المتأمل
06-28-2006, 11:39 AM
...................................
يتفاخر بعض أفراد الشرطة والهيئات بأنهم قبضوا على المخالفين للشرع أو النظام بعد أن يكونوا اشتبهوا فيهم وراقبوهم حتى يثبتوا عليهم الوقوع بالُجرم المشهود .. وقد ُيمارسوا عليهم نوع من الضغط الجبري في التحقيق بالضرب والإهانة حتى يدفعوهم للإعتراف بما ُنسب إليهم من ُتهمة .. ويعتقدوا أنهم بذلك قاموا بعمل شرعي يتعبدوا الله به ..!!
بينما الوارد في سنة المصطفى القدوة عليه أفضل الصلاة والتسليم في هذا الباب وماجاء عن صحابته الكرام والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم لايتفق أبداً مع هذا ( التعبد ) الباطل .. وهذا الأسلوب غير الشرعي في التجسس على الناس وعمل الكمائن لهم والتضييق عليهم في التحقيق حتى يعترفوا قسراً بالجريمة ...
لن أطيل عليكم من كلامي وحديثي ، بل أترككم مع بعض الإختيارات من سنة المصطفى وخلفاؤه وصحابته لنتأملها ونقارن أسلوبهم الراقي في التعامل مع المتهمين بأسلوبنا البعيد عن مقصود الدين والذي يجعلنا في مصاف من يتصيد أخطاء الآخرين للتشفي منهم وفضحهم أمام الخلائق بلا أيّ مبرر شرعي :
- فقد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها وهي أقرب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت : ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم , فإذا وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله , فإن الإمام إذا أخطأ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة .
- وقد ورد في السيرة أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لئن أعطل الحدود بالشبهات أحب إلي من أن أقيمها بالشبهات .
- وعن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا : ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر اللّه عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه كشف اللّه عورته حتى يفضحه في بيته ) . وهو يؤيد ماجاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند الترمذي من حديث: ( ومن ستر على مسلم ستره اللّه في الدنيا والآخرة ) .
- وعن عائشة رضي الله عنها وأرضاها : ( أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود ) .
- وهذه قصة ماعز بن مالك رضي الله عنه الذي اعترف على نفسه بالزنا وهي قصة مشهورة. فقد ظل يجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مرة بعد مرة يعترف لديه والرسول صلى الله عليه وسلم يرده، حتى اعترف أربع مرات، فعاد الرسول يسأله ويستوضحه وينفي له التهمة أو يفتح له طريق الخلاص!!!
فيقول له: " لعلك قبّلت، أو غمزت، أو نظرت ". وماعز يصر ويقول لا ! فقال له: " أزنيت؟ " قال: نعم ! قال: " فهل تدري ما الزنا؟ " . فما أقام عليه الحد حتى اطمأن اطمئناناً كاملاً أنه يصر على الاعتراف ولا يريد أن يدرأ عن نفسه العذاب !!!
- وفي الأثر " .. أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بلص قد اعترف اعترافاً ولم يوجد معه متاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما إخالك سرقت؟؟؟ " قال: بلى !!! فأعاد عليه مرتين أو ثلاثاً، ثم أمر فأقيم عليه الحد .. ثم جاؤوا به فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: قل أستغفر اللّه وأتوب إليه فقال: أستغفر اللّه وأتوب إليه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: اللّهم تب عليه "
- وقد ذكر الأعمش رحمه الله تعالى عن إبراهيم قال : قال عمر : اطردوا المعترفين .
- وعن طارق بن شهاب أن امرأة زنت في عهد الفاروق رضي الله عنه فقال عمر : أراها كانت تصلي من الليل فخشعت فركعت فسجدت , فأتاها غاو من الغواة فتحتمها , فأرسل عمر إليها فقالت كما قال عمر , فخلى سبيلها ..!!
- وعن النزال بن سبرة قال : بينما نحن بمنى مع عمر إذا امرأة ضخمة على حمارة تبكي قد كاد الناس أن يقتلوها من الزحام , يقولون : زنيت , فلما انتهت إلى عمر قال : ما يبكيك ؟ إن امرأة ربما استكرهت ( كأنه ُيلقنها ) ..!!
فقالت : كنت امرأة ثقيلة الرأس , وكان الله يرزقني من صلاة الليل , فصليت ليلة ثم نمت , فوالله ما أيقظني إلا الرجل قد ركبني , فرأيت إليه مقفيا ما أدري من هو من خلق الله , فقال عمر : لو قتلت هذه خشيت على الأخشبين النار , ثم كتب إلى الأمصار ألا تقتل نفس دونه ..
- وقد ُأتي عمر رضي الله عنه بسارق قد اعترف , فقال عمر : إني لأرى يد رجل ما هي بيد سارق ( ُيلقنه ..!! ) , قال الرجل : والله ما أنا بسارق , فأرسله عمر ولم يقطعه .
- وقد ُرويت آثار عن جماعة من الصحابة. في هذا المجال : منها عن أبي الدرداء أنه أتي بجارية سرقت فقال لها أسرقت قولي لا فقالت لا فخلى سبيلها.
وعن عطاء عند عبد الرزاق أنه قال: كان من مضى يؤتى إليهم بالسارق فيقول أسرقت؟ قل لا !!! وسمى أبو بكر وعمر ..
وأخرج أيضًا عن عمر بن الخطاب أتي برجل فسأله أسرقت قل لا فقال لا فتركه.
وعن أبي هريرة أنه ُأتي بسارق فقال أسرقت قل لا مرتين أو ثلاثًا.
وعن أبي مسعود الأنصاري في جامع سفيان أن امرأة سرقت جملاً فقال أسرقت قولي لا .!!!
- وعن القاسم بن عبد الرحمن: ( عن أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه قال : لا يقطع السارق حتى يشهد على نفسه مرتين ) .!!
- عن غالب أبي الهذيل قال : سمعت سبيعا أبا سالم يقول : شهدت الحسن بن علي وأتي برجل أقر بسرقة , فقال له الحسن : لعلك اختلست , لكي يقول : لا .
...........
هذه أقوال وأفعال الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام في هذا المجال ، فهل سنكون نحن مسلمين أكثر منهم ..؟؟ بل هل حرصنا على الدين سيكون أعلى من حرصهم وأكبر ..؟؟
......................
نقطة تأمل : من ُيرد الله به خيراً يفقهه في الدين .
يتفاخر بعض أفراد الشرطة والهيئات بأنهم قبضوا على المخالفين للشرع أو النظام بعد أن يكونوا اشتبهوا فيهم وراقبوهم حتى يثبتوا عليهم الوقوع بالُجرم المشهود .. وقد ُيمارسوا عليهم نوع من الضغط الجبري في التحقيق بالضرب والإهانة حتى يدفعوهم للإعتراف بما ُنسب إليهم من ُتهمة .. ويعتقدوا أنهم بذلك قاموا بعمل شرعي يتعبدوا الله به ..!!
بينما الوارد في سنة المصطفى القدوة عليه أفضل الصلاة والتسليم في هذا الباب وماجاء عن صحابته الكرام والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم لايتفق أبداً مع هذا ( التعبد ) الباطل .. وهذا الأسلوب غير الشرعي في التجسس على الناس وعمل الكمائن لهم والتضييق عليهم في التحقيق حتى يعترفوا قسراً بالجريمة ...
لن أطيل عليكم من كلامي وحديثي ، بل أترككم مع بعض الإختيارات من سنة المصطفى وخلفاؤه وصحابته لنتأملها ونقارن أسلوبهم الراقي في التعامل مع المتهمين بأسلوبنا البعيد عن مقصود الدين والذي يجعلنا في مصاف من يتصيد أخطاء الآخرين للتشفي منهم وفضحهم أمام الخلائق بلا أيّ مبرر شرعي :
- فقد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها وهي أقرب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت : ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم , فإذا وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله , فإن الإمام إذا أخطأ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة .
- وقد ورد في السيرة أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لئن أعطل الحدود بالشبهات أحب إلي من أن أقيمها بالشبهات .
- وعن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا : ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر اللّه عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه كشف اللّه عورته حتى يفضحه في بيته ) . وهو يؤيد ماجاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند الترمذي من حديث: ( ومن ستر على مسلم ستره اللّه في الدنيا والآخرة ) .
- وعن عائشة رضي الله عنها وأرضاها : ( أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود ) .
- وهذه قصة ماعز بن مالك رضي الله عنه الذي اعترف على نفسه بالزنا وهي قصة مشهورة. فقد ظل يجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مرة بعد مرة يعترف لديه والرسول صلى الله عليه وسلم يرده، حتى اعترف أربع مرات، فعاد الرسول يسأله ويستوضحه وينفي له التهمة أو يفتح له طريق الخلاص!!!
فيقول له: " لعلك قبّلت، أو غمزت، أو نظرت ". وماعز يصر ويقول لا ! فقال له: " أزنيت؟ " قال: نعم ! قال: " فهل تدري ما الزنا؟ " . فما أقام عليه الحد حتى اطمأن اطمئناناً كاملاً أنه يصر على الاعتراف ولا يريد أن يدرأ عن نفسه العذاب !!!
- وفي الأثر " .. أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بلص قد اعترف اعترافاً ولم يوجد معه متاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما إخالك سرقت؟؟؟ " قال: بلى !!! فأعاد عليه مرتين أو ثلاثاً، ثم أمر فأقيم عليه الحد .. ثم جاؤوا به فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: قل أستغفر اللّه وأتوب إليه فقال: أستغفر اللّه وأتوب إليه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: اللّهم تب عليه "
- وقد ذكر الأعمش رحمه الله تعالى عن إبراهيم قال : قال عمر : اطردوا المعترفين .
- وعن طارق بن شهاب أن امرأة زنت في عهد الفاروق رضي الله عنه فقال عمر : أراها كانت تصلي من الليل فخشعت فركعت فسجدت , فأتاها غاو من الغواة فتحتمها , فأرسل عمر إليها فقالت كما قال عمر , فخلى سبيلها ..!!
- وعن النزال بن سبرة قال : بينما نحن بمنى مع عمر إذا امرأة ضخمة على حمارة تبكي قد كاد الناس أن يقتلوها من الزحام , يقولون : زنيت , فلما انتهت إلى عمر قال : ما يبكيك ؟ إن امرأة ربما استكرهت ( كأنه ُيلقنها ) ..!!
فقالت : كنت امرأة ثقيلة الرأس , وكان الله يرزقني من صلاة الليل , فصليت ليلة ثم نمت , فوالله ما أيقظني إلا الرجل قد ركبني , فرأيت إليه مقفيا ما أدري من هو من خلق الله , فقال عمر : لو قتلت هذه خشيت على الأخشبين النار , ثم كتب إلى الأمصار ألا تقتل نفس دونه ..
- وقد ُأتي عمر رضي الله عنه بسارق قد اعترف , فقال عمر : إني لأرى يد رجل ما هي بيد سارق ( ُيلقنه ..!! ) , قال الرجل : والله ما أنا بسارق , فأرسله عمر ولم يقطعه .
- وقد ُرويت آثار عن جماعة من الصحابة. في هذا المجال : منها عن أبي الدرداء أنه أتي بجارية سرقت فقال لها أسرقت قولي لا فقالت لا فخلى سبيلها.
وعن عطاء عند عبد الرزاق أنه قال: كان من مضى يؤتى إليهم بالسارق فيقول أسرقت؟ قل لا !!! وسمى أبو بكر وعمر ..
وأخرج أيضًا عن عمر بن الخطاب أتي برجل فسأله أسرقت قل لا فقال لا فتركه.
وعن أبي هريرة أنه ُأتي بسارق فقال أسرقت قل لا مرتين أو ثلاثًا.
وعن أبي مسعود الأنصاري في جامع سفيان أن امرأة سرقت جملاً فقال أسرقت قولي لا .!!!
- وعن القاسم بن عبد الرحمن: ( عن أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه قال : لا يقطع السارق حتى يشهد على نفسه مرتين ) .!!
- عن غالب أبي الهذيل قال : سمعت سبيعا أبا سالم يقول : شهدت الحسن بن علي وأتي برجل أقر بسرقة , فقال له الحسن : لعلك اختلست , لكي يقول : لا .
...........
هذه أقوال وأفعال الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام في هذا المجال ، فهل سنكون نحن مسلمين أكثر منهم ..؟؟ بل هل حرصنا على الدين سيكون أعلى من حرصهم وأكبر ..؟؟
......................
نقطة تأمل : من ُيرد الله به خيراً يفقهه في الدين .