صلاح الدين يوسف
03-31-2006, 02:25 PM
العراق والخطر الداهم على أهل السنة والجماعة
محمد طاهر أنعم
11 صفر1427هـ الموافق له 11 مارس 2006م
يخطئ من يقول: إن العراق لم يشهد فتنة طائفية كهذه التي تمر بها العراق في المرحلة الحالية، بل التاريخ يؤكد أنه في كل مرة يصير الأمر إلى الرافضة فإنهم يقومون بكل جهدهم الممكن في قتل أهل السنة، وتدمير أماكنهم وبيوتهم ومساجدهم، وقتل علمائهم، والتحرش بهم بسب الصحابة والعلماء وغيرهم، والذي يطلع على تواريخ الدولة الفاطمية في مصر والمغرب، والإمارات القرمطية في العراق والبحرين، والإحساء واليمن، ودولة تيمورلنك وغيرها يلمس ذلك الأمر جلياً، وهذا أمر طبيعي فمذهب التشيع يقوم أصلاً على الحقد على أهل السنة والجماعة، واعتبارهم أتباعاً لأبي بكر وعمر وعثمان بل ومعاوية ويزيد وغيرهم، والذين هم من ظلموا أهل البيت، واستلبوا منهم الحكم والخلافة التي نص القرآن والسنة على أن تكون فيهم بزعمهم!!
فحين يرى هؤلاء أن لأهل السنة قوة ومنعة فإنهم يسارعون إلى رفع دعوات التعايش السلمي، والدين المشترك، وأن الجميع مسلمون، وأن الخلاف بين الشيعة والسنة ليس إلا مجرد زيادة حب من الشيعة لعلي - رضي الله عنه - ولذريته، أما حين تنتفي تلك القوة فإنه يحل محلها أثر الحقد الدفين، والسب الظاهر لعظماء الصحابة - رضي الله عنهم - كأبي بكر وعمر، وأمهات المؤمنين كعائشة وحفصة - رضي الله عنهما -، كما طفحت به كتب الخميني بعد أن صارت له دولة في إيران وتمكن من الحكم، رغم أنه بقي في العراق أكثر من أربعين سنة وهو يظهر الاعتدال.
طريقة الرافضة الإثنى عشرية المتطرفة طريقة فاسدة، تمتلىء بالمقالات المضلة؛ كالقول بنقص القرآن، وتكفير الصحابة، وتعظيم القبور والمشاهد والأولياء، كما أن لا أصول صحيحة لهم، فمعظم كتبهم ورواياتهم طافحة بالكذب والروايات المنقطعة والمليئة بالمجاهيل والمنكرين، ودينهم يقوم على أصل غاية في الفساد وهو أحقية آل البيت بالحكم والعلم، ولهذا فهم يسمون مذاهبهم بمذهب أهل البيت.
والحاصل أن هذا الأمر يجب أن يكون واضحاً لإخواننا أهل السنة والجماعة في العراق - وهو كذلك إن شاء الله -، ويحزننا جداً ضعف التنظيم والترتيب عند أهل السنة هناك، ولا ريب أن هناك مكراً كبَّاراً تشترك فيه دول الاحتلال مع الرافضة 'أعوانهم على مدى العصور' مع بعض الدول المجاورة للعراق لمحاصرة أهل السنة وإضعافهم، فهؤلاء الشيعة عندهم ميليشيات فيلق بدر التي ذاعت عنها السمعة السيئة؛ من فرق الموت وغيرها، ورغم ذلك لم تدخل في أي مواجهة مع المحتلين الأمريكان الذين يعلنون صباح مساء رفضهم للميليشيات في العراق، وأنهم سيضربون بيد من حديد - أو حرير - أي ميليشيا تظهر.
كما أن هناك ميليشيا جيش المهدي الطائفية، والتي تولت كبر الأحداث الأخيرة، فاحتلت مساجد السنة في بغداد، وقتلت عشرات المسلمين، وظهر سلاحها الذين كانت قد باعت جزءاً كبيراً منه للقوات الأمريكية بعد المواجهات القديمة بينهما، وهذه الميليشيات يظهر الخطر منها من اسمها الذي يعني أكبر خرافة في المذهب الشيعي، وعقيدة المهدي المنتظر عند الشيعة - والذي تتسمى باسمه تلك الميليشيا - يعتقدون أن من أعظم أعماله حين يعود ويتبعونه قتل أهل السنة، وإخراج صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما - بزعمهم - أبي بكر وعمر وصلبهما على باب الجامع النبوي - على ساكنه أفضل الصلاة وأتم التسليم -.
إن الخطورة الملموسة الآن بعد هذه الأحداث ما نسمعه يتكرر كثيراً على لسان قادة الرافضة من ضرورة تبرؤ السنة من المقاومة حتى يحصل التقارب والمحبة بين الشيعة والسنة، وهذه التصريحات تصبح أخطر حين تصدر من القيادات الشيعية التي تدعي اعتدالها وحبها لأهل السنة، ويسعون للاصطياد في الماء العكر، مثلما سمعنا أثناء الأحداث من مقتدى الصدر ومن حسن نصر الله ومن غيرهم، وهم يقصدون بهذا المجاهدين والمقاومين الذين لا يتصدى لهم سواهم، وربما خرجت من بعضهم ألفاظ من لحن القول كوصفهم أحياناً بالناصبة 'وأدبيات الشيعة تعتبر كل السنة ناصبة'، وأحياناً بالوهابيين، وأحياناً بالسلفيين، وغيرها من الألفاظ التي تشف عن مكنون صدورهم.
وكأني بالرافضة قد اختاروا طريق التمثيل المشترك، فبعضهم يقتل أهل السنة ولا يجد مقاومة إلا من المجاهدين، والبعض الآخر يدعو للتهدئة والتقارب مشترطاً على أهل السنة التبرؤ والتخلص من أولئك المجاهدين 'الإرهابيين الوهابيين التكفيريين النواصب' إلى غيرها من الأوصاف ليخلو الجو لأصحابهم، ولكن الأحداث المتسارعة كشفت الحقد الدفين، واستعجل جيش المهدي في أداء مهمته التي كان ينبغي أن يؤخرها إلى حين التخلص من المجاهدين.
والخطورة الأخرى تتمثل في إصرار بعض الشيعة ومراجعهم أن يشكلوا مرجعية مشتركة من السنة والشيعة في العراق لتكون خلفاً لهيئة علماء المسلمين في العراق، وفي هذا الأمر خطر كبير داهم، حيث إن هيئة علماء المسلمين هي أفضل مراجع السنة، وأفضل من يدافع عنهم في الوقت الحالي داخل العراق، وهذا التفتيت للهيئة تمييع لها، وإدخال لبعض الضوابط والضغوطات التي ستمنعها عن قول الحق في كثير من المسائل لعدم إحراج الشركاء الجدد في المرجعية الجديدة.
وعلى العلماء والدعاة من المسلمين الذين يكثرون من الدعوات لتوحيد الصف بين السنة والشيعة وأنهم شيء واحد أن يراجعوا دعواهم، وينظروا لما يحصل على أرض الواقع، ويتقوا الله ربهم في عقيدة الولاء والبراء، وأن يتقوه بتعظيم جناب صحابة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وأن يقوموا بميثاق الله - تعالى- (( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ))[آل عمران: 187].
http://www.islammemo.cc:المصدر
محمد طاهر أنعم
11 صفر1427هـ الموافق له 11 مارس 2006م
يخطئ من يقول: إن العراق لم يشهد فتنة طائفية كهذه التي تمر بها العراق في المرحلة الحالية، بل التاريخ يؤكد أنه في كل مرة يصير الأمر إلى الرافضة فإنهم يقومون بكل جهدهم الممكن في قتل أهل السنة، وتدمير أماكنهم وبيوتهم ومساجدهم، وقتل علمائهم، والتحرش بهم بسب الصحابة والعلماء وغيرهم، والذي يطلع على تواريخ الدولة الفاطمية في مصر والمغرب، والإمارات القرمطية في العراق والبحرين، والإحساء واليمن، ودولة تيمورلنك وغيرها يلمس ذلك الأمر جلياً، وهذا أمر طبيعي فمذهب التشيع يقوم أصلاً على الحقد على أهل السنة والجماعة، واعتبارهم أتباعاً لأبي بكر وعمر وعثمان بل ومعاوية ويزيد وغيرهم، والذين هم من ظلموا أهل البيت، واستلبوا منهم الحكم والخلافة التي نص القرآن والسنة على أن تكون فيهم بزعمهم!!
فحين يرى هؤلاء أن لأهل السنة قوة ومنعة فإنهم يسارعون إلى رفع دعوات التعايش السلمي، والدين المشترك، وأن الجميع مسلمون، وأن الخلاف بين الشيعة والسنة ليس إلا مجرد زيادة حب من الشيعة لعلي - رضي الله عنه - ولذريته، أما حين تنتفي تلك القوة فإنه يحل محلها أثر الحقد الدفين، والسب الظاهر لعظماء الصحابة - رضي الله عنهم - كأبي بكر وعمر، وأمهات المؤمنين كعائشة وحفصة - رضي الله عنهما -، كما طفحت به كتب الخميني بعد أن صارت له دولة في إيران وتمكن من الحكم، رغم أنه بقي في العراق أكثر من أربعين سنة وهو يظهر الاعتدال.
طريقة الرافضة الإثنى عشرية المتطرفة طريقة فاسدة، تمتلىء بالمقالات المضلة؛ كالقول بنقص القرآن، وتكفير الصحابة، وتعظيم القبور والمشاهد والأولياء، كما أن لا أصول صحيحة لهم، فمعظم كتبهم ورواياتهم طافحة بالكذب والروايات المنقطعة والمليئة بالمجاهيل والمنكرين، ودينهم يقوم على أصل غاية في الفساد وهو أحقية آل البيت بالحكم والعلم، ولهذا فهم يسمون مذاهبهم بمذهب أهل البيت.
والحاصل أن هذا الأمر يجب أن يكون واضحاً لإخواننا أهل السنة والجماعة في العراق - وهو كذلك إن شاء الله -، ويحزننا جداً ضعف التنظيم والترتيب عند أهل السنة هناك، ولا ريب أن هناك مكراً كبَّاراً تشترك فيه دول الاحتلال مع الرافضة 'أعوانهم على مدى العصور' مع بعض الدول المجاورة للعراق لمحاصرة أهل السنة وإضعافهم، فهؤلاء الشيعة عندهم ميليشيات فيلق بدر التي ذاعت عنها السمعة السيئة؛ من فرق الموت وغيرها، ورغم ذلك لم تدخل في أي مواجهة مع المحتلين الأمريكان الذين يعلنون صباح مساء رفضهم للميليشيات في العراق، وأنهم سيضربون بيد من حديد - أو حرير - أي ميليشيا تظهر.
كما أن هناك ميليشيا جيش المهدي الطائفية، والتي تولت كبر الأحداث الأخيرة، فاحتلت مساجد السنة في بغداد، وقتلت عشرات المسلمين، وظهر سلاحها الذين كانت قد باعت جزءاً كبيراً منه للقوات الأمريكية بعد المواجهات القديمة بينهما، وهذه الميليشيات يظهر الخطر منها من اسمها الذي يعني أكبر خرافة في المذهب الشيعي، وعقيدة المهدي المنتظر عند الشيعة - والذي تتسمى باسمه تلك الميليشيا - يعتقدون أن من أعظم أعماله حين يعود ويتبعونه قتل أهل السنة، وإخراج صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما - بزعمهم - أبي بكر وعمر وصلبهما على باب الجامع النبوي - على ساكنه أفضل الصلاة وأتم التسليم -.
إن الخطورة الملموسة الآن بعد هذه الأحداث ما نسمعه يتكرر كثيراً على لسان قادة الرافضة من ضرورة تبرؤ السنة من المقاومة حتى يحصل التقارب والمحبة بين الشيعة والسنة، وهذه التصريحات تصبح أخطر حين تصدر من القيادات الشيعية التي تدعي اعتدالها وحبها لأهل السنة، ويسعون للاصطياد في الماء العكر، مثلما سمعنا أثناء الأحداث من مقتدى الصدر ومن حسن نصر الله ومن غيرهم، وهم يقصدون بهذا المجاهدين والمقاومين الذين لا يتصدى لهم سواهم، وربما خرجت من بعضهم ألفاظ من لحن القول كوصفهم أحياناً بالناصبة 'وأدبيات الشيعة تعتبر كل السنة ناصبة'، وأحياناً بالوهابيين، وأحياناً بالسلفيين، وغيرها من الألفاظ التي تشف عن مكنون صدورهم.
وكأني بالرافضة قد اختاروا طريق التمثيل المشترك، فبعضهم يقتل أهل السنة ولا يجد مقاومة إلا من المجاهدين، والبعض الآخر يدعو للتهدئة والتقارب مشترطاً على أهل السنة التبرؤ والتخلص من أولئك المجاهدين 'الإرهابيين الوهابيين التكفيريين النواصب' إلى غيرها من الأوصاف ليخلو الجو لأصحابهم، ولكن الأحداث المتسارعة كشفت الحقد الدفين، واستعجل جيش المهدي في أداء مهمته التي كان ينبغي أن يؤخرها إلى حين التخلص من المجاهدين.
والخطورة الأخرى تتمثل في إصرار بعض الشيعة ومراجعهم أن يشكلوا مرجعية مشتركة من السنة والشيعة في العراق لتكون خلفاً لهيئة علماء المسلمين في العراق، وفي هذا الأمر خطر كبير داهم، حيث إن هيئة علماء المسلمين هي أفضل مراجع السنة، وأفضل من يدافع عنهم في الوقت الحالي داخل العراق، وهذا التفتيت للهيئة تمييع لها، وإدخال لبعض الضوابط والضغوطات التي ستمنعها عن قول الحق في كثير من المسائل لعدم إحراج الشركاء الجدد في المرجعية الجديدة.
وعلى العلماء والدعاة من المسلمين الذين يكثرون من الدعوات لتوحيد الصف بين السنة والشيعة وأنهم شيء واحد أن يراجعوا دعواهم، وينظروا لما يحصل على أرض الواقع، ويتقوا الله ربهم في عقيدة الولاء والبراء، وأن يتقوه بتعظيم جناب صحابة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وأن يقوموا بميثاق الله - تعالى- (( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ))[آل عمران: 187].
http://www.islammemo.cc:المصدر