المرضيّــة
08-30-2006, 08:05 PM
يقول الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في كتابة (صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل):
سمعتُ من أحد شيوخي في بلدنا حلب رحمه الله تعالى ، أن الشيخ إبراهيم الهلالي الحلبي ، العالم الصالح الجليل ، ذهب إلى الجامع الأزهر يطلب العلم ، و أثناء طلبه للعلم أملق و افتقر إلى النفقة ، و مضى عليه أكثر من يوم و هو لا يجد ما يأكل ، و جاع جوعاً شديداً ، فخرج من غرفته في الأزهر ليسأل اللقمة و الطعام ، فشاهد باباً مفتوحاً ، وشمَّ منه رائحة الطعام الزكية .
فدخل الباب إلى المطبخ فلم يجد أحداً ، و وجد طعاماً شهياً ، فأخذ الملعقة وغمسها فيه ، ثم لما رفعها إلى فمه انقبضت نفسه عن تناولها ، إذ لم يُؤذن له بتناوله ، فتركها ! و خرج بجوعه و سغبه إلى غرفته في رواق الأزهر .
و لم يمض عليه نحو ساعة إلا و أحد شيوخه ، و معه رجل ، يدخلان عليه غرفته ، و يقول له الشيخ : هذا الرجل الفاضل ، جاءني يريد طالب علم صالح ، اختاره لابنته زوجاً ، و قد اخترتك له ، فقم بنا إلى بيته ليتم العقد بينكما ، و تكون من أهل بيته ، فتحامل الشيخ إبراهيم على نفسه ممتثلاً أمر شيخه ، و قام معهما ، و إذا هما يذهبان به إلى البيت الذي دخله و غمس الملعقة في طعامه !!
و لما جلس عقد له والدها عليها ، و بادر بالطعام ، فكان الطعام الذي غمس الملعقة فيه ثم تركها ، فأكل منه قائلاً في نفسه : ( امتنعتُ عنه بغير إذن الله ، فأطعمنيه بإذنه معززاً مكرماً زوجاً )
ثم قدمت معه تلك المرأة الصالحة إلى حلب بعد انتهائه من التحصيل ، و كانت أم أبنائه الصالحين .
فسبحان من أغنى بالحلال عن الحرام ، و قسم لكل مخلوق رزقه و طعامه و شرابه ، فلا بد أنه آكله و نائله ، و صدق القائل : ( ما قُدِّر َ لماضِغَيكَ أن يمضغاه ُ ، لا بد أن يمضغاه ، فويحك كُلْه بعِزٍّ و لا تأكله ُ بذُلٍّ)
سمعتُ من أحد شيوخي في بلدنا حلب رحمه الله تعالى ، أن الشيخ إبراهيم الهلالي الحلبي ، العالم الصالح الجليل ، ذهب إلى الجامع الأزهر يطلب العلم ، و أثناء طلبه للعلم أملق و افتقر إلى النفقة ، و مضى عليه أكثر من يوم و هو لا يجد ما يأكل ، و جاع جوعاً شديداً ، فخرج من غرفته في الأزهر ليسأل اللقمة و الطعام ، فشاهد باباً مفتوحاً ، وشمَّ منه رائحة الطعام الزكية .
فدخل الباب إلى المطبخ فلم يجد أحداً ، و وجد طعاماً شهياً ، فأخذ الملعقة وغمسها فيه ، ثم لما رفعها إلى فمه انقبضت نفسه عن تناولها ، إذ لم يُؤذن له بتناوله ، فتركها ! و خرج بجوعه و سغبه إلى غرفته في رواق الأزهر .
و لم يمض عليه نحو ساعة إلا و أحد شيوخه ، و معه رجل ، يدخلان عليه غرفته ، و يقول له الشيخ : هذا الرجل الفاضل ، جاءني يريد طالب علم صالح ، اختاره لابنته زوجاً ، و قد اخترتك له ، فقم بنا إلى بيته ليتم العقد بينكما ، و تكون من أهل بيته ، فتحامل الشيخ إبراهيم على نفسه ممتثلاً أمر شيخه ، و قام معهما ، و إذا هما يذهبان به إلى البيت الذي دخله و غمس الملعقة في طعامه !!
و لما جلس عقد له والدها عليها ، و بادر بالطعام ، فكان الطعام الذي غمس الملعقة فيه ثم تركها ، فأكل منه قائلاً في نفسه : ( امتنعتُ عنه بغير إذن الله ، فأطعمنيه بإذنه معززاً مكرماً زوجاً )
ثم قدمت معه تلك المرأة الصالحة إلى حلب بعد انتهائه من التحصيل ، و كانت أم أبنائه الصالحين .
فسبحان من أغنى بالحلال عن الحرام ، و قسم لكل مخلوق رزقه و طعامه و شرابه ، فلا بد أنه آكله و نائله ، و صدق القائل : ( ما قُدِّر َ لماضِغَيكَ أن يمضغاه ُ ، لا بد أن يمضغاه ، فويحك كُلْه بعِزٍّ و لا تأكله ُ بذُلٍّ)