من هناك
05-03-2006, 06:23 PM
ماتت الماما اللبنانية...
كل رئيس للجمهورية تربّع على الكرسي، ذاعت له سمعة ما، طغت على سواها:
بشارة الخوري عرف بسوء بطانته، وتنحيه السريع نزولا عند الارادة الشعبية،
كميل شمعون عرف بانحيازه اللاحق الى المعشر الغربي بعد استوائه لسنوات على عرش "فتى العروبة الأغر"،
فؤاد شهاب بحسه التنموي والعدالي،
شارل حلو بثقافته وتسوويته،
سليمان فرنجيه بريفيته وبساطته الشعبية.
فبماذا يحب الرئيس الحالي الممدد له قسرا ان يوصف في كتب التاريخ المدرسي وفي اذهان معاصريه؟
بالرئيس الاصم عن نداءات بطريركه وصراخ شعبه؟ بالرئيس الاعمى عن فساد نظامه؟ بالرئيس المعزول في قصره؟ بالرئيس المحامي عن المتورطين، صمتا او تواطؤا، باغتيال رئيس وزرائه؟
بالرئيس الناكث وعود قسمه؟ بالرئيس النافي ميشال عون والساجن سمير جعجع؟ بالرئيس الساكت عن اغتيال صهره؟ بالرئيس المنحاز الى بعض لبنان ضد بعضه؟ بالرئيس المولود في برج الاسد؟ بالرئيس المربوط على كرسيه، ولو اشتعل بلده؟ بالرئيس المخالف ارادة المجلس النيابي؟
في ظني ان هذه الصفات، على وجاهتها، لا تلقى هوى عنده. لعله يجب ان يوصف بالرئيس المطيع. بالرئيس الذي يفضل نجاد على نجد.
... بالرئيس الذي تزوج السلطة على المذهب الكاثوليكي، ليعقد زواج متعة على بلاده!
•••
كلهم كانوا هناك، من طلال ناجي الى كمال شاتيلا الى الحزب القومي الى جماعة طلال ارسلان الى زاهر الخطيب، الى ممثل شيخ عقل الدروز، الى محامية صدام حسين.
شتموا حتى شبعوا. هيّصوا "لسوريا الصمود" و"ايران الثورة". عيّروا وقدحوا. وتوعدوا سراً. وتواعدوا على المزيد.
لا على مدرج جامعة دمشق، بل في قصر الاونيسكو.
لا في ظل حكومة عمر كرامي، بل في ظلال فؤاد السنيورة واكثريته النيابية والوزارية.
... ويحدثونك، بعد ذلك، عن الحكومة "المشبوهة" الخاضعة لاوامر "القناصل"!
يتامى عنجر لا يخجلون.
يتامى عنجر يحتاجون الى من يرمي في وجوههم القول:
لن يصبح اشباه الرجال رجالا، ولو طالتْ شواربهم واخشوشنت أصواتهم، وابيضت شعورهم.
فاطمئنوا. سيبقون غلمانا وايتاما. فقد ماتت الماما اللبنانية.
وليس في مشروع يسوع المسيح ان يقيم امثالها من القبور!
جورج ناصيف
كل رئيس للجمهورية تربّع على الكرسي، ذاعت له سمعة ما، طغت على سواها:
بشارة الخوري عرف بسوء بطانته، وتنحيه السريع نزولا عند الارادة الشعبية،
كميل شمعون عرف بانحيازه اللاحق الى المعشر الغربي بعد استوائه لسنوات على عرش "فتى العروبة الأغر"،
فؤاد شهاب بحسه التنموي والعدالي،
شارل حلو بثقافته وتسوويته،
سليمان فرنجيه بريفيته وبساطته الشعبية.
فبماذا يحب الرئيس الحالي الممدد له قسرا ان يوصف في كتب التاريخ المدرسي وفي اذهان معاصريه؟
بالرئيس الاصم عن نداءات بطريركه وصراخ شعبه؟ بالرئيس الاعمى عن فساد نظامه؟ بالرئيس المعزول في قصره؟ بالرئيس المحامي عن المتورطين، صمتا او تواطؤا، باغتيال رئيس وزرائه؟
بالرئيس الناكث وعود قسمه؟ بالرئيس النافي ميشال عون والساجن سمير جعجع؟ بالرئيس الساكت عن اغتيال صهره؟ بالرئيس المنحاز الى بعض لبنان ضد بعضه؟ بالرئيس المولود في برج الاسد؟ بالرئيس المربوط على كرسيه، ولو اشتعل بلده؟ بالرئيس المخالف ارادة المجلس النيابي؟
في ظني ان هذه الصفات، على وجاهتها، لا تلقى هوى عنده. لعله يجب ان يوصف بالرئيس المطيع. بالرئيس الذي يفضل نجاد على نجد.
... بالرئيس الذي تزوج السلطة على المذهب الكاثوليكي، ليعقد زواج متعة على بلاده!
•••
كلهم كانوا هناك، من طلال ناجي الى كمال شاتيلا الى الحزب القومي الى جماعة طلال ارسلان الى زاهر الخطيب، الى ممثل شيخ عقل الدروز، الى محامية صدام حسين.
شتموا حتى شبعوا. هيّصوا "لسوريا الصمود" و"ايران الثورة". عيّروا وقدحوا. وتوعدوا سراً. وتواعدوا على المزيد.
لا على مدرج جامعة دمشق، بل في قصر الاونيسكو.
لا في ظل حكومة عمر كرامي، بل في ظلال فؤاد السنيورة واكثريته النيابية والوزارية.
... ويحدثونك، بعد ذلك، عن الحكومة "المشبوهة" الخاضعة لاوامر "القناصل"!
يتامى عنجر لا يخجلون.
يتامى عنجر يحتاجون الى من يرمي في وجوههم القول:
لن يصبح اشباه الرجال رجالا، ولو طالتْ شواربهم واخشوشنت أصواتهم، وابيضت شعورهم.
فاطمئنوا. سيبقون غلمانا وايتاما. فقد ماتت الماما اللبنانية.
وليس في مشروع يسوع المسيح ان يقيم امثالها من القبور!
جورج ناصيف