مشاهدة النسخة كاملة : هجرة الشباب وقرارات المسؤولين
Dandouna
03-30-2006, 04:06 PM
في كل دولة يوجد مشاكل عديدة يعانيها الشعب من نواحي عدة ان كانت اجتماعية او اقتصادية او صحية والى ما هنالك. كما يوجد في كل دولة مشاريع انمائية لكي تساعدها على الازدهار والرقي والتطور. ولكن يستلزم موضوع التنمية خطط و مسؤولين ومنفذين لاتخاذ القرارات الصحيحة لحل مشكلة ما يعانيها الشعب و الدولة. وبسبب تعدد المشاكل في العديد من الدول خصوصا في الدول النامية او دول العالم الثالث. فان ابناءها وخصوصا جيل الشباب يسعون الى الهجرة لتأمين حياة افضل لهم ولعائلاتهم مما يؤثر سلبا على الدولة اي ان الشاب من وقت ولادته حتى اكماله لدراسته الجامعية فقد دفعت له مبالغ طائلة الا ان عند هجرته فان الدولة التي تقبله فقد لم تتكلف عليه نهائيا وتبدأ عملية استغلال موارده بثمن معين بينما دولته وعائلته أحق.
فما هي الحلول التي على الدولة اتخاذها من اجل موضوع التنمية وما هي الخطوات بدءا من الدوافع وصولا الى المسؤولين لاتخاذ القرارات وما يستلزم لانجاح هذا الموضوع الذي يتعلق بهجرة الشباب.
ارجو تعدد الآراء والحوار حول هذا الموضوع من باب معرفة الاخطاء التي تتخذها الدول في حلولها وعلاقة المسؤولين عن هذه القرارت وفقا لمصالحهم الخاصة من بعض القرارات.
شيركوه
03-30-2006, 05:04 PM
من الطبيعي جدا ان يهاجر الشباب
مثلا كنا شلة انا وبعض الاخوة والاصدقاء لم يبق منهم الا اثنين والثالث مسافر خلال بضعة ايام
لم؟
لطلب الرزق
واعرف كثيرين سافروا ليدرسوا في الخارج
واكثر منهم الذين لم يعودوا
لم ار سوى حالات قليلة عاد بها اناس بعد عملهم في الخارج سنين طوال ليستقروا
ولكني اظنهم قد بدأوا بالياس
السلام عليكم
كلسينا
03-30-2006, 05:41 PM
أهلاً بالأخت دندونا . إن الموضوع أكبر من ذلك بكثير . فهو أولاً يحتاج لدولة تبحث عن مصالح أبناءها قبل مصالح سياسييها الشخصية ،
مع الأسف فكرة الوصول للسلطة في معظم دول العالم هي للأخذ وليس للعطاء ، مع أنهم جميعاً يطرحون برامج خلابة وجذابة لدفع الناس إلى صناديق الأقتراع . ولكن في الدول المتحضرة والمتطورة هناك من يتابع تطبيق البرنامج ويحاسب عليه ولكن في الدول النايمة لا صوت يعلو على صوت المعركة والزعيم هو المعركة مع الأسف . لنا عودة تفصيليية للنقاط والأخطاء .
Dandouna
03-30-2006, 05:53 PM
شكرا على المرور والموضوع كما قلت عمو كلسينا يستلزم تفصيل و انو كيف عم بكتب عربي مني عارفة بس ماشي الحال
شيركوه
03-30-2006, 06:14 PM
لماذا اين الصعوبة في الكتابة بالعربية؟؟
أ
ب
ج
د
عادي
لا باس
اخي كلسينا
احسنت بارك الله فيك
السلام عليكم
Dandouna
03-30-2006, 07:05 PM
3adi akh forkani... bas yali mano m3awad bela2i so3obeh mosh aktar ... w shokran 3ala te3li2ak w yaret law fik tetwassa3 aktar b ta3li2ak la2no yali bado yetlob el rez2 b ghir balado bekoun 3ando meshkle bi balado w hayda yali ana bade a3erfo... b nazar kel ensen fi meshkle aw mashekel bet2adde la hal shi , fa shu wejhet nazarak?
كلسينا
03-30-2006, 07:38 PM
السلام عليكم :
تشكر أخي فرقاني ويا هلابيك معنا . عدم تحديث التخصصات الجامعية بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل .أحد أسباب البطالة ولكن
في لبنان تحديداً الهجرة متنوعة وقديمة ، لأن سوق العمل أساساً صغير ولا يستوعب كل أبناء البلد .
ولذلك يعتبر لبنان من أهم الدول المصدرة للطاقات البشرية ، فسكان لبنان 3 مليون تقريباً ومغتربيه يزيدون عن ال 25 مليون نسمة .
فبرأيي الهجرة ليست مشكلة في لبنان ولكن المشكلة في الأنظمة السياسية في لبنان ، وأسلوب الإدارة ، وتنظيم الهجرة بشكل لا يؤثر على البلد سلباً ، وخصوصاً أنه من الدول المصدرة للعقول والقدرات الخارقة .
فالسؤال الحقيقي لماذا لا تستثمر هذه العقول هنا للتنمية على جميع الأصعدة .
والجواب بكل بساطة ، لأن هذا بالمستقبل والقريب جداً سيطيح بجميع التيوس القائمين على البلد وسيضرب الإقطاع السياسي . وسيوجد أنظمة لا تلائم القيمين على البلد .فنحن نعيش بأحضان على باب والأربعين حرامي .
مثال :
أتى أخ لنا من الخارج متخصص بتصنيع الأدوية ، وعرض مشروع تصنيع دواء للأمراض المزمنة في لبنان مما يوفر على المستهلك المريض 75% من كلفة الدواء الأجنبي ، ويدر على الدولة أرباح طائلة ، وسار بالمشروع من سياسي إلى سياسي ، حتى همس آخر واحد في أذنه ، يا بني خدلك قرض وفتاح صيدلية إذا بدك تعيش بهالبلد ، وسكر على المشروع لأن مافيات الأدوية لن يسمحوا لك بالمشروع ، وقد يقتلوك بالنهاية إذا فعلت الموضوع أكثر . أو أرجع مطرح ماكنت وعيش هونيك أحسنلك .
فهذه عينة وهناك الكثير مثله ، فهذا حال البلد ولا صوت يعلوا صوت المعركة .
شيركوه
03-30-2006, 07:46 PM
مشاكل كتير
انا رح اعطي مثل بسيط
بطرابلس مثلا
كم تتخيلين حجم رؤوس الاموال المخزنة في البنوك؟؟؟
استطيع ان اقول انها بالمليارات ولست آتي بارقام من عقلي
الارقام انقلها عن احد مدراء البنوك في طرابلس
وسمعتها منه باذني
ولكنهم يرفضون استعمال رؤوس اموالهم -اقصد اصحابها- في مشاريع استثمارية في المدينة
ناهيك عن البلد
فبرايك اين سيجد الشباب عملا؟؟؟
في الدرك مثلا؟
الجيش؟
ربما هي افضل وظائف يحصل عليها المرء في لبنان في الايام السابقة لست ادري ان كانت ستستمر هكذا ام لا
بيت
مدارس للاولاد
معاش
معاش تقاعدي+تعويض
الخ الخ
السلام عليكم
فـاروق
03-30-2006, 07:49 PM
شطرا على المعلومات عمو كلسينا
شيركوه
03-30-2006, 07:52 PM
السلام عليكم
بالفعل اخي كلسينا
المافيات والسياسيون والاضطرابات
شغلة بتنشف القلب يا اخي
ولكن اهنئ الاخت dandoun
على هذا طرح هذا الموضوع
فهو من المواضيع المهمة
يمكنك ان تقومي ايضا بنقل مقالات تتحدث عن الموضوع
لعل البعض يستحي من المشاركة او قد لا يجد افكارا اولية ينطلق منها
ارجو ان لا تكوني قد تضايقت من كلامي سابقا عن احرف الابجدية فانا لم اقصد شيئا
افضل طريقة للكتابة باية لغة هي استعمالها تكرارا
فاذا استمريت بالكتابة بالاحرف الاجنبية لن تتطور سرعتك
انا تطورت سرعتي في الكتابة بالعربية من ورا المنتديات
السلام عليكم
Dandouna
03-30-2006, 08:31 PM
شكرا على التعليق كما اني بحاجة للتوسع بالموضوع و رح اسمع كلمتك اخ فرقاني بالنسبة للمقالات وكمان الكتابة و ولا يهمك... وصراحة فكرة النقاشات بالمنتدى والمشاركة كتير مهمة لاخذ الاراء والبحث من مختلف وجوه النر... مشكوريييين
شيركوه
03-31-2006, 06:47 PM
جزاك الله خيرا
نامل ان تستمري بهذا الجهد وان يكون لله
السلام عليكم
من هناك
03-31-2006, 08:26 PM
السلام عليكم،
سبحان الله كنت اريد ان اكتب في هذا الموضوع من فترة ولكني كنت انتظر فترة من الراحة.
إن موضوع التنمية مسألة معقدة جداً وعانت منها مجتمعاتنا من اكثر من 50 سنة. انتقل الناس الآن إلى التنمية المستدامة ولا زلنا نصارع انفسنا في اي ناحية تنموية نبدأ. والمشكلة ليست جديدة ابداً على عالمنا ولكن القديم ان القادة المسلمين والعرب لم يعرفوا الحل حتى الآن.
هناك حل اكثر من رائع قدم إلى المؤتمر العالمي الأول للإقتصاد الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة سنة 1976 قبل ان يولد معظمنا. في هذا البحث وضع وزير التنمية الباكستاني خورشيد احمد خلاصة اعماله وفكره حول كيفية الإنطلاق ومواجهة التحدي الأكبر امام العالم الإسلامي كي لا يخسر الثورة الإفتصادية الجديدة التي كانت في اول انطلاقها يومذاك مع الثورة الإلكترونية. كان عنوان البحث "التنمية الإقتصادية في إطار إٍسلامي"
البحث طويل وقد اضع بعض افكاره هنا إن شاء الله وانصح الجميع ان يحاولوا الحصول عليه وقراءته إن كانوا يهتمون بهذا الموضوع.
لقد لخص المشكلة في اننا نسعى للتنمية على اصول ليست لنا. يريد العالم الإسلامي بناء اقتصاده ولكن بشكل لا يتناسب مع دوره العالمي، الفكري، السياسي، والإقتصادي. لقد اكد ان التنمية الإقتصادة لا تكون باللحاق بالآخر الشرقي او الغربي تبعاً لميل القائد او هوى الناس.
إن التمنية الحقة لا تكون إلا بإعادة بناء اجتماعية اقتصادية شاملة على هدى نموذج مختلف كل الإختلاف له فروضه الخاصة وقيمه.
السؤال الفيصل هنا:
هل العالم الإسلامي اليوم (كما بالأمس قبل 30 سنة) يعرف وجهته في هذا المجال؟
من هناك
04-01-2006, 01:10 PM
السلام عليكم،
لقد تطرق الملك عبد الله بن عبد العزيز اليوم إلى مسألة التنمية في المملكة في خطابه الملكي السنوي إلى اهمية مسألة التنمية واهميتها في مستقبل المملكة ولكن للأسف تداخل مع هذا الموضوع اهمية تبعية التنمية لسوق النفط العالمي وللحرب على الفكر التكفيري.
لا بد من الفصل التام بين التنمية والمشاكل السياسية العالمية والمحلية ووضع ثوابت واضحة بين الإقتصاد المحلي والتنمية الخارجية.
الحق على الدولة وعلى غبائها بنسبة كبيرة..وهنا اتكلم خصوصا عن هجرة الادمغة.الدولة تصرف عليه الملايين بدءا من الحضانة للجامعة فالمنحة للخارج لتلقيه لقمة سائغة جاهزة في فم الدولة المظيفة لانها فقط لم تستطع توفير منصب عمل لازم واذا وفرت له يكون خارج اختصاصه تماما...
من لبنان
04-01-2006, 06:09 PM
ما مكعقول هالشعب دايما بيضع الحق على الدولة ولو ما شاف ولا مرة انو الحق على اصحاب الأدمغة والسبب انو لديهم طموح وبعد نظر؟!!
فـاروق
04-01-2006, 06:11 PM
انا معك اخت وداد...
معقول دماغ متلي يتركوه يذهب الى الادغال :)
يا ستي نسبة كبيرة على الدولة ونسبة قليلة على هلشباب يلي عندو بعد نظر وطموح كان المفروض يرجع للبلد ويرض بالجلوس مع كومة اوراق يلفها الغبار ..:d
اذا كان هذا الامر بسوء تسيير وتقدير فمش مشكلة تعودنا ...المشكل انو يكون هذا تهجير وليس هجرة..
شيركوه
04-01-2006, 07:38 PM
اهلين بفتى الادغال
اذا اختبارات الجامعة ما عرفت تجاوب عليهم
روح روح من وشي
----------------------
اخت من لبنان
كيف الحق ليس على الدولة؟؟
فقط فقط في مناخ سياسي عندنا في لبنان مثلا
اي امل مثلا للشباب؟؟
الجميع دون استثناء يفكر في "الهجرة" وليس الذهاب الى الخارج لايجاد عمل
هجرة يعني وان وي تيكت
هل المناخ في لبنان الان مبشر؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
السلام عليكم
شيركوه
04-01-2006, 08:17 PM
والله اذا كانوا كلهم متل فرافيرو افندي مشرفنا العام
فالهجرة هي افضل حل
حرام لانو افريقيا ناقصها بلاوي كتير :)
السلام عليكم
Dandouna
04-01-2006, 08:48 PM
هو الحق على الدولة اخ من لبنان لانه لو الدولة منا عم تنصب وتفش الشباب والناس ما كان حدا فضل الغربة...تاني شي لو الدولة بدال ما تعمل اشياء للشباب الطموح ببلده كان فاد بلده بدل ما يستفاد منو الغرييييييببببب, نظام ومسؤولين فاشلين
من هناك
04-01-2006, 09:03 PM
ضاع الموضوع
الأخت من لبنان
فـاروق
04-01-2006, 09:04 PM
المجتمع ايضا يساهم في تفاقم المشكلة
المجتمع الذي يرفع مطالبه فيما يختص بنوعية الحياة ومتطلباتها يجبر الشباب على الهجرة
المجتمع الذي يصور الكماليات على انها ضروريات يجعل قبول الوظائف البسيطة شبه مستحيل...
طبعا هذا لا يعني ان الشباب سيهاجرون بسبب المجتمع فقط..فاضافة اليه والى الوضع الحكومي المتردي...يبقى للطموح والسعي الى حياة افضل ( توصل الى قوز في الاخرة ايضا) حلم مشروع
Saowt
04-02-2006, 08:48 AM
يمكن الحق على المسؤولين اللي بالبلد..
لأنو دايما الرجل الغير مناسب في المكان المناسب..
يعني يا حرام... ما عندك واسطة.... ما الك محل تعيش بالبلد...
إذا بلدنا ما احتوانا وساعدنا لإيجاد فرص عمل (عم احكي بلسان اخوتي) شو رح ينتظر المجتمع منا؟؟
عن جد شي بيوجع القلب... الواحد بيفني حياتو بالدرس وبالأخير بيجي واحد ما بيسوى فرنك ولأنو عندو واسطة بيحتل مركز يمكن بحياتو ما بيحلم يوصل لو...
إذا هيك رح تبقى الأنظمة عنا... رح يبقى البلد عنا من دون أدمغة بالمرّة...
يستحضرني هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".. القصة وما فيها.. انو ضاعت الأمانة بس ما أكتر...
من هناك
04-02-2006, 04:14 PM
السلام عليكم،
انا اقترح ان نكف عن وضع المشكلة فقط بل نضع المشكلة ورأينا في الحل
من لبنان
04-02-2006, 04:18 PM
اي اي اقترح اخ بلال اقترح
وينو اقتراحك للحل ما شايفنه
من هناك
04-02-2006, 04:25 PM
انا بدأت بالكتابة عن التنمية ولكن هناك من اضاع الموضوع :)
ربما سأنقل المشاركة إلى موضوع آخر كي اكتب المزيد
اي اي اقترح اخ بلال اقترح وينو اقتراحك للحل ما شايفنه
عم نسمع كثير على التنمية المستدامة هلأيام ويعمل بشئنها المؤتمرات والبحوث حتى اني كلفت من اشهر بالبحث على النت في هذا الموضوع لانجاز رسالة دكتوراة في الاقتصاد...
اخي بلال ما دايما تضيع المواضيع وبلا فايدة على الاقل هلمرة عم نحكي بذات المسألة...
المهم عذرا اخي بلال ولحتى ما يضيع الموضوع مثل ما قلت...
ننتظر منك ان تكمل الموضوع اولا...
ثانيا اسألك بعقلي المحدود على عاتق من يقع مسؤولية هجرة الشباب في نظرك وماهو دور الحكومات بصفتها الجهة المسؤولة عن النظم الاقتصادية بمقوماتها ومادور الافراد ايضا يعني الي هم احنا في التنمية سواءا من المنظور الاسلامي او غيرها...يعني اريد في هذا وجهة نظر خاصة ......
شيركوه
04-08-2006, 10:35 PM
الحل هو
وزززززززززززززززززززززز
اما الى اسكندينافيا
او استراليا
او كندا
او
بلاد الواقواق
وللمشكلجية الحل
الذهاب الى العراق او افغانستان
شوفولكم بلد وروحوا عليه
شكلي رايح على بلاد الواقواق
السلام عليكم
فـاروق
04-08-2006, 11:06 PM
تفضل لعندي على ليبيريا :)
كلسينا
04-09-2006, 07:49 PM
ليش ليبيريا قريبة من الواقواق ؟:)
فرقاني لاتروح قبل ما تعشينا سمكة حرة ما بسامحك .
من هناك
04-12-2006, 09:53 PM
الهجرة في مخيلة الشباب الفلسطيني: السفر عبر مراكب الموت الى المجهول ..طريق الى الثروة والرفاهية
لكل شاب وفتاة حلم يسعى وراءه من اجل تحقيقه وفق الإمكانيات المتاحة, وان كان هناك تجاوز لهذه الإمكانات, وتختلف الآراء ووجهات النظر في كيفية الوصول إلى هذا الحلم أو ذاك أو حتى الآلية التي يتم التبرير بها لتحقيق الأمر المراد, ففي ظل الأجواء المشحونة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والتغير الحاصل في الساحة الفلسطينية وما تتعرض له الأراضي الفلسطينية من تضييق الخناق عليها وسلب مواردها الاقتصادية والبشرية وانعدام حالة الاستقرار وتنامي ظاهرة العنف والاعتداءات الإسرائيلية على شريحة الشباب بوجه خاص وبكل الضغوط التي يتم ممارستها عليه, ومختلف شرائح المجتمع الفلسطيني عامة . كان لا بد من البحث –منفذ أو مخرج- يمكن لهؤلاء الشبان على اختلاف مشاربهم –الفقراء خاصة- يمكن لهم إيجاد بيئة أكثر هدوءا وأكثر أمنا من تلك التي يعيشون في كنفها.... فكان حلم الهجرة يراود البعض إلى احد البلدان تلك التي يمكن وصفها بدول العالم الأول أو حتى المتقدمة في مجالات الصناعة والتجارة وتحتل مكانة مرموقة على الصعيد الدولي. وبرغم انحسار المجال في عدد معين الدول ,يطمع بأن تكون هي المحطة الأخيرة التي يسعى الجميع الوصول إليها .
عبر السطور اللاحقة ,التالية, كان لنا هذا التحقيق عن أسباب ودوافع الشباب الفلسطيني خاصة والعربي عامة للهجرة ,وأحلامهم المستقبلية , وإمكاناتهم الملائمة ,والشروط التي تضعها تلك الدول التي تقبل بالمهاجرين إليها , وأنماطها المتعارف عليها ..وآثرها على الاقتصاد والمجتمع الفلسطيني وعلى اقتصاديات الدول الأخرى ......
- دوافع وأسباب-
إبراهيم محمد 22 سنة طالب بكلية الإعلام بجامعة الأقصى يقول :" الدافع الأساسي بالنسبة هو تدني الأوضاع الاقتصادية التي نمر بها, حيث أن والدي عاطل عن العمل وقد هدم جيش الاحتلال منزلنا في مطلع انتفاضة الأقصى , ولم نتمكن من إعادة ترميمه, وهو ما أثر سلبا على إكمال مسيرتي التعليمية وهو ما سيدفعني للبحث دوما عن فرصة جديدة للهجرة" . ويبرر الطالب الجامعي تكراره لمحاولات الهجرة عبر طرق غير مشروعة أحيانا سعيه لتحسين أوضاع اسرته المعيشية بالإضافة إلى تأمين مستقبله وعن ذلك يقول " على مدار ثلاث سنوات لم أترك بابا الا وطرقته من اجل الوصول الى طريقة تمكني من السفر الى اية دولة لديها مستوى عال من الرفاهية والاقتصاد الرفيع" .
ولم تكن الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي وحدها الدافع الرئيسي وراء طلب الهجرة او اللجوء , بل كانت الاوضاع الأمنية المتدهورة التي تعيشها المناطق الفلسطينية التي لم يكن الشباب بمنأ عنها . حتى سارع الكثير من الشبان الى اتخاذها ذريعة "اقصر الطرق للوصول الى الهدف" وعن ذلك يقول محمد جمعة21 طالب بكلية التربية الجامعة الاسلامية" عندما تجد نفسك مستهدفا في كل وقت وكل حين , تنام وتصحو على أصوات القذائف والانفجارات والاجتياحات , ستجد نفسك تفكر مليا في الهروب من هذا الواقع .من اجل بناء حياة جديدة".
ويضيف الطالب جمعة قائلا" لا أريد ان ينشيء أبنائي في ظل هذه الاوضاع المتردية, أبحث لهم عن حياة أفضل من تلك التي انا بكنفها الان , بعيد عن مشاهد الدماء, والحصول على جنسية احدى الدول الاجنبية تعطيك الكثير من الامتيازات التي من شأنها تعزيز مكانتك وتسمح لك بالسفر والتنقل بين اكثر بلد دون حسيب او رقيب"
ومن تلك الاسباب ما ربطه بعض الشباب بشكل مباشر بالمستقبل وبناءه , كحال الشاب خالد أبو سليمان 22 عاطل عن العمل" لا يمكن ان افكر ان اوضاعي الاقتصادية سببا وحيدا يدفعني للهجرة, لكن أتطلع لبناء مستقبل مزدهر في دولة أجنبية يمكن الاستثمار بها, وبناء مشاريع تسمح لنا بالعيش لحياة أفضل" .
و العديد من تلك الدوافع التي يرى أصحابها بأنها تصلح لان تكون بداية الطريق نحو الهجرة ومنها" كتعليم لغة وثقافة جديدة , او اكمال المسيرة التعليمية والاستقرار, البداية بداية جديدة بعد الفشل الذي مني به بعض الشباب في وطنهم, رغبة البعض –وهم قليل- محاولة الاستفادة من الخبرات الاجنبية والتقدم التكنولوجي المذهل لدي الغرب حتى يعكسه ذلك داخل وطنه بغية بناءه وتطوير .
-إلى أين يهاجرون؟-
اختلفت الوجهات المقصودة للشبان الثلاثة والعديد ممن استطلعنا أراءهم حول القضية, بالنسبة لابراهيم محمد " لا تهم ماهية الدولة التي اريد ان اهاجر اليه ,لكن المهم انني اسعى اني اهاجر الى احدي الدول المتقدمة" وقد طرح بعض الدول كـ" السويد , كندا , الولايات المتحدة الامريكية و استراليا لانها دول يمكن ان تساعدني على بناء مستقبلي والحصول على وظيفة جيدة وبناء حياة جديدة" وعما اذا كان قد كانت له محاولات جدية للهجرة الى احدى هذه الدول يقول ابراهيم محمد" كل دولة لها وضعية وقوانين خاصة غير متشابهة في المسلك , لذا اضطررت لان احاول في أكثر من بلد , تقدمت بطلب لجوء سياسي في كندا واستراليا, وبواسطة احد الاصدقاء حاولت الهجرة الى فرنسا غير ان المحاولة فشلت لعدم توفر الاموال للوصول الى هناك, وشاركت باكثر من مرة في اليانصيب الامريكي, او الجرين كارد , غير ان المحاولات بائت بالفشل".
فيما يقول محمد جمعة" كندا اكثر الدول التي اسعى للوصول اليها رغم قوانينها المعقدة , لكني لا زلت عاقد العزم على مواصلة المحاولة " وعن سبب اختياره لكندا كوجهة له يردف قائلا" بطبيعتي أحب البلاد الجبلية والطبيعة الخلابة, وكندا تتوفر فيها كافة مقومات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية , ومناخها جميل جدا يمكن التكيف معه رغم برودته".
في حين يجد خالد أبو سليمان نفسه ملزما بالبحث عن أكثر الطرق نجاعة للوصول الى السويد , لانه كما يقول انها ذات مستوى رفيع وناسها طيبون , يمكن ان يبدأ فيها رحلته .
ويتفق أبو سليمان مع نظرائه بأن القصص التي سمعها من أناسا كانوا قد هاجروا الى عدة دول فيما سبق بانها رغم مرارتها والبعد والوحدة الا انه يمكن التعايش في ظل هكذا اوضاع لتحقيق المراد.
ويضاف الي قائمة هذه الدول كل من سويسرا النرويج وايسلندا وايرلندا والدانمارك ونيوزلندا.
- الطريق الوعر-
بالطبع لا توجد أية دولة تسوعب هذا الكم الهائل من المهاجرين من دول العالم الثالث لذا اضطر الكثير من وكالات الهجرة العالمية , من خوض غمار الهجرة السرية , رغم المخاطر التي تعتريها والتي من ممكن ان تودي بحياة المهاجرين اذا ما اكتشف أمرهم في قبل السلطات التي يقبل اليها المهاجرين ..
حيث تفيد احدي الاحصائيات بأن السلطات الإسبانية اعتقلت أكثر من 80 ألف مهاجر غير شرعي خلال الاعوام الثلاثة الماضية وهو ما يؤشر لمسار تصاعدي يغذيه تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في دول الجنوب وارتفاع معدلات البطالة وتقلص حظوظ الرقي الاجتماعي.
وتطرح الاحصائية تحديات مستقبلية أمنية واقتصادية واجتماعية داخل إسبانيا التي تظهر الإحصائيات أنها لا تتمكن سنويا من ضبط سوى 2.5%-3.5% من المهاجرين الذين يدخلون التراب الإسباني.وبلغ عدد الوفيات بسبب غرق قوارب الهجرة والتي أصبحت تسمى بـ "قوارب الموت" ما يقرب من 4 آلاف ضحية في السنوات الخمس الماضية غالبيتهم من المغاربة وفق جمعية العمال المهاجرين المغاربة بإسبانيا.ويلاحظ أن جنسيات المهاجرين غير الشرعيين متعددة، فبالإضافة إلى المغرب هناك الجزائر والسنغال ودول جنوب الصحراء، وحتى آسيا.
ومن الوسائل التي تستخدمها وكالات الهجرة العالمية –الغير شرعية- اعمال التزوير على نطاق واسع في جوازات السفر والوثائق الثبوتية وايضا في التأشيرات الممنوحة لهؤلاء المهاجرين , وعن ذلك يقول " م, س" صاحب احدي وكالات الهجرة في ليتوانيا- احدى الدول الاوروبية- وهو فلسطيني الجنسية ,يتواجد حاليا في غزة " هناك صعوبات بالغة تفرض علينا بعد دخول عدد من الدول الاوروبية الى السوق الاوروبية المشتركة وهو ما زاد الخناق علي مجال عملنا "
وعن كيفية تهرب المهاجرين يقول صاحب الوكالة" نقوم بعمل تأشيرات خاصة الى ليتوانيا حيث انه من السهل جدا الوصول اليها "حسب تعبيره ويضيف" بعد ان يصل المهاجرون الى ليتوانيا نستصدر لهم وثائق سفر مزورة , ثم نضعهم في عربات نقل مواد غذائية او صناعية , لا يرى منها شيئا, الى الحدود نقوم برشي الحراس الليتوانيين من أجل تمرير قافلة المهاجرين الى الدول المحيطة دون لفت أنظار السلطات الامنية في ليتوانيا الى قوافل تهريب المهاجرين الاجانب".كما أكد على وجود جملة من الصعوبات والمشقات التي تعتري الرحلة حيث قال" لا يوجد مناص من حدوث مشاكل يمكن ان تعكر صفو الرحلة للمهاجرين قد نتعرض لحوادث اطلاق نار مباشر في حال اكتشف امرنا. او قد نتعرض لنقصان الاكل ومياه الشرب, وفي احيان كثيرة نتعرض لانزلاق الكتل الصخرية من الجبال ما قد يؤدي الى مقتل العديد من المهاجرين. والكثير من هؤلاء المهاجرين قد اكتشف امرهم وتم القبض عليهم في احيان كثيرة وترحيلهم الى بلادهم...!
وبحسب الاحصائية الاسبانية فقد أفادت ايضا بمقتل 130 مهاجرا غير شرعيا غرقا على الحدود بين المغرب واسبانيا نهاية العام الماضي. في ظل تخوف السلطات الاسبانية من بقاء البلاد الاكثر قبولا بالنسبة للمهاجرين الغير شرعيين نظرا لحدودها المترامية مع المغرب ما سيمح بمرور اكبر عدد من المهاجرين دون علم ودراية السلطات الاسبانية ..
وكثيرا ما يتعرض المهاجرون الى حالات نصب واحتيال من قبل جماعات التهريب , كالتي تعرض لها الشاب محمود نعيم 25 من مدينة رفح. والذي كان عرضة لمرتين نصب واحتيال حيث غرر به المهربون ان يتم تهريبه الى السويد بتزويده بجوازات سفر وتأشيرات مزورة مقابل مبالغ خيالية غير انه ولدى وصوله الى فرنسا , اكتشفت السلطات الفرنسية أمره وتم ترحيله الى القطاع مرتين متتالتين.
وحال محمود هو حال الكثيرين من الشبان الذين لا زالوا يفكرون بالهجرة بطريق غير مشروعة . لكنه وفي الاونة الاخير قد عدل عن أراءه بسلوك الطرق الغير مشروعة واصبح شأنه الوحيد الحصول على لجوء سياسي لدي السويد بطرق قانونية تضمن سلامته حتى ولو اضطر لان يتزوج احدى الفتيات السويديات بغية الحصول على الجنسية السويدية.
من هناك
04-12-2006, 09:54 PM
الوطن أم المهجر...؟
يعتبر هذا الموضوع الشائك من أكثر القضايا التي لا زالت تؤرق الكثير من المهاجرين وبخاصة الفلسطينين ممن كنا قد التقينا معهم في سياق الإعداد لهذا التحقيق فقد جاءت اراء البعض متضاربة حول أهمية الوطن بالنسبة لكل واحد منهم أو حتى دولة التي يرغبون بالهجرة إليها .
يقول محمد جمعة" بعد خمسة سنوات من القتل و التدمير واسالة الدماء لم يعد بوسعي البقاء في بلد لم يقدم لي شيئا, بل كان بيئة خصبة لتدمير مستقبلي في ظل الوضع الامني المتدهور , في حالة هجرتي الى احدي البلدان ساكون افضل حالا واكثر امنا "
ويضيف" كنا بالماضي نتحدث عن الارض وحمايتها والدفاع عنها ودوما ما كنا نقول انه ارض رباط وجهاد. ولكن الان اختلف الحال, فالامور تزداد سوءا يوما بعد يوما, وقبل ان تلحق بنا المصائب ".
وما اذا كان سيعود لبلده بعد ان يمضي فترة في المهجر , يردف قائلا" ما يجول بخاطري اني لن اعود الى البلاد ثانية.. ولكن لا يمكن ان انسى اني فلسطيني".
ويوافقه بالرأي ابراهيم محمد ولكن بحديث أقل حدة , حيث يقول " صحيح اننا نعيش اوقات خير وبركة في ظل المعركة التي نخوضها مع الاحتلال الاسرائيلي , ولكن علينا ان نستعد وان نكون اكثر قوة ومنعة, بل علينا ان ننفتح على العالم, وهو ما اسعى اليه من الوصول الى احد البلدان الاوروبية, من اجل تحسين وضعي المعيشي وبناء حياة جديدة في دولة مزدهرة تقدر معني الانسان, وتحافظ على كرامته وتسعى لتطويره ليخدم الإنسانية جمعا بعيدا عن مشاهد القهر والدمار".
ويتابع بالقول " اذا كنت سويديا او نرويجيا او أمريكيا سيكون لك الحق المرور في كل بلدان العالم اما لو كنت فلسطينيا وتحمل الجنسية الفلسطينية فلن يسمح لك المرور حتى ولو الى اية دولة كانت بتلك السهولة , وقد تمنع من الدخول الى الكثير من البلدان ومنها الدول العربية , يمكن لي ان أغير هذا الواقع لو حملت الجنسية لاحدى البلدان".
وبلهجة أكثر تهكما وسخرية يقول خالد أبو سليمان " الحديث عن الوطن وحبه كلاما فضفاضا, ولم يبق منه في ايامنا الحالية الا القليل, لذلك لا نريد ان نعطي الامر اكثر من حقه في التعبير واستغراق الوقت الغير مجدي".
"للشبان لا للفتيات"
لا تعدو القضية كونها ذكورية بالمطلق, غير انه يترامى الاذهان محاولات بعض الفتيات للهجرة , ولكنها محاولات قليلة جدا , فمن الغريب في مجتمع محافظ كالمجتمع الفلسطيني ان نجد فتاة ترغب في الهجرة او تسعى اليها , غير ان الاوصاف التي ممكن ان تنطبق على حالات هجرة الفتيات هي تلك الانماط القليلة جدا والمحصورة في الزواج من الاقارب او الاصدقاء المهاجرين في احدي البلدان الاوروبية,
وحتى ان هجرة الفتيات التعليمية هي ذات نسب قليلة جدا جدا.وفي هذا الصدد تقول سماهر عازم 21 عام " في مجتمع كالمجتمع الفلسطيني لا يمكن للفتاة ان تتمرد على قيوده المفروضة عنوة علينا, من اجل التفكير بالهجرة, رغم وجود الكثير من الفتيات اللواتي يأمل بأن يفتح لهن المجال دون فرض مزيدا من المضايقات عليهن".
وتتابع " بالنسبة الينا, تتختلف اسباب هجرتنا او محاولات بعض الفتيات للهجرة , ومنها الفتيات اللواتي يتعرضن للقهر او الاعتداء من قبل عائلاتهن يضطررن للهروب من البلاد مع احد الاصدقاء الى بلد عربي مجاور او حتى اجنبي, وايضا, من تلاحقها قضايا فيها مساس بالشرف والعادات والتقاليد"
وقليلة هي قصص الفتيات اللواتي اعلن تمردهن على المجمتع وقوانينه وقد هاجر البعض منهن وحقققن نجاحات في مجال عملهن ومنهن من قد فشلت بمسيرتها واضطرت للعودة الى احضان اسرتها تجر أذيال الندم والحسرة على ما فاتها من زمن العمر.
"معارض ومؤيد"
المعارض هو علي عبد الرحيم 45 عاما "عامل بناء" يقول" معنى ان تهاجر انك تهجر وطنك وارضك ودينك وعرضك, وهجرة الشاب هي دليل فشله في بلده وانه غير قادر على تحقيق أماله بمزيد من الصبر والعمل الجاد,
فلا اقبل ان اجد احد ابنائي يطلب الهجرة من البلاد" من لا خير فيه لارضه وناسه لاخير في هجرته" في حين يجب ان يكون الشاب قد حقق نجاحا ملحوظا في وطنه وقدم خدمات جليلة له , حتى يفكر في ان يسافر قليلا لاكتساب الخبرات والمهارات ومن ثم العودة الى الوطن من اجل اعادة البناء والمساهمة في تطويره وتحقيق المكاسب والنجاحات الملحوظة في وطنه".
والمؤيد هو سعدي فتحي 50 عام أخصائي أعصاب يقول" تدفع الهجرة الشاب للخروج من الواقع الذي يمر فيه من ضائقة اقتصادية واجتماعية خانقة , وبالتالي تمكنه من خوض التجربة الرائعة التي يكتسبها في رحلته , وتحقيق نجاحات على الصعيد المالي والاجتماعي في البلد الذي يهاجر اليه"
ويرى فتحي أن من يرغب بالهجرة يجب ان تتوفر فيه شروط تمكنه من الاندماج في المجتمع الجديد وركائز يرتكز عليها في حياته الجديدة عليه ومنها" ان يكون لديه مهنة عمل حتى يواصل عمله في البلد الذي يصل اليه, او ان يكون انهي الدرجة الجامعية الاولي حتى يتمكن من الانغماس بشكل سهل جدا في المجتمع وبالتعود على ثقافته حتى لا يكون مصيره الفشل والعودة سريعا الى البلاد دون تحقيق نجاحات تذكر"
"سماسرة الهجرة"
وللاطلاع عن كثب عن مكاتب الهجرة وعملها داخل الاراضي الفلسطينية وتلك المنتشرة على شبكة الانترنت من عدد مختلف من دول العالم, حاولنا التواصل مع ادارة احدى المكاتب غير ان الردود جاءت دبلوماسية بحتة وايجابية جدا دون التوصل الى نتيجة تمكنا من دعم هذا التحقيق ,
فاضطررنا لأن نقوم بانتحال شخصية احد الشبان الذي يسعون للهجرة الى كندا او الولايات المتحدة على وجه الخصوص , بالنظر الى انهم اكثر البلدان قصدا للمهاجرين في العالم وخاصة للشباب الفلسطيني نظرا لارتفاع مستوى المعيشة والرفاهية وتوفير فرص عمل في شتى المجالات...
وقد وبعد سلسلة من الاتصالات والمداولات مع احد المكاتب الغزية واخر في مونتريال في كندا , متخصصين في مجال الهجرة الى هذين البلدين , كانت الردود في النهاية تصل الى طريق مسدود , من حيث الكلفة العالية للمصاريف, والقوانين المعقدة التي فرضتها كلتا الدولتين على المهاجرين الجدد, وبضرورة ان يجتاز المهاجر اختبارات القبول كاللغة والثقافة ... الخ!
وفي أحد المكاتب المتواجد حاليا في غزة والتي ارهقت الصحف المحلية بكثرة اعلاناتها عن فرص خيالية للهجرة الى الولايات المتحدة و كندا . التي تختار ما بين 50 اى 60 الف مهاجر سنويا. تبين ان الامر لا يختلف عن كافة المكاتب الخاصة بالهجرة على طول وعرض قارات العالم الخمس.
بل تزداد صعوبة الامر اكثر كون ان الاختبارات يجب عقدها في القدس المحتلة.. وهو ما يشكل عائقا كبيرا لدى الشبان الغزيين بالوصول الى القدس لعقد اختبارات القبول...
وبالتالي فلم يكن هناك سياقا واضحا للتعامل مع المهاجرين الراغبين بالهجرة بسبب القيود المتعنتة والتي فرضت بعد الحادي عشر من سبتمبر, وأيضا تنامي ظاهرة _ الارهاب العالمي- بحق العرب والمسملين . وكون الموافقة يجب ان تأتي ايضا من قبل السلطات الاسرائيلية من الناحية الامنية والتي تقوم بتزويد الدول بملفات الفلسطينين الراغبين بالهجرة الى الدول الاوروبية المقصودة , وهو ما شكل مشكلة اكبر لدى الشباب حيث تعرضت ملفاتهم في احيان كثيرة الى الرفض من قبل السلطات الاجنبية.
إحصائيات وأرقام
ونحن في أوائل القرن الحادي والعشرين، هناك فرد واحد من كل خمسة وثلاثين شخصاً حول العالم يعيش كمهاجر. وإذا جمعنا كل المهاجرين في مكان واحد، فإنهم سيكونون دولة هي الخامسة على مستوى العالم من حيث تعداد السكان.أكثر من 140 دولة وقعت اتفاقيات دولية تلزمها بحماية أولئك الأفراد الذين يتفق على اعتبارهم لاجئين. كثير من الدول قامت مؤخرا بتشديد سياساتها الخاصة باللجوء، وهو أمر تقول الأمم المتحدة إنه أدى إلى تقليل نسبة من يعترف بوضعهم كلاجئين. يشكل المهاجرون قسما هاما من قوة العمل فى العديد من بلدان العالم الصناعي. وفقا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، هناك اهتمام متجدد بجذب العمالة المهاجرة فى تلك البلدان، وهو الأمر الذي يعود في جانب منه إلى تقدم متوسط العمر في المجتمعات المضيفة. تحاول الكثير من البلدان الصناعية جذب العمالة الماهرة الأجنبية.
الاكثر استقطابا
وتعتبر كندا الدولة الاكثر استقطابا للمهاجرين حيث تختار سنويا بحدود 50 الف مهاجر و قد تستغرق عملية اختيار و قبول المهاجرين من قبل السلطات الكندية الرسمية حوالى 3-4 سنوات و قد تكلف اجور الحاميين و الاستشاريين و صرفيات أخرى بحدود 2000-4000 دولار و يتطلب من صاحب الطلب احتساب النقاط التي مطلوب تحقيقها و هي 69 نقطة
ومن الشرائح التي تستهدفها كندا طلبا في هجرتها اليها, العمالة الماهرة حيث يتم تصنيفها «الفئة الاقتصادية» التي تضم أيضا رجال الأعمال. وتهتم كندا كثيرا بالعمالة الماهرة التي يمكنها التنافس بفاعلية تامة والنجاح في اقتصاد البلاد الذي يعتمد على المعرفة.
وتركز اللوائح الجديدة لقانون الهجرة وحماية اللاجئين على التعليم العالي والقدرات اللغوية والخبرات العملية بدلا من التركيز فقط على الخبرة في وظيفة معينة.
وتستحوذ فئة العمالة الماهرة على نصيب الأسد من أعداد المهاجرين إلى كندا في كل عام. وتأكيدا لذلك تشير أرقام الهجرة للعام 2002 إلى منح وضع الإقامة الدائمة لـ123 ألفا و357 مهاجرا ضمن فئة العمالة الماهرة من أصل 203 ألفا و909 مهاجرا جديدا.
الاكثر تصديرا
تعتبر الدول العربية و شمال أفريقية والعراق وافغانستان "دول العالم الثالث" من اكثر البلدان في العالم تصديرا للمهاجرين بسبب الاوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تعيشها هذه البلدان بالاضافة الى الاوضاع الامنية وكثيرا ما تتم عمليات الهجرة الجماعية في قوارب صيد متهالكة و عربات نقل عام في ظل ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد ولا تسير وفق الخطط و السياسات الموضوعة و التى تزيد عن حاجات الدول الأوروبية للمهاجرين , ويرتبط هذا التوجه بهدف العنصر الاجتماعي لهذا الملف الحساس، فالاتحاد الأوروبي حينما يلبي احتياجاته من دول البلطيق، التى كانت مرشحة لعضوية الاتحاد فى ذلك الوقت سيستفيد عبر تلاشي احتمالات حدوث صدامات عقائدية مثلا بين المسلمين والمسيحيين، ولأن هؤلاء يدينون بالدين المسيحي فلن تكون هناك مشكلات من وجودهم في أوروبا، ولن يطالبوا بأماكن عبادة جديدة، ولن يطالبوا بأيام إجازات إضافية لزيارة الوطن الأم، وسينفقون دخلهم ومدخراتهم في أوروبا. وبالتالي فإن الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا تجارة تنظمها عصابات المافيا الأوروبية بالتعاون مع تلك الموجودة فى بعض الدول...
ولا يزال الامر مفتوحا لمزيدا من الاحتمالات والتنبؤات في المستقبل حول الصراع المستمر بين كل من دول العالم الثالث والمتقدم في توفير كفاية الدول الفقيرة من حاجاتها الاساسية للحد من تنامي هذه الظاهرة الخطيرة على كلا العالمين, ومن اجل الحفاظ على التوازن في هذه البلدان وضمان استقرارها الاقتصادي والامني والاجتماعي والحد ايضا من نزوح النوع الاجتماعي منعا لحدوث ظاهرة صدام الحضارات والتي كان من احد اسبابها الهجرة الغير معقولة من دول الجنوب الى دول الشمال المتقدم اقتصاديا.
شيركوه
04-30-2006, 05:12 PM
يرفع ايضا
السلام عليكم
كلسينا
05-02-2006, 07:01 PM
السلام عليكم :
ولا يزال الامر مفتوحا لمزيدا من الاحتمالات والتنبؤات في المستقبل حول الصراع المستمر بين كل من دول العالم الثالث والمتقدم في توفير كفاية الدول الفقيرة من حاجاتها الاساسية للحد من تنامي هذه الظاهرة الخطيرة على كلا العالمين, ومن اجل الحفاظ على التوازن في هذه البلدان وضمان استقرارها الاقتصادي والامني والاجتماعي والحد ايضا من نزوح النوع الاجتماعي منعا لحدوث ظاهرة صدام الحضارات والتي كان من احد اسبابها الهجرة الغير معقولة من دول الجنوب الى دول الشمال المتقدم اقتصاديا
إن هذا الموضوع ليس بجديد بل هو دائم التجدد وسيبقى لأن أسبابه معروفة وواضحة وضوح الشمس ، ولكن من يحاولون حل هذه المشكلة كمن يحاول إيقاف نزيف بغض النظر عن سببه ومحور إنطلاقه . وسنذكر بالأسباب ربما يكون قد غفل عنها أحد وبإختصار :
أولاً : الظلم العالمي والذي جعل دول الشمال تستخدم العلوم والطاقات الموجودة عندها لأستغلال دول الجنوب وإحتكار ثرواتها (إن وُجِدت أو إستنزاف طاقات الشعوب )وإستغلالها بطريقة بشعة جشعة .
ثانياً : إقطاعية حكام دول الجنوب ونهب ثروات البلاد وإخضاع البشر وتعبيدهم لهم عنوة ، وإستأثارهم بكل ما يمكن الإستأثار به .
وعكس هذان العاملان هو العدل وهو ما ننشده بالدعوة للعودة إلى الله .
والسؤال المطروح هنا على المهاجرين أو من يحلمون بالهجرة .
أنت ضمن دائرة المظلومين تحاول بكل ما تملك من إمكانات متاحة القضاء على هذا الظلم وإحلال العدل مكانه . هل ستبقى على هذا الموقف بعد إنتقالك لدائرة الظالمين ؟ وتحاول أن تضرب الظلم الذي كنت تحاول ضربه من قبل ، أو أن نظرتك للظلم ستختلف ، وخصوصاً أنك ستصبح مستفيد منه ، ومن التقديمات التي ستستفيد منها وهي نتيجة هذا الظلم ؟
وهنا تكمن كارثة الهجرة ومخاطرها . أنا شخصياً إن سألني أحد المهاجرين عن العودة لا أنصحه بها ، ولكن على هذان الشرطان وليس على أن يعود لنا كالكثيرين الذين هاجروا وأصبحوا ينتمون إلى الدول التي هاجروا إليها ونسوا ما كانوا يعانون منه هنا والذي ما زال يعاني منه غيرهم وستعاني منه الأجيال القادمة . فتكبر مع الأسف دوائر الظالمين بأولادنا ومسلمينا المقتنعين بأنهم يحملون دين محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام . ويحافظون على الصلاوات والصيام ويبنون المساجد !!!!!!!!
هل سيرضى هذا المهاجر أي قانون قد تأخذه الدولة المهاجر إليها برفع الظلم أو تخفيفه ، على أنه سينعكي عليه ببعض السلبيات وقد يقلل من الرفاهية التي يحلم بها وهاجر من أجلها ؟
المشكلة أن من يهاجر لا يفكر إلا بنفسه وبرافهيته المحروم منها وبفرصه بالتألق والشهرة التي يصبوا لها .وهو حق له ولا نستطيع لومه على ذلك بما أنه حرم منه ولا يرى أي بصيص أمل لمشروع تحمله أمته التي ينتمي إليها ، وأنه سيصبح نزيل السجون إذا فكر بطرح مشروع ، لأن الظالمين لو أختلفت أسماءهم أو جنسياتهم لا يقبلوا بالعدل ويحاربونه بكل ما يملكون من قوة لأنه سيكون على حسابهم وحساب شهواتهم وسلطتهم . ولكن صاحبنا هنا لا ينظر للعدل بهجرته ولا ينظر لأوامر الله ولكنه ينظر لنفسه ومبروك له ما سيحصده ونسأل الله أن يثبت أقدام الصابرين ويشد أزرهم وينصرهم .