محمد البغدادى
09-02-2006, 11:32 AM
هكذا تكلم الرئيس صدام حسين : عشية غزو العراق
http://www.iraqpatrol.com/portraits/rathersad.jpg
نص المقابلة التي اجراها دان راذر مع الرئيس صدام حسين لشبكة اخبار CBS الامريكية وأذيعت في 26/3/2003 قبل شهر تقريبا من غزوالعراق ، والتي دعا فيها الرئيس صدام الى مناظرة متلفزة مع بوش الذي رفضها لأن "العالم سيعرف من هو الاذكى والاصدق" كما قال احد المعلقين الامريكان.
نعيد نشر هذا الحوار المهم لأنه يلقي الضوء ليس فقط على شخصية الرئيس صدام حسين التي لم تغيرها المحن ، وانما جوانب كثيرة من السياسة الامريكية العدوانية مقابل الموقف العراقي القائم على المباديء والايمان بالله والوطن والشعب.
نص المقابلة
الصحفي- سيادة الرئيس أشكركم واقدر موافقتكم على تخصيص ساعة من وقتكم الثمين لى لان في ذهنى ان أطرح عليكم اسئلة مقسمة الى فئتين. ألاولى هى أخبار الساعة التي يريد الكثير من الامريكيين ان يستمعوا الى اجوبة عنها. والثانية هى ألاسئلة ذات الطبيعة الفلسفية.
السيد الرئيس - ان الأخبار عندكم. لان لاخبارنا وصفا أخر لكن الأخبار السمينة موجودة لديكم.
الصحفي- أتمنى ان يكون كلامكم هذا صحيحا. سيدى هل في نيتكم تدمير صواريخ الصمود التي تمنعكم الامم المتحدة من حيازتها.
السيد الرئيس - لقد التزمنا بالتعامل مع القرار /1441/ وتطبيقه وفق ما أرادت الامم المتحدة.. وعلى هذا الأساس تصرفنا وسوف نتصرف . ومثلما تعرف ان العراق مسموح له بانتاج صواريخ أرض - أرض طبقا لقرارات ألامم المتحدة الى حد 15. كم .. ونحن ملتزمون بالقرارات التي صدرت.
الصحفي - سيادة الرئيس بعد ان فهمت جوابك هل يمكن ان أستنتج انكم لا تريدون تدمير هذه الصواريخ.
السيد الرئيس - أية صواريخ تقصدها ليس لدينا صواريخ خارج إطار تحديدات الامم المتحدة .. وفرق التفتيش موجودة في كل مكان في العراق . واظن ان هذا السؤال يمكن ان يوجه اليهم لكى يعطوك اجابة دقيقة وكافية .
ان امريكا تعرف والعالم يعرف ألان ان ليس في العراق اى شىء مما قيل عنه من اعلى المستويات في امريكا وفي بريطانيا .. واظن ان الضجة التي تفتعل الان والأساطيل وبعض الحشود يتعلق جانب منها بتغطية الكذبة الكبرى التي قيلت ومفادها ان العراق يمتلك أسلحة تدمير شامل كيمياوية ونووية وبايولوجية .
وعلى هذا الأساس أتخذ القرار /1441/ في مجلس الامن . ومع ان العراق متأكد من نفسه ومتأكد مما قيل على لسان كل المسؤولين من انه خال من أسلحة التدمير الشامل الكيمياوية والبيولوجية والنووية ولكن مع ذلك لكى لا يفسر موقف العراق تفسيرا خاطئا ولكى يفضح حقيقة الامور مثلما هى وافق أو تعامل مع القرار /1441/ لذلك فان الصواريخ التي تتحدث عنها و/المخالفة/ لقرارات الامم المتحدة غير موجودة وانها دمرت في وقت سابق واعلن تدميرها في حينه .
لقد بدأت بالفني الفرعي ولم تبدأ بالأساس ومع ذلك لك حرية الاختيار .
الصحفي - صحيح بدأت بالقضايا اليومية أو أخبار اليوم لكن سؤالي ما هى القضايا الجوهرية التي تعتقدون انها مهمة الان .
السيد الرئيس - في كل الديانات السماوية كان الله سبحانه وتعالى يؤكد في كتبه الى الانسانية ان أهم شيئين اساسيين في الحياة بعد خلق الانسان والايمان هما الغذاء والسلام. وهذا موجود في الدين الاسلامى وموجود في الدين المسيحى وموجود في الديانات الأخرى . أذن أهم شيء يعتبره الانسان اساسيا في حياته وحياة الآخرين هو السلام . اى الامن وحقه في الحياة لا ان يأكل فقط وانما ان يمارس دوره في إنسانيته وتجاه إنسانيته ودوره تجاه إنسانية الآخرين . واعتقد ان هذا هو الأساس .
الصحفي - سيادة الرئيس هل تتوقعون ان تتعرضوا لهجوم بقيادة أمريكا .
السيد الرئيس - نتمنى ان لا يحصل هذا لكننا نعد انفسنا لمثل هذا الاحتمال . ومن المؤكد انك لاحظت الحياة العامة في العراق بعد ان قضيت عددا من الايام فيه ولاحظت ان الناس يعيشون حياة طبيعية يتزوجون ويصادقون ويقيمون علاقات طبيعية مع جيرانهم ومع أهاليهم ويسافرون من مكان الى أخر في العراق للتمتع بالحياة طبقا لمعطياتهم. لكنهم في الوقت نفسه يعدون انفسهم لمثل هذا الاحتمال الذي تفضلت به ولان المسؤولين في امريكا يتحدثون عن هذا الاحتمال فمن الطبيعى ان يعد الشعب نفسه لمثل هذا الاحتمال في الوقت الذي يدعو الله سبحانه وتعالى ان يجنب الأمريكان خوض مثل هذه التجربة وان يجنب العراقيين شر من يركبه الشر او يركب مركب الشر ليعتدى على العراق.
الصحفي - هل تخشى احتمال أسركم او قتلكم .
السيد الرئيس - كمؤمنين نؤمن بما يريده الله ولا قيمة لاى حياة من غير أيمان والمؤمن في الوقت الذي يتحسب ويعد العدة ليبتعد عن اى مهوى من مهاوى الردى او عن كل ما يحاول عدوه ان يحفره له يؤمن بقدر الله سبحانه وتعالى .
عندما كنا مناضلين ومجرد مواطنين بين صفوف الشعب قبل ثورة تموز عام 1958 وعندما كان الكثير من شعبنا لا يجد حذاء ينتعله وكان كثر من أبناء الريف حفاة وكثر من شعبنا وحتى داخل المدن يفتقرون الى أبسط مقومات الحياة بأى وصف مهما كان بسيطا وضعنا انفسنا بعد الاتكال على الله في خدمة الشعب وتعرضنا الى مخاطر لابد انكم تعرفونها . والموضوع ليس موضوع استعراضى لما قمنا به من خدمة لشعبنا أو للمخاطر التي واجهتنا. لم نكن انذاك نسأل انفسنا هل نعيش ام نموت وانما توكلنا على الله فحسب. وكان الأساس لدينا هو نوع الفضيلة التي يمكن ان يرضى الله عنها من خلال عملنا في خدمة الشعب والان لا يجوز بعد ان أصبحنا حكاما بالعناوين التي تذكر فلان رئيس جمهورية وفلان وزير وفلان نائب رئيس جمهورية لا يجوز من الناحية الأخلاقية ان نغير مسلكنا الذي وعدنا به الشعب عندما كنا مناضلين وصدق بنا الشعب وقبل بلواء الثورة حتى انتصرت وواجه كل الصعوبات التي واجهته مما تعرفون ويعرف العالم أجمع وتمسك بمبادئه. أذن اعتقد ان المسؤول لا يجوز له ان يسأل نفسه هل يموت او يعيش وانما السؤال الأساس هو الى أى حد هو مخلص لشعبه وللإنسانية جميعا أذا كانت مبادئه انسانية مثلما هى مبادئنا وعند ذلك فان ما يريده الله لا توجد من قوة في الأرض قادرة على ان تغيره . ارجو ان تتحملني لان أجوبتى طويلة .
الصحفي - سيدى الرئيس ان الأمريكان يشعرون بقلق شديد من أى علاقة يقيمها اى شخص بأسامة بن لادن . والسؤال هل لديكم الان وهل كانت لديكم في السابق اى علاقات بتنظيم القاعدة وباسامة بن لادن ..
السيد الرئيس - هل هذا هو الأساس في قلق السادة المسؤولين الأمريكان ام هذا هو الأساس في قلق الشعب ألامريكي فحسب ..
الصحفي - سيادة الرئيس استطيع ان انقل الى سيادتكم بدقة وبامانة ان هذا السؤال يشكل قلقا رئيسيا في اذهان الشعب الامريكى .
السيد الرئيس - ان هذا الموضوع لم يظهر في اهتمامات المسؤولين في امريكا ألا متأخرا .. اى بعد ان ادرك المسؤولون الامريكان ان ما يتحدثون عنه من ان العراق ربما امتلك اسلحة تدمير شامل بعد عام 1998 قد ينكشف لدى الامم المتحدة ويصبحون في حرج . فصاروا يتحدثون عن احتمال ان تكون للعراق علاقة مع السيد اسامة بن لادن . وهذا الموضوع سألنى عنه السيد تونى بن واجبته واجيبك ألان بوضوح . ليس للعراق علاقة مع السيد اسامة بن لادن واظن ان اسامة بن لادن اجاب عن هذا الموضوع في احدى خطبه الأخيرة .
الصحفي - هل تتفقون ام لا تتفقون من حيث المبدأ مع هجمات الحادى عشر من أيلول ..
السيد الرئيس - دعنى أقول بوضوح ان مبادئنا ليست قومية ووطنية فحسب انما هى انسانية أيضا فنحن نؤمن بان العالم ينبغى ان يبحث عن فرص السلام وليس عن فرص الاقتتال والحرب والإيذاء والثأر.
لقد أمنا بهذه المبادئ قبل ان نصبح حكاما وبدأنا بها مع شعبنا عندما أصبحنا في وصف المسؤولين الرسميين . ولكننا نؤمن طبقا لما علمنا الله مثلما علم الإنسانية ايضا تحت عناوين أخرى لدياناتها ان القانون لابد ان يسود في الإنسانية ولا يجوز معه ان يكون هنالك من يعتدى ويسكت الآخرون عليه او ان يكون هنالك من يقتل الناس ويصفق الآخرون له أو ان يكون هنالك من يحتل الدول الأخرى ولا يحرك الآخرون ساكنا تجاهه .
والخلاصة هى اننا نؤمن بالمبادئ التي وردت في ميثاق الامم المتحدة بان من حق من يعتدى عليه ان يرد العدوان . وميثاق الامم المتحدة لم يضعه المسلمون ولم تقرره الدول الاسلامية انما قررته الدول المسيحية ومع ذلك نحن نؤمن به .
الصحفي - سيادة الرئيس هل عرض على سيادتكم اللجوء الى اى مكان في العالم . وهل تفكرون تحت اى ظرف في قبول مثل هذا اللجوء لتنقذوا شعبكم من الدمار والموت .
السيد الرئيس - انا افهم ان دافع السيد راذر هو الإثارة وهذا اسلوب امريكى في الأسئلة والاجوبة قد لا يعجب بعض الناس ولكن بالنسبة لى أنا أتفهمه. ومع ذلك سأجيبك . لقد ولدت في العراق وولدت كعربى مؤمن أصيل وافتخر بأننى علمت أولادى قيم التأريخ العربى بكل معانيه الإنسانية وايضا بكل مواقف الأيمان التي ينبغى ان يقفها الرجل اوعموم المؤمنين سواء كانوا رجالا أو نساء وعلمتهم شرف الوطنية والوطن واهمية وقيمة وشرف ان يكون الانسان وطنيا مخلصا لوطنه وشعبه وامته . والان اعلم احفادى ذلك . وهكذا تحدثت مع العراقيين منذ كنت مناضلا في العمل السرى . فأنا لا اقيم اعتبارا لاى مسؤول يتحدث عن المبادئ مع شعبه او حتى مع الاخرين في الانسانية ويبدو حديثه كأنه صادق قبل ان يصبح ذلك المسؤول حاكما او مسؤولا رسميا . ثم يغير هذا المسؤول موقفه هذا بعد ان يصبح مسؤولا رسميا .
ونحن لا نغير موقفنا اساسا . فقد ولدنا في العراق كجزء من امة عظيمة ومجيدة وعشنا في العراق واكرمنا الله من خلال العراقيين بأن نكون بهذا الموقع والموقف الذي نحن عليه ولذلك سنموت في العراق ايضا او ضمن ارض الامة طبقا لما يقرره الله سبحانه وتعالى .
اما الحديث عن اللجوء فأقول ان من يتخلى عن امته هو فقط الذي يطلب خلاص نفسه واما الذي يلتزم بشرف الدفاع عن وطنه واطفال بلده وشعب بلده فيفترض ان يلتزم بنفس الاخلاقيات التي تحدث بها عن بلده الى شعبه . وان لا يتنازل عنها بل اقول لك وربما يهتم السيد /راذر/ بالاثارة ايضا اقول لك ان من يطلب لجوء صدام حسين الى بلده فهو بلا اخلاق.. لان معنى ذلك انه يوجه اهانه الى شعب العراق ويقول لشعب العراق لا قيمة لقراركم الذي قررتموه بالاجماع في اختيار صدام حسين ولذلك انا ساطلب من صدام حسين او اقنعه بأن يتخلى عن السلطة ويترككم للهوام لكى تعبث بكم من غير قائد وقيادة .
فأطمئن يا سيد راذر .. فهذا الموضوع ليس من اخلاقيات صدام حسين ثم ان حضرتك تتحدث وانا افهم انك صحفي تسأل هذه الاسئلة لاغراض الاثارة . وفي نفس الوقت لكى تعرف الجواب . لكنى اعتقد بأن من يتحدث عن القدر كأنه يصنع بقرار من دولة اجنبية ضد دولة اخرى يرتكب اثما كبيرا . فنحن نعتقد ان القدر يقرره الله سبحانه وتعالى . ومهما امتلكت اى دولة من القوة والجبروت والقدرة على التدمير لا تستطيع ان تلوى ارادة شعب عندما يقرر ان يعيش حرا وكريما ويدافع عن كرامته وعن حريته ووطنه ومقدساته وشرفه .
الجواب طويل ولكن ما العمل فسؤالك كان بحاجة الى اجابة طويلة .
تتذكرون ان الرفيق طارق عزيز التقى في عام 1991 مع السيد بيكر في سويسرا وكان السيد بيكر انذاك قد هدد طارق عزيز وطلب منه ان ينقل كلامه الى العراق من انهم سينقلون العراق الى عصر ما قبل الصناعة واظنكم تتذكرون ذلك ثم استمرت الهجمات التي شنت على العراق مدة شهر ونصف الشهر استخدمت فيها ثلاثة الاف طائرة اضافة الى الصواريخ التي تطلق من السفن .. واستخدمت حوالى /27../ طائرة هيليكوبتر .. واستخدمت جيوش .. ومع ذلك لم يعد العراق الى عصر ما قبل الصناعة .. دمرت الجسور ودمرت كنائس وجوامع ودور عبادة وقتل اطفال ونساء وشيوخ ودمرت كليات وقصور ومعامل ومصانع لكن العراقيين اعادوا بتصميمهم وبعد الاتكال على الله كل ما جرى تدميره وصار المسؤولون في امريكا يقولون ان العراق ربما انتج اسلحة دمار شامل بعد ان انسحبت فرق التفتيش بأيعاز من امريكا في العام 1998 .
في البداية قالوا /ربما/ ثم عادوا ليقولوا ان لديهم معلومات تفيد بأن العراق انتج اسلحة تدمير شامل .. ونحن قلنا ان العراق ليس لديه اسلحة تدمير شامل .. ولكن ماذا يعنى هذا .. انه يعنى ان كلامهم يعتبر اقرارا بأن قول بيكر عام 1991 لم يتحقق .. لذلك فأن الحديث عن امكانية ما يشبه مسخ العراق حديث غير منصف لا لارادة الله سبحانه وتعالى فحسب فسبحانه لا يطلب الانصاف ممن يخلقهم بل يطلب منهم الايمان .. ولكنه ايضا غير منصف للعراقيين ولامكانياتهم كشعب في ان يواجهوا الظروف الصعبة بالخلق والابداع والعمل الصحيح .
نحن نأمل ونتمنى ان لا تحصل الحرب . ولكن اذا ما حصلت سيبقى العراق. فهذا البلد الذي عمر حضارته ثمانية الاف سنة او اكثر بل هو مقدم الحضارة الاولى للانسانية ينبغى ان لا نتصور ان من الممكن ان ينتهى لمجرد ان هناك قوة خارجية تريد لسبب او مجموعة اسباب انهاء دوره وتتصور ان بالامكان انهاء دوره .
الصحفي - سيادة الرئيس اشكر صبركم الطويل وتخصيصكم هذا الوقت الطويل لى واريد منكم ان تعرفوا اننى اعتبر هذه اللحظات لحظات تأريخية مهمة وارجو ان تسمحوا بأن توجهوا خطابا مباشرا للشعب الامريكى حول بعض القضايا التي تشغل اذهان الامريكان بشكل عام والتي سأطرحها على سيادتكم ومنها هذا السؤال : تحدثتم عن العام 1990 و 1991 .. اى عن حرب الخليج التي واجهتم فيها بوش /الاب/ بقواته التي انتصرت عليكم في ساحة المعركة.. والان تواجهون قوات بوش / الابن / الذي يمتلك اسلحة اكثر دمارا واكبر حجما واخطر قتلا .. وكل هذه الاسلحة موجهة ضدكم والى قلوبكم .. فلماذا تعتقدون بأن بأمكانكم تحقيق النصر في ساحة المعركة او لنقل .. هل تعتقدون ان بأمكانكم تحقيق هذا النصر .
السيد الرئيس - انتم تعرفون اننا في الحالين لم نعبر الاطلسى ونعتدى على امريكا. لا ارضا ولا شعبا ولا سماء ..ونحن الان جيشا وشعبا ومسؤولين موجودون في العراق. والمسؤولون في امريكا هم الذين يتحدثون عن نيتهم في الاعتداء على العراق . أو ليس من المسؤولية والوطنية والاخلاق وابسط معانى الايمان ان نقول للمعتدى اننا لن نستسلم لو اعتديت علينا . ولو عكسنا السؤال على اى مواطن امركى شريف في بلده ومنهم السيد راذر وقلنا له . لنفترض في اى مرحلة من مراحل الزمن اللاحق ان تأتى القوة لدولة اخرى غير امريكا وان تعبر الاطلسى لاحتلالكم . فهل تستسلمون ام تقاومون . انا اجيب واقول للامريكان الشرفاء اذا ما حصل معكم مثل هذا الحال في يوم ما فلا تستسلموا وقاوموا دفاعا عن بلدكم وعن شرفكم كشعب . ولكن عليكم فقط ان لا تعتدوا على الاخيرن . ومثلما تعرفون نحن لم نعتد على امريكا .. فأمريكا هى التي تقتل اطفالنا وتقتل النساء وتقتل العراقيين وتحرق المزروعات وتدمر يوميا.. والان وانا معك في هذا المكان رثما هناك طائرات في جنوبى العراق او شماله تغير وتلقى بأحمالها المدمرة على المواطنين وعلى ممتلكاتهم سواء كانت ممتلكاتهم الشخصية او ممتلكات الدولة التي تعود ايضا الى المواطنين.. اذن عندما يسود قانون في العالم يقضى بأن من لديه وسيلة تدمير متفوقة عليه ان يستعمرك وعليك ان تقبل فأن مثل هذا القانون ليس له ابسط مقومات القواعد الاخلاقية او ابسط معانى الايمان بغض النظر عن نوع ايمان من يؤمن ومعنى ذلك الاستسلام لقانون الغاب .. ولاننا مؤمنون ولا نريد ان نستسلم لقانون الغاب .. ومن واجبنا ومن مقتضيات شرف المسؤولية ان ندافع عن بلدنا وعن اطفالنا وعن شعبنا فلن نستسلم لامريكا ولا لغير لامريكا بل حتى لو ضربت قوة امريكا بما تمتلك من ايذاء باى اقم افتراضى فسوف نقاوم عندما يعتدى علينا وسوف نقاتل بشرف ومن النصر الا من عند الله العزيز القدير .
ومعى تصحيح تاريخي يهمكم ويهم الشعب ألامريكي .. ففي عام 1991 لم يهزم العراق وانما خرج جيشنا من الكويت بقرار منا.. صحيح تحت القصف ولكن عندما أصبحنا في العراق لم ينهزم جيش العراق ولا شعب العراق .. ولابد انكم تتذكرون ومطلعون على ذلك من الكتابات التي كتبت عما حصل والاصطدام بالدروع العراقية على مقربة من البصرة وكيف ان السيد بوش الاب القى خطابا في الفجر اعلن فيه وقف أطلاق النار من غير شروط ألا اذا حصل ضرب على قطعاتهم فسيردون بالمثل .. أذن العراق لم يهزم في العام 1991.
واود ان افسر للسيد راذر سبب قولى /السيد/ بوش ذلك اننى أحترم الإنسان .. وعندما توفي خمينى رحمه الله واخبرت عنه قلت لوزير الاعلام في حينه لا تشمتوا فهذا قانون الله . ومن الطرائف أود ان اقول اننى كنت لا أستخدم عبارة السيد بوش عندما أخاطبه وهو في السلطة ولكن في اليوم الثانى لخروجه من السلطة بدأت أخاطبه بالسيد بوش عندما يأتى ذكره .. وفي كل الأحوال يقول قانون الأيمان عليك ان تحترم انسانية عدوك لهذا السبب أيضا .
الصحفي - سيادة الرئيس بكل أحترام أسمحوا لى ان اقول ان الكثير واعدادا كثيرة من الأمريكان سيسمعون كلامكم هذا وسيقولون .. ماذا يقول هذا الرجل . فلقد شاهدنا بأم اعيننا كل الدبابات العراقية وهى تخرج من الكويت وابراجها مضروبة مما يدل على ان جيشكم قد انهزم .. انا لا أقول ذلك وانا فرح به أو أشمت بل أقصد ان توضحوا ماذا تقصدون بقولكم انكم لم تهزموا . واستطيع ان اقول لك ان الأمريكان كشعب يعتقدون اعتقادا جازما بانكم منيتم بهزيمة نكراء في العام 1991 .
السيد الرئيس - دعنى اجيبك على هذا السؤال .. انكم تعرفون اهداف بوش الاب وتعرفون لماذا كرر علينا الضربات لاحقا فلماذا كرر علينا السيد بوش الاب عندما كان رئيسا لجمهورية امريكا الضربات العسكرية اللاحقة لو كنا مهزومين؟ عندما يحصل صراع عسكرى يحصل فيه كر وفر. مع ان السيد بوش الاب قد جيش علينا 28 جيشا و42 دولة أنذاك . وعندما رأينا ان العالم قد اجمع وان الاجماع تحول الى عمل عسكرى في الميدان ضد الدولة وضد الشعب وضد القوات المسلحة سحبنا جيوشنا من الكويت الى ان صدر قرار الانسحاب ولم نخسر من معداتنا في معارك شهر ونصف الشهر اكثر من 1. بالمائة في اعظم خسارة للوحدات التي كانت في ساحة المعركة انذاك .. اذن انسحبنا الى العراق لكى نستمر نقاتل داخل العراق وقاتلنا داخل العراق .. وهزمت الدبابات التي قاتلتنا على مشارف البصرة وقد ذكرت ذلك كتب صدرت من عسكريين امريكان .
اذن واقع الحال ان البيان صدر من قبل السيد بوش الاب الذي لم يستشر ايا من اعضاء التحالف ليعلن به القتال حقق اغراضه وانهم يوقفون القتال او يوقفون الحرب بلا شروط .
اذن خسرنا معركة ولم ننهزم .. وانت تعرف ان القتال الذي دار بيننا وبين ايران قد طال الى ثمان سنوات خسرت ايران معارك امامنا وخسرنا امامها معارك لكن كيف تحسب الامور.. انها تحسب على النتيجة النهائية وامريكا تستطيع ان تدمر لكن السؤال لماذا تدمر ولماذا تستدعى العالم عليها. وهل سعى الامريكان لامتلاك السلاح ليدمروا العالم أم سعى علماؤهم ودافع الضريبة عندما قدم الضريبة لصنع السلاح للدفاع عن امريكا .. اعتقد ان الاساس الذي سعى اليه العلماء الامريكان والشعب الامريكى عندما دفعوا ومازالوا يدفعون الضرائب هو الدفاع عن امريكا .. ولكن هل يجوز وهل من الحكمة ان انساناو اى مسؤول عندما يمتلك سلاحا متفوقا ليعتدى به على الاخرين ويدمرهم ويقتل شعبهم ويقتل اطفالهم لانهم يقولون ان الله ربنا واننا مؤمنون وندافع عن حريتنا وحقنا في الاستقلال والكرامة والعيش بختياراتنا الصحيحة مع الاحترام للاخرين ..بماذا يهدد العراق امريكا. انه لم يعتد على امريكا ولم يقل الشعب العراقى ولا المسؤولون في هذا البلد يوما ما انهم اعداء لامريكا او اعداء للشعب الاميركى او اعداء لاختياراته لوطنه .. فهل يجوز لكل من يملك تفوقا ان يعتدى على الاخرين او ان يذهب كل واحد يطمع بالاخرين تحركه الشركات صاحبة المصالح ويدمرهم .
ان السيد راذر رجل مطلع ويعرف ان المعركة في هذا العصر لا تنتهى الا عندما تسكت البنادق وعندما تنحى الارادة الوطنية لكل ما يريده المعتدى ولا يكفي التفوق بالطائرات والصواريخ وأنما بالنتيجة ستبقى البنادق تحكى قصة مقاومة شعب عظيم للمحتلين بل وانهيار المعتدين ليس لان شعب العراق يريد ان يجرب حاله مع اى كان سواء امريكا او غيرها وانما هذا مبدأ عام .. فشعب العراق قرر ان يعاود دوره الحضارى الانسانى القومى الوطنى المؤمن العظيم وسوف يتمسك بهذا الدور بما يجعله نحترم نفسه وارادته ويحترم الشعوب الاخرى وارادتها وحقها في الاختيار .
اذن دعنا نصلى من اجل كل الشعوب وندعو الله ان يلهم الشعوب الايمان بما يجنبها ايذاء الاخرين وبما يجنبها شر الاخرين في ان يقع عليها .
http://www.iraqpatrol.com/portraits/rathersad.jpg
نص المقابلة التي اجراها دان راذر مع الرئيس صدام حسين لشبكة اخبار CBS الامريكية وأذيعت في 26/3/2003 قبل شهر تقريبا من غزوالعراق ، والتي دعا فيها الرئيس صدام الى مناظرة متلفزة مع بوش الذي رفضها لأن "العالم سيعرف من هو الاذكى والاصدق" كما قال احد المعلقين الامريكان.
نعيد نشر هذا الحوار المهم لأنه يلقي الضوء ليس فقط على شخصية الرئيس صدام حسين التي لم تغيرها المحن ، وانما جوانب كثيرة من السياسة الامريكية العدوانية مقابل الموقف العراقي القائم على المباديء والايمان بالله والوطن والشعب.
نص المقابلة
الصحفي- سيادة الرئيس أشكركم واقدر موافقتكم على تخصيص ساعة من وقتكم الثمين لى لان في ذهنى ان أطرح عليكم اسئلة مقسمة الى فئتين. ألاولى هى أخبار الساعة التي يريد الكثير من الامريكيين ان يستمعوا الى اجوبة عنها. والثانية هى ألاسئلة ذات الطبيعة الفلسفية.
السيد الرئيس - ان الأخبار عندكم. لان لاخبارنا وصفا أخر لكن الأخبار السمينة موجودة لديكم.
الصحفي- أتمنى ان يكون كلامكم هذا صحيحا. سيدى هل في نيتكم تدمير صواريخ الصمود التي تمنعكم الامم المتحدة من حيازتها.
السيد الرئيس - لقد التزمنا بالتعامل مع القرار /1441/ وتطبيقه وفق ما أرادت الامم المتحدة.. وعلى هذا الأساس تصرفنا وسوف نتصرف . ومثلما تعرف ان العراق مسموح له بانتاج صواريخ أرض - أرض طبقا لقرارات ألامم المتحدة الى حد 15. كم .. ونحن ملتزمون بالقرارات التي صدرت.
الصحفي - سيادة الرئيس بعد ان فهمت جوابك هل يمكن ان أستنتج انكم لا تريدون تدمير هذه الصواريخ.
السيد الرئيس - أية صواريخ تقصدها ليس لدينا صواريخ خارج إطار تحديدات الامم المتحدة .. وفرق التفتيش موجودة في كل مكان في العراق . واظن ان هذا السؤال يمكن ان يوجه اليهم لكى يعطوك اجابة دقيقة وكافية .
ان امريكا تعرف والعالم يعرف ألان ان ليس في العراق اى شىء مما قيل عنه من اعلى المستويات في امريكا وفي بريطانيا .. واظن ان الضجة التي تفتعل الان والأساطيل وبعض الحشود يتعلق جانب منها بتغطية الكذبة الكبرى التي قيلت ومفادها ان العراق يمتلك أسلحة تدمير شامل كيمياوية ونووية وبايولوجية .
وعلى هذا الأساس أتخذ القرار /1441/ في مجلس الامن . ومع ان العراق متأكد من نفسه ومتأكد مما قيل على لسان كل المسؤولين من انه خال من أسلحة التدمير الشامل الكيمياوية والبيولوجية والنووية ولكن مع ذلك لكى لا يفسر موقف العراق تفسيرا خاطئا ولكى يفضح حقيقة الامور مثلما هى وافق أو تعامل مع القرار /1441/ لذلك فان الصواريخ التي تتحدث عنها و/المخالفة/ لقرارات الامم المتحدة غير موجودة وانها دمرت في وقت سابق واعلن تدميرها في حينه .
لقد بدأت بالفني الفرعي ولم تبدأ بالأساس ومع ذلك لك حرية الاختيار .
الصحفي - صحيح بدأت بالقضايا اليومية أو أخبار اليوم لكن سؤالي ما هى القضايا الجوهرية التي تعتقدون انها مهمة الان .
السيد الرئيس - في كل الديانات السماوية كان الله سبحانه وتعالى يؤكد في كتبه الى الانسانية ان أهم شيئين اساسيين في الحياة بعد خلق الانسان والايمان هما الغذاء والسلام. وهذا موجود في الدين الاسلامى وموجود في الدين المسيحى وموجود في الديانات الأخرى . أذن أهم شيء يعتبره الانسان اساسيا في حياته وحياة الآخرين هو السلام . اى الامن وحقه في الحياة لا ان يأكل فقط وانما ان يمارس دوره في إنسانيته وتجاه إنسانيته ودوره تجاه إنسانية الآخرين . واعتقد ان هذا هو الأساس .
الصحفي - سيادة الرئيس هل تتوقعون ان تتعرضوا لهجوم بقيادة أمريكا .
السيد الرئيس - نتمنى ان لا يحصل هذا لكننا نعد انفسنا لمثل هذا الاحتمال . ومن المؤكد انك لاحظت الحياة العامة في العراق بعد ان قضيت عددا من الايام فيه ولاحظت ان الناس يعيشون حياة طبيعية يتزوجون ويصادقون ويقيمون علاقات طبيعية مع جيرانهم ومع أهاليهم ويسافرون من مكان الى أخر في العراق للتمتع بالحياة طبقا لمعطياتهم. لكنهم في الوقت نفسه يعدون انفسهم لمثل هذا الاحتمال الذي تفضلت به ولان المسؤولين في امريكا يتحدثون عن هذا الاحتمال فمن الطبيعى ان يعد الشعب نفسه لمثل هذا الاحتمال في الوقت الذي يدعو الله سبحانه وتعالى ان يجنب الأمريكان خوض مثل هذه التجربة وان يجنب العراقيين شر من يركبه الشر او يركب مركب الشر ليعتدى على العراق.
الصحفي - هل تخشى احتمال أسركم او قتلكم .
السيد الرئيس - كمؤمنين نؤمن بما يريده الله ولا قيمة لاى حياة من غير أيمان والمؤمن في الوقت الذي يتحسب ويعد العدة ليبتعد عن اى مهوى من مهاوى الردى او عن كل ما يحاول عدوه ان يحفره له يؤمن بقدر الله سبحانه وتعالى .
عندما كنا مناضلين ومجرد مواطنين بين صفوف الشعب قبل ثورة تموز عام 1958 وعندما كان الكثير من شعبنا لا يجد حذاء ينتعله وكان كثر من أبناء الريف حفاة وكثر من شعبنا وحتى داخل المدن يفتقرون الى أبسط مقومات الحياة بأى وصف مهما كان بسيطا وضعنا انفسنا بعد الاتكال على الله في خدمة الشعب وتعرضنا الى مخاطر لابد انكم تعرفونها . والموضوع ليس موضوع استعراضى لما قمنا به من خدمة لشعبنا أو للمخاطر التي واجهتنا. لم نكن انذاك نسأل انفسنا هل نعيش ام نموت وانما توكلنا على الله فحسب. وكان الأساس لدينا هو نوع الفضيلة التي يمكن ان يرضى الله عنها من خلال عملنا في خدمة الشعب والان لا يجوز بعد ان أصبحنا حكاما بالعناوين التي تذكر فلان رئيس جمهورية وفلان وزير وفلان نائب رئيس جمهورية لا يجوز من الناحية الأخلاقية ان نغير مسلكنا الذي وعدنا به الشعب عندما كنا مناضلين وصدق بنا الشعب وقبل بلواء الثورة حتى انتصرت وواجه كل الصعوبات التي واجهته مما تعرفون ويعرف العالم أجمع وتمسك بمبادئه. أذن اعتقد ان المسؤول لا يجوز له ان يسأل نفسه هل يموت او يعيش وانما السؤال الأساس هو الى أى حد هو مخلص لشعبه وللإنسانية جميعا أذا كانت مبادئه انسانية مثلما هى مبادئنا وعند ذلك فان ما يريده الله لا توجد من قوة في الأرض قادرة على ان تغيره . ارجو ان تتحملني لان أجوبتى طويلة .
الصحفي - سيدى الرئيس ان الأمريكان يشعرون بقلق شديد من أى علاقة يقيمها اى شخص بأسامة بن لادن . والسؤال هل لديكم الان وهل كانت لديكم في السابق اى علاقات بتنظيم القاعدة وباسامة بن لادن ..
السيد الرئيس - هل هذا هو الأساس في قلق السادة المسؤولين الأمريكان ام هذا هو الأساس في قلق الشعب ألامريكي فحسب ..
الصحفي - سيادة الرئيس استطيع ان انقل الى سيادتكم بدقة وبامانة ان هذا السؤال يشكل قلقا رئيسيا في اذهان الشعب الامريكى .
السيد الرئيس - ان هذا الموضوع لم يظهر في اهتمامات المسؤولين في امريكا ألا متأخرا .. اى بعد ان ادرك المسؤولون الامريكان ان ما يتحدثون عنه من ان العراق ربما امتلك اسلحة تدمير شامل بعد عام 1998 قد ينكشف لدى الامم المتحدة ويصبحون في حرج . فصاروا يتحدثون عن احتمال ان تكون للعراق علاقة مع السيد اسامة بن لادن . وهذا الموضوع سألنى عنه السيد تونى بن واجبته واجيبك ألان بوضوح . ليس للعراق علاقة مع السيد اسامة بن لادن واظن ان اسامة بن لادن اجاب عن هذا الموضوع في احدى خطبه الأخيرة .
الصحفي - هل تتفقون ام لا تتفقون من حيث المبدأ مع هجمات الحادى عشر من أيلول ..
السيد الرئيس - دعنى أقول بوضوح ان مبادئنا ليست قومية ووطنية فحسب انما هى انسانية أيضا فنحن نؤمن بان العالم ينبغى ان يبحث عن فرص السلام وليس عن فرص الاقتتال والحرب والإيذاء والثأر.
لقد أمنا بهذه المبادئ قبل ان نصبح حكاما وبدأنا بها مع شعبنا عندما أصبحنا في وصف المسؤولين الرسميين . ولكننا نؤمن طبقا لما علمنا الله مثلما علم الإنسانية ايضا تحت عناوين أخرى لدياناتها ان القانون لابد ان يسود في الإنسانية ولا يجوز معه ان يكون هنالك من يعتدى ويسكت الآخرون عليه او ان يكون هنالك من يقتل الناس ويصفق الآخرون له أو ان يكون هنالك من يحتل الدول الأخرى ولا يحرك الآخرون ساكنا تجاهه .
والخلاصة هى اننا نؤمن بالمبادئ التي وردت في ميثاق الامم المتحدة بان من حق من يعتدى عليه ان يرد العدوان . وميثاق الامم المتحدة لم يضعه المسلمون ولم تقرره الدول الاسلامية انما قررته الدول المسيحية ومع ذلك نحن نؤمن به .
الصحفي - سيادة الرئيس هل عرض على سيادتكم اللجوء الى اى مكان في العالم . وهل تفكرون تحت اى ظرف في قبول مثل هذا اللجوء لتنقذوا شعبكم من الدمار والموت .
السيد الرئيس - انا افهم ان دافع السيد راذر هو الإثارة وهذا اسلوب امريكى في الأسئلة والاجوبة قد لا يعجب بعض الناس ولكن بالنسبة لى أنا أتفهمه. ومع ذلك سأجيبك . لقد ولدت في العراق وولدت كعربى مؤمن أصيل وافتخر بأننى علمت أولادى قيم التأريخ العربى بكل معانيه الإنسانية وايضا بكل مواقف الأيمان التي ينبغى ان يقفها الرجل اوعموم المؤمنين سواء كانوا رجالا أو نساء وعلمتهم شرف الوطنية والوطن واهمية وقيمة وشرف ان يكون الانسان وطنيا مخلصا لوطنه وشعبه وامته . والان اعلم احفادى ذلك . وهكذا تحدثت مع العراقيين منذ كنت مناضلا في العمل السرى . فأنا لا اقيم اعتبارا لاى مسؤول يتحدث عن المبادئ مع شعبه او حتى مع الاخرين في الانسانية ويبدو حديثه كأنه صادق قبل ان يصبح ذلك المسؤول حاكما او مسؤولا رسميا . ثم يغير هذا المسؤول موقفه هذا بعد ان يصبح مسؤولا رسميا .
ونحن لا نغير موقفنا اساسا . فقد ولدنا في العراق كجزء من امة عظيمة ومجيدة وعشنا في العراق واكرمنا الله من خلال العراقيين بأن نكون بهذا الموقع والموقف الذي نحن عليه ولذلك سنموت في العراق ايضا او ضمن ارض الامة طبقا لما يقرره الله سبحانه وتعالى .
اما الحديث عن اللجوء فأقول ان من يتخلى عن امته هو فقط الذي يطلب خلاص نفسه واما الذي يلتزم بشرف الدفاع عن وطنه واطفال بلده وشعب بلده فيفترض ان يلتزم بنفس الاخلاقيات التي تحدث بها عن بلده الى شعبه . وان لا يتنازل عنها بل اقول لك وربما يهتم السيد /راذر/ بالاثارة ايضا اقول لك ان من يطلب لجوء صدام حسين الى بلده فهو بلا اخلاق.. لان معنى ذلك انه يوجه اهانه الى شعب العراق ويقول لشعب العراق لا قيمة لقراركم الذي قررتموه بالاجماع في اختيار صدام حسين ولذلك انا ساطلب من صدام حسين او اقنعه بأن يتخلى عن السلطة ويترككم للهوام لكى تعبث بكم من غير قائد وقيادة .
فأطمئن يا سيد راذر .. فهذا الموضوع ليس من اخلاقيات صدام حسين ثم ان حضرتك تتحدث وانا افهم انك صحفي تسأل هذه الاسئلة لاغراض الاثارة . وفي نفس الوقت لكى تعرف الجواب . لكنى اعتقد بأن من يتحدث عن القدر كأنه يصنع بقرار من دولة اجنبية ضد دولة اخرى يرتكب اثما كبيرا . فنحن نعتقد ان القدر يقرره الله سبحانه وتعالى . ومهما امتلكت اى دولة من القوة والجبروت والقدرة على التدمير لا تستطيع ان تلوى ارادة شعب عندما يقرر ان يعيش حرا وكريما ويدافع عن كرامته وعن حريته ووطنه ومقدساته وشرفه .
الجواب طويل ولكن ما العمل فسؤالك كان بحاجة الى اجابة طويلة .
تتذكرون ان الرفيق طارق عزيز التقى في عام 1991 مع السيد بيكر في سويسرا وكان السيد بيكر انذاك قد هدد طارق عزيز وطلب منه ان ينقل كلامه الى العراق من انهم سينقلون العراق الى عصر ما قبل الصناعة واظنكم تتذكرون ذلك ثم استمرت الهجمات التي شنت على العراق مدة شهر ونصف الشهر استخدمت فيها ثلاثة الاف طائرة اضافة الى الصواريخ التي تطلق من السفن .. واستخدمت حوالى /27../ طائرة هيليكوبتر .. واستخدمت جيوش .. ومع ذلك لم يعد العراق الى عصر ما قبل الصناعة .. دمرت الجسور ودمرت كنائس وجوامع ودور عبادة وقتل اطفال ونساء وشيوخ ودمرت كليات وقصور ومعامل ومصانع لكن العراقيين اعادوا بتصميمهم وبعد الاتكال على الله كل ما جرى تدميره وصار المسؤولون في امريكا يقولون ان العراق ربما انتج اسلحة دمار شامل بعد ان انسحبت فرق التفتيش بأيعاز من امريكا في العام 1998 .
في البداية قالوا /ربما/ ثم عادوا ليقولوا ان لديهم معلومات تفيد بأن العراق انتج اسلحة تدمير شامل .. ونحن قلنا ان العراق ليس لديه اسلحة تدمير شامل .. ولكن ماذا يعنى هذا .. انه يعنى ان كلامهم يعتبر اقرارا بأن قول بيكر عام 1991 لم يتحقق .. لذلك فأن الحديث عن امكانية ما يشبه مسخ العراق حديث غير منصف لا لارادة الله سبحانه وتعالى فحسب فسبحانه لا يطلب الانصاف ممن يخلقهم بل يطلب منهم الايمان .. ولكنه ايضا غير منصف للعراقيين ولامكانياتهم كشعب في ان يواجهوا الظروف الصعبة بالخلق والابداع والعمل الصحيح .
نحن نأمل ونتمنى ان لا تحصل الحرب . ولكن اذا ما حصلت سيبقى العراق. فهذا البلد الذي عمر حضارته ثمانية الاف سنة او اكثر بل هو مقدم الحضارة الاولى للانسانية ينبغى ان لا نتصور ان من الممكن ان ينتهى لمجرد ان هناك قوة خارجية تريد لسبب او مجموعة اسباب انهاء دوره وتتصور ان بالامكان انهاء دوره .
الصحفي - سيادة الرئيس اشكر صبركم الطويل وتخصيصكم هذا الوقت الطويل لى واريد منكم ان تعرفوا اننى اعتبر هذه اللحظات لحظات تأريخية مهمة وارجو ان تسمحوا بأن توجهوا خطابا مباشرا للشعب الامريكى حول بعض القضايا التي تشغل اذهان الامريكان بشكل عام والتي سأطرحها على سيادتكم ومنها هذا السؤال : تحدثتم عن العام 1990 و 1991 .. اى عن حرب الخليج التي واجهتم فيها بوش /الاب/ بقواته التي انتصرت عليكم في ساحة المعركة.. والان تواجهون قوات بوش / الابن / الذي يمتلك اسلحة اكثر دمارا واكبر حجما واخطر قتلا .. وكل هذه الاسلحة موجهة ضدكم والى قلوبكم .. فلماذا تعتقدون بأن بأمكانكم تحقيق النصر في ساحة المعركة او لنقل .. هل تعتقدون ان بأمكانكم تحقيق هذا النصر .
السيد الرئيس - انتم تعرفون اننا في الحالين لم نعبر الاطلسى ونعتدى على امريكا. لا ارضا ولا شعبا ولا سماء ..ونحن الان جيشا وشعبا ومسؤولين موجودون في العراق. والمسؤولون في امريكا هم الذين يتحدثون عن نيتهم في الاعتداء على العراق . أو ليس من المسؤولية والوطنية والاخلاق وابسط معانى الايمان ان نقول للمعتدى اننا لن نستسلم لو اعتديت علينا . ولو عكسنا السؤال على اى مواطن امركى شريف في بلده ومنهم السيد راذر وقلنا له . لنفترض في اى مرحلة من مراحل الزمن اللاحق ان تأتى القوة لدولة اخرى غير امريكا وان تعبر الاطلسى لاحتلالكم . فهل تستسلمون ام تقاومون . انا اجيب واقول للامريكان الشرفاء اذا ما حصل معكم مثل هذا الحال في يوم ما فلا تستسلموا وقاوموا دفاعا عن بلدكم وعن شرفكم كشعب . ولكن عليكم فقط ان لا تعتدوا على الاخيرن . ومثلما تعرفون نحن لم نعتد على امريكا .. فأمريكا هى التي تقتل اطفالنا وتقتل النساء وتقتل العراقيين وتحرق المزروعات وتدمر يوميا.. والان وانا معك في هذا المكان رثما هناك طائرات في جنوبى العراق او شماله تغير وتلقى بأحمالها المدمرة على المواطنين وعلى ممتلكاتهم سواء كانت ممتلكاتهم الشخصية او ممتلكات الدولة التي تعود ايضا الى المواطنين.. اذن عندما يسود قانون في العالم يقضى بأن من لديه وسيلة تدمير متفوقة عليه ان يستعمرك وعليك ان تقبل فأن مثل هذا القانون ليس له ابسط مقومات القواعد الاخلاقية او ابسط معانى الايمان بغض النظر عن نوع ايمان من يؤمن ومعنى ذلك الاستسلام لقانون الغاب .. ولاننا مؤمنون ولا نريد ان نستسلم لقانون الغاب .. ومن واجبنا ومن مقتضيات شرف المسؤولية ان ندافع عن بلدنا وعن اطفالنا وعن شعبنا فلن نستسلم لامريكا ولا لغير لامريكا بل حتى لو ضربت قوة امريكا بما تمتلك من ايذاء باى اقم افتراضى فسوف نقاوم عندما يعتدى علينا وسوف نقاتل بشرف ومن النصر الا من عند الله العزيز القدير .
ومعى تصحيح تاريخي يهمكم ويهم الشعب ألامريكي .. ففي عام 1991 لم يهزم العراق وانما خرج جيشنا من الكويت بقرار منا.. صحيح تحت القصف ولكن عندما أصبحنا في العراق لم ينهزم جيش العراق ولا شعب العراق .. ولابد انكم تتذكرون ومطلعون على ذلك من الكتابات التي كتبت عما حصل والاصطدام بالدروع العراقية على مقربة من البصرة وكيف ان السيد بوش الاب القى خطابا في الفجر اعلن فيه وقف أطلاق النار من غير شروط ألا اذا حصل ضرب على قطعاتهم فسيردون بالمثل .. أذن العراق لم يهزم في العام 1991.
واود ان افسر للسيد راذر سبب قولى /السيد/ بوش ذلك اننى أحترم الإنسان .. وعندما توفي خمينى رحمه الله واخبرت عنه قلت لوزير الاعلام في حينه لا تشمتوا فهذا قانون الله . ومن الطرائف أود ان اقول اننى كنت لا أستخدم عبارة السيد بوش عندما أخاطبه وهو في السلطة ولكن في اليوم الثانى لخروجه من السلطة بدأت أخاطبه بالسيد بوش عندما يأتى ذكره .. وفي كل الأحوال يقول قانون الأيمان عليك ان تحترم انسانية عدوك لهذا السبب أيضا .
الصحفي - سيادة الرئيس بكل أحترام أسمحوا لى ان اقول ان الكثير واعدادا كثيرة من الأمريكان سيسمعون كلامكم هذا وسيقولون .. ماذا يقول هذا الرجل . فلقد شاهدنا بأم اعيننا كل الدبابات العراقية وهى تخرج من الكويت وابراجها مضروبة مما يدل على ان جيشكم قد انهزم .. انا لا أقول ذلك وانا فرح به أو أشمت بل أقصد ان توضحوا ماذا تقصدون بقولكم انكم لم تهزموا . واستطيع ان اقول لك ان الأمريكان كشعب يعتقدون اعتقادا جازما بانكم منيتم بهزيمة نكراء في العام 1991 .
السيد الرئيس - دعنى اجيبك على هذا السؤال .. انكم تعرفون اهداف بوش الاب وتعرفون لماذا كرر علينا الضربات لاحقا فلماذا كرر علينا السيد بوش الاب عندما كان رئيسا لجمهورية امريكا الضربات العسكرية اللاحقة لو كنا مهزومين؟ عندما يحصل صراع عسكرى يحصل فيه كر وفر. مع ان السيد بوش الاب قد جيش علينا 28 جيشا و42 دولة أنذاك . وعندما رأينا ان العالم قد اجمع وان الاجماع تحول الى عمل عسكرى في الميدان ضد الدولة وضد الشعب وضد القوات المسلحة سحبنا جيوشنا من الكويت الى ان صدر قرار الانسحاب ولم نخسر من معداتنا في معارك شهر ونصف الشهر اكثر من 1. بالمائة في اعظم خسارة للوحدات التي كانت في ساحة المعركة انذاك .. اذن انسحبنا الى العراق لكى نستمر نقاتل داخل العراق وقاتلنا داخل العراق .. وهزمت الدبابات التي قاتلتنا على مشارف البصرة وقد ذكرت ذلك كتب صدرت من عسكريين امريكان .
اذن واقع الحال ان البيان صدر من قبل السيد بوش الاب الذي لم يستشر ايا من اعضاء التحالف ليعلن به القتال حقق اغراضه وانهم يوقفون القتال او يوقفون الحرب بلا شروط .
اذن خسرنا معركة ولم ننهزم .. وانت تعرف ان القتال الذي دار بيننا وبين ايران قد طال الى ثمان سنوات خسرت ايران معارك امامنا وخسرنا امامها معارك لكن كيف تحسب الامور.. انها تحسب على النتيجة النهائية وامريكا تستطيع ان تدمر لكن السؤال لماذا تدمر ولماذا تستدعى العالم عليها. وهل سعى الامريكان لامتلاك السلاح ليدمروا العالم أم سعى علماؤهم ودافع الضريبة عندما قدم الضريبة لصنع السلاح للدفاع عن امريكا .. اعتقد ان الاساس الذي سعى اليه العلماء الامريكان والشعب الامريكى عندما دفعوا ومازالوا يدفعون الضرائب هو الدفاع عن امريكا .. ولكن هل يجوز وهل من الحكمة ان انساناو اى مسؤول عندما يمتلك سلاحا متفوقا ليعتدى به على الاخرين ويدمرهم ويقتل شعبهم ويقتل اطفالهم لانهم يقولون ان الله ربنا واننا مؤمنون وندافع عن حريتنا وحقنا في الاستقلال والكرامة والعيش بختياراتنا الصحيحة مع الاحترام للاخرين ..بماذا يهدد العراق امريكا. انه لم يعتد على امريكا ولم يقل الشعب العراقى ولا المسؤولون في هذا البلد يوما ما انهم اعداء لامريكا او اعداء للشعب الاميركى او اعداء لاختياراته لوطنه .. فهل يجوز لكل من يملك تفوقا ان يعتدى على الاخرين او ان يذهب كل واحد يطمع بالاخرين تحركه الشركات صاحبة المصالح ويدمرهم .
ان السيد راذر رجل مطلع ويعرف ان المعركة في هذا العصر لا تنتهى الا عندما تسكت البنادق وعندما تنحى الارادة الوطنية لكل ما يريده المعتدى ولا يكفي التفوق بالطائرات والصواريخ وأنما بالنتيجة ستبقى البنادق تحكى قصة مقاومة شعب عظيم للمحتلين بل وانهيار المعتدين ليس لان شعب العراق يريد ان يجرب حاله مع اى كان سواء امريكا او غيرها وانما هذا مبدأ عام .. فشعب العراق قرر ان يعاود دوره الحضارى الانسانى القومى الوطنى المؤمن العظيم وسوف يتمسك بهذا الدور بما يجعله نحترم نفسه وارادته ويحترم الشعوب الاخرى وارادتها وحقها في الاختيار .
اذن دعنا نصلى من اجل كل الشعوب وندعو الله ان يلهم الشعوب الايمان بما يجنبها ايذاء الاخرين وبما يجنبها شر الاخرين في ان يقع عليها .