سعد بن معاذ
08-04-2006, 06:18 PM
حقيقة أتمنى أن لاتصبح المقاومة الإسلامية حماس بيد إيران ..خصوصا بعد تزامن أسر الجنود الصهاينة من قبل حماس ثم حزب الله" الألعاب النارية " وأتمنى من الله أن ينصرهما على إسرائيل وأن يلحق بها الدمار ..!!
ولكن أتمنى من جميع الإخوة قراءة هذا المقال لأهميته وخطورة مافيه .. وفيه أمور مهمة جدا منها على سبيل المثال ... وتنقسم العمليات الخارجية لقوات القدس حسب منطقة التأثير. وتعتبر المنطقة الأكثر أهمية العراق والسعودية (شبة الجزيرة العربية) وسوريا ولبنان...
ليس هناك مقاومة عراقية شيعية.. بل احتلال إيراني!
التاريخ:15/06/1427 الموافق 11/07/2006 |القراء:2098 | نسخة للطباعة
مجلة العصر / لم نسمع حتى اللحظة عن أي فعل عراقي شيعي مقاوم للاحتلال في العراق، باستثناء ما صدر عن رد فعل "طائفي" قبل نحو عام من ميليشيات جيش المهدي تجاه القوات الأمريكية في مدينة الصدر.
والحقيقة أن حالة "المقاومة" المجتزأة من قبل الصدريين لم تكن أكثر من لحظة وقتية انتهت بانتفاء مبرراتها، ودون ذلك لم نشهد أو نسمع أي فعل شيعي مقاوم بعد أربع سنوات على الاحتلال الأمريكي للعراق.
قبل أيام خرج علينا فصيل شيعي "مقاوم" تحت مسمى كتائب الإمام الحسين في شريط مصور، يظهر تفجير آلية أمريكية، مرفقا ببيان يوضح أسباب لجوء هذا الفصيل الشيعي للمقاومة بعد سنوات من الانتظار وإعطاء الفرصة للعملية السياسية.
وفي الجنوب، وتحديدا البصرة، يُثار التساؤل، كلما حدثت عملية عسكرية أو انفجار لعبوة ناسفة، الأمر الذي يبعث على التساؤل بالفعل: هل من وجود لمقاومة عراقية شيعية.
لا أعتقد ذلك.. وببساطة متناهية، ليس الأمر أكثر من مجرد واجهات جديدة لتغلغل إيراني جديد في العراق وميليشيات جديدة، استعدادا للحرب الأهلية الطائفية المقيتة التي ستكون أكثر وضوحا من المناوشات "الصغيرة" الدائرة حتى اللحظة.
ما يحدث اليوم تطهير عرقي طائفي في الجنوب وتغلغل إيراني بشع في مناطق السنة تحديدا، وتعقيدات كبيرة يضفيها التسلسل الإيراني على المشهد العراقي.
التأثير الإيراني في كل مفاصل الحياة اليومية للعراقيين واضح تماما، خاصة القوى الشيعية الرئيسية في العراق، التي حظيت وتحظى بدعم جاد من جانب إيراني، بشكل يجعل من التأثير الإيراني حالة فارقة، من خلال الدعم العسكري واللوجستي للقوى العسكرية ومؤسسات الرفاهية الاجتماعية.
وآخر ما قد يفكر فيه الشيعة في العراق هو رفع السلاح في وجه الأمريكيين أو توجيهه إلى صدور البريطانيين.. لأن دوام الاحتلال منفعة شيعية خالصة وفرصة مواتية لإيران والدولة للإجهاز على ما تبقى من عروبة العراق.
أشبعنا العراقيون الشيعة حديثا عن ثوراتهم وانتفاضاتهم ضد كل غزاة العراق ..لكن المشهد الأكثر وضوحا، والذي يلخص حقيقة الوضع، هو كالتالي:
على المعبر الرئيسي للحدود بين العراق وإيران، وضعت صورة للإمام الخميني والعلم الإيراني، ولا وجود للعلم العراقي، هذا هو حال التغلغل الإيراني، الذي حول العراق إلى حديقة خلفية.
وبعيدا عن موقف العرب السنة من الشيعة، يهمنا كثيرا الاطلاع على موقف الأكراد من الشيعة، فلدى الأكراد ارتياب قوي من الشيعة بصفة عامة والشيعة العراقيين خاصة، وهذه حقيقة يؤكدها القادة الأكراد وقادة البشمرجة، حيث يعتقدون أن التمايز الشيعي في الحكومة، سيجعل الدولة نسخة جديدة من طهران، وهذا هو أحد أسباب اهتمامهم بحماية حدودهم مع إيران.
لا تثق الطوائف والفصائل العراقية عموما بشيعة العراق، وينظرون لهم على كواجهة اختراق واسعة من قبل إيران، ولذا لا تثق فصائل المقاومة العراقية "السنية" بأغلبها، إن لم تكن كلها، بأي نزعة شيعية نحو المقاومة.
لنقترب من المشهد أكثر، نقول إنه تسيطر على السياسات الشيعية، ثلاثة أحزاب شكلت الائتلاف العراقي الموحد في انتخابات 15 ديسمبر 2005، ويرأسه عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.
الأحزاب الثلاثة الرئيسية هي: المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ورساليون (حزب مقتدى الصدر)، وحزب الدعوة. ويعتبر حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الأكبر، والأكثر تنظيماً، والأكثر تمويلاً، كما يمتلك ميليشيا خاصة، منظمة بدر للتعمير والتنمية، ويلقي دعماً من إيران. ويتراوح عدد مؤيديه ما بين 2.5ـ 3 ملايين نسمة. فيما يتراوح عدد مؤيدي حزب مقتدى الصدر المناهض للأمريكيين ما بين 1ـ 1.5 مليون نسمة في كافة أنحاء الدولة، خاصة في مدينة الصدر في بغداد، إلى جانب النجف. ويسيطر الصدر على جيش المهدي، الذي دخل في مواجهة مع قوات الحلفاء والقوات العراقية في بداية الاحتلال كما أسلفنا، ويقدر عدد قوات جيش المهدي بما لا يقل عن 1 آلاف فرد.
حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وجيش المهدي، القوتان الشيعيتان الوحيدتان اللتان تمتلكان ميليشيا. ويأتي حزب الدعوة بزعامة إبراهيم الجعفري في المرتبة الثانية بعد حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وقد كونت الأحزاب الثلاثة الائتلاف العراقي الموحد.
وبالفعل يتوحد ائتلاف القوى الشيعية الثلاث في العلاقات الأمنية والاستخباراتية مع إيران .. القصة بدأت عندما سقط النظام البعثي، حيث اتجهت الأنظار مباشرة إلى الشيعة وسط ترقب لمواقفهم.
تكريس التوجه الإسلامي الإيراني، والعداء للعلمانية، وتوسيع قاعدة التأثير الإسلام الشيعي والنفس الطائفي المقيت، هو حصاد التدخل الإيراني في العراق منذ ذلك الوقت.
الميليشيات الشيعية، وهي أكثر ما يهمنا هنا، استخدمت إيرانيا بشكل واضح للنفاذ إلى العراق وفق آليتين، الأولى، عبر نشاط قوات القدس، وهو القسم الخاص للحرس الثوري الإيراني. والثاني تمويل وتسليح الميليشيات الشيعية خاصة الجناح العسكري لحزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وهي منظمة بدر للتعمير والتنمية التي يبلغ عدد أفرادها 25 آلفا.
وتشير تقارير الاستخبارات إلى أن الضباط الإيرانيين يوجهون عمليات سرية تحت غطاء منظمة بدر، ويستقبل جيش المهدي مساعدات إيرانية أيضاً، لكن أقل نسبياً من بدر والقدس.
قائد الحرس الثوري، كما نعلم، هو الجنرال يحيى رحيم صفوي، فيما يتولى الجنرال محمد باقر ذو الجار منصب نائب القائد. أما الجنرال قاسم سليمان فهو قائد قوات القدس، والجنرال باقر ذو الجار والجنرال سليمان مسئولان عن برنامج إيران السري في العراق، ولهما اتصال مباشر بمكتب المرشد الأعلى.
إضافة إلى ذلك، حددت التقارير الاستخبارية، وفق ما ورد في مجلة "الراصد" وهي مجلة متخصصة في الشأن الشيعي عموما، أربعة جنرالات في الحرس الثوري، وتسعة عقداء في الحرس الثوري مسئولين مباشرة عن العمليات العسكرية السرية في العراق.
وتجري قوات القدس بشكل رئيسي عمليات استخباراتية ماهرة في فن الحرب غير المألوفة. وتقدر الاستخبارات قوتها الحالية بـ 5000 عنصرا، أكثرهم ضباط مدربون. وضمن قوات القدس هناك وحدة صغيرة يطلق عليها "قوات القدس الخاصة" التي تضم ضباطاً محترفين. وتعمل هذه القوات بشكل رئيسي خارج الأراضي الإيرانية، لكن تبقى معظم قواعد التدريب داخل إيران.
وتنقسم العمليات الخارجية لقوات القدس حسب منطقة التأثير. وتعتبر المنطقة الأكثر أهمية العراق والسعودية (شبة الجزيرة العربية) وسوريا ولبنان. أما الأقل أهمية فهي أفغانستان، وباكستان، والهند، وتركيا، والجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي السابق، وأوروبا، وأمريكا الشمالية، وشمال أفريقيا (مصر، تونس، الجزائر، السودان، والمغرب).
الواضح في حديث التغلغل والاختراق الإيراني، أن هدف طهران هو اختراق كل الميليشيات العراقية من خلال دعم وتدريب أعضائها. جيش المهدي، على سبيل المثال، يتلقي دعماً مادياً ولوجيستيا من إيران، كما يتلقى أعضاؤه تدريباً في معسكرات الحرس الثوري الإيراني. كما دربت معظم قوات منظمة بدر في المعسكرات نفسها، و قوات القدس تستخدم ستة معسكرات تدريب في إيران أهمها موجود في جامعة الإمام على في شمال طهران. كما توجد المعسكرات الرئيسية الأخرى في قم، وتبريز ومشهد، كما يوجد معسكران على الحدود السورية اللبنانية.
وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن ضباط الحرس الثوري الإيراني يعملون حالياً في العراق داخل الميليشيا والجيش النظامي ووحدات الشرطة، ودرجة اختراق هذه المنظمات من الصعب تقويمها، فمن المستحيل عملياً التمييز بين الميليشيا الشيعية العراقية، ووحدات الشرطة، فكلاهما متأثرين بإيران.
المنظمات الخيرية الإيرانية نمط أخر من التدخل والتغلغل الإيراني، حيث تعتبر الحكومة الإيرانية المصدر المالي الأكبر للأماكن الشيعية في النجف وكربلاء، مثل نظيرتها في قم ومشهد.
وتمارس المنظمات الخيرية الإيرانية دوراً ملحوظاً في تمويل المستشفيات والمؤسسات الاجتماعية، والمساجد وملاجئ الأيتام، وخدمات اجتماعية أخرى، ومن خلال تكوين شبكة رفاهية اجتماعية في العراق، عبر استخدام الوكلاء أو بأسمائهم الخاصة، تمارس منظمات مثل مؤسسة المستضعفين، ومؤسسة الإمام الرضا، ومؤسسات الشهداء، تأثيراً هائلاً، حيث يبلغ تمويلها حوالي مليون دولار. وثمة منظمات أخرى مثل مؤسسة الرفاهية الاجتماعية، والمؤسسة الاقتصادية الإسلامية، ومؤسسة التعمير والإسكان.
وحتى الهلال الأحمر الإيراني استخدم كواجهة استخدمتها منظمة القدس لتأسيس خلايا مسلحة تحت الأرض في جنوب العراق. كل هذه المنظمات هيأت المجال لزيادة التأثير الإيراني في العراق مستقبلاً.
وبعد .. كيف لهذه الميليشيات الشيعية، التي لم تجف حرابها بعد من دماء أهل السنة العراقيين، أن تنضوي تحت لواء المقاومة، وهي موغلة حتى الثمالة في الولاء لكل ما هو إيراني؟ ليس الأمر أكثر من احتلال جديد للعراق، إنه الاحتلال الإيراني.
ولكن أتمنى من جميع الإخوة قراءة هذا المقال لأهميته وخطورة مافيه .. وفيه أمور مهمة جدا منها على سبيل المثال ... وتنقسم العمليات الخارجية لقوات القدس حسب منطقة التأثير. وتعتبر المنطقة الأكثر أهمية العراق والسعودية (شبة الجزيرة العربية) وسوريا ولبنان...
ليس هناك مقاومة عراقية شيعية.. بل احتلال إيراني!
التاريخ:15/06/1427 الموافق 11/07/2006 |القراء:2098 | نسخة للطباعة
مجلة العصر / لم نسمع حتى اللحظة عن أي فعل عراقي شيعي مقاوم للاحتلال في العراق، باستثناء ما صدر عن رد فعل "طائفي" قبل نحو عام من ميليشيات جيش المهدي تجاه القوات الأمريكية في مدينة الصدر.
والحقيقة أن حالة "المقاومة" المجتزأة من قبل الصدريين لم تكن أكثر من لحظة وقتية انتهت بانتفاء مبرراتها، ودون ذلك لم نشهد أو نسمع أي فعل شيعي مقاوم بعد أربع سنوات على الاحتلال الأمريكي للعراق.
قبل أيام خرج علينا فصيل شيعي "مقاوم" تحت مسمى كتائب الإمام الحسين في شريط مصور، يظهر تفجير آلية أمريكية، مرفقا ببيان يوضح أسباب لجوء هذا الفصيل الشيعي للمقاومة بعد سنوات من الانتظار وإعطاء الفرصة للعملية السياسية.
وفي الجنوب، وتحديدا البصرة، يُثار التساؤل، كلما حدثت عملية عسكرية أو انفجار لعبوة ناسفة، الأمر الذي يبعث على التساؤل بالفعل: هل من وجود لمقاومة عراقية شيعية.
لا أعتقد ذلك.. وببساطة متناهية، ليس الأمر أكثر من مجرد واجهات جديدة لتغلغل إيراني جديد في العراق وميليشيات جديدة، استعدادا للحرب الأهلية الطائفية المقيتة التي ستكون أكثر وضوحا من المناوشات "الصغيرة" الدائرة حتى اللحظة.
ما يحدث اليوم تطهير عرقي طائفي في الجنوب وتغلغل إيراني بشع في مناطق السنة تحديدا، وتعقيدات كبيرة يضفيها التسلسل الإيراني على المشهد العراقي.
التأثير الإيراني في كل مفاصل الحياة اليومية للعراقيين واضح تماما، خاصة القوى الشيعية الرئيسية في العراق، التي حظيت وتحظى بدعم جاد من جانب إيراني، بشكل يجعل من التأثير الإيراني حالة فارقة، من خلال الدعم العسكري واللوجستي للقوى العسكرية ومؤسسات الرفاهية الاجتماعية.
وآخر ما قد يفكر فيه الشيعة في العراق هو رفع السلاح في وجه الأمريكيين أو توجيهه إلى صدور البريطانيين.. لأن دوام الاحتلال منفعة شيعية خالصة وفرصة مواتية لإيران والدولة للإجهاز على ما تبقى من عروبة العراق.
أشبعنا العراقيون الشيعة حديثا عن ثوراتهم وانتفاضاتهم ضد كل غزاة العراق ..لكن المشهد الأكثر وضوحا، والذي يلخص حقيقة الوضع، هو كالتالي:
على المعبر الرئيسي للحدود بين العراق وإيران، وضعت صورة للإمام الخميني والعلم الإيراني، ولا وجود للعلم العراقي، هذا هو حال التغلغل الإيراني، الذي حول العراق إلى حديقة خلفية.
وبعيدا عن موقف العرب السنة من الشيعة، يهمنا كثيرا الاطلاع على موقف الأكراد من الشيعة، فلدى الأكراد ارتياب قوي من الشيعة بصفة عامة والشيعة العراقيين خاصة، وهذه حقيقة يؤكدها القادة الأكراد وقادة البشمرجة، حيث يعتقدون أن التمايز الشيعي في الحكومة، سيجعل الدولة نسخة جديدة من طهران، وهذا هو أحد أسباب اهتمامهم بحماية حدودهم مع إيران.
لا تثق الطوائف والفصائل العراقية عموما بشيعة العراق، وينظرون لهم على كواجهة اختراق واسعة من قبل إيران، ولذا لا تثق فصائل المقاومة العراقية "السنية" بأغلبها، إن لم تكن كلها، بأي نزعة شيعية نحو المقاومة.
لنقترب من المشهد أكثر، نقول إنه تسيطر على السياسات الشيعية، ثلاثة أحزاب شكلت الائتلاف العراقي الموحد في انتخابات 15 ديسمبر 2005، ويرأسه عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.
الأحزاب الثلاثة الرئيسية هي: المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ورساليون (حزب مقتدى الصدر)، وحزب الدعوة. ويعتبر حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الأكبر، والأكثر تنظيماً، والأكثر تمويلاً، كما يمتلك ميليشيا خاصة، منظمة بدر للتعمير والتنمية، ويلقي دعماً من إيران. ويتراوح عدد مؤيديه ما بين 2.5ـ 3 ملايين نسمة. فيما يتراوح عدد مؤيدي حزب مقتدى الصدر المناهض للأمريكيين ما بين 1ـ 1.5 مليون نسمة في كافة أنحاء الدولة، خاصة في مدينة الصدر في بغداد، إلى جانب النجف. ويسيطر الصدر على جيش المهدي، الذي دخل في مواجهة مع قوات الحلفاء والقوات العراقية في بداية الاحتلال كما أسلفنا، ويقدر عدد قوات جيش المهدي بما لا يقل عن 1 آلاف فرد.
حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وجيش المهدي، القوتان الشيعيتان الوحيدتان اللتان تمتلكان ميليشيا. ويأتي حزب الدعوة بزعامة إبراهيم الجعفري في المرتبة الثانية بعد حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وقد كونت الأحزاب الثلاثة الائتلاف العراقي الموحد.
وبالفعل يتوحد ائتلاف القوى الشيعية الثلاث في العلاقات الأمنية والاستخباراتية مع إيران .. القصة بدأت عندما سقط النظام البعثي، حيث اتجهت الأنظار مباشرة إلى الشيعة وسط ترقب لمواقفهم.
تكريس التوجه الإسلامي الإيراني، والعداء للعلمانية، وتوسيع قاعدة التأثير الإسلام الشيعي والنفس الطائفي المقيت، هو حصاد التدخل الإيراني في العراق منذ ذلك الوقت.
الميليشيات الشيعية، وهي أكثر ما يهمنا هنا، استخدمت إيرانيا بشكل واضح للنفاذ إلى العراق وفق آليتين، الأولى، عبر نشاط قوات القدس، وهو القسم الخاص للحرس الثوري الإيراني. والثاني تمويل وتسليح الميليشيات الشيعية خاصة الجناح العسكري لحزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وهي منظمة بدر للتعمير والتنمية التي يبلغ عدد أفرادها 25 آلفا.
وتشير تقارير الاستخبارات إلى أن الضباط الإيرانيين يوجهون عمليات سرية تحت غطاء منظمة بدر، ويستقبل جيش المهدي مساعدات إيرانية أيضاً، لكن أقل نسبياً من بدر والقدس.
قائد الحرس الثوري، كما نعلم، هو الجنرال يحيى رحيم صفوي، فيما يتولى الجنرال محمد باقر ذو الجار منصب نائب القائد. أما الجنرال قاسم سليمان فهو قائد قوات القدس، والجنرال باقر ذو الجار والجنرال سليمان مسئولان عن برنامج إيران السري في العراق، ولهما اتصال مباشر بمكتب المرشد الأعلى.
إضافة إلى ذلك، حددت التقارير الاستخبارية، وفق ما ورد في مجلة "الراصد" وهي مجلة متخصصة في الشأن الشيعي عموما، أربعة جنرالات في الحرس الثوري، وتسعة عقداء في الحرس الثوري مسئولين مباشرة عن العمليات العسكرية السرية في العراق.
وتجري قوات القدس بشكل رئيسي عمليات استخباراتية ماهرة في فن الحرب غير المألوفة. وتقدر الاستخبارات قوتها الحالية بـ 5000 عنصرا، أكثرهم ضباط مدربون. وضمن قوات القدس هناك وحدة صغيرة يطلق عليها "قوات القدس الخاصة" التي تضم ضباطاً محترفين. وتعمل هذه القوات بشكل رئيسي خارج الأراضي الإيرانية، لكن تبقى معظم قواعد التدريب داخل إيران.
وتنقسم العمليات الخارجية لقوات القدس حسب منطقة التأثير. وتعتبر المنطقة الأكثر أهمية العراق والسعودية (شبة الجزيرة العربية) وسوريا ولبنان. أما الأقل أهمية فهي أفغانستان، وباكستان، والهند، وتركيا، والجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي السابق، وأوروبا، وأمريكا الشمالية، وشمال أفريقيا (مصر، تونس، الجزائر، السودان، والمغرب).
الواضح في حديث التغلغل والاختراق الإيراني، أن هدف طهران هو اختراق كل الميليشيات العراقية من خلال دعم وتدريب أعضائها. جيش المهدي، على سبيل المثال، يتلقي دعماً مادياً ولوجيستيا من إيران، كما يتلقى أعضاؤه تدريباً في معسكرات الحرس الثوري الإيراني. كما دربت معظم قوات منظمة بدر في المعسكرات نفسها، و قوات القدس تستخدم ستة معسكرات تدريب في إيران أهمها موجود في جامعة الإمام على في شمال طهران. كما توجد المعسكرات الرئيسية الأخرى في قم، وتبريز ومشهد، كما يوجد معسكران على الحدود السورية اللبنانية.
وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن ضباط الحرس الثوري الإيراني يعملون حالياً في العراق داخل الميليشيا والجيش النظامي ووحدات الشرطة، ودرجة اختراق هذه المنظمات من الصعب تقويمها، فمن المستحيل عملياً التمييز بين الميليشيا الشيعية العراقية، ووحدات الشرطة، فكلاهما متأثرين بإيران.
المنظمات الخيرية الإيرانية نمط أخر من التدخل والتغلغل الإيراني، حيث تعتبر الحكومة الإيرانية المصدر المالي الأكبر للأماكن الشيعية في النجف وكربلاء، مثل نظيرتها في قم ومشهد.
وتمارس المنظمات الخيرية الإيرانية دوراً ملحوظاً في تمويل المستشفيات والمؤسسات الاجتماعية، والمساجد وملاجئ الأيتام، وخدمات اجتماعية أخرى، ومن خلال تكوين شبكة رفاهية اجتماعية في العراق، عبر استخدام الوكلاء أو بأسمائهم الخاصة، تمارس منظمات مثل مؤسسة المستضعفين، ومؤسسة الإمام الرضا، ومؤسسات الشهداء، تأثيراً هائلاً، حيث يبلغ تمويلها حوالي مليون دولار. وثمة منظمات أخرى مثل مؤسسة الرفاهية الاجتماعية، والمؤسسة الاقتصادية الإسلامية، ومؤسسة التعمير والإسكان.
وحتى الهلال الأحمر الإيراني استخدم كواجهة استخدمتها منظمة القدس لتأسيس خلايا مسلحة تحت الأرض في جنوب العراق. كل هذه المنظمات هيأت المجال لزيادة التأثير الإيراني في العراق مستقبلاً.
وبعد .. كيف لهذه الميليشيات الشيعية، التي لم تجف حرابها بعد من دماء أهل السنة العراقيين، أن تنضوي تحت لواء المقاومة، وهي موغلة حتى الثمالة في الولاء لكل ما هو إيراني؟ ليس الأمر أكثر من احتلال جديد للعراق، إنه الاحتلال الإيراني.