سعد بن معاذ
07-12-2006, 12:51 PM
حزب الله اللبناني .. وتصدير المذهب الشيعي الرافضي
http://www.shiaweb.org/hizbulla/images/hizbulla-1x3.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
كثر مؤخراً ـ بحكم الدعاية المكثفة ـ الذين فُتنوا بحزب الله اللبناني الشيعي الرافضي إلى أن ظنوه حزب الله بحق .. ولهؤلاء وغيرهم نقول: فمن يتأمل واقع وحقيقة وسيرة حزب الله اللبناني الشيعي الرافضي، يجد أن مهامه جميعها ـ الموكلة إليه من قبل أحباره ورهبانه في إيران ـ تصب في غاية واحدة؛ وهي تصدير المذهب الشيعي الرافضي للآخرين .. وتحسين مذهب التشيع والرفض في أعين الناس!
فحزب الله اللبناني .. هو البوابة الكبرى لحركة التشيع العالمي .. ولتصدير مذهب التشيع والرفض في العالم الإسلامي .. وبوابة حزب الله لتنفيذ هذه المهمة الكبيرة .. هي فلسطين .. والقضية الفلسطينية .. والضرب على الوتر الفلسطيني .. الذي ما من خائن للدين والأمة ـ خلال هذا القرن المنصرم لما يعلم للقضية الفلسطينية من أهمية في أعين المسلمين ـ إلا وقدَّم بين يدي خيانته وغدره بكاء مزيفاً على فلسطين .. وأهل فلسطين .. والقضية الفلسطينية .. لا ينكشف للشعوب المضللة إلا بعد حين من الدهر!
فأي عمل يساعد على تحقيق هذه الغاية ـ وهي نشر مذهب التشيع والرفض ـ فحزب الله اللبناني لا يتورع عن فعله .. وإن كان هذا العمل باطلاً وحراماً لا يجوز فعله!
وأي عملٍ لا يُساعد على تحقيق هذه الغاية .. أو يتعارض معها ولو مرحلياً .. فحزب الله لا يفعله ولا يحرص عليه .. وإن كان هذا العمل حقاً .. ويجب القيام به شرعاً!
فإن قيل: هذا اتهام يحتاج إلى برهان .. فأين البرهان؟!
أقول: رغم جلاء الأمر ووضوحه ـ على كل مراقب ـ وضوح الشمس في كبد السماء .. إلا أنني ألخص البرهان على قولي هذا في النقاط التالية:
1- دخول حزب الله في موالاة طوائف الكفر والردة؛ فهو حزب ـ إضافة إلى كونه إيراني التوجه والتوجيه والمنشأ والدعم ـ لا يخفي ولاءه للنظام السوري، وللفئة البعثية النصيرية المتسلطة والحاكمة في سورية، فما من خطاب ـ تقريباً ـ يوجهه الأمين العام لحزب الله إلا ويجد نفسه ملزماً في أن يوجه للنظام الحاكم في سورية ولحاكمه أسمى آيات الطاعة والولاء، والشكر .. لما يقدمه الآخر للحزب من غطاء وحماية ودعم .. تيسر له ممارسة مهامه الدعائية في التشيع والرفض على الساحة اللبنانية .. وفلسطين .. ودول المنطقة!
وهو حزب كذلك لا يخفي توجهه الوطني الجاهلي؛ من حيث دخوله في موالاة وطاعة النظام الماروني الحاكم في لبنان، وحفاوته بعناصر الحكم والدولة العلمانية .. وأنه يحرص على الوحدة الوطنية .. وعلى تنفيذ قوانين الدولة، وأنه لا يخرج عن أمرها ورغبتها وقوانينها في كل ما يُقوم به من أعمال ومقاومة .. فهو حزب لبناني .. يدافع عن أرض لبنان فقط .. لا يتجاوز حدود لبنان .. ويوالي كل لبناني .. على أساس انتمائه لأرض وتراب ودولة لبنان .. بغض النظر عن دينه وأخلاقه وعقيدته وتوجهاته .. ولو كان أكفر من أبي جهل .. ألمهم أن يكون لبنانياً .. وهذا أمر معلوم عن سياسة الحزب لا خفاء فيه .. ظهر ذلك جلياً في قضية تناوله لملف الأسرى الذين تم الإفراج عنهم مؤخراً من قبل الصهاينة اليهود .. وهذا معناه أن حزب الله ليس حزباً إسلامياً جهادياً .. ينشد إعلاء كلمة الله وحكمه في الأرض .. كما يَزعم ويَظهر لبعض المغفلين من الناس .. وإنما هو حزب وطني لبناني .. شيعي رافضي .. همه الأول والأخير تصدير التشيع والرفض .. وتزيينه في أعين الناس .. أيَّاً كانت الوسيلة المتبعة!
وهذا بخلاف ما يجب أن يكون عليه حزب الله الحق الذي أثنى الله تعالى على أتباعه خيراً .. فحزب الله الحق لا يوالي ولا يواد من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، كما في قوله تعالى: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ المجادلة:22.
كذلك حزب الله الحق فإنه كما يتبرأ ممن حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم .. فهو يتولَّ الله ورسوله والذين آمنوا؛ كل الذين آمنوا، كما قال تعالى عنهم: وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ المائدة:56. هذه أهم وأبرز صفات حزب الله الحق التي يتميز بها عن غيره من التجمعات الأرضية الجاهلية التي توالي وتعادي في غير الله .
بينما حزب الله اللبناني الشيعي الرافضي إضافة إلى كونه حزب يتولىّ المجرمين .. فهو لا يتولىّ المؤمنين الموحدين؛ فهو حزب تقوم عقيدته وثقافته على الحقد والطعن والسب على خير خلق الله تعالى بعد الأنبياء والرسل، على أصحاب النبي الأبرار .. الذين جاهدوا في الله حق جهاده .. وعلى نسائه الطاهرات أمهات المؤمنين .. وعلى كل من ترضى عليهم ووالاهم من المسلمين المؤمنين ممن جاءوا بعدهم، ونهجوا نهجهم، وساروا على دربهم!
لا نطالب حزب الله اللبناني الرافضي ـ الذي يزعم زوراً العمل من أجل تحرير أسرى المسلمين ـ أن يسأل أولياءه المجرمين في سورية عن آلاف الشباب المسلم المغيبين في سجون النظام النصيري الطائفي منذ أكثر من ربع قرن .. لا ذنب لهم سوى أنهم يقولون: كفرنا بالطاغوت .. وآمنا بالله!
في الوقت الذي يعتبر الأمين العام لحزب التشيع والرفض أن قضية الأسير سمير القنطار الدرزي اللبناني .. هي قضيته الكبرى التي سيحاور عليها الصهاينة اليهود في المرحلة القادمة .. نراه لا يذكر ـ ولو مرة واحدة ـ أسرى المسلمين في سجون " جوانتنامو " في كوبا على يد الأمريكان .. الذين يزيد تعدادهم عن الستمائة معتقل ..!!
لا يذكر آلاف المعتقلين من المسلمين في العراق الذين زج بهم الغزاة المحتلون الأمريكان في غياهب السجون ..!
ليس غرضنا هنا إحصاء مواقف الغدر والخيانة والتناقض .. فهذا مقامه يطول .. وإنما أردنا التدليل على أن حزبَ الله الشيعي الرافضي ليس هو حزبَ الله الحق الذي يتولىَّ المؤمنين الموحدين .. ويُجافي ويُعادي المجرمين الكافرين .. وإنما هو على العكس تماماً؛ الحزب الذي يتولَّى المجرمين الكافرين .. ويُجافي ويُعادي المسلمين المؤمنين!
فهو حزب يتشبع بما لم يُعط وبما ليس فيه .. وهو غير صادق حتى مع عنوانه واسمه؛ إذ أن أخلاق وعقيدة حزب الله الحق المرضي في واد، وأخلاق وعقيدة حزب الله الشيعي الرافضي في واد آخر .. كما تقدم!
فإن قيل: ما علاقة ما تقدم بقضية تصدير التشيع والرفض، وتزيينه في أعين الناس ..؟!
أقول: له علاقة كبيرة؛ فحزب التشيع والرفض إذ يدخل في موالاة المجرمين بحميع طوائفهم وأحزابهم الحاكمة والمتنفذة في لبنان وسورية .. وتحت عنوان الحرص على الوحدة الوطنية .. فهو من جهة يضمن عدم المواجهة .. وبالتالي يضمن سلامة وجوده وحزبه وكوادره .. وبالتالي تتاح له الفرصة بشكل أكثر على أن يُمارس الدعاية المكثفة لمذهبه مذهب التشيع والرفض، كما يُمارسها الآن عبر قناته الفضائية المسماة بالمنار .. وهذا هو المراد!
فهو حزب ليس من منهاجه ولا سياسته إظهار العداوة والبغضاء للكفر والكافرين، والإجرام والمجرمين، اقتداء بملة إبراهيم ، كما قال تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ الممتحنة:4. لأن ذلك ـ في زعمه ـ يُعيق من عملية تصدير مذهب التشيع والرفض؛ القائم على الطعن والتكذيب ..!
لذا نراه يتظاهر بالمودة لجميع الطوائف والأحزاب الموجودة في لبنان لاعتقاده أن هذا النهج كما يُجنبه المواجهة التي تؤدي إلى استئصاله أو إضعافه أو إشغاله فيما ليس من اهتماماته .. فإنه يُساعده على التفرغ لتصدير ونشر مذهب أهل التشيع والرفض في أوساط الآخرين .. الغاية التي وجد لأجلها .. والتي لا يجوز أن يُشغله عنها شاغل .. أو يصرفه عنها صارف!
2- هذه المهمة التي وجد لأجلها حزب الله اللبناني .. لم يجد منفَذاً لها يصل من خلاله إلى قلوب وعواطف الآخرين ـ بأقرب وأسرع وقت ممكن ـ من النافذة الفلسطينية .. ومن القضية الفلسطينية .. القضية التي يقلق ويهفو لها قلب كل مسلم صادق في العالم!
حتى أصبح في نظر وعرف كثير من الناس أن من يهتم بالقضية الفلسطينية .. ويبذل نحوها ونحو أهلها نوع تعاطف وتضامن فهو الصادق .. وهو البطل .. وهو الشريف .. وهو المنقذ الذي يجب أن تهتف الجماهير باسمه .. وإن كان في حقيقته كاذباً ممثلاً .. وأضل من إبليس!
عرف أحبار ورهبان التشيع والرفض في إيران هذه القاعدة؛ قاعدة إن أردت أن تسود ويسود مذهبك وتوجهك .. في العالم الإسلامي كله .. فاركب موجة القضية الفلسطينية واضرب وغني على وترها .. فأوحوا إلى عملائهم وصنائعهم وربائبهم في حزب الله اللبناني ـ بحكم موقعهم وقربهم من الحدود الفلسطينية ـ أن يركبوا هذه الموجة .. موجة القضية الفلسطينية .. وأن تكون كلمة " فلسطين " من جملة أدبياتهم التي تتكرر في اليوم ألف مرة وأكثر .. وعلى طريقة النظام البعثي النصيري السوري في أيامه الأولى .. يوم أن كان الكذب يُطلى على كثير من الناس .. وهذا الذي فعله ويفعله الآن حزب التشيع والرفض اللبناني .. من خلال ما يبثونه من دعايات وخطابات فارغة وكاذبة عبر إذاعتهم الرافضية المسماة بالمنار ..!
وبالفعل من خلال الدعاية المكثفة حول القضية الفلسطينية .. التي يبثها حزب التشيع والرفض عن طريق قناته الفضائية .. استطاع أن يصنع للتشيع والرفض دعاية كبيرة في أوساط المسلمين في العالم .. وفي فلسطين تحديداً .. حيث بتنا نسمع من كثير من القيادات الفلسطينية ـ ومن عامة الناس كذلك ـ الثناء على إيران .. وعلى الخميني .. وعلى حزب الله الرافضي .. وعلى أمينه العام .. ومن ثم على التشيع والشيعة الروافض .. حتى أن بعضهم دخل مذهب التشيع والرفض .. وبدأ يمارس جهاده الأكبر المُعد له في السب والطعن والتشكيك بالصحابة، والصحابيات من أمهات المؤمنين .. رضي الله عنهم أجمعين .. وهذا هو مراد القوم!
فإن قيل: كيف نفهم ونفسر هذا العداء الظاهر الذي نلحظه بين حزب الله اللبناني، وبين الصهاينة اليهود ..؟!
أقول: هذا العداء الظاهر الذي نلحظه بين حزب الله الشيعي الرافضي وبين الصهاينة اليهود .. هو نفسه العداء الظاهر الكاذب بين دولة الصهاينة اليهود وبين النظام السوري الطائفي .. وهو لا يخرج عن إطاره الدعائي للشيعة الروافض ولمذهبهم مذهب التشيع والرفض .. وبرهان
ذلك من أوجه:
منها: أنه لا خلاف أن حزب الله الرافضي اللبناني .. هو صنيعة كل من النظام الإيراني الشيعي الرافضي، والنظام البعثي النصيري السوري، وأنه يتحرك وفق أوامر ومصالح وسياسة النظامين الآنفي الذكر .. لا يمكن له أن يخرج عن ذلك!
فالنظام الإيراني الرافضي .. لا يهمه من الأمر كله .. ومن الصراع الموهوم كله .. سوى تصدير مذهب التشيع والرفض والطعن .. وتحقيق الولاء لآيات وأحبار ورهبان التشيع والرفض الإيرانيين .. وليكن بعدها ما يكون .. وإيران مقابل أن يتحقق لها ذلك مستعدة أن تدفع مليارات الدولارات!
إيران منذ موت آيتهم الخميني .. غيرت سياستها من تصدير الثورة إلى دول المنطقة والجوار التي تستهدف أنظمة الحكم .. والحكام .. إلى سياسة تصدير مذهب التشيع والرفض التي تستهدف عقول وعقائد الشعوب والناس .. عسى أن تحصل لهم القاعدة الشعبية التي تقدر فيما بعد على التغيير لصالح الدولة الإيرانية التي ترعى مذهب التشيع والرفض!
سياسة تصدير الثورة تستجلب لإيران عداء الحكومات والحكام .. وهذا أمر أثبت أنه مكلف جداً على أحبار ورهبان وآيات النظام الإيراني .. وهو يُحيل بينهم وبين تصدير الفكر الشيعي الرافضي .. بخلاف اعتماد سياسة تصدير مذهب التشيع والرفض التي تستهدف عقول وعقائد جماهير الناس .. من قبيل إثراء الثقافات .. وقبول الآخر .. وضرورة التنوع .. فهي مستساغة وأكثر قبولاً .. وهي على المدى القريب أقل خطراً على الحكام وأنظمتهم .. مما جعل أنظمة دول الجوار .. وغيرها من الدول العربية .. تفتح صفحة جديدة مع النظام الإيراني .. وتعقد معه معاهدات التعاون الثقافي التي تعني ـ عند آيات الرفض ـ تصدير مذهب التشيع والرفض، وأن لا تمنع الحكومات القائمة من ذلك .. وإلا ما هي الثقافة الإيرانية التي يُراد تصديرها للناس والتعاون من أجلها؟!
لا توجد مشكلة حقيقية بين النظام الإيراني الرافضي وبين أمريكا ودولة الصهاينة اليهود .. وهذا يظهر بين الفينة والأخرى من خلال تصريحات ساسة الطرفين التي تتناولها وسائل الإعلام .. ومن خلال اللقاءات الودية بين الطرفين .. ويظهر كذلك من خلال موقف إيران وعملائها من الشيعة الروافض الداعم للغزاة الأمريكان في كل من أفغانستان والعراق ..!
فأمريكا وكذلك دولة الصهاينة اليهود يعرفون أن مشكلة النظام الشيعي الرافضي في إيران ليست معهم .. وإنما مع العالم الإسلامي السني .. وعلى هذا الأساس فهم يتعاملون معهم بكثير من التفاهم .. والتعاون والتنسيق .. وكطابور خامس خائن في جسد الأمة!
أما النظام البعثي السوري .. فهو لا تخفى عمالته وخيانته للأمة .. وعدم صدقه في مواجهة الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين .. وحتى للأراضي السورية .. وبالتالي فهو لا يمكن أن يسمح لحزب الله الرافضي أن يُجاهد أكثر منه .. أو يُجاهد على غير طريقته الابتزازية التفاخرية .. القائمة على الرياء والتشبع بما ليس فيهم .. أو يتحرك خارج إطار سياسته وتوجهاته ومصالحه الذاتية .. وهو من خلال دعمه لحزب الله الرافضي في اللبنان .. وفتح سورية لدعاة التشيع والرفض الإيرانيين .. يريد الأمور التالية:
أولاً: ضمان استمرار الدعم الاقتصادي السخي من قبل دولة إيران .. إضافة إلى الدعم السياسي .. فالنظام الشيعي الإيراني يلتقي مع النظام النصيري السوري .. من جهة أن النصيرية من أفراخ وغلاة الشيعة الروافض وهم خرجوا من حظيرتهم، حظيرة التشيع والرفض .. ومن جهة تلاقيهما في الغلو بشخص علي بن أبي طالب .. البريء منهما كل البراء .. من عرف ذلك لا يجد غرابة من موقف النظام البعثي السوري في دعمه لنظام إيران في حربه الطويلة ضد النظام البعثي العراقي البائد!
ثانياً: دعم حزب الله الرافضي .. يشكل بعداً دعائياً للنظام السوري .. ويزيد من أوسمة الصمود والتصدي التي يدعيها!
ثالثاً: ليضمن عدم توتر جبهة الجنوب اللبناني المتاخمة لحدود الدولة اليهودية .. من جهة الفصائل الفلسطينية المسلحة الموجودة في لبنان .. مما قد يسبب له إحراجاً .. ويكشف حقيقة صموده وتصديه للعدو الصهيوني .. وأنه كلب حراسي ضعيف.
فالتحكم بحزب الله الرافضي .. والسيطرة عليه .. أهون بكثير على النظام السوري من التحكم والسيطرة على الفصائل الفلسطينية المسلحة .. لو تُرك لها حرية الانطلاق من جهة الحدود الجنوبية للدولة اللبنانية!
فالنظام السوري له تاريخ دموي إجرامي رهيب مع الفصائل الفلسطينية في الثمانينيات والتي كانت موجودة على الأراضي اللبنانية .. لينفرد ـ ككلب حراسة وفي ـ بحراسة الحدود الممتدة على جميع الأراضي السورية واللبنانية والمتاخمة لحدود الدولة العبرية .. ليضمن أمن وسلامة دولة يهود من أي عمل عدائي أو فدائي .. يخرج عن السيطرة .. والغرض الدعائي الاستهلاكي!
وهو بذلك يريد أن يقول للصهاينة اليهود .. وللمجتمع الدولي: أنا أحرس جبهتين .. وأملك حق التفاوض باسم الجبهتين: الجبهة اللبنانية، والجبهة السورية .. وبالتالي لا يمكن لكم تجاهلي .. أو الاستغناء عني!
http://www.shiaweb.org/hizbulla/images/hizbulla-1x3.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
كثر مؤخراً ـ بحكم الدعاية المكثفة ـ الذين فُتنوا بحزب الله اللبناني الشيعي الرافضي إلى أن ظنوه حزب الله بحق .. ولهؤلاء وغيرهم نقول: فمن يتأمل واقع وحقيقة وسيرة حزب الله اللبناني الشيعي الرافضي، يجد أن مهامه جميعها ـ الموكلة إليه من قبل أحباره ورهبانه في إيران ـ تصب في غاية واحدة؛ وهي تصدير المذهب الشيعي الرافضي للآخرين .. وتحسين مذهب التشيع والرفض في أعين الناس!
فحزب الله اللبناني .. هو البوابة الكبرى لحركة التشيع العالمي .. ولتصدير مذهب التشيع والرفض في العالم الإسلامي .. وبوابة حزب الله لتنفيذ هذه المهمة الكبيرة .. هي فلسطين .. والقضية الفلسطينية .. والضرب على الوتر الفلسطيني .. الذي ما من خائن للدين والأمة ـ خلال هذا القرن المنصرم لما يعلم للقضية الفلسطينية من أهمية في أعين المسلمين ـ إلا وقدَّم بين يدي خيانته وغدره بكاء مزيفاً على فلسطين .. وأهل فلسطين .. والقضية الفلسطينية .. لا ينكشف للشعوب المضللة إلا بعد حين من الدهر!
فأي عمل يساعد على تحقيق هذه الغاية ـ وهي نشر مذهب التشيع والرفض ـ فحزب الله اللبناني لا يتورع عن فعله .. وإن كان هذا العمل باطلاً وحراماً لا يجوز فعله!
وأي عملٍ لا يُساعد على تحقيق هذه الغاية .. أو يتعارض معها ولو مرحلياً .. فحزب الله لا يفعله ولا يحرص عليه .. وإن كان هذا العمل حقاً .. ويجب القيام به شرعاً!
فإن قيل: هذا اتهام يحتاج إلى برهان .. فأين البرهان؟!
أقول: رغم جلاء الأمر ووضوحه ـ على كل مراقب ـ وضوح الشمس في كبد السماء .. إلا أنني ألخص البرهان على قولي هذا في النقاط التالية:
1- دخول حزب الله في موالاة طوائف الكفر والردة؛ فهو حزب ـ إضافة إلى كونه إيراني التوجه والتوجيه والمنشأ والدعم ـ لا يخفي ولاءه للنظام السوري، وللفئة البعثية النصيرية المتسلطة والحاكمة في سورية، فما من خطاب ـ تقريباً ـ يوجهه الأمين العام لحزب الله إلا ويجد نفسه ملزماً في أن يوجه للنظام الحاكم في سورية ولحاكمه أسمى آيات الطاعة والولاء، والشكر .. لما يقدمه الآخر للحزب من غطاء وحماية ودعم .. تيسر له ممارسة مهامه الدعائية في التشيع والرفض على الساحة اللبنانية .. وفلسطين .. ودول المنطقة!
وهو حزب كذلك لا يخفي توجهه الوطني الجاهلي؛ من حيث دخوله في موالاة وطاعة النظام الماروني الحاكم في لبنان، وحفاوته بعناصر الحكم والدولة العلمانية .. وأنه يحرص على الوحدة الوطنية .. وعلى تنفيذ قوانين الدولة، وأنه لا يخرج عن أمرها ورغبتها وقوانينها في كل ما يُقوم به من أعمال ومقاومة .. فهو حزب لبناني .. يدافع عن أرض لبنان فقط .. لا يتجاوز حدود لبنان .. ويوالي كل لبناني .. على أساس انتمائه لأرض وتراب ودولة لبنان .. بغض النظر عن دينه وأخلاقه وعقيدته وتوجهاته .. ولو كان أكفر من أبي جهل .. ألمهم أن يكون لبنانياً .. وهذا أمر معلوم عن سياسة الحزب لا خفاء فيه .. ظهر ذلك جلياً في قضية تناوله لملف الأسرى الذين تم الإفراج عنهم مؤخراً من قبل الصهاينة اليهود .. وهذا معناه أن حزب الله ليس حزباً إسلامياً جهادياً .. ينشد إعلاء كلمة الله وحكمه في الأرض .. كما يَزعم ويَظهر لبعض المغفلين من الناس .. وإنما هو حزب وطني لبناني .. شيعي رافضي .. همه الأول والأخير تصدير التشيع والرفض .. وتزيينه في أعين الناس .. أيَّاً كانت الوسيلة المتبعة!
وهذا بخلاف ما يجب أن يكون عليه حزب الله الحق الذي أثنى الله تعالى على أتباعه خيراً .. فحزب الله الحق لا يوالي ولا يواد من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، كما في قوله تعالى: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ المجادلة:22.
كذلك حزب الله الحق فإنه كما يتبرأ ممن حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم .. فهو يتولَّ الله ورسوله والذين آمنوا؛ كل الذين آمنوا، كما قال تعالى عنهم: وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ المائدة:56. هذه أهم وأبرز صفات حزب الله الحق التي يتميز بها عن غيره من التجمعات الأرضية الجاهلية التي توالي وتعادي في غير الله .
بينما حزب الله اللبناني الشيعي الرافضي إضافة إلى كونه حزب يتولىّ المجرمين .. فهو لا يتولىّ المؤمنين الموحدين؛ فهو حزب تقوم عقيدته وثقافته على الحقد والطعن والسب على خير خلق الله تعالى بعد الأنبياء والرسل، على أصحاب النبي الأبرار .. الذين جاهدوا في الله حق جهاده .. وعلى نسائه الطاهرات أمهات المؤمنين .. وعلى كل من ترضى عليهم ووالاهم من المسلمين المؤمنين ممن جاءوا بعدهم، ونهجوا نهجهم، وساروا على دربهم!
لا نطالب حزب الله اللبناني الرافضي ـ الذي يزعم زوراً العمل من أجل تحرير أسرى المسلمين ـ أن يسأل أولياءه المجرمين في سورية عن آلاف الشباب المسلم المغيبين في سجون النظام النصيري الطائفي منذ أكثر من ربع قرن .. لا ذنب لهم سوى أنهم يقولون: كفرنا بالطاغوت .. وآمنا بالله!
في الوقت الذي يعتبر الأمين العام لحزب التشيع والرفض أن قضية الأسير سمير القنطار الدرزي اللبناني .. هي قضيته الكبرى التي سيحاور عليها الصهاينة اليهود في المرحلة القادمة .. نراه لا يذكر ـ ولو مرة واحدة ـ أسرى المسلمين في سجون " جوانتنامو " في كوبا على يد الأمريكان .. الذين يزيد تعدادهم عن الستمائة معتقل ..!!
لا يذكر آلاف المعتقلين من المسلمين في العراق الذين زج بهم الغزاة المحتلون الأمريكان في غياهب السجون ..!
ليس غرضنا هنا إحصاء مواقف الغدر والخيانة والتناقض .. فهذا مقامه يطول .. وإنما أردنا التدليل على أن حزبَ الله الشيعي الرافضي ليس هو حزبَ الله الحق الذي يتولىَّ المؤمنين الموحدين .. ويُجافي ويُعادي المجرمين الكافرين .. وإنما هو على العكس تماماً؛ الحزب الذي يتولَّى المجرمين الكافرين .. ويُجافي ويُعادي المسلمين المؤمنين!
فهو حزب يتشبع بما لم يُعط وبما ليس فيه .. وهو غير صادق حتى مع عنوانه واسمه؛ إذ أن أخلاق وعقيدة حزب الله الحق المرضي في واد، وأخلاق وعقيدة حزب الله الشيعي الرافضي في واد آخر .. كما تقدم!
فإن قيل: ما علاقة ما تقدم بقضية تصدير التشيع والرفض، وتزيينه في أعين الناس ..؟!
أقول: له علاقة كبيرة؛ فحزب التشيع والرفض إذ يدخل في موالاة المجرمين بحميع طوائفهم وأحزابهم الحاكمة والمتنفذة في لبنان وسورية .. وتحت عنوان الحرص على الوحدة الوطنية .. فهو من جهة يضمن عدم المواجهة .. وبالتالي يضمن سلامة وجوده وحزبه وكوادره .. وبالتالي تتاح له الفرصة بشكل أكثر على أن يُمارس الدعاية المكثفة لمذهبه مذهب التشيع والرفض، كما يُمارسها الآن عبر قناته الفضائية المسماة بالمنار .. وهذا هو المراد!
فهو حزب ليس من منهاجه ولا سياسته إظهار العداوة والبغضاء للكفر والكافرين، والإجرام والمجرمين، اقتداء بملة إبراهيم ، كما قال تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ الممتحنة:4. لأن ذلك ـ في زعمه ـ يُعيق من عملية تصدير مذهب التشيع والرفض؛ القائم على الطعن والتكذيب ..!
لذا نراه يتظاهر بالمودة لجميع الطوائف والأحزاب الموجودة في لبنان لاعتقاده أن هذا النهج كما يُجنبه المواجهة التي تؤدي إلى استئصاله أو إضعافه أو إشغاله فيما ليس من اهتماماته .. فإنه يُساعده على التفرغ لتصدير ونشر مذهب أهل التشيع والرفض في أوساط الآخرين .. الغاية التي وجد لأجلها .. والتي لا يجوز أن يُشغله عنها شاغل .. أو يصرفه عنها صارف!
2- هذه المهمة التي وجد لأجلها حزب الله اللبناني .. لم يجد منفَذاً لها يصل من خلاله إلى قلوب وعواطف الآخرين ـ بأقرب وأسرع وقت ممكن ـ من النافذة الفلسطينية .. ومن القضية الفلسطينية .. القضية التي يقلق ويهفو لها قلب كل مسلم صادق في العالم!
حتى أصبح في نظر وعرف كثير من الناس أن من يهتم بالقضية الفلسطينية .. ويبذل نحوها ونحو أهلها نوع تعاطف وتضامن فهو الصادق .. وهو البطل .. وهو الشريف .. وهو المنقذ الذي يجب أن تهتف الجماهير باسمه .. وإن كان في حقيقته كاذباً ممثلاً .. وأضل من إبليس!
عرف أحبار ورهبان التشيع والرفض في إيران هذه القاعدة؛ قاعدة إن أردت أن تسود ويسود مذهبك وتوجهك .. في العالم الإسلامي كله .. فاركب موجة القضية الفلسطينية واضرب وغني على وترها .. فأوحوا إلى عملائهم وصنائعهم وربائبهم في حزب الله اللبناني ـ بحكم موقعهم وقربهم من الحدود الفلسطينية ـ أن يركبوا هذه الموجة .. موجة القضية الفلسطينية .. وأن تكون كلمة " فلسطين " من جملة أدبياتهم التي تتكرر في اليوم ألف مرة وأكثر .. وعلى طريقة النظام البعثي النصيري السوري في أيامه الأولى .. يوم أن كان الكذب يُطلى على كثير من الناس .. وهذا الذي فعله ويفعله الآن حزب التشيع والرفض اللبناني .. من خلال ما يبثونه من دعايات وخطابات فارغة وكاذبة عبر إذاعتهم الرافضية المسماة بالمنار ..!
وبالفعل من خلال الدعاية المكثفة حول القضية الفلسطينية .. التي يبثها حزب التشيع والرفض عن طريق قناته الفضائية .. استطاع أن يصنع للتشيع والرفض دعاية كبيرة في أوساط المسلمين في العالم .. وفي فلسطين تحديداً .. حيث بتنا نسمع من كثير من القيادات الفلسطينية ـ ومن عامة الناس كذلك ـ الثناء على إيران .. وعلى الخميني .. وعلى حزب الله الرافضي .. وعلى أمينه العام .. ومن ثم على التشيع والشيعة الروافض .. حتى أن بعضهم دخل مذهب التشيع والرفض .. وبدأ يمارس جهاده الأكبر المُعد له في السب والطعن والتشكيك بالصحابة، والصحابيات من أمهات المؤمنين .. رضي الله عنهم أجمعين .. وهذا هو مراد القوم!
فإن قيل: كيف نفهم ونفسر هذا العداء الظاهر الذي نلحظه بين حزب الله اللبناني، وبين الصهاينة اليهود ..؟!
أقول: هذا العداء الظاهر الذي نلحظه بين حزب الله الشيعي الرافضي وبين الصهاينة اليهود .. هو نفسه العداء الظاهر الكاذب بين دولة الصهاينة اليهود وبين النظام السوري الطائفي .. وهو لا يخرج عن إطاره الدعائي للشيعة الروافض ولمذهبهم مذهب التشيع والرفض .. وبرهان
ذلك من أوجه:
منها: أنه لا خلاف أن حزب الله الرافضي اللبناني .. هو صنيعة كل من النظام الإيراني الشيعي الرافضي، والنظام البعثي النصيري السوري، وأنه يتحرك وفق أوامر ومصالح وسياسة النظامين الآنفي الذكر .. لا يمكن له أن يخرج عن ذلك!
فالنظام الإيراني الرافضي .. لا يهمه من الأمر كله .. ومن الصراع الموهوم كله .. سوى تصدير مذهب التشيع والرفض والطعن .. وتحقيق الولاء لآيات وأحبار ورهبان التشيع والرفض الإيرانيين .. وليكن بعدها ما يكون .. وإيران مقابل أن يتحقق لها ذلك مستعدة أن تدفع مليارات الدولارات!
إيران منذ موت آيتهم الخميني .. غيرت سياستها من تصدير الثورة إلى دول المنطقة والجوار التي تستهدف أنظمة الحكم .. والحكام .. إلى سياسة تصدير مذهب التشيع والرفض التي تستهدف عقول وعقائد الشعوب والناس .. عسى أن تحصل لهم القاعدة الشعبية التي تقدر فيما بعد على التغيير لصالح الدولة الإيرانية التي ترعى مذهب التشيع والرفض!
سياسة تصدير الثورة تستجلب لإيران عداء الحكومات والحكام .. وهذا أمر أثبت أنه مكلف جداً على أحبار ورهبان وآيات النظام الإيراني .. وهو يُحيل بينهم وبين تصدير الفكر الشيعي الرافضي .. بخلاف اعتماد سياسة تصدير مذهب التشيع والرفض التي تستهدف عقول وعقائد جماهير الناس .. من قبيل إثراء الثقافات .. وقبول الآخر .. وضرورة التنوع .. فهي مستساغة وأكثر قبولاً .. وهي على المدى القريب أقل خطراً على الحكام وأنظمتهم .. مما جعل أنظمة دول الجوار .. وغيرها من الدول العربية .. تفتح صفحة جديدة مع النظام الإيراني .. وتعقد معه معاهدات التعاون الثقافي التي تعني ـ عند آيات الرفض ـ تصدير مذهب التشيع والرفض، وأن لا تمنع الحكومات القائمة من ذلك .. وإلا ما هي الثقافة الإيرانية التي يُراد تصديرها للناس والتعاون من أجلها؟!
لا توجد مشكلة حقيقية بين النظام الإيراني الرافضي وبين أمريكا ودولة الصهاينة اليهود .. وهذا يظهر بين الفينة والأخرى من خلال تصريحات ساسة الطرفين التي تتناولها وسائل الإعلام .. ومن خلال اللقاءات الودية بين الطرفين .. ويظهر كذلك من خلال موقف إيران وعملائها من الشيعة الروافض الداعم للغزاة الأمريكان في كل من أفغانستان والعراق ..!
فأمريكا وكذلك دولة الصهاينة اليهود يعرفون أن مشكلة النظام الشيعي الرافضي في إيران ليست معهم .. وإنما مع العالم الإسلامي السني .. وعلى هذا الأساس فهم يتعاملون معهم بكثير من التفاهم .. والتعاون والتنسيق .. وكطابور خامس خائن في جسد الأمة!
أما النظام البعثي السوري .. فهو لا تخفى عمالته وخيانته للأمة .. وعدم صدقه في مواجهة الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين .. وحتى للأراضي السورية .. وبالتالي فهو لا يمكن أن يسمح لحزب الله الرافضي أن يُجاهد أكثر منه .. أو يُجاهد على غير طريقته الابتزازية التفاخرية .. القائمة على الرياء والتشبع بما ليس فيهم .. أو يتحرك خارج إطار سياسته وتوجهاته ومصالحه الذاتية .. وهو من خلال دعمه لحزب الله الرافضي في اللبنان .. وفتح سورية لدعاة التشيع والرفض الإيرانيين .. يريد الأمور التالية:
أولاً: ضمان استمرار الدعم الاقتصادي السخي من قبل دولة إيران .. إضافة إلى الدعم السياسي .. فالنظام الشيعي الإيراني يلتقي مع النظام النصيري السوري .. من جهة أن النصيرية من أفراخ وغلاة الشيعة الروافض وهم خرجوا من حظيرتهم، حظيرة التشيع والرفض .. ومن جهة تلاقيهما في الغلو بشخص علي بن أبي طالب .. البريء منهما كل البراء .. من عرف ذلك لا يجد غرابة من موقف النظام البعثي السوري في دعمه لنظام إيران في حربه الطويلة ضد النظام البعثي العراقي البائد!
ثانياً: دعم حزب الله الرافضي .. يشكل بعداً دعائياً للنظام السوري .. ويزيد من أوسمة الصمود والتصدي التي يدعيها!
ثالثاً: ليضمن عدم توتر جبهة الجنوب اللبناني المتاخمة لحدود الدولة اليهودية .. من جهة الفصائل الفلسطينية المسلحة الموجودة في لبنان .. مما قد يسبب له إحراجاً .. ويكشف حقيقة صموده وتصديه للعدو الصهيوني .. وأنه كلب حراسي ضعيف.
فالتحكم بحزب الله الرافضي .. والسيطرة عليه .. أهون بكثير على النظام السوري من التحكم والسيطرة على الفصائل الفلسطينية المسلحة .. لو تُرك لها حرية الانطلاق من جهة الحدود الجنوبية للدولة اللبنانية!
فالنظام السوري له تاريخ دموي إجرامي رهيب مع الفصائل الفلسطينية في الثمانينيات والتي كانت موجودة على الأراضي اللبنانية .. لينفرد ـ ككلب حراسة وفي ـ بحراسة الحدود الممتدة على جميع الأراضي السورية واللبنانية والمتاخمة لحدود الدولة العبرية .. ليضمن أمن وسلامة دولة يهود من أي عمل عدائي أو فدائي .. يخرج عن السيطرة .. والغرض الدعائي الاستهلاكي!
وهو بذلك يريد أن يقول للصهاينة اليهود .. وللمجتمع الدولي: أنا أحرس جبهتين .. وأملك حق التفاوض باسم الجبهتين: الجبهة اللبنانية، والجبهة السورية .. وبالتالي لا يمكن لكم تجاهلي .. أو الاستغناء عني!