فـاروق
07-28-2006, 12:31 PM
اليوم ماتت
قلبت بالامس صفحات سني عمري...
ورحت المس فيها وجها مشرقا وآخر حزينا...ودونهما ثالث بلا اي تعابير
كانت الصور التي يستعرضها خافقي اشبه برحلة طفل تعلم الحبو لتوه....
اراد ان يخرج من بيته ليكتشف "الحديقة" فهي عالمه الخارجي....
يومها كانت الصور مشرقة تعلو ثغرها ضحكات بريئة...وفطرة قويمة...لطيفة...
غريب امرها...نعم غريب...تركت الطفل يحبو وبدأت احدق في حركات وسكنات فطرته
رايتها ملاكا حارسا...وسورا واقيا...دون ان ينفر هو مما يعتبره البعض تسلطا وتضييقا
رايتها تقوده...ورايت حديقته تنبض ألقاً ويفوح منها لون الطهر والسكينة...
رايتها تكبر معه...تعرف اليها..احبها...واحبته ...ألف وكزاتها...وضحك لتأنيبها...
رايته فرحا بها..مفاخرا...تماما كفرحة الطفل بهدية العيد...
علم بعد حين ان في حديقته اشواكا...يتفيأ ظلالها ما يشبه الورود...
رايته يهز كتفيه باسما...متمتما كلمات الى داخله...عرفت انه يناجيها...!!
احسست بشيء ما يداعب وجنتي..وانا اشهد تلكم اللحظات...تحسسته فاذا هو شيء غريب...
آه نعم...انها ابتسامة...لكنها غير كل ابتساماتي...
شكرتها للطفها وعدت الى صديقي...لاسترق النظر وارقبها...
هو اعرفه...اعيشه..اما هي فاشتاق اليها.....فقد جافيتها حينا من الزمن...
عدت الى مشاهدتي...ولكن صورتها و هي تلملم جراحاتها كانت ماثلة امامي...
رايتها تنزف مسكا وعليها وشاح من استبرق تتقي فيه برودتي...
عرضت علي الوشاح...لكن يدها الهزيلة حينها لم تكن لتصل الي...ولم اكن انا لامد يدي اليها...!!
تذكرت يوم ان قالت لي: لا تلج بي الاعماق...ولا تخرجني من حصني...
شحت ببصري فهزتني: مالك وللدنيا...مالك وللدنيا...لم تصر ان تكثر سواد عدوي...
ربت يومها على كتفها ببراءة الاطفال...ولكني يومها طفل كبير...يحتاج لبراءة الكبار لا الاطفال
ربت على كتفها وقلت: لا عليك حبيبتي انت قوية....وانا كذلك...
ومذ ان شاركتها الانا في الحرس الثوري....بدأت رحلة الاحتضار !!!
افقت من ماضيي على لهثات خفيفة...وكانت هي.. نعم هي...تلفظ ما بقي لها من عنبر و كافور...
حملتها بين يدي...رفات فطرة....انهكتها الحروب...واثخنتها الوحدة..وقضت عليها اللامبالاة...
حملتها... قربتها من لحدها...فغدرتني دمعة سارعت اليها...لعلها من بقايا اطلالها...
اردت ان ابوح لها اني لم انس يوما حنينها...وان حلاوة صحبتها لم تفارق خافقي يوما...وإن خبا بريقها
اردت...اردت ان استردها...
لكنها ماتت...نعم...اليوم ماتت...بل لعله الامس...او ما قبله...لا اذكر فقليلا ما تفقدتها...
ماتت انيستي...ورفيقة دربي...بل تراني قاتلها...
اطرقت راسي وتمتمت...من يردني اليك وانت مفتتة الجوى...
قرأت مناديا ينادي.....يقول لي..."من يحيي العظام وهي رميم"
لملمت رفاتها المبعثر...وعدت بها الى خافقي...كأمانة قيمة...ووديعة ثمينة...
وقلت له اسقها من ماء توبتك...عل الله سبحانه يحيي بدموعك عظامها......
نبضات قلم في 28 تموز 2006
قلبت بالامس صفحات سني عمري...
ورحت المس فيها وجها مشرقا وآخر حزينا...ودونهما ثالث بلا اي تعابير
كانت الصور التي يستعرضها خافقي اشبه برحلة طفل تعلم الحبو لتوه....
اراد ان يخرج من بيته ليكتشف "الحديقة" فهي عالمه الخارجي....
يومها كانت الصور مشرقة تعلو ثغرها ضحكات بريئة...وفطرة قويمة...لطيفة...
غريب امرها...نعم غريب...تركت الطفل يحبو وبدأت احدق في حركات وسكنات فطرته
رايتها ملاكا حارسا...وسورا واقيا...دون ان ينفر هو مما يعتبره البعض تسلطا وتضييقا
رايتها تقوده...ورايت حديقته تنبض ألقاً ويفوح منها لون الطهر والسكينة...
رايتها تكبر معه...تعرف اليها..احبها...واحبته ...ألف وكزاتها...وضحك لتأنيبها...
رايته فرحا بها..مفاخرا...تماما كفرحة الطفل بهدية العيد...
علم بعد حين ان في حديقته اشواكا...يتفيأ ظلالها ما يشبه الورود...
رايته يهز كتفيه باسما...متمتما كلمات الى داخله...عرفت انه يناجيها...!!
احسست بشيء ما يداعب وجنتي..وانا اشهد تلكم اللحظات...تحسسته فاذا هو شيء غريب...
آه نعم...انها ابتسامة...لكنها غير كل ابتساماتي...
شكرتها للطفها وعدت الى صديقي...لاسترق النظر وارقبها...
هو اعرفه...اعيشه..اما هي فاشتاق اليها.....فقد جافيتها حينا من الزمن...
عدت الى مشاهدتي...ولكن صورتها و هي تلملم جراحاتها كانت ماثلة امامي...
رايتها تنزف مسكا وعليها وشاح من استبرق تتقي فيه برودتي...
عرضت علي الوشاح...لكن يدها الهزيلة حينها لم تكن لتصل الي...ولم اكن انا لامد يدي اليها...!!
تذكرت يوم ان قالت لي: لا تلج بي الاعماق...ولا تخرجني من حصني...
شحت ببصري فهزتني: مالك وللدنيا...مالك وللدنيا...لم تصر ان تكثر سواد عدوي...
ربت يومها على كتفها ببراءة الاطفال...ولكني يومها طفل كبير...يحتاج لبراءة الكبار لا الاطفال
ربت على كتفها وقلت: لا عليك حبيبتي انت قوية....وانا كذلك...
ومذ ان شاركتها الانا في الحرس الثوري....بدأت رحلة الاحتضار !!!
افقت من ماضيي على لهثات خفيفة...وكانت هي.. نعم هي...تلفظ ما بقي لها من عنبر و كافور...
حملتها بين يدي...رفات فطرة....انهكتها الحروب...واثخنتها الوحدة..وقضت عليها اللامبالاة...
حملتها... قربتها من لحدها...فغدرتني دمعة سارعت اليها...لعلها من بقايا اطلالها...
اردت ان ابوح لها اني لم انس يوما حنينها...وان حلاوة صحبتها لم تفارق خافقي يوما...وإن خبا بريقها
اردت...اردت ان استردها...
لكنها ماتت...نعم...اليوم ماتت...بل لعله الامس...او ما قبله...لا اذكر فقليلا ما تفقدتها...
ماتت انيستي...ورفيقة دربي...بل تراني قاتلها...
اطرقت راسي وتمتمت...من يردني اليك وانت مفتتة الجوى...
قرأت مناديا ينادي.....يقول لي..."من يحيي العظام وهي رميم"
لملمت رفاتها المبعثر...وعدت بها الى خافقي...كأمانة قيمة...ووديعة ثمينة...
وقلت له اسقها من ماء توبتك...عل الله سبحانه يحيي بدموعك عظامها......
نبضات قلم في 28 تموز 2006