مقاوم
09-08-2006, 01:58 PM
الهاتف النعّاق
لم يخطر ببال صانع الجرافة أنها ستستخدم ذات احتلال في تدمير البيوت على ما فيها، أو لتجريف التراب وتهجيره من مواقعه الأصلية الى الأرض اليباب، ولم يخطر أيضاً ببال ليوناردو دافنشي أو عباس بن فرناس أن أجنحة المعدن التي يحلق بها الإنسان مصارعاً جاذبية الأرض ستتحول إلى غربان فولاذية تصطاد الأطفال.
ولو عرف هؤلاء أن الصهيونية ستحول كل ما صنع لأجل الإنسان إلى عدو له لاعتذروا مثلما فعل اللورد نوبل بعد اكتشاف البارود.
ولم يكن الهاتف، بدءاً من أشكاله البدائية الأولى حتى هذا الجوال الذي يتنافس الناس في الحصول على المزيد من مزاياه، وسيلة للشر كما يحدث الآن في فلسطين المحتلة، فالهاتف لا يرن ليلاً إلا لأن المتحدث الراطن بعربية عسيرة على لسانه وقلبه يطلب من صاحب المنزل أن يغادره خلال دقائق لأن قراراً صدر بتدميره وتحويله إلى طلل.
ولا ندري ما اللغة أو الإشارة التي يستخدمها هؤلاء البرابرة وهم يتحدثون الى الطرف الآخر؟ هل يبدأون ككل عباد الله بكلمة “هالو” مثلاً التي تعني التحية، أم يبدأون بكلمة “شالوم” التي لا تعني السلام بقدر ما تعني الحرب؟
حتى وقت قريب كان الفلسطينيون المحرومون من الاستغراق في النوم يتلقون النذير من أصوات جنازير الدبابات وهي تقترب من بيوتهم، لكنهم لم يصبحوا ضحية هذه “الفوبيا” التي أراد المحتل تحويلها الى فزاعة ليلية، خصوصاً للأطفال.
وما من اختراع تكنولوجي أراد مخترعوه أن يتحول الى أداة للترفيه أو التواصل الإنساني إلا وحولته الصهيونية إلى شر خالص، فالمنشار لجذوع أشجار الزيتون وليس للأغصان اليابسة، والحجر أصبح سلاحاً محظوراً، يصطادونه من الطرقات وينقلونه إلى أمكنة لا تصل إليها القبضة الفلسطينية، التي يحول فائض القهر والإرادة لديها الهواء الى حجر، والماء الى صلابة تجرح يد السارق وتدمي أصابعه.
إن الهواتف الأرضية والجوالة في كل أنحاء هذا الكوكب لتبادل التحية، أو الثرثرة البريئة، إلا في فلسطين فهي نذير شؤم، ما ان ترن حتى يحزر المرسل إليه الرسالة السوداء، خصوصاً إذا كانت في الهزيع الأخير من الليل، وبالتحديد من ليل الاحتلال.
ومن زعموا أنهم الواحة الخضراء في صحارى العرب الذين حملوا بشارة الحرية والديمقراطية، أوضحوا للعالم على نحو سافر أنهم الندبة المحتقنة بقيح الكراهية وسم الانتقام، وأنهم أفسدوا البر والبحر والهواء، وحولوا الأخضر الى أصفر، والربيع الى خريف مزمن.
لهذا فإن الهاتف في فلسطين يجب ان تضاف له صفة أخرى غير المحمول أو الجوال، لأنه يعمل بالضغط على الزناد ويرشح من سماعته رذاذ السم، وقد يليق به ان يسمى الهاتف النعّاق ويحمل رنينه صوت الغراب.
منقول من الايميل
لم يخطر ببال صانع الجرافة أنها ستستخدم ذات احتلال في تدمير البيوت على ما فيها، أو لتجريف التراب وتهجيره من مواقعه الأصلية الى الأرض اليباب، ولم يخطر أيضاً ببال ليوناردو دافنشي أو عباس بن فرناس أن أجنحة المعدن التي يحلق بها الإنسان مصارعاً جاذبية الأرض ستتحول إلى غربان فولاذية تصطاد الأطفال.
ولو عرف هؤلاء أن الصهيونية ستحول كل ما صنع لأجل الإنسان إلى عدو له لاعتذروا مثلما فعل اللورد نوبل بعد اكتشاف البارود.
ولم يكن الهاتف، بدءاً من أشكاله البدائية الأولى حتى هذا الجوال الذي يتنافس الناس في الحصول على المزيد من مزاياه، وسيلة للشر كما يحدث الآن في فلسطين المحتلة، فالهاتف لا يرن ليلاً إلا لأن المتحدث الراطن بعربية عسيرة على لسانه وقلبه يطلب من صاحب المنزل أن يغادره خلال دقائق لأن قراراً صدر بتدميره وتحويله إلى طلل.
ولا ندري ما اللغة أو الإشارة التي يستخدمها هؤلاء البرابرة وهم يتحدثون الى الطرف الآخر؟ هل يبدأون ككل عباد الله بكلمة “هالو” مثلاً التي تعني التحية، أم يبدأون بكلمة “شالوم” التي لا تعني السلام بقدر ما تعني الحرب؟
حتى وقت قريب كان الفلسطينيون المحرومون من الاستغراق في النوم يتلقون النذير من أصوات جنازير الدبابات وهي تقترب من بيوتهم، لكنهم لم يصبحوا ضحية هذه “الفوبيا” التي أراد المحتل تحويلها الى فزاعة ليلية، خصوصاً للأطفال.
وما من اختراع تكنولوجي أراد مخترعوه أن يتحول الى أداة للترفيه أو التواصل الإنساني إلا وحولته الصهيونية إلى شر خالص، فالمنشار لجذوع أشجار الزيتون وليس للأغصان اليابسة، والحجر أصبح سلاحاً محظوراً، يصطادونه من الطرقات وينقلونه إلى أمكنة لا تصل إليها القبضة الفلسطينية، التي يحول فائض القهر والإرادة لديها الهواء الى حجر، والماء الى صلابة تجرح يد السارق وتدمي أصابعه.
إن الهواتف الأرضية والجوالة في كل أنحاء هذا الكوكب لتبادل التحية، أو الثرثرة البريئة، إلا في فلسطين فهي نذير شؤم، ما ان ترن حتى يحزر المرسل إليه الرسالة السوداء، خصوصاً إذا كانت في الهزيع الأخير من الليل، وبالتحديد من ليل الاحتلال.
ومن زعموا أنهم الواحة الخضراء في صحارى العرب الذين حملوا بشارة الحرية والديمقراطية، أوضحوا للعالم على نحو سافر أنهم الندبة المحتقنة بقيح الكراهية وسم الانتقام، وأنهم أفسدوا البر والبحر والهواء، وحولوا الأخضر الى أصفر، والربيع الى خريف مزمن.
لهذا فإن الهاتف في فلسطين يجب ان تضاف له صفة أخرى غير المحمول أو الجوال، لأنه يعمل بالضغط على الزناد ويرشح من سماعته رذاذ السم، وقد يليق به ان يسمى الهاتف النعّاق ويحمل رنينه صوت الغراب.
منقول من الايميل