من هناك
02-24-2006, 05:55 PM
انتهت مواجهة الغرب الدبلوماسية مع إيران بسبب برنامجها النووي بعدما قررت الدول الخمس صاحبة "الفيتو" في الأمم المتحدة بالإضافة إلى ألمانيا في مباحثات خطيرة لا بل مصيرية عقدت في لندن يوم 31/1/2006 إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن لأخذ علمه بموضوع إيران تمهيداً لفرض عقوبات دولية عليها في خطوة لاحقة . ولم تعبأ إيران بهذا الإجراء ، بل أكدت أنها لن تتخلى عن حقها في تطوير برنامج ذري سلمي . وهذا يعني أنها ستواصل العمل حتى امتلاك دورة الوقود النووي ، وأنها لن تخشى المواجهة العسكرية مع الغرب.
وتبدو إسرائيل في حالة خوف شديد ، ومنبع هذا الخوف ، أنها تعتقد أن إيران إذا امتلكت سلاحاً ذرياً ، فإنها ستوجهه نحوها ، وبالتالي تصبح تحت التهديد الإيراني بشكل مستمر . ولذلك لا ينفك المسؤولون الإسرائيليون يكررون بأن إسرائيل لن تسمح مطلقاً لإيران بامتلاك قدرات نووية . ويزعم هؤلاء أن لديهم القدرة على تدمير المواقع الذرية الإيرانية ، كما كانت لهم القدرة على تدمير المفاعل الذري العراقي عام 1981 . لكن العالِم ببواطن الأمور يعلم أن إسرائيل عاجزة الآن عن التعامل مع المفاعل الذري الإيراني ، كما كانت عاجزة في الماضي عن التعامل مع المفاعل الذري العراقي ، والذي دمّر المفاعل العراقي ليس إسرائيل ، بل الولايات المتحدة ، لأن إسرائيل آنذاك لم تكن تملك أقماراً اصطناعية لرصد المفاعل الذري العراقي وتحديد إحداثياته ، ومن ثم توجيه الطائرات القاذفة لتدميره . لكن الولايات المتحدة كانت تملك هذه الأقمار ، وقد جاءت طائرات أمريكية القاذفة من الأسطول السادس الأمريكي المرابط في أعالي البحر الأبيض المتوسط عبر إسرائيل واتجهت إلى العراق عبر الأردن ودمّرت المفاعل الذري بضربة واحدة وكان يقودها أمريكيون . وعلى الفور صرّح المسؤولون الإسرائيليون بأن إسرائيل هي التي تولت تدمير المفاعل ، لأن الولايات المتحدة لم تكن آنذاك قادرة على إعلان مسؤوليتها عن تلك العملية ، لأن العراق كان قد دخل في حرب مع إيران بناء على طلبها . ووقفت هي تدعمه ودفعت بعض الدول العربية إلى دعمه ، لذلك لم يكن من اللائق بها أن تدعي أنها تدعم العراق .
ومن ثم تقوم بتدمير مفاعله الذري الذي اشتراه الرئيس العراقي السابق صدام حسين من فرنسا بمليار دولار . لذلك أوعزت إلى إسرائيل لكي تتبنى هذه العملية ، وقد غطّت إسرائيل على الولايات المتحدة كما أنها ظهرت كقوة إقليمية لا تتأخر في الدفاع عن نفسها لحظة واحدة . لكن واقع الحال الآن أثبت أن إسرائيل ليست قوة إقليمية وليس لديها القدرة للدفاع عن نفسها . وبين الحين والآخر يسرّب الموساد الإسرائيلي إلى الإعلام خططاً وهمية يدعي أن المخططين الاستراتيجيين في إسرائيل والولايات المتحدة يعدونها للتعامل مع البرنامج الذري الإيراني . وإحدى هذه الخطط تقوم على نقل طائرات حربية إسرائيلية إلى منطقة كردستان العراق ، ومن هناك تقوم هذه الطائرات بعملية حربية خاطفة تدمر خلالها جميع المواقع العسكرية داخل إيران والتي يعتقد أن بها برامج ذرية .
كما أن إحدى الخطط الأخرى تقوم على توجيه إسرائيل صواريخ بعيدة المدى نحو الأهداف الذرية الإيرانية بواسطة الأقمار الاصطناعية لتدميرها . لكن ورغم وجود هذه الخطط ، إلاّ أن تنفيذها لم يتحقق إلى الآن ، ويبقى السؤال هو ، هل ستكون إسرائيل قادرة على فعل شيء مع إيران ؟. لا شك أن المنطق يقول إن إسرائيل لن يكون بوسعها سوى انتظار ما ستقوم به الولايات المتحدة ودول التحالف الغربي الأخرى ، حيث تعتقد إسرائيل بأن الولايات المتحدة لديها القدرة على التعامل مع إيران عسكرياً ، لذلك فهي تنتظر الفرج الأمريكي كي يخلّصها من معضلة إيران ، لكنها تنتظر على جمر النار . فهي تعيش الآن خوفاً لم تعشه طوال تاريخها الطويل ، ولعل ساعة الحقيقة اقتربت منها ، بعد أن ملأت تاريخها بالإجرام والقتل والتعذيب بحق الشعب الفلسطيني المظلوم ، ولن تقيها كل أسلحتها التقليدية وغير التقليدية من الحساب القريب . ولن ينفعها وعيد الغربيين ، لأن هذا الوعيد لن يخرج عن إطار الحرب الكلامية بعد أن فقد الغربيون أصول الحرب الفعلية بالانفصال الحاد عن الحق والطبيعة والإنسان .
محمد خليفة
وتبدو إسرائيل في حالة خوف شديد ، ومنبع هذا الخوف ، أنها تعتقد أن إيران إذا امتلكت سلاحاً ذرياً ، فإنها ستوجهه نحوها ، وبالتالي تصبح تحت التهديد الإيراني بشكل مستمر . ولذلك لا ينفك المسؤولون الإسرائيليون يكررون بأن إسرائيل لن تسمح مطلقاً لإيران بامتلاك قدرات نووية . ويزعم هؤلاء أن لديهم القدرة على تدمير المواقع الذرية الإيرانية ، كما كانت لهم القدرة على تدمير المفاعل الذري العراقي عام 1981 . لكن العالِم ببواطن الأمور يعلم أن إسرائيل عاجزة الآن عن التعامل مع المفاعل الذري الإيراني ، كما كانت عاجزة في الماضي عن التعامل مع المفاعل الذري العراقي ، والذي دمّر المفاعل العراقي ليس إسرائيل ، بل الولايات المتحدة ، لأن إسرائيل آنذاك لم تكن تملك أقماراً اصطناعية لرصد المفاعل الذري العراقي وتحديد إحداثياته ، ومن ثم توجيه الطائرات القاذفة لتدميره . لكن الولايات المتحدة كانت تملك هذه الأقمار ، وقد جاءت طائرات أمريكية القاذفة من الأسطول السادس الأمريكي المرابط في أعالي البحر الأبيض المتوسط عبر إسرائيل واتجهت إلى العراق عبر الأردن ودمّرت المفاعل الذري بضربة واحدة وكان يقودها أمريكيون . وعلى الفور صرّح المسؤولون الإسرائيليون بأن إسرائيل هي التي تولت تدمير المفاعل ، لأن الولايات المتحدة لم تكن آنذاك قادرة على إعلان مسؤوليتها عن تلك العملية ، لأن العراق كان قد دخل في حرب مع إيران بناء على طلبها . ووقفت هي تدعمه ودفعت بعض الدول العربية إلى دعمه ، لذلك لم يكن من اللائق بها أن تدعي أنها تدعم العراق .
ومن ثم تقوم بتدمير مفاعله الذري الذي اشتراه الرئيس العراقي السابق صدام حسين من فرنسا بمليار دولار . لذلك أوعزت إلى إسرائيل لكي تتبنى هذه العملية ، وقد غطّت إسرائيل على الولايات المتحدة كما أنها ظهرت كقوة إقليمية لا تتأخر في الدفاع عن نفسها لحظة واحدة . لكن واقع الحال الآن أثبت أن إسرائيل ليست قوة إقليمية وليس لديها القدرة للدفاع عن نفسها . وبين الحين والآخر يسرّب الموساد الإسرائيلي إلى الإعلام خططاً وهمية يدعي أن المخططين الاستراتيجيين في إسرائيل والولايات المتحدة يعدونها للتعامل مع البرنامج الذري الإيراني . وإحدى هذه الخطط تقوم على نقل طائرات حربية إسرائيلية إلى منطقة كردستان العراق ، ومن هناك تقوم هذه الطائرات بعملية حربية خاطفة تدمر خلالها جميع المواقع العسكرية داخل إيران والتي يعتقد أن بها برامج ذرية .
كما أن إحدى الخطط الأخرى تقوم على توجيه إسرائيل صواريخ بعيدة المدى نحو الأهداف الذرية الإيرانية بواسطة الأقمار الاصطناعية لتدميرها . لكن ورغم وجود هذه الخطط ، إلاّ أن تنفيذها لم يتحقق إلى الآن ، ويبقى السؤال هو ، هل ستكون إسرائيل قادرة على فعل شيء مع إيران ؟. لا شك أن المنطق يقول إن إسرائيل لن يكون بوسعها سوى انتظار ما ستقوم به الولايات المتحدة ودول التحالف الغربي الأخرى ، حيث تعتقد إسرائيل بأن الولايات المتحدة لديها القدرة على التعامل مع إيران عسكرياً ، لذلك فهي تنتظر الفرج الأمريكي كي يخلّصها من معضلة إيران ، لكنها تنتظر على جمر النار . فهي تعيش الآن خوفاً لم تعشه طوال تاريخها الطويل ، ولعل ساعة الحقيقة اقتربت منها ، بعد أن ملأت تاريخها بالإجرام والقتل والتعذيب بحق الشعب الفلسطيني المظلوم ، ولن تقيها كل أسلحتها التقليدية وغير التقليدية من الحساب القريب . ولن ينفعها وعيد الغربيين ، لأن هذا الوعيد لن يخرج عن إطار الحرب الكلامية بعد أن فقد الغربيون أصول الحرب الفعلية بالانفصال الحاد عن الحق والطبيعة والإنسان .
محمد خليفة