من هناك
06-25-2006, 03:42 PM
تلقيت ذات يوم اتصالاً من إحدى الفتيات تسأل: هل هذا الرجل مناسب لأن يكون زوجاً لي؟
بعد أن ذكرت معلومات قليلة عن شاب تقدم لخطبتها. وعلى الرغم من أني لا أعرف الفتاة ولا الشاب لكني لمست القلق العميق الذي تعيشه هذه الفتاة! والحقيقة أنه في لحظة من اللحظات يصبح هذا السؤال مصيري يشغل بال أي فتاة تقدم لخطبتها شاب.
وعلى الرغم من أن اندفاعنا الفوري لتقييم الوضع المادي لزوج المستقبل وما تعد به وظيفته من رفاهية ومكانة اجتماعية, وبالتالي يأتي القرار بالقبول أو الرفض . لكنه بلا شك مؤشر خادع وكثيراً ما جلب لفتياتنا التعاسة والشقاء.
أثارت هذه الفتاة تفكيري فبدأت أبحث عن مؤشرات قد تساعد الفتيات على اتخاذ هذا القرار الخطير.. سأحاول أن أذكر بعضها هنا. ولابد أن أذكر أن هذه مؤشرات عامة ويبقى لكل حالة خصوصيتها.
أولاً: أسألي عنه في المسجد القريب من بيته. الشاب المحافظ على الصلاة أقدر على الحفاظ على بيته ولن يخذله الله. لقد أثبت المتدينون – وبكل فخر- أنهم أكثر اخلاصاً وتفانياً في إنجاح حياتهم الزوجية والحفاظ عليها وحمايتها لأنهم ينظرون إلى الزواج إلى أنه تعبير آخر عن التزامهم وتدينهم.
ثانياً: أسالي عن عدد أصدقائه ومدة علاقته بهم: عدد الأصدقاء يعطي دلالة على طبيعة الشخصية. فالشاب الذي يمتلك علاقة وثيقة بشخص أو اثنين فقط يوصف بأنه ذو شخصية إنطوائية. وهذا له تأثيره السلبي على العلاقة مستقبلاً بالزوجة. فالشاب قليل الارتباطات سوف يلقي بعبء عاطفي ونفسي كبير على زوجته في المستقبل. وكثيراً ما تعتقد الفتيات خطأً أن بقاء الرجل في البيت بشكل متواصل من حسناته أو أنه حسنة في الزواج وهذا غير صحيح. كما إن الشاب الذي لديه ارتباطات كثيرة فذلك غالباً ما يكون على حساب حياته الزوجية.
الشاب الذي يحافظ على صداقاته لفترة طويلة أدعى لأن يحافظ على بيت الزوجية بينما الشاب الذي يُعرف عنه أنه يتنقل في علاقاته من شخص إلى آخر كل بضعة أشهر يوحي بعلامة سلبية وقد تكون خطيرة.
ثالثاً: كيف يعامل أخواته البنات. هذا مؤشر هام. فاحترام الشاب لرغبات وحاجيات أخواته ومساعدتهن وخدمتهن بشكل أو بآخر دليل قوي على موقفه مسبقاً من زوجته.
رابعاً: الخادم أو العامل الذي يعمل لديه أو من يجلب له الشاي في العمل ويقضي له أغراضه الصغيرة سيعطيكي معلومات هامة. فالكريم من الناس يقدر صغير الشأن كما يقدر كبيره فيبتسم في وجهه ويحيه كل صباح ويكرمه في الأجر الذي يعطيه ومثل هؤلاء أدعى لأن يكرموا زوجاتهم ويحسنوا في معاملتهن. أما سيئ الطباع فلا يقدر إلا من يرجو منه مصلحة معينة بل ويحتقر غيره وهذه علامة خطيرة.
خامساً: الغضب: الشاب الذي لا يملك السيطرة على غضبه شاب ضعيف مهما عظم جسده وعلا صوته. وللغضب عواقب وخيمة على الحياة الزوجية فكم هدم من بيوت وحول حياة أقوام إلى حطام وصدق حبيبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب).
سادساً: الاهتمام بعمله وإتقانه. فهذا مؤشر على جدية الرجل والتزامه. وهذا يشمل كل أشكال الأعمال فالبائع المهتم والمتقن أكثر التزاماً في حياته الزوجية – في معظم الأحيان - من أستاذ الجامعة المستهتر الفاشل.
سابعاً: علاقته بسيارته. قد تستغربين من هذا المؤشر. وهو بلا شك اقل أهمية من غيره. لكن الشاب الذي يرتبط بشدة بسيارته ويهتم بها اهتماماً مبالغاً فيه, فهذا يدل على علامة غير مرغوبة وقد يعطيك دلالة على ارتباطه بالأشياء وتقديمها على علاقاته بالأشخاص واحترام مشاعرهم وهذا قد يلقي بظلال غير حميدة على الحياة الزوجية
صحيح أن السؤال عن الشاب بشكل مباشر من أكثر من مصدر أمر هام لكنه قد يعطي معلومات مضللة أحياناً, خاصة لو سُئل عنه أصدقائه والمقربين منه. ولذا أحببت أن أذكر هذه المؤشرات العملية. وأختم بأن أذكر بالالتجاء إلى الله عز وجل والطلب منه أن ييسر الزوج الصالح قبل أن يأتي, واستخارته سبحانه في من تقدم. ألبسكم الله ثوب السعادة ودامت حياتكم كلها أفراحا.
ولكن خلال مراقبتي لهذه القضية واقتراحات وتعليقات القراء الأفاضل والقارئات الكريمات وجدت أننا يجب ألا نعتبر أن موافقة الفتاة على الخطوبة من شاب تقدم إليها- يجب ألا نعتبره قراراً نهائياً..
بمعنى أن الفرصة لم تنتهي بعد لتقييم هذا الشاب والإجابة على السؤال المصيري: هل أقبل بهذا الشاب؟ هل سأعيش معه حياة طيبة ؟
ما أود أن أقوله هنا أن أحمس فتياتنا على وضع الشاب المتقدم للزواج في دائر التمحيص والامتحان أثناء فترة (عقد القران).. فمازالت الفرصة متاحة للرفض والتغيير.. والفرصة هنا متاحة ورائعة لاتخاذك أنت القرار المناسب .. أود ألا تقبل الفتاة بحتمية الزواج بعد (عقد القران) فمازالت الفرصة متاحة لأن تقولي (لا) لمن ترينه ليس مناسباً.
عندما استعرضت في مخيلتي أحوال أصدقائي ومعارفي وجدت أن هذا الأمر (انفساخ عقد القران قبل الزواج بسبب عدم توافق الخطيبين وبطلب من الخاطب أو الخطيبة) أخذ بالانتشار والقبول في مجتمعاتنا.. وأظن أن هذه علامة حسنة.
ولكن مهلاً.. يجب أن تتوقفي للحظة قبل أن تفكري في رفض الشاب بعد الخطوبة أو (عقد القران).. هل هناك سبب حقيقي ومقنع للرفض؟ كتبت إلي إحدى الفتيات تقول: لا أشعر بالحب تجاه.. هل أرفضه؟ هذه نقطة هامة.. قضية الحب والحكم عليها أمر مبكر.. وليس سبباً مقنعاً لرفض الشاب بعد (عقد القران).. لأن مثل هذه الأمور تأتي مع الوقت.. وعندما تأتي فالجميل أنها تأتي حقيقية وليس كما نراه في المسلسلات والأفلام من حب مزيف.. لذا أقول ركزي على أخلاقه.. أسلوب تعامله.. غضبه ورضاه.. ما يحب ويكره.. والأهم من ذلك إيمانه العميق بالله.. لا أقصد مجرد حفاظه على الصلاة فهذا لا يكفي.. اختبري عمق تقواه لله العظيم وخوفه من مخالفة أمره.. قد يخطئ كما نفعل جميعاً.. ولكنه يتألم لخطئه وسرعان ما يرجع..
لماذا كل هذا؟
لو سألتني إحدى الفتيات لماذا كل هذا التعقيد والتدقيق؟ وقد أوافقها على اعتراضها هذا للوهلة الأولى.. فالأمور عادةً ما تسير في مسارها الطبيعي إلى خير.. ولكني ربما أبدي كل هذا الحرص لأني شهدت – كطبيب نفسي- الكثير من القصص لشابات اتخذن القرار الخطأ بسبب بريق حب خاطف أو إعجاب مزيف ودفعن ثمنه من أعمارهن غالياً.. و لا أتمنى ذلك لمسلمة أبداً..
بعد أن ذكرت معلومات قليلة عن شاب تقدم لخطبتها. وعلى الرغم من أني لا أعرف الفتاة ولا الشاب لكني لمست القلق العميق الذي تعيشه هذه الفتاة! والحقيقة أنه في لحظة من اللحظات يصبح هذا السؤال مصيري يشغل بال أي فتاة تقدم لخطبتها شاب.
وعلى الرغم من أن اندفاعنا الفوري لتقييم الوضع المادي لزوج المستقبل وما تعد به وظيفته من رفاهية ومكانة اجتماعية, وبالتالي يأتي القرار بالقبول أو الرفض . لكنه بلا شك مؤشر خادع وكثيراً ما جلب لفتياتنا التعاسة والشقاء.
أثارت هذه الفتاة تفكيري فبدأت أبحث عن مؤشرات قد تساعد الفتيات على اتخاذ هذا القرار الخطير.. سأحاول أن أذكر بعضها هنا. ولابد أن أذكر أن هذه مؤشرات عامة ويبقى لكل حالة خصوصيتها.
أولاً: أسألي عنه في المسجد القريب من بيته. الشاب المحافظ على الصلاة أقدر على الحفاظ على بيته ولن يخذله الله. لقد أثبت المتدينون – وبكل فخر- أنهم أكثر اخلاصاً وتفانياً في إنجاح حياتهم الزوجية والحفاظ عليها وحمايتها لأنهم ينظرون إلى الزواج إلى أنه تعبير آخر عن التزامهم وتدينهم.
ثانياً: أسالي عن عدد أصدقائه ومدة علاقته بهم: عدد الأصدقاء يعطي دلالة على طبيعة الشخصية. فالشاب الذي يمتلك علاقة وثيقة بشخص أو اثنين فقط يوصف بأنه ذو شخصية إنطوائية. وهذا له تأثيره السلبي على العلاقة مستقبلاً بالزوجة. فالشاب قليل الارتباطات سوف يلقي بعبء عاطفي ونفسي كبير على زوجته في المستقبل. وكثيراً ما تعتقد الفتيات خطأً أن بقاء الرجل في البيت بشكل متواصل من حسناته أو أنه حسنة في الزواج وهذا غير صحيح. كما إن الشاب الذي لديه ارتباطات كثيرة فذلك غالباً ما يكون على حساب حياته الزوجية.
الشاب الذي يحافظ على صداقاته لفترة طويلة أدعى لأن يحافظ على بيت الزوجية بينما الشاب الذي يُعرف عنه أنه يتنقل في علاقاته من شخص إلى آخر كل بضعة أشهر يوحي بعلامة سلبية وقد تكون خطيرة.
ثالثاً: كيف يعامل أخواته البنات. هذا مؤشر هام. فاحترام الشاب لرغبات وحاجيات أخواته ومساعدتهن وخدمتهن بشكل أو بآخر دليل قوي على موقفه مسبقاً من زوجته.
رابعاً: الخادم أو العامل الذي يعمل لديه أو من يجلب له الشاي في العمل ويقضي له أغراضه الصغيرة سيعطيكي معلومات هامة. فالكريم من الناس يقدر صغير الشأن كما يقدر كبيره فيبتسم في وجهه ويحيه كل صباح ويكرمه في الأجر الذي يعطيه ومثل هؤلاء أدعى لأن يكرموا زوجاتهم ويحسنوا في معاملتهن. أما سيئ الطباع فلا يقدر إلا من يرجو منه مصلحة معينة بل ويحتقر غيره وهذه علامة خطيرة.
خامساً: الغضب: الشاب الذي لا يملك السيطرة على غضبه شاب ضعيف مهما عظم جسده وعلا صوته. وللغضب عواقب وخيمة على الحياة الزوجية فكم هدم من بيوت وحول حياة أقوام إلى حطام وصدق حبيبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب).
سادساً: الاهتمام بعمله وإتقانه. فهذا مؤشر على جدية الرجل والتزامه. وهذا يشمل كل أشكال الأعمال فالبائع المهتم والمتقن أكثر التزاماً في حياته الزوجية – في معظم الأحيان - من أستاذ الجامعة المستهتر الفاشل.
سابعاً: علاقته بسيارته. قد تستغربين من هذا المؤشر. وهو بلا شك اقل أهمية من غيره. لكن الشاب الذي يرتبط بشدة بسيارته ويهتم بها اهتماماً مبالغاً فيه, فهذا يدل على علامة غير مرغوبة وقد يعطيك دلالة على ارتباطه بالأشياء وتقديمها على علاقاته بالأشخاص واحترام مشاعرهم وهذا قد يلقي بظلال غير حميدة على الحياة الزوجية
صحيح أن السؤال عن الشاب بشكل مباشر من أكثر من مصدر أمر هام لكنه قد يعطي معلومات مضللة أحياناً, خاصة لو سُئل عنه أصدقائه والمقربين منه. ولذا أحببت أن أذكر هذه المؤشرات العملية. وأختم بأن أذكر بالالتجاء إلى الله عز وجل والطلب منه أن ييسر الزوج الصالح قبل أن يأتي, واستخارته سبحانه في من تقدم. ألبسكم الله ثوب السعادة ودامت حياتكم كلها أفراحا.
ولكن خلال مراقبتي لهذه القضية واقتراحات وتعليقات القراء الأفاضل والقارئات الكريمات وجدت أننا يجب ألا نعتبر أن موافقة الفتاة على الخطوبة من شاب تقدم إليها- يجب ألا نعتبره قراراً نهائياً..
بمعنى أن الفرصة لم تنتهي بعد لتقييم هذا الشاب والإجابة على السؤال المصيري: هل أقبل بهذا الشاب؟ هل سأعيش معه حياة طيبة ؟
ما أود أن أقوله هنا أن أحمس فتياتنا على وضع الشاب المتقدم للزواج في دائر التمحيص والامتحان أثناء فترة (عقد القران).. فمازالت الفرصة متاحة للرفض والتغيير.. والفرصة هنا متاحة ورائعة لاتخاذك أنت القرار المناسب .. أود ألا تقبل الفتاة بحتمية الزواج بعد (عقد القران) فمازالت الفرصة متاحة لأن تقولي (لا) لمن ترينه ليس مناسباً.
عندما استعرضت في مخيلتي أحوال أصدقائي ومعارفي وجدت أن هذا الأمر (انفساخ عقد القران قبل الزواج بسبب عدم توافق الخطيبين وبطلب من الخاطب أو الخطيبة) أخذ بالانتشار والقبول في مجتمعاتنا.. وأظن أن هذه علامة حسنة.
ولكن مهلاً.. يجب أن تتوقفي للحظة قبل أن تفكري في رفض الشاب بعد الخطوبة أو (عقد القران).. هل هناك سبب حقيقي ومقنع للرفض؟ كتبت إلي إحدى الفتيات تقول: لا أشعر بالحب تجاه.. هل أرفضه؟ هذه نقطة هامة.. قضية الحب والحكم عليها أمر مبكر.. وليس سبباً مقنعاً لرفض الشاب بعد (عقد القران).. لأن مثل هذه الأمور تأتي مع الوقت.. وعندما تأتي فالجميل أنها تأتي حقيقية وليس كما نراه في المسلسلات والأفلام من حب مزيف.. لذا أقول ركزي على أخلاقه.. أسلوب تعامله.. غضبه ورضاه.. ما يحب ويكره.. والأهم من ذلك إيمانه العميق بالله.. لا أقصد مجرد حفاظه على الصلاة فهذا لا يكفي.. اختبري عمق تقواه لله العظيم وخوفه من مخالفة أمره.. قد يخطئ كما نفعل جميعاً.. ولكنه يتألم لخطئه وسرعان ما يرجع..
لماذا كل هذا؟
لو سألتني إحدى الفتيات لماذا كل هذا التعقيد والتدقيق؟ وقد أوافقها على اعتراضها هذا للوهلة الأولى.. فالأمور عادةً ما تسير في مسارها الطبيعي إلى خير.. ولكني ربما أبدي كل هذا الحرص لأني شهدت – كطبيب نفسي- الكثير من القصص لشابات اتخذن القرار الخطأ بسبب بريق حب خاطف أو إعجاب مزيف ودفعن ثمنه من أعمارهن غالياً.. و لا أتمنى ذلك لمسلمة أبداً..