماوات ، عائشة رضي الله عنها أولاهن بهذه
النعمة وأحظاهن بهذه الغنيمة وأخصهن من هذه الرحمة العميمة :
فقد حازت قصب السبق إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين
سائر أزواجه ، فهي الحبيبة المدللة ، ابنت حبيبه وصديقه ولم يتزوج بكرا
غيرها ، ولم ينزل عليه الوحي في فراش امرأة سواها ، كما نص على ذلك
صلوات الله وسلامه بقوله لزوجه أم سلمة رضي الله عنها :"يا أم سلمة لا
تؤاخذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة
منكن غيرها"(صحيح البخاري 5/107 ك فضائل الصحابة باب
فضائل عائشة .).
وكان لعائشة رضي الله عنها شرف خدمة النبي صلى الله عليه وسلم
وتمريضه في أيام حياته الأخيرة ، فما أن نزل مرضه الأخير الذي مات فيه
حتى أخذ يسأل : أين أنا غدا ؟ أين أنا غدا ؟ يريد أن يكون في بيت
عائشة (صحيح البخاري 5/107 ك فضائل الصحابة باب فضائل عائشة
.)، ثم استأذن أزواجه أن يكون في بيتها ، فأذن له ، فبقي عندها ترعاه
وتخدمه ، وتسهر عليه في مرضه إلى أن قبضه الله إليه وإن رأسه لفي
حجرها بين سحرها ونحرها ، وحاقنتها وذاقنتها (كناية عن أن رأسه عليه
السلام كان مسندا إلى صدرها) ، وريقة قد خالط ريقها (صحيح البخاري
6/31-36 ك المغازي باب ما جاء في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
وبعض الشيعة يعترف أن ريقه صلى الله عليه وآله وسلم خالط ريقها قبل
وفاته ، فقد أسند الأشعث في كتابه إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما أن
أبا ذر أخبره أن رسول الله قبل أن يموت دعا بالسواك فأرسله إلى عائشة
فقال : لتلينه لي بريقك ففعلت ثم أتي به فجعل يستاك به ويقول بذلك :
ريقي بريقك يا حميراء ثم شخص يحرك شفتيه كالمخاطب ثم مات "
الأشعثيات ص 212" وهذا يدل بمفهومه - لما تقدم من رغبته في أن
يكون في بيتها ، تشرف عليه وترعاه ومن إقباله عليها عند موته ومخالطة
ريقه الشريف لريقها على موتهصلى الله عليه وسلم وهو راض عنها) ،
فكان موته في بيت أحب الناس إليه ، كما ثبت عنه في الصحيح لما سأل :
أي الناس أحب إليك؟ قال : "عائشة"(صحيح البخاري 5/68 ك
الفضائل باب فضائل أبي بكر).
وقبض وهو راض عنها ، وقبر في بيتها ، فرضي الله عن عائشة وأرضاها
.
فهي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرب الناس إلى قلبه وأحبهم
إليه .
والمؤمن يحب ما يحب الله ورسوله .
فهل يحب أم المؤمنين عائشة ويحترمونها، وينزلونها المنزلة التي أنزل الله
وأنزلها رسوله عليه السلام؟ المنزلة التي تستحقها لكونها زوجه سيد ولد
آدم وخير الأولين والآخرين ولكونها أحب الناس وأقربهم إلى قلب هذا
الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم ؟
والجواب : أن الشيعة يبغضون عائشة رضي الله عنها أشد البغض :
ويتجلى ذلك في سبها وإيذائها ونسبتها على ما برأها الله منه ، وطمس
فضائلها وتوجيه العديد من المطاعن إليها .
وليس الأمر تحاملا على الشيعة أو تجنيا عليهم ، فكتبهم هي الشاهد على
صدق هذه الدعوى .
والمطاعن التي وجهها الشيعة إلى عائشة رضي الله عنها كثيرة ، وسأقتصر
على نماذج منها .
فمنها : أولا : ادعاء الشيعة كفرها وعدم إيمانها ، وزعمهم أنها من
أهل النار :
أسند العياشي –وهو من علماء الشيعة- إلى جعفر الصادق – زورا
وبهتانا- والقول في تفسير قوله تعالى :"ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها
من بعد قوة أنكاثا.." (سورة النحل 92) ، قال :"التي نقضت
غزلها من بعد قوة أنكاثا: عائشة هي نكثت إيمانها"(تفسير العياشي
2/269 وانظر البرهان للبحراني 2/383 وبحار الأنوار للمجلسي
7/454).
وتبدو النزعة الباطنية في هذا التفسير جلية ، فالشيعة قد نحوا منحى التأويل
الباطني بتحريفهم معنى نقض الغزل إلى نقض الإيمان وزعمهم أن التي
نقضت غزلها أي إيمانهم على حد قولهم هي عائشة رضي الله عنها ، بينما
إجماع المفسرين على عكس ذلك فإنهم أجمعوا على أن المرأة التي نقضت
غزلها امرأة خرقاء في أهل الجاهلية تسمى : ريطة ، كانت تغزل هي
وجوار لها من الغداة إلى الظهر ، ثم تأمرهن فينقضن ما غزلن. وكانت
معروفة عنهم ، فضربها الله مثلا لهم ألا يتشبهوا بها فينقضوا العهود من بعد
توكيدها فشبه نقض العهود بنقض الغزل . ولم يقل أحد منهم إن المرأة
المعنية بهذه الآية هي الصديقة عائشة رضي الله عنها ، ولم يؤول واحد
منهم نقض الغزل بنقض الإيمان ، ولم يشبهه به (أنظر تفسير ابن كثير
2/583-584 وفتح القدير للشوكاني 3/190 وروح المعاني
للألوسي 14/221-222).
وزعم الشيعة أيضا أن لعائشة رضي الله عنها بابا من أبواب النار تدخل
منه :
فقد أسند العياشي إلى جعفر الصادق –رحمه الله ، وحاشاه مما نسبه الشيعة
إليه- أنه قال : في تفسير قوله تعالى حكاية عن النار :"لها سبعة
أبواب"(سورة الحجر 44) : "يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب
.... والباب السادس لعسكر ... إلخ" (تفسير العياشي
2/243 وانظر البرهان للبحراني 2/345 وبحار الأنوار للمجلسي
4/378، 8/220).
وعسكر كناية عن عائشة رضي الله عنها ، كما زعم ذلك المجلسي (بحار
الأنوار للمجلسي 4/378، 8/220) .
ووجه الكناية عن اسمها بعسكر ، كونها كانت تركب جملا –في موقعة
الجمل- يقال له : عسكر . كما ذكر ذلك المجلسي أيضا .
ولم يكتف الشيعة بذلك ، بل لقبوا عائشة في كتبهم بـ(أم الشرور) (
الصراط المستقيم للبياضي 3/161)، وبـ(الشيطانة) (المصدر نفسه
3/135).
وزعموا أنها كانت تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخصال
للصدوق 1/190) ، وأن لقبها (حميراء) والألقاب التي يبغضها الله
تعالى (الأصول من الكافي للكليني 1/247).
فعائشة رضي الله عنها إذن كافرة عند الشيعة ، وليست من أهل الإيمان ،
وهي عندهم من أهل النار.
ومعلوم أن الشيعة يوجهون هذه المطاعن المفتراة المجردة عن الدليل إلى
أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لا يحب إلا طيبا ،
والكافر خبيث ولا يحب ، فكيف تتفق مزاعم الشيعة مع ما تواتر –تواترا
معنويا- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حبه لعائشة الصديقة
رضي الله عنها ؟!.
أخرج أحمد وأبو حاتم وغيرهما بأسانيدهم إلى عن ابن عباس رضي الله
عنهما أنه دخل على عائشة وهي تموت ، فقال لها : "كنت أحب نساء
رسسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، ولم يكن يحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلا طيبا"(راجع السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين
للمحب الطبري ص 30).
وسمع عمار بن ياسر رضي الله عنهما رجلا ينال من عائشة رضي الله
عنها ، فزجره ووبخه وقال له :"اغرب مقبوحا منبوحا، أتؤذي حبيبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم "(جامع الترمذي 5/707 ك المناقب
باب فضل عائشة رضي الله عنها وقال الترمذي : هذا حديث حسن).
وقد تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : من أحب الناس إليك ؟
فقال : عائشة (صحيح البخاري 5/68 ك الفضائل باب فضائل أبي
بكر).
ثم الشيعة بعد هذا كله يزعمون أنها كانت كافرة حاشاها بل هي من أفضل
المؤمنين من عباد الله الصالحين .
وقد فضلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر النساء بقوله :"
فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"(أخرجه
البخاري 6/340 ك الأنبياء باب قول الله تعالى :"وإذ قالت الملائكة يا
مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين".).
ويتناقض ما زعمه الشيعة عن عائشة بكونها من أهل النار مع ما ثبت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم من بشارته لها بالجنة بقوله :"لقد رأيت
عائشة في الجنة لأني أنظر إلى بياض كفيها ليهون ذلك علي عند موتي"(
مسند أحمد 6/138 وفضائل الصحابة له 2/871 وطبقات ابن سعد
8/65 وانظر السمط الثمين للمحب الطبري ص 29).
ويتناقض أيضا مع ما ثبت عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله
تعالى عنه ، من قوله عنها رضي الله عنها :"إنها لزوجة نبيكم في الدنيا
والآخرة"(تاريخ الطبري 5/225).
ثم الشيعة بعد هذه الأدلة الواضحة الصريحة قد خالفوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وخالفوا من زعموا أنه إمام لهم –علي بن أبي طالب رضي
الله عنه- وزعموا أن عائشة رضي الله عنها أنها كافرة ، وأنها من أهل
النار ، حاشاها من ذلك .كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا
بل هي مؤمنة طاهرة ، من أهل الفردوس الأعلى في الجنة مع زوجها رسول
الله صلى الله عليه وسلم .
ثانيا : الشيعة الإثنا عشرية ينسبون الصديقة بنت الصديق المبرأة من
فوق سبع سموات إلى الفاحشة :
لما رمى رأس النفاق عبدالله بن أبي بن سلول الصديقة الطاهرة عائشة
رضي الله عنها بما برأها الله منه ، غضب الله جل وعلا لانتهاك حرمة نبيه
فنفى التهمة عن الصديقة، وأنزل تبرئتها من فوق سبع سموات آيات حوت
الوعيد الشديد في الدنيا، والتوعد بالعذاب العظيم في الآخرة.
ولو فتشت في آيات القرآن ، وتأملت الآيات التي أوعد الله العصاة لما رأيته
غلظ في عقوبة شيء تغليظه في عقوبة من رمي الصديقة عائشة رضي الله
عنها بالإفك ، فالآيات والقوارع مشحونة بالوعيد الشديد ، والزجر العنيف ،
واستعظام ما جاء به رأس النفاق ومن رددوا قوله من الإفك ، واستفضاع ما
أقدموا عليه من التلقي بالألسنة والقول بالأفواه ، يحسبونه هينا وهو عند الله
عظيم، فجعل القَذَفَةَ ملعونين في الدنيا والآخرة ، وتوعدهم بالعذاب الشديد
في الآخرة وأخبر أن ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم ستشهد عليهم بإفكهم وبهتانهم
، وهذا ليس ظلما لهم ، بل هو جزاؤهم الحق الذي هم أهله بسبب خوضهم
في عرض نبيه ، وتكلمهم على زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنبيها
لهم على علو منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنافة محلة صلوات الله
وسلامه علبه.
وقد انتهى ذلك الإفك بجلد الخائضين فيه ، وتوبتهم ، واعتذارهم إلى نبيهم
وزوجه الطاهرة العفيفة .
وبعد ذلك بقرون أحدث الشيعة إفكا آخر اتهموا به العفيفة الطاهرة في
عرضها مرة أخرى ، ولم يحاسبهم أحد إلا الله فإنه مطلع عليهم وهو يدافع
عن رسوله وحبيبه ، ويذب عن عرض خليلة صلى الله عليه وسلم .
فقد زعم الشيعة أن قوله تعالى :"ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح
وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين قخانتاهما فلم يغنيا عنهما
من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين"(سورة التحريم 10) مثل
ضربه الله لعائشة وحفصة رضي الله عنهما.
وقد فسر بعضهم بالخيانة بارتكاب الفاخشة –والعياذ بالله تعالى-:
قال القمي في تفسير هذه الآية :"والله ما عنى بقوله : (فخانتاهما)
إلا الفاحشة(وليس هذا القول بدعا من القمي فقد سبقه إليه الكليني –شيخ
الاسلام عند الشيعة ، ومرجعهم- ونسبه إلى أبي جعفر الباقر ، راجع
البرهان للبحراني 4/357-358)، وليقيمن الحد على (عائشة)
(عند القمي فلانة بدل عائشة وهذا من باب التقية وقد صرح غيره باسمها
فكشف ما حظرت التقية كشفه بزعمهم) فيما أتت في طريق (البصرة)
(في الطبعة الحديثة (....)) وكان (طلحة) (في نسخة أخرى
فلان بدل طلحة وهو من التقية كما أسلفنا) يحبها، فلما أرادت أن تخرج
إلى (البصرة) (في الطبعة الحديثة (....)) قال لها فلان : لا
يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من (طلحة) (في
نسخة أخرى فلان بدل طلحة).. (تفسير القمي ط حجرية ص 341 ط
حديثة 2/377 وانظر البرهان للبحراني 4/358 وتفسير عبدالله شبر
ص 338 وقد ساقاها موضحة كما أثبتها في المتن).
ووجه إقامة الحد عليها -على حد زعم الشيعة- : كونها زوجت نفسها
من آخر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع حرمة ذلك ، فالله تعالى
قد حرم نكاح أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من بعده أبدا .
فمن هي التي ارتكبت الفاحشة وتزوجت من طلحة من بين زوجات رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهي في طريقها إلى البصرة - كما زعم
الشيعة-؟.
المثل مضروب لعائشة وحفصة معا - على حد زعم الشيعة المتقدم- .
وحفصة لم تخرج إلى البصرة والتي خرجت هي عائشة رضي الله عنها
بإجماع الشيعة فهي إذن التي يقام عليها الحد –كما زعم الشيعة-
لتزويجها نفسها من طلحة مع حرمة ذلك عليها.
- ولا بد أن يقام هذا الحد عند رجعة الأئمة وأعدائهم ، حسب معتقد
الشيعة الباطل في ذلك .
ومما يؤكد أن الشيعة الذين لم يذكروا اسم (عائشة) صراحة، عنوا
بـ(فلانة) عائشة رضي الله عنها –مع أن الاخرين ذكروا اسمها صريحا
كما تقدم- :
ما رواه الشيعة في كتبهم من المزاعم المكذوبة التي جاء فيها : أنه "لم
نزل قول الله تعالى :"النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم"
(سورة الأحزاب 6)، وحرم الله نساء النبي صلى الله عليه وآله على
المسلمين غضب طلحة، فقال : يحرم محمد علينا نساءه ويتزوج هو
بنسائنا ، لئن أمات الله محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين
خلاخيل نسائنا – وفي رواية أخرى ذكروها : لأتزوجن عائشة (تفسير
القمي ط حجرية ص 290 ط حديثة 2/195-196 ومؤتمر علماء
بغداد لمقاتل بن عطية ص 38 . والشافي للمرتضى ص 258.
والطرائف لابن طاوس ص 492-493 . والصراط المستقيم
للبياضي 3/23-35 ومنار الهدى لعلي البحراني ص 452 .
ونفحات اللاهوت للكركي ق 36/ب وتفسير الصافي للكاشاني
2/363. والبرهان للبحراني 3/333 – 334. وإحقاق
الحق للتستري ص 260-261. وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص
58. وعقائد الإمامية للزنجاني 3/56 وسيرة الإئمة الإثنا عشر لهاشم
الحسيني 1/381 والشيعة والحاكمون لمحمد جواد مغنية ص 36)، -
وفي رواية ثالثة – (وكان طلحة يريد عائشة) (الطرائف لابن
طاووس ص 492-493 ونفحات اللاهوت للكركي ق 36/ب وفصل
الخطاب للنوري الطبرسي ص 58) ، فأنزل الله تعالى : "وما كان
لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلك كان
عند الله عظيما"(سورة الأحزاب 53).
ولم يكتف الشيعة بهذا ، بل نسبوا إليه أقوالا في غاية الخسة والبذائة ، وقد
ترددت في ذكرها ، وهممت أن لا أكتبها ، لولا ما ألزمت به نفسي من
إعطاء صورة واضحة مختصرة عن نظرة الشيعة إلى الصحاية رضي الله
تعالى عنهم ، لذا فإني أذكر بعضها، وأعرض عن بعضها الآخر :
فلقد ذكر رجب البرسي –وهو من علمائهم- أن عائشة جمعت أربعين
دينارا من خيانة وفرقتها على مبغضي علي ) (مشارق أنوار اليقين
لرجب البرسي ص 86).
وذكر أحمد بن علي الطبرسي - وهو من علمائهم أيضا- أن عائشة "
زينت يوما جارية كانت ، وقالت : لعلنا نصطاد شابا من شباب قريش بأن
يكون مشغوفا بها"(احتجاج الطبرسي ص 82).
فقاتلهم الله كيف حفظوا النبي صلى الله عليه وسلم في زوجته وأحب الناس
إليه ، لقد رموها بأشد مما رماها به رأس المنافقين وأتباعه من زمن رسول
الله صلى الله عليه وسلم .
مناقشة هذه المفتريات :
لا يشك عاقل أن هذه المزاعم الشيعية من البهتان المبين والإفك المفترى ،
فالله سبحانه وتعالى لم يضرب امرأة نوح وامرأة لوط مثلا لعائشة وحفصة
رضي الله عنهما ، بل هو مثل مضروب للذين كفروا مطلقا ، كما قال الله
تعالى في رأس الآية :"ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة
لوط" (سورة التحريم 10) ، والشيعة لما كانوا يحقدون على عائشة
وحفصة رضي الله عنهما ، ويعتقدون كفرهما قصروا المثل الضروب
عليهما وخصوا بهما .
ولم يقل أحد من مفسري أهل السنة أن الخيانة من امرأة نوح وامرأة لوط
هي الوقوع في الفاحشة ، وإنما أولوها بأنها الخيانة في الدين (راجع :
جامع البيان للطبري 28/169-171 وتفسير بن كثير 4/393.
وفتح القدير للشوكاني 5/255-256 ) ، وقد أولها بعض الشيعة
بذلك (كالبياضي في الصراط المستقيم 3/165 –166. والكاشاني
في تفسير الصافي 2/720).
وفي ذلك يقول حبر هذه الأمة : عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :"
ما زنتا أما خيانة امرأة نوح فكانت تخبر أنه مجنون ، وأما خيانة امرأة
لوط فكانت تدل قومها على أضيافه". وتبعه على ذلك جميع المفسرين
(راجع : جامع البيان للطبري 28/ 169 – 171. وتفسير
بن كثير 4/393 وفتح القدير للشوكاني 5/255 – 256.
وغيرها من تفاسير أهل السنة فكلها أجمعت على ذلك).
والقصة التي افتراها الشيعة لا شك في كذبها ، وقد وقع واضعها في أخطاء
تدل على كذبها ، منها : ادعاؤه أن عائشة خرجت دون محرم ، ولما
أخبرت أن لا يجوز أنها خرجت بغير محرم زوجت نفسها من طلحة –على
حد زعمهم- .
ودعوى أنها خرجت بغير محرم يبطلها ما أجمع عليه أهل السنة وجمهور
الشيعة من أن ابن أختها عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما كان معها وفي
عسكرها ، وما رواه الشيعة من أنه –أي ابن أختها- عبدالله هو الذي
حرضها على المسير إلى البصرة وحرض أباها على محاربة علي رضي
الله عنه ، وعندما عزم أبوه على الاقلاع عن حربه لما التقيا في البصرة
أخذ يلح عليه حتى عاد إلى حربه وهذه كلها مزاعم ذكرها الشيعة في كتبهم
(الاختصاص للمفيد ص 119 . وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد
2/ 167-170 ، 4/ 480 ، 482- 483. وأحاديث أم
المؤمنين عائشة لمرتضى العسكري 1/227-268 -269).
فكيف يقال أنها خرجت من غير محرم ، وعبدالله بن الزبير ابن أختها هو
محرمها؟.
لاشك أن قول الله تعالى :"إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في
الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا".
وقوله جل وعلا :"والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد
احتملوا بهتانا وإثما مبينا"(سورة الأحزاب 57-58) .
منطبق على من قذفها ، لأن في قذفها من حيث كونها زوج رسول الله صلى
الله عليه وسلم إيذاء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقذفها من حيث كونها
مؤمنة غافلة إيذاء لها ، ولمن اهتموا بها رضي الله عنهما .
وينبغي أن يعلم أن سب عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه يعتبر
مروقا من الدين –حسبما تقرر في القواعد الشرعية- وسابها كافر ،
وعلى هذا إجماع علماء المسلمين، مستدلين بقوله تعالى :"يعظكم الله أن
تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين"(سورة النور 17)، وبغيرها من آيات
الكتاب الحكيم .
قال القاضي أبو يعلى : "من قذف عائشة رصي الله عنها بما برأها الله
منه كفر بلا خلاف"(نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول
ص571).
و "روى عن محمد بن زيد بن علي بن الحسين أخي الحسن بن زيد أنه لما
قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء، فقام إليه بعمود فضرب به
دماغه فقتله، فقيل له : هذا من شيعتنا ومن بني الآباء ! فقال : هذا
سمى جدي (يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم )قرنان، ومن سمى
جدي قرنان استحق القتل"(ذكرها ابن تيمية في الصارم المسلول ص
566 - 567).
وروي عن أخيه الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
:"أنه كان بحضرته رجلا فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال :
يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال :
معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال الله
تعالى : (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين
والطيبون للطيبات..)الآية(سورة النور 26)، فإن كانت عائشة خبيثة
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم خبيث ، فهو كافر فاضربوا عنقه .
فاضربوا عنقه ، وأنا حاضر -على حد قول الراوي-."(ذكرها ابن
تيمية في الصارم المسلول ص 566).
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله
منه فقد مرق من الدين.. "(الصارم المسلول ص 568).
وقال ابن حجر الهيتمي بعد ما ذكر حديث الإفك :"علم من حديث الإفك أن
من نسب عائشة المشار إليه أن من نسب عائشة إلى الزنا كان كافرا، وقد
صرح بذلك أئمتنا وغيرهم لأن في ذلك تكذيب النصوص القرآنية ، ومكذبها
كافر بإجماع المسلمين، وبه يعلم القطع بكفر كثيرين من غلاة الروافض،
لأنهم ينسبونها إلى ذلك قاتلهم الله أنى يؤفكون"(الصواعق المحرقة لابن
حجر الهيثمي 101).
وقال الشيخ محمد بن سليمان التميمي حاكيا عن عائشة رضي الله عنها
:"والحاصل أن قذفها كيفما كان يوجب تكذيب الله تعالى في إخباره عن
تبرئتها عما يقول القاذف فيها"(رسالة في الرد على الرافضة لمحمد
التميمي ص 24-25).
ويقول في موضع آخر :"ومن كذب الله فقد كفر"(المصدر نفسه).
ونقل قول بعض أهل البيت في ذلك :"وأما قذفها الآن فهو كفر وارتداد،
ولا يكفي فيه الجلد، لأنه تكذيب لسبع عشرة آية في كتاب الله كما مر، فيقتل
ردة ...ومن يقذف الطاهرة الطيبة أم المؤمنين زوجة رسول رب
العالمين صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة كما صح ذلك عنه فهو من
ضرب عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين.." (المصدر نفسه).
وأقوال علماء المسلمين كثيرة في هذا الباب وكلها متضافرة في كفر من
رمى الصديقة بها برأها الله منه ، أو نسبها إلى الفاحشة -عياذا بالله-
متبعين لكتاب ربهم الذي قرر أن الطيبين للطيبات والخبيثين للخبيثات وسنة
نبيهم صلى الله عليه وسلم التي دلت دلالة قطعية على أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم يحب الصديقة الطيبة عائشة حبا لم يساو بها فيه أحدا من
الناس ، وكان صلى الله عليه وسلم لا يحب إلا طيبا .
ثالثا : مطاعن مشتركة وجهها الشيعة إلى عائشة بنت أبي بكر ، وحفصة
بنت عمر رضي الله عنهم :
وجه الشيعة إلى عائشة و حفصة رضي الله عنهما العديد من المطاعن ،
أكتفي بذكر بعضها . فمنها :
(1) - التبرؤ منهما ولعنهما :
ذكر الكركي و المجلسي – وهو من كبار علماء الشيعة – أن جعفر
الصادق – رحمة الله ، وحاشاه من ذلك –كان يعلن في دبر كل مكتوبة
أربعة من الرجال و أربعة من النساء : التيمي و العدوي – أبا بكر و
عمر – وعثمان و معاوية يسميهم ، وعائشة و حفصة و هندا وأم الحكم
أخت معاوية (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت للكركي ق
74/ب وعين الحياة للمجلسي ص 599).
هذا في لعنهما ، أما التبرؤ منهما : فقد نقل ابن بابويه القمي –الملقب
بالصدوق- والمجلسي إجماع الشيعة على ذلك ، فقالا -واللفظ للمجلسي-
: "وعقيدتنا في التبرئ : أننا نتبرأ من الأصنام (وضع الملقب
بالصدوق (الأوثان) موضع "الأصنام") الأربعة : ابي بكر وعمر
وعثمان ومعاوية، ومن النساء الأربع : عائشة وحفصة وهند وأم الحكم،
ومن جميع أتباعهم وأشياعهم ، وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض(زاد
الملقب بالصدوق : ونعتقد فيهم أنهم أعداء الله ورسوله)، وأنه لا يتم
الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرئ من أعدائهم"(الهداية للصدوق
ق110/أ وحق اليقين للمجلسي ص 519).
فهم أذا يلعنون أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم ويتبرأون
منهم ولا يكتفون بذلك ، بل ويلعنون ابنة ابي بكر ، عائشة ، وابنة عمر ،
حفصة ، ويتبرأون منهما ، ويزعمون أنهم وأتباعهم وأشياعهم –يعنون أهل
السنة- شر خلق الله على وجه الأرض.
ويعلم كل مسلم أنا أبا بكر وعمر وعثمان خير خلق الله على وجه الأرض
بعد الأنبياء والمرسلين، وأن ابنتي أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة من خير
خلق الله ، وزوجتا خير خلق الله ، وسيد ولد آدم وإمام الأنبياء والمرسلين
صلى الله عليه وسلم ، وأن معاوية رضي الله عنه صحابي من الصحابة
الذين هم من خير خلق عز وجل . وأن أهل السنة القائمين بكتاب الله
العاملين بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم السائرين على منهج صحابة
رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير خلق الله فكيف نجعل
المسلمين كالمجرمين، بل وكيف نجعل المتقين كالفجار؟!.
(2)- دعوى الشيعة أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما سقتا السم
لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
يدعي الشيعة الإثنا عشرية أن عائشة وحفصة تآمرتا مع أبويهما على رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وأذاعتا سره وهتكتا ستره ، وسقتاه السم ، فكان
ذلك سبب موته صلى الله عليه وسلم -على حد مزاعمهم الكاذبة- .
والقصة الممكذوبة التي ذكر فيها الشيعة تآمر أبي بكر وعمر وعائشة
وحفصة على وضع السم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يزعمون –بالرغم
من كذبها- أنها ثابتة ، واستدلةا على إثباتها بآية من القرآن الكريم
حملوها ما لا تحتمل من المعاني لتوافق أهواؤهم ومعتقداتهم في الصحابة
رضي الله عنهم ، وهذه الآية هي قوله تعالى :"وما محمد إلا رسول قد
خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ..." الآية
(سورة آل عمران 114).
فقد أسند العياشي –بسنده المسلسل بالكاذبين- إلى أبي عبد الله جعفر
الصادق –رحمه الله وحاشاه مما نسبه الشيعة إليه- أنه قال :"تدرون
مات النبي صلى الله عليه وآله أو قتل ؟ إن الله يقول : (أفإن مات أو
قتل انقلبتم على أعقابكم) فسم قبل الموت ، إنهما سقتاه (زاد الكاشاني :
"يعني المرأتين لعنهما الله وأبويهما" تفسير الصافي 1/305) قبل
الموت، فقلنا : إنهما وأبويهما شر من خلق الله"(تفسير العياشي
1/200 وانظر تفسير الصافي للكاشاني 1/305 والبرهان للبحراني
1/320 وبحار الأنوار للمجلسي 6/504، 8/6).
ووصف المجلسي –شيخ الدولة الصفوية، ومرجع الشيعة المعاصرين-
سند هذه الرواية المكذوبة بأنه معتبر ، وعلق عليها بقول :"إن العياشي
روى بسند معتبر عن الصادق(ع) أن عائشة و حفصة لعنة الله عليهما
وعلى أبويهما قتلتا رسول الله بالسم دبرتاه"(حياة القلوب للمجلسي
2/700).
وقد نقل هذه الحادثة المكذوبة عدد كبير من مصنفي الشيعة ، وذكروا اسم
عائشة و حفصة وأبويهما صراحة ، وزعموا أنهم وضعوا السم لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فمات بسببه (راجع تفسير القمي ط حجرية ص 340
، ط حديثة 2/375 – 376. وانظر الصراط المستقيم للبياضي
3/168- 169 . وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2/457
. وإحقاق الحق للتستري ص 308 وتفسير الصافي للكاشاني
2/716-717. والبرهان للبحراني 1/320 ، 4/352-
353 والأنوار النعمانية للجزائري 4/336-337).
وهذه القصة من القصص الباطلة التي افتراها الشيعة ، وألصقوها بخيار
الصحابة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، ومات
راضيا عنهم –كما تقدم ذلك كله- ولم يقل بها أحد من أهل السنة ، ولا
غيرهم ،عدا الشيعة الذين يريدون إظهار خيار الصحابة –بما يلصقونه بهم
من مفتريات كاذبة- بمظهر الخائنين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
ومن العجيب حقا أنهم يلقون التهم جزافا مجردة عن الدليل ، مخالفة للنقل
المتواتر الصحيح.
ومن عرف حال أبي بكر وعمر وخصالهما ، وفضائلهما وشدة قربهما من
رسول الله صلى الله عليه وسلم واختصاصهما به ويقول بملء فيه : هذا
بهتان مبين .
وعائشة و حفصة رضي الله عنهما قد ثبت علو درجاتهما ، وأنهما زوجتا
نبينا صلى الله عليه وسلم في الجنة ، فقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب رضي الله عنه ، والصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنهما
يحلفان بالله أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، زوجة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا والآخرة (أخرجه الحاكم في المستدرك
وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي . المستدرك
4/6 وانظر : تاريخ الطبري 5/225).
وكذا أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الدنيا والآخرة ، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلوات الله
وسلامه عليه، فيما رواه عنه خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه : إن
جبريل عليه السلام أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طلق حفصة
وقال له :"إن الله يقرئك السلام، ويقول : إنها لزوجتك في الدنيا
والآخرة ، فراجعها"(أخرجه ابن سعد والبزار والطبري في الأوسط
والكبير والحاكم وصححه – وابن عساكر في الأربعين وحسنه- وذكره
ابن عبدالبر والمحب الطبري وابن حجر وغيرهم . أنظر طبقات ابن سعد
8/84 والاستيعاب لابن عبدالبر 4/269. وحلية الأولياء لأبي نعيم
2/50 والمستدرك للحاكم 4/15 . والأربعين في مناقب أمهات
المؤمنين لابن عساكر ص 91. والسمط الثمين في مناقب أمهات
المؤمنين للمحب الطبري ص 68. ومجمع الزوائد للهيثمي 9/244.
ودر السحابة للشوكاني ص 323.وغيرها).
فعائشة وحفصة رضي الله عنهما من أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم إليه ، وأبواهما من أحب الناس إليه عليه السلام ، ومن أقربهم
إلى قلبه صلى الله عليه وسلم .
ومن له أدنى إلمام بسيرة هؤلاء الصحابة الأخيار يجد نفسه عند قراءة ما
بهتهم به الشيعة ، يقول : سبحانك هذا بهتان مبين .
ولكنهم أقزام نُزع عرق الحياء والخجل والمروءة والاخلاق منهم وماتت
الضمائر التى لم تولد أصلاً
تاريخهم أسود من أيامهم السوداء , حياتهم نواح وتطبيرو تلبيس على
الناس
بما ليس منهم ولا فيهم
قتلة , سفاحين , مُستحلى الزنا .
عُمي البصر والبصيرة.
هذا ما نقله راجى رحمة ربه وزين به صوت العقائد الذى يسكن فى سويداء
قلبه .
burai
وهذا مُهرجهم يوشك على الرد حتى قبل القرأة والفهم (وهى عادة مُتأصلة
فيه , ومرتعاً خِصباًوجده وقد غاب عنه راعيه وحاميه )
burai
حتى تبارى البعض فى صلف وغرور للرد
على العبد لله , ومحاسبته على ما إقترفت يداه
وتوعده بالويل والتبور, وسوء الحال والمأل.
وما الجريمة النكراء التى جرت على العبد لله كل هذه الامور
إلا حب أُمهِ عائشة رضى الله عنها.
فيا سبحان الله !!!!
فماذا سيكون من قول عندما يقرأ أحدهم عن:_
موقف الشيعة الإثني عشرية من الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر
رضي الله عنها وعن أبيها
حصـان رزان مـا تُزنُ بريبة
حليلة خير الناس دينـا ومنصبا
مهذبـة قـد طيب الله خيمهـا وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
نبي الهدى والمكرمات الفواضـل
وطهرها من كل شين وبـاطـل
لا يخفى على المسلم فضل أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن وما
خصهن الله به من نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في
بيوتهن ، وما تمتعن به من منزلة سامية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهن من أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم .
وأعزهن عنده وأعرفهن بمطارح أنظاره ، وأسرعهن إلى التعلق بأسباب
رضاه في كل ما تقر به عينه صلى الله عليه وسلم .
ولا ريب أن الصديقة بنت الصديق ، والحبيبة بنت الحبيب ، والطاهرة
العفيفة المبرأة من فوق سبع سماوات ، عائشة رضي الله عنها أولاهن بهذه
النعمة وأحظاهن بهذه الغنيمة وأخصهن من هذه الرحمة العميمة :
فقد حازت قصب السبق إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين
سائر أزواجه ، فهي الحبيبة المدللة ، ابنت حبيبه وصديقه ولم يتزوج بكرا
غيرها ، ولم ينزل عليه الوحي في فراش امرأة سواها ، كما نص على ذلك
صلوات الله وسلامه بقوله لزوجه أم سلمة رضي الله عنها :"يا أم سلمة لا
تؤاخذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة
منكن غيرها"(صحيح البخاري 5/107 ك فضائل الصحابة باب
فضائل عائشة .).
وكان لعائشة رضي الله عنها شرف خدمة النبي صلى الله عليه وسلم
وتمريضه في أيام حياته الأخيرة ، فما أن نزل مرضه الأخير الذي مات فيه
حتى أخذ يسأل : أين أنا غدا ؟ أين أنا غدا ؟ يريد أن يكون في بيت
عائشة (صحيح البخاري 5/107 ك فضائل الصحابة باب فضائل عائشة
.)، ثم استأذن أزواجه أن يكون في بيتها ، فأذن له ، فبقي عندها ترعاه
وتخدمه ، وتسهر عليه في مرضه إلى أن قبضه الله إليه وإن رأسه لفي
حجرها بين سحرها ونحرها ، وحاقنتها وذاقنتها (كناية عن أن رأسه عليه
السلام كان مسندا إلى صدرها) ، وريقة قد خالط ريقها (صحيح البخاري
6/31-36 ك المغازي باب ما جاء في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
وبعض الشيعة يعترف أن ريقه صلى الله عليه وآله وسلم خالط ريقها قبل
وفاته ، فقد أسند الأشعث في كتابه إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما أن
أبا ذر أخبره أن رسول الله قبل أن يموت دعا بالسواك فأرسله إلى عائشة
فقال : لتلينه لي بريقك ففعلت ثم أتي به فجعل يستاك به ويقول بذلك :
ريقي بريقك يا حميراء ثم شخص يحرك شفتيه كالمخاطب ثم مات "
الأشعثيات ص 212" وهذا يدل بمفهومه - لما تقدم من رغبته في أن
يكون في بيتها ، تشرف عليه وترعاه ومن إقباله عليها عند موته ومخالطة
ريقه الشريف لريقها على موتهصلى الله عليه وسلم وهو راض عنها) ،
فكان موته في بيت أحب الناس إليه ، كما ثبت عنه في الصحيح لما سأل :
أي الناس أحب إليك؟ قال : "عائشة"(صحيح البخاري 5/68 ك
الفضائل باب فضائل أبي بكر).
وقبض وهو راض عنها ، وقبر في بيتها ، فرضي الله عن عائشة وأرضاها
.
فهي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرب الناس إلى قلبه وأحبهم
إليه .
والمؤمن يحب ما يحب الله ورسوله .
فهل يحب أم المؤمنين عائشة ويحترمونها، وينزلونها المنزلة التي أنزل الله
وأنزلها رسوله عليه السلام؟ المنزلة التي تستحقها لكونها زوجه سيد ولد
آدم وخير الأولين والآخرين ولكونها أحب الناس وأقربهم إلى قلب هذا
الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم ؟
والجواب : أن الشيعة يبغضون عائشة رضي الله عنها أشد البغض :
ويتجلى ذلك في سبها وإيذائها ونسبتها على ما برأها الله منه ، وطمس
فضائلها وتوجيه العديد من المطاعن إليها .
وليس الأمر تحاملا على الشيعة أو تجنيا عليهم ، فكتبهم هي الشاهد على
صدق هذه الدعوى .
والمطاعن التي وجهها الشيعة إلى عائشة رضي الله عنها كثيرة ، وسأقتصر
على نماذج منها .
فمنها : أولا : ادعاء الشيعة كفرها وعدم إيمانها ، وزعمهم أنها من
أهل النار :
أسند العياشي –وهو من علماء الشيعة- إلى جعفر الصادق – زورا
وبهتانا- والقول في تفسير قوله تعالى :"ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها
من بعد قوة أنكاثا.." (سورة النحل 92) ، قال :"التي نقضت
غزلها من بعد قوة أنكاثا: عائشة هي نكثت إيمانها"(تفسير العياشي
2/269 وانظر البرهان للبحراني 2/383 وبحار الأنوار للمجلسي
7/454).
وتبدو النزعة الباطنية في هذا التفسير جلية ، فالشيعة قد نحوا منحى التأويل
الباطني بتحريفهم معنى نقض الغزل إلى نقض الإيمان وزعمهم أن التي
نقضت غزلها أي إيمانهم على حد قولهم هي عائشة رضي الله عنها ، بينما
إجماع المفسرين على عكس ذلك فإنهم أجمعوا على أن المرأة التي نقضت
غزلها امرأة خرقاء في أهل الجاهلية تسمى : ريطة ، كانت تغزل هي
وجوار لها من الغداة إلى الظهر ، ثم تأمرهن فينقضن ما غزلن. وكانت
معروفة عنهم ، فضربها الله مثلا لهم ألا يتشبهوا بها فينقضوا العهود من بعد
توكيدها فشبه نقض العهود بنقض الغزل . ولم يقل أحد منهم إن المرأة
المعنية بهذه الآية هي الصديقة عائشة رضي الله عنها ، ولم يؤول واحد
منهم نقض الغزل بنقض الإيمان ، ولم يشبهه به (أنظر تفسير ابن كثير
2/583-584 وفتح القدير للشوكاني 3/190 وروح المعاني
للألوسي 14/221-222).
وزعم الشيعة أيضا أن لعائشة رضي الله عنها بابا من أبواب النار تدخل
منه :
فقد أسند العياشي إلى جعفر الصادق –رحمه الله ، وحاشاه مما نسبه الشيعة
إليه- أنه قال : في تفسير قوله تعالى حكاية عن النار :"لها سبعة
أبواب"(سورة الحجر 44) : "يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب
.... والباب السادس لعسكر ... إلخ" (تفسير العياشي
2/243 وانظر البرهان للبحراني 2/345 وبحار الأنوار للمجلسي
4/378، 8/220).
وعسكر كناية عن عائشة رضي الله عنها ، كما زعم ذلك المجلسي (بحار
الأنوار للمجلسي 4/378، 8/220) .
ووجه الكناية عن اسمها بعسكر ، كونها كانت تركب جملا –في موقعة
الجمل- يقال له : عسكر . كما ذكر ذلك المجلسي أيضا .
ولم يكتف الشيعة بذلك ، بل لقبوا عائشة في كتبهم بـ(أم الشرور) (
الصراط المستقيم للبياضي 3/161)، وبـ(الشيطانة) (المصدر نفسه
3/135).
وزعموا أنها كانت تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخصال
للصدوق 1/190) ، وأن لقبها (حميراء) والألقاب التي يبغضها الله
تعالى (الأصول من الكافي للكليني 1/247).
فعائشة رضي الله عنها إذن كافرة عند الشيعة ، وليست من أهل الإيمان ،
وهي عندهم من أهل النار.
ومعلوم أن الشيعة يوجهون هذه المطاعن المفتراة المجردة عن الدليل إلى
أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لا يحب إلا طيبا ،
والكافر خبيث ولا يحب ، فكيف تتفق مزاعم الشيعة مع ما تواتر –تواترا
معنويا- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حبه لعائشة الصديقة
رضي الله عنها ؟!.
أخرج أحمد وأبو حاتم وغيرهما بأسانيدهم إلى عن ابن عباس رضي الله
عنهما أنه دخل على عائشة وهي تموت ، فقال لها : "كنت أحب نساء
رسسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، ولم يكن يحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلا طيبا"(راجع السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين
للمحب الطبري ص 30).
وسمع عمار بن ياسر رضي الله عنهما رجلا ينال من عائشة رضي الله
عنها ، فزجره ووبخه وقال له :"اغرب مقبوحا منبوحا، أتؤذي حبيبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم "(جامع الترمذي 5/707 ك المناقب
باب فضل عائشة رضي الله عنها وقال الترمذي : هذا حديث حسن).
وقد تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : من أحب الناس إليك ؟
فقال : عائشة (صحيح البخاري 5/68 ك الفضائل باب فضائل أبي
بكر).
ثم الشيعة بعد هذا كله يزعمون أنها كانت كافرة حاشاها بل هي من أفضل
المؤمنين من عباد الله الصالحين .
وقد فضلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر النساء بقوله :"
فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"(أخرجه
البخاري 6/340 ك الأنبياء باب قول الله تعالى :"وإذ قالت الملائكة يا
مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين".).
ويتناقض ما زعمه الشيعة عن عائشة بكونها من أهل النار مع ما ثبت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم من بشارته لها بالجنة بقوله :"لقد رأيت
عائشة في الجنة لأني أنظر إلى بياض كفيها ليهون ذلك علي عند موتي"(
مسند أحمد 6/138 وفضائل الصحابة له 2/871 وطبقات ابن سعد
8/65 وانظر السمط الثمين للمحب الطبري ص 29).
ويتناقض أيضا مع ما ثبت عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله
تعالى عنه ، من قوله عنها رضي الله عنها :"إنها لزوجة نبيكم في الدنيا
والآخرة"(تاريخ الطبري 5/225).
ثم الشيعة بعد هذه الأدلة الواضحة الصريحة قد خالفوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وخالفوا من زعموا أنه إمام لهم –علي بن أبي طالب رضي
الله عنه- وزعموا أن عائشة رضي الله عنها أنها كافرة ، وأنها من أهل
النار ، حاشاها من ذلك .كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا
بل هي مؤمنة طاهرة ، من أهل الفردوس الأعلى في الجنة مع زوجها رسول
الله صلى الله عليه وسلم .
ثانيا : الشيعة الإثنا عشرية ينسبون الصديقة بنت الصديق المبرأة من
فوق سبع سموات إلى الفاحشة :
لما رمى رأس النفاق عبدالله بن أبي بن سلول الصديقة الطاهرة عائشة
رضي الله عنها بما برأها الله منه ، غضب الله جل وعلا لانتهاك حرمة نبيه
فنفى التهمة عن الصديقة، وأنزل تبرئتها من فوق سبع سموات آيات حوت
الوعيد الشديد في الدنيا، والتوعد بالعذاب العظيم في الآخرة.
ولو فتشت في آيات القرآن ، وتأملت الآيات التي أوعد الله العصاة لما رأيته
غلظ في عقوبة شيء تغليظه في عقوبة من رمي الصديقة عائشة رضي الله
عنها بالإفك ، فالآيات والقوارع مشحونة بالوعيد الشديد ، والزجر العنيف ،
واستعظام ما جاء به رأس النفاق ومن رددوا قوله من الإفك ، واستفضاع ما
أقدموا عليه من التلقي بالألسنة والقول بالأفواه ، يحسبونه هينا وهو عند الله
عظيم، فجعل القَذَفَةَ ملعونين في الدنيا والآخرة ، وتوعدهم بالعذاب الشديد
في الآخرة وأخبر أن ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم ستشهد عليهم بإفكهم وبهتانهم
، وهذا ليس ظلما لهم ، بل هو جزاؤهم الحق الذي هم أهله بسبب خوضهم
في عرض نبيه ، وتكلمهم على زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنبيها
لهم على علو منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنافة محلة صلوات الله
وسلامه علبه.
وقد انتهى ذلك الإفك بجلد الخائضين فيه ، وتوبتهم ، واعتذارهم إلى نبيهم
وزوجه الطاهرة العفيفة .
وبعد ذلك بقرون أحدث الشيعة إفكا آخر اتهموا به العفيفة الطاهرة في
عرضها مرة أخرى ، ولم يحاسبهم أحد إلا الله فإنه مطلع عليهم وهو يدافع
عن رسوله وحبيبه ، ويذب عن عرض خليلة صلى الله عليه وسلم .
فقد زعم الشيعة أن قوله تعالى :"ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح
وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين قخانتاهما فلم يغنيا عنهما
من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين"(سورة التحريم 10) مثل
ضربه الله لعائشة وحفصة رضي الله عنهما.
وقد فسر بعضهم بالخيانة بارتكاب الفاخشة –والعياذ بالله تعالى-:
قال القمي في تفسير هذه الآية :"والله ما عنى بقوله : (فخانتاهما)
إلا الفاحشة(وليس هذا القول بدعا من القمي فقد سبقه إليه الكليني –شيخ
الاسلام عند الشيعة ، ومرجعهم- ونسبه إلى أبي جعفر الباقر ، راجع
البرهان للبحراني 4/357-358)، وليقيمن الحد على (عائشة)
(عند القمي فلانة بدل عائشة وهذا من باب التقية وقد صرح غيره باسمها
فكشف ما حظرت التقية كشفه بزعمهم) فيما أتت في طريق (البصرة)
(في الطبعة الحديثة (....)) وكان (طلحة) (في نسخة أخرى
فلان بدل طلحة وهو من التقية كما أسلفنا) يحبها، فلما أرادت أن تخرج
إلى (البصرة) (في الطبعة الحديثة (....)) قال لها فلان : لا
يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من (طلحة) (في
نسخة أخرى فلان بدل طلحة).. (تفسير القمي ط حجرية ص 341 ط
حديثة 2/377 وانظر البرهان للبحراني 4/358 وتفسير عبدالله شبر
ص 338 وقد ساقاها موضحة كما أثبتها في المتن).
ووجه إقامة الحد عليها -على حد زعم الشيعة- : كونها زوجت نفسها
من آخر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع حرمة ذلك ، فالله تعالى
قد حرم نكاح أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من بعده أبدا .
فمن هي التي ارتكبت الفاحشة وتزوجت من طلحة من بين زوجات رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهي في طريقها إلى البصرة - كما زعم
الشيعة-؟.
المثل مضروب لعائشة وحفصة معا - على حد زعم الشيعة المتقدم- .
وحفصة لم تخرج إلى البصرة والتي خرجت هي عائشة رضي الله عنها
بإجماع الشيعة فهي إذن التي يقام عليها الحد –كما زعم الشيعة-
لتزويجها نفسها من طلحة مع حرمة ذلك عليها.
- ولا بد أن يقام هذا الحد عند رجعة الأئمة وأعدائهم ، حسب معتقد
الشيعة الباطل في ذلك .
ومما يؤكد أن الشيعة الذين لم يذكروا اسم (عائشة) صراحة، عنوا
بـ(فلانة) عائشة رضي الله عنها –مع أن الاخرين ذكروا اسمها صريحا
كما تقدم- :
ما رواه الشيعة في كتبهم من المزاعم المكذوبة التي جاء فيها : أنه "لم
نزل قول الله تعالى :"النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم"
(سورة الأحزاب 6)، وحرم الله نساء النبي صلى الله عليه وآله على
المسلمين غضب طلحة، فقال : يحرم محمد علينا نساءه ويتزوج هو
بنسائنا ، لئن أمات الله محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين
خلاخيل نسائنا – وفي رواية أخرى ذكروها : لأتزوجن عائشة (تفسير
القمي ط حجرية ص 290 ط حديثة 2/195-196 ومؤتمر علماء
بغداد لمقاتل بن عطية ص 38 . والشافي للمرتضى ص 258.
والطرائف لابن طاوس ص 492-493 . والصراط المستقيم
للبياضي 3/23-35 ومنار الهدى لعلي البحراني ص 452 .
ونفحات اللاهوت للكركي ق 36/ب وتفسير الصافي للكاشاني
2/363. والبرهان للبحراني 3/333 – 334. وإحقاق
الحق للتستري ص 260-261. وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص
58. وعقائد الإمامية للزنجاني 3/56 وسيرة الإئمة الإثنا عشر لهاشم
الحسيني 1/381 والشيعة والحاكمون لمحمد جواد مغنية ص 36)، -
وفي رواية ثالثة – (وكان طلحة يريد عائشة) (الطرائف لابن
طاووس ص 492-493 ونفحات اللاهوت للكركي ق 36/ب وفصل
الخطاب للنوري الطبرسي ص 58) ، فأنزل الله تعالى : "وما كان
لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلك كان
عند الله عظيما"(سورة الأحزاب 53).
ولم يكتف الشيعة بهذا ، بل نسبوا إليه أقوالا في غاية الخسة والبذائة ، وقد
ترددت في ذكرها ، وهممت أن لا أكتبها ، لولا ما ألزمت به نفسي من
إعطاء صورة واضحة مختصرة عن نظرة الشيعة إلى الصحاية رضي الله
تعالى عنهم ، لذا فإني أذكر بعضها، وأعرض عن بعضها الآخر :
فلقد ذكر رجب البرسي –وهو من علمائهم- أن عائشة جمعت أربعين
دينارا من خيانة وفرقتها على مبغضي علي ) (مشارق أنوار اليقين
لرجب البرسي ص 86).
وذكر أحمد بن علي الطبرسي - وهو من علمائهم أيضا- أن عائشة "
زينت يوما جارية كانت ، وقالت : لعلنا نصطاد شابا من شباب قريش بأن
يكون مشغوفا بها"(احتجاج الطبرسي ص 82).
فقاتلهم الله كيف حفظوا النبي صلى الله عليه وسلم في زوجته وأحب الناس
إليه ، لقد رموها بأشد مما رماها به رأس المنافقين وأتباعه من زمن رسول
الله صلى الله عليه وسلم .
مناقشة هذه المفتريات :
لا يشك عاقل أن هذه المزاعم الشيعية من البهتان المبين والإفك المفترى ،
فالله سبحانه وتعالى لم يضرب امرأة نوح وامرأة لوط مثلا لعائشة وحفصة
رضي الله عنهما ، بل هو مثل مضروب للذين كفروا مطلقا ، كما قال الله
تعالى في رأس الآية :"ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة
لوط" (سورة التحريم 10) ، والشيعة لما كانوا يحقدون على عائشة
وحفصة رضي الله عنهما ، ويعتقدون كفرهما قصروا المثل الضروب
عليهما وخصوا بهما .
ولم يقل أحد من مفسري أهل السنة أن الخيانة من امرأة نوح وامرأة لوط
هي الوقوع في الفاحشة ، وإنما أولوها بأنها الخيانة في الدين (راجع :
جامع البيان للطبري 28/169-171 وتفسير بن كثير 4/393.
وفتح القدير للشوكاني 5/255-256 ) ، وقد أولها بعض الشيعة
بذلك (كالبياضي في الصراط المستقيم 3/165 –166. والكاشاني
في تفسير الصافي 2/720).
وفي ذلك يقول حبر هذه الأمة : عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :"
ما زنتا أما خيانة امرأة نوح فكانت تخبر أنه مجنون ، وأما خيانة امرأة
لوط فكانت تدل قومها على أضيافه". وتبعه على ذلك جميع المفسرين
(راجع : جامع البيان للطبري 28/ 169 – 171. وتفسير
بن كثير 4/393 وفتح القدير للشوكاني 5/255 – 256.
وغيرها من تفاسير أهل السنة فكلها أجمعت على ذلك).
والقصة التي افتراها الشيعة لا شك في كذبها ، وقد وقع واضعها في أخطاء
تدل على كذبها ، منها : ادعاؤه أن عائشة خرجت دون محرم ، ولما
أخبرت أن لا يجوز أنها خرجت بغير محرم زوجت نفسها من طلحة –على
حد زعمهم- .
ودعوى أنها خرجت بغير محرم يبطلها ما أجمع عليه أهل السنة وجمهور
الشيعة من أن ابن أختها عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما كان معها وفي
عسكرها ، وما رواه الشيعة من أنه –أي ابن أختها- عبدالله هو الذي
حرضها على المسير إلى البصرة وحرض أباها على محاربة علي رضي
الله عنه ، وعندما عزم أبوه على الاقلاع عن حربه لما التقيا في البصرة
أخذ يلح عليه حتى عاد إلى حربه وهذه كلها مزاعم ذكرها الشيعة في كتبهم
(الاختصاص للمفيد ص 119 . وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد
2/ 167-170 ، 4/ 480 ، 482- 483. وأحاديث أم
المؤمنين عائشة لمرتضى العسكري 1/227-268 -269).
فكيف يقال أنها خرجت من غير محرم ، وعبدالله بن الزبير ابن أختها هو
محرمها؟.
لاشك أن قول الله تعالى :"إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في
الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا".
وقوله جل وعلا :"والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد
احتملوا بهتانا وإثما مبينا"(سورة الأحزاب 57-58) .
منطبق على من قذفها ، لأن في قذفها من حيث كونها زوج رسول الله صلى
الله عليه وسلم إيذاء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقذفها من حيث كونها
مؤمنة غافلة إيذاء لها ، ولمن اهتموا بها رضي الله عنهما .
وينبغي أن يعلم أن سب عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه يعتبر
مروقا من الدين –حسبما تقرر في القواعد الشرعية- وسابها كافر ،
وعلى هذا إجماع علماء المسلمين، مستدلين بقوله تعالى :"يعظكم الله أن
تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين"(سورة النور 17)، وبغيرها من آيات
الكتاب الحكيم .
قال القاضي أبو يعلى : "من قذف عائشة رصي الله عنها بما برأها الله
منه كفر بلا خلاف"(نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول
ص571).
و "روى عن محمد بن زيد بن علي بن الحسين أخي الحسن بن زيد أنه لما
قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء، فقام إليه بعمود فضرب به
دماغه فقتله، فقيل له : هذا من شيعتنا ومن بني الآباء ! فقال : هذا
سمى جدي (يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم )قرنان، ومن سمى
جدي قرنان استحق القتل"(ذكرها ابن تيمية في الصارم المسلول ص
566 - 567).
وروي عن أخيه الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
:"أنه كان بحضرته رجلا فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال :
يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال :
معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال الله
تعالى : (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين
والطيبون للطيبات..)الآية(سورة النور 26)، فإن كانت عائشة خبيثة
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم خبيث ، فهو كافر فاضربوا عنقه .
فاضربوا عنقه ، وأنا حاضر -على حد قول الراوي-."(ذكرها ابن
تيمية في الصارم المسلول ص 566).
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله
منه فقد مرق من الدين.. "(الصارم المسلول ص 568).
وقال ابن حجر الهيتمي بعد ما ذكر حديث الإفك :"علم من حديث الإفك أن
من نسب عائشة المشار إليه أن من نسب عائشة إلى الزنا كان كافرا، وقد
صرح بذلك أئمتنا وغيرهم لأن في ذلك تكذيب النصوص القرآنية ، ومكذبها
كافر بإجماع المسلمين، وبه يعلم القطع بكفر كثيرين من غلاة الروافض،
لأنهم ينسبونها إلى ذلك قاتلهم الله أنى يؤفكون"(الصواعق المحرقة لابن
حجر الهيثمي 101).
وقال الشيخ محمد بن سليمان التميمي حاكيا عن عائشة رضي الله عنها
:"والحاصل أن قذفها كيفما كان يوجب تكذيب الله تعالى في إخباره عن
تبرئتها عما يقول القاذف فيها"(رسالة في الرد على الرافضة لمحمد
التميمي ص 24-25).
ويقول في موضع آخر :"ومن كذب الله فقد كفر"(المصدر نفسه).
ونقل قول بعض أهل البيت في ذلك :"وأما قذفها الآن فهو كفر وارتداد،
ولا يكفي فيه الجلد، لأنه تكذيب لسبع عشرة آية في كتاب الله كما مر، فيقتل
ردة ...ومن يقذف الطاهرة الطيبة أم المؤمنين زوجة رسول رب
العالمين صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة كما صح ذلك عنه فهو من
ضرب عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين.." (المصدر نفسه).
وأقوال علماء المسلمين كثيرة في هذا الباب وكلها متضافرة في كفر من
رمى الصديقة بها برأها الله منه ، أو نسبها إلى الفاحشة -عياذا بالله-
متبعين لكتاب ربهم الذي قرر أن الطيبين للطيبات والخبيثين للخبيثات وسنة
نبيهم صلى الله عليه وسلم التي دلت دلالة قطعية على أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم يحب الصديقة الطيبة عائشة حبا لم يساو بها فيه أحدا من
الناس ، وكان صلى الله عليه وسلم لا يحب إلا طيبا .
ثالثا : مطاعن مشتركة وجهها الشيعة إلى عائشة بنت أبي بكر ، وحفصة
بنت عمر رضي الله عنهم :
وجه الشيعة إلى عائشة و حفصة رضي الله عنهما العديد من المطاعن ،
أكتفي بذكر بعضها . فمنها :
(1) - التبرؤ منهما ولعنهما :
ذكر الكركي و المجلسي – وهو من كبار علماء الشيعة – أن جعفر
الصادق – رحمة الله ، وحاشاه من ذلك –كان يعلن في دبر كل مكتوبة
أربعة من الرجال و أربعة من النساء : التيمي و العدوي – أبا بكر و
عمر – وعثمان و معاوية يسميهم ، وعائشة و حفصة و هندا وأم الحكم
أخت معاوية (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت للكركي ق
74/ب وعين الحياة للمجلسي ص 599).
هذا في لعنهما ، أما التبرؤ منهما : فقد نقل ابن بابويه القمي –الملقب
بالصدوق- والمجلسي إجماع الشيعة على ذلك ، فقالا -واللفظ للمجلسي-
: "وعقيدتنا في التبرئ : أننا نتبرأ من الأصنام (وضع الملقب
بالصدوق (الأوثان) موضع "الأصنام") الأربعة : ابي بكر وعمر
وعثمان ومعاوية، ومن النساء الأربع : عائشة وحفصة وهند وأم الحكم،
ومن جميع أتباعهم وأشياعهم ، وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض(زاد
الملقب بالصدوق : ونعتقد فيهم أنهم أعداء الله ورسوله)، وأنه لا يتم
الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرئ من أعدائهم"(الهداية للصدوق
ق110/أ وحق اليقين للمجلسي ص 519).
فهم أذا يلعنون أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم ويتبرأون
منهم ولا يكتفون بذلك ، بل ويلعنون ابنة ابي بكر ، عائشة ، وابنة عمر ،
حفصة ، ويتبرأون منهما ، ويزعمون أنهم وأتباعهم وأشياعهم –يعنون أهل
السنة- شر خلق الله على وجه الأرض.
ويعلم كل مسلم أنا أبا بكر وعمر وعثمان خير خلق الله على وجه الأرض
بعد الأنبياء والمرسلين، وأن ابنتي أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة من خير
خلق الله ، وزوجتا خير خلق الله ، وسيد ولد آدم وإمام الأنبياء والمرسلين
صلى الله عليه وسلم ، وأن معاوية رضي الله عنه صحابي من الصحابة
الذين هم من خير خلق عز وجل . وأن أهل السنة القائمين بكتاب الله
العاملين بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم السائرين على منهج صحابة
رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير خلق الله فكيف نجعل
المسلمين كالمجرمين، بل وكيف نجعل المتقين كالفجار؟!.
(2)- دعوى الشيعة أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما سقتا السم
لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
يدعي الشيعة الإثنا عشرية أن عائشة وحفصة تآمرتا مع أبويهما على رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وأذاعتا سره وهتكتا ستره ، وسقتاه السم ، فكان
ذلك سبب موته صلى الله عليه وسلم -على حد مزاعمهم الكاذبة- .
والقصة الممكذوبة التي ذكر فيها الشيعة تآمر أبي بكر وعمر وعائشة
وحفصة على وضع السم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يزعمون –بالرغم
من كذبها- أنها ثابتة ، واستدلةا على إثباتها بآية من القرآن الكريم
حملوها ما لا تحتمل من المعاني لتوافق أهواؤهم ومعتقداتهم في الصحابة
رضي الله عنهم ، وهذه الآية هي قوله تعالى :"وما محمد إلا رسول قد
خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ..." الآية
(سورة آل عمران 114).
فقد أسند العياشي –بسنده المسلسل بالكاذبين- إلى أبي عبد الله جعفر
الصادق –رحمه الله وحاشاه مما نسبه الشيعة إليه- أنه قال :"تدرون
مات النبي صلى الله عليه وآله أو قتل ؟ إن الله يقول : (أفإن مات أو
قتل انقلبتم على أعقابكم) فسم قبل الموت ، إنهما سقتاه (زاد الكاشاني :
"يعني المرأتين لعنهما الله وأبويهما" تفسير الصافي 1/305) قبل
الموت، فقلنا : إنهما وأبويهما شر من خلق الله"(تفسير العياشي
1/200 وانظر تفسير الصافي للكاشاني 1/305 والبرهان للبحراني
1/320 وبحار الأنوار للمجلسي 6/504، 8/6).
ووصف المجلسي –شيخ الدولة الصفوية، ومرجع الشيعة المعاصرين-
سند هذه الرواية المكذوبة بأنه معتبر ، وعلق عليها بقول :"إن العياشي
روى بسند معتبر عن الصادق(ع) أن عائشة و حفصة لعنة الله عليهما
وعلى أبويهما قتلتا رسول الله بالسم دبرتاه"(حياة القلوب للمجلسي
2/700).
وقد نقل هذه الحادثة المكذوبة عدد كبير من مصنفي الشيعة ، وذكروا اسم
عائشة و حفصة وأبويهما صراحة ، وزعموا أنهم وضعوا السم لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فمات بسببه (راجع تفسير القمي ط حجرية ص 340
، ط حديثة 2/375 – 376. وانظر الصراط المستقيم للبياضي
3/168- 169 . وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2/457
. وإحقاق الحق للتستري ص 308 وتفسير الصافي للكاشاني
2/716-717. والبرهان للبحراني 1/320 ، 4/352-
353 والأنوار النعمانية للجزائري 4/336-337).
وهذه القصة من القصص الباطلة التي افتراها الشيعة ، وألصقوها بخيار
الصحابة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، ومات
راضيا عنهم –كما تقدم ذلك كله- ولم يقل بها أحد من أهل السنة ، ولا
غيرهم ،عدا الشيعة الذين يريدون إظهار خيار الصحابة –بما يلصقونه بهم
من مفتريات كاذبة- بمظهر الخائنين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
ومن العجيب حقا أنهم يلقون التهم جزافا مجردة عن الدليل ، مخالفة للنقل
المتواتر الصحيح.
ومن عرف حال أبي بكر وعمر وخصالهما ، وفضائلهما وشدة قربهما من
رسول الله صلى الله عليه وسلم واختصاصهما به ويقول بملء فيه : هذا
بهتان مبين .
وعائشة و حفصة رضي الله عنهما قد ثبت علو درجاتهما ، وأنهما زوجتا
نبينا صلى الله عليه وسلم في الجنة ، فقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب رضي الله عنه ، والصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنهما
يحلفان بالله أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، زوجة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا والآخرة (أخرجه الحاكم في المستدرك
وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي . المستدرك
4/6 وانظر : تاريخ الطبري 5/225).
وكذا أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الدنيا والآخرة ، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلوات الله
وسلامه عليه، فيما رواه عنه خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه : إن
جبريل عليه السلام أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طلق حفصة
وقال له :"إن الله يقرئك السلام، ويقول : إنها لزوجتك في الدنيا
والآخرة ، فراجعها"(أخرجه ابن سعد والبزار والطبري في الأوسط
والكبير والحاكم وصححه – وابن عساكر في الأربعين وحسنه- وذكره
ابن عبدالبر والمحب الطبري وابن حجر وغيرهم . أنظر طبقات ابن سعد
8/84 والاستيعاب لابن عبدالبر 4/269. وحلية الأولياء لأبي نعيم
2/50 والمستدرك للحاكم 4/15 . والأربعين في مناقب أمهات
المؤمنين لابن عساكر ص 91. والسمط الثمين في مناقب أمهات
المؤمنين للمحب الطبري ص 68. ومجمع الزوائد للهيثمي 9/244.
ودر السحابة للشوكاني ص 323.وغيرها).
فعائشة وحفصة رضي الله عنهما من أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم إليه ، وأبواهما من أحب الناس إليه عليه السلام ، ومن أقربهم
إلى قلبه صلى الله عليه وسلم .
ومن له أدنى إلمام بسيرة هؤلاء الصحابة الأخيار يجد نفسه عند قراءة ما
بهتهم به الشيعة ، يقول : سبحانك هذا بهتان مبين .
ولكنهم أقزام نُزع عرق الحياء والخجل والمروءة والاخلاق منهم وماتت
الضمائر التى لم تولد أصلاً
تاريخهم أسود من أيامهم السوداء , حياتهم نواح وتطبيرو تلبيس على
الناس
بما ليس منهم ولا فيهم
قتلة , سفاحين , مُستحلى الزنا .
عُمي البصر والبصيرة.
هذا ما نقله راجى رحمة ربه وزين به صوت العقائد الذى يسكن فى سويداء
قلبه .
burai
وهذا مُهرجهم يوشك على الرد حتى قبل القرأة والفهم (وهى عادة مُتأصلة
فيه , ومرتعاً خِصباًوجده وقد غاب عنه راعيه وحاميه )
burai