صلاح الدين يوسف
08-20-2006, 04:54 PM
الذاكرة عندما تضعف
المصريون : بتاريخ 19 - 8 - 2006جمال سلطان
تمنيت لو أني قرأت لبعض الذين تحمسوا ـ بحق ـ لصمود المقاومة اللبنانية أمام العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا ، وهم يتحمسون أيضا للمقاومة العراقية ، وهي بكل تأكيد مقاومة بطولية ضد المحتلين وضد العدوان الأمريكي على بلد عزيز وغال ، مثل أحد أضلاع حضارة الإسلام في المشرق وعاصمة دولة الخلافة ، أكون مندهشا عندما أقرأ بعض الصحف المصرية وهي تدافع بحماس عن مقاومة حزب الله ضد الأمريكان والصهاينة ، في الوقت الذي تهاجم فيه نفس الصحف المقاومة العراقية ضد الأمريكان والنفوذ الصهيوني المتنوع ، بل وتحرص هذه الصحف ذاتها على وصف المقاومة العراقية بأنها المجموعات الإرهابية ومجموعات التكفير ، المسألة تحتاج إلى تأمل وتحتاج أيضا إلى مراجعة ، هل المسألة هي الموقف من الأمريكان والصهاينة فعلا ، أم أن الحسابات هنا تتصل بأمور أخرى ، ما معنى أن تمتنع صحيفة مستقلة أو حزبية معارضة عن إطلاق كلمة إدانة واحدة للاحتلال الأمريكي للعراق وتطلق حملة تشويه وإهانة لمقاومة الشعب العراقي للاحتلال ، والتضحيات الهائلة التي يقدمها العراقيون والتي وصلت حتى الآن إلى ما يقرب من ربع مليون شهيد وضعفهم من الجرحى والمشوهين ، على يد أعتى آلات الدمار والبطش الأمريكي ، أيضا الذين يدافعون عن إيران والذين يتحدثون عن التحالف مع إيران ضد الهيمنة الأمريكية أرجو أن يفسروا لي من الناحية العملية ، كيف يمكن أن أتحالف مع قوة إقليمية تحارب المقاومة العراقية ، وتتواطؤ مع الاحتلال الأمريكي لتقسيم النفوذ في البلد العربي المكلوم ، عندما أقول أن دماء مئات الآلاف من المسلمين التي أزهقت في العراق تتحمل قسما كبيرا من المسؤولية عنها قوات الحرس الثوري الإيراني التي تعيث فسادا في ربوع العراق وخاصة في بغداد والمناطق الجنوبية والسلاح الإيراني الذي يغرق العراق في بحار الدم ، والذي اضطر الأمريكان إلى الإعلان عنه مؤخرا علانية ، عندما نذكر ذلك يغضب البعض ويحدثنا عن تحالف مع إيران ضد الهيمنة الأمريكية ، وهو كلام محض عاطفة لا تستند إلى أي حقائق في خريطة المصالح والتحالفات والطموحات ، أنا لست في حاجة إلى أن أستمع إلى دروس وعظات من أصدقاء بجماعة الإخوان المسلمين تحديدا في هذه النقطة ، لأن ذاكرتهم ، وذاكرتنا ، لم تنس بعد ما ارتكبه نظام حافظ الأسد في سوريا من مذابح مروعة ضد المسلمين السنة في حلب وحماه وجسر الشغور ، لا أظنهم قد نسوا مذبحة حماة التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثين ألف قتيل في أسبوع واحد ، وهو ما لم يحدث حتى في تاريخ الاحتلال الصريح ، ولا أريد أن أذكرهم بالدعم المفتوح والعلني الذي قدمته الحكومة الإيرانية وقتها للنظام البعثي الطائفي ، لسحق غضبة الشعب السوري ، ولا أريد أن أذكرهم بالمؤلفات الإخوانية التي صدرت في ذلك الوقت ومنها كتب معروفة لسعيد حوى يرحمه الله وغيره ، إن الجرائم التي تشارك إيران في ارتكابها في العراق حاليا هي نسخة شبه متطابقة مع الجرائم التي ارتكبتها من قبل مع الشعب السوري والتي كانت حصيلتها عشرات الآلاف من القتلى من النساء والأطفال والشيوخ والشباب وأكثر من مليون سوري مهجر ومطارد ، .. مع الأسف ، العواطف ليست دائما متسقة مع الحقائق ، وأخطر من ذلك أن تكون وسيلة لطمر الحقائق وتزوير الصورة .
[email protected]
المصريون : بتاريخ 19 - 8 - 2006جمال سلطان
تمنيت لو أني قرأت لبعض الذين تحمسوا ـ بحق ـ لصمود المقاومة اللبنانية أمام العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا ، وهم يتحمسون أيضا للمقاومة العراقية ، وهي بكل تأكيد مقاومة بطولية ضد المحتلين وضد العدوان الأمريكي على بلد عزيز وغال ، مثل أحد أضلاع حضارة الإسلام في المشرق وعاصمة دولة الخلافة ، أكون مندهشا عندما أقرأ بعض الصحف المصرية وهي تدافع بحماس عن مقاومة حزب الله ضد الأمريكان والصهاينة ، في الوقت الذي تهاجم فيه نفس الصحف المقاومة العراقية ضد الأمريكان والنفوذ الصهيوني المتنوع ، بل وتحرص هذه الصحف ذاتها على وصف المقاومة العراقية بأنها المجموعات الإرهابية ومجموعات التكفير ، المسألة تحتاج إلى تأمل وتحتاج أيضا إلى مراجعة ، هل المسألة هي الموقف من الأمريكان والصهاينة فعلا ، أم أن الحسابات هنا تتصل بأمور أخرى ، ما معنى أن تمتنع صحيفة مستقلة أو حزبية معارضة عن إطلاق كلمة إدانة واحدة للاحتلال الأمريكي للعراق وتطلق حملة تشويه وإهانة لمقاومة الشعب العراقي للاحتلال ، والتضحيات الهائلة التي يقدمها العراقيون والتي وصلت حتى الآن إلى ما يقرب من ربع مليون شهيد وضعفهم من الجرحى والمشوهين ، على يد أعتى آلات الدمار والبطش الأمريكي ، أيضا الذين يدافعون عن إيران والذين يتحدثون عن التحالف مع إيران ضد الهيمنة الأمريكية أرجو أن يفسروا لي من الناحية العملية ، كيف يمكن أن أتحالف مع قوة إقليمية تحارب المقاومة العراقية ، وتتواطؤ مع الاحتلال الأمريكي لتقسيم النفوذ في البلد العربي المكلوم ، عندما أقول أن دماء مئات الآلاف من المسلمين التي أزهقت في العراق تتحمل قسما كبيرا من المسؤولية عنها قوات الحرس الثوري الإيراني التي تعيث فسادا في ربوع العراق وخاصة في بغداد والمناطق الجنوبية والسلاح الإيراني الذي يغرق العراق في بحار الدم ، والذي اضطر الأمريكان إلى الإعلان عنه مؤخرا علانية ، عندما نذكر ذلك يغضب البعض ويحدثنا عن تحالف مع إيران ضد الهيمنة الأمريكية ، وهو كلام محض عاطفة لا تستند إلى أي حقائق في خريطة المصالح والتحالفات والطموحات ، أنا لست في حاجة إلى أن أستمع إلى دروس وعظات من أصدقاء بجماعة الإخوان المسلمين تحديدا في هذه النقطة ، لأن ذاكرتهم ، وذاكرتنا ، لم تنس بعد ما ارتكبه نظام حافظ الأسد في سوريا من مذابح مروعة ضد المسلمين السنة في حلب وحماه وجسر الشغور ، لا أظنهم قد نسوا مذبحة حماة التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثين ألف قتيل في أسبوع واحد ، وهو ما لم يحدث حتى في تاريخ الاحتلال الصريح ، ولا أريد أن أذكرهم بالدعم المفتوح والعلني الذي قدمته الحكومة الإيرانية وقتها للنظام البعثي الطائفي ، لسحق غضبة الشعب السوري ، ولا أريد أن أذكرهم بالمؤلفات الإخوانية التي صدرت في ذلك الوقت ومنها كتب معروفة لسعيد حوى يرحمه الله وغيره ، إن الجرائم التي تشارك إيران في ارتكابها في العراق حاليا هي نسخة شبه متطابقة مع الجرائم التي ارتكبتها من قبل مع الشعب السوري والتي كانت حصيلتها عشرات الآلاف من القتلى من النساء والأطفال والشيوخ والشباب وأكثر من مليون سوري مهجر ومطارد ، .. مع الأسف ، العواطف ليست دائما متسقة مع الحقائق ، وأخطر من ذلك أن تكون وسيلة لطمر الحقائق وتزوير الصورة .
[email protected]