fakher
02-27-2006, 05:21 PM
إتهم رئيس الجمهورية العماد إميل لحود "الأكثرية النيابية الجديدة بأنها تعمل بدعم من القوى الأجنبية المتحالفة مع إسرائيل، على تأليب اللبنانيين وتقسيمهم، لأهداف باتت معروفة تتلخص بإضعاف لبنان، ولأجل ذلك، كان لا بد من السيطرة على المؤسسات اللبنانية كافة ".
وقال "إن رئيس الجمهورية يزعج هؤلاء لأنه يتولى رئاسة المؤسسة الوحيدة التي لم يتم الاستيلاء عليها حتى الآن".
اضاف :" لن اسمح بأن يتم استعباد الشعب اللبناني الذي عانى بما فيه الكفاية، ومن أراد ذلك فلن يتمكن من هذا الأمر إلا بإعادة لبنان إلى مخاطر الحرب الأهلية". وشدد رئيس الجمهورية على أنه " بالرغم من اضاليل الأكثرية النيابية وغير الشعبية، وبالرغم من إرادة القوى التي تتلاعب بأفرادها جميعا، فهو سيحتفظ بسدة الرئاسة التي هي في خدمة الوطن، ملاحظا أن الحكومة الجديدة المنبثقة عن الأكثرية النيابية فشلت في مبادراتها كافة، وهي بدلا من أن تتحمل مسؤولياتها كانت في كل مرة تلقي التبعة على الآخرين". كلام الرئيس لحود جاء في رسالة نشرتها صحيفة "لوريان لوجور"، ردا على الكتاب المفتوح الذي وجهه إليه رئيس تحرير الصحيفة في عددها السبت الماضي.
وفي ما يلي ترجمة لرسالة الرئيس لحود: "انني لو توجب علي الرد على الحملة الاعلامية والسياسية، المحلية والاجنبية المنظمة، بوجهي، لكنت اضعت وقتا ثمينا، اخصصه لانقاذ لبنان من التهديدات التي ينوء تحتها، بسبب المغامرات المتهورة للساسة الذين يسعون لجرنا اليها جميعا. بالعودة الى تمديد ولايتي في آب 2004، ها انتم تذكرون بخجل "طبقة سياسية مفرطة بولائها لرغبات دمشق". اقول "بخجل" خصوصا وان من تسمي نفسها أكثرية برلمانية حالية، لم تكن شديدة التأييد تجاه رغبات دمشق، بل أكثر كانت تمضي الوقت وترهق الجهد لاستجلاب فضلها ومساعدتها لغايات محض منفعية وشخصية. ولاجل ذلك أعود بكم بالذاكرة للعام 1975. تلك السنة التي "رجا" فيها "سياديو" الساعة الاخيرة مثل آل الجميل وكافة اعضاء الجبهة اللبنانية، سوريا التدخل لانقاذ المسيحيين الذين وضعوهم، بفضل اخطائهم، في خطر الزوال. وما ان دخلت القوات السورية لمساعدتهم ضد الجبهة الفلسطينية - الاسلامية - التقدمية، التي كان ينتمي اليها حلفاؤهم اليوم، اضافة الى الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي... حتى انقلبوا ضد من ساعدهم وتحالفوا مع الاسرائيليين الذين انتهى بهم الامر باجتياح لبنان وبفرض الرئيس امين الجميل في سدة الحكم، بموافقة الدول الغربية الكبرى التي ارسلت قواتها، ليس لمساعدة لبنان، ولكن بصورة حصرية، لتثبيت مصالحها الاستراتيجية.
وبالرغم من دعم اسرائيل ومن وجود القوات الغربية، فأن الرئيس امين الجميل وجد نفسه مرغما على رفض اتفاق الاذعان، اتفاق 17 ايار مع اسرائيل، لان الانتفاضة الشعبية كادت ان تطيح به. وفي العام 1988 قام باثنتي عشرة زيارة الى دمشق ليرجو السوريين القبول بتجديد ولايته.
هذا للدلالة كم ان "نضاله اليوم من اجل الاستقلال" ينطوي على ارتدادات منفعية. وهو اذ اضاع الكثير من وقته ليسمح بانتخاب رئيس جديد، شكل حكومة عسكرية، على رأسها العماد ميشال عون، الذي اصبح عندئذ رئيسا لمجلس الوزراء، معترفا به فقط من المنطقة المسيحية.
وهل نعود الى الصراع الضاري داخل القوات اللبنانية بين مناصري الدكتور سمير جعحع والسيد حبيقة؟ هل نعود الى انتفاضة القوات اللبنانية الموالية للدكتور جعجع بوجه الحكومة(المسيحية) التي يرأسها العماد ميشال عون، والى الحروب التي اشعلتها القوات اللبنانية، في قلب بيروت الشرقية والجبل المسيحي، ضد الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، وهي افعال لا يمكن وصفها الا بالخيانة؟ كم من اللبنانيين الابرياء وكم من المسيحيين قتلوا او ارغموا على الهجرة، في تلك الفترة، بفعل اخطاء قائد القوات اللبنانية، الذي يعلن اليوم ان الرئاسة هي ملك له؟ انتم تتحدثون "عمن يجمع"، في الوقت الذي تدعمون من قسم المسيحيين وكان سببا، لاندحارهم ولفقدانهم صدقيتهم الدولية. وانه بتدخل من القوى العظمى، وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، تم انعقاد لقاء نيابي في الطائف، في المملكة العربية السعودية، حيث تم التصويت على ميثاق جديد، وعهد بلبنان الى سوريا، مرة جديدة، كي تعنى بتأمين الامن الذي دمرته القوات اللبنانية، المدعومة سابقا لهذه الغاية من قبل القوى العظمى ذاتها.
هكذا فان مصالح الدول العظمى التي تدعمهم من جديد اليوم قد تبدلت ويمكن ان تتبدل ايضا في المستقبل القريب.
اختار المجلس النيابي الاستاذ الياس الهراوي رئيسا للجمهورية. وتم تعييني قائدا للجيش من قبل الحكومة الجديدة، من دون ان اكون قد زرت دمشق سابقا، ومن دون ان اكون قد عرفت او قابلت أيا من القادة السوريين، وذلك خلافا لاولئك الذين ينعتوني اليوم، بأني قريب من سوريا، او "يتهمونني" بأنني لست على عداء مع السوريين، كما لو ان في الامر سبابا. كان الواجب يقضي باعادة بناء الجيش اللبناني وتوحيده، وتحرير الثكنات المحتلة من الميليشيات، ومن بينها تلك الموجودة في البقاع والشوف (من قبل الحزب التقدمي الاشتراكي) وفي المناطق المسيحية (القوات اللبنانية). وحدها سوريا، بقيادة الرئيس حافظ الاسد، هي التي ساعدتنا لهذه الغاية0 وبمساعدتها، نجحت في القيام بهذه المهمة على اكمل وجه، كما نجحت لاحقا، بحماية المقاومة التي ارغمت اسرائيل على مغادرة القسم الاكبر من اراضينا المحتلة. فكانت المرة الاولى التي تجبر فيها اسرائيل على مغادرة ارض عربية محتلة، من دون أي مقابل، بفضل وحدة الدولة والشعب والمقاومة. ولم تتوقف المساعدة السورية عند هذا الحد، ذلك ان سوريا ومنذ العام 1989، ساعدتنا على استعادة الامن في البلاد، لدرجة غدا معها الاستقرار في لبنان، مضرب مثل، ليس فقط بالنسبة لكل دول الشرق الاوسط، بل للعالم، ما سمح للبنان بالنهوض واعادة اعمار نفسه، ليعود تاليا منارة عيش بين مختلف الطوائف التي يتكون منها. وكما ترون فان العلاقات بين لبنان وسوريا لم تكن باتجاه واحد، ولكنها كانت علاقات اخوية ولمصلحة لبنان، كما لمصلحة سوريا والعرب. وقد ظل الامر كذلك حتى العام 2005، عام الجريمة النكراء التي تمثلت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لمصلحة من كان ما حدث؟ من دون استباق نتائج التحقيق الدولي، ومن دون السعي الى التأثير عليه، بأي طريقة، يمكنني اليوم التأكيد انه لم يكن لا للدولة السورية ولا للاجهزة الامنية اللبنانية، المتهمة زورا، أي مصلحة في خسارة الرئيس رفيق الحريري. ان من اراد ازاحته كان يريد تدمير ما تم بناؤه بصورة متلازمة من الناحيتين الامنية والاقتصادية، وما لأحد مصلحة في رؤيته مدمرا نتيجة هذه الجريمة النكراء. لقد تم تشكيل حكومة جديدة بهدف اجراء الانتخابات النيابية وقد رفض مشروع قانون الانتخاب العادل، الذي تم اقتراحه من قبل وزير الداخلية سليمان فرنجية، لمصلحة القانون الانتخابي العائد للعام 2000 الذي فصله غازي كنعان0 وتمت الموافقة عليه بسرعة، وتحت وطأة الضغوط الدولية. وقد انضوت القوى "الاستقلالية" ل14 آذار تحت هذا الخيار، على الرغم من تأكيداتهم المتكررة لرغبتهم في تحرير كل ما هو سوري وعلى الرغم من الوعود التي قطعوها للبطريرك الماروني. هكذا جرت الانتخابات، وفقا لقانون انتخابي يهمش الاصوات المسيحية التي ارتدت تاليا للتيار الوطني الحر. فالنواب المسيحيون الذين تم انتخابهم خارج تحالف التيار الوطني الحر كانوا على لوائح تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، اللذين استخدما خطابا طائفيا عنيفا لتفادي "تسونامي" العماد عون، الذي خدع من قبل حلفائه في 14 آذار. وبهدف اطلاق الدكتور جعجع من السجن، فرض تيارالمستقبل عفوا لمتطرفين متشددين قاموا بقتل جنود في الجيش، ربما تبختر بعض منهم في شوارع الاشرفية ذات احد من شباط. ما هي الوعود الاخرى المتبادلة بين الدكتور جعجع، ونواب 14 آذار والنائب سعد الحريري؟ هل موضوع الرئاسة، ضمن سلة الوعود هذه؟ قبضت الحكومة الجديدة المنبثقة عن الاكثرية النيابية على مقاليد الحكم واستبدلت القادة الامنيين بموالين. وبالرغم من وعودها، فقد فشلت في مبادراتها كافة، الامنية منها والاقتصادية، كما في وعودها المقطوعة للدول الاجنبية. وبدل تحمل مسؤولياتها، كانت، في كل مرة، تلقي التبعة على الآخرين، تارة على السوريين، وطورا على رئيس الجمهورية، و"بقايا" النظام الامني السابق0 ليس ذلك الا بهدف الاقناع ان الحكومة غير مسؤولة، غير قادرة ولا تحكم.
وقال "إن رئيس الجمهورية يزعج هؤلاء لأنه يتولى رئاسة المؤسسة الوحيدة التي لم يتم الاستيلاء عليها حتى الآن".
اضاف :" لن اسمح بأن يتم استعباد الشعب اللبناني الذي عانى بما فيه الكفاية، ومن أراد ذلك فلن يتمكن من هذا الأمر إلا بإعادة لبنان إلى مخاطر الحرب الأهلية". وشدد رئيس الجمهورية على أنه " بالرغم من اضاليل الأكثرية النيابية وغير الشعبية، وبالرغم من إرادة القوى التي تتلاعب بأفرادها جميعا، فهو سيحتفظ بسدة الرئاسة التي هي في خدمة الوطن، ملاحظا أن الحكومة الجديدة المنبثقة عن الأكثرية النيابية فشلت في مبادراتها كافة، وهي بدلا من أن تتحمل مسؤولياتها كانت في كل مرة تلقي التبعة على الآخرين". كلام الرئيس لحود جاء في رسالة نشرتها صحيفة "لوريان لوجور"، ردا على الكتاب المفتوح الذي وجهه إليه رئيس تحرير الصحيفة في عددها السبت الماضي.
وفي ما يلي ترجمة لرسالة الرئيس لحود: "انني لو توجب علي الرد على الحملة الاعلامية والسياسية، المحلية والاجنبية المنظمة، بوجهي، لكنت اضعت وقتا ثمينا، اخصصه لانقاذ لبنان من التهديدات التي ينوء تحتها، بسبب المغامرات المتهورة للساسة الذين يسعون لجرنا اليها جميعا. بالعودة الى تمديد ولايتي في آب 2004، ها انتم تذكرون بخجل "طبقة سياسية مفرطة بولائها لرغبات دمشق". اقول "بخجل" خصوصا وان من تسمي نفسها أكثرية برلمانية حالية، لم تكن شديدة التأييد تجاه رغبات دمشق، بل أكثر كانت تمضي الوقت وترهق الجهد لاستجلاب فضلها ومساعدتها لغايات محض منفعية وشخصية. ولاجل ذلك أعود بكم بالذاكرة للعام 1975. تلك السنة التي "رجا" فيها "سياديو" الساعة الاخيرة مثل آل الجميل وكافة اعضاء الجبهة اللبنانية، سوريا التدخل لانقاذ المسيحيين الذين وضعوهم، بفضل اخطائهم، في خطر الزوال. وما ان دخلت القوات السورية لمساعدتهم ضد الجبهة الفلسطينية - الاسلامية - التقدمية، التي كان ينتمي اليها حلفاؤهم اليوم، اضافة الى الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي... حتى انقلبوا ضد من ساعدهم وتحالفوا مع الاسرائيليين الذين انتهى بهم الامر باجتياح لبنان وبفرض الرئيس امين الجميل في سدة الحكم، بموافقة الدول الغربية الكبرى التي ارسلت قواتها، ليس لمساعدة لبنان، ولكن بصورة حصرية، لتثبيت مصالحها الاستراتيجية.
وبالرغم من دعم اسرائيل ومن وجود القوات الغربية، فأن الرئيس امين الجميل وجد نفسه مرغما على رفض اتفاق الاذعان، اتفاق 17 ايار مع اسرائيل، لان الانتفاضة الشعبية كادت ان تطيح به. وفي العام 1988 قام باثنتي عشرة زيارة الى دمشق ليرجو السوريين القبول بتجديد ولايته.
هذا للدلالة كم ان "نضاله اليوم من اجل الاستقلال" ينطوي على ارتدادات منفعية. وهو اذ اضاع الكثير من وقته ليسمح بانتخاب رئيس جديد، شكل حكومة عسكرية، على رأسها العماد ميشال عون، الذي اصبح عندئذ رئيسا لمجلس الوزراء، معترفا به فقط من المنطقة المسيحية.
وهل نعود الى الصراع الضاري داخل القوات اللبنانية بين مناصري الدكتور سمير جعحع والسيد حبيقة؟ هل نعود الى انتفاضة القوات اللبنانية الموالية للدكتور جعجع بوجه الحكومة(المسيحية) التي يرأسها العماد ميشال عون، والى الحروب التي اشعلتها القوات اللبنانية، في قلب بيروت الشرقية والجبل المسيحي، ضد الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، وهي افعال لا يمكن وصفها الا بالخيانة؟ كم من اللبنانيين الابرياء وكم من المسيحيين قتلوا او ارغموا على الهجرة، في تلك الفترة، بفعل اخطاء قائد القوات اللبنانية، الذي يعلن اليوم ان الرئاسة هي ملك له؟ انتم تتحدثون "عمن يجمع"، في الوقت الذي تدعمون من قسم المسيحيين وكان سببا، لاندحارهم ولفقدانهم صدقيتهم الدولية. وانه بتدخل من القوى العظمى، وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، تم انعقاد لقاء نيابي في الطائف، في المملكة العربية السعودية، حيث تم التصويت على ميثاق جديد، وعهد بلبنان الى سوريا، مرة جديدة، كي تعنى بتأمين الامن الذي دمرته القوات اللبنانية، المدعومة سابقا لهذه الغاية من قبل القوى العظمى ذاتها.
هكذا فان مصالح الدول العظمى التي تدعمهم من جديد اليوم قد تبدلت ويمكن ان تتبدل ايضا في المستقبل القريب.
اختار المجلس النيابي الاستاذ الياس الهراوي رئيسا للجمهورية. وتم تعييني قائدا للجيش من قبل الحكومة الجديدة، من دون ان اكون قد زرت دمشق سابقا، ومن دون ان اكون قد عرفت او قابلت أيا من القادة السوريين، وذلك خلافا لاولئك الذين ينعتوني اليوم، بأني قريب من سوريا، او "يتهمونني" بأنني لست على عداء مع السوريين، كما لو ان في الامر سبابا. كان الواجب يقضي باعادة بناء الجيش اللبناني وتوحيده، وتحرير الثكنات المحتلة من الميليشيات، ومن بينها تلك الموجودة في البقاع والشوف (من قبل الحزب التقدمي الاشتراكي) وفي المناطق المسيحية (القوات اللبنانية). وحدها سوريا، بقيادة الرئيس حافظ الاسد، هي التي ساعدتنا لهذه الغاية0 وبمساعدتها، نجحت في القيام بهذه المهمة على اكمل وجه، كما نجحت لاحقا، بحماية المقاومة التي ارغمت اسرائيل على مغادرة القسم الاكبر من اراضينا المحتلة. فكانت المرة الاولى التي تجبر فيها اسرائيل على مغادرة ارض عربية محتلة، من دون أي مقابل، بفضل وحدة الدولة والشعب والمقاومة. ولم تتوقف المساعدة السورية عند هذا الحد، ذلك ان سوريا ومنذ العام 1989، ساعدتنا على استعادة الامن في البلاد، لدرجة غدا معها الاستقرار في لبنان، مضرب مثل، ليس فقط بالنسبة لكل دول الشرق الاوسط، بل للعالم، ما سمح للبنان بالنهوض واعادة اعمار نفسه، ليعود تاليا منارة عيش بين مختلف الطوائف التي يتكون منها. وكما ترون فان العلاقات بين لبنان وسوريا لم تكن باتجاه واحد، ولكنها كانت علاقات اخوية ولمصلحة لبنان، كما لمصلحة سوريا والعرب. وقد ظل الامر كذلك حتى العام 2005، عام الجريمة النكراء التي تمثلت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لمصلحة من كان ما حدث؟ من دون استباق نتائج التحقيق الدولي، ومن دون السعي الى التأثير عليه، بأي طريقة، يمكنني اليوم التأكيد انه لم يكن لا للدولة السورية ولا للاجهزة الامنية اللبنانية، المتهمة زورا، أي مصلحة في خسارة الرئيس رفيق الحريري. ان من اراد ازاحته كان يريد تدمير ما تم بناؤه بصورة متلازمة من الناحيتين الامنية والاقتصادية، وما لأحد مصلحة في رؤيته مدمرا نتيجة هذه الجريمة النكراء. لقد تم تشكيل حكومة جديدة بهدف اجراء الانتخابات النيابية وقد رفض مشروع قانون الانتخاب العادل، الذي تم اقتراحه من قبل وزير الداخلية سليمان فرنجية، لمصلحة القانون الانتخابي العائد للعام 2000 الذي فصله غازي كنعان0 وتمت الموافقة عليه بسرعة، وتحت وطأة الضغوط الدولية. وقد انضوت القوى "الاستقلالية" ل14 آذار تحت هذا الخيار، على الرغم من تأكيداتهم المتكررة لرغبتهم في تحرير كل ما هو سوري وعلى الرغم من الوعود التي قطعوها للبطريرك الماروني. هكذا جرت الانتخابات، وفقا لقانون انتخابي يهمش الاصوات المسيحية التي ارتدت تاليا للتيار الوطني الحر. فالنواب المسيحيون الذين تم انتخابهم خارج تحالف التيار الوطني الحر كانوا على لوائح تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، اللذين استخدما خطابا طائفيا عنيفا لتفادي "تسونامي" العماد عون، الذي خدع من قبل حلفائه في 14 آذار. وبهدف اطلاق الدكتور جعجع من السجن، فرض تيارالمستقبل عفوا لمتطرفين متشددين قاموا بقتل جنود في الجيش، ربما تبختر بعض منهم في شوارع الاشرفية ذات احد من شباط. ما هي الوعود الاخرى المتبادلة بين الدكتور جعجع، ونواب 14 آذار والنائب سعد الحريري؟ هل موضوع الرئاسة، ضمن سلة الوعود هذه؟ قبضت الحكومة الجديدة المنبثقة عن الاكثرية النيابية على مقاليد الحكم واستبدلت القادة الامنيين بموالين. وبالرغم من وعودها، فقد فشلت في مبادراتها كافة، الامنية منها والاقتصادية، كما في وعودها المقطوعة للدول الاجنبية. وبدل تحمل مسؤولياتها، كانت، في كل مرة، تلقي التبعة على الآخرين، تارة على السوريين، وطورا على رئيس الجمهورية، و"بقايا" النظام الامني السابق0 ليس ذلك الا بهدف الاقناع ان الحكومة غير مسؤولة، غير قادرة ولا تحكم.