رائد
03-07-2006, 04:10 PM
مصطلح «الفكر التكفيري» الذي أصبح تهمةً تُوجّه ضد المجاهدين في سبيل الله، هو مصطلح جديد في تسميته، ولكنه قديم في معناه الحقيقي ..
كان أنبياء الله ورسله يدعون قومهم إلى توحيد الله والإيمان بألوهيته، وإلى الخروج من عبادة العباد والأصنام إلى عبادة رب العباد.. ( أي بالكفر بآلهتهم وأديانهم السابقة ) واعتناق كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله )، فمن اهتدى وآمن واتبع نبيّه فهو مؤمن موحد، ومن عاند وكابر فقد ضل وكفر .
بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم خاتماً للنبيين والرسل، ليخرج به العباد من الظلمات إلى النور .. فكان من شروط الانتساب لدعوة خاتم النبيين هو شهادة أن ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )، والكفر بكل الطواغيت التي كانت تُعبد من دون الله، فمن آمن بهذه الشهادة وعمل بموجبها فهو موحد مؤمن، ومن قالها بلسانه ولم يشهد بها قلبه ولم يعمل بموجبها فهو منافق أشد كفراً من الكفار الأصليين، ومن كان مؤمناً بها ثم جاء بنقيض لها فقد ارتد وانقلب على عقبيه .. فدين الإسلام له خطوط حمر وثوابت لا يجوز تعديها أو تجاوزها .
وفي قرون الإسلام الأولى ، كان للمسلمين دولة .. هي دولة الخلافة الإسلامية.. كان المسلمون كلهم من كبيرهم إلى صغيرهم يعلمون غاية وجودهم في هذه الحياة .. وهي توحيد الله وعبادته والكفر بالطاغوت وشرائعه .. فكانت دولة الخلافة تحكم بالإسلام .. مستمدة دستورها من القرآن .. كان الخليفة ينظم الصفوف .. ويُسيّر الكتائب المقاتلة لتجاهد في سبيل الله .. فكانت الفتوحات الإسلامية .. وكانت الانتصارات تتوالى .. وكانت قوى الشرك تنهار أمام قوة التوحيد .. فانتكست شعارات أعداء الله وانهزمت آمالهم في إطفاء نور الله .. {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون }، حتى خضعت الأرض وجميع دول العالم لسلطان الإسلام .. فكنا سادة العالم يومئذ .. وكنا بحق خير أمة أخرجت للناس .. نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونجاهد في سبيل الله .. كانت دولة الخلافة تأخذ الجزية من أهل الذمة .. وكانت عادلة حتى مع الكافرين المشركين .. لكن عدلها لم يكن يعني أن تسمح للكافرين بمشاركة المسلمين الحكم أو إدارة شؤون الدولة .. ولم يكن عدلها يبيح لها التحاكم إلى شرائع البشر، أو موالاة أعداء الله والتعاون معهم . ولم يكن عدلها يشمل العفو عمن ينشر الفساد والكفر في مجتمعات المسلمين .. ولم يكن عدلها أن تصفح عن المرتدين وتلغي حدود الله .. كذلك فإن عدلها لم يكن يشمل إعطاء تراخيص لمحلات الخمور والبنوك الربوية والملاهي الليلية ..
كان المسلمون يومئذ يعلمون أن كل من يرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام أو يعتقد بفكرة تتعارض مع عقيدة التوحيد ، فهو مرتد يجب استتابته وإلا فالسيف ينتظر قطع عنقه .. هكذا كانوا يفهمون عقيدتهم، فكانوا يعملون في حياتهم ويعبدون الله بموجب ما تمليه عليهم عقيدة التوحيد .. عقيدة الولاء والبراء .
ولكن شاء الله أن تدور الأيام .. وهذه سنة الله في الحياة .. قال تعالى {وتلك الأيام نداولها بين الناس } وتحقيقاً لقول رسوله صلى الله عليه وسلم «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء» ، فغابت دولة الخلافة دون أن يغيب التوحيد من صدور المسلمين الموحدين .. وغابت معها شوكة المسلمين وقوتهم .. فلم يعد لهم ولي أمر يحكمهم بشرع الله ، ولم يعد لهم دولة يعيشون فيها أجواء الإسلام والإيمان .. فجاء الاستعمار الصليبي إلى بلاد المسلمين ليحرق ما خلفه لنا أجدادنا وأسلافنا من حضارة وعلوم .. فقتلوا العلماء .. ودمروا البيوت .. وهدموا المساجد .. وسفكوا دماء المسلمين .. وانتهكوا الأعراض .. وسرقوا الكتب والمخطوطات .. وغيّروا وبدلوا مناهج المسلمين بما يتوافق مع أهوائهم وآمالهم الاستعمارية .. إلا أنهم لم يستطيعوا أن يبدلوا آية واحدة من كتاب الله .. فقاموا بحرق أوراق المصاحف، إلا أنهم عجزوا وفقدوا الأمل في قدرتهم على حرق آيات القرآن من أفئدة وصدور الموحدين، فما كان أمامهم سوى أن ينسحبوا من ديار المسلمين وينصّبوا وراءهم حكاماً عملاءً طواغيت يحققون لهم ما يريدون .. فظن بعض البسطاء والمغفلين بأن هؤلاء هم أولياء أمور المسلمين ويجب طاعتهم والتحاكم إلى دساتيرهم الوضعية المضاهية لشرع الله ..!
من بين هذه الآلام والمحن.. تمخضت الأيام لتلد أحفاد الصحابة والتابعين .. فجاء الله بقوم يحبهم ويحبونه .. أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين .. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعبادته .. وهبوا حياتهم من أجل رفع راية لا إله إلا الله .. وأحيوا في الأمة فريضة الجهاد .. تلك الفريضة الغائبة التي يخاف عودتها طواغيت الأرض .. نظموا أنفسهم ليعملوا ضمن جماعة تعيد لهذه الأمة مجدها وعزتها .. رافعين لواء التوحيد .. المصحف في يمينهم .. والسيف في شمالهم .. إنهم جنود الجماعات الجهادية التي تقاتل ضد الطاغوت ونظامه، يجاهدون من أجل تحكيم شرع الله وإعادة دولة الإسلام.. فكانت جماعة الجهاد "طلائع الفتح" في مصر، وجماعة الطليعة المقاتلة في سوريا .. والجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا .. والجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر .. وجيش عدن أبيَن في اليمن .. وجماعة أبي سياف في الفليبين .. وجماعة طالبان في أفغانستان .. ومجاهدي كشمير والشيشان والبوسنة .. وجماعة أنصار الإسلام في الكردستان ، وجماعة تنظيم القاعدة لقتال اليهود والصليبيين، وغيرهم كثير من المجاهدين الذين أعادوا لنا بطولات أجدادنا وأسلافنا .. فإن كانت دولة الإسلام قد غابت عن واقع الحياة، إلا أن الجهاد والمجاهدين لم يغيبوا، كيف لا وهم الذين بشّر بهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال : " لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين " . وفي رواية " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " .
أدرك الطواغيت أن هناك من يهدد عروشهم ونظامهم، وأدرك اليهود والصليبيون وحلفاءهم أن هناك خطراً يهدد وجودهم ويقض مضاجعهم ، فقد عاد جنود الرحمن من جديد .. مقبلين غير مدبرين .. يحملون القرآن والبندقية .. ويحملون معهم مشروعاً إسلامياً عالمياً يبشر المسلمين بعودة دولتهم التي غابت عنهم في لحظة من لحظات الضعف والغفلة.
فكان لا بد للطواغيت أن يتداركوا خطر هؤلاء الموحدين ويعملوا بحيث يرضى عنهم أربابهم من اليهود والنصارى.. وفي ذات الوقت يكسبون تأييد العلمانيين والشيوعيين والقوميين وسائر الأحزاب والمنظمات والجماعات التي تقوم على فكرة أو مبدأ يتناقض مع مبدأ التوحيد وأصول العقيدة .. فكان ينقصهم حليف استراتيجي يسهّل عليهم مهمتهم في الحفاظ على عروشهم التي ينازعون الله عليها، وبالتالي يكسبون تأييد الجماهير والرعاع فيضلوا الأمة ويلبّسوا عليها إدراك حقيقة الواقع وفهم طبيعة الصراع بين الإسلام والكفر .. فمن هو هذا الحليف الذي يعقد الطواغيت آمالهم عليه ؟
عرف الطواغيت من أين يحاربون الإسلام .. وعرفوا من أين يبدؤون ، فقاموا بإنشاء وزارات الأوقاف .. ولجان بحوث وإفتاء .. وأسسوا هيئة وسموها هيئة كبار العلماء .. ومحطات فضائية تحوي على برامج دينية مدسوسة، وأسسوا نظاماً تعليمياً بما يتوافق مع سياسة الصهاينة والأمريكان، وشيّدوا الجامعات والمعاهد الرسمية الحكومية التي تمنح شهادات أكاديمية في الشريعة الإسلامية، بشرط ألا تحتوي المناهج فيها على قراءة تحكي واقع الأمة المعاصر.. وألا تحتوي على مفهوم التوحيد والولاء والبراء والحاكمية والقتال في الإسلام ، وهكذا هي جميع جامعات ومعاهد ومدارس الدول العربية .
بدأ الطواغيت حملتهم ضد الله ورسوله والذين آمنوا ، وقاموا بمحاربة من يظنون فيهم إخلاصاً وغيرة على دين الله، فأنشأوا جهاز أمن الدولة ، وشيدوا المحاكم العسكرية، ومراكز المخابرات، والزنازين الانفرادية التي يمارسون فيها تعذيب المؤمنين، ونصبوا حبال المشانق،.. { وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد }
.
يحتاج الحكام الطواغيت إلى من يبرر فعلهم ويصبغ عليه الشرعية، إذ أن المسلم العاقل لن يقتنع بأفعال الطواغيت وشرعية جرائمهم ضد المجاهدين وعباد الله الموحدين المستضعفين . ولن يقتنع أجهل المسلمين بجواز وشرعية التعاون مع اليهود والنصارى من أجل قتال إخوانه وسفك دمائهم . فمن يا ترى تظنون أنه أهل لهذه المهمة ؟! إنهم علماء السلاطين وأحبار السوء .. كانوا ولا زالوا الخنجر الخبيث المسموم الذي يطعن بظهر الأمة، وهم الأئمة المضلون الذين حذّر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : "أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان يجادل بالقرآن" ، وقال " أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون" .
كان أنبياء الله ورسله يدعون قومهم إلى توحيد الله والإيمان بألوهيته، وإلى الخروج من عبادة العباد والأصنام إلى عبادة رب العباد.. ( أي بالكفر بآلهتهم وأديانهم السابقة ) واعتناق كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله )، فمن اهتدى وآمن واتبع نبيّه فهو مؤمن موحد، ومن عاند وكابر فقد ضل وكفر .
بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم خاتماً للنبيين والرسل، ليخرج به العباد من الظلمات إلى النور .. فكان من شروط الانتساب لدعوة خاتم النبيين هو شهادة أن ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )، والكفر بكل الطواغيت التي كانت تُعبد من دون الله، فمن آمن بهذه الشهادة وعمل بموجبها فهو موحد مؤمن، ومن قالها بلسانه ولم يشهد بها قلبه ولم يعمل بموجبها فهو منافق أشد كفراً من الكفار الأصليين، ومن كان مؤمناً بها ثم جاء بنقيض لها فقد ارتد وانقلب على عقبيه .. فدين الإسلام له خطوط حمر وثوابت لا يجوز تعديها أو تجاوزها .
وفي قرون الإسلام الأولى ، كان للمسلمين دولة .. هي دولة الخلافة الإسلامية.. كان المسلمون كلهم من كبيرهم إلى صغيرهم يعلمون غاية وجودهم في هذه الحياة .. وهي توحيد الله وعبادته والكفر بالطاغوت وشرائعه .. فكانت دولة الخلافة تحكم بالإسلام .. مستمدة دستورها من القرآن .. كان الخليفة ينظم الصفوف .. ويُسيّر الكتائب المقاتلة لتجاهد في سبيل الله .. فكانت الفتوحات الإسلامية .. وكانت الانتصارات تتوالى .. وكانت قوى الشرك تنهار أمام قوة التوحيد .. فانتكست شعارات أعداء الله وانهزمت آمالهم في إطفاء نور الله .. {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون }، حتى خضعت الأرض وجميع دول العالم لسلطان الإسلام .. فكنا سادة العالم يومئذ .. وكنا بحق خير أمة أخرجت للناس .. نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونجاهد في سبيل الله .. كانت دولة الخلافة تأخذ الجزية من أهل الذمة .. وكانت عادلة حتى مع الكافرين المشركين .. لكن عدلها لم يكن يعني أن تسمح للكافرين بمشاركة المسلمين الحكم أو إدارة شؤون الدولة .. ولم يكن عدلها يبيح لها التحاكم إلى شرائع البشر، أو موالاة أعداء الله والتعاون معهم . ولم يكن عدلها يشمل العفو عمن ينشر الفساد والكفر في مجتمعات المسلمين .. ولم يكن عدلها أن تصفح عن المرتدين وتلغي حدود الله .. كذلك فإن عدلها لم يكن يشمل إعطاء تراخيص لمحلات الخمور والبنوك الربوية والملاهي الليلية ..
كان المسلمون يومئذ يعلمون أن كل من يرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام أو يعتقد بفكرة تتعارض مع عقيدة التوحيد ، فهو مرتد يجب استتابته وإلا فالسيف ينتظر قطع عنقه .. هكذا كانوا يفهمون عقيدتهم، فكانوا يعملون في حياتهم ويعبدون الله بموجب ما تمليه عليهم عقيدة التوحيد .. عقيدة الولاء والبراء .
ولكن شاء الله أن تدور الأيام .. وهذه سنة الله في الحياة .. قال تعالى {وتلك الأيام نداولها بين الناس } وتحقيقاً لقول رسوله صلى الله عليه وسلم «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء» ، فغابت دولة الخلافة دون أن يغيب التوحيد من صدور المسلمين الموحدين .. وغابت معها شوكة المسلمين وقوتهم .. فلم يعد لهم ولي أمر يحكمهم بشرع الله ، ولم يعد لهم دولة يعيشون فيها أجواء الإسلام والإيمان .. فجاء الاستعمار الصليبي إلى بلاد المسلمين ليحرق ما خلفه لنا أجدادنا وأسلافنا من حضارة وعلوم .. فقتلوا العلماء .. ودمروا البيوت .. وهدموا المساجد .. وسفكوا دماء المسلمين .. وانتهكوا الأعراض .. وسرقوا الكتب والمخطوطات .. وغيّروا وبدلوا مناهج المسلمين بما يتوافق مع أهوائهم وآمالهم الاستعمارية .. إلا أنهم لم يستطيعوا أن يبدلوا آية واحدة من كتاب الله .. فقاموا بحرق أوراق المصاحف، إلا أنهم عجزوا وفقدوا الأمل في قدرتهم على حرق آيات القرآن من أفئدة وصدور الموحدين، فما كان أمامهم سوى أن ينسحبوا من ديار المسلمين وينصّبوا وراءهم حكاماً عملاءً طواغيت يحققون لهم ما يريدون .. فظن بعض البسطاء والمغفلين بأن هؤلاء هم أولياء أمور المسلمين ويجب طاعتهم والتحاكم إلى دساتيرهم الوضعية المضاهية لشرع الله ..!
من بين هذه الآلام والمحن.. تمخضت الأيام لتلد أحفاد الصحابة والتابعين .. فجاء الله بقوم يحبهم ويحبونه .. أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين .. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعبادته .. وهبوا حياتهم من أجل رفع راية لا إله إلا الله .. وأحيوا في الأمة فريضة الجهاد .. تلك الفريضة الغائبة التي يخاف عودتها طواغيت الأرض .. نظموا أنفسهم ليعملوا ضمن جماعة تعيد لهذه الأمة مجدها وعزتها .. رافعين لواء التوحيد .. المصحف في يمينهم .. والسيف في شمالهم .. إنهم جنود الجماعات الجهادية التي تقاتل ضد الطاغوت ونظامه، يجاهدون من أجل تحكيم شرع الله وإعادة دولة الإسلام.. فكانت جماعة الجهاد "طلائع الفتح" في مصر، وجماعة الطليعة المقاتلة في سوريا .. والجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا .. والجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر .. وجيش عدن أبيَن في اليمن .. وجماعة أبي سياف في الفليبين .. وجماعة طالبان في أفغانستان .. ومجاهدي كشمير والشيشان والبوسنة .. وجماعة أنصار الإسلام في الكردستان ، وجماعة تنظيم القاعدة لقتال اليهود والصليبيين، وغيرهم كثير من المجاهدين الذين أعادوا لنا بطولات أجدادنا وأسلافنا .. فإن كانت دولة الإسلام قد غابت عن واقع الحياة، إلا أن الجهاد والمجاهدين لم يغيبوا، كيف لا وهم الذين بشّر بهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال : " لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين " . وفي رواية " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " .
أدرك الطواغيت أن هناك من يهدد عروشهم ونظامهم، وأدرك اليهود والصليبيون وحلفاءهم أن هناك خطراً يهدد وجودهم ويقض مضاجعهم ، فقد عاد جنود الرحمن من جديد .. مقبلين غير مدبرين .. يحملون القرآن والبندقية .. ويحملون معهم مشروعاً إسلامياً عالمياً يبشر المسلمين بعودة دولتهم التي غابت عنهم في لحظة من لحظات الضعف والغفلة.
فكان لا بد للطواغيت أن يتداركوا خطر هؤلاء الموحدين ويعملوا بحيث يرضى عنهم أربابهم من اليهود والنصارى.. وفي ذات الوقت يكسبون تأييد العلمانيين والشيوعيين والقوميين وسائر الأحزاب والمنظمات والجماعات التي تقوم على فكرة أو مبدأ يتناقض مع مبدأ التوحيد وأصول العقيدة .. فكان ينقصهم حليف استراتيجي يسهّل عليهم مهمتهم في الحفاظ على عروشهم التي ينازعون الله عليها، وبالتالي يكسبون تأييد الجماهير والرعاع فيضلوا الأمة ويلبّسوا عليها إدراك حقيقة الواقع وفهم طبيعة الصراع بين الإسلام والكفر .. فمن هو هذا الحليف الذي يعقد الطواغيت آمالهم عليه ؟
عرف الطواغيت من أين يحاربون الإسلام .. وعرفوا من أين يبدؤون ، فقاموا بإنشاء وزارات الأوقاف .. ولجان بحوث وإفتاء .. وأسسوا هيئة وسموها هيئة كبار العلماء .. ومحطات فضائية تحوي على برامج دينية مدسوسة، وأسسوا نظاماً تعليمياً بما يتوافق مع سياسة الصهاينة والأمريكان، وشيّدوا الجامعات والمعاهد الرسمية الحكومية التي تمنح شهادات أكاديمية في الشريعة الإسلامية، بشرط ألا تحتوي المناهج فيها على قراءة تحكي واقع الأمة المعاصر.. وألا تحتوي على مفهوم التوحيد والولاء والبراء والحاكمية والقتال في الإسلام ، وهكذا هي جميع جامعات ومعاهد ومدارس الدول العربية .
بدأ الطواغيت حملتهم ضد الله ورسوله والذين آمنوا ، وقاموا بمحاربة من يظنون فيهم إخلاصاً وغيرة على دين الله، فأنشأوا جهاز أمن الدولة ، وشيدوا المحاكم العسكرية، ومراكز المخابرات، والزنازين الانفرادية التي يمارسون فيها تعذيب المؤمنين، ونصبوا حبال المشانق،.. { وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد }
.
يحتاج الحكام الطواغيت إلى من يبرر فعلهم ويصبغ عليه الشرعية، إذ أن المسلم العاقل لن يقتنع بأفعال الطواغيت وشرعية جرائمهم ضد المجاهدين وعباد الله الموحدين المستضعفين . ولن يقتنع أجهل المسلمين بجواز وشرعية التعاون مع اليهود والنصارى من أجل قتال إخوانه وسفك دمائهم . فمن يا ترى تظنون أنه أهل لهذه المهمة ؟! إنهم علماء السلاطين وأحبار السوء .. كانوا ولا زالوا الخنجر الخبيث المسموم الذي يطعن بظهر الأمة، وهم الأئمة المضلون الذين حذّر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : "أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان يجادل بالقرآن" ، وقال " أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون" .