طرابلسي
07-25-2006, 08:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد .
إن الله جل في علاه قد جعل لنا في هذه الدنيا سننا مادية كثيرة لا تتبدل ولا تتخلف
مثال ( النار وخاصيتها الإحراق ) والماء وخاصيته إرواء وإحياء الأرض بعد موتها والنشئة والموت والشمس وما تحمل من دفئ والهواء وما فيه من أوكسجين ولقاح للنبات والأشجار والأزهار ووو ألخ .. ولكن تلك الخاصيات قد تتخلف بحالات نادرة جدا وبمشيئة الله وحده فقط لا بطلب أو مشيئة قطب أو رجل صالح أو ولي كما يدعي البعض ، وهي مختصة بالمعجزات التي يؤيد الله بها عباده الصالحين دون إدراك منهم كإبراهيم عليه السلام بأن جعل النار عليه بردا وسلاما وكعيسى بأن يحيي الموتى بإذن الله وكنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بخروج الماء من بين أصابعه الشريفة وقدوم النخلة إليه ووووو ألخ فلا داعي لذكرها بل مجرد امثلة بسيطة لتخلف تلك السنن بإذن الله وبحالات ضيقة جدا كان قد بينها شرعنا الحنيف وعلى لسان نبيه الصادق الأمين وهذا ما يسمى بالمعجزة أو بالكرامة لأولياءه .
أما السنن الشرعية والتي نحن بصدد بيانها بحول الله وقوته .، فقد أمرنا الله بأوامر ونهانا بنواهي فمن أتى بحقها كان له من الله الجزاء الأوفر من الأجر والثواب ومن أعرض عنها كان له مثل ذلك من الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون .
قال تعالى ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا )
فقد جعل الله سنته بهلاك القوم مرتبطا ربطا وثيقا بالظلم أي ظلم = هلاك فكانت سنة الله الشرعية أن لا تظلم وسنته الإلهية في حال الظلم أن يهلكهم وليس هذا عنا ببعيد
و بقوله تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) فجعل إطمئنان القلب وانشراحه بذكر الله
أي ذكر الله = إطمئنان وانشراح في القلب فكانت السنة الشرعية ( ذكر الله ) والسنة الإلهية إطمئنان في القلب . طيب العيش لمتبع الهدى
ومثله قال تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) ). فهذه الآيات بينت سنة الله في متبع هداه وسنته في المعرض عنها فكانت السنة الشرعية تهديد ووعيد للمعرض عن ذكر الله وإلا يترتب عليه في حال ذلك الضنك أي الضيقة في الدنيا ، لأن الضنك أصله الضيق والشدة. ووجه ضيق معيشته أنه شديد الحرص على الدنيا متهالك عليها وعلى الزيادة منها خائف من انتقاصها ، لا طمأنينة له ولا انشراح لصدره ، بل صدره ضيق حرج لضلاله ، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يعمره هدى الله لا يحس بسعادة ولا بطيب العيش. فكانت المعادلة كالآتي "
إعراض عن ذكر الله = ضنك وقهر وضيق صدر وعدم طمانينة
ومن سنة الله الشرعية بحق الغافلين قال تعالى ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمانوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون ، أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون )
فقد رتّب الله على الذين كرهوا لقائه جنهم فكره لقائهم و رضوا بالحياة الدنيا وغفلوا عن آيات الله أولئك مأواهم النار بما كسبت أيديهم لغفلتهم عن آيات الله والبعد عما يقربهم من الله .
فالغفلة عن آيات الله والاستكانة إلى الأرض = المكوث في النار
قال تعالى ( إن تنصروا الله ينصركم )
نصرة لدين الله = نصر من عند الله
قال تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين )
إيمان = نصرة من الله .
قال تعالى ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
تحقيق شرط الإيمان = دفاع من الله عنك يا عبد الله
ومن سنته جل في علاه في الذين آمنوا وعملوا الصالحات وهو أحكم الحاكمين قال تعالى
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهارفي جنات النعيم )
فكانت السنة الشرعية إيمان وعمل صالح = جنات تجري من تحتها الأنهار .
قال تعالى ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) فالسنة الشرعية دعاء الله والسنة الإلهية استجابة للدعاء والأدلة تكاد لا تحصر من القرآن الكريم اكتفي بما ذكرته في بيان السنة الشرعية والسنة الإلهية التي يترتب عليها فلاح او هلاك .
ومن السنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ــ يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } و قال : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ! و مطعمه حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام و غذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك .
فكانت موانع الاستجابة هي المأكل الحرام والمشرب الحرام وغذي بالحرام فانا يستجاب له
فهذه سنة الله بعدم استجابة الدعاء هو المأكل الحرام والمشرب الحرام ( مأكل حرام = عدم استجابة الدعاء).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رب أشعث أغبر مدفوع عن الأبواب لو أقسم على الله لأبره )
إلا أن مأكله حلال ومشربه حلال ولم يشرك بدعاءه أحدا فالاستجابة حتمية من الله ولو بعد حين
مأكل حلال ومشرب حلال مع ^إيمان بالله = اتستجابة للدعاء ولو بعد حين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) فسنة الله بقدر الرزق على العباد مردها إلى الذنوب والمعاصي وإن رأينا بعض العصاة قد بسط الله لهم في الرزق والولد والصحة فما هذا إلا استدراجا من الله لهم ليقصمهم بعد أن مدهم بطغيانهم يعمهون .
الذنب = قدر الرزق إلا ما استثناه الله لحكمة هو يعلمها لا نعلمها نحن .
اكتفي بهذا القدر من ذكر بعض السنن لحاجتنا لمعرفة مكاننا من هذه السنن في هذا الزمان ومن أراد الاستزادة حول معرفة السنن الشرعية والكونية فأنصحه بكتاب السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد ،، للدكتور عبدالكريم زيدان .وسأفرد لاحقا بعضا من كتابه القيّم إن شاء الله
بعد أن بينت بعضا من سنن الله في الكون وفي خلقه وأوامره ونواهيه اتطرق لاحقا لمعرفة حالنا كمجتمع من هذه السنن وهل نحن بمنجى من عذاب الله وسخطه أم ممن يؤيدهم الله بنصره فيعزنا لتمسكنا بأوامره ونهيه وينصرنا لنصرتنا لدينه ؟!.
----------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد ان بيّنا بعضا من سنة الله في خلقه وكونه وأوامره ونواهيه
نتطرق الآن إلى واقع مجتمعاتنا كأفراد وجماعات وهل نحن بمأمن من تلك السنن التي أخبرنا الله فيها عن أمم كانت قبلنا فأصابها بذنوبها بما كانوا يفسقون ، قال تعالى
( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا )
فالناظر في مجتمعاتنا اليوم يرة أن سواد هذه الأمة قد ترك العلّم بداية فترتب على تركه لهذا العلم تركه لموجباته من صلاة وصيام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر فأصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا فاحل الحرام وحرّم الحلال فأصبح الربا عمولة شرعية والخمر والزنا حرية شخصية والعري حضارة والوشم والقذع موضة وعلوم الدين تخلف وإرهابا والدعوة إلى الله دعوة إلى الرجعية والجهالة
وأما عقيدة الولاء والبراء فقد أصابها الكثير من التمييع بفضل أعوان الطواغيت من مفتين نُصبوا علينا بدون علمنا فجعلوا العبادة محصورة في المسجد والتحاكم لغير الله نازلة مفروضة وأن الحاكم الذي يحكمنا بدساتير الغرب الكافر هو ولي أمرنا الشرعي بعد إلباسه هذا الثوب زورا وبهتانا مما حدا بأكثر الناس إلى تصديق ذلك تقليدا لأسيادهم ( المراجع ) وتوافقا مع أهوائهم ومصالحهم الآنية . فمما لا شك فيه من كان مجتمعه بهذه الصفات فلن تتخلف فيه سنن الله الكونية لعدم امتثاله لسننه الشرعية قال تعالى
( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فمدمرناها تدميرا )
فالناظر بواقعنا الحالي يرى أن الله قد سلط علينا بذنوبنا أراذلنا وفساقنا أسيادا ففسقوا في البلاد والعباد ولم يتبقى إلا سنة الله الإلهية فينا من تدمير وهلاك
قال تعالى ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )
الناظر بواقعنا الحالي هو عدم وجود الصالح فما بالنا بالمصلح فكيف لا يهلكنا الله بذنوبنا وظلمنا لأنفسنا ولغيرنا ولم نأخذ على يد الظالم والفاسق والفاجر بالإضافة إلى الكافر منا والعياذ بالله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ــ مثل القائم على حدود الله و المدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها و أصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقال الذين في أعلاها : لا ندعكم تصعدون فتؤذونا فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا و لم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا و إن أخذوا على أيديهم نجوا و نجوا جميعا . )
فها نحن في مركب واحد ولم يتواجد من يأخذ على أيديهم ومنعهم من خرق تلك السفينة والتي هي البلدة التي نعيش فيها فلننتظر إذن الغرق والغرق جميعا إن لم يتغمدنا الله برحمته قالت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها : أنهلك وفينا الصالحون يا رسول الله قال نعم إذا كثر الخبث ) وما أكثره في مجتمعاتنا والله المستعان.
قال تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسب أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )
الله حليم والله لطيف ولو يؤاخذنا بما كسبت أيدينا ما ترك على ظهر هذه الأرض من دابة ولكنه بحلمه ولطفه يمهلنا لعلنا نرجع ونتوب إليه فيرفع عنا العذاب المحتم .
قال تعالى
( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا )
فهذا حلم الله بأنه لم يأخذ الناس بما علمت أيديهم ولكن يمهلهم إلى أجل مسمى وأنه بعباده بصيرا .
قال تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )
فالناظر بأحوالنا كمجتمع وأفرادا أننا نخرج من ضنك ونقع بآخر وما مرد ذلك إلا لإعراضنا عن أوامر الله والإنتهاء عن فعل المحرمات فنحن في ضنك وضيق نفسي ومادي ومعنوي ومرضي ولا يرفع هذا البلاء عنا إلا الله بعد توبة نصوحة فنصلح ما بيننا وبين الله حتى يصلح الله أحوالنا .
لقد تحققت سنن الله في أمم قد خلت من قبلنا ولن نجد لسنة الله تبديلا ولم نجد لسنة الله تحويلا
والناظر بمجتمعنا الحالي أننا قد حققنا كل الأسباب التي تفيد تحقيق عذاب الله فينا وما الأحداث التي نمر بها في هذه الآونة إلا ثمرة المجاهرة بالذنوب والمعاصي بالإضافة إلى الإلحاد الذي تفكل به النظام بأنه حرية رأي شخصية فبالأمس القريب كانت بيروت درة الشرق الأوسط بفجورها فأخذت صفة كباريه الشرق الأوسط بامتياز فأهلكها الله بحرب طائفية طاحنة لأكثر من خمسة عشر سنة والآن وقد عادت إلى سابق عهدها جاءها بأس الله بأن سلط عليها بذنوبها من لا يخافه ولا يحرمنا وما مدينتنا عنها ببعيد لطالما نحن بنفس المركب وعلى خطاهم سائرون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . ــ خمس بخمس ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم و ما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر و لا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت و لا طففوا المكيال إلا منعوا النبات و أخذوا بالسنين و لا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر .
قلت أفبالله عليكم ألسنا قد اجتمعت علينا كل أسباب الهلاك والعذاب بما هو مشاهد ومعلوم في عالمنا الإسلامي الآن وفي وطننا عامة وفي مدينتنا خاصة ؟!
إذن ما هو الحل :
الحل يمكن في العودة والتوبة إلى الله بترك المعاصي والمنكرات والإقبال على الطاعات وحث أبناءنا وبناتنا على ذلك وتعلّم كتاب الله والعمل به وسنة النبي والإقتداء بهما فلا منجا ولا ملجأ لنا إلا بهما ولا عزة لنا إلا بإسلامنا قال عمر رضي الله عنه
( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمن ابتغى العزة بغير الإسلام أذله الله )
فإذا أردنا النصر والتمكين فالنعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق فقد قال تعالى في محكم تنزيله
( واعتصوا بحبل الله ولا تفرقوا )
كما يجب العمل مع كل الأخوة على الساحة الإسلامية في المتفق عليه ولنعذر بعضنا بعضا بالمختلف فيه ما لم يكن عقائديا ،
إن من على هذه الساحة من حركات إسلامية قد نختلف كثيرا مع قياداتها حول تقديم مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة لما فيه خير هذا المجتمع ولكنهم كأفرادا اخوتنا وكل بحسبه عقديا إلا ما منع الشرع من العمل معه لمخالفته لأهل السنة والجماعة كحزب الله مثلا فلا يجوز الإنضواء تحت لواءه أو القتال في صفوفه مع وجوب الدفاع عن أرضنا لدفع العدو المشترك وكل في مكانه دون نسيان حقدهم العقائدي الدفين علينا كأهل سنة وجماعة كما علينا أن نعد العدة بعد هذه النازلة المستجدة خشية الانقلاب علينا فأخذ الحيطة والحذر واجبة من قبلهم ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وها قد شاهدنا بأم أعيننا في أفغانستان والعراق حين يتمكنون من رقابنا فلن يرحموننا البتة بل يتقربون إلى الله بذبحنا وقهرنا إن استطاعوا حسب ما أملاه عليهم علمائهم
كما علينا مساعدة النازحين إلى مناطقنا وتقديم كل مستلزمات راحتهم فإن المسلم الموحد لا يغدر وينّزل الناس منازلهم بالقسط والعدل مع التمني بدحر العدو الغاصب المشترك على أيدينا أو أيدي حزب الله قياسا لقوله تعالى ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) فهم في هذه الآونة أقرب إلينا من قتلة الانبياء والرسل مع اخذ الحيطة والحذر من غدرهم فلا أمان لهم .. على مدار التاريخ
كما لا ننسى بأن الغلبة لا تكون بالكم بل بالنوعية مع الأخذ بالأسباب المادية من تكنولوجيا وإعداد فردي وجماعي حتى يصبح لنا شوكة ومنعة قادرين على دفع العدوان المحتمل من أي جهة كانت فهذه سنة الله في أسباب النصر والتمكين والتي لا تتخلف أبدا ( ولا تجد لسنة الله تبديلا ) قال عمر رضي الله عنه (في وصيته لسعد بن أبي وقاص وجنده في حرب العراق ، جاء في الوصية : ( فإني آمرك ومن معك من أجناد بتقوى الله على كل حال فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم. وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة ، والا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا. واعلموا أنه عليكم في مسيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله ، ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا وإن أسأنا ، فرب قوم سلط عليهم شر منهم كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله ، كفار المجوس فجاسوا خلال الديار وكان وعد الله مفعولاً. واسألوا الله العون في أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم. أسال الله ذلك لنا ولكم)
هذا والله اعلم
والله من وراء القصد .
إن الله جل في علاه قد جعل لنا في هذه الدنيا سننا مادية كثيرة لا تتبدل ولا تتخلف
مثال ( النار وخاصيتها الإحراق ) والماء وخاصيته إرواء وإحياء الأرض بعد موتها والنشئة والموت والشمس وما تحمل من دفئ والهواء وما فيه من أوكسجين ولقاح للنبات والأشجار والأزهار ووو ألخ .. ولكن تلك الخاصيات قد تتخلف بحالات نادرة جدا وبمشيئة الله وحده فقط لا بطلب أو مشيئة قطب أو رجل صالح أو ولي كما يدعي البعض ، وهي مختصة بالمعجزات التي يؤيد الله بها عباده الصالحين دون إدراك منهم كإبراهيم عليه السلام بأن جعل النار عليه بردا وسلاما وكعيسى بأن يحيي الموتى بإذن الله وكنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بخروج الماء من بين أصابعه الشريفة وقدوم النخلة إليه ووووو ألخ فلا داعي لذكرها بل مجرد امثلة بسيطة لتخلف تلك السنن بإذن الله وبحالات ضيقة جدا كان قد بينها شرعنا الحنيف وعلى لسان نبيه الصادق الأمين وهذا ما يسمى بالمعجزة أو بالكرامة لأولياءه .
أما السنن الشرعية والتي نحن بصدد بيانها بحول الله وقوته .، فقد أمرنا الله بأوامر ونهانا بنواهي فمن أتى بحقها كان له من الله الجزاء الأوفر من الأجر والثواب ومن أعرض عنها كان له مثل ذلك من الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون .
قال تعالى ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا )
فقد جعل الله سنته بهلاك القوم مرتبطا ربطا وثيقا بالظلم أي ظلم = هلاك فكانت سنة الله الشرعية أن لا تظلم وسنته الإلهية في حال الظلم أن يهلكهم وليس هذا عنا ببعيد
و بقوله تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) فجعل إطمئنان القلب وانشراحه بذكر الله
أي ذكر الله = إطمئنان وانشراح في القلب فكانت السنة الشرعية ( ذكر الله ) والسنة الإلهية إطمئنان في القلب . طيب العيش لمتبع الهدى
ومثله قال تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) ). فهذه الآيات بينت سنة الله في متبع هداه وسنته في المعرض عنها فكانت السنة الشرعية تهديد ووعيد للمعرض عن ذكر الله وإلا يترتب عليه في حال ذلك الضنك أي الضيقة في الدنيا ، لأن الضنك أصله الضيق والشدة. ووجه ضيق معيشته أنه شديد الحرص على الدنيا متهالك عليها وعلى الزيادة منها خائف من انتقاصها ، لا طمأنينة له ولا انشراح لصدره ، بل صدره ضيق حرج لضلاله ، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يعمره هدى الله لا يحس بسعادة ولا بطيب العيش. فكانت المعادلة كالآتي "
إعراض عن ذكر الله = ضنك وقهر وضيق صدر وعدم طمانينة
ومن سنة الله الشرعية بحق الغافلين قال تعالى ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمانوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون ، أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون )
فقد رتّب الله على الذين كرهوا لقائه جنهم فكره لقائهم و رضوا بالحياة الدنيا وغفلوا عن آيات الله أولئك مأواهم النار بما كسبت أيديهم لغفلتهم عن آيات الله والبعد عما يقربهم من الله .
فالغفلة عن آيات الله والاستكانة إلى الأرض = المكوث في النار
قال تعالى ( إن تنصروا الله ينصركم )
نصرة لدين الله = نصر من عند الله
قال تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين )
إيمان = نصرة من الله .
قال تعالى ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
تحقيق شرط الإيمان = دفاع من الله عنك يا عبد الله
ومن سنته جل في علاه في الذين آمنوا وعملوا الصالحات وهو أحكم الحاكمين قال تعالى
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهارفي جنات النعيم )
فكانت السنة الشرعية إيمان وعمل صالح = جنات تجري من تحتها الأنهار .
قال تعالى ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) فالسنة الشرعية دعاء الله والسنة الإلهية استجابة للدعاء والأدلة تكاد لا تحصر من القرآن الكريم اكتفي بما ذكرته في بيان السنة الشرعية والسنة الإلهية التي يترتب عليها فلاح او هلاك .
ومن السنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ــ يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } و قال : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ! و مطعمه حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام و غذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك .
فكانت موانع الاستجابة هي المأكل الحرام والمشرب الحرام وغذي بالحرام فانا يستجاب له
فهذه سنة الله بعدم استجابة الدعاء هو المأكل الحرام والمشرب الحرام ( مأكل حرام = عدم استجابة الدعاء).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رب أشعث أغبر مدفوع عن الأبواب لو أقسم على الله لأبره )
إلا أن مأكله حلال ومشربه حلال ولم يشرك بدعاءه أحدا فالاستجابة حتمية من الله ولو بعد حين
مأكل حلال ومشرب حلال مع ^إيمان بالله = اتستجابة للدعاء ولو بعد حين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) فسنة الله بقدر الرزق على العباد مردها إلى الذنوب والمعاصي وإن رأينا بعض العصاة قد بسط الله لهم في الرزق والولد والصحة فما هذا إلا استدراجا من الله لهم ليقصمهم بعد أن مدهم بطغيانهم يعمهون .
الذنب = قدر الرزق إلا ما استثناه الله لحكمة هو يعلمها لا نعلمها نحن .
اكتفي بهذا القدر من ذكر بعض السنن لحاجتنا لمعرفة مكاننا من هذه السنن في هذا الزمان ومن أراد الاستزادة حول معرفة السنن الشرعية والكونية فأنصحه بكتاب السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد ،، للدكتور عبدالكريم زيدان .وسأفرد لاحقا بعضا من كتابه القيّم إن شاء الله
بعد أن بينت بعضا من سنن الله في الكون وفي خلقه وأوامره ونواهيه اتطرق لاحقا لمعرفة حالنا كمجتمع من هذه السنن وهل نحن بمنجى من عذاب الله وسخطه أم ممن يؤيدهم الله بنصره فيعزنا لتمسكنا بأوامره ونهيه وينصرنا لنصرتنا لدينه ؟!.
----------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد ان بيّنا بعضا من سنة الله في خلقه وكونه وأوامره ونواهيه
نتطرق الآن إلى واقع مجتمعاتنا كأفراد وجماعات وهل نحن بمأمن من تلك السنن التي أخبرنا الله فيها عن أمم كانت قبلنا فأصابها بذنوبها بما كانوا يفسقون ، قال تعالى
( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا )
فالناظر في مجتمعاتنا اليوم يرة أن سواد هذه الأمة قد ترك العلّم بداية فترتب على تركه لهذا العلم تركه لموجباته من صلاة وصيام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر فأصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا فاحل الحرام وحرّم الحلال فأصبح الربا عمولة شرعية والخمر والزنا حرية شخصية والعري حضارة والوشم والقذع موضة وعلوم الدين تخلف وإرهابا والدعوة إلى الله دعوة إلى الرجعية والجهالة
وأما عقيدة الولاء والبراء فقد أصابها الكثير من التمييع بفضل أعوان الطواغيت من مفتين نُصبوا علينا بدون علمنا فجعلوا العبادة محصورة في المسجد والتحاكم لغير الله نازلة مفروضة وأن الحاكم الذي يحكمنا بدساتير الغرب الكافر هو ولي أمرنا الشرعي بعد إلباسه هذا الثوب زورا وبهتانا مما حدا بأكثر الناس إلى تصديق ذلك تقليدا لأسيادهم ( المراجع ) وتوافقا مع أهوائهم ومصالحهم الآنية . فمما لا شك فيه من كان مجتمعه بهذه الصفات فلن تتخلف فيه سنن الله الكونية لعدم امتثاله لسننه الشرعية قال تعالى
( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فمدمرناها تدميرا )
فالناظر بواقعنا الحالي يرى أن الله قد سلط علينا بذنوبنا أراذلنا وفساقنا أسيادا ففسقوا في البلاد والعباد ولم يتبقى إلا سنة الله الإلهية فينا من تدمير وهلاك
قال تعالى ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )
الناظر بواقعنا الحالي هو عدم وجود الصالح فما بالنا بالمصلح فكيف لا يهلكنا الله بذنوبنا وظلمنا لأنفسنا ولغيرنا ولم نأخذ على يد الظالم والفاسق والفاجر بالإضافة إلى الكافر منا والعياذ بالله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ــ مثل القائم على حدود الله و المدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها و أصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقال الذين في أعلاها : لا ندعكم تصعدون فتؤذونا فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا و لم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا و إن أخذوا على أيديهم نجوا و نجوا جميعا . )
فها نحن في مركب واحد ولم يتواجد من يأخذ على أيديهم ومنعهم من خرق تلك السفينة والتي هي البلدة التي نعيش فيها فلننتظر إذن الغرق والغرق جميعا إن لم يتغمدنا الله برحمته قالت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها : أنهلك وفينا الصالحون يا رسول الله قال نعم إذا كثر الخبث ) وما أكثره في مجتمعاتنا والله المستعان.
قال تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسب أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )
الله حليم والله لطيف ولو يؤاخذنا بما كسبت أيدينا ما ترك على ظهر هذه الأرض من دابة ولكنه بحلمه ولطفه يمهلنا لعلنا نرجع ونتوب إليه فيرفع عنا العذاب المحتم .
قال تعالى
( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا )
فهذا حلم الله بأنه لم يأخذ الناس بما علمت أيديهم ولكن يمهلهم إلى أجل مسمى وأنه بعباده بصيرا .
قال تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )
فالناظر بأحوالنا كمجتمع وأفرادا أننا نخرج من ضنك ونقع بآخر وما مرد ذلك إلا لإعراضنا عن أوامر الله والإنتهاء عن فعل المحرمات فنحن في ضنك وضيق نفسي ومادي ومعنوي ومرضي ولا يرفع هذا البلاء عنا إلا الله بعد توبة نصوحة فنصلح ما بيننا وبين الله حتى يصلح الله أحوالنا .
لقد تحققت سنن الله في أمم قد خلت من قبلنا ولن نجد لسنة الله تبديلا ولم نجد لسنة الله تحويلا
والناظر بمجتمعنا الحالي أننا قد حققنا كل الأسباب التي تفيد تحقيق عذاب الله فينا وما الأحداث التي نمر بها في هذه الآونة إلا ثمرة المجاهرة بالذنوب والمعاصي بالإضافة إلى الإلحاد الذي تفكل به النظام بأنه حرية رأي شخصية فبالأمس القريب كانت بيروت درة الشرق الأوسط بفجورها فأخذت صفة كباريه الشرق الأوسط بامتياز فأهلكها الله بحرب طائفية طاحنة لأكثر من خمسة عشر سنة والآن وقد عادت إلى سابق عهدها جاءها بأس الله بأن سلط عليها بذنوبها من لا يخافه ولا يحرمنا وما مدينتنا عنها ببعيد لطالما نحن بنفس المركب وعلى خطاهم سائرون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . ــ خمس بخمس ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم و ما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر و لا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت و لا طففوا المكيال إلا منعوا النبات و أخذوا بالسنين و لا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر .
قلت أفبالله عليكم ألسنا قد اجتمعت علينا كل أسباب الهلاك والعذاب بما هو مشاهد ومعلوم في عالمنا الإسلامي الآن وفي وطننا عامة وفي مدينتنا خاصة ؟!
إذن ما هو الحل :
الحل يمكن في العودة والتوبة إلى الله بترك المعاصي والمنكرات والإقبال على الطاعات وحث أبناءنا وبناتنا على ذلك وتعلّم كتاب الله والعمل به وسنة النبي والإقتداء بهما فلا منجا ولا ملجأ لنا إلا بهما ولا عزة لنا إلا بإسلامنا قال عمر رضي الله عنه
( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمن ابتغى العزة بغير الإسلام أذله الله )
فإذا أردنا النصر والتمكين فالنعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق فقد قال تعالى في محكم تنزيله
( واعتصوا بحبل الله ولا تفرقوا )
كما يجب العمل مع كل الأخوة على الساحة الإسلامية في المتفق عليه ولنعذر بعضنا بعضا بالمختلف فيه ما لم يكن عقائديا ،
إن من على هذه الساحة من حركات إسلامية قد نختلف كثيرا مع قياداتها حول تقديم مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة لما فيه خير هذا المجتمع ولكنهم كأفرادا اخوتنا وكل بحسبه عقديا إلا ما منع الشرع من العمل معه لمخالفته لأهل السنة والجماعة كحزب الله مثلا فلا يجوز الإنضواء تحت لواءه أو القتال في صفوفه مع وجوب الدفاع عن أرضنا لدفع العدو المشترك وكل في مكانه دون نسيان حقدهم العقائدي الدفين علينا كأهل سنة وجماعة كما علينا أن نعد العدة بعد هذه النازلة المستجدة خشية الانقلاب علينا فأخذ الحيطة والحذر واجبة من قبلهم ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وها قد شاهدنا بأم أعيننا في أفغانستان والعراق حين يتمكنون من رقابنا فلن يرحموننا البتة بل يتقربون إلى الله بذبحنا وقهرنا إن استطاعوا حسب ما أملاه عليهم علمائهم
كما علينا مساعدة النازحين إلى مناطقنا وتقديم كل مستلزمات راحتهم فإن المسلم الموحد لا يغدر وينّزل الناس منازلهم بالقسط والعدل مع التمني بدحر العدو الغاصب المشترك على أيدينا أو أيدي حزب الله قياسا لقوله تعالى ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) فهم في هذه الآونة أقرب إلينا من قتلة الانبياء والرسل مع اخذ الحيطة والحذر من غدرهم فلا أمان لهم .. على مدار التاريخ
كما لا ننسى بأن الغلبة لا تكون بالكم بل بالنوعية مع الأخذ بالأسباب المادية من تكنولوجيا وإعداد فردي وجماعي حتى يصبح لنا شوكة ومنعة قادرين على دفع العدوان المحتمل من أي جهة كانت فهذه سنة الله في أسباب النصر والتمكين والتي لا تتخلف أبدا ( ولا تجد لسنة الله تبديلا ) قال عمر رضي الله عنه (في وصيته لسعد بن أبي وقاص وجنده في حرب العراق ، جاء في الوصية : ( فإني آمرك ومن معك من أجناد بتقوى الله على كل حال فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم. وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة ، والا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا. واعلموا أنه عليكم في مسيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله ، ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا وإن أسأنا ، فرب قوم سلط عليهم شر منهم كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله ، كفار المجوس فجاسوا خلال الديار وكان وعد الله مفعولاً. واسألوا الله العون في أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم. أسال الله ذلك لنا ولكم)
هذا والله اعلم
والله من وراء القصد .