شيركوه
03-31-2006, 08:35 PM
قصيدة في رثاء شيخ الجهاد والمجاهدين في الشيشان أبو عمر السيف رحمه الله وجعل الجنة مثواه
لأبي يحيى الليبي ( حسن قائد )
ورحل الطود الشامخ غريباً
أبو عمر السيف حوى من الاسمين نصيباً وحاز منهما حظاً وفيراً ، فهو عمر في عدله وورعه وعلمه ، وسيف في قوته وشجاعته وصرامته ، جمع بين نور العلم وحياة العمل ونصب الجهاد ، وقل من نال هذا الشرف ، فصبر في ساحات الوغى ومواطن النزال حتى شابت فيها مفارقه ، وتقحم الأهوال حتى اشتكت الأهوال من فرط جرأته ولسان حاله يقول
تمرست بالأحداث حتى تركتها *** تقول أمات الموت أم ذعر الذعر
عاش غريباً ومضى غريباً ، عاش جبلاً ومضى جبلاً ، عاش صابراً ومات صابراً ، فعلى مثله فلتبك البواكي ولتنح النوائح ، وما أعظم حقه على أمته ، ولكن عجباً لأمة لا تعرف قدر رجالها ، ويغيب عنها بُدورها وهي لا تشعر ولا تنظر ، فسلاماً أيها الشيخ الجليل ، ووداعاً أيها السيف الصقيل ، وفي الجنات بإذن الله يكون اللقاء وثمة فقط يكون تمام الهناء {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}
أرى صبري يريد له اصطبارا ***** وتذكاراً له ليلاً نهارا
فلم تزل النوائب والرزايا ***** تطوقني وتدهمني جهارا
تصيب مقاتلي تُدمي فؤادي ***** تأجج لي من الأحزان نارا
تَدافعُ بين جنبيَّ المعانـي ***** فلا قولٌ يُجيد لها انتصارا
فترجع بالجوى غماً بغم ***** فتهطل دمعتي مني انحدارا
أما تدري أخي أني سقيم ***** فأُلفي من سماحتك اعتذارا
أتعذلني على دمع سخيٍّ ***** أجود به على طود أنارا
تألق نوره شرقاً كشمس ***** أماطت ظُلمة كانت ستارا
أخو علم وحلم واعتدال ***** على هدي الهداة مضى وسارا
تغطيه المهابة في وقار ***** ويكسوه الحياء كما العذارى
وآداب كتاج من لُجين ***** وأخلاق له كانت فَخارا
يقول الحق لا يخشى ملاماً ***** ويُجلي للورى زيفاً توارى
رفيق سبيله حبر وسيف ***** وقرطاس يصون بها المسارا
إذا جنَّ الظلام له نحيبٌ ***** ويوم الروع ليثٌ لا يُبارى
بما أَرثيك يا عُمَرٌ وشعري ***** تولى مدبراً يبغي فرارا
مضى الشهم الأشم مضى غريباً ***** وأبقى حسرة تذكي أُوارا
ستبكيك الأرامل والثكالى ***** وأيتام ويبكيك الأُسارى
وترثيك الثغور ثغور مجد ***** وعادت بعد غيبتكم قِفارا
وهاتيك المعاهد قد دهاها ***** دهايا أذهبت عنها الوقارا
وقطَّبتِ المحابر شاحباتٍ ***** وقد كان البهاء لها شعارا
تقمصت المكاتب في اكتئاب ***** لباسَ حدادها سُوداً كَسَارى
وأنات اليراع تثير بثاً ***** يذيق القلبَ وجْماً واعتصارا
ليوث الحق في الشيشان مما ***** تغشَّاهم - أخي - عادوا حيارى
وأبطال الوغى في كل صقع ***** غدا ثوب الهموم لهم دثارا
فمَن للمعضلات وقد توالت ***** بساحات الوغى تترا مرارا
فيا سيفاً سقى الإلحاد كأساً ***** أصارت أهله قوماً سُكارى
وداعاً حفه شوق وداعاً ***** ففي دار الخلود ترى الخيارا
وصبراً أمةَ الإسلام صبراً ***** لفقد البدر صبراً واصطبارا
فإن عزاءنا أنَّا رأينا ***** كتائبَ أمتي تجني الثمارا
وتُعلي بالسواعد صرح حق ***** قوياً شامخاً يأبى انهيارا
وتُحيي بالنجيع له مَواتاً ***** فتخضر الربوع به اخضرارا
فأنزل - ربنا - نصراً مبيناً ***** ولا تزد العدا إلا تبار
لأبي يحيى الليبي ( حسن قائد )
ورحل الطود الشامخ غريباً
أبو عمر السيف حوى من الاسمين نصيباً وحاز منهما حظاً وفيراً ، فهو عمر في عدله وورعه وعلمه ، وسيف في قوته وشجاعته وصرامته ، جمع بين نور العلم وحياة العمل ونصب الجهاد ، وقل من نال هذا الشرف ، فصبر في ساحات الوغى ومواطن النزال حتى شابت فيها مفارقه ، وتقحم الأهوال حتى اشتكت الأهوال من فرط جرأته ولسان حاله يقول
تمرست بالأحداث حتى تركتها *** تقول أمات الموت أم ذعر الذعر
عاش غريباً ومضى غريباً ، عاش جبلاً ومضى جبلاً ، عاش صابراً ومات صابراً ، فعلى مثله فلتبك البواكي ولتنح النوائح ، وما أعظم حقه على أمته ، ولكن عجباً لأمة لا تعرف قدر رجالها ، ويغيب عنها بُدورها وهي لا تشعر ولا تنظر ، فسلاماً أيها الشيخ الجليل ، ووداعاً أيها السيف الصقيل ، وفي الجنات بإذن الله يكون اللقاء وثمة فقط يكون تمام الهناء {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}
أرى صبري يريد له اصطبارا ***** وتذكاراً له ليلاً نهارا
فلم تزل النوائب والرزايا ***** تطوقني وتدهمني جهارا
تصيب مقاتلي تُدمي فؤادي ***** تأجج لي من الأحزان نارا
تَدافعُ بين جنبيَّ المعانـي ***** فلا قولٌ يُجيد لها انتصارا
فترجع بالجوى غماً بغم ***** فتهطل دمعتي مني انحدارا
أما تدري أخي أني سقيم ***** فأُلفي من سماحتك اعتذارا
أتعذلني على دمع سخيٍّ ***** أجود به على طود أنارا
تألق نوره شرقاً كشمس ***** أماطت ظُلمة كانت ستارا
أخو علم وحلم واعتدال ***** على هدي الهداة مضى وسارا
تغطيه المهابة في وقار ***** ويكسوه الحياء كما العذارى
وآداب كتاج من لُجين ***** وأخلاق له كانت فَخارا
يقول الحق لا يخشى ملاماً ***** ويُجلي للورى زيفاً توارى
رفيق سبيله حبر وسيف ***** وقرطاس يصون بها المسارا
إذا جنَّ الظلام له نحيبٌ ***** ويوم الروع ليثٌ لا يُبارى
بما أَرثيك يا عُمَرٌ وشعري ***** تولى مدبراً يبغي فرارا
مضى الشهم الأشم مضى غريباً ***** وأبقى حسرة تذكي أُوارا
ستبكيك الأرامل والثكالى ***** وأيتام ويبكيك الأُسارى
وترثيك الثغور ثغور مجد ***** وعادت بعد غيبتكم قِفارا
وهاتيك المعاهد قد دهاها ***** دهايا أذهبت عنها الوقارا
وقطَّبتِ المحابر شاحباتٍ ***** وقد كان البهاء لها شعارا
تقمصت المكاتب في اكتئاب ***** لباسَ حدادها سُوداً كَسَارى
وأنات اليراع تثير بثاً ***** يذيق القلبَ وجْماً واعتصارا
ليوث الحق في الشيشان مما ***** تغشَّاهم - أخي - عادوا حيارى
وأبطال الوغى في كل صقع ***** غدا ثوب الهموم لهم دثارا
فمَن للمعضلات وقد توالت ***** بساحات الوغى تترا مرارا
فيا سيفاً سقى الإلحاد كأساً ***** أصارت أهله قوماً سُكارى
وداعاً حفه شوق وداعاً ***** ففي دار الخلود ترى الخيارا
وصبراً أمةَ الإسلام صبراً ***** لفقد البدر صبراً واصطبارا
فإن عزاءنا أنَّا رأينا ***** كتائبَ أمتي تجني الثمارا
وتُعلي بالسواعد صرح حق ***** قوياً شامخاً يأبى انهيارا
وتُحيي بالنجيع له مَواتاً ***** فتخضر الربوع به اخضرارا
فأنزل - ربنا - نصراً مبيناً ***** ولا تزد العدا إلا تبار