ZAHRAA
12-29-2002, 06:10 PM
بداية نشؤ الشيعة . يـجـب ان نعلم ان بداية نشؤ الشيعة , والتي سميت لاول مرة بشيعة علي (اول امام من ائمة اهل البيت (ع ) وعـرفـت بـهذا الاسم كانت في زمن النبي الاكرم (ص ), فظهورالدعوة الاسلامية وتقدمها وانـتـشـارهـا خلال ثلاث وعشرين سنة , زمن البعثة النبوية ,ادت الى ظهور مثل هذه الطائفة بين طحابة النبي الاكرم (ص ):.
الف ) وفي الايام الاولى من بعثته (ص ) امر بنص من القرآن الكريم ان يدعوعشيرته الاقربين , و صـرح فـي جـمعهم ان اول من يبايعني على هذا الامر سيكون خليفتي ووصيي من بعدي , فكان علي (ع ) اول مـن تـقدم , وقبل الاسلام , والنبي قبل ايمانه , وتعهد بكل ما وعده به , ويستحيل عادة على قـائد نـهـضة , وفي ايامها الاولى ان يعين احد اصحابه وزيرا وخليفة له على الاخرين , ولا يعرفه لـلـخـلص من اصحابه واعوانه , او ان يكتفي بهذا الامتياز ليعرفه وليعرفه , ولا يطلعه على مهمته طـوال حـيـاتـه ودعـوته , او ان يجعله بعيدا عن مسؤوليات الوزارة والخلافة ويغض النظر عن مقام الخلافة وما يجب ان يبدي لها من احترام وتقدير, ولا يفرق بينه وبين الاخرين .
ب ) ان الـنـبي الاكرم (ص ) وفقا للروايات المستفيضة والمتواترة عن طريق اهل السنة والشيعة , والتي يصرح فيها ان عليا عليه السلام مصون من الخطا والمعصية في اقواله وافعاله , وكل ما يقوم به فهو مطابق للدعوة وللرسالة , وهو اعلم الناس بالعلوم الاسلامية وشريعة السما.
ج ) قام الامام علي (ع ) بخدمات جمة للرسالة وتضحيات مدهشة , كمنامه في فراش النبي (ص ) ليلة الـهجرة فلو لم يكن الامام علي (ع ) مشاركا في احدى الغزوات (بدر واحد والخندق وخيبر), لما حقق الاسلام ولا المسلمون انتصارا في احداها وكان القتل والفشل حليفهم .
د) مـوضـوع غـدير خم , والذي اعلن فيه النبي الاكرم (ص ) الولاية العامة لعلي (ع ) فجعله على المسلمين ما كان له عليهم .
مـن الـطـبـيعي , ان هذه الخصائص والفضائل التي انفرد بها الامام علي (ع ), والتي هي مورد اتفاق الجميع , والعلاقة الخاصة , التي كان يبديها النبي الاكرم (ص ) جعلت له مؤيدين محبين مخلصين , من صحابة النبي وانصاره , كما اثارت لدى بعضهم الاخرالحقد والحسد.
وفـضلا عن هذا كله , فان كلمة ((شيعة علي )) و ((شيعة اهل البيت )) قد جات في كثير من اقوال النبي
الطريقة السياسية للخلافة الانتخابية ومخالفتها للفكر الشيعي
كـان الشيعة يعتقدون ان شريعة الاسلام السماوية التي قد تعينت مضامينها في كتاب اللّه وسنة نبيه (ص ) ستبقى خالدة الى يوم القيامة دون ان يصيبها تغيير او تحريف
والحكومة الاسلامية لا يحق لها باي عذر ان تتهاون في اجرا الاحكام اجراكاملا فواجب الحكومة الاسـلامـيـة هـو ان تـتخذ الشورى في نطاق الشريعة ووفقاللمصلحة آنذاك , ما يجب اتخاذه من قرارات , ولكن ما حدث من واقعة البيعة السياسية ,وكذا حادث الدواة والقرطاس , والذي حدث في اخـريات ايام مرض النبي الاكرم (ص )لدليل واضح على ان المدافعين عن الخلافة الانتخابية كانوا يعتقدون ان كتاب اللّه وحده يجب ان يحفظ ويحتفظ به كقانون , اما السنة واقوال النبي الكريم (ص ) فـلـيـس لـهـاذلـك الاعتبار, وهم على اعتقاد ان الحكومة الاسلامية تستطيع ان تضع السنة جانبا اذااقتضت المصلحة ذلك .
وهـذه الـعـقـيـدة يؤيدها الكثير من الروايات التي نقلت في خصوص الصحابة بعدئذ (الصحابة ذو اجـتـهاد, فاذا ما اصابوا في اجتهادهم فانهم ماجورون واذا ما اخطاوافهم معذورون ), وخير دليل عـلـى ذلـك مـا حـدث لـخـالد بن الوليد, وهو احد القوادللخليفة , اذ دخل ضيفا على احد مشاهير الـمـسـلمين (مالك بن نويرة ) ليلا وتربص له فقتله , ووضع راسه في التنور واحرقه , وفي الليلة ذاتـهـا واقع زوجة مالك وبعد هذه الجناية التي تعرق لها الجباه , لم يجر الخليفة الحد عليه , متذرعا بعذر: الا وهو ان حكومته بحاجة اليه .
وكـذا الامـتـناع من اعطا الخمس لاهل البيت واقربا النبي الاكرم (ص ) ومنع كتابة احاديث النبي الـكـريـم منعا باتا, واذا ما عثر على حديث مكتوب عند شخص كان يحرق وكانت هذه السنة قائمة طـوال خـلافـة الـخـلـفـا الـراشدين , وحتى زمن خلافة (عمربن عبدالعزيز) الخليفة الاموي (99-102) وقد تجلت هذه السياسة في خلافة الخليفة الثاني (13-25) للهجرة .
اذ الـغـى بـعـض احـكام الشريعة مثل : حج التمتع ونكاح المتعة , وذكر (حي على خير العمل ) في الاذان , وجـعل الطلاق الثالث نافذ الحكم وغيرها, وفي زمن خلافته كان بيت المال يوزع بين الناس مـع تباين والذي ادى الى ظهور طبقات مختلفة من المسلمين , تثير الدهشة والقلق , وكان من نتائجها وقـوع حـوادث دامـية مفزعة , وفي زمنه كان معاوية في الشام يتمتع بسلطان لا يختلف عن سلطنة كسرى وقيصر, وقد اسماه الخليفة بكسرى العرب , ولم يتعرض له بقول , ولم يردعه عن اعماله .
وبـعـد ان قـتل الخليفة الثاني على يد غلام فارسي , ووفقا لاكثرية آرا الشورى البالغ عددهم ستة اعـضـا والـذي تـم تشكيله بامر من الخليفة , عين الخليفة الثالث , فعين اقرباه الامويين ولاة وامرا, فجعل منهم الولاة في كل من الحجاز والعراق ومصروسائر البلدان الاسلامية , فكانوا جائرين في حـكـمـهـم , عـرفـوا بشقاوتهم وظلمهم وفسقهم وفجورهم , نقضوا القوانين الاسلامية الجارية , فـالـشـكـاوى كانت تنهال على دار الخلافة ,ولكن الخليفة الثالث كان متاثرا لما تربطهم به من صلة الـقـربـى , وخاصة مروان بن الحكم ولم يهتم بشكاوى الناس , وكان احيانا يعاقب الشكاة فثار الناس عليه سنة 35 للهجرة ,وبعد محاصرة منزله , وصراع شديد قتلوه .
كان الخليفة يؤيد واليه على الشام تاييدا مطلقا وهو احد اقاربه الامويين (معاوية ) وكان يدعم موقفه بـتاييده المستمر له وفي الحقيقة كان ثقل الخلافة في الشام ,ولم يكن مركز الخلافة (المدينة ) الا شكل ظاهر.
فـخلافة الخليفة الاول قد استقرت بانتخاب اكثرية الصحابة والخليفة الثاني عى ن من قبل الخليفة الاول , والخليفة الثالث انتخب من الاعضا الستة للشورى الذين عينهم الخليفة الثانى .
فـاكـنـت سـيـاسـة هؤلا الخلفا الثلاثة في الامور وشؤون الناس ان ينفذوا القوانين الاسلامية في المجتمع وفقا للاجتهاد والمصلحة آنذاك , ووفقا لما يرتايه مقام الخلافة ,فالقرآن يقرا دون تفسير او تـدبـر واقـوال الـرسول العظيم (الحديث ) تروى دون ان تكتب على قرطاس , ولا تتجاوز حد الاذن واللسان فكانت الكتابة مختصة بالقرآن الكريم ,والحديث لا يكتب على الاطلاق .
وبـعـد مـعـركـة اليمامة والتى انتهت في سنة 12 للهجرة بمقتل جمع من الصحابة كانوا من حفظة الـقـرآن , يـقـتـرح عمر بن الخطاب على الخليفة الاول ان يجمع القرآن في مصحف , ويبين الهدف والغرض في اقتراحه بقوله : اذا ما حدثت معركة اخرى , واشترك فيها بقية حملة القرآن وحفظته , فسوف يذهب القرآن من بين اظهرنا, اذن يستلزم جمع آيات القرآن في مصحف , تكتب آياته , فنفذوا هذا الاقتراح بالنسبة للقرآن الكريم .
ومع ان الاحاديث النبوية هي التالية للقرآن , وكانت تواجه نفس الخطر, ولم تكن بمامن من خطر نقل الحديث معنى , دون الالتفات الى النص , وكذا الزيادة والنقصان , والتحريف والنسيان , وما الى ذلك من الاخـطـار الـتـي كـان يواجهه الحديث ,فلم توجه عناية او رعاية لحفظه وصيانته , بل كانت كتابة الحديث ممنوعا, واذا ماحصلوا على شي منه فكان يلقى في النار.
ولم تمض فترة من الزمن حتى ظهر التضاد في المسائل الاسلامية الضرورية كالصلاة , ولم يطرا تـقـدم في بقية الفروع العلمية في هذه الفترة , في حين نرى القرآن الكريم يشجع المشتغلين بالعلم , واحاديث النبي الكريم تؤيد ذلك , فلم ير لتلك الايات والاحاديث مصداقا فى الخارج , وانصرف اكثر الـناس بالفتوحات المتعاقبة , واعجبوابالغنائم المتزايدة , والتي كانت تتدفق الى الجزيرة العربية من كـل صـوب وحـدب , ولـم يكن هناك اهتمام بعلوم سلالة الرسالة ومعدن الوحي , وفي مقدمتهم علي عليه السلام والنبي (ص ) قد صرح معلنا ان عليا اعرف الناس بالعلوم الاسلامية , والمفاهيم القرآنية , ولـم يـسـمحوا له بالمشاركة في جمع القرآن (وهم على علم من ان عليا بعد وفاة النبي (ص ) كان جليس داره يجمع القرآن ) ولم يذكر اسمه في انديتهم واجتماعاتهم .
فـان هـذه الامـور ونظائرها, ادت بشيعة علي الى ان يقفوا موقفا اكثر وعيا وارسخ عقيدة , واشد نشاطا, ولما كان علي (ع ) بعيدا عن ذلك المقام الذي يجعله مشرفا على التربية العامة للناس , انصرف الى تربية الخاصة من شيعته وانصاره .
5.
انتها الخلافة الى اميرالمؤمنين (ع ) وسيرته . بـدات خـلافـة علي (ع ) في اواخر سنة خمس وثلاثين للهجرة , واستمرت حوالي اربع سنوات وتـسعة اشهر, وكان في سيرته مماثلا لسيرة النبي الاكرم (ص ), اعادمعظم المسائل التي وجدت في زمن الخلفا السابقين الى حالتها الاولى , وعزل الولاة غير الكفوئين وفي الحقيقة , احدث انتفاضة ثورية , كانت تنطوي على مشاكل متعددة .
والامام علي (ع ) في الايام الاولى من خلافته وقف مخاطبا الناس قائلا:((الاوان بلى تكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّه نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة , ولتغربلن غربلة ولـتـسـلـطن سوط القدر, حتى يعود اسفلكم اعلاكم ,وليسبقن سابقون كانوا قصروا, وليقصرون سباقون كانوا سبقوا)).
اسـتـمر الامام علي (ع ) في حكومته الثورية , فرفعت اعلام المعارضة من قبل المخالفين , كما هي طبيعة الحال لكل ثورة , اذ لابد من مناوئين , يرون مصالحهم في خطر, فاشعلوا حربا داخلية دامية , بـحجة الاخذ بثار دم عثمان والتي استمرت طوال خلافة الامام علي (ع ) تقريبا ويعتقد الشيعة ان الـمـسـبـبـيـن لهذه الحروب لم يريدوا سوى منافعهم الخاصة , ولم يكن الثار بدم عثمان الا ذريعة يـتـمـسـكـون بـهـا, ليحرضوا عوام الناس للمعارضة والنهوض امام امام الامة وخليفتها, اذ ان هذه المعارضة لم تحدث عن سؤتفاهم .
وما الاسباب والدوافع التي خلقت معركة الجمل الا غائلة الاختلاف الطبقي ,والتي وجدت في زمن الـخـليفة الثاني اثر توزيع الاموال من بيت المال بطرق متباينة ,وبعد خلافة علي (ع ) كانت الاموال تـوزع بـيـن الـنـاس بـالسوية , كما كان يفعله النبي (ص )في حياته , والطريقة هذه اثارت غضب ((الزبير)) و ((طلحة )) فمردا على النفاق , فخرجامن المدينة الى مكة بحجة الحج , فاتفقا مع ام الـمؤمنين (عائشة ) والتي كانت في مكة ,ولم يكن بينها وبين علي صفا ومودة , اتفقوا ان يطالبوا بدم عثمان , فاضرموا نار الحرب .
علما بان ((طلحة )) و ((الزبير)) كانا في المدينة عندما حوصرت دار الخليفة الثالث , فلم يدافعا عـنـه , ولـم يـنـصـراه , وبعد مقتله , كانا من الاوائل الذين بايعوا عليا اصالة عن انفسهم ونيابة عن المهاجرين .
وامـا ام الـمـؤمنين ((عائشة )) فقد كانت ممن حرضوا الناس لقتل الخليفة الثالث ,وعندما سمعت نبا مـقـتـلـه لاول مـرة , قلت : بعدا وسحقا, وفي الحقيقة ان المسببين الاصليين لمقتل الخليفة كانوا من الصحابة , اذ ارسلوا الرسائل الى البلدان لغرض اثارة الناس على الخليفة .
وامـا الـسـبـب الـذي احدث حرب صفين , والتي استمرت سنة ونصف السنة , فهوطمع معاوية في الـخـلافـة , فـاجج نارها متذرعا بدم عثمان , فاريقت الدما, وقتل مايقارب من مائة الف , وكان موقف معاوية من هذه الحرب موقف المهاجم , وليس موقف المدافع , الا ان الثار يكون دفاعا.
وكـان شعار هذه الحرب , المطالبة بدم عثمان , علما بان الخليفة الثالث قد طلب المساعدة والعون من مـعـاوية لرد الهجوم , وتحرك جيش معاوية من الشام متجها الى المدينة , ولكنه تباطا في سيره حتى قتل عثمان , وعندئذ رجع الى الشام يطالب بدم عثمان .
وبـعد ان استشهد الامام علي (ع ), تناسى معاوية قتلة الخليفة , ولم يعاقبهم وبعدحرب ((صفين )) اندلعت نار حرب ((النهروان )) فثار جمع من الناس وفيهم بعض الصحابة بايعاز من معاوية ممن كان في حرب صفين , فثاروا على علي (ع ), فرحلوا الى البلدان الاسلامية , فقتلوا كل من كان يدافع عن علي (ع ), وفتكوا بالنسا الحوامل , ومثلوابهن وباجن تهن .
والامام علي (ع ) قد اخمد هذه الغائلة , ولكن بعد فترة استشهد في مسجدالكوفة اثنا الصلاة على يد الخوارج