الحسني
04-25-2006, 07:41 AM
ما هي طبيعة الخلافات الاسلامية الاخيرة؟
يكن: ما يجري اصداء لزلزال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري
شهدت طرابلس في الآونة الاخيرة سلسلة من السجالات والخطابات الدينية - السياسية وصفها البعض "بالسجالات "العقيمة بين المسلمين" التي لا تزيدنا إلا فرقة وتشتيتاً في هذا الوقت العصيب الذي تمر به المنطقة عامة ولبنان خصوصاً· ومن أبرز أطراف السجال هذا كانت "الجماعة الإسلامية" و"قوى العمل الإسلامي" التي تأسست في شباط 2006 إثر أحداث 5 شباط بعد تظاهرة الأشرفية والمقصود منها إيجاد مراجع إسلامية توافقية تحكي بلسان الجميع، وهي دعت كافة الأطراف الإسلامية في طرابلس للمشاركة غير أنها (قوى العمل الاسلامي) استغربت عدم مشاركة الجماعة الاسلامية مع العلم أنها أكدت مشاركتها أكثر من مرة في اجتماع قوى العمل الاسلامي·
من ناحية أخرى جاء على لسان المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في مقابلة لإحدى الصحف أن بعض القوى المحلية تقوم بتحركات في محاولة منها للعب دور ما على الساحة المحلية، والجماعة دعيت للمشاركة من أجل توحيد الموقف حيال ما حصل في الاشرفية غير أن هذه الهيئة خرجت عن الاهداف المقررة الأمر الذي دعانا للإعتذار عن المتابعة معها، وفوجئنا لاحقاً بأنها التصقت بطابع وصيغة معينة·
ثم كان رد "قوى العمل الاسلامي" على ما أدلى به مسؤول الجماعة الاسلامية وهكذا دواليك·
في الواقع لقد تأسست القوى الاسلامية لا بل الحركات الاسلامية بشكل عام لتكون في خدمة الدين الإسلامي بشكل عام والطائفة السنية بشكل خاص لا سيما في طرابلس غير ان السياسة وعملاً بمبدأ أنها شر لا بد منه تغلغلت في صلب الحركات الإسلامية لتصبغها بالصبغة السياسية·
فما هو سر هذا الخلاف والسجال السياسي في طرابلس وإلى أين سيصل وما هي نتائجه· يكن
اعتبر الداعية الشيخ الدكتور فتحي يكن أن ما يجري في الشمال سواء بين القوى الإسلامية أو القوى والزعامات السياسية وسواء في الشمال أو على امتداد الساحة اللبنانية هو أصداء للزلزلة الكبرى التي خلفتها جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتي لم تتوقف تداعياتها حتى هذه اللحظة·
فقد شهد لبنان انقساماً مريعاً غير مسبوق طال كل البنى الطائفية والمذهبية لم تنج منه واحدة من تلك البنى، التي تشكلت على أثره، وبعد الشروع بتنفيذ القرار الدولي 1559نشأت قوى متعددة أبرزها قوى 14 آذار وقوى 8 آذار وقوى الخيار الثالث الذي رعاه الرئيس سليم الحص·
وتابع يكن لقد أعقب هذه التداعيات التي خلفتها أصابع الفتنة التي اخترقت "مسيرة الإعتصام التي اشترك فيها المسلمون على خلفية نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم استنكاراً للإساءات الدنماركية ولم يكن ليدور بخلد المعتصمين الإعتداء على أحد، ونتج عن ذلك توقيف المئات من الابرياء الذين اشتركوا في مسيرة الإعتصام وبخاصة بعد أن نفضت دار الفتوى يدها من كل مسؤولية عن المسيرة وما حصل فيها من أعمال شغب·
ولفت يكن إلى أنه حيال هذا الواقع الأليم الذي شهدته الساحة الإسلامية السنية، وبروز خلل كبير في التعاطي مع الأحداث المتسارعة وغياب المرجعية القادرة على الإمساك بالشارع الإسلامي السني كي لا يبقى مكسر عصا للآخرين، ورافعة لأصحاب الأهواء والمشاريع المشبوهة برزت الحاجة ملحة للقيام بخطوات تحضيرية على طريق جمع شمل الطائفة وتوحيد كلمتها وصفَّها ضمن دوائر ثلاث هي: دائرة الحركات الاسلامية، ودائرة القوى الوطنية، ودائرة الزعامات السياسية وصولاً إلى قيام مرجعية للطائفة تمتلك ناصية القرار وقيادة الشارع الإسلامي وضبطه والدفاع عنه ونصرته· ولقد تمخض عما سبق ذكره قيام مبادرة في بيروت باسم "تجمع الشخصيات والجمعيات" وأخرى في الشمال باسم "قوى العمل الإسلامي في لبنان" تمهيداً لبلورة مرجعية شاملة تنخرط فيها كل القوى والمؤسسات والمرجعيات والشخصيات الإسلامية الرسمية والأهلية، على خلفية مشروع متميز يحفظ للطائفة خصوصيتها ويعزز دورها في كل مجالات الحياة اللبنانية ويخرجها من حالة الإرتهان والتبعية ويحول دون بررز التصرفات العبثية التي تسيء إلى الإسلام كما تسيء إلى الطائفة·
وشدد يكن على أن هذا الهدف على صعوبته بات مطلباً اسلامياً عاماً لا مناص من السعي لتحقيقه وتجليته، وبخاصة في المرحلة الأكثر دقة وخطورة التي تمر بلبنان والمنطقة·
وتطرق يكن إلى المبادئ المطروحة على طاولة الحوار لتكون ميثاقاً لهذه المرجعية والتي تتلخص بالتالي:
- اعتبار وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات قضية وطنية لا تقبل المساومة ولا التنازل يوجب على الجميع العمل على حمايتها وتطويرها· واعتبار وحدة المسلمين قضية مقدسة وكل مساس بها هو محاولة لإثارة الفتن وإضعاف الوطن ورفض كافة أشكال التدخلات الأجنبية، واستنكار وشجب كافة التصريحات والبيانات الصادرة عن مصادر رسمية أو حزبية أو صحفية لبنانية أو خارجية تحاول صبغ الإسلام بالإرهاب أو بالقيام بأعمال عنف·
- ورفض التهديدات الغربية والأميركية للبلاد العربية والإسلامية ولا سيما سوريا وبلاد الشام ومصر والعراق والسعودية والخليج العربي وإيران· والتأكيد أنَّ اعتبار المقاومة بكافة أنواعها وأشكالها المتاحة هي حق مشروع لكافة شعوب المنطقة، وعدم التنازل عن الحق العربي والاسلامي في كون مدينة القدس الشريف مدينة عربية إسلامية ورفض كافة محاولات التهويد، ومناشدة الشعب العراقي التمسك بهويته العربية والإسلامية والحفاظ على وحدة وطنه أرضاً وشعباً ومؤسسات، ومناشدة المسؤولين وكافة المرجعيات السياسية والروحية اللبنانية العمل على تجنيب البلاد التشنجات السياسية والطائفية، وضرورة إعطاء الاصلاح الاقتصادي والاداري الأولوية والأهمية القصوى لتخفيف العبء عن كاهل المواطن، وتأكيد، ضمن صيغة العيش المشترك، ضرورة حفظ وصيانة وخصوصيات كل الطوائف اللبنانية وعدم التعرض لها· وختم يكن قائلاً: نحن ندرك أن العقبات التي ستعترض الطريق كثيرة وأن أصحاب المصالح الشخصية والفئوية سيعملون على النيل من هذه المبادرات الكريمة وسيعمدون إلى إثارة العواصف والشبهات والإتهامات حولها لأنها تشكل عاذقاً دون تحقيق أغراضهم ومآربهم، ولكننا عاهدنا الله تعالى ثم نعاهد الجميع على المضي في هذا الطريق حتى قيام مرجعية اسلامية راشدة تحظى برضى الله أولاً وتقر عيون المسلمين وكل اللبنانيين الشرفاء الذين غدوا أيتاماً على موائد اللئام·
منقارة
واعتبر رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الاسلامي الشيخ سامي منقارة أن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أوجب على الحركات الاسلامية السنية صياغة نفسها والعمل على توحيد الرؤية من منطلق مواجهة الأخطار السياسية التي جرت على الساحة، وحدها كانت الجماعة الاسلامية دائماً في موقع رمادي فأحياناً مع خيار قوى 14 آذار وأحياناً مع قوى 8 آذار·
وتابع منقارة، وكانت اللقاءات على أكثر من مستوى لتحصين الساحة الإسلامية وبلورة رؤيتها علماً أن الحركات الإسلامية السنية في لبنان نسجت علاقات مع تيار المستقبل على قاعدة المظلمة وعلى أنه تيار صاعد يعمل في الوسط السني وفتحت الحوار معه ولكن كانت المشكلة مع حلفاء هذا التيار والدور الطبيعي للطائفة السنية ودورها المطلوب في هذه المرحلة·
وعن السجال الذي دار مؤخراً في طرابلس بين القوى الإسلامية قال منقارة، لقد بدأ السجال عندما تطورت الأوضاع السياسية في لبنان وكثرت الإصطفافات السياسية مما فرض على الحركات الإسلامية السنية اخذ موقف واضح وجلي بعدما شعرنا بمحاولة التمترس خلف الطائفة السنية لتنفيذ مشاريع مشبوهة تتماشى مع المطالب الأميركية والغربية في المنطقة والتي تتنافى مع دور الطائفة الوطني والطبيعي التي كانت على الدوام فيه منذ تأسيس لبنان ومروراً بكافة تطور الأحداث التي مرت فيه وصولاً إلى أحداث الأشرفية في الخامس من شباط 2006 التي على إثرها تداعت الحركات والشخصيات الاسلامية لإعلان موقف موحد من هذه القضية ضمن إطار تشاوري لتوحيد الموقف الاسلامي من الاحداث الذي عرف فيما بعد باسم "قوى العمل الإسلامي" ولقد شاركت الجماعة الاسلامية بصياغة الموقف المشترك الذي تقرر اعلانه ولكن فوجئنا صباحاً بعدم حضور ممثلهم إلى مكان الاجتماع رغم تأكيدهم الحضور والمشاركة·
وأضاف منقارة، ثم في متابعتنا للأمور تبين لنا أن هذا الامر كان متناغماً مع القرار الدولي ويصدون به هبوب الريح الغربية بعد 11 أيلول تمهيداً للوصول إلى مواقع السلطة ضمن الخطة الأميركية المرسومة للمنطقة كما حصل مع الحزب الاسلامي في العراق الذي كان من المعارضين وفي ليلة وضحاها أصبح من المشاركين بمجلس الحكم المحلي في العراق وكذلك لقاء البيانوني مع السيد عبد الحليم خدام وموقف الجماعة الاسلامية الأخير بحسم خياراتها لصالح حلف 14 آذار وتواجدهم في خيمة الحرية· وختم منقارة قائلاً: نحن نعتقد أن الجميع يجب ان يعمل لصالح أهله وبلده ووطنه لأن في هذا مرضاة لله عز وجل وأن هذا جزء من العبادة ألا وهو خدمة عباد الله، وضمن هذا الإطار كنا حريصين على الاتصال بالجماعة الإسلامية وقمنا باسم "قوى العمل الإسلامي" بزيارة أمينها العام "فضيلة الشيخ المستشار فيصل مولوي" في بيروت وتباحثنا معه في الخيارات السياسية المطروحة على الساحة الإسلامية في لبنان والموقف الشرعي منها، ونحن نرى ان التشاور والتناصح هو السبيل الوحيد والخيار الأهم الذي يصب في مصلحة الأمة فضلاً عن مصلحة طرابلس وأهلها· "
رندى مرعي
يكن: ما يجري اصداء لزلزال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري
شهدت طرابلس في الآونة الاخيرة سلسلة من السجالات والخطابات الدينية - السياسية وصفها البعض "بالسجالات "العقيمة بين المسلمين" التي لا تزيدنا إلا فرقة وتشتيتاً في هذا الوقت العصيب الذي تمر به المنطقة عامة ولبنان خصوصاً· ومن أبرز أطراف السجال هذا كانت "الجماعة الإسلامية" و"قوى العمل الإسلامي" التي تأسست في شباط 2006 إثر أحداث 5 شباط بعد تظاهرة الأشرفية والمقصود منها إيجاد مراجع إسلامية توافقية تحكي بلسان الجميع، وهي دعت كافة الأطراف الإسلامية في طرابلس للمشاركة غير أنها (قوى العمل الاسلامي) استغربت عدم مشاركة الجماعة الاسلامية مع العلم أنها أكدت مشاركتها أكثر من مرة في اجتماع قوى العمل الاسلامي·
من ناحية أخرى جاء على لسان المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في مقابلة لإحدى الصحف أن بعض القوى المحلية تقوم بتحركات في محاولة منها للعب دور ما على الساحة المحلية، والجماعة دعيت للمشاركة من أجل توحيد الموقف حيال ما حصل في الاشرفية غير أن هذه الهيئة خرجت عن الاهداف المقررة الأمر الذي دعانا للإعتذار عن المتابعة معها، وفوجئنا لاحقاً بأنها التصقت بطابع وصيغة معينة·
ثم كان رد "قوى العمل الاسلامي" على ما أدلى به مسؤول الجماعة الاسلامية وهكذا دواليك·
في الواقع لقد تأسست القوى الاسلامية لا بل الحركات الاسلامية بشكل عام لتكون في خدمة الدين الإسلامي بشكل عام والطائفة السنية بشكل خاص لا سيما في طرابلس غير ان السياسة وعملاً بمبدأ أنها شر لا بد منه تغلغلت في صلب الحركات الإسلامية لتصبغها بالصبغة السياسية·
فما هو سر هذا الخلاف والسجال السياسي في طرابلس وإلى أين سيصل وما هي نتائجه· يكن
اعتبر الداعية الشيخ الدكتور فتحي يكن أن ما يجري في الشمال سواء بين القوى الإسلامية أو القوى والزعامات السياسية وسواء في الشمال أو على امتداد الساحة اللبنانية هو أصداء للزلزلة الكبرى التي خلفتها جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتي لم تتوقف تداعياتها حتى هذه اللحظة·
فقد شهد لبنان انقساماً مريعاً غير مسبوق طال كل البنى الطائفية والمذهبية لم تنج منه واحدة من تلك البنى، التي تشكلت على أثره، وبعد الشروع بتنفيذ القرار الدولي 1559نشأت قوى متعددة أبرزها قوى 14 آذار وقوى 8 آذار وقوى الخيار الثالث الذي رعاه الرئيس سليم الحص·
وتابع يكن لقد أعقب هذه التداعيات التي خلفتها أصابع الفتنة التي اخترقت "مسيرة الإعتصام التي اشترك فيها المسلمون على خلفية نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم استنكاراً للإساءات الدنماركية ولم يكن ليدور بخلد المعتصمين الإعتداء على أحد، ونتج عن ذلك توقيف المئات من الابرياء الذين اشتركوا في مسيرة الإعتصام وبخاصة بعد أن نفضت دار الفتوى يدها من كل مسؤولية عن المسيرة وما حصل فيها من أعمال شغب·
ولفت يكن إلى أنه حيال هذا الواقع الأليم الذي شهدته الساحة الإسلامية السنية، وبروز خلل كبير في التعاطي مع الأحداث المتسارعة وغياب المرجعية القادرة على الإمساك بالشارع الإسلامي السني كي لا يبقى مكسر عصا للآخرين، ورافعة لأصحاب الأهواء والمشاريع المشبوهة برزت الحاجة ملحة للقيام بخطوات تحضيرية على طريق جمع شمل الطائفة وتوحيد كلمتها وصفَّها ضمن دوائر ثلاث هي: دائرة الحركات الاسلامية، ودائرة القوى الوطنية، ودائرة الزعامات السياسية وصولاً إلى قيام مرجعية للطائفة تمتلك ناصية القرار وقيادة الشارع الإسلامي وضبطه والدفاع عنه ونصرته· ولقد تمخض عما سبق ذكره قيام مبادرة في بيروت باسم "تجمع الشخصيات والجمعيات" وأخرى في الشمال باسم "قوى العمل الإسلامي في لبنان" تمهيداً لبلورة مرجعية شاملة تنخرط فيها كل القوى والمؤسسات والمرجعيات والشخصيات الإسلامية الرسمية والأهلية، على خلفية مشروع متميز يحفظ للطائفة خصوصيتها ويعزز دورها في كل مجالات الحياة اللبنانية ويخرجها من حالة الإرتهان والتبعية ويحول دون بررز التصرفات العبثية التي تسيء إلى الإسلام كما تسيء إلى الطائفة·
وشدد يكن على أن هذا الهدف على صعوبته بات مطلباً اسلامياً عاماً لا مناص من السعي لتحقيقه وتجليته، وبخاصة في المرحلة الأكثر دقة وخطورة التي تمر بلبنان والمنطقة·
وتطرق يكن إلى المبادئ المطروحة على طاولة الحوار لتكون ميثاقاً لهذه المرجعية والتي تتلخص بالتالي:
- اعتبار وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات قضية وطنية لا تقبل المساومة ولا التنازل يوجب على الجميع العمل على حمايتها وتطويرها· واعتبار وحدة المسلمين قضية مقدسة وكل مساس بها هو محاولة لإثارة الفتن وإضعاف الوطن ورفض كافة أشكال التدخلات الأجنبية، واستنكار وشجب كافة التصريحات والبيانات الصادرة عن مصادر رسمية أو حزبية أو صحفية لبنانية أو خارجية تحاول صبغ الإسلام بالإرهاب أو بالقيام بأعمال عنف·
- ورفض التهديدات الغربية والأميركية للبلاد العربية والإسلامية ولا سيما سوريا وبلاد الشام ومصر والعراق والسعودية والخليج العربي وإيران· والتأكيد أنَّ اعتبار المقاومة بكافة أنواعها وأشكالها المتاحة هي حق مشروع لكافة شعوب المنطقة، وعدم التنازل عن الحق العربي والاسلامي في كون مدينة القدس الشريف مدينة عربية إسلامية ورفض كافة محاولات التهويد، ومناشدة الشعب العراقي التمسك بهويته العربية والإسلامية والحفاظ على وحدة وطنه أرضاً وشعباً ومؤسسات، ومناشدة المسؤولين وكافة المرجعيات السياسية والروحية اللبنانية العمل على تجنيب البلاد التشنجات السياسية والطائفية، وضرورة إعطاء الاصلاح الاقتصادي والاداري الأولوية والأهمية القصوى لتخفيف العبء عن كاهل المواطن، وتأكيد، ضمن صيغة العيش المشترك، ضرورة حفظ وصيانة وخصوصيات كل الطوائف اللبنانية وعدم التعرض لها· وختم يكن قائلاً: نحن ندرك أن العقبات التي ستعترض الطريق كثيرة وأن أصحاب المصالح الشخصية والفئوية سيعملون على النيل من هذه المبادرات الكريمة وسيعمدون إلى إثارة العواصف والشبهات والإتهامات حولها لأنها تشكل عاذقاً دون تحقيق أغراضهم ومآربهم، ولكننا عاهدنا الله تعالى ثم نعاهد الجميع على المضي في هذا الطريق حتى قيام مرجعية اسلامية راشدة تحظى برضى الله أولاً وتقر عيون المسلمين وكل اللبنانيين الشرفاء الذين غدوا أيتاماً على موائد اللئام·
منقارة
واعتبر رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الاسلامي الشيخ سامي منقارة أن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أوجب على الحركات الاسلامية السنية صياغة نفسها والعمل على توحيد الرؤية من منطلق مواجهة الأخطار السياسية التي جرت على الساحة، وحدها كانت الجماعة الاسلامية دائماً في موقع رمادي فأحياناً مع خيار قوى 14 آذار وأحياناً مع قوى 8 آذار·
وتابع منقارة، وكانت اللقاءات على أكثر من مستوى لتحصين الساحة الإسلامية وبلورة رؤيتها علماً أن الحركات الإسلامية السنية في لبنان نسجت علاقات مع تيار المستقبل على قاعدة المظلمة وعلى أنه تيار صاعد يعمل في الوسط السني وفتحت الحوار معه ولكن كانت المشكلة مع حلفاء هذا التيار والدور الطبيعي للطائفة السنية ودورها المطلوب في هذه المرحلة·
وعن السجال الذي دار مؤخراً في طرابلس بين القوى الإسلامية قال منقارة، لقد بدأ السجال عندما تطورت الأوضاع السياسية في لبنان وكثرت الإصطفافات السياسية مما فرض على الحركات الإسلامية السنية اخذ موقف واضح وجلي بعدما شعرنا بمحاولة التمترس خلف الطائفة السنية لتنفيذ مشاريع مشبوهة تتماشى مع المطالب الأميركية والغربية في المنطقة والتي تتنافى مع دور الطائفة الوطني والطبيعي التي كانت على الدوام فيه منذ تأسيس لبنان ومروراً بكافة تطور الأحداث التي مرت فيه وصولاً إلى أحداث الأشرفية في الخامس من شباط 2006 التي على إثرها تداعت الحركات والشخصيات الاسلامية لإعلان موقف موحد من هذه القضية ضمن إطار تشاوري لتوحيد الموقف الاسلامي من الاحداث الذي عرف فيما بعد باسم "قوى العمل الإسلامي" ولقد شاركت الجماعة الاسلامية بصياغة الموقف المشترك الذي تقرر اعلانه ولكن فوجئنا صباحاً بعدم حضور ممثلهم إلى مكان الاجتماع رغم تأكيدهم الحضور والمشاركة·
وأضاف منقارة، ثم في متابعتنا للأمور تبين لنا أن هذا الامر كان متناغماً مع القرار الدولي ويصدون به هبوب الريح الغربية بعد 11 أيلول تمهيداً للوصول إلى مواقع السلطة ضمن الخطة الأميركية المرسومة للمنطقة كما حصل مع الحزب الاسلامي في العراق الذي كان من المعارضين وفي ليلة وضحاها أصبح من المشاركين بمجلس الحكم المحلي في العراق وكذلك لقاء البيانوني مع السيد عبد الحليم خدام وموقف الجماعة الاسلامية الأخير بحسم خياراتها لصالح حلف 14 آذار وتواجدهم في خيمة الحرية· وختم منقارة قائلاً: نحن نعتقد أن الجميع يجب ان يعمل لصالح أهله وبلده ووطنه لأن في هذا مرضاة لله عز وجل وأن هذا جزء من العبادة ألا وهو خدمة عباد الله، وضمن هذا الإطار كنا حريصين على الاتصال بالجماعة الإسلامية وقمنا باسم "قوى العمل الإسلامي" بزيارة أمينها العام "فضيلة الشيخ المستشار فيصل مولوي" في بيروت وتباحثنا معه في الخيارات السياسية المطروحة على الساحة الإسلامية في لبنان والموقف الشرعي منها، ونحن نرى ان التشاور والتناصح هو السبيل الوحيد والخيار الأهم الذي يصب في مصلحة الأمة فضلاً عن مصلحة طرابلس وأهلها· "
رندى مرعي