فـاروق
07-01-2006, 01:54 PM
حمود أبو طالب
ماذا سيقول لك أي مليونير أو ملياردير لو طالبته بالتبرع لصالح مشروع خيري إنساني أيا كان، صحيا أو تعليميا أو بحثيا أو إسكانيا.. أو.. أو... إنني أؤكد أنه باستثناء قلة قليلة سوف تهب مبلغا ضئيلا لا يتساوى أبدا وحجم ثرواتهم، فإن الباقي سوف يقولون لك ما معناه (ما هو حلال أبوك)، سوف يشيحون بوجوههم لأنه لا مبدأ لديهم يملي عليهم ضرورة العمل الخيري، رغم أنهم محسوبون على الإسلام، الدين العظيم الذي يدعو إلى التكافل والرحمة..
كم هم أثرياء العالم الإسلامي، ولكن كم هم فقراؤه.. كم هو الجهل المتفشي، والأمراض والفاقة والأرصفة المليئة بالأجساد الذابلة، وكم هم الأثرياء المسلمون الذين يهبطون بطائراتهم الفخمة في ذات المدن التي تكتظ بأولئك التعساء، فقط من أجل صفقات استثمارية جديدة دون لفتة واحدة لإقامة مشروع خيري يطعم خبزاً أو يضمن جرعة ماء أو دواء لأولئك المتناثرين قريبا من الموت..
إننا نتشدق دون خجل بقيم التعاون والعطاء والتراحم في الإسلام ونحن أبعد الناس عنها. بعض أثريائنا لا يتورعون عن صرف أضخم مبلغ من أجل ليلة تختلط فيها كل الألوان والروائح.
ولكنهم يصابون بالصمم عندما تحدثهم عن مشروع خيري بسيط.. منتهى الأنانية ومنتهى الجشع ومنتهى البلادة الحسية، ومع ذلك يمشون ويشكرون ويحمدون كلما زاد الرصيد، وينسون أن الشكر والحمد يكون معناهما أبلغ بالفعل لا بالقول..
أرجو من كل دوائر الإحصاء في العالم الإسلامي أن تجمع لي أسماء كل الذين تبرعوا من أجل العمل الخيري، لتقول لنا هل تبرع أحد بـ(37) مليار دولار كما فعل رجل الأعمال الأمريكي (وارن بافت) الذي احتفظ لنفسه بنحو (6.6) مليارات دولار فقط من ثروته.. هل تبرع أحد بنصف أو ثلث أو ربع هذا المبلغ وهو على قيد الحياة أو بعد مماته. وهل فعلها أحد كما فعلها وارن بافت حينما سلم ذلك المبلغ إلى خمس مؤسسات خيرية، منها مؤسسة (بيل وميلنداجيتس) التي ستأخذ 31 مليار دولار لصرفها على الصحة والتعليم، ولتكون أكبر مؤسسة خيرية..
بلاش!!.. هل يخطر ببال أحد أن عملاقا مثل بيل جيتس سوف يترك تلك الإمبراطورية العملاقة، بكل وجاهتها وأموالها ليتفرغ مع زوجته لإدارة مؤسستهما الخيرية التي تصب أموالها في الدول الفقيرة من أجل مكافحة الجهل والأمية، أو الإيدز والملاريا وغيرها من الكوارث..
المشكلة أننا محسوبون على الإسلام، وحين نتحدث عن الفقر والمشاكل الاجتماعية، تختبئ رؤوس بعض رجال الأعمال لدينا في التراب لأنهم لا يجدون سوى شيء واحد وهو مص دماء الناس وتحويلها إلى أرصدتهم، أما الضمير الحي الذي يفكر في الإنسان ومتاعبه، فهو خارج الخدمة لديهم.. دائما..
* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية
ماذا سيقول لك أي مليونير أو ملياردير لو طالبته بالتبرع لصالح مشروع خيري إنساني أيا كان، صحيا أو تعليميا أو بحثيا أو إسكانيا.. أو.. أو... إنني أؤكد أنه باستثناء قلة قليلة سوف تهب مبلغا ضئيلا لا يتساوى أبدا وحجم ثرواتهم، فإن الباقي سوف يقولون لك ما معناه (ما هو حلال أبوك)، سوف يشيحون بوجوههم لأنه لا مبدأ لديهم يملي عليهم ضرورة العمل الخيري، رغم أنهم محسوبون على الإسلام، الدين العظيم الذي يدعو إلى التكافل والرحمة..
كم هم أثرياء العالم الإسلامي، ولكن كم هم فقراؤه.. كم هو الجهل المتفشي، والأمراض والفاقة والأرصفة المليئة بالأجساد الذابلة، وكم هم الأثرياء المسلمون الذين يهبطون بطائراتهم الفخمة في ذات المدن التي تكتظ بأولئك التعساء، فقط من أجل صفقات استثمارية جديدة دون لفتة واحدة لإقامة مشروع خيري يطعم خبزاً أو يضمن جرعة ماء أو دواء لأولئك المتناثرين قريبا من الموت..
إننا نتشدق دون خجل بقيم التعاون والعطاء والتراحم في الإسلام ونحن أبعد الناس عنها. بعض أثريائنا لا يتورعون عن صرف أضخم مبلغ من أجل ليلة تختلط فيها كل الألوان والروائح.
ولكنهم يصابون بالصمم عندما تحدثهم عن مشروع خيري بسيط.. منتهى الأنانية ومنتهى الجشع ومنتهى البلادة الحسية، ومع ذلك يمشون ويشكرون ويحمدون كلما زاد الرصيد، وينسون أن الشكر والحمد يكون معناهما أبلغ بالفعل لا بالقول..
أرجو من كل دوائر الإحصاء في العالم الإسلامي أن تجمع لي أسماء كل الذين تبرعوا من أجل العمل الخيري، لتقول لنا هل تبرع أحد بـ(37) مليار دولار كما فعل رجل الأعمال الأمريكي (وارن بافت) الذي احتفظ لنفسه بنحو (6.6) مليارات دولار فقط من ثروته.. هل تبرع أحد بنصف أو ثلث أو ربع هذا المبلغ وهو على قيد الحياة أو بعد مماته. وهل فعلها أحد كما فعلها وارن بافت حينما سلم ذلك المبلغ إلى خمس مؤسسات خيرية، منها مؤسسة (بيل وميلنداجيتس) التي ستأخذ 31 مليار دولار لصرفها على الصحة والتعليم، ولتكون أكبر مؤسسة خيرية..
بلاش!!.. هل يخطر ببال أحد أن عملاقا مثل بيل جيتس سوف يترك تلك الإمبراطورية العملاقة، بكل وجاهتها وأموالها ليتفرغ مع زوجته لإدارة مؤسستهما الخيرية التي تصب أموالها في الدول الفقيرة من أجل مكافحة الجهل والأمية، أو الإيدز والملاريا وغيرها من الكوارث..
المشكلة أننا محسوبون على الإسلام، وحين نتحدث عن الفقر والمشاكل الاجتماعية، تختبئ رؤوس بعض رجال الأعمال لدينا في التراب لأنهم لا يجدون سوى شيء واحد وهو مص دماء الناس وتحويلها إلى أرصدتهم، أما الضمير الحي الذي يفكر في الإنسان ومتاعبه، فهو خارج الخدمة لديهم.. دائما..
* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية