أسد الإسلام
02-25-2006, 09:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدين من أهم الثوابت التي يحرص الإنسان على المحافظة عليها، وهو يمثل قناعة هذا الإنسان لأنه حاجة روحية، يفترض فيه أن يحترم العقل ولا يأتي بما لا يتماشى معه، والإسلام (الحقيقي) لم يطلع عليه إنسان يحمل عقلاً سليماً وفهماً إلا ووجد نفسه ينقاد دون شعور لهذا الدين، لما فيه من سماحة لا توجد في تعاليم دين سواه، ويحض على احترام الناس ومشاعرهم، يحافظ على ضرورياتهم الخمس (الدين، النفس، العقل، العرض والمال).
والقول بأن الله قد أرسل رسولاً لم يبلغ أو لم يتم هذا لا يقول به عاقل، لأنه لا يختلف إثنان على قدرة الله سبحانه وعلمه وحكمته، والقول بذلك يتنافى مع القدرة والعلم والحكمة، لذلك فتجد أن أبسط أبجديات التفكير القويم والفهم السليم والمنطق ترفض مثل هذه الفكرة.
كما أن الرسول الذي سيرسله الله سبحانه لحمل الرسالة يجب أن تتوافر فيه صفات خاصة لا تتوفر في بشر غيره من أهمها (الصدق، الرحمة، الأمانة، الدقة، حسن التقدير، حسن الاختيار) فالصدق ليبلغ كل ما يحمل من تعاليم، والرحمة ليراعي أحوال الناس وقدراتهم ويعلمهم الرحمة فيما بينهم، والأمانة حتى ينقل ما يبلغ له كما بلغ به تماماً دون زيادة أو نقصان حتى وإن كان هذا يمسه شخصياً أو أحد من أهله (وهنا نتذكر قصة سورة عبس، والتحريم)، وحسن التقدير للأمور عامة وإسنادها لمن هم أهل لها، وحسن الاختيار لاختيار أهله وصحبته فهم من سيحملون التعاليم عنه أثناء ملازمتهم له، النساء في البيوت، والرجال في باقي مجالسه وحله ترحاله.
ثم أن الدين له كتاب وله تعاليم يجب أن تحفظ لأطول فترة ممكنة حتى يأتي رسول أو نبي جديد، لكن في الإسلام رسالة خالدة ، وهذا يقتضي أن يحفظ كل أرث هذه الرسالة من قرآن وسنة ، فتعهد الله في حفظ القرآن من التحريف والزيادة والنقصان (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، (بل هو قرآن مجيد، في لوح محفوظ) . وكان من مقتضيات الحفظ جمعه وتدوينه، فاجتمع لذلك كبار الصحابة على لجان رصد وكتابة وتحقيق، وكان ذلك في وقت عثمان بن عفان رضي الله عنه، ذلك الرجل الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه : (ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم) تزكية شاملة دائمة، تؤكد خلو منهجه من أي زلل يؤثر على عدالته وأمانته ونزاهته. لذلك فالقول بأن القرآن قد حرف أو بدل أو زيد به أو نقص منه تكذيب لله سبحانه الذي أكد حفظه، لذلك الأخطاء والزيادات تكتشف بسرعة لا يمكن تصورها، كما أن القائمين على كتابته وطباعته يرزقهم الله بصيرة متفتحة لا يمر عليها خطأ إلا وتحس به قبل أن تراه.
والقول أن هناك قرآن سيدتنا فاطمة مع رجل غائب في السرداب عشرة قرون ليخرج بقرآنه عند قرب قيام الساعة هذا فضلاً عن كونه أمراً مضحكاً يدل على سذاجة من يصدق به فإنه يتنافى مع كمال العقل والإدراك، فما ذنب من ماتوا (منذ قرون) قبل أن يقرأوا هذا القرآن الذي يفترض أنه قد نزل لهم هم مثل غيرهم، كما أنه يتنافى مع دوام الرسالة.
نأتي الآن لمسألة الإمامة، كم عدد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ إنهم بالآلاف، وقد اختار الله هذا الجيل لحمل هذه الرسالة، فهم قد يخطئون لكن عدالتهم وأمانتهم موجودة ومكفولة لأن الله اختارهم لغاية قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خير القرون قرني ...) لذلك القول بأن أمر النقل قد قصر في علي كرم الله وجهه ونفي عمن سواه من الصحابة هذا أيضاً يبدو لي مضحكاً ، لأن علياً لم يكن ملازماً للنبي طوال الوقت، فهناك أسفار لم يصاحبه فيها بينما كان يرافقه بعض الصحابة مثل معاذ بن جبل رضي الله عنه وغيره، فخلال هذه الرحلة تحدث أمور وتصرفات (مهمة في التشريع مثل المسح والتيمم وقضاء الحاجة ودعاء السفر والجمع والقصر) يفترض أن نعلم بها .. فمن سينقلها لنا؟! فهل يعقل أن تقتصر هذه المنقولات على علي كرم الله وجهه؟! لا أعتقد أن عاقلاً يقول بغير ذلك.
التمتع وما أدراك ما التمتع؟
التمتع فيه إهانة للمرأة وجعلها أداة لتلبية شهوات الرجال، كما أنه يحرمها من حقوقها الشرعية من صداق ثابت ونفقة شرعية وإرث، كما أنه يفقد المرأة طابع الحياء الذي يميزها ويعاملها كمعاملة العاهرات تخرج من حضن هذا إلى حضن ذاك .. فكيف ستكون مشاعرها لأن أحد هؤلاء قد يتملك عليها مشاعرها ويأخذ بشغاف قلبها فتبقى بعذاب وقد يكون سببه الانحراف .
نقطة أخرى اسألوا عنها سادتكم .. وهي عدم جواز تمتع العامي بنساء السادة ، والله عندما أنزل تعاليمه لم يكن هناك استثناءات وخصوصيات أو فوارق بالتعامل من مبدأ (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا فرق بين عربي وأعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى) أو كما قال عليه السلام. كما أن الزواجات المؤقتة فيها ضياع للأنساب ومثال ذلك الإشكالية التي وقع فيها أحد أهم مراجع الشيعة وهو السيد الخوئي :
http://www.fnoor.com/images/image487.jpg
لذلك فهذه المسألة التي وقع في شراكها السيد الخوئي وأدى الأمر فيه أن يلجأ للقرعة كأحد حلول إثبات النسب.
قضية جباية الخمس:
مسألة الخمس فرضت في غنائم الحروب ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ من أحد دانقاً واحداً بخلاف الزكاة أو الصدقات والكفارات، كما أن وقت الرسول صلى الله عليه وسلم كان وقت فقر وجوع وحاجة انتهى باتساع رقعة الدولة الإسلامية في عهد الخلفاء رضي الله عنهم فأصبح آل البيت مثلهم مثل بقية الناس بل أنهم أصبحوا من أكثر الناس دفعاً للزكوات والصدقات.
وشبهة جمعها للإمام الغائب هذه حيلة ابتدعها بعض ضعاف النفوس من سادة الشيعة الذين ادعوا زوراً وبهتاناً أنهم من سلالة آل البيت وقد ثبت أنهم دخلاء ، بل أن بعضهم لم يكن مسلماً أصلاً كما هو الحال مع السيد الخوئي الذي يرجع لأصول أرمنية طردت من قبل الدولة العثمانية وكانت أسرته نصرانية الديانة بل أن أخيه بقي على ديانته، هذا فضلاً على أن آل البيت عرب أقحاح وهذا ليس مدعاة للتفاخر بل لبيان أصل النسب الشريف. وقد حدثت الحوادث تلو الحوادث التي تثبت كذب هؤلاء وتبديدهم لأموال الناس وأكلها بغير الحق فأصبحوا على طريق قساوسة النصارى الذين يأكلون أموال الناس بالباطل كما بين الله سبحانه، ويعطونهم صكوك الغفران. وهذا ما بدأ يفعله بعض المحسوبين على آل البيت من علوج إيران.
ومسألة استمرار دفع الخمس وبهذه الطريقة أصبحت مساوية لدفع (الجزية) فهل يعقل أن يدفع المسلم الجزية؟!! فمن المعلوم أن المسلم لم يفرض عليه سوى زكاة المال المشروعة والتي جاء بها القرآن (تشريعاً) وفي أكثر من آية وبينت مصارفها الشرعية، ووضحتها السنة النبوية، فإن كان هنالك إصرار على دفعها فأعتقد أن الأولى بها هم أشراف الحجاز الذين قد ثبت انتمائهم فعلاً للبيوت العلوية وعندهم صكوك ووثائق وأوقاف تثبت انتمائهم فهم أحق بها من غيرهم ممن ألحقوا أنفسهم عنوة بالبيوت العلوية الشريفة وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.
هل الدين يسخر من العقول؟ ولماذا الرسل؟
حاشا الله سبحانه وتنزه أن يصدر عنه تعاليم غريبة لا تصدقها العقول (مع ثقتنا وإيماننا العميق بقدرته سبحانه)، وكانت الحالة الوحيدة التي فيها خروج عن تصور العقل البشري (في ذلك الحين) حادثة الإسراء والمعراج وحدثت لمن لا ينطق عن الهوى، وهي في الحقيقة ليس فيها غريب، فإن كنا نصدقه في نزول الوحي عليه بين الحين والحين من جبريل عليه السلام فكيف لا نصدقه بمثل ذلك، لكن كانت حالة فردية لم ولن تتكرر لا معه ولا مع غيره، لأن المسألة لم تكن عبثاً وإنما لأهمية الأمر الذي عرج به لأجله وهو فريضة الصلاة، أراد الله سبحانه أن يتلقاها المصطفى صلى الله عليه وسلم مباشرة دون وسيط لأنها صلة مباشرة بدون وسيط بين العبد وربه (مثلها مثل الدعاء) فالله سبحانه قد أرسل لنا الرسل لتوحيده بأفعال العباد (شتى أنواع العبادات) ، لأن توحيده بأفعاله لم تكن هناك فيها مشكلة [بمعنى أن الكفار كانوا يقرون بوجود الله وأن الله هو الخالق الرازق المدبر ومع ذلك لم يكونوا من أهل الإسلام ، والدليل على ذلك من القرآن قوله تعالى في سورة يونس ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) وقال تعالى في سورة المؤمنون ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون(84)سيقولون لله قل أفلا تذكرون(85)قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم(86)سيقولون لله قل أفلا تتقون(87)قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون(88)سيقولون لله قل فأنى تسحرون ) وقال تعالى في سورة العنكبوت ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ) وقال تعالى في سورة العنكبوت كذلك ( ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ) وقال تعالى في سورة لقمان ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ) وقال تعالى في سورة الزمر(ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) وقال تعالى في سورة الزخرف (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ) وقال تعالى في سورة الزخرف كذلك (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون ) فهذه آيات كثير من كتاب الله تدل على هذه القاعدة التي ذكرها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ، وهي أن المشركين كانوا يقرون بربوبية الله ومع ذلك لم يدخلهم الإسلام ، وقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم مشركون بالله في صرف العبادة لغيره](1) من دعاء وصدقات واستغاثة وغيرها.
وما يقوم به عامة الشيعة (هداهم الله) وبأمر من رجالات الدين (الذين هم أبعد ما يكونون عن الدين وهذا ما سنبينه لاحقاً) من صرف شتى العبادات للقبور والتوسل بها وطلب قضاء الحاجات من أصحاب القبور لهو الشرك الأكبر بأوضح وأبشع صوره، فكما أوضحنا أن مشركي مكة كانوا موحدين بربوبية الله لكن توحيد الألوهية هو الإشكالية وهو توحيد الله بأفعال العباد، فأي دين قويم يمكن أن يحث على الشركيات ويجعلها من تمام الإيمان؟!!
يتبع ..
الدين من أهم الثوابت التي يحرص الإنسان على المحافظة عليها، وهو يمثل قناعة هذا الإنسان لأنه حاجة روحية، يفترض فيه أن يحترم العقل ولا يأتي بما لا يتماشى معه، والإسلام (الحقيقي) لم يطلع عليه إنسان يحمل عقلاً سليماً وفهماً إلا ووجد نفسه ينقاد دون شعور لهذا الدين، لما فيه من سماحة لا توجد في تعاليم دين سواه، ويحض على احترام الناس ومشاعرهم، يحافظ على ضرورياتهم الخمس (الدين، النفس، العقل، العرض والمال).
والقول بأن الله قد أرسل رسولاً لم يبلغ أو لم يتم هذا لا يقول به عاقل، لأنه لا يختلف إثنان على قدرة الله سبحانه وعلمه وحكمته، والقول بذلك يتنافى مع القدرة والعلم والحكمة، لذلك فتجد أن أبسط أبجديات التفكير القويم والفهم السليم والمنطق ترفض مثل هذه الفكرة.
كما أن الرسول الذي سيرسله الله سبحانه لحمل الرسالة يجب أن تتوافر فيه صفات خاصة لا تتوفر في بشر غيره من أهمها (الصدق، الرحمة، الأمانة، الدقة، حسن التقدير، حسن الاختيار) فالصدق ليبلغ كل ما يحمل من تعاليم، والرحمة ليراعي أحوال الناس وقدراتهم ويعلمهم الرحمة فيما بينهم، والأمانة حتى ينقل ما يبلغ له كما بلغ به تماماً دون زيادة أو نقصان حتى وإن كان هذا يمسه شخصياً أو أحد من أهله (وهنا نتذكر قصة سورة عبس، والتحريم)، وحسن التقدير للأمور عامة وإسنادها لمن هم أهل لها، وحسن الاختيار لاختيار أهله وصحبته فهم من سيحملون التعاليم عنه أثناء ملازمتهم له، النساء في البيوت، والرجال في باقي مجالسه وحله ترحاله.
ثم أن الدين له كتاب وله تعاليم يجب أن تحفظ لأطول فترة ممكنة حتى يأتي رسول أو نبي جديد، لكن في الإسلام رسالة خالدة ، وهذا يقتضي أن يحفظ كل أرث هذه الرسالة من قرآن وسنة ، فتعهد الله في حفظ القرآن من التحريف والزيادة والنقصان (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، (بل هو قرآن مجيد، في لوح محفوظ) . وكان من مقتضيات الحفظ جمعه وتدوينه، فاجتمع لذلك كبار الصحابة على لجان رصد وكتابة وتحقيق، وكان ذلك في وقت عثمان بن عفان رضي الله عنه، ذلك الرجل الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه : (ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم) تزكية شاملة دائمة، تؤكد خلو منهجه من أي زلل يؤثر على عدالته وأمانته ونزاهته. لذلك فالقول بأن القرآن قد حرف أو بدل أو زيد به أو نقص منه تكذيب لله سبحانه الذي أكد حفظه، لذلك الأخطاء والزيادات تكتشف بسرعة لا يمكن تصورها، كما أن القائمين على كتابته وطباعته يرزقهم الله بصيرة متفتحة لا يمر عليها خطأ إلا وتحس به قبل أن تراه.
والقول أن هناك قرآن سيدتنا فاطمة مع رجل غائب في السرداب عشرة قرون ليخرج بقرآنه عند قرب قيام الساعة هذا فضلاً عن كونه أمراً مضحكاً يدل على سذاجة من يصدق به فإنه يتنافى مع كمال العقل والإدراك، فما ذنب من ماتوا (منذ قرون) قبل أن يقرأوا هذا القرآن الذي يفترض أنه قد نزل لهم هم مثل غيرهم، كما أنه يتنافى مع دوام الرسالة.
نأتي الآن لمسألة الإمامة، كم عدد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ إنهم بالآلاف، وقد اختار الله هذا الجيل لحمل هذه الرسالة، فهم قد يخطئون لكن عدالتهم وأمانتهم موجودة ومكفولة لأن الله اختارهم لغاية قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خير القرون قرني ...) لذلك القول بأن أمر النقل قد قصر في علي كرم الله وجهه ونفي عمن سواه من الصحابة هذا أيضاً يبدو لي مضحكاً ، لأن علياً لم يكن ملازماً للنبي طوال الوقت، فهناك أسفار لم يصاحبه فيها بينما كان يرافقه بعض الصحابة مثل معاذ بن جبل رضي الله عنه وغيره، فخلال هذه الرحلة تحدث أمور وتصرفات (مهمة في التشريع مثل المسح والتيمم وقضاء الحاجة ودعاء السفر والجمع والقصر) يفترض أن نعلم بها .. فمن سينقلها لنا؟! فهل يعقل أن تقتصر هذه المنقولات على علي كرم الله وجهه؟! لا أعتقد أن عاقلاً يقول بغير ذلك.
التمتع وما أدراك ما التمتع؟
التمتع فيه إهانة للمرأة وجعلها أداة لتلبية شهوات الرجال، كما أنه يحرمها من حقوقها الشرعية من صداق ثابت ونفقة شرعية وإرث، كما أنه يفقد المرأة طابع الحياء الذي يميزها ويعاملها كمعاملة العاهرات تخرج من حضن هذا إلى حضن ذاك .. فكيف ستكون مشاعرها لأن أحد هؤلاء قد يتملك عليها مشاعرها ويأخذ بشغاف قلبها فتبقى بعذاب وقد يكون سببه الانحراف .
نقطة أخرى اسألوا عنها سادتكم .. وهي عدم جواز تمتع العامي بنساء السادة ، والله عندما أنزل تعاليمه لم يكن هناك استثناءات وخصوصيات أو فوارق بالتعامل من مبدأ (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا فرق بين عربي وأعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى) أو كما قال عليه السلام. كما أن الزواجات المؤقتة فيها ضياع للأنساب ومثال ذلك الإشكالية التي وقع فيها أحد أهم مراجع الشيعة وهو السيد الخوئي :
http://www.fnoor.com/images/image487.jpg
لذلك فهذه المسألة التي وقع في شراكها السيد الخوئي وأدى الأمر فيه أن يلجأ للقرعة كأحد حلول إثبات النسب.
قضية جباية الخمس:
مسألة الخمس فرضت في غنائم الحروب ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ من أحد دانقاً واحداً بخلاف الزكاة أو الصدقات والكفارات، كما أن وقت الرسول صلى الله عليه وسلم كان وقت فقر وجوع وحاجة انتهى باتساع رقعة الدولة الإسلامية في عهد الخلفاء رضي الله عنهم فأصبح آل البيت مثلهم مثل بقية الناس بل أنهم أصبحوا من أكثر الناس دفعاً للزكوات والصدقات.
وشبهة جمعها للإمام الغائب هذه حيلة ابتدعها بعض ضعاف النفوس من سادة الشيعة الذين ادعوا زوراً وبهتاناً أنهم من سلالة آل البيت وقد ثبت أنهم دخلاء ، بل أن بعضهم لم يكن مسلماً أصلاً كما هو الحال مع السيد الخوئي الذي يرجع لأصول أرمنية طردت من قبل الدولة العثمانية وكانت أسرته نصرانية الديانة بل أن أخيه بقي على ديانته، هذا فضلاً على أن آل البيت عرب أقحاح وهذا ليس مدعاة للتفاخر بل لبيان أصل النسب الشريف. وقد حدثت الحوادث تلو الحوادث التي تثبت كذب هؤلاء وتبديدهم لأموال الناس وأكلها بغير الحق فأصبحوا على طريق قساوسة النصارى الذين يأكلون أموال الناس بالباطل كما بين الله سبحانه، ويعطونهم صكوك الغفران. وهذا ما بدأ يفعله بعض المحسوبين على آل البيت من علوج إيران.
ومسألة استمرار دفع الخمس وبهذه الطريقة أصبحت مساوية لدفع (الجزية) فهل يعقل أن يدفع المسلم الجزية؟!! فمن المعلوم أن المسلم لم يفرض عليه سوى زكاة المال المشروعة والتي جاء بها القرآن (تشريعاً) وفي أكثر من آية وبينت مصارفها الشرعية، ووضحتها السنة النبوية، فإن كان هنالك إصرار على دفعها فأعتقد أن الأولى بها هم أشراف الحجاز الذين قد ثبت انتمائهم فعلاً للبيوت العلوية وعندهم صكوك ووثائق وأوقاف تثبت انتمائهم فهم أحق بها من غيرهم ممن ألحقوا أنفسهم عنوة بالبيوت العلوية الشريفة وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.
هل الدين يسخر من العقول؟ ولماذا الرسل؟
حاشا الله سبحانه وتنزه أن يصدر عنه تعاليم غريبة لا تصدقها العقول (مع ثقتنا وإيماننا العميق بقدرته سبحانه)، وكانت الحالة الوحيدة التي فيها خروج عن تصور العقل البشري (في ذلك الحين) حادثة الإسراء والمعراج وحدثت لمن لا ينطق عن الهوى، وهي في الحقيقة ليس فيها غريب، فإن كنا نصدقه في نزول الوحي عليه بين الحين والحين من جبريل عليه السلام فكيف لا نصدقه بمثل ذلك، لكن كانت حالة فردية لم ولن تتكرر لا معه ولا مع غيره، لأن المسألة لم تكن عبثاً وإنما لأهمية الأمر الذي عرج به لأجله وهو فريضة الصلاة، أراد الله سبحانه أن يتلقاها المصطفى صلى الله عليه وسلم مباشرة دون وسيط لأنها صلة مباشرة بدون وسيط بين العبد وربه (مثلها مثل الدعاء) فالله سبحانه قد أرسل لنا الرسل لتوحيده بأفعال العباد (شتى أنواع العبادات) ، لأن توحيده بأفعاله لم تكن هناك فيها مشكلة [بمعنى أن الكفار كانوا يقرون بوجود الله وأن الله هو الخالق الرازق المدبر ومع ذلك لم يكونوا من أهل الإسلام ، والدليل على ذلك من القرآن قوله تعالى في سورة يونس ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) وقال تعالى في سورة المؤمنون ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون(84)سيقولون لله قل أفلا تذكرون(85)قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم(86)سيقولون لله قل أفلا تتقون(87)قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون(88)سيقولون لله قل فأنى تسحرون ) وقال تعالى في سورة العنكبوت ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ) وقال تعالى في سورة العنكبوت كذلك ( ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ) وقال تعالى في سورة لقمان ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ) وقال تعالى في سورة الزمر(ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) وقال تعالى في سورة الزخرف (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ) وقال تعالى في سورة الزخرف كذلك (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون ) فهذه آيات كثير من كتاب الله تدل على هذه القاعدة التي ذكرها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ، وهي أن المشركين كانوا يقرون بربوبية الله ومع ذلك لم يدخلهم الإسلام ، وقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم مشركون بالله في صرف العبادة لغيره](1) من دعاء وصدقات واستغاثة وغيرها.
وما يقوم به عامة الشيعة (هداهم الله) وبأمر من رجالات الدين (الذين هم أبعد ما يكونون عن الدين وهذا ما سنبينه لاحقاً) من صرف شتى العبادات للقبور والتوسل بها وطلب قضاء الحاجات من أصحاب القبور لهو الشرك الأكبر بأوضح وأبشع صوره، فكما أوضحنا أن مشركي مكة كانوا موحدين بربوبية الله لكن توحيد الألوهية هو الإشكالية وهو توحيد الله بأفعال العباد، فأي دين قويم يمكن أن يحث على الشركيات ويجعلها من تمام الإيمان؟!!
يتبع ..