كلسينا
07-22-2006, 06:55 PM
هذه السلسلة من التقارير عن التاريخ الحديث منذ سقوط الخلافة العثمانية مترابطة لمن يحب الإطلاع عليها سنضع روابط التقارير السابقة
في نهاية السبعينات قامت الثورة الإسلامية في إيران و قضت على حكم الشاه و أعلنت قيام الجمهورية الإسلامية و أعلن الخميني مشروع الدولة و حدد سياستها التكتيكية و الإستراتيجية . و كان أهمها و مما حرك العالم ضدها هو إعلانها أن أمريكا الشيطان الأكبر و أن إسرائيل غدة سرطانية في منطقة الشرق الأوسط و يجب استئصالها ، و دعوتها للشعوب الإسلامية للإنتفاض على أنظمتها و حكوماتها العميلة و لتحدو حدوها في طريق مشروع إسلامي كبير موحد. فبدأ الأمريكان باستنهاض حلفائهم في المنطقة و خاصة الأكثر تضرراً من هذا الطرح و هذا الفكر الذي يهدد عروشهم و يهدد المصالح الأمريكية معاً ، و بدأت العراق بقيادة صدام حسين بحرب على إيران بمساندة دول الخليج له الدول العربية من حوله و كانت الحرب المعلنة تحمل شعارات ضد المد الشيعي الطائفي من جهة ( لإستنهاض الإسلاميين و حصد تأييدهم ) و ضد المد الفارسي ، ( لإستنهاض القوميين العرب و حصد تأييدهم ) و دارت الحرب طويلاً و حصدت معها جزء كبير من ثروات و أرواح المسلمين لمصلحة النظام العالمي الجديد الذي استطاع على خط آخر تفكيك الإنحاد السوفياتي و بدء سياسة القطب الواحد ، و في هذه الأثناء بدأ التجييش الطائفي في الجزيرة العربية و نشر ثقافة أن الشيعة أخطر من إسرائيل و أمريكا على الأمة ، و جرى تبديل في أولويات الأمة ، و نشأ في هذه الأثناء تيار إسلامي سلفي جهادي حمل على تبني القضايا الإسلامية و الدفاع عنها بعد الحرب المهينة للمسلمين التي وقعت في تشيكو سلوفاكيا فأنطلقوا إلى الشيشان و أفغانستان لمساندة المسلمين هناك في تحرير أراضيهم من الروس و لذلك حظوا بالبداية بدعم لوجستي و عسكري أمريكي و بتأييد حكوماتهم الموالية لأمريكا ، و بعد تحرير أفغانستان و قلب الحكم فيها أدرك الإسلاميين المجاهدين أن إسرائيل و من وراءها أمريكا هي الأخطر على الأمة وان الحكام المسلمين وإنصياعهم لأوامر أمريكا و تعليماتها هم العائق في وجه نمو الأمة و نهضة المسلمين ( و هم سبب المهانة و الذل الذي تواجهه الأمة ) و بدأو حربهم في كل هذه الإتجاهات ( أمريكا أولاً و الدول الغربية الحليفة لها ثانياً و الدول العربية الحليفة أيضاً ثالثاً . و سلمت إسرائيل من معادلاتهم التكتيكية و ترتيب أولويات أهدافهم العسكرية . كانت الحرب الأهلية في لبنان قائمة على قدم و ساق قبل الثورة الإسلامية في إيران و هو ملف شائك و معقد طائفي مذهبي و إنتمائي ، و كان الشيعة في لبنان طرف فيه تحت لواء حركة أمل الغير دينية و مع قيام الجمهورية الإسلامية في إيران أنشق المتدينين من الشيعة عن حركة أمل و أسسوا لواء جديد إسلامي ديني و أطلقوا عليه أسم حزب الله بدعم من الجمهورية الإسلامية وركز الحزب على رص الصفوف ، وتجنب الحرب الأهلية الداخلية وركز بندقيته ضد العدو الصهيوني الذي كان يحتل قسم كبير من جنوب لبنان متزرعاً بأنه حزام أمني لشمال فلسطين المحتلة ، وفي ظل التفتت الداخلي والحرب الأهلية عجز اللبنانيون عن مواجهة إسرائيل ، بينما كان حزب الله ومن خلفه إيران ينتهجون تكتيكات تصب جميعها في خندق الهدف الأساسي والديني الذي رسمه لها الخميني ( أقتلاع الغدة السرطانية من قلب الأمة الإسلامية ) رغم حربها الضروس مع العراق وحلفائها . وكان دور حزب الله في الداخل اللبناني يقتصر على الدور الإجتماعي والإنساني فأقام مؤسسات تسد ثغرات مؤسسات الدولة في المجتمع الشيعي ، وخصوصاً رعاية أسر الشهداء وأبنائهم بعكس بقية الأحزاب الأخرى التي كانت تخوض الحرب الأهلية من مختلف الطوائف .
أسس الحزب قاعدة شيعية واسعة وباتت حركة أمل عند الطائفة الشيعية في الدرجة الثانية ، وحاول الحزب دعم الحركات الإسلامية السنية وتمويلها لمواكبته النهضة والخطوات لإكمال المشروع الإسلامي بشقيه السني والشيعي ولكن الجماعات السنية مع الأسف لم تحدو حدوه وكانت المصالح الشخصية لقيادييها مغلبة على الهدف المرجو منها فسقطت في الشارع واحدتاً تلو الأخرى ولم تستطع تركيب قاعدة بل جعلت الناس ينفرون منها . لم يحاول الحزب يوماً مناهزة الدولة والنظر إلى الحكم مباشرة وبإختصار المسافات وكان يعي تماماً أن تركيبة لبنان لا تسمح بقيام دار إسلام ولكن جل ما يمكن هو صيانة الجماعة المسلمة وفرض إحترام خصوصياتها على بقية الشركاء ، ووفر له الوجود السوري في لبنان غطاء سياسي كبير مما ساعده بالنمو وزيادة القوة دون الدخول بأي إشكال داخلي مع أي طرف من الأطراف المتصارعة ، وهذه النزاهة بالتعاطي في الداخل والصمود في وجه العدو الإسرائيلي ، أعطى الحق الشرعي لحزب الله وبموافقة الجميع على الإبقاء على سلاحه رغم إتفاق الطائف وسحب أسلحة جميع الميليشيات وحصر حق المقاومة به على أنه سلاح ضد العدو الصهيوني نظيف من أي دم عربي على مختلف الطوائف والأديان .
وبعد نهاية حرب الخليج التي أستسلمت فيها إيران ولم يعطي هذا الإستسلام أي مكتسبات للطرف الفائز ولكنها أعطت إيران الفرصة في التطور على جميع الأصعدة وأهمها اللوجستي والعسكري . وبعد نهاية الحرب أحتل صدام الكويت وبدأت حرب من نوع جديد في المنطقة وبدأت أصطفافات جديدة تتشكل مع ظهور القاعدة وبدء الإنتفاضة في فلسطين وتحرير جنوب لبنان بأيدي حزب الله الراعي الأول للمقاومة الإسلامية .
يتبع إن شاء الله .
في نهاية السبعينات قامت الثورة الإسلامية في إيران و قضت على حكم الشاه و أعلنت قيام الجمهورية الإسلامية و أعلن الخميني مشروع الدولة و حدد سياستها التكتيكية و الإستراتيجية . و كان أهمها و مما حرك العالم ضدها هو إعلانها أن أمريكا الشيطان الأكبر و أن إسرائيل غدة سرطانية في منطقة الشرق الأوسط و يجب استئصالها ، و دعوتها للشعوب الإسلامية للإنتفاض على أنظمتها و حكوماتها العميلة و لتحدو حدوها في طريق مشروع إسلامي كبير موحد. فبدأ الأمريكان باستنهاض حلفائهم في المنطقة و خاصة الأكثر تضرراً من هذا الطرح و هذا الفكر الذي يهدد عروشهم و يهدد المصالح الأمريكية معاً ، و بدأت العراق بقيادة صدام حسين بحرب على إيران بمساندة دول الخليج له الدول العربية من حوله و كانت الحرب المعلنة تحمل شعارات ضد المد الشيعي الطائفي من جهة ( لإستنهاض الإسلاميين و حصد تأييدهم ) و ضد المد الفارسي ، ( لإستنهاض القوميين العرب و حصد تأييدهم ) و دارت الحرب طويلاً و حصدت معها جزء كبير من ثروات و أرواح المسلمين لمصلحة النظام العالمي الجديد الذي استطاع على خط آخر تفكيك الإنحاد السوفياتي و بدء سياسة القطب الواحد ، و في هذه الأثناء بدأ التجييش الطائفي في الجزيرة العربية و نشر ثقافة أن الشيعة أخطر من إسرائيل و أمريكا على الأمة ، و جرى تبديل في أولويات الأمة ، و نشأ في هذه الأثناء تيار إسلامي سلفي جهادي حمل على تبني القضايا الإسلامية و الدفاع عنها بعد الحرب المهينة للمسلمين التي وقعت في تشيكو سلوفاكيا فأنطلقوا إلى الشيشان و أفغانستان لمساندة المسلمين هناك في تحرير أراضيهم من الروس و لذلك حظوا بالبداية بدعم لوجستي و عسكري أمريكي و بتأييد حكوماتهم الموالية لأمريكا ، و بعد تحرير أفغانستان و قلب الحكم فيها أدرك الإسلاميين المجاهدين أن إسرائيل و من وراءها أمريكا هي الأخطر على الأمة وان الحكام المسلمين وإنصياعهم لأوامر أمريكا و تعليماتها هم العائق في وجه نمو الأمة و نهضة المسلمين ( و هم سبب المهانة و الذل الذي تواجهه الأمة ) و بدأو حربهم في كل هذه الإتجاهات ( أمريكا أولاً و الدول الغربية الحليفة لها ثانياً و الدول العربية الحليفة أيضاً ثالثاً . و سلمت إسرائيل من معادلاتهم التكتيكية و ترتيب أولويات أهدافهم العسكرية . كانت الحرب الأهلية في لبنان قائمة على قدم و ساق قبل الثورة الإسلامية في إيران و هو ملف شائك و معقد طائفي مذهبي و إنتمائي ، و كان الشيعة في لبنان طرف فيه تحت لواء حركة أمل الغير دينية و مع قيام الجمهورية الإسلامية في إيران أنشق المتدينين من الشيعة عن حركة أمل و أسسوا لواء جديد إسلامي ديني و أطلقوا عليه أسم حزب الله بدعم من الجمهورية الإسلامية وركز الحزب على رص الصفوف ، وتجنب الحرب الأهلية الداخلية وركز بندقيته ضد العدو الصهيوني الذي كان يحتل قسم كبير من جنوب لبنان متزرعاً بأنه حزام أمني لشمال فلسطين المحتلة ، وفي ظل التفتت الداخلي والحرب الأهلية عجز اللبنانيون عن مواجهة إسرائيل ، بينما كان حزب الله ومن خلفه إيران ينتهجون تكتيكات تصب جميعها في خندق الهدف الأساسي والديني الذي رسمه لها الخميني ( أقتلاع الغدة السرطانية من قلب الأمة الإسلامية ) رغم حربها الضروس مع العراق وحلفائها . وكان دور حزب الله في الداخل اللبناني يقتصر على الدور الإجتماعي والإنساني فأقام مؤسسات تسد ثغرات مؤسسات الدولة في المجتمع الشيعي ، وخصوصاً رعاية أسر الشهداء وأبنائهم بعكس بقية الأحزاب الأخرى التي كانت تخوض الحرب الأهلية من مختلف الطوائف .
أسس الحزب قاعدة شيعية واسعة وباتت حركة أمل عند الطائفة الشيعية في الدرجة الثانية ، وحاول الحزب دعم الحركات الإسلامية السنية وتمويلها لمواكبته النهضة والخطوات لإكمال المشروع الإسلامي بشقيه السني والشيعي ولكن الجماعات السنية مع الأسف لم تحدو حدوه وكانت المصالح الشخصية لقيادييها مغلبة على الهدف المرجو منها فسقطت في الشارع واحدتاً تلو الأخرى ولم تستطع تركيب قاعدة بل جعلت الناس ينفرون منها . لم يحاول الحزب يوماً مناهزة الدولة والنظر إلى الحكم مباشرة وبإختصار المسافات وكان يعي تماماً أن تركيبة لبنان لا تسمح بقيام دار إسلام ولكن جل ما يمكن هو صيانة الجماعة المسلمة وفرض إحترام خصوصياتها على بقية الشركاء ، ووفر له الوجود السوري في لبنان غطاء سياسي كبير مما ساعده بالنمو وزيادة القوة دون الدخول بأي إشكال داخلي مع أي طرف من الأطراف المتصارعة ، وهذه النزاهة بالتعاطي في الداخل والصمود في وجه العدو الإسرائيلي ، أعطى الحق الشرعي لحزب الله وبموافقة الجميع على الإبقاء على سلاحه رغم إتفاق الطائف وسحب أسلحة جميع الميليشيات وحصر حق المقاومة به على أنه سلاح ضد العدو الصهيوني نظيف من أي دم عربي على مختلف الطوائف والأديان .
وبعد نهاية حرب الخليج التي أستسلمت فيها إيران ولم يعطي هذا الإستسلام أي مكتسبات للطرف الفائز ولكنها أعطت إيران الفرصة في التطور على جميع الأصعدة وأهمها اللوجستي والعسكري . وبعد نهاية الحرب أحتل صدام الكويت وبدأت حرب من نوع جديد في المنطقة وبدأت أصطفافات جديدة تتشكل مع ظهور القاعدة وبدء الإنتفاضة في فلسطين وتحرير جنوب لبنان بأيدي حزب الله الراعي الأول للمقاومة الإسلامية .
يتبع إن شاء الله .