طرابلسي
09-25-2006, 11:11 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ــ من سرته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن *.*
تخريج السيوطي
(طب) عن أبي موسى.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 6294 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
*(* من سرته حسنته *)* لكونه راجياً ثوابها مؤقناً بنفعها *(* وساءته سيئته فهو مؤمن *)* أي كامل الإيمان لأن من لا يرى للحسنة فائدة ولا للمعصية آفة فذلك يكون من استحكام الغفلة على قلبه فإيمانه ناقص بل ذلك يدل على استهانته بالدين فإنه يهون عظيماً ويغفل عما لا يغفل اللّه عنه والمؤمن يرى ذنبه كالجبل والكافر يراه كذباب مر على أنفه فالمؤمن البالغ الإيمان يندم على خطيئته ويأخذه القلق كاللديغ لإيقانه بخبر الآخرة وشرها بخلاف غير الكامل فإنه لا ينزعج لذلك لتراكم الظلمة في صدره وعلى قلبه فيحجبه عن ذلك *،* ولهذا قال ابن مسعود فيما خرّجه الحكيم الترمذي بأن المؤمن إذا أذنب فكأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه فتقتله والمنافق ذنبه كذباب مر على أنفه فعلامة المؤمن أن توجعه المعصية حتى يسهر ليله فيما حل بقلبه من وجع الذنب ويقع في العويل كالذي فارق محبوبه من الخلق بموت أو *[* ص 153 *]* غيره فيتفجع لفراقه فيقع في النحيب فالمؤمن الكامل إذا أذنب يحل به أكثر من المصاب لحجبه عن ربه ومن أشفق من ذنوبه فكان على غاية الحذر منها لا يرجو لغفرها سوى ربه فهو يقبل على اللّه وهو الذي أراده اللّه من عباده ليتوب عليهم ويجزل ثوابهم *،* نعم السرور بالحسنة مقيد في أخبار أخر بأن شرطه ألا ينتهي إلى العجب بها فيسر بما يرى من طاعته فيطمئن إلى أفعاله فيكون قد انصرف عن اللّه إلى نفسه العاجزة الحقيرة الضعيفة الأمّارة اللوامة فيهلك *،* ولهذا قال بعض العارفين *:* ذنب يوصل العباد إلى اللّه تعالى خير من عبادة تصرفه عنه وخطيئة تفقره إلى اللّه خير من طاعة تغنيه عن اللّه *.* *(* تتمة *)* قال الراغب *:* من لا يخوفه الهجاء ولا يسره الثناء لا يردعه عن سوء الفعال إلا سوط أو سيف وقيل من لم يردعه الذمّ عن سيئة ولم يستدعه المدح الى حسنة فهو جماد أو بهيمة وليس الثناء في نفسه بمحمود ولا مذموم وإنما يحمد ويذم بحسب المقاصد *.*
***** *
تخريج السيوطي
(طب) عن أبي موسى.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 6294 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
*(* من سرته حسنته *)* لكونه راجياً ثوابها مؤقناً بنفعها *(* وساءته سيئته فهو مؤمن *)* أي كامل الإيمان لأن من لا يرى للحسنة فائدة ولا للمعصية آفة فذلك يكون من استحكام الغفلة على قلبه فإيمانه ناقص بل ذلك يدل على استهانته بالدين فإنه يهون عظيماً ويغفل عما لا يغفل اللّه عنه والمؤمن يرى ذنبه كالجبل والكافر يراه كذباب مر على أنفه فالمؤمن البالغ الإيمان يندم على خطيئته ويأخذه القلق كاللديغ لإيقانه بخبر الآخرة وشرها بخلاف غير الكامل فإنه لا ينزعج لذلك لتراكم الظلمة في صدره وعلى قلبه فيحجبه عن ذلك *،* ولهذا قال ابن مسعود فيما خرّجه الحكيم الترمذي بأن المؤمن إذا أذنب فكأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه فتقتله والمنافق ذنبه كذباب مر على أنفه فعلامة المؤمن أن توجعه المعصية حتى يسهر ليله فيما حل بقلبه من وجع الذنب ويقع في العويل كالذي فارق محبوبه من الخلق بموت أو *[* ص 153 *]* غيره فيتفجع لفراقه فيقع في النحيب فالمؤمن الكامل إذا أذنب يحل به أكثر من المصاب لحجبه عن ربه ومن أشفق من ذنوبه فكان على غاية الحذر منها لا يرجو لغفرها سوى ربه فهو يقبل على اللّه وهو الذي أراده اللّه من عباده ليتوب عليهم ويجزل ثوابهم *،* نعم السرور بالحسنة مقيد في أخبار أخر بأن شرطه ألا ينتهي إلى العجب بها فيسر بما يرى من طاعته فيطمئن إلى أفعاله فيكون قد انصرف عن اللّه إلى نفسه العاجزة الحقيرة الضعيفة الأمّارة اللوامة فيهلك *،* ولهذا قال بعض العارفين *:* ذنب يوصل العباد إلى اللّه تعالى خير من عبادة تصرفه عنه وخطيئة تفقره إلى اللّه خير من طاعة تغنيه عن اللّه *.* *(* تتمة *)* قال الراغب *:* من لا يخوفه الهجاء ولا يسره الثناء لا يردعه عن سوء الفعال إلا سوط أو سيف وقيل من لم يردعه الذمّ عن سيئة ولم يستدعه المدح الى حسنة فهو جماد أو بهيمة وليس الثناء في نفسه بمحمود ولا مذموم وإنما يحمد ويذم بحسب المقاصد *.*
***** *