فـاروق
03-10-2006, 05:38 PM
سم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم.
ثماني أيام فقط ويسافر الدعاة والشباب إلي الدنمارك ليبدأ الحوار. والحقيقة إنني لا أريد ان ينحصر حديثي علي موضوع الدنمارك فحسب، ولكن يمتد ليشمل وضع قواعد أصيلة نعبر بها عن كيفية نظرتنا للمستقبل لأن العشرين عاماَ القادمة ستكون مليئة بالأحداث إذا ما أردنا القيام بنهضة.
أنا لا أريد التحدث علي موضوع الدنمارك لأنه بات منتهيا تقريبا ولكنه يذكرني بحادث الإفك الذي تعرض له النبي صلي الله عليه وسلم. ان تفاعل الصحابة مع القضية كان وقتي وانفعالي، أما القرآن الكريم فقد حوله الحادثة من مجرد واقعة وقتية إلي قواعد للأمة لتمشي عليها إلي يوم القيامة لأن مثل هذه الأحداث ستتكرر إلي يوم القيامة.
ذهب "خباب بن الأرت" إلي النبي وقد كان النبي متكئ عند الكعبة. ذهب له في حالة شديد من الإعياء وقد أصابه من الظلم والإساءة ما أصابه. قال للنبي:"ألا تدعو لنا؟ ألا تستنصر لنا؟!"
عندما سمع النبي هذا الكلام قعد واحمر وجهه غضباً وقال:" ان من كان قبلكم كان يؤتي بالمناشير فيُشق نصفين ما يرده هذا عن دينه. والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلي حضرموت لا يخشي إلا الله والذئب علي غنمه ولكنكم تستعجلون."
ذهب خباب إلي النبي بعد أعواما من الظلم والإساءة له وللمسلمين وللنبي صلي الله عليه وسلم. كم من إساءة!
· نشرت امرأة ان يُنادي لنبي صلي الله عليه وسلم "مذمماً" بدلا من "محمداً" وانتشر الاسم وكتبت أبياتا من الشعر الذي يمثل الثقافة والفنون – كما قلنا في "علي خطي الحبيب". تألم الصحابة تألماً شديدا من هذا وفيه قال النبي"دعوهم إنما يشتمون مذمما وأنا محمدا". كم من إساءة!
· كان النبي ساجداً بالكعبة فأتي "عقبة بن أبي معيط" بأمعاء جمل ميت يلقيها علي ظهر النبي صلي الله عليه وسلم فيظل النبي ساجد حتى تأتي ابنته فاطمة تمسح عنه الوسخ باكيةً فيقول لها النبي صلي الله عليه وسلم:" لا تبكِ يا بنية إن الله ناصر أباك". كم من إساءة!
· كان النبي صلي الله عليه وسلم يصلي فأتي "عقبة بن أبي معيط" ليلف عباءته حول رقبة النبي "عقبة بن أبي معيط" ويخنقه بشدة. كم من إساءة!
· كان يأتي الكفار بالفحم ويشعلونه ليصبح جمرا ملتهبا ويجعلون "خباب بن الأرت" ينام واضعا ظهره علي الفحم حتى ان الفحم لم يكن لينطفئ إلا عندما يسيل الشحم من ظهر "خباب بن الأرت" ليطفئه! كم من إساءة!
· يكفي ان من كان يرفض الإسلام وكأنه يقول للنبي إني لا أصدقك! كم من إساءة!
في ظل كل هذه الإساءات أتي "خباب بن الأرت" إلي النبي"ألا تدعو لنا؟!"
من المعروف ان النبي كان يدعوا الله في كل الأوقات، فلما غضب في هذا الموقف ورفض الدعاء؟! "خباب بن الأرت" أراد ان تحدث معجزة مثل هؤلاء الذين قرأ عنهم في القرآن، مثلما حدث لعاد وثمود عندما كذبوا مرسليهم فدعوا عليهم فاهلكوا. أنا تخيلت ان النبي قد يتعاطف برحمته مع خباب ولكنه غضب لأن لديه هدف سامي يريد ان يحققه وبالفعل تحقق بعد عشرين عاماً. النبي صلي الله عليه وسلم لا يريد ان يتكلم عن الماضي والحاضر بل المستقبل.انظروا إلي رد النبي "والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلي حضرموت لا يخشي إلا الله والذئب علي غنمه ولكنكم تستعجلون."
عاش النبي صلي الله عليه وسلم الحلم ورسمه لخباب ليراه هو الآخر وليعمل من أجل تحقيقه في المستقبل.أول ما يري النبي في الحلم الأمان " من صنعاء إلي حضرموت". النبي يقول هذا الكلام في وقت كانت الجزيرة العربية ممتلئة بقاطعي الطرق. كما يري النبي الإيمان وقد ملأ قلوب الناس،"لا يخشي إلا الله" النبي يقول هذا الكلام في وقت كان معظم الناس به كفاراً. ويري أيضا الغنم وقد سرحوا دليل علي التنمية الاقتصادية للمسلمين " والذئب علي غنمه" . النبي يقول هذا الكلام في وقت كان الفقر به شديداً.
أرأيتم كيف نقل النبي خباب ليعيش الاسمي من إساءات الوقتية؟ فقد اختار النبي صلي الله عليه وسلم ثلاثة أشياء -رسمها في الحلم- كان المجتمع في هذا الوقت في اشد الحاجة إليها وابعد ما يكون عن تحقيقها: الأمان، والإيمان، والمال.
وانهي النبي حديثه " ولكنكم تستعجلون."
أترون الفارق بين رؤية النبي ورؤية خباب؟
انطلق خباب من الماضي والآمه وانطلق النبي من المستقبل وأماله!
انطلق خباب من عاطفة المؤمن الصادق المحب لدينه ولنبيه ومن رد الفعل علي الإساءة المستمرة منذ سنين. وانطلق النبي من عقل المخلص المخطط للمستقبل ومن المبادرة الدائمة لتحقيق الهدف ليستمر آلاف السنين!
إذا القاعدة الأولي تنص علي ان هناك مدرستين تتناولا هذه المواقف:
1. المدرسة الأولي تري انه يجب ان يكون رد فعل الأمة بناءا علي ما حدث لها طوال العشرين عاما المنقضية بالتصدي للاعتداءات بكل وسائل التصدي المشروعة.وهو تصور صحيح.
2. المدرسة الثانية تري انه يجب ان يكون فعل الأمة مصدره الحلم والتخطيط للمستقبل ووضع هدف واضح ومدروس سيغير وجه العالم عند تحقيقه بإذن الله. وهو تصور صحيح!
أري ان المدرسة الأولي تجعل من الأمة سيارة إسعاف تذهب هنا وهناك عندما تحدث مشكلة، ونحن لا نستطيع العيش بدون سيارة الإسعاف. كما أري المدرسة الثانية أناسا يريدوا غرس البذور رغم العواصف وكل همهم ان يتم الزرع والحصاد بعون من الله.
كلا المدرستين محترمتين وينبغي ان تكون العلاقة بينهما علاقة ود وتقدير واحترام. اذكر كلمة الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية بنا هناك ادوار وهناك ملفات ولم يعيها-لعمقها- الكثير.
وكلاهما ينطبق عليه أحاديث النبي "كلاهما محسن" بإخلاصهم وحبهم للإسلام، وقوله" إذا اجتهد فأصاب فله اجر وإذا اجتهد فاخطأ فله اجر". ان الحق متعدد عندما يسمو الهدف ويكون الإخلاص واضحاً.
ولكن في النهاية من حق كل شاب ان يحلم لبلده، وان يخطط ويبني لمستقبلها. وكانت هذه رؤيتنا عندما بدأنا برنامج "صناع الحياة"، ففي الحلقة التي أذيعت يوم الخامس عشر من ابريل عام ٢٠٠٤، كان الواجب العملي للحلقة هو"احلم لبلدك بعد عشرين سنة". وكان حديث النبي مع خباب
يدور ببالنا وكيف ان النبي أراد المستقبل وليس الماضي والحاضر.
قمنا بوضع عداد علي الموقع وإذا به يقول ان الشباب والفتيات والنساء والأطفال ادخلوا علي الموقع سبعمائة ألف حلم! إذا علمنا ان الناس تريد ان تتفق مع بعضها البعض كيف سيكون المستقبل.
قلنا للناس بعد ذلك تعوا نرتب هذه الأحلام حسب أهميتها، فجاء علي رأس القائمة البطالة والتعليم والصحة والتدين. الاحظتم ان هذه هي الأشياء التي وضعها النبي في حلمه للمستقبل: الأمان والحالة الاقتصادية والإيمان!!! ولهذا وضعنا شعارنا ليكون"التنمية بالإيمان" وكانت من هنا الانطلاقة للحلم.
القاعدة الآن هي أننا يجب ان نكون مبادرين بتصورنا للمستقبل وهذا ما قلته بوضوح شديد في آخر حلقات برنامج" علي خطي الحبيب": هيا نمشي علي خطي الحبيب المبادر المخطط لأنه ليس هناك أمل في نهضة هذه الأمة دون وجود هدف سامي ورؤية واضحة للعشرين سنة القادمة.
اذكر أننا سردنا قصة صلح الحديبية عندما جاء عمر بن الخطاب للنبي وقال له:"لما نعطي الدنية في ديننا؟" حيث كانت رؤية الصحابة للصلح انه به من التنازلات ما يقلل من شأن الدين. ولكن عكس التوقعات، عدد من دخل الإسلام في العامين التاليين للصلح يساوي عدد من اسلموا منذ بدء الرسالة إلي يوم عقد الصلح! هذه ليس من فراغ، انه من تخطيط النبي للمستقبل والذي بالفعل تطلب التنازل عن بعض الأهداف الوقتية ذوات القيمة الزائلة.
************
الكلام برسم آكلي اللحوم
يجب ان أؤكد ان ليس معني كلامي انه لا يجب التصدي لما تتعرض له الأمة من إساءات،
أنا لا املك حتى ان أقول ذلك. ولهذا قلنا في بداية القضية انه لابد من الاحتجاج والمقاطعة والغضب، لكن لا يمكن ان تتحول الأمة كلها إلي سيارة إسعاف وتنسي التخطيط للمستقبل.
**********************
ثماني أيام فقط ويسافر الدعاة والشباب إلي الدنمارك ليبدأ الحوار. والحقيقة إنني لا أريد ان ينحصر حديثي علي موضوع الدنمارك فحسب، ولكن يمتد ليشمل وضع قواعد أصيلة نعبر بها عن كيفية نظرتنا للمستقبل لأن العشرين عاماَ القادمة ستكون مليئة بالأحداث إذا ما أردنا القيام بنهضة.
أنا لا أريد التحدث علي موضوع الدنمارك لأنه بات منتهيا تقريبا ولكنه يذكرني بحادث الإفك الذي تعرض له النبي صلي الله عليه وسلم. ان تفاعل الصحابة مع القضية كان وقتي وانفعالي، أما القرآن الكريم فقد حوله الحادثة من مجرد واقعة وقتية إلي قواعد للأمة لتمشي عليها إلي يوم القيامة لأن مثل هذه الأحداث ستتكرر إلي يوم القيامة.
ذهب "خباب بن الأرت" إلي النبي وقد كان النبي متكئ عند الكعبة. ذهب له في حالة شديد من الإعياء وقد أصابه من الظلم والإساءة ما أصابه. قال للنبي:"ألا تدعو لنا؟ ألا تستنصر لنا؟!"
عندما سمع النبي هذا الكلام قعد واحمر وجهه غضباً وقال:" ان من كان قبلكم كان يؤتي بالمناشير فيُشق نصفين ما يرده هذا عن دينه. والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلي حضرموت لا يخشي إلا الله والذئب علي غنمه ولكنكم تستعجلون."
ذهب خباب إلي النبي بعد أعواما من الظلم والإساءة له وللمسلمين وللنبي صلي الله عليه وسلم. كم من إساءة!
· نشرت امرأة ان يُنادي لنبي صلي الله عليه وسلم "مذمماً" بدلا من "محمداً" وانتشر الاسم وكتبت أبياتا من الشعر الذي يمثل الثقافة والفنون – كما قلنا في "علي خطي الحبيب". تألم الصحابة تألماً شديدا من هذا وفيه قال النبي"دعوهم إنما يشتمون مذمما وأنا محمدا". كم من إساءة!
· كان النبي ساجداً بالكعبة فأتي "عقبة بن أبي معيط" بأمعاء جمل ميت يلقيها علي ظهر النبي صلي الله عليه وسلم فيظل النبي ساجد حتى تأتي ابنته فاطمة تمسح عنه الوسخ باكيةً فيقول لها النبي صلي الله عليه وسلم:" لا تبكِ يا بنية إن الله ناصر أباك". كم من إساءة!
· كان النبي صلي الله عليه وسلم يصلي فأتي "عقبة بن أبي معيط" ليلف عباءته حول رقبة النبي "عقبة بن أبي معيط" ويخنقه بشدة. كم من إساءة!
· كان يأتي الكفار بالفحم ويشعلونه ليصبح جمرا ملتهبا ويجعلون "خباب بن الأرت" ينام واضعا ظهره علي الفحم حتى ان الفحم لم يكن لينطفئ إلا عندما يسيل الشحم من ظهر "خباب بن الأرت" ليطفئه! كم من إساءة!
· يكفي ان من كان يرفض الإسلام وكأنه يقول للنبي إني لا أصدقك! كم من إساءة!
في ظل كل هذه الإساءات أتي "خباب بن الأرت" إلي النبي"ألا تدعو لنا؟!"
من المعروف ان النبي كان يدعوا الله في كل الأوقات، فلما غضب في هذا الموقف ورفض الدعاء؟! "خباب بن الأرت" أراد ان تحدث معجزة مثل هؤلاء الذين قرأ عنهم في القرآن، مثلما حدث لعاد وثمود عندما كذبوا مرسليهم فدعوا عليهم فاهلكوا. أنا تخيلت ان النبي قد يتعاطف برحمته مع خباب ولكنه غضب لأن لديه هدف سامي يريد ان يحققه وبالفعل تحقق بعد عشرين عاماً. النبي صلي الله عليه وسلم لا يريد ان يتكلم عن الماضي والحاضر بل المستقبل.انظروا إلي رد النبي "والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلي حضرموت لا يخشي إلا الله والذئب علي غنمه ولكنكم تستعجلون."
عاش النبي صلي الله عليه وسلم الحلم ورسمه لخباب ليراه هو الآخر وليعمل من أجل تحقيقه في المستقبل.أول ما يري النبي في الحلم الأمان " من صنعاء إلي حضرموت". النبي يقول هذا الكلام في وقت كانت الجزيرة العربية ممتلئة بقاطعي الطرق. كما يري النبي الإيمان وقد ملأ قلوب الناس،"لا يخشي إلا الله" النبي يقول هذا الكلام في وقت كان معظم الناس به كفاراً. ويري أيضا الغنم وقد سرحوا دليل علي التنمية الاقتصادية للمسلمين " والذئب علي غنمه" . النبي يقول هذا الكلام في وقت كان الفقر به شديداً.
أرأيتم كيف نقل النبي خباب ليعيش الاسمي من إساءات الوقتية؟ فقد اختار النبي صلي الله عليه وسلم ثلاثة أشياء -رسمها في الحلم- كان المجتمع في هذا الوقت في اشد الحاجة إليها وابعد ما يكون عن تحقيقها: الأمان، والإيمان، والمال.
وانهي النبي حديثه " ولكنكم تستعجلون."
أترون الفارق بين رؤية النبي ورؤية خباب؟
انطلق خباب من الماضي والآمه وانطلق النبي من المستقبل وأماله!
انطلق خباب من عاطفة المؤمن الصادق المحب لدينه ولنبيه ومن رد الفعل علي الإساءة المستمرة منذ سنين. وانطلق النبي من عقل المخلص المخطط للمستقبل ومن المبادرة الدائمة لتحقيق الهدف ليستمر آلاف السنين!
إذا القاعدة الأولي تنص علي ان هناك مدرستين تتناولا هذه المواقف:
1. المدرسة الأولي تري انه يجب ان يكون رد فعل الأمة بناءا علي ما حدث لها طوال العشرين عاما المنقضية بالتصدي للاعتداءات بكل وسائل التصدي المشروعة.وهو تصور صحيح.
2. المدرسة الثانية تري انه يجب ان يكون فعل الأمة مصدره الحلم والتخطيط للمستقبل ووضع هدف واضح ومدروس سيغير وجه العالم عند تحقيقه بإذن الله. وهو تصور صحيح!
أري ان المدرسة الأولي تجعل من الأمة سيارة إسعاف تذهب هنا وهناك عندما تحدث مشكلة، ونحن لا نستطيع العيش بدون سيارة الإسعاف. كما أري المدرسة الثانية أناسا يريدوا غرس البذور رغم العواصف وكل همهم ان يتم الزرع والحصاد بعون من الله.
كلا المدرستين محترمتين وينبغي ان تكون العلاقة بينهما علاقة ود وتقدير واحترام. اذكر كلمة الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية بنا هناك ادوار وهناك ملفات ولم يعيها-لعمقها- الكثير.
وكلاهما ينطبق عليه أحاديث النبي "كلاهما محسن" بإخلاصهم وحبهم للإسلام، وقوله" إذا اجتهد فأصاب فله اجر وإذا اجتهد فاخطأ فله اجر". ان الحق متعدد عندما يسمو الهدف ويكون الإخلاص واضحاً.
ولكن في النهاية من حق كل شاب ان يحلم لبلده، وان يخطط ويبني لمستقبلها. وكانت هذه رؤيتنا عندما بدأنا برنامج "صناع الحياة"، ففي الحلقة التي أذيعت يوم الخامس عشر من ابريل عام ٢٠٠٤، كان الواجب العملي للحلقة هو"احلم لبلدك بعد عشرين سنة". وكان حديث النبي مع خباب
يدور ببالنا وكيف ان النبي أراد المستقبل وليس الماضي والحاضر.
قمنا بوضع عداد علي الموقع وإذا به يقول ان الشباب والفتيات والنساء والأطفال ادخلوا علي الموقع سبعمائة ألف حلم! إذا علمنا ان الناس تريد ان تتفق مع بعضها البعض كيف سيكون المستقبل.
قلنا للناس بعد ذلك تعوا نرتب هذه الأحلام حسب أهميتها، فجاء علي رأس القائمة البطالة والتعليم والصحة والتدين. الاحظتم ان هذه هي الأشياء التي وضعها النبي في حلمه للمستقبل: الأمان والحالة الاقتصادية والإيمان!!! ولهذا وضعنا شعارنا ليكون"التنمية بالإيمان" وكانت من هنا الانطلاقة للحلم.
القاعدة الآن هي أننا يجب ان نكون مبادرين بتصورنا للمستقبل وهذا ما قلته بوضوح شديد في آخر حلقات برنامج" علي خطي الحبيب": هيا نمشي علي خطي الحبيب المبادر المخطط لأنه ليس هناك أمل في نهضة هذه الأمة دون وجود هدف سامي ورؤية واضحة للعشرين سنة القادمة.
اذكر أننا سردنا قصة صلح الحديبية عندما جاء عمر بن الخطاب للنبي وقال له:"لما نعطي الدنية في ديننا؟" حيث كانت رؤية الصحابة للصلح انه به من التنازلات ما يقلل من شأن الدين. ولكن عكس التوقعات، عدد من دخل الإسلام في العامين التاليين للصلح يساوي عدد من اسلموا منذ بدء الرسالة إلي يوم عقد الصلح! هذه ليس من فراغ، انه من تخطيط النبي للمستقبل والذي بالفعل تطلب التنازل عن بعض الأهداف الوقتية ذوات القيمة الزائلة.
************
الكلام برسم آكلي اللحوم
يجب ان أؤكد ان ليس معني كلامي انه لا يجب التصدي لما تتعرض له الأمة من إساءات،
أنا لا املك حتى ان أقول ذلك. ولهذا قلنا في بداية القضية انه لابد من الاحتجاج والمقاطعة والغضب، لكن لا يمكن ان تتحول الأمة كلها إلي سيارة إسعاف وتنسي التخطيط للمستقبل.
**********************