صلاح الدين يوسف
06-13-2006, 10:47 PM
أبو القعقاع السوري يقود صحوة استخباراتية جديدة
السلام عليكم
كنت قد كتبت عن هذه الظاهرة الاستخباراتية الإسلامية (أبو القعقاع المخبر " نحسبه على شر ولا نزكي على إبليس أحداً " ) عندما لاحظت أن العبرية مع الموساد العالمي قد اجتمعتا على تلميعه إعلاميا وهو سبب كاف عندي لإسقاطه من أعلى جبل إعلامي إسلامي ...
فكتبت هذه المقالة فاضحاً تفاهة مسرحيات جند الشام السورية :
* تنظيم جهادي سوري بتمويل مخابراتي موسادي!!
الاثنين 5 حزيران/ يونيو 2006
الدكتور رامي محمد ديابي - مدير موقع مدرسة الإسلام (www.islamschool.org (http://www.islamschool.org/))
منذ عام 1998 فوجئت بسماع خطبة جمعة حلبية قحة تحكي عن رموز إسلامية غابت منذ عام 1980 في سورية من مثل كلمات كرامة - عزة - فلسطين وغيرها فقررت لما سمعت أبو القعقاع قبل أن أعرف حقيقته) هذا أن أنذر لله 100 شريط من خطبته النارية
ومرت الأيام وخرجت مهاجراً لله من وطني فعلمت ممن أثق بهم أن أبو القعقاع الحلبي هذا لم يكن إلا فخاً للمتحمسين من الجهاديين وقبراً لأهل الحماس للدين، ضمن شراكة أقامتها الأنظمة المخابراتية مع أبي القعقاع خليفة المسلمين الجديد الذي يعمل بالأجرة لدى الدكتور بشار الأسد ويتقاضى أجرته على الرأس من الجهاديين المكتشفين من الواقعين في حفرة الماء هذه..
وأذكر أنني كتبت عنه ذات يوم وقد رأيت موقعه الجهادي الرائع على النت: لماذا لا نرى هذه العنتريات على حدود فلسطين طالما يدرب الناس على الجهاد في مسجده في الصاخور من مدينة حلب في زمن لا يسمح للذباب الأزرق بتلفظ كلمة جهاد!!!
وهنا لابد لي من ذكر خبرة آل ديابي العريقة في التجارة عبر العقد الأخير من الزمن وهي تشبه خبرة آل الأسد مع الفارق، حيث عمدت أسرتنا إلى شراء العقارات في أطراف المدن فتتسع المدن فترتفع الأسعار فنكتسب في العقار ما يزيد عن أرباح التجار عموماً في مثل تلك الفترة (والسبب هو: بركات حكم القمع على العمل التجاري والأنظمة الضريبية المشابهة (لخوة العصابات) في إسلام ستان إلا ما رحم ربي)..
ومنذ عام 1980 يبدو أن آل الأسد لم يطوروا أي مصدر للرزق سوى شركة تجارية واحدة تعمل بنظام وحيد متكرر ممل سقيم وهو التالي: (اسجن - اقمع - اعتقل - ارتشي - أطلق سراح - اعتقل من جديد)
وحينما استعصت عليهم الحيل مؤخراً (قبل إشهار الإفلاس) رأينا مسرحية أخيرة اسمها (جند الشام) وحكايات خرافية عن اشتباكات مسلحة قرب التلفزيون في الأمويين، فانفجرت المقالات من المعارضة حينها تتكلم عن تلك الأسطورة الجديدة، فكان أن تفتق العقل المخابراتي المخطط عن حكاية أشرطة جهادية لبطل الجهاد المخابراتي واعتقال المجاهدين (أبو القعقاع) في الخبر التالي:
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/06/04/24364.htm (http://www.alarabiya.net/Articles/2006/06/04/24364.htm)
ويدلنا الخبر في العبرية نت على إشفاق النظام العولمي على حكومة الريشة الموالية لتل أبيب في سورية وهي تطير مع ملايين المقالات المعرية للقمع في تلك الدولة المسكينة سورية (حيث نلمح في المقال استماتة صهيونية لتثبيت أركان حكم آل الأسد في سورية وقد هبت بها رياح الرحيل)
وسبحان الله كم يشبه استنجاد قصة خيالية عن أبي القعقاع المخبر لإنقاذ سمعة الخبر الكاذب (جند الشام وحكاية الأمويين) قصة أبيات الشعر:
أمتصدقة بكد فرجها لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
=================================== =================================== ========== ===================================
ولما فتحت اليوم نشرة الشرق تفجرت ضحكات لاتنتهي من مقال أسوقه لكم :
جند الشام وأبو القعقاع وفتة الحمص
بقلم: د.هشـام الشـامي *
أخبار الشرق - 13 حزيران/ يونيو 2006
بعد حوالي شهرين من التعذيب الجسدي والنفسي في أحد فروع المخابرات (وما أكثرها في أسدستان)، وبعد استعمال كل أساليب التعذيب (الطائفية والبعثية) اللا إنسانية واللا حيوانية، من الدولاب الوطني إلى الكرسي الألماني إلى بساط الريح الروسي .. والجلد بالكرابيج وأسلاك الحديد وعصا الخيزران وبنود الخشب .. وتعرية الجسد ودفق المياه عليه - المثلجة تارة والحارة تارة أخرى - ووضع أسلاك الكهرباء على المناطق الجنسية والحساسة من الجسد وتوصيل الدارة الكهربائية في الجسد المتلف من الجَلد المتواصل على كل مناطق الجسم، بعد ربط اليدين خلف الظهر، وتعصيب العينين بعصابة سوداء (طميشة)، ورغم أن هذا السجين فقد وعيه عدة مرات من شدة التعذيب، وكسرت ساقه اليمنى، وفتحت أخمصا قدميه، حتى أصبحت في كل منهما حفرة تتسع لبيضة دجاج، بعد هذه الحملة الشعواء المستمرة، كان المطلوب منه شيء واحد فقط وهو أن يعترف أنه منظم، وكانت الأسئلة التي تتكرر: من نظمك؟ متى التحقت بالتنظيم؟ من كان معك بالتنظيم؟ من هو أميرك بالتنظيم؟ ولأنه لا يعرف شيئاً عن التنظيم، ولأنه يعرف أن إقراره بهكذا تنظيم يعني الإعدام؟ حاول أن يصبر ويصبر على الضغوط الكبيرة، وحملات التعذيب المستمرة، والإهانات الفظيعة وألفاظ السباب التي لم يسمع بمثلها في حياته، ولم يكن يتصور أن هناك قلوباً بشرية تحمل مثل هذا الحقد الدفين، ولا ألسنة بشرية يسيل منها مثل هذا الفحش والقبح، ولم يصدق أنه استطاع أن يتحمل كل هذا العذاب اللامعقول واللامنطقي والذي لا يستطيع أن يتحمله أقوى كائن غير بشري على الإطلاق، وكان في كل مرة يخرج فيها للتعذيب يظن أنها المرة الأخيرة، وأن جسده لم يعد يتحمل أكثر من ذلك، وكثيراً ما أغمض عينيه ولفظ الشهادتين وظن أنه سيسلم نفسه إلى بارئها، لكنه يصحو بعد ساعة أو ساعتين وربما يوم أو يومين - لا يدري - ليجد نفسه مرمياً في أرض زنزانة إفرادية ضيقة مضرجاً بدمائه ممزق الثياب أشعث أغبر لا يجد قطعة من جسده المتورم لا تألمه.
بعد كل حملات التعذيب هذه، دُعي أخيراً إلى غرفة الذاتية، ولأول مرة رفعت العصابة عن عينيه، ووجد أمامه مساعداً ضخم الجثة، مفتول الشاربين، جاحظ العينين، أحمر بياضهما، ينفخ أمامه كرشاً مقذعاً، طلب منه أن يوقع على ورقة قدمها له، ولأنه يئس من حياته، ولم يعد يحتمل أكثر مما رآه وعاناه، لم يسأل ما كتب بها، وحاول إمساك القلم بأطراف بنانه المتورمة لكنه لم يستطع، فأخذ المساعد بيده وساعده كي يمرر القلم في مكان كتب اسمه فوقه، وهنا دخل ضابط عليهما، فوقف المساعد وقدم له التحية، فقال الضابط: وقّع هذا الكلب؟ فأجابه: نعم سيدي. فالتفت الضابط إلى السجين المحطم قائلاً: يا حمار، أكلت فتة حمص مع هؤلاء المنايـ(..) وتقول لست منظماً. والله لأعدمك من بيضاتك. خذوه إلى جنة الرضوان في تدمر، خذوه إلى النعيم المقيم مع الأنبياء والصالحين. وخرج وهو يقهقه. فوجه المساعد كلامه للسجين بلهجة أقل حدّة: ما لقيت تاكل فتة حمص إلا مع هالعرصات؟ فأجابه السجين: هؤلاء زملائي في المدرسة. فقال المساعد: بتعرف إنو ثمن هالفتة الموت، روح يا حمار الله لا يقيمك.
نعم يا سادة هكذا كانت نهاية التحقيق المأساوية مع مواطن سوري شاب في معتقلات أسدستان في السبعينات من القرن الماضي، ولم تكن قصة خيالية، أو رواية أسطورية، وليست من قصص الأدباء، أو من كتب الحكماء والفلاسفة، أنها تكررت مئات بل آلاف المرات في فروع المخابرات العديدة في شامستان، فهؤلاء ثبتَ عليهم التنظيم لأنهم تناولوا فتة الحمص في منزل زميلهم، وآخرون كان دليل الإدانة بحقهم أقوى وأكثر حجة، لأنهم خرجوا يوم الجمعة معاً إلى مزرعة زميلهم في الغوطة وتناولوا صفايح اللحم والسبانخ والجبن والزعتر، وبذلك تجمعت قرائن الإدانة أكثر، وآخرون أعدموا بتهمة التنظيم لأنهم خرجوا إلى النزهة والاستجمام، ونصبوا الخيمة "التنظيمية" على شواطئ بانياس للتدرب على السباحة واستنشاق الهواء النقي المحرم بعثياً. ألم تسمعوا بالطبيب البيطري الذي حكم عليه القاضي العسكري الرائد سليمان الخطيب بالإعدام لأن الخطيب ذكّر الطبيب ببقرتهم المريضة التي جاء بها والده والتي ماتت على يديه عندما كان الطبيب يعمل في الوحدة البيطرية في دريكيش بلد الخطيب، ودارت الأيام، ووقف الطبيب البيطري أمام المحكمة الميدانية في سجن تدمر الرهيب برئاسة هذا الرائد الحاقد، وعضوية رفيقه الكاتب فقط، فاكتفى بتذكيره بتلك الحادثة، وقال له: اذهب سوف أعدمك من بيضاتك؟!
كل هذه القصص المأساوية وأكثر منها بكثير بإمكانكم قراءتها من الكتب التي صدرت عن بعض المساجين الذين قُدّر لهم أن يخرجوا ناجين من سجون الحقد الطائفي البعثي (ككتاب تدمر شاهد ومشهود للسجين الأردني محمد سليم حماد، وكتاب خمس دقائق وحسب - تسع سنوات في سجون سورية للسجينة السابقة هبة الدباغ، وسنتان في القاع..)، أو حتى بإمكانكم سماعها مباشرة من أحد الخارجين من كهوف سجون أسدستان، إن قُدر لكم الاجتماع به، وإن تجرأ على شرح بعض معاناتهم التي لا تحيط بها الكلمات، ولا تصفها أبلغ العبارات.
ذكرت بعض التهم التي وجهت لعشرات الآلاف من الذين قضوا في سجون قمعستان لأتساءل معكم: كيف يعدمون طلاباً ثانويين لمجرد أنهم تناولوا فتة حمص مع بعضهم؟ أو آخرين نصبوا خيمتهم للنزهة في شواطئ طرطوس أو بانياس؛ ثم يسمحون للمجاهد الكبير والعلامة الفاضل وناصر الدين وحامي حماه الشيخ الحلبي / أبو القعقاع بإعلان الجهاد وتدريب المقاتلين على السلاح والكاراتيه وفن القتال الفردي في قلب مدينة حلب ثاني مدن شامستان، وفي حي الصاخور الشعبي؛ حيث كنا نجد خطب ومواعظ أبو القعقاع الحماسية تباع في المكاتب وعلى الأرصفة وأمام المساجد، مع العلم أن الشيخ المجاهد أبا القعقاع كان يستلم من عنصر الأمن المكلف ما سيقوله (كبقية خطباء سورية) قبل خطبة الجمعة، لكنه لجرأته النادرة وشجاعته الفريدة ولتفانيه في حب الجهاد ولشوقه إلى الشهادة في سبيل الله كان لا يهتم بإملاءات المخابرات والبعثيين، ولا يخاف من أحد إلا الله!!!؟؟؟؟
هذا "المجاهد العظيم والفريد من نوعه"، كانت خطبه ونصائحه وكتبه في حوزة تلاميذه ومريدينه (الأطفال العشرة) الذين استشهدوا وجرحوا واعتقلوا وهم يجاهدون في سبيل الله متسللين إلى بناء مهجور في ساحة الأمويين وسط دمشق فجر الجمعة الثاني من حزيران الماضي، وكان بحوزتهم - إضافة لخطب ومواعظ وكتب المجاهد الأعظم أبي القعقاع - أسلحة أمريكية!! (وصلتهم من دولة مجاورة جغرافياً!!) وبعض الكتب التي تشرح كيفية استعمال السلاح، وكيفية الهجوم على الأماكن المهجورة والكهوف المظلمة في ساحة الأمويين، أو في أعالي جبل قاسيون، أو في محيط قرية كفرروما قرب معرة النعمان؛ أو في قرى حماة النائية؛ أو في المناطق الصحراوية في الحسكة والرقة؛ هذه الأماكن التي اكتشفت فيها قواعد تنظيم جند الشام كلها كانت بعيدة ومهجورة، وللعلم فإن كل الأسماء التي عرفت ممن قضوا في هذه الحوادث كانوا من المهربين والمجرمين والمطاردين والمطلوبين جنائياً وبعضهم كان مطلوباً من الأردن وفق طلب رسمي مقدم للانتربول كما فضح ذلك الأمن الأردني، لكن مشيئة المخابرات في سوريا أن تجعل منهم شهداء رأي قضوا في سبيل الله، في أوقات نوم الناس (قبيل الفجر) وفي أماكن بعيدة عن البشر (أي في الوقت والمكان المناسبين للرفاق حسب تعبير الرفيق مصطفى طلاس وزير الدفاع السابق)، تماماً كما قضى "الشهيد أبو العدس" وهو يدافع عن فلسطين أثناء تفجير موكب "اليهودي" رفيق الحريري!!!
هذه بعض حكايا وبطولات تنظيم جند الشام أو غرباء الشام أو قل جند مخابرات أسدستان، أو شهداء أبو القعقاع الأسدي الذي كان يقبض على كل رأس من الشباب المتحمس الذاهب إلى الجهاد، وبذلك يكون الشباب المجاهد قد حقق أمنيته بالشهادة؛ ويكون "شيخ المجاهدين" أبو القعقاع قد مارس هوايته في الخطابة والحماسة، وبيع رؤوس البشر. أما السادة الأفاضل الأذكياء الساهرون على أمن الوطن والمواطن فيكونون قد ضربوا عدة عصافير بحجر واحد، حيث كشفوا وتخلصوا من الشباب المسلم المتحمس للجهاد أولاً، وأظهروا للعالم أجمع وللأمريكيين خصوصاً أنهم مستهدفون من الإرهاب العالمي مثلهم، وكأنهم يقولون لهم: تعالوا إذاً نضع أيدينا بأيديكم لمحاربة الإرهاب ثانياً، وأوصلوا لإسرائيل رسالة مفادها: أن هؤلاء هم الذين سيشعلون جبهة الجولان بعد أن استطعنا حمايتها لكم وإخمادها وإسكاتها تماماً منذ حرب تشرين وحتى الآن ثالثاً، وبرروا استمرارهم في فرض قوانين الطوارئ والقوانين الاستثنائية التي ما زالت مسلطة على رقاب شعبنا المظلوم والمغلوب على أمره منذ أكثر من أربعة عقود رابعاً..
هذه هي "فتة الحمص" التي طُبخت في كهوف الظلم والظلام الأسدية، فهل استطاع أحد أن يهضمها، رغم كل ما وضع عليها من الكمون والتوابل والبهارات، والحقيقة أنها زكمت أنوفنا بروائحها الكريهة، ونفخت عقولنا وقلوبنا قبل أن نسمم أمعاءنا بها. فمتى سينتهون من طبخ الحمص والعدس وبقية البقوليات في مطابخهم الأمنية المفضوحة؟!!
__________
* كاتب سوري
منقول
السلام عليكم
كنت قد كتبت عن هذه الظاهرة الاستخباراتية الإسلامية (أبو القعقاع المخبر " نحسبه على شر ولا نزكي على إبليس أحداً " ) عندما لاحظت أن العبرية مع الموساد العالمي قد اجتمعتا على تلميعه إعلاميا وهو سبب كاف عندي لإسقاطه من أعلى جبل إعلامي إسلامي ...
فكتبت هذه المقالة فاضحاً تفاهة مسرحيات جند الشام السورية :
* تنظيم جهادي سوري بتمويل مخابراتي موسادي!!
الاثنين 5 حزيران/ يونيو 2006
الدكتور رامي محمد ديابي - مدير موقع مدرسة الإسلام (www.islamschool.org (http://www.islamschool.org/))
منذ عام 1998 فوجئت بسماع خطبة جمعة حلبية قحة تحكي عن رموز إسلامية غابت منذ عام 1980 في سورية من مثل كلمات كرامة - عزة - فلسطين وغيرها فقررت لما سمعت أبو القعقاع قبل أن أعرف حقيقته) هذا أن أنذر لله 100 شريط من خطبته النارية
ومرت الأيام وخرجت مهاجراً لله من وطني فعلمت ممن أثق بهم أن أبو القعقاع الحلبي هذا لم يكن إلا فخاً للمتحمسين من الجهاديين وقبراً لأهل الحماس للدين، ضمن شراكة أقامتها الأنظمة المخابراتية مع أبي القعقاع خليفة المسلمين الجديد الذي يعمل بالأجرة لدى الدكتور بشار الأسد ويتقاضى أجرته على الرأس من الجهاديين المكتشفين من الواقعين في حفرة الماء هذه..
وأذكر أنني كتبت عنه ذات يوم وقد رأيت موقعه الجهادي الرائع على النت: لماذا لا نرى هذه العنتريات على حدود فلسطين طالما يدرب الناس على الجهاد في مسجده في الصاخور من مدينة حلب في زمن لا يسمح للذباب الأزرق بتلفظ كلمة جهاد!!!
وهنا لابد لي من ذكر خبرة آل ديابي العريقة في التجارة عبر العقد الأخير من الزمن وهي تشبه خبرة آل الأسد مع الفارق، حيث عمدت أسرتنا إلى شراء العقارات في أطراف المدن فتتسع المدن فترتفع الأسعار فنكتسب في العقار ما يزيد عن أرباح التجار عموماً في مثل تلك الفترة (والسبب هو: بركات حكم القمع على العمل التجاري والأنظمة الضريبية المشابهة (لخوة العصابات) في إسلام ستان إلا ما رحم ربي)..
ومنذ عام 1980 يبدو أن آل الأسد لم يطوروا أي مصدر للرزق سوى شركة تجارية واحدة تعمل بنظام وحيد متكرر ممل سقيم وهو التالي: (اسجن - اقمع - اعتقل - ارتشي - أطلق سراح - اعتقل من جديد)
وحينما استعصت عليهم الحيل مؤخراً (قبل إشهار الإفلاس) رأينا مسرحية أخيرة اسمها (جند الشام) وحكايات خرافية عن اشتباكات مسلحة قرب التلفزيون في الأمويين، فانفجرت المقالات من المعارضة حينها تتكلم عن تلك الأسطورة الجديدة، فكان أن تفتق العقل المخابراتي المخطط عن حكاية أشرطة جهادية لبطل الجهاد المخابراتي واعتقال المجاهدين (أبو القعقاع) في الخبر التالي:
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/06/04/24364.htm (http://www.alarabiya.net/Articles/2006/06/04/24364.htm)
ويدلنا الخبر في العبرية نت على إشفاق النظام العولمي على حكومة الريشة الموالية لتل أبيب في سورية وهي تطير مع ملايين المقالات المعرية للقمع في تلك الدولة المسكينة سورية (حيث نلمح في المقال استماتة صهيونية لتثبيت أركان حكم آل الأسد في سورية وقد هبت بها رياح الرحيل)
وسبحان الله كم يشبه استنجاد قصة خيالية عن أبي القعقاع المخبر لإنقاذ سمعة الخبر الكاذب (جند الشام وحكاية الأمويين) قصة أبيات الشعر:
أمتصدقة بكد فرجها لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
=================================== =================================== ========== ===================================
ولما فتحت اليوم نشرة الشرق تفجرت ضحكات لاتنتهي من مقال أسوقه لكم :
جند الشام وأبو القعقاع وفتة الحمص
بقلم: د.هشـام الشـامي *
أخبار الشرق - 13 حزيران/ يونيو 2006
بعد حوالي شهرين من التعذيب الجسدي والنفسي في أحد فروع المخابرات (وما أكثرها في أسدستان)، وبعد استعمال كل أساليب التعذيب (الطائفية والبعثية) اللا إنسانية واللا حيوانية، من الدولاب الوطني إلى الكرسي الألماني إلى بساط الريح الروسي .. والجلد بالكرابيج وأسلاك الحديد وعصا الخيزران وبنود الخشب .. وتعرية الجسد ودفق المياه عليه - المثلجة تارة والحارة تارة أخرى - ووضع أسلاك الكهرباء على المناطق الجنسية والحساسة من الجسد وتوصيل الدارة الكهربائية في الجسد المتلف من الجَلد المتواصل على كل مناطق الجسم، بعد ربط اليدين خلف الظهر، وتعصيب العينين بعصابة سوداء (طميشة)، ورغم أن هذا السجين فقد وعيه عدة مرات من شدة التعذيب، وكسرت ساقه اليمنى، وفتحت أخمصا قدميه، حتى أصبحت في كل منهما حفرة تتسع لبيضة دجاج، بعد هذه الحملة الشعواء المستمرة، كان المطلوب منه شيء واحد فقط وهو أن يعترف أنه منظم، وكانت الأسئلة التي تتكرر: من نظمك؟ متى التحقت بالتنظيم؟ من كان معك بالتنظيم؟ من هو أميرك بالتنظيم؟ ولأنه لا يعرف شيئاً عن التنظيم، ولأنه يعرف أن إقراره بهكذا تنظيم يعني الإعدام؟ حاول أن يصبر ويصبر على الضغوط الكبيرة، وحملات التعذيب المستمرة، والإهانات الفظيعة وألفاظ السباب التي لم يسمع بمثلها في حياته، ولم يكن يتصور أن هناك قلوباً بشرية تحمل مثل هذا الحقد الدفين، ولا ألسنة بشرية يسيل منها مثل هذا الفحش والقبح، ولم يصدق أنه استطاع أن يتحمل كل هذا العذاب اللامعقول واللامنطقي والذي لا يستطيع أن يتحمله أقوى كائن غير بشري على الإطلاق، وكان في كل مرة يخرج فيها للتعذيب يظن أنها المرة الأخيرة، وأن جسده لم يعد يتحمل أكثر من ذلك، وكثيراً ما أغمض عينيه ولفظ الشهادتين وظن أنه سيسلم نفسه إلى بارئها، لكنه يصحو بعد ساعة أو ساعتين وربما يوم أو يومين - لا يدري - ليجد نفسه مرمياً في أرض زنزانة إفرادية ضيقة مضرجاً بدمائه ممزق الثياب أشعث أغبر لا يجد قطعة من جسده المتورم لا تألمه.
بعد كل حملات التعذيب هذه، دُعي أخيراً إلى غرفة الذاتية، ولأول مرة رفعت العصابة عن عينيه، ووجد أمامه مساعداً ضخم الجثة، مفتول الشاربين، جاحظ العينين، أحمر بياضهما، ينفخ أمامه كرشاً مقذعاً، طلب منه أن يوقع على ورقة قدمها له، ولأنه يئس من حياته، ولم يعد يحتمل أكثر مما رآه وعاناه، لم يسأل ما كتب بها، وحاول إمساك القلم بأطراف بنانه المتورمة لكنه لم يستطع، فأخذ المساعد بيده وساعده كي يمرر القلم في مكان كتب اسمه فوقه، وهنا دخل ضابط عليهما، فوقف المساعد وقدم له التحية، فقال الضابط: وقّع هذا الكلب؟ فأجابه: نعم سيدي. فالتفت الضابط إلى السجين المحطم قائلاً: يا حمار، أكلت فتة حمص مع هؤلاء المنايـ(..) وتقول لست منظماً. والله لأعدمك من بيضاتك. خذوه إلى جنة الرضوان في تدمر، خذوه إلى النعيم المقيم مع الأنبياء والصالحين. وخرج وهو يقهقه. فوجه المساعد كلامه للسجين بلهجة أقل حدّة: ما لقيت تاكل فتة حمص إلا مع هالعرصات؟ فأجابه السجين: هؤلاء زملائي في المدرسة. فقال المساعد: بتعرف إنو ثمن هالفتة الموت، روح يا حمار الله لا يقيمك.
نعم يا سادة هكذا كانت نهاية التحقيق المأساوية مع مواطن سوري شاب في معتقلات أسدستان في السبعينات من القرن الماضي، ولم تكن قصة خيالية، أو رواية أسطورية، وليست من قصص الأدباء، أو من كتب الحكماء والفلاسفة، أنها تكررت مئات بل آلاف المرات في فروع المخابرات العديدة في شامستان، فهؤلاء ثبتَ عليهم التنظيم لأنهم تناولوا فتة الحمص في منزل زميلهم، وآخرون كان دليل الإدانة بحقهم أقوى وأكثر حجة، لأنهم خرجوا يوم الجمعة معاً إلى مزرعة زميلهم في الغوطة وتناولوا صفايح اللحم والسبانخ والجبن والزعتر، وبذلك تجمعت قرائن الإدانة أكثر، وآخرون أعدموا بتهمة التنظيم لأنهم خرجوا إلى النزهة والاستجمام، ونصبوا الخيمة "التنظيمية" على شواطئ بانياس للتدرب على السباحة واستنشاق الهواء النقي المحرم بعثياً. ألم تسمعوا بالطبيب البيطري الذي حكم عليه القاضي العسكري الرائد سليمان الخطيب بالإعدام لأن الخطيب ذكّر الطبيب ببقرتهم المريضة التي جاء بها والده والتي ماتت على يديه عندما كان الطبيب يعمل في الوحدة البيطرية في دريكيش بلد الخطيب، ودارت الأيام، ووقف الطبيب البيطري أمام المحكمة الميدانية في سجن تدمر الرهيب برئاسة هذا الرائد الحاقد، وعضوية رفيقه الكاتب فقط، فاكتفى بتذكيره بتلك الحادثة، وقال له: اذهب سوف أعدمك من بيضاتك؟!
كل هذه القصص المأساوية وأكثر منها بكثير بإمكانكم قراءتها من الكتب التي صدرت عن بعض المساجين الذين قُدّر لهم أن يخرجوا ناجين من سجون الحقد الطائفي البعثي (ككتاب تدمر شاهد ومشهود للسجين الأردني محمد سليم حماد، وكتاب خمس دقائق وحسب - تسع سنوات في سجون سورية للسجينة السابقة هبة الدباغ، وسنتان في القاع..)، أو حتى بإمكانكم سماعها مباشرة من أحد الخارجين من كهوف سجون أسدستان، إن قُدر لكم الاجتماع به، وإن تجرأ على شرح بعض معاناتهم التي لا تحيط بها الكلمات، ولا تصفها أبلغ العبارات.
ذكرت بعض التهم التي وجهت لعشرات الآلاف من الذين قضوا في سجون قمعستان لأتساءل معكم: كيف يعدمون طلاباً ثانويين لمجرد أنهم تناولوا فتة حمص مع بعضهم؟ أو آخرين نصبوا خيمتهم للنزهة في شواطئ طرطوس أو بانياس؛ ثم يسمحون للمجاهد الكبير والعلامة الفاضل وناصر الدين وحامي حماه الشيخ الحلبي / أبو القعقاع بإعلان الجهاد وتدريب المقاتلين على السلاح والكاراتيه وفن القتال الفردي في قلب مدينة حلب ثاني مدن شامستان، وفي حي الصاخور الشعبي؛ حيث كنا نجد خطب ومواعظ أبو القعقاع الحماسية تباع في المكاتب وعلى الأرصفة وأمام المساجد، مع العلم أن الشيخ المجاهد أبا القعقاع كان يستلم من عنصر الأمن المكلف ما سيقوله (كبقية خطباء سورية) قبل خطبة الجمعة، لكنه لجرأته النادرة وشجاعته الفريدة ولتفانيه في حب الجهاد ولشوقه إلى الشهادة في سبيل الله كان لا يهتم بإملاءات المخابرات والبعثيين، ولا يخاف من أحد إلا الله!!!؟؟؟؟
هذا "المجاهد العظيم والفريد من نوعه"، كانت خطبه ونصائحه وكتبه في حوزة تلاميذه ومريدينه (الأطفال العشرة) الذين استشهدوا وجرحوا واعتقلوا وهم يجاهدون في سبيل الله متسللين إلى بناء مهجور في ساحة الأمويين وسط دمشق فجر الجمعة الثاني من حزيران الماضي، وكان بحوزتهم - إضافة لخطب ومواعظ وكتب المجاهد الأعظم أبي القعقاع - أسلحة أمريكية!! (وصلتهم من دولة مجاورة جغرافياً!!) وبعض الكتب التي تشرح كيفية استعمال السلاح، وكيفية الهجوم على الأماكن المهجورة والكهوف المظلمة في ساحة الأمويين، أو في أعالي جبل قاسيون، أو في محيط قرية كفرروما قرب معرة النعمان؛ أو في قرى حماة النائية؛ أو في المناطق الصحراوية في الحسكة والرقة؛ هذه الأماكن التي اكتشفت فيها قواعد تنظيم جند الشام كلها كانت بعيدة ومهجورة، وللعلم فإن كل الأسماء التي عرفت ممن قضوا في هذه الحوادث كانوا من المهربين والمجرمين والمطاردين والمطلوبين جنائياً وبعضهم كان مطلوباً من الأردن وفق طلب رسمي مقدم للانتربول كما فضح ذلك الأمن الأردني، لكن مشيئة المخابرات في سوريا أن تجعل منهم شهداء رأي قضوا في سبيل الله، في أوقات نوم الناس (قبيل الفجر) وفي أماكن بعيدة عن البشر (أي في الوقت والمكان المناسبين للرفاق حسب تعبير الرفيق مصطفى طلاس وزير الدفاع السابق)، تماماً كما قضى "الشهيد أبو العدس" وهو يدافع عن فلسطين أثناء تفجير موكب "اليهودي" رفيق الحريري!!!
هذه بعض حكايا وبطولات تنظيم جند الشام أو غرباء الشام أو قل جند مخابرات أسدستان، أو شهداء أبو القعقاع الأسدي الذي كان يقبض على كل رأس من الشباب المتحمس الذاهب إلى الجهاد، وبذلك يكون الشباب المجاهد قد حقق أمنيته بالشهادة؛ ويكون "شيخ المجاهدين" أبو القعقاع قد مارس هوايته في الخطابة والحماسة، وبيع رؤوس البشر. أما السادة الأفاضل الأذكياء الساهرون على أمن الوطن والمواطن فيكونون قد ضربوا عدة عصافير بحجر واحد، حيث كشفوا وتخلصوا من الشباب المسلم المتحمس للجهاد أولاً، وأظهروا للعالم أجمع وللأمريكيين خصوصاً أنهم مستهدفون من الإرهاب العالمي مثلهم، وكأنهم يقولون لهم: تعالوا إذاً نضع أيدينا بأيديكم لمحاربة الإرهاب ثانياً، وأوصلوا لإسرائيل رسالة مفادها: أن هؤلاء هم الذين سيشعلون جبهة الجولان بعد أن استطعنا حمايتها لكم وإخمادها وإسكاتها تماماً منذ حرب تشرين وحتى الآن ثالثاً، وبرروا استمرارهم في فرض قوانين الطوارئ والقوانين الاستثنائية التي ما زالت مسلطة على رقاب شعبنا المظلوم والمغلوب على أمره منذ أكثر من أربعة عقود رابعاً..
هذه هي "فتة الحمص" التي طُبخت في كهوف الظلم والظلام الأسدية، فهل استطاع أحد أن يهضمها، رغم كل ما وضع عليها من الكمون والتوابل والبهارات، والحقيقة أنها زكمت أنوفنا بروائحها الكريهة، ونفخت عقولنا وقلوبنا قبل أن نسمم أمعاءنا بها. فمتى سينتهون من طبخ الحمص والعدس وبقية البقوليات في مطابخهم الأمنية المفضوحة؟!!
__________
* كاتب سوري
منقول