fakher
06-14-2006, 02:21 PM
لا أبالغ إن قلت أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد ممسكة بزمام الحرب التي بادرت هي بشنها على الإسلام وأهله وأرضه، بل لا أكون مبالغاً أيضاً إن قلت أن الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي وبفضل المشروع الجهادي المناهض لسياساتها في المنطقة قد وصلت إلى مرحلة الإفلاس على كل المستويات ...
فقد بات من الصعب جدا على الولايات المتحدة تجنيد عملاء لها على قدر من المسؤولية يستطيعون أخذ أدوار (حكام العرب والمسلمين) في المحافظة على مصالح أمريكا إضافة الى الوظيفة الإضافية ألا وهي قهر الشعوب وتخديرها وتضليلها عن مشروعها الأساسي "الحكم بما أنزل الله"، فأمريكا اليوم لم تعد تثق بعملاءها من حكام العرب والمسلمين، فمنذ سنوات وأداؤهم في تراجع مستمر، ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها:
1- الصحوة التي تجتاح جميع البلدان العربية والإسلامية والتي أوصلت شعوب هذه البلدان الى قناعة أن لا حل إلا بتحكيم الإسلام وأن كل الشعارات الأخرى شعارات مخربة ومجربة.
2- إعلان الحرب المباشرة من قبل التيار الجهادي على الولايات المتحدة الأمريكية وتوجيه ضربات نوعية لها ولعملائها، ما أدى الى كشف الوجه الحقيقي لأميركا والغرب وعملاءهم في المنطقة.
3- التنامي المتصاعد والسريع للجماعات الجهادية المناهضة للغطرسة الأمريكية وازدياد مساحة التأييد لها مقابل تراجع شعبية الجماعات السياسية (القومية – الوطنية – الاشتراكية ...)
كل ذلك دفع الإدارة الحالية للولايات المتحدة الأمريكية الى التفكير بجدية في نوعية العملاء الجدد المفترض تنصيبهم في أماكن أسلافهم "المتحالين على المعاش"، وهنا بدأت مراكز الدراسات المرتبطة بالمخابرات الأمريكية تجري البحوث والدراسات حول هوية الأشخاص والأحزاب والتيارات التي تحمل مواصفات معينة والقادرة على القيام بهذه المهمة (الشبه مستحيلة) في الوقت الراهن.
فالولايات المتحدة الأمريكية تحتاج لعملاء من نوع خاص يكونون أكثر التصاقاً وقرباً وقبولا لدى الشارع العربي والإسلامي بخلاف أسلافهم الفاسدين، سيما وأن الإدارة الأمريكية تواجه حربا ضروساً يقودها تيار إسلامي جهادي يتمتع بشعبية مرتفعة في هذه المجتمعات.
معظم الدراسات والبحوث التي قدمت للإدارة الأمريكية خلال السنوات الثلاث الماضية تتوجه نحو الحركات الإسلامية وأنها المرشح الأوحد لتولي هذه الوظيفة ولكن بشروط تفرضها واشنطن مقابل إيصالها الى كرسي الحكم، ومن هذه الشروط:
1- قبول هذه الحركات الموصوفة بالإسلامية المعتدلة باللعبة الديمقراطية.
2- نبذ العنف والإرهاب ومواجهة التيار الجهادي المتغلل في العالم العربي والإسلامي.
3- المساعدة في نشر الديمقراطية وتثقيف الشعوب على مبدأ الانتخابات والتعددية.
ولقد قدمت "زينو باران" (مديرة قسم الأمن الدولي وبرامج الطاقة في مركز نيكسون) في شهر (آذار – مارس) الماضي توصية للكونغرس الأمريكي قالت فيها: "إن أفضل الحلفاء في هذا الصراع هم المسلمون المعتدلون، ويجب إعطاؤهم مساحة سياسية كي لا يبقى الإسلام أسيراً في أيدي المتطرفين بينما يبقى المسلمون المعتدلون على الهامش، وليس بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية ولا الدول الأوروبية أن تخوض معركة أفكار داخل الإسلام، ولكن بإمكانهم أن يدعموا المعتدلين الحقيقيين كي يستطيع هؤلاء نشر التفسير الصحيح للإسلام، وبالنتيجة إثبات عدم صحة الأيديولوجية المتطرفة".
هذا بالإضافة إلى دراسة كان قد أعدها مدير التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية "يدعو فيها واشنطن للقبول في وصول حزب إسلامي للحكم عبر الانتخابات والتعامل معه".
ولا يخفى على أحد تبني الإدارة الأمريكية ولو بشكل غير علني مشاركة الأحزاب الإسلامية في اللعبة الديمقراطية وما جرى ويجري في مصر والجزائر والمغرب والأردن والعراق وتركيا وماليزيا وأندونيسيا وباكستان واخيراً توريط حركة حماس بتسلم السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة، يدل على أن أبواب البرلمانات أصبحت مشرعة أمام الإسلاميين بمباركة أمريكية في خطوة منها لامتطاء الحركات الإسلامية التي تخضع حالياً لاختبار "الاعتدال" الأمريكي.
اضف إلى ذلك كله ما يسمى ببدعة الحوار التي خرجت بها منذ فترة جماعات إسلامية وما يسمى بالدعاة الجدد مع الإدارة الأمريكية ومع الغرب بدعوى إيصال وجهة نظر الإسلاميين لهذه الجهة أو تلك.
ولا ننسى القنوات الفضائية المسماة إسلامية صاحبة المشروع المائع والتمويل المشبوه المقترن بالولايات المتحدة الأمريكية بشكل أو بآخر، والأبواب التي شرعتها هذه القنوات لدعاة السوء والانبطاح والميوعة والديمقراطية ما إلى ذلك من مصطلحات تنافي الشرع والدين.
لا شك بأن تنامي قوة التيار الجهادي وثبوت نظريته القائلة بالصراع الديني قد وضع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في مأزق يستحيل الخروج منه، إلا إذا قدمت الحركات الإسلامية المسماة معتدلة يد العون لها وقبلت بعرضها وهو ما حصل علناً ودون أي حياء في العراق ومصر وسوريا والمغرب وتركيا ....
فلا داعي للاستغراب إن بتنا نشاهد اليوم أصحاب المشروع الإسلامي التاريخي، وهم أول المتقدمين لدك صروح الإسلام بذرائع الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ونبذ العنف وبذريعة أن الطرف الآخر يمارس (التطرف والإرهاب والتشدد) والواجب الديني يقول بمواجهته.
وهنا لا بد من دعوة أصحاب العقول في هذه الجماعات الإسلامية الى التبنه للشرك الذي نصب لهم وأن الوسيلة الوحيدة للخروج منه هو نبذ التذبذ وإعلان موقف واضح وجلي من الصراع القائم على الساحة الدولية وأين يمكن أن تجد هذه الجماعات نفسها ....
هل أصبح موقعها في خندق الباطل الذي يرأسه فرعون العصر "الولايات المتحدة الأمريكية؟
أم أن مكانها في خندق الحق والمستضعفين والمجاهدين المدافعين عن الأرض والعرض والدين؟
أسئلة لا لبس فيها، وتتطلب إيجابات لا لبس فيها أيضاً، وهي ستحدد بلا شك ولا ريب نوع هذه الجماعات الإسلامية المعتدلة، هل هي من الباحثين عن مقعد في الحكم أم مقعد في الجنة؟
وهل هي مشروع العمالة الجديد في منطقتنا العربية والإسلامية، أم أنها ستكون على قدر المسؤولية وترفض أي مساومة على دينها ومبادئها؟
فقد بات من الصعب جدا على الولايات المتحدة تجنيد عملاء لها على قدر من المسؤولية يستطيعون أخذ أدوار (حكام العرب والمسلمين) في المحافظة على مصالح أمريكا إضافة الى الوظيفة الإضافية ألا وهي قهر الشعوب وتخديرها وتضليلها عن مشروعها الأساسي "الحكم بما أنزل الله"، فأمريكا اليوم لم تعد تثق بعملاءها من حكام العرب والمسلمين، فمنذ سنوات وأداؤهم في تراجع مستمر، ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها:
1- الصحوة التي تجتاح جميع البلدان العربية والإسلامية والتي أوصلت شعوب هذه البلدان الى قناعة أن لا حل إلا بتحكيم الإسلام وأن كل الشعارات الأخرى شعارات مخربة ومجربة.
2- إعلان الحرب المباشرة من قبل التيار الجهادي على الولايات المتحدة الأمريكية وتوجيه ضربات نوعية لها ولعملائها، ما أدى الى كشف الوجه الحقيقي لأميركا والغرب وعملاءهم في المنطقة.
3- التنامي المتصاعد والسريع للجماعات الجهادية المناهضة للغطرسة الأمريكية وازدياد مساحة التأييد لها مقابل تراجع شعبية الجماعات السياسية (القومية – الوطنية – الاشتراكية ...)
كل ذلك دفع الإدارة الحالية للولايات المتحدة الأمريكية الى التفكير بجدية في نوعية العملاء الجدد المفترض تنصيبهم في أماكن أسلافهم "المتحالين على المعاش"، وهنا بدأت مراكز الدراسات المرتبطة بالمخابرات الأمريكية تجري البحوث والدراسات حول هوية الأشخاص والأحزاب والتيارات التي تحمل مواصفات معينة والقادرة على القيام بهذه المهمة (الشبه مستحيلة) في الوقت الراهن.
فالولايات المتحدة الأمريكية تحتاج لعملاء من نوع خاص يكونون أكثر التصاقاً وقرباً وقبولا لدى الشارع العربي والإسلامي بخلاف أسلافهم الفاسدين، سيما وأن الإدارة الأمريكية تواجه حربا ضروساً يقودها تيار إسلامي جهادي يتمتع بشعبية مرتفعة في هذه المجتمعات.
معظم الدراسات والبحوث التي قدمت للإدارة الأمريكية خلال السنوات الثلاث الماضية تتوجه نحو الحركات الإسلامية وأنها المرشح الأوحد لتولي هذه الوظيفة ولكن بشروط تفرضها واشنطن مقابل إيصالها الى كرسي الحكم، ومن هذه الشروط:
1- قبول هذه الحركات الموصوفة بالإسلامية المعتدلة باللعبة الديمقراطية.
2- نبذ العنف والإرهاب ومواجهة التيار الجهادي المتغلل في العالم العربي والإسلامي.
3- المساعدة في نشر الديمقراطية وتثقيف الشعوب على مبدأ الانتخابات والتعددية.
ولقد قدمت "زينو باران" (مديرة قسم الأمن الدولي وبرامج الطاقة في مركز نيكسون) في شهر (آذار – مارس) الماضي توصية للكونغرس الأمريكي قالت فيها: "إن أفضل الحلفاء في هذا الصراع هم المسلمون المعتدلون، ويجب إعطاؤهم مساحة سياسية كي لا يبقى الإسلام أسيراً في أيدي المتطرفين بينما يبقى المسلمون المعتدلون على الهامش، وليس بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية ولا الدول الأوروبية أن تخوض معركة أفكار داخل الإسلام، ولكن بإمكانهم أن يدعموا المعتدلين الحقيقيين كي يستطيع هؤلاء نشر التفسير الصحيح للإسلام، وبالنتيجة إثبات عدم صحة الأيديولوجية المتطرفة".
هذا بالإضافة إلى دراسة كان قد أعدها مدير التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية "يدعو فيها واشنطن للقبول في وصول حزب إسلامي للحكم عبر الانتخابات والتعامل معه".
ولا يخفى على أحد تبني الإدارة الأمريكية ولو بشكل غير علني مشاركة الأحزاب الإسلامية في اللعبة الديمقراطية وما جرى ويجري في مصر والجزائر والمغرب والأردن والعراق وتركيا وماليزيا وأندونيسيا وباكستان واخيراً توريط حركة حماس بتسلم السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة، يدل على أن أبواب البرلمانات أصبحت مشرعة أمام الإسلاميين بمباركة أمريكية في خطوة منها لامتطاء الحركات الإسلامية التي تخضع حالياً لاختبار "الاعتدال" الأمريكي.
اضف إلى ذلك كله ما يسمى ببدعة الحوار التي خرجت بها منذ فترة جماعات إسلامية وما يسمى بالدعاة الجدد مع الإدارة الأمريكية ومع الغرب بدعوى إيصال وجهة نظر الإسلاميين لهذه الجهة أو تلك.
ولا ننسى القنوات الفضائية المسماة إسلامية صاحبة المشروع المائع والتمويل المشبوه المقترن بالولايات المتحدة الأمريكية بشكل أو بآخر، والأبواب التي شرعتها هذه القنوات لدعاة السوء والانبطاح والميوعة والديمقراطية ما إلى ذلك من مصطلحات تنافي الشرع والدين.
لا شك بأن تنامي قوة التيار الجهادي وثبوت نظريته القائلة بالصراع الديني قد وضع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في مأزق يستحيل الخروج منه، إلا إذا قدمت الحركات الإسلامية المسماة معتدلة يد العون لها وقبلت بعرضها وهو ما حصل علناً ودون أي حياء في العراق ومصر وسوريا والمغرب وتركيا ....
فلا داعي للاستغراب إن بتنا نشاهد اليوم أصحاب المشروع الإسلامي التاريخي، وهم أول المتقدمين لدك صروح الإسلام بذرائع الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ونبذ العنف وبذريعة أن الطرف الآخر يمارس (التطرف والإرهاب والتشدد) والواجب الديني يقول بمواجهته.
وهنا لا بد من دعوة أصحاب العقول في هذه الجماعات الإسلامية الى التبنه للشرك الذي نصب لهم وأن الوسيلة الوحيدة للخروج منه هو نبذ التذبذ وإعلان موقف واضح وجلي من الصراع القائم على الساحة الدولية وأين يمكن أن تجد هذه الجماعات نفسها ....
هل أصبح موقعها في خندق الباطل الذي يرأسه فرعون العصر "الولايات المتحدة الأمريكية؟
أم أن مكانها في خندق الحق والمستضعفين والمجاهدين المدافعين عن الأرض والعرض والدين؟
أسئلة لا لبس فيها، وتتطلب إيجابات لا لبس فيها أيضاً، وهي ستحدد بلا شك ولا ريب نوع هذه الجماعات الإسلامية المعتدلة، هل هي من الباحثين عن مقعد في الحكم أم مقعد في الجنة؟
وهل هي مشروع العمالة الجديد في منطقتنا العربية والإسلامية، أم أنها ستكون على قدر المسؤولية وترفض أي مساومة على دينها ومبادئها؟