من هناك
05-20-2006, 04:59 PM
العرب أكثر من تحدّثوا عن فضائل المغامرة ثم أحجموا عنها.
يقولون: "الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة.. أو لا شيء". وهي مقولة صادقة إلى أبعد الحدود إذا علمنا أن الحياة بلا مغامرة شبيهة بنهر راكد آسن، لا حركة فيه ولا حياة. المشكلة الكبرى أن هذه المقولة غربية، وكالعادة أمتنا العربية والإسلامية أولى بها، وإن كان تغيير كلمة "المغامرة" بـ"التوكل على الله" قد يكون أفضل بشكل أو بآخر.. على أننا سنحافظ على كلمة المغامرة في هذا المقال؛ لما فيها من شحنات كبيرة، ولأن آذان الناس قد ألفتها.
في حوار له مع جريدة (الشرق الأوسط) اللندنية في العام الماضي قال أحد مسؤولي شركة شهيرة في إنتاج البرمجيّات: إنه تعلم من الغرب أنّ أي مشروع يحتمل 50% ربحاً و50% خسارة؛ فهو مشروع يستحق الإقبال عليه. بينما وجد في الدول العربية بصفة عامة أن العربي يفضل "المشي جنب الحائط" كما يقولون. وهو يفضل المشروعات المضمونة مائة بالمائة على غرار الوظيفة العمومية مثلاً.
والغريب أن من قال:
ومن يتهيبْ صعودَ الجبال ** يعِشْ أبد الدهر بين الحُفر
هو شاعر عربي!! وكأن أغلبنا اختار فعلاً أن يبقى بين الحفر طواعية!
في الواقع لا يوجد ناجح لم يغامر، وليس هناك نجاح إلا وفيه نسبة مغامرة.. فليس من المبالغة إذا قلنا: "نصف الثروة في المغامرة".
صحيح أنه من "خاف سَلِم"، وأن الجلوس قرب الحائط أكثر سلامة وأمناً. لكن هل خُلق الإنسان لهذا؟ هل ديدن (أسلوب) المؤمن الخوف أولاً أم الشجاعة؟ يقول أحد الأمثلة الجميلة: السفينة عند ساحل البحر أكثر منها أماناً في عُرض البحر، ولكن هل السفينة خُلقت لمثل ذلك؟
بالتأكيد هناك حالات لا تُستحبّ فيها المغامرة، ويُفضّل فيها الانسحاب أو إيثار السلامة الواضحة. وفي هذا السياق يقول أحد الخبراء الإداريين حينما يتحدث عن فنون النجاح: "... الشجاعة أن تقدم حيث ترى الإقدام عزماً، وأن تحجم حيث ترى الإحجام حزماً". ولذلك فإن الأمر يختلف من شخص لآخر، ومن حالة لأخرى؛ فلربما يكون المطلوب في حالات معينة الانسحاب، أو التنازل عن بعض الآمال، وتكون في ذلك الشجاعة.. فمن يكتشف أنه في حالة الانزلاق من الجبل إلى الوادي تكون الشجاعة في توقّفه، وليس في استمرار انزلاقه... إن المغامرة شأنها شأن كل الصفات الحميدة وسطٌ بين رذيلتين: التهور والجبن..".
ويتابع الخبير الاداري "... إن الأمر يشبه من وصل إلى هدفه، ومن لم يصل بعد؛ فمن وصل فلا بد من أن يستقر، ومن لم يصل بعد فلا بد أن يستمر في المسير.. فأولئك الذين لا يملكون شيئاً لا بد من أن يغامروا لعلهم يحصلون على ما يريدون، أما الذين امتلكوا فإن عليهم أن يحسبوا ألف حساب قبل أن يقدموا
يقولون: "الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة.. أو لا شيء". وهي مقولة صادقة إلى أبعد الحدود إذا علمنا أن الحياة بلا مغامرة شبيهة بنهر راكد آسن، لا حركة فيه ولا حياة. المشكلة الكبرى أن هذه المقولة غربية، وكالعادة أمتنا العربية والإسلامية أولى بها، وإن كان تغيير كلمة "المغامرة" بـ"التوكل على الله" قد يكون أفضل بشكل أو بآخر.. على أننا سنحافظ على كلمة المغامرة في هذا المقال؛ لما فيها من شحنات كبيرة، ولأن آذان الناس قد ألفتها.
في حوار له مع جريدة (الشرق الأوسط) اللندنية في العام الماضي قال أحد مسؤولي شركة شهيرة في إنتاج البرمجيّات: إنه تعلم من الغرب أنّ أي مشروع يحتمل 50% ربحاً و50% خسارة؛ فهو مشروع يستحق الإقبال عليه. بينما وجد في الدول العربية بصفة عامة أن العربي يفضل "المشي جنب الحائط" كما يقولون. وهو يفضل المشروعات المضمونة مائة بالمائة على غرار الوظيفة العمومية مثلاً.
والغريب أن من قال:
ومن يتهيبْ صعودَ الجبال ** يعِشْ أبد الدهر بين الحُفر
هو شاعر عربي!! وكأن أغلبنا اختار فعلاً أن يبقى بين الحفر طواعية!
في الواقع لا يوجد ناجح لم يغامر، وليس هناك نجاح إلا وفيه نسبة مغامرة.. فليس من المبالغة إذا قلنا: "نصف الثروة في المغامرة".
صحيح أنه من "خاف سَلِم"، وأن الجلوس قرب الحائط أكثر سلامة وأمناً. لكن هل خُلق الإنسان لهذا؟ هل ديدن (أسلوب) المؤمن الخوف أولاً أم الشجاعة؟ يقول أحد الأمثلة الجميلة: السفينة عند ساحل البحر أكثر منها أماناً في عُرض البحر، ولكن هل السفينة خُلقت لمثل ذلك؟
بالتأكيد هناك حالات لا تُستحبّ فيها المغامرة، ويُفضّل فيها الانسحاب أو إيثار السلامة الواضحة. وفي هذا السياق يقول أحد الخبراء الإداريين حينما يتحدث عن فنون النجاح: "... الشجاعة أن تقدم حيث ترى الإقدام عزماً، وأن تحجم حيث ترى الإحجام حزماً". ولذلك فإن الأمر يختلف من شخص لآخر، ومن حالة لأخرى؛ فلربما يكون المطلوب في حالات معينة الانسحاب، أو التنازل عن بعض الآمال، وتكون في ذلك الشجاعة.. فمن يكتشف أنه في حالة الانزلاق من الجبل إلى الوادي تكون الشجاعة في توقّفه، وليس في استمرار انزلاقه... إن المغامرة شأنها شأن كل الصفات الحميدة وسطٌ بين رذيلتين: التهور والجبن..".
ويتابع الخبير الاداري "... إن الأمر يشبه من وصل إلى هدفه، ومن لم يصل بعد؛ فمن وصل فلا بد من أن يستقر، ومن لم يصل بعد فلا بد أن يستمر في المسير.. فأولئك الذين لا يملكون شيئاً لا بد من أن يغامروا لعلهم يحصلون على ما يريدون، أما الذين امتلكوا فإن عليهم أن يحسبوا ألف حساب قبل أن يقدموا