تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل من صاحب فِراسة كإبن تيمية ُيخبرنا عن نتيجة معركة حزب الله مع اليهود ..؟؟



المتأمل
07-28-2006, 08:19 PM
................................... .


قبل أن ُيفكر التتار بالهجوم على الشام كانت للإمام إبن تيمية رحمه الله تعالى ِفراسة عجيبة في ماسيحدث من أحوال عامة كتبها لنا التاريخ على لسان تلميذه الإمام إبن القيم في كتابه مدارج السالكين ... وقد قال الإمام إبن تيمية لتلاميذه في عام تسعمائة وستة وستون هجرية بأن التتار سيهجمون على الشام ، وأنهم عندما يغزون دمشق لن يكون فيها قتل عام كما حصل في بغداد .. بل سيكون همّ التتار ُمنصّب على الأموال والاستيلاء عليها ..!!

وعندما هجم التتار فعلاً في عام سبعمائة وإثنين هجرية ( بعد ثلاث سنوات من إخبار بن تيمية ) على الشام قال الإمام بن تيمية للأمراء وقادة الجيش ولتلاميذه بأن التتار سُيهزمون شر هزيمة على يد المسلمين ، ولم يكتفي بذلك الإخبار بل كان ُيقسم على ذلك سبعين أيمان ، فكان الناس يقولون له ُقل إن شاء الله .. فيقول إن شاءالله تحقيقاً لاتعليقاً ..

ومن ِشدة تأكده من صدق فِراسته ونبوءته رحمه الله في نتيجة المعركة القادمة بين المسلمين والتتار أن تلميذه إبن القيم يذكر أنه قال : فلما أكثروا علي قلت : لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ : أنهم مهزومون في هذه الكرّة وأن النصر لجيوش الإسلام ..!!

مثل هذه الِفراسة عجيبة وغريبة في دقتها وكونها تتحدث عن أمور مستقبلية قادمة ، وهي مصداق لماجاء في الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم تلا قوله تعالى : إن في ذلك لآيات للمتوسمين [ الحجر : 75 ] ..

وعندما ُطلب من الأمام بن تيمية تسليم نفسه للديار المصرية لمحاكمته هناك ، جاء إليه تلاميذه وأصحابه يودعونه بسبب الإشاعات الكثيرة التي تكلمت عن ماينتظره هناك من حكم بالقتل .. فقال لهم : والله لا يصلون إلى ذلك أبداً ، فقالوا له : هل ستحبس ..؟؟ قال : نعم ويطول حبسي ثم أخرج وأتكلم بالسُنة على رؤوس الناس ..!!

ولما تولى عدوه الملقب بالجاشنكير المُلك أخبروه بذلك وقالوا : الآن بلغ ُمراده منك .. فسجد الإمام بن تيمية لله شكراً وأطال فقيل له : ما سبب هذه السجدة فقال : هذا بداية ُذله ومفارقة عزه من الآن ، وُقرب زوال أمره ( يقصد عدوه الملك الجاشنكير ) ، فقيل له : متى هذا ..؟؟؟ فقال : لا ُتربط خيول الجند على القرط حتى ُتغلب دولته فوقع الأمر مثل ما أخبر به ...!!

فِراسة الإمام بن تيمية رحمه الله تعالى لم تكن ُمقتصرة على الحروب والمعارك والأحوال العامة ، بل تعدتها لحياته الخاصة وحياة تلاميذه وأصحابه وأحوالهم ومايعزمون عليه ومايبطنونه قبل أن يتفوهوا به ..
فقد قال مرة لتلميذه إبن القيم رحمهما الله : يدخل علي أصحابي وغيرهم فأرى في وجوههم وأعينهم أموراً ( من الِفراسة ومعرفة أحوالهم ) لا أذكرها لهم ... فقال له تلميذه : لو أخبرتهم ، فقال : أتريدون أن أكون عرافاً كمعرف الولاة ..؟؟؟

ويقول إبن القيم عن الإمام بن تيمية في كتابه مدارج السالكين : أخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني ... !! وأخبرني ببعض حوادث ِكبار تجري في المستقبل ولم يعيّن أوقاتها ، وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته ..!!

فهل بيننا صاحبُ ِفراسة ُيخبرنا بما سيكون عليه الحال في هذه المعركة القائمة بين حزب الله ودولة اليهود وكيف تكون النتيجة وُيقسم لنا على من سينتصر ..؟؟ أظن بيننا من يقدر على ذلك ، لكنه لو خرج وتكلم بالأمر فسيتهمه الناس وأولهم أتباع بن تيمية رحمه الله تعالى ويكفرونه ويتهمونه بالشعوذة .. أليس كذلك ..؟؟؟

...................


نقطة تأمل : صدق الفِراسة من صدق الحال ، فكلما كان الحال أصدق وأصح فالفراسة تكون كذلك .

.......