Saowt
08-06-2006, 08:05 AM
السلطان السابع والعشرون في ترتيب سلاطين الدولة العثمانية، وفاتحة عهد الانحطاط والتراجع في الدولة العثمانية بسبب التحالف الصليبي الضمني والحرب الروسية الدائمة بلا هوادة على الدولة العثمانية، وقد ولد عبد الحميد الأول سنة 1137هـ، وبقي محجوزًا في قصره مدة حكم أخيه مصطفى الثالث الذي شهد عهده الصحوة الروسية والتفوق العسكري لصالحها على حساب الدولة العثمانية, وقد تولى عبد الحميد الأول الخلافة سنة 1187هـ، في وقت شديد الحساسية والاضطراب, إذ إن الروس قد أشعلوا حربًا ضروسًا على الدولة العثمانية منذ سنة 1768هـ وأخذت في قضم أراضي واسعة من الدولة العثمانية في أوروبا الشرقية، وقامت روسيا بدعم الثورات الداخلية مثل ثورة علي بك الكبير سنة 1183هـ ـ 1770م، وظهر للجميع أن الحقد الصليبي الروسي على الدولة العثمانية قد بلغ أقصى مدى وتوهج له.
اضطر عبد الحميد الأول لتوقيع معاهدة «قنيارجة» مع الروس في أولى سنوات حكمه 1187هـ ـ 1774م، لالتقاط الأنفاس وتدعيم الموقف العثماني المتدهور، وكانت بنود هذه المعاهدة في غاية الإجحاف بالدولة العثمانية، ولما لا فالمنتصر دائمًا يفرض شروطه، وقد ناقشنا من قبل بنود هذه المعاهدة المذلة في أحداث 13 جمادى الأولى.
ورغم المكاسب الضخمة التي حققها الروس من هذه المعاهدة إلا إنهم واصلوا حربهم الضروس على الدولة العثمانية، وكانت ملكة الروس «كاترينا» شديدة البغض والكراهية للإسلام والعثمانيين, وقد قادت الجيش الروسي بنفسها لاحتلال بلاد القرم, وطافت البلاد بعد فتح القرم وأقيمت لها الزينات وأقواس النصر التي كتب عليها «الطريق إلى بيزنطة» واجتمعت كاترينا مع جوزيف الثاني ملك النمسا واتفقا على إعادة مجد الدولة البيزنطية.
كل ذلك والدولة العثمانية ما زالت تلعق جراحها من الهزائم المتتالية، إلا إنها استطاعت هزيمة جوزيف الثاني عند أبواب بلجراد وترد جيوشه مدحورة، وكانت روسيا تعمل على إثارة السكان النصارى في الدولة العثمانية، في البلقان، فزادت الاضطرابات والثورات الداخلية وأصبح القناصل الروس في أنحاء الدولة العثمانية موئلاً ومحرضًا للثوار، وتمادى الروس في غيهم حتى أعلن السلطان عبد الحميد الأول الحرب عليهم سنة 1200هـ، وحاول القائد الروسي إقناع كاترينا بالانسحاب من بلاد القرم لعدم الاستعداد للقتال ولكنها أصرت على خوض المعركة كأنها تعلم علم اليقين مدى تدهور وضعف مستوى الجيوش العثمانية، فتقدم الروس واحتلوا ميناء «أوزي» ومدينة بندر الحصينة سنة 1203هـ، وكان لهذه الهزيمة أثر سيئ في نفسية عبد الحميد الأول الذي أصابه الهم والحزن حتى مات في 11 رجب سنة 1203هـ، آسفًا على ما أصاب الدولة العثمانية في أيامه, وكانت وفاته سببًا لزيادة ضعف ووهن الجيوش العثمانية فزادت الهزائم ومن ثم الخسائر.
اضطر عبد الحميد الأول لتوقيع معاهدة «قنيارجة» مع الروس في أولى سنوات حكمه 1187هـ ـ 1774م، لالتقاط الأنفاس وتدعيم الموقف العثماني المتدهور، وكانت بنود هذه المعاهدة في غاية الإجحاف بالدولة العثمانية، ولما لا فالمنتصر دائمًا يفرض شروطه، وقد ناقشنا من قبل بنود هذه المعاهدة المذلة في أحداث 13 جمادى الأولى.
ورغم المكاسب الضخمة التي حققها الروس من هذه المعاهدة إلا إنهم واصلوا حربهم الضروس على الدولة العثمانية، وكانت ملكة الروس «كاترينا» شديدة البغض والكراهية للإسلام والعثمانيين, وقد قادت الجيش الروسي بنفسها لاحتلال بلاد القرم, وطافت البلاد بعد فتح القرم وأقيمت لها الزينات وأقواس النصر التي كتب عليها «الطريق إلى بيزنطة» واجتمعت كاترينا مع جوزيف الثاني ملك النمسا واتفقا على إعادة مجد الدولة البيزنطية.
كل ذلك والدولة العثمانية ما زالت تلعق جراحها من الهزائم المتتالية، إلا إنها استطاعت هزيمة جوزيف الثاني عند أبواب بلجراد وترد جيوشه مدحورة، وكانت روسيا تعمل على إثارة السكان النصارى في الدولة العثمانية، في البلقان، فزادت الاضطرابات والثورات الداخلية وأصبح القناصل الروس في أنحاء الدولة العثمانية موئلاً ومحرضًا للثوار، وتمادى الروس في غيهم حتى أعلن السلطان عبد الحميد الأول الحرب عليهم سنة 1200هـ، وحاول القائد الروسي إقناع كاترينا بالانسحاب من بلاد القرم لعدم الاستعداد للقتال ولكنها أصرت على خوض المعركة كأنها تعلم علم اليقين مدى تدهور وضعف مستوى الجيوش العثمانية، فتقدم الروس واحتلوا ميناء «أوزي» ومدينة بندر الحصينة سنة 1203هـ، وكان لهذه الهزيمة أثر سيئ في نفسية عبد الحميد الأول الذي أصابه الهم والحزن حتى مات في 11 رجب سنة 1203هـ، آسفًا على ما أصاب الدولة العثمانية في أيامه, وكانت وفاته سببًا لزيادة ضعف ووهن الجيوش العثمانية فزادت الهزائم ومن ثم الخسائر.