مقاوم
03-07-2006, 06:37 AM
ببالغ الحزن أقولها :" عمرو خالد,يطعن المسلمين في الدنمرك ,ويلقى بطوق النجاة إلى الحكومة الدنمركية المتطرفة
"إسلام الهاسكالاه " قادم يا مسلمي أروبا والعالم
بقلم نوفل المعاوي ـ كاتب تونسي مقيم في النرويج
لا تزال الحكومة الدنمركية مصرة على الاستكبار و الصلف و التجاهل لمطالب المسلمين في الدنمرك والعالم, و سياسة الهروب إلى الأمام , فهاهي لا تزال تصر على أن الأزمة التي أحدثتها الرسوم المسيئة لمقام النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ هي أزمة مفتعلة افتعلها من تسميهم" بالأئمة المتطرفين" في الدنمرك , قاصدة بذلك الأئمة المنضوين تحت" اللجنة الأروبية لنصرة خير البرية" التي مقرها الدنمرك الذين تشن عليهم الصحف الدنمركية حملة شعواء متهمة اياهم بالاساءة إلى مصالح الدنمرك فيما تتعالى الدعوات بطردهم من البلاد, من داخل الائتلاف الحاكم نفسه ,الذي صرح بعض أعضاءه بأنه سوف يتم اعادة النظر في اقامات هؤلاء الأئمة , بعد أن يعود الهدوء, و مضيا في سبيل المغالطة و الهروب إلى الأمام قامت الحكومة بتشجيع جمعية " شبكة المسلمين الديمقراطيين " التي يقودها النائب في البرلمان الدنمركي وعضو حزب اليسار الراديكالي, ناصر خضر { السوري الأصل} الذي عرف " بتبرؤه من الإسلام مفتخرا بتعاطيه للخمرة و تركه للصلاة و انكاره لأحكام الشريعة" {1} وقد ضمت هذه الشبكة مجموعة من العلمانيين من ذوي الأصول االمسلمة ممن يجمعهم الحقد على الإسلام , و لكن من عجائبها هي أن أغلب المنخرطين فيها هم من الدنمركيين المعادين للإسلام الذين انضموا للجمعية بدعوى مساندة المسلمين الديمقراطيين !!و لقطع الطريق على أية محاولة قد يقوم بها المسلمون لاختراق الجمعية و تحويلها عن هدفها في محاربة الإسلام باسم المسلمين , صرح ناصر خضر :" لقد توصلنا إلى توقيع من يريد الانضمام إلينا على حقوق الحرية و أن يعترض على حكم الإعدام وبالتالي لا يؤيد أي عضو من الأعضاء الشريعة الإسلامية كقانون , بينما يحق له أن يعترف بها كدين لا دنيا "! كما تؤكد الجمعية على حرية التعبير و الفن كما تراها و تعني حرية نشر الرسوم المسيئة, و على حقوق الأفراد الجنسية و تعني حقوقهم في الدعارة و حقوقهم في ممارسة الشذوذ
هذا وقد سارع رئيس الحكومة إلى مقابلة قيادات هذه الجمعية التي يراد فرضها ناطقة باسم المسلمين في الدنمرك, لأنها تمثل الإسلام المطلوب , في حين لا يزال يرفض مقابلة القائمين على "اللجنة الأروبية لنصرة خير البرية" التي تمثل أغلب المسلمين في الدنمرك أي أغلب الجمعيات الإسلامية و الجاليات المسلمة الكبيرة فيها و خاصة العربية و التركية و الباكستاية و الصومالية , و يرأسها الشيخ رائد حليحل, فيما يعد اياد عكاري الناطق الرسمي باسمها إلى جانب الشيخ أحمد أبولبن الذي يعد أهم رمز إسلامي في الدنمرك و أحد أهم الرموز الإسلامية في أوروبا الغربية , فيما تعد الجمعية التي يرأسها و هي "الوقف الإسلامي في الدنمرك" أكبر جمعية إسلامية في كوبنهاغن , و أنشط جمعية في البلاد الاسكندنافية في الدعوة والعمل الإسلاميين. و في اطار النفخ في ما يسمى" بشبكة المسلمين الديمقراطيين" فقد صرحت " ركي فلسهوي" , وزيرة الاندماج في الدنمرك , بأنه :" ما كان من المتوقع ظهور فريق من المسلمين المعتدلين على الساحة , فهذه فرصة يجب أن نغتنمها" ثم أضافت وهي تغتنم الفرصة :" لقد أعددت لهم 4ملايين كرونة{ما يعادل 650 الف دولارا} و هناك المزيد , إن استطاع هؤلاء الناشطون , دفع عملية الاندماج إلى الأمام " و يعرف كل من يعيش في الدنمرك أو له اطلاع على الوضع فيها أن عملية الدمج و الاندماج التي يطالب بها ائتلاف اليمين الحاكم, لا تعني غير التذويب و الانصهار
و فيما الساحة الدنمركية تشهد هذا الغليان و الاحتقان بسبب صلف و استكبار وعنجهية الحكومة اليمينة المتطرفة المصرة على عدم الاعتذار للمسلمين هي و الجريدة الآثمة التي وصل بها التطاول و الوقاحة و ازدراء المسلمين إلى نشر تكذيب للاعلان الذي قام به بعض رجال الأعمال الدنمركيين باسمها في بعض الصحف العربية و زعموا فيه أنها تعتذر للمسلمين عن نشر الرسومات المهينة, بل هدد ت الصحيفة بمقاضاة هؤلاء الذين تحدثوا باسمها و نسبوا إليها اعتذارا لم يصدر عنها!!! في هذا الوقت صرح طارق رمضان المعروف بدعوته لما يسميه " بالإسلام الأروبي" لبعض الصحف الدنمركية حسب ما علمت من الشيخ رائد حليحل رئيس "اللجنة الأروبية لنصرة خير البرية " بقوله:" أنا أحمل الأئمة مسؤولية كل ماجرى, لأنهم حولوا القضية من قضية في الدنمرك إلى قضية عالمية"!! و قد كانت تصريحات طارق رمضان تلك في هذا الوقت بالذات , طعنة نجلاء لأئمة المسلمين في الدنمرك , في الوقت الذي يتعرضون فيه إلى حملات التشويه الشعواء, و المعلوم أن طارق رمضان يرى أن من سمات "الإسلام الأروبي" المنشود, الابتعاد عن قضايا العالم ا لإسلامي التي تجعل المسلمين يبدون مزدوجي الولاء أو مشكوكي الولاء و الاندماج في القضايا الأروبية لضمان اندماجهم في مجتمعاتهم الأروبية و تقبل الآخرين لهم, و قد سبق أن تعرض إلى انتقادات قوية من الشيخ يوسف القرضاوي في بريطانيا على بعض توجهاته المغالية في تفلتها , ـ فضلا عن انتقادات غيره من العلماء من مختلف مدارس أهل السنة ـ لكن يبدو أن الرجل مصر على منهجه و خاصة و أن بعض الغربيين ينفخون فيه و يكتبون أنه من المتوقع أن يلعب في المستقبل بين المسلمين الدور الذي لعبه لوثر بين النصارى أي أنه تجسيد" للبروتستانتية الإسلامية" المطلوبة, و عند اقامته في العاصمة النرويجية أوسلو, في شعبان المنصرم بدعوة من الجامعة أوسلو لتقديم محاضرات عن الإسلام , كما يراه , كان محل اهتمام كبير جدا من الاعلام النرويجي بما فيه التلفزيون الرسمي الذي عرض مشاهد من محاضراته التي ألقاها في مسجد "الرابطة الإسلامية" , حيث جلس الشباب و الفتيات جنبا إلى جنب في قاعة الصلاة المخصصة للرجال, بما فيهم غير المسلمات من الفتيات النرويجيات المتبرجات, و كانت هذه فرصة للتعريف بنموذج من "الإسلام الأروبي" المنشود, وخاصة و أن "الرابطة الإسلامية" المعروفة بتوجهاتها العصرانية المغالية و تبنيها لمنهج طارق رمضان, وصفته في اعلاناتها بأنه " أحد أبرز العلماء التقدميين في أروبا" !, منوهة بأنه" أحد من عينهم, توني بلير, في" مجلس مقاومة التطرف الإسلامي " !!, و كفى بها"تزكية"..و جاءت تصريحات طارق رمضان هذه , لتحرج أئمة المسلمين في الدنمرك أكثر, و تذكي نار الحملة الشعواء عليهم , بأنهم متطرفون لا يمثلون المسلمين المعتدلين , حسب توصيف الحكومة الدنمركية للمسلمين المعتدلين, و بالتالي الاصرار على رفض التحاور مع هؤلاء الأئمة في القضايا التي تمس الإسلام و المسلمين في الدنمرك, باعتبارهم متطرفين و ليسوا أهلا للحوار, رغم التفاف أغلب الجاليات المسلمة في الدنمرك , حولهم كما أسلفنا , و فيما لا يزال الأئمة مثخنون بالجراح من تصريحات طارق رمضان و ما يسمى "بشبكة المسلمين الديمقراطيين" التي لم تقصر في نعتهم بأقصى النعوت و توجية الاتهامات الكاذبة لهم بدعم الارهاب! , حتى كان الموعد مع ما يسمى بمؤتمر الحوار الذي يعتزم عمرو خالد اقامته في الدنمرك, بالتنسيق مع الحكومة الدنمركية, و بتجاهل تام لأئمة المسلمين في الدنمرك!! و هاهو يصرح وهو يمد طوق النجاة للحكومة الدنمركية اليمينية المتطرفة " أنا لن ألتقي بالمتطرفين من الجهتين"!! وهو انحياز شبه تام للحكومة الدنمركية التي تصف الأئمة بالتطرف ,لأنهم قاموا واستنكروا الاساءة إلى مقام النبي ـ صلى الله عليه ووسلم ـ ورغم أنهم لم يوصلوا الأمر إلى البلاد العربية و الإسلامية , إلا بعد أن فشلت كل محاولات الحوار مع الحكومة الدنمركية التي عمت وصمت ورفضت حتى مقابلة أعضاء السلك الدبلوماسي" الممثل للدول الإسلامية"!! و لم تكن احتجاجات الأئمة و من وراءهم المسلمين تحت لواء "اللجنة الأروبية لنصرة خير البرية", إلا احتجاجات سلمية, و في اطار مراعاة القوانين الدنمركية , وهو حق تخوله لهم الديمقراطية التي تتشدق بها الحكومة الدنمركية, ولا ننسى أن الحكومة النرويجية قد سارعت إلى الضغط على رئيس تحرير الصحيفة النصرانية المتصهينة حتى يعتذر إلى المسلمين على الهواء في مقر وزارة العمل و الاندماج و بدعوة من الوزارة, فضلا عن الأوامرر التي أصدرها وزير الخارجية النرويجي , منذ بدايات الأزمة إلى البعثات ا لدبلوماسية في العالم الإسلامي ,لاظهار الأسف و عدم رضا الحكومة النرويجية عما صدر,و لا نريد بهذا تزكية الحكومة النرويجية و لا الدعاية لها, فلا تزال عليها مؤاخذات و خاصة على "حزب العمال" الذي يصر ـ رغم اعتراض حزب اليسار الاشتراكي شريكه في الائتلاف الحاكم, على عدم سحب القوات النرويجية من أفغانستان ـ و لكننا بصدد بيان الفارق الهائل بين موقفي الحكومتين الاسكندنافييتين, مما يدل على مدى الصلف و التطرف الذي تتسم به الحكومة الدنمركية الحالية و التي تتعرض هذه الأيام إلى انتقادات كبيرة من أحزاب المعارضة و خاصة "الحزب الديمقراطي الاشتراكي" على مواقفها الرعناء و المتجبرة في أزمة الرسوم المسيئة إلى مقام النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و هكذا نجد مواقف المعارضة الدنمركية أفضل من مواقف طارق رمضان و عمرو خالد!! اللذان يلقيان إليها بطوق النجاة مهتبلان الفرصة للتسويق لنفسيهما رمزا للحوار وا لاعتدال و الانفتاح , و تصفية الحساب مع من يرون فيه العقبة أمام منهج التذويب الذي يسيران على خطاه.
"إسلام الهاسكالاه " قادم يا مسلمي أروبا والعالم
بقلم نوفل المعاوي ـ كاتب تونسي مقيم في النرويج
لا تزال الحكومة الدنمركية مصرة على الاستكبار و الصلف و التجاهل لمطالب المسلمين في الدنمرك والعالم, و سياسة الهروب إلى الأمام , فهاهي لا تزال تصر على أن الأزمة التي أحدثتها الرسوم المسيئة لمقام النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ هي أزمة مفتعلة افتعلها من تسميهم" بالأئمة المتطرفين" في الدنمرك , قاصدة بذلك الأئمة المنضوين تحت" اللجنة الأروبية لنصرة خير البرية" التي مقرها الدنمرك الذين تشن عليهم الصحف الدنمركية حملة شعواء متهمة اياهم بالاساءة إلى مصالح الدنمرك فيما تتعالى الدعوات بطردهم من البلاد, من داخل الائتلاف الحاكم نفسه ,الذي صرح بعض أعضاءه بأنه سوف يتم اعادة النظر في اقامات هؤلاء الأئمة , بعد أن يعود الهدوء, و مضيا في سبيل المغالطة و الهروب إلى الأمام قامت الحكومة بتشجيع جمعية " شبكة المسلمين الديمقراطيين " التي يقودها النائب في البرلمان الدنمركي وعضو حزب اليسار الراديكالي, ناصر خضر { السوري الأصل} الذي عرف " بتبرؤه من الإسلام مفتخرا بتعاطيه للخمرة و تركه للصلاة و انكاره لأحكام الشريعة" {1} وقد ضمت هذه الشبكة مجموعة من العلمانيين من ذوي الأصول االمسلمة ممن يجمعهم الحقد على الإسلام , و لكن من عجائبها هي أن أغلب المنخرطين فيها هم من الدنمركيين المعادين للإسلام الذين انضموا للجمعية بدعوى مساندة المسلمين الديمقراطيين !!و لقطع الطريق على أية محاولة قد يقوم بها المسلمون لاختراق الجمعية و تحويلها عن هدفها في محاربة الإسلام باسم المسلمين , صرح ناصر خضر :" لقد توصلنا إلى توقيع من يريد الانضمام إلينا على حقوق الحرية و أن يعترض على حكم الإعدام وبالتالي لا يؤيد أي عضو من الأعضاء الشريعة الإسلامية كقانون , بينما يحق له أن يعترف بها كدين لا دنيا "! كما تؤكد الجمعية على حرية التعبير و الفن كما تراها و تعني حرية نشر الرسوم المسيئة, و على حقوق الأفراد الجنسية و تعني حقوقهم في الدعارة و حقوقهم في ممارسة الشذوذ
هذا وقد سارع رئيس الحكومة إلى مقابلة قيادات هذه الجمعية التي يراد فرضها ناطقة باسم المسلمين في الدنمرك, لأنها تمثل الإسلام المطلوب , في حين لا يزال يرفض مقابلة القائمين على "اللجنة الأروبية لنصرة خير البرية" التي تمثل أغلب المسلمين في الدنمرك أي أغلب الجمعيات الإسلامية و الجاليات المسلمة الكبيرة فيها و خاصة العربية و التركية و الباكستاية و الصومالية , و يرأسها الشيخ رائد حليحل, فيما يعد اياد عكاري الناطق الرسمي باسمها إلى جانب الشيخ أحمد أبولبن الذي يعد أهم رمز إسلامي في الدنمرك و أحد أهم الرموز الإسلامية في أوروبا الغربية , فيما تعد الجمعية التي يرأسها و هي "الوقف الإسلامي في الدنمرك" أكبر جمعية إسلامية في كوبنهاغن , و أنشط جمعية في البلاد الاسكندنافية في الدعوة والعمل الإسلاميين. و في اطار النفخ في ما يسمى" بشبكة المسلمين الديمقراطيين" فقد صرحت " ركي فلسهوي" , وزيرة الاندماج في الدنمرك , بأنه :" ما كان من المتوقع ظهور فريق من المسلمين المعتدلين على الساحة , فهذه فرصة يجب أن نغتنمها" ثم أضافت وهي تغتنم الفرصة :" لقد أعددت لهم 4ملايين كرونة{ما يعادل 650 الف دولارا} و هناك المزيد , إن استطاع هؤلاء الناشطون , دفع عملية الاندماج إلى الأمام " و يعرف كل من يعيش في الدنمرك أو له اطلاع على الوضع فيها أن عملية الدمج و الاندماج التي يطالب بها ائتلاف اليمين الحاكم, لا تعني غير التذويب و الانصهار
و فيما الساحة الدنمركية تشهد هذا الغليان و الاحتقان بسبب صلف و استكبار وعنجهية الحكومة اليمينة المتطرفة المصرة على عدم الاعتذار للمسلمين هي و الجريدة الآثمة التي وصل بها التطاول و الوقاحة و ازدراء المسلمين إلى نشر تكذيب للاعلان الذي قام به بعض رجال الأعمال الدنمركيين باسمها في بعض الصحف العربية و زعموا فيه أنها تعتذر للمسلمين عن نشر الرسومات المهينة, بل هدد ت الصحيفة بمقاضاة هؤلاء الذين تحدثوا باسمها و نسبوا إليها اعتذارا لم يصدر عنها!!! في هذا الوقت صرح طارق رمضان المعروف بدعوته لما يسميه " بالإسلام الأروبي" لبعض الصحف الدنمركية حسب ما علمت من الشيخ رائد حليحل رئيس "اللجنة الأروبية لنصرة خير البرية " بقوله:" أنا أحمل الأئمة مسؤولية كل ماجرى, لأنهم حولوا القضية من قضية في الدنمرك إلى قضية عالمية"!! و قد كانت تصريحات طارق رمضان تلك في هذا الوقت بالذات , طعنة نجلاء لأئمة المسلمين في الدنمرك , في الوقت الذي يتعرضون فيه إلى حملات التشويه الشعواء, و المعلوم أن طارق رمضان يرى أن من سمات "الإسلام الأروبي" المنشود, الابتعاد عن قضايا العالم ا لإسلامي التي تجعل المسلمين يبدون مزدوجي الولاء أو مشكوكي الولاء و الاندماج في القضايا الأروبية لضمان اندماجهم في مجتمعاتهم الأروبية و تقبل الآخرين لهم, و قد سبق أن تعرض إلى انتقادات قوية من الشيخ يوسف القرضاوي في بريطانيا على بعض توجهاته المغالية في تفلتها , ـ فضلا عن انتقادات غيره من العلماء من مختلف مدارس أهل السنة ـ لكن يبدو أن الرجل مصر على منهجه و خاصة و أن بعض الغربيين ينفخون فيه و يكتبون أنه من المتوقع أن يلعب في المستقبل بين المسلمين الدور الذي لعبه لوثر بين النصارى أي أنه تجسيد" للبروتستانتية الإسلامية" المطلوبة, و عند اقامته في العاصمة النرويجية أوسلو, في شعبان المنصرم بدعوة من الجامعة أوسلو لتقديم محاضرات عن الإسلام , كما يراه , كان محل اهتمام كبير جدا من الاعلام النرويجي بما فيه التلفزيون الرسمي الذي عرض مشاهد من محاضراته التي ألقاها في مسجد "الرابطة الإسلامية" , حيث جلس الشباب و الفتيات جنبا إلى جنب في قاعة الصلاة المخصصة للرجال, بما فيهم غير المسلمات من الفتيات النرويجيات المتبرجات, و كانت هذه فرصة للتعريف بنموذج من "الإسلام الأروبي" المنشود, وخاصة و أن "الرابطة الإسلامية" المعروفة بتوجهاتها العصرانية المغالية و تبنيها لمنهج طارق رمضان, وصفته في اعلاناتها بأنه " أحد أبرز العلماء التقدميين في أروبا" !, منوهة بأنه" أحد من عينهم, توني بلير, في" مجلس مقاومة التطرف الإسلامي " !!, و كفى بها"تزكية"..و جاءت تصريحات طارق رمضان هذه , لتحرج أئمة المسلمين في الدنمرك أكثر, و تذكي نار الحملة الشعواء عليهم , بأنهم متطرفون لا يمثلون المسلمين المعتدلين , حسب توصيف الحكومة الدنمركية للمسلمين المعتدلين, و بالتالي الاصرار على رفض التحاور مع هؤلاء الأئمة في القضايا التي تمس الإسلام و المسلمين في الدنمرك, باعتبارهم متطرفين و ليسوا أهلا للحوار, رغم التفاف أغلب الجاليات المسلمة في الدنمرك , حولهم كما أسلفنا , و فيما لا يزال الأئمة مثخنون بالجراح من تصريحات طارق رمضان و ما يسمى "بشبكة المسلمين الديمقراطيين" التي لم تقصر في نعتهم بأقصى النعوت و توجية الاتهامات الكاذبة لهم بدعم الارهاب! , حتى كان الموعد مع ما يسمى بمؤتمر الحوار الذي يعتزم عمرو خالد اقامته في الدنمرك, بالتنسيق مع الحكومة الدنمركية, و بتجاهل تام لأئمة المسلمين في الدنمرك!! و هاهو يصرح وهو يمد طوق النجاة للحكومة الدنمركية اليمينية المتطرفة " أنا لن ألتقي بالمتطرفين من الجهتين"!! وهو انحياز شبه تام للحكومة الدنمركية التي تصف الأئمة بالتطرف ,لأنهم قاموا واستنكروا الاساءة إلى مقام النبي ـ صلى الله عليه ووسلم ـ ورغم أنهم لم يوصلوا الأمر إلى البلاد العربية و الإسلامية , إلا بعد أن فشلت كل محاولات الحوار مع الحكومة الدنمركية التي عمت وصمت ورفضت حتى مقابلة أعضاء السلك الدبلوماسي" الممثل للدول الإسلامية"!! و لم تكن احتجاجات الأئمة و من وراءهم المسلمين تحت لواء "اللجنة الأروبية لنصرة خير البرية", إلا احتجاجات سلمية, و في اطار مراعاة القوانين الدنمركية , وهو حق تخوله لهم الديمقراطية التي تتشدق بها الحكومة الدنمركية, ولا ننسى أن الحكومة النرويجية قد سارعت إلى الضغط على رئيس تحرير الصحيفة النصرانية المتصهينة حتى يعتذر إلى المسلمين على الهواء في مقر وزارة العمل و الاندماج و بدعوة من الوزارة, فضلا عن الأوامرر التي أصدرها وزير الخارجية النرويجي , منذ بدايات الأزمة إلى البعثات ا لدبلوماسية في العالم الإسلامي ,لاظهار الأسف و عدم رضا الحكومة النرويجية عما صدر,و لا نريد بهذا تزكية الحكومة النرويجية و لا الدعاية لها, فلا تزال عليها مؤاخذات و خاصة على "حزب العمال" الذي يصر ـ رغم اعتراض حزب اليسار الاشتراكي شريكه في الائتلاف الحاكم, على عدم سحب القوات النرويجية من أفغانستان ـ و لكننا بصدد بيان الفارق الهائل بين موقفي الحكومتين الاسكندنافييتين, مما يدل على مدى الصلف و التطرف الذي تتسم به الحكومة الدنمركية الحالية و التي تتعرض هذه الأيام إلى انتقادات كبيرة من أحزاب المعارضة و خاصة "الحزب الديمقراطي الاشتراكي" على مواقفها الرعناء و المتجبرة في أزمة الرسوم المسيئة إلى مقام النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و هكذا نجد مواقف المعارضة الدنمركية أفضل من مواقف طارق رمضان و عمرو خالد!! اللذان يلقيان إليها بطوق النجاة مهتبلان الفرصة للتسويق لنفسيهما رمزا للحوار وا لاعتدال و الانفتاح , و تصفية الحساب مع من يرون فيه العقبة أمام منهج التذويب الذي يسيران على خطاه.