سعد بن معاذ
02-28-2006, 01:34 PM
شهود عيان نجوا من الموت يرون قصة اعتقالهم على يد القوات الشيعية
28/2/2006 - 30 محرم 1427
تعيش أغلب الأسر والعائلات العراقية هذه الأيام حالةً من الخوف والقلق الشديدين على مصيرهم ومصير أبنائهم الذين إذا خرجوا ربما لا يعودون وإذا عادوا فلا يخرجون إلا محمولين على الأكتاف أو داخل أكياس الاختطاف السوداء إلى مصير مجهول.
هذه الصورة يعيشها أغلب أبناء العراق اليوم وخاصةً السنة منهم، بعد تفجير قبة مرقدي الإمامين علي المهدي والحسن العسكري الشيعيين، وما تبعه من رد فعل أسفر عن الاعتداء على ما لا يقل عن 170 مسجدًا سنيًّا، وقتل وخطف وجرح العشرات من الأئمة والمصلين.
ويؤكد كثير من أهالي تلك المناطق ذات الأغلبية السنية أنهم تُركوا في اليومين الأولين يلاقون مصيرهم من قبل فرق الموت الجوالة بسيارات الداخلية وزي أفرداها بدون أي حماية تذكر، وبعض هؤلاء لم يكن مسلحًا حتى بسلاح خفيف يمكنه الدفاع عن نفسه إذا تم الاعتداء عليه داخل بيته.
ويضيف بعض من تحدث معهم وكالة "قدس برس"، أن الجيش الأمريكي فضل البقاء والتمركز في ثكناته العسكرية، والمراقبة عن بعد، أما الجيش العراقي الجديد فلم يواجه تلك الفرق الجوالة - فيما يبدو - لأسباب طائفية.
ويروي أحد الذين تم اعتقالهم على يد قوات "الجيش الأسود" من منزله في منطقة حي أور، قائلا: "مساء الأربعاء الماضي [22/2] اعتقلتني قوات تابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر التي يقع الحي تحت سيطرتها بعد أن دهمت منزلي قوة ترتدي الملابس السوداء بعد هجومها على جامع الفردوس في المنطقة وإحراق كل ما فيه من مصاحف، دخلوا منزلي وأنا ليس لي أولاد سوى ثلاث بنات لا تتجاوز أكبرهن الثانية عشرة من العمر، قالوا نريد أن نفتش المنزل فسمحت لهم، وفعلا بعد التفتيش لم يجدوا عندي حتى سلاح رشاش فقاموا باعتقالي ووضعوا عصابة على عيني واقتادوني إلى مكانٍ مجهولٍ لم أتمكن من معرفته، قاموا بالتحقيق معي بعد أن ضربوني على رأسي بأخمص البندقية".
وأضاف الرواي لوكالة "قدس برس": "سألوني لماذا أذهب إلى المسجد؟ فقلت لهم إني أصلي، وأذهب إلى المسجد كلما وجدت فرصة، ثم سألوني لماذا اعتمر الشماغ الأحمر؟ وهو نوع يرتديه الإرهابيون على حد قولهم، فأجبتهم بأن الجو بادر، ثم عادوا وسألوني لماذا يقاتلون الشيعة في العراق، فقلت إن هذا غير صحيح وأنتم تعرفون ذلك".
وتابع قائلا: "قال لي أحدهم لماذا لا تتوسل بنا من أجل أن نطلق سراحك مثل الآخرين؟، فقلت لهم أنا ليس عندي شيء أخشاه، تريدون قتلي افعلوا، تريدون إطلاق سراحي افعلوا، وفعلا بعد يومين قاموا بإطلاق سراحي، برفقة عدد آخر من المعتقلين السنة، وضعونا مساء السبت [25/2] في سيارة دبل [قمارة]، من النوع الذي يستخدمه أفراد الداخلية العراقية وقاموا بلف أعيننا وأداروا وجوهنا صوب الحائط وقالوا "لا تفكوا عن أعينكم" إلا بعد أن تجدوا سيارتنا قد انطلقت، وفعلا ذهبوا بعيدًا ورفعنا الغطاء عن أعيننا فوجدنا أنفسنا قرب مسجد الفردوس المحروق في حي أور".
ويؤكد المتحدث أن اغرب شيء مر به خلال الاعتقال الذي دام من مساء الأربعاء إلى مساء السبت هو سماع أصوات أناس يتحدثون باللغة الفارسية، ويُشير أنه استطاع تمييز ذلك كونه كان مرشدًا سياحيًّا في شركة للسياحة الشيعية في زمن صدام حسين كانت متخصصة بنقل الزوار الإيرانيين إلى المراقد الشيعية.
وأضاف معتقل آخر أُفرج عنه في منطقة "بوب الشام" الواقعة شمال شرق بغداد: "أفراد "الجيش الأسود" ليسوا كلهم من العراقيين، إنهم خليط من أفراد جيش المهدي ومنظمة بدر بالإضافة إلى أشخاص كانوا يتكلمون بلهجة غير مفهومة، وكان من الواضح أنهم يوجهون الأوامر لبقية الأفراد المسلحين"، حسب قوله.
ويؤكد كثير العراقيين الذين شاهدوا بعض مساجدهم تحترق بما فيها المصاحف وتدنيس بعض قبور الصحابة أو التابعين أنهم صُدموا كثيرًا من تلك المشاهد، وتساءلوا كيف تصدر تلك الأفعال عن مسلمين عراقيين، مما دفع بعضهم بتوجيه اللوم إلى العالم الإسلامي قائلا: "انتفض العالم كله لنصرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والسبب رسوم أساءت له من قبل أناس يجهلونه، فلماذا لم ينتفض العالم لنصرة بيوت الله التي أحرقت، ومصحفه الشريف الذي اعتدي عليه"؟!!
ويضيف جمعة العاني من سكان منطقة "العامرية" الواقعة غرب بغداد: "كنا نظن أن مثل تلك الأمور بعيدة عن العراق، كل شيء ممكن أن يحدث إلا أن تحرق المساجد والمصاحف ويقتل المصلون والأئمة وعلى يد عراقيين مسلمين مثلنا".
28/2/2006 - 30 محرم 1427
تعيش أغلب الأسر والعائلات العراقية هذه الأيام حالةً من الخوف والقلق الشديدين على مصيرهم ومصير أبنائهم الذين إذا خرجوا ربما لا يعودون وإذا عادوا فلا يخرجون إلا محمولين على الأكتاف أو داخل أكياس الاختطاف السوداء إلى مصير مجهول.
هذه الصورة يعيشها أغلب أبناء العراق اليوم وخاصةً السنة منهم، بعد تفجير قبة مرقدي الإمامين علي المهدي والحسن العسكري الشيعيين، وما تبعه من رد فعل أسفر عن الاعتداء على ما لا يقل عن 170 مسجدًا سنيًّا، وقتل وخطف وجرح العشرات من الأئمة والمصلين.
ويؤكد كثير من أهالي تلك المناطق ذات الأغلبية السنية أنهم تُركوا في اليومين الأولين يلاقون مصيرهم من قبل فرق الموت الجوالة بسيارات الداخلية وزي أفرداها بدون أي حماية تذكر، وبعض هؤلاء لم يكن مسلحًا حتى بسلاح خفيف يمكنه الدفاع عن نفسه إذا تم الاعتداء عليه داخل بيته.
ويضيف بعض من تحدث معهم وكالة "قدس برس"، أن الجيش الأمريكي فضل البقاء والتمركز في ثكناته العسكرية، والمراقبة عن بعد، أما الجيش العراقي الجديد فلم يواجه تلك الفرق الجوالة - فيما يبدو - لأسباب طائفية.
ويروي أحد الذين تم اعتقالهم على يد قوات "الجيش الأسود" من منزله في منطقة حي أور، قائلا: "مساء الأربعاء الماضي [22/2] اعتقلتني قوات تابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر التي يقع الحي تحت سيطرتها بعد أن دهمت منزلي قوة ترتدي الملابس السوداء بعد هجومها على جامع الفردوس في المنطقة وإحراق كل ما فيه من مصاحف، دخلوا منزلي وأنا ليس لي أولاد سوى ثلاث بنات لا تتجاوز أكبرهن الثانية عشرة من العمر، قالوا نريد أن نفتش المنزل فسمحت لهم، وفعلا بعد التفتيش لم يجدوا عندي حتى سلاح رشاش فقاموا باعتقالي ووضعوا عصابة على عيني واقتادوني إلى مكانٍ مجهولٍ لم أتمكن من معرفته، قاموا بالتحقيق معي بعد أن ضربوني على رأسي بأخمص البندقية".
وأضاف الرواي لوكالة "قدس برس": "سألوني لماذا أذهب إلى المسجد؟ فقلت لهم إني أصلي، وأذهب إلى المسجد كلما وجدت فرصة، ثم سألوني لماذا اعتمر الشماغ الأحمر؟ وهو نوع يرتديه الإرهابيون على حد قولهم، فأجبتهم بأن الجو بادر، ثم عادوا وسألوني لماذا يقاتلون الشيعة في العراق، فقلت إن هذا غير صحيح وأنتم تعرفون ذلك".
وتابع قائلا: "قال لي أحدهم لماذا لا تتوسل بنا من أجل أن نطلق سراحك مثل الآخرين؟، فقلت لهم أنا ليس عندي شيء أخشاه، تريدون قتلي افعلوا، تريدون إطلاق سراحي افعلوا، وفعلا بعد يومين قاموا بإطلاق سراحي، برفقة عدد آخر من المعتقلين السنة، وضعونا مساء السبت [25/2] في سيارة دبل [قمارة]، من النوع الذي يستخدمه أفراد الداخلية العراقية وقاموا بلف أعيننا وأداروا وجوهنا صوب الحائط وقالوا "لا تفكوا عن أعينكم" إلا بعد أن تجدوا سيارتنا قد انطلقت، وفعلا ذهبوا بعيدًا ورفعنا الغطاء عن أعيننا فوجدنا أنفسنا قرب مسجد الفردوس المحروق في حي أور".
ويؤكد المتحدث أن اغرب شيء مر به خلال الاعتقال الذي دام من مساء الأربعاء إلى مساء السبت هو سماع أصوات أناس يتحدثون باللغة الفارسية، ويُشير أنه استطاع تمييز ذلك كونه كان مرشدًا سياحيًّا في شركة للسياحة الشيعية في زمن صدام حسين كانت متخصصة بنقل الزوار الإيرانيين إلى المراقد الشيعية.
وأضاف معتقل آخر أُفرج عنه في منطقة "بوب الشام" الواقعة شمال شرق بغداد: "أفراد "الجيش الأسود" ليسوا كلهم من العراقيين، إنهم خليط من أفراد جيش المهدي ومنظمة بدر بالإضافة إلى أشخاص كانوا يتكلمون بلهجة غير مفهومة، وكان من الواضح أنهم يوجهون الأوامر لبقية الأفراد المسلحين"، حسب قوله.
ويؤكد كثير العراقيين الذين شاهدوا بعض مساجدهم تحترق بما فيها المصاحف وتدنيس بعض قبور الصحابة أو التابعين أنهم صُدموا كثيرًا من تلك المشاهد، وتساءلوا كيف تصدر تلك الأفعال عن مسلمين عراقيين، مما دفع بعضهم بتوجيه اللوم إلى العالم الإسلامي قائلا: "انتفض العالم كله لنصرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والسبب رسوم أساءت له من قبل أناس يجهلونه، فلماذا لم ينتفض العالم لنصرة بيوت الله التي أحرقت، ومصحفه الشريف الذي اعتدي عليه"؟!!
ويضيف جمعة العاني من سكان منطقة "العامرية" الواقعة غرب بغداد: "كنا نظن أن مثل تلك الأمور بعيدة عن العراق، كل شيء ممكن أن يحدث إلا أن تحرق المساجد والمصاحف ويقتل المصلون والأئمة وعلى يد عراقيين مسلمين مثلنا".