جنى
01-20-2003, 06:41 AM
:) down up بعض الذين يتجرعون من كأس الخوف حتى الثمالة ،يخيفهم الشهداء،ويرعبهم صدى أصواتهم المنتشر في فضاء الحرية،فيطلقون أصواتهم التي لا تدين عدوا، ولا تستنكر فعلا اجراميا له، بل تصبح سيفا مسلطا على رقاب الأمة، ولا يقتصر هذا البعض بكلامه عند هذا الحد بل يتجاوزه الى الشهداء، فيعتبرونهم يحبون الموت ويكرهون الحياة؟!..اذا كانت الحياة هي الثواني والدقائق والساعات،ورحلة الألم والفرح،والتماهي المطلق مع الزمان، فان الموت هو الحد الفاصل،والانتقال المريع نحو حياة أخرى لها خاصيتها ومميزاتها،فعمر البعض يسقط عند تخوم الشهوة الجامحة،وبعضهم ينهي قهره بخلاص موهوم يعيده اليه كلما حاول التخلص منه،وبعضهم يفرق الأمل حتى ينهي الحياة من دون جدوى،فيصبح العمر متشردا،ويغدو قعيدا ومتسولا بلا ثمن،أما الشهداء فانهم يصطدمون بقدر جبروت العدو ليحققوا توازن الأمل للأمة حين ينقطع الرجاء،ويواجهون الموت بأجساد عارية لينتقلوا بالأخرين الى ضفة الحياة الكريمة،فهم بهذا المعنى يكرهون الحياة القصيرة والمحدودة والممزوجة بالقهر والظلم،ويطمحون الى الحياة الجميلة والمستمرة،محلقين بذلك فوق المادة ومتجاوزين العالم المحدود....... والشهداء في غياب أجسادهم عنا لا يخسرون،بل نحن الذين نستنزف بحزن قاتل يزيد من بشاعة هذه الحياة ومرارتها،أما هم فانهم يلتقطون الفرح الموصول بالزمن الغير المتناهي... وتمتد أيامهم في عمر يزيد ليعانق الخلود الأبدي في وحدة تصيرهما معا..عشقا،وفرحا طليقا،......... ومن أجمل من الشهداء ليتحدث عنهم فيقول الشهيد فتحي الشقاقي عن الشهداء:"الشهداء لا يموتون،انهم أحياء يهبون لأمتهم مزيدا من القوة ،قد يلغي القتل أجسادهم الطاهرة ولكنه يستحضر معنى وجودهم مكثفا خالصا من نوازع الجسد وثقله،متحررا من قيوده،ويطلق أرواحهم خفاقة حية،مؤثرة بحجم المعاني التي قتلوا لأجلها وهم يدافعون عنها".. ويضيف:"الشهداء يعيدون تشكيل الحياة بزخم وابداع أعظم،ويهبوننا حياة أكثر عنفوانا وتمردا،فدمهم شريان الحياة لشجرة المقاومة وشجرة الحرية.."أما نحن فلن نحفظ دمهم الا عندما تتماهى كلمتنا مع السلاح،ويسقط وجلنا من قاموس الكلمات ذلك،لأنهم يريدون جيلا لا يعرف الهزيمة،ولا يتردد أبدا بقطف ثمار النصر مهما غلت التضحيات وكان الألم....فبربكم أجيبوا أيّنا الميت حقا نحن أم الشهداء؟؟!!!!!:eek: