الحب
03-07-2006, 12:12 PM
هذا الحديث أيضا من المتواترات بين أهل السنة والشيعة رواه المحدثون والمؤرخون في تأليفاتهم ، بتعبيرات مختلفة ، وورد في متون الشيعة مفصلا .
ونحن نذكره على ما في صحاح أهل السنة .
مسند أحمد : عن البراء قال : كنا مع رسول الله « ص » في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلوة جامعة ، وكسح لرسول الله « ص » تحت شجرتين فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي « رض » فقال : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا : بلى . قال : فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة . ورواه بسند آخر (1) .
ويروى : عن عطية العوفي قال ، سألت زيد بن أرقم فقلت له أن ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي « رض » يوم غدير خم ، فانا أحب ان أسمعه منك ، فقال : أنكم معشر اهل العراق فيكم ما فيكم ، فقلت له : ليس عليك مني بأس . فقال : نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله « ص » الينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي « رض » فقال : يا أيها الناس ألستم تعلمون اني اولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه (2) .
ويروى : عن زيد بن أرقم منها . وفيها : فخطبنا وظُلّل لرسول الله « ص » بثوب على شجرة سمرة من الشمس ـ الرواية (3) . 1 ـ مسند أحمد ج 4 ص 281 .
2 ـ مسند أحمد ج 4 ص 368 .
3 ـ نفس المصدر ص 372 .
88
الاستيعاب : وروى بريدة وابو هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن ارقم كل واحد منهم عن النبي « ص » انه قال يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1) .
مسند أحمد : عن زاذان بن عمر قال : سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول الله « ص » يوم غدير خم وهو يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه (2) .
ويروى : عن أبي الطفيل قريبا منها ، وفيها : فقام ثلاثون من الناس . وقال أبونعيم : فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده ، فقال للناس : أتعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (3) .
ويروى : عن زيد بن أرقم قريبا منها . وفيها : فقام ستة عشر رجلا فشهدوا (4) .
أقول : وقد وردت روايات تهدينا الى ما يتفاهم في العرف من معنى كلمة المولى وما فهموا من كلام رسول الله « ص » في قوله : من كنت مولاه فهذا علي مولاه .
ففي مسند أحمد : عن رياح قال : جاء رهط الى عليّ بالرحبة ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا . قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ، قالوا سمعنا رسول الله « ص » يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فإن هذا مولاه . قال رياح فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء ؟ قالوا نفر من الأنصار وفيهم أبو أيوم الأنصاري (5) .
وفي مفردات الراغب : الولاية بالكسر النصرة وبالفتح تولي الأمر ، وقيل هما 1 ـ الاستيعاب ج3 ص 1099 .
2 ـ مسند أحمد ج 1 ص 84 .
3 ـ نفس المصدر ج 4 ص 370 .
4 ـ نفس المصدر ج 5 ص 370 .
5 ـ مسند أحمد ج 5 ص 419 .
89
واحدة نحو الدِلالة والدَلالة وحقيقته تولي الأمر ، والولي يستعملان في ذلك الله ولي الذين آمنوا ، نعم المَولى ونعم النصير .
رجال اصبهان : عن عميرة بن سعد قال : شهدت عليا على المنبر يناشد أصحاب رسول الله « ص » من سمع رسول الله « ص » يوم غدير خم يقول ما قال فيشهد ، فقام اثنى عشر رجلا منهم ابو هريرة وابو سعيد وأنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله « ص » يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه (1) .
ويروى : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : نشد عليّ الناس بالرحبة من سمع رسول الله « ص » يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، الا قام ، فقام اثنىعشر بدريا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله ... الحديث (2) .
ابن ماجه : قال : أقبلنا مع رسول الله « ص » في حجته التي حج ، فنزل في بعض الطريق فأمر الصلوة جامعة ، فأخذ بيد علي فقال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : فهذا ولي من أنا مولاه اللهم وال من والاه اللهم عاد من عاداه (3) .
سنن الترمذي : عن النبي « ص » قال : من كنت مولاه فعلي مولاه (4) .
خصائص النسائي : عن سعد خطب رسول الله « ص » فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس اني وليكم قالوا صدقت يا رسول الله « ص » ، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال : هذا وليي ويؤدي عني ديني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه (5) .
ويروى أيضا : عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع النبي « ص » من حجة الوداع 1 ـ رجال اصبهان ج 1 ص 107 .
2 ـ نفس المصدر ج 2 ص 228 .
3 ـ ابن ماجة ج 1 ص 55 .
4 ـ سنن الترمذي ص 533 .
5 ـ خصائص النسائي ص 3 .
90
ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : كأني دعيت فأجبت ، واني تارك فيكم الثقلين احدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، ثم قال : ان الله مولاي وانا ولي كل مؤمن ، ثم انه اخذ بيد علي رضي الله عنه ، فقال من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقلت لزيد : سمعته من رسول الله « ص » ، وانه ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينه وسمعه بأذنيه (1) .
ويروى ايضا : عن زيد بن ارقم ، قام رسول الله « ص » فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ألستم تعلمون اني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا بلى نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه ، قال فإني من كنت مولاه فهذا مولاه ، واخذ بيد علي (2) .
ويروى ايضا : عن زيد بن يثيغ قال : سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول على منبر الكوفة اني أنشد الله رجلا ولا يشهد الا اصحاب محمد سمع رسول الله « ص » يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ؟ فقام ستة من جانب المنبر الآخر فشهدوا انهم سمعوا رسول الله « ص » يقول ذلك (3) .
ويروى : بأسانيده روايات بهذا المضمون .
ويروى ايضا : عن عامر قال : جمع عليّ الناس في الرحبة فقال : انشد بالله كل امرء سمع من رسول الله « ص » قال يوم غدير خم : ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ وهو قائم ، ثم أخذ بيد عليّ فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (4) .
ويروى ايضا : عن سعد ، قال : كنا مع رسول الله « ص » بطريق مكة وهو متوجه 1 ـ خصائص النسائي ص 15 .
2 ـ نفس المصدر ص 16 .
3 ـ نفس المصدر ص 16 .
4 ـ نفس المصدر ص 17 .
91
اليها ، فلما بلغ غدير خم وقف للناس ثم رد من تبعه ولحقه من تخلف ، فلما اجتمع الناس اليه ، قال : أيها الناس من وليكم ؟ قالوا : الله ورسوله ثلاثا ، ثم أخذ بيد عليّ فاقامه ، ثم قال : من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1) .
ويروى : بأسانيد اخر قريبة منها .
ويروى ايضا : عن سعد بن وهب ، مثل ما في ص 17 عن عامر ، وفيها : فقال سعد : قام الى جنبي ستة (2) .
ويروى أيضا : عن سعيد بن وهب : قال علي رضي الله عنه في الرُحبة : أنشد بالله من سمع رسول الله « ص » يوم غدير خم يقول الله وليي وانا ولي المؤمنين ومن كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره ؟ فقال سعيد : قام الى جنبي ستة (3) .
مسند أحمد : ما يقرب منها (4) .
الكنى للدولابي : عن زيد بن أرقم ، قال : كنا مع رسول الله « ص » بين مكة والمدينة اذ نزلنا منزلا يقال له غدير خم ، فنودي ان الصلاة جامعة ، فقام رسول الله ... كما في الخصائص ص 16 (5) .
ويروى أيضا : عن أبي قلابة ، قال : نشد الناس عليّ في الرحبة ، فقام بضعة عشررجلا فيهم رجل عليه جبة عليها ازار حضرميّة ، فشهدوا ان رسول الله « ص » قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه (6) .
مستدرك الحاكم : عن زيد بن ارقم قال : لما رجع رسول الله « ص » من حجة 1 ـ خصائص النسائي ص 18 .
2 ـ نفس المصدر ص 19 .
3 ـ نفس المصدر ص 29 .
4 ـ مسند أحمد ج 5 ص 366 .
5 ـ الكنى للدولابي ج 2 ص 61 .
6 ـ نفس المصدر ص 88 .
92
الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات ... كما في الخصائص ص 15 (1) . ثم يقول الحاكم : هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يُخرجاه بطوله ، شاهده حديث سملة بن كهيل عن أبي الطفيل ايضا صحيح على شرطهما .
ثم يروى : عن أبي الطفيل عن ابن واثلة انه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول الله « ص » بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ، ثم راح رسول الله « ص » عشية فصلى ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله ان يقول ، ثم قال : أيها الناس اني تارك فيكم أمرين لن تضلوا أن اتبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ، ثم قال : أتعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات ؟ قالوا : نعم . فقال رسول الله « ص » : من كنت مولاه فعلي مولاه (2) .
وحديث بريدة الأسلمي صحيح على شرط الشيخين .
ثم يروى عن بريدة قال : غزوت مع علي الى اليمن فرأيت منه جفوة ، فقدمت على رسول الله « ص » فذكرت عليا فتنقّصته فرأيت وجه رسول الله « ص » يتغير ، فقال : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت بلى يا رسول الله ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه .
أقول : هذا الكلام قاله رسول الله « ص » في موارد مختلفة ، وأثبت لعلي بن أبي طالب « ع » ما ثبت لنفسه من الأولوية على قاطبة المسلمين والمؤمنين ، وهذا ارفع مقام وأعلى درجة لا يتصور فوقها مقام ، وهي الحاكمية المطلقة والولاية التامة والسلطة الظاهرية والباطنية والرياسة الكلية ، ويجمعها عنوان الأولوية على الأنفس ، قال الله تعالى : « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم » (3) أي له تقدم عليهم واولوية ، وقال تعالى : « واولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض » (4) أي أن 1 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 109 .
2 ـ نفس المصدر ص 110 .
3 ـ سورة الأحزاب الآية 6 .
4 ـ سورة الأحزاب الآية 6 .
ونحن نذكره على ما في صحاح أهل السنة .
مسند أحمد : عن البراء قال : كنا مع رسول الله « ص » في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلوة جامعة ، وكسح لرسول الله « ص » تحت شجرتين فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي « رض » فقال : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا : بلى . قال : فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة . ورواه بسند آخر (1) .
ويروى : عن عطية العوفي قال ، سألت زيد بن أرقم فقلت له أن ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي « رض » يوم غدير خم ، فانا أحب ان أسمعه منك ، فقال : أنكم معشر اهل العراق فيكم ما فيكم ، فقلت له : ليس عليك مني بأس . فقال : نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله « ص » الينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي « رض » فقال : يا أيها الناس ألستم تعلمون اني اولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه (2) .
ويروى : عن زيد بن أرقم منها . وفيها : فخطبنا وظُلّل لرسول الله « ص » بثوب على شجرة سمرة من الشمس ـ الرواية (3) . 1 ـ مسند أحمد ج 4 ص 281 .
2 ـ مسند أحمد ج 4 ص 368 .
3 ـ نفس المصدر ص 372 .
88
الاستيعاب : وروى بريدة وابو هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن ارقم كل واحد منهم عن النبي « ص » انه قال يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1) .
مسند أحمد : عن زاذان بن عمر قال : سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول الله « ص » يوم غدير خم وهو يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه (2) .
ويروى : عن أبي الطفيل قريبا منها ، وفيها : فقام ثلاثون من الناس . وقال أبونعيم : فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده ، فقال للناس : أتعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (3) .
ويروى : عن زيد بن أرقم قريبا منها . وفيها : فقام ستة عشر رجلا فشهدوا (4) .
أقول : وقد وردت روايات تهدينا الى ما يتفاهم في العرف من معنى كلمة المولى وما فهموا من كلام رسول الله « ص » في قوله : من كنت مولاه فهذا علي مولاه .
ففي مسند أحمد : عن رياح قال : جاء رهط الى عليّ بالرحبة ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا . قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ، قالوا سمعنا رسول الله « ص » يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فإن هذا مولاه . قال رياح فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء ؟ قالوا نفر من الأنصار وفيهم أبو أيوم الأنصاري (5) .
وفي مفردات الراغب : الولاية بالكسر النصرة وبالفتح تولي الأمر ، وقيل هما 1 ـ الاستيعاب ج3 ص 1099 .
2 ـ مسند أحمد ج 1 ص 84 .
3 ـ نفس المصدر ج 4 ص 370 .
4 ـ نفس المصدر ج 5 ص 370 .
5 ـ مسند أحمد ج 5 ص 419 .
89
واحدة نحو الدِلالة والدَلالة وحقيقته تولي الأمر ، والولي يستعملان في ذلك الله ولي الذين آمنوا ، نعم المَولى ونعم النصير .
رجال اصبهان : عن عميرة بن سعد قال : شهدت عليا على المنبر يناشد أصحاب رسول الله « ص » من سمع رسول الله « ص » يوم غدير خم يقول ما قال فيشهد ، فقام اثنى عشر رجلا منهم ابو هريرة وابو سعيد وأنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله « ص » يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه (1) .
ويروى : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : نشد عليّ الناس بالرحبة من سمع رسول الله « ص » يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، الا قام ، فقام اثنىعشر بدريا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله ... الحديث (2) .
ابن ماجه : قال : أقبلنا مع رسول الله « ص » في حجته التي حج ، فنزل في بعض الطريق فأمر الصلوة جامعة ، فأخذ بيد علي فقال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : فهذا ولي من أنا مولاه اللهم وال من والاه اللهم عاد من عاداه (3) .
سنن الترمذي : عن النبي « ص » قال : من كنت مولاه فعلي مولاه (4) .
خصائص النسائي : عن سعد خطب رسول الله « ص » فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس اني وليكم قالوا صدقت يا رسول الله « ص » ، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال : هذا وليي ويؤدي عني ديني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه (5) .
ويروى أيضا : عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع النبي « ص » من حجة الوداع 1 ـ رجال اصبهان ج 1 ص 107 .
2 ـ نفس المصدر ج 2 ص 228 .
3 ـ ابن ماجة ج 1 ص 55 .
4 ـ سنن الترمذي ص 533 .
5 ـ خصائص النسائي ص 3 .
90
ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : كأني دعيت فأجبت ، واني تارك فيكم الثقلين احدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، ثم قال : ان الله مولاي وانا ولي كل مؤمن ، ثم انه اخذ بيد علي رضي الله عنه ، فقال من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقلت لزيد : سمعته من رسول الله « ص » ، وانه ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينه وسمعه بأذنيه (1) .
ويروى ايضا : عن زيد بن ارقم ، قام رسول الله « ص » فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ألستم تعلمون اني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا بلى نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه ، قال فإني من كنت مولاه فهذا مولاه ، واخذ بيد علي (2) .
ويروى ايضا : عن زيد بن يثيغ قال : سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول على منبر الكوفة اني أنشد الله رجلا ولا يشهد الا اصحاب محمد سمع رسول الله « ص » يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ؟ فقام ستة من جانب المنبر الآخر فشهدوا انهم سمعوا رسول الله « ص » يقول ذلك (3) .
ويروى : بأسانيده روايات بهذا المضمون .
ويروى ايضا : عن عامر قال : جمع عليّ الناس في الرحبة فقال : انشد بالله كل امرء سمع من رسول الله « ص » قال يوم غدير خم : ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ وهو قائم ، ثم أخذ بيد عليّ فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (4) .
ويروى ايضا : عن سعد ، قال : كنا مع رسول الله « ص » بطريق مكة وهو متوجه 1 ـ خصائص النسائي ص 15 .
2 ـ نفس المصدر ص 16 .
3 ـ نفس المصدر ص 16 .
4 ـ نفس المصدر ص 17 .
91
اليها ، فلما بلغ غدير خم وقف للناس ثم رد من تبعه ولحقه من تخلف ، فلما اجتمع الناس اليه ، قال : أيها الناس من وليكم ؟ قالوا : الله ورسوله ثلاثا ، ثم أخذ بيد عليّ فاقامه ، ثم قال : من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1) .
ويروى : بأسانيد اخر قريبة منها .
ويروى ايضا : عن سعد بن وهب ، مثل ما في ص 17 عن عامر ، وفيها : فقال سعد : قام الى جنبي ستة (2) .
ويروى أيضا : عن سعيد بن وهب : قال علي رضي الله عنه في الرُحبة : أنشد بالله من سمع رسول الله « ص » يوم غدير خم يقول الله وليي وانا ولي المؤمنين ومن كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره ؟ فقال سعيد : قام الى جنبي ستة (3) .
مسند أحمد : ما يقرب منها (4) .
الكنى للدولابي : عن زيد بن أرقم ، قال : كنا مع رسول الله « ص » بين مكة والمدينة اذ نزلنا منزلا يقال له غدير خم ، فنودي ان الصلاة جامعة ، فقام رسول الله ... كما في الخصائص ص 16 (5) .
ويروى أيضا : عن أبي قلابة ، قال : نشد الناس عليّ في الرحبة ، فقام بضعة عشررجلا فيهم رجل عليه جبة عليها ازار حضرميّة ، فشهدوا ان رسول الله « ص » قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه (6) .
مستدرك الحاكم : عن زيد بن ارقم قال : لما رجع رسول الله « ص » من حجة 1 ـ خصائص النسائي ص 18 .
2 ـ نفس المصدر ص 19 .
3 ـ نفس المصدر ص 29 .
4 ـ مسند أحمد ج 5 ص 366 .
5 ـ الكنى للدولابي ج 2 ص 61 .
6 ـ نفس المصدر ص 88 .
92
الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات ... كما في الخصائص ص 15 (1) . ثم يقول الحاكم : هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يُخرجاه بطوله ، شاهده حديث سملة بن كهيل عن أبي الطفيل ايضا صحيح على شرطهما .
ثم يروى : عن أبي الطفيل عن ابن واثلة انه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول الله « ص » بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ، ثم راح رسول الله « ص » عشية فصلى ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله ان يقول ، ثم قال : أيها الناس اني تارك فيكم أمرين لن تضلوا أن اتبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ، ثم قال : أتعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات ؟ قالوا : نعم . فقال رسول الله « ص » : من كنت مولاه فعلي مولاه (2) .
وحديث بريدة الأسلمي صحيح على شرط الشيخين .
ثم يروى عن بريدة قال : غزوت مع علي الى اليمن فرأيت منه جفوة ، فقدمت على رسول الله « ص » فذكرت عليا فتنقّصته فرأيت وجه رسول الله « ص » يتغير ، فقال : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت بلى يا رسول الله ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه .
أقول : هذا الكلام قاله رسول الله « ص » في موارد مختلفة ، وأثبت لعلي بن أبي طالب « ع » ما ثبت لنفسه من الأولوية على قاطبة المسلمين والمؤمنين ، وهذا ارفع مقام وأعلى درجة لا يتصور فوقها مقام ، وهي الحاكمية المطلقة والولاية التامة والسلطة الظاهرية والباطنية والرياسة الكلية ، ويجمعها عنوان الأولوية على الأنفس ، قال الله تعالى : « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم » (3) أي له تقدم عليهم واولوية ، وقال تعالى : « واولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض » (4) أي أن 1 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 109 .
2 ـ نفس المصدر ص 110 .
3 ـ سورة الأحزاب الآية 6 .
4 ـ سورة الأحزاب الآية 6 .