lady hla
02-17-2006, 12:18 PM
........... السلام عليكم ............
....الاجراءات العسكرية في الغور تسعي الي تفريغه من سكانه الفلسطينيين كـ تحضير لضمه الي اسرائيل بصورة رسمية ...!!!...
بحظر التطور وفرملة المجريات الطبيعية ذات العمر المديد من البناء والاسكان
.... أحد ما ذو نكهة ساخرة بصورة خاصة علي ما يبدو، قرر تسمية طريق الغور رقم 90 بـ "طريق غاندي"، ليس علي اسم الزعيم الهندي المهاتما غاندي، بل علي اسم رحبعام زئيفي داعية الترحيل الجماعي للفلسطينيين من بلادهم. ولماذا أدرك هذا الشخص الساخر أن هذا الاسم ملائم للطريق الشرقي؟ لأن الشعور بالحزن والفقدان والتبديد والفراغ موجود هنا في كل منطقة الغور والسفوح الشرقية من ظهر الجبل، وليس في هذا الشارع وحده. الفلسطينيون غائبون عن الغور باستثناء عدة آلاف يقطنونه، والذين تعطيهم اسرائيل تصاريح يومية لاسباب مختلفة. ليس من الممكن حتي تضمين سكان أريحا في العدد الاجمالي للموجودين في الغور (عدد سكان أريحا 35 ألف نسمة)، وذلك لأن الجيش يحظر عليهم السفر خارج المنطقة (أ) التي يقطنون فيها. الغور يفتقر الي آلاف الاشخاص القاطنين في القري والبلدات المجاورة في شمالي الضفة، واحيانا يكونون علي مسافة كيلومترات قليلة من أقاربهم واراضيهم ورفاقهم ومنازلهم وعلاقاتهم التجارية وعملهم في الغور. كما غابت عن الغور تلك السيارات الفلسطينية التي كانت في السابق تُقل الغائبين عنه اليوم. وفوق كل هؤلاء لم تعد تُشاهد في الغور سيارات المسافرين الي الاردن وآلاف المتنزهين من عائلات وطلاب ومشترين من البسطات الصورية المنتشرة علي طول الطريق.
... الجنود الاسرائيليون يشرفون علي هذا الغياب القسري بواسطة اربعة حواجز أساسية تقطع طريق الغور عن باقي أجزاء الضفة. هؤلاء الجنود ينفذون تعليمات القادة: من المحظور علي كل فلسطيني، أي مليوني شخص (سكان غزة البالغين 1.4 مليون ممنوعون من التوجه الي الضفة أصلا)، الدخول الي اراضي الغور باستثناء اولئك الذين يحملون عناوين رسمية في بطاقات هوياتهم وتثبت انهم يقطنون في الغور.
هذه الاجراءات الأمنية كما سيدعي البعض متذرعين بسنوات الانتفاضة الخمس ـ ما هي إلا غطاء لتكريس سياسة السيطرة الاسرائيلية التي ازدادت حدة في سنوات اوسلو، سياسة تحول غور الاردن الفلسطيني الذي يشكل ثلث مساحة الضفة الغربية، الي ثروة ضائعة من حيث الاراضي الاحتياطية للتطور الفلسطيني: اراض زراعية، وسياحية، وتوسيع للتجمعات القائمة أو بناء تجمعات سكانية جديدة والمزج في اساليب الحياة الحضرية والريفية والبدوية، اراض حديثة وفي نفس الوقت عتيقة قِدم الزمان. مخططو اوسلو الاسرائيليون حرصوا علي عدم تمكين السلطة من تطوير الغور في تلك السنوات المصيرية التي اعتقد فيها الكثيرون أن الاعمار الاقتصادي هو الأساس الصحيح للحل السلمي وتوسيع دائرة التأييد له. مخططو اوسلو تركوا اغلبية القطاع الشرقي كمنطقة (ج)، والتي تحظر الأنشطة التنموية الفلسطينية فيها.
...المستوطنات وحدها كانت قادرة علي التطور خصوصا بفضل سلب ونهب واستغلال مصادر المياه الفلسطينية. 475 كليومترا مربعا من المناطق العسكرية في الغور التي يستخدمها الجيش لتدريباته منذ احتلال الضفة، تُلحق الضرر بنمط الحياة التقليدي في المنطقة وتمنع آلاف رُعاة الماشية والبدو من الدخول اليها أو الاقامة المؤقتة فيها في موسم الرعي والزراعة البيتية. تارة يقولون لهم إن هذه مباني غير قانونية، كما حدث يوم الخميس الماضي حيث هدمت الادارة المدنية خياما وأكواخا لعشرين عائلة مزارعة في خمسة اماكن مختلفة من الغور. الأمر الذي يخيف المخططين الاسرائيليين واضح للعيان: قسم ملموس من التجمعات الفلسطينية في الغور تطور في أواسط القرن الماضي ليصبح تجمعات ثابتة بفضل المواسم القروية السائدة في شمالي الضفة. يشجعون اليهود علي السكن في الغور، أما الفلسطينيون فيتخذون ضدهم كل اجراء ممكن لردعهم وتخويفهم.
...حظر التطور وفرملة المجريات الطبيعية ذات العمر المديد من البناء والاسكان هو نوع من التفريغ. في الاشهر الأخيرة توسعت محاولات التفريغ لتتحول الي عملية نشطة: بين الحين والآخر يأتي الجنود في الليل ويطردون من يقطنون في منازل الغور الي خارج الحاجز بحجة أن عناوينهم ليست في منطقة الغور (حسب بطاقات الهوية). في الصباح يعود هؤلاء الاشخاص عبر الجبال متملصين من عيون الجنود ومخاطرين بالاصطدام بذخائر متفجرة خطرة. وفي شهر تشرين الاول (اكتوبر) أضافوا لهؤلاء سببا جديدا لكراهية حياتهم في الغور: منع المزارعين الفلسطينيين من بيع منتوجاتهم للتجار الاسرائيليين عند المعبر القريب جدا علي الحدود بين الغور واسرائيل. عليهم أن يسافروا الآن مسافة 50 كيلومترا للوصول الي المعبر التجاري في الجلمة والانتظار علي الحواجز الداخلية بلا نهاية، كل ذلك بدلا من الخمسة كيلومترات التي يقطعونها الآن. قسم كبير من الخضراوات سيتلف بطبيعة الحال، وذلك حتي يتأكدوا أن تعبهم يفتقر للبركة. الجيش يُقسِم بدوره أن قراراته هذه لا تمت بصلة لتصريحات السياسيين حول ابقاء الغور في أيدينا الي الأبد. ولكن ما يحدث فعليا هو أنهم يساعدون في تفريغ الغور من سكانه الفلسطينيين كـ تحضير لضمه الي اسرائيل بصورة رسمية.
عميرة هاس
مراسلة الصحيفة للشؤون الفلسطينية
(هآرتس) 15/2/2006
................................... ... منقول عن جريدة القدس ...........!!!.....
سلامي اليك
lady hla
القدس
....الاجراءات العسكرية في الغور تسعي الي تفريغه من سكانه الفلسطينيين كـ تحضير لضمه الي اسرائيل بصورة رسمية ...!!!...
بحظر التطور وفرملة المجريات الطبيعية ذات العمر المديد من البناء والاسكان
.... أحد ما ذو نكهة ساخرة بصورة خاصة علي ما يبدو، قرر تسمية طريق الغور رقم 90 بـ "طريق غاندي"، ليس علي اسم الزعيم الهندي المهاتما غاندي، بل علي اسم رحبعام زئيفي داعية الترحيل الجماعي للفلسطينيين من بلادهم. ولماذا أدرك هذا الشخص الساخر أن هذا الاسم ملائم للطريق الشرقي؟ لأن الشعور بالحزن والفقدان والتبديد والفراغ موجود هنا في كل منطقة الغور والسفوح الشرقية من ظهر الجبل، وليس في هذا الشارع وحده. الفلسطينيون غائبون عن الغور باستثناء عدة آلاف يقطنونه، والذين تعطيهم اسرائيل تصاريح يومية لاسباب مختلفة. ليس من الممكن حتي تضمين سكان أريحا في العدد الاجمالي للموجودين في الغور (عدد سكان أريحا 35 ألف نسمة)، وذلك لأن الجيش يحظر عليهم السفر خارج المنطقة (أ) التي يقطنون فيها. الغور يفتقر الي آلاف الاشخاص القاطنين في القري والبلدات المجاورة في شمالي الضفة، واحيانا يكونون علي مسافة كيلومترات قليلة من أقاربهم واراضيهم ورفاقهم ومنازلهم وعلاقاتهم التجارية وعملهم في الغور. كما غابت عن الغور تلك السيارات الفلسطينية التي كانت في السابق تُقل الغائبين عنه اليوم. وفوق كل هؤلاء لم تعد تُشاهد في الغور سيارات المسافرين الي الاردن وآلاف المتنزهين من عائلات وطلاب ومشترين من البسطات الصورية المنتشرة علي طول الطريق.
... الجنود الاسرائيليون يشرفون علي هذا الغياب القسري بواسطة اربعة حواجز أساسية تقطع طريق الغور عن باقي أجزاء الضفة. هؤلاء الجنود ينفذون تعليمات القادة: من المحظور علي كل فلسطيني، أي مليوني شخص (سكان غزة البالغين 1.4 مليون ممنوعون من التوجه الي الضفة أصلا)، الدخول الي اراضي الغور باستثناء اولئك الذين يحملون عناوين رسمية في بطاقات هوياتهم وتثبت انهم يقطنون في الغور.
هذه الاجراءات الأمنية كما سيدعي البعض متذرعين بسنوات الانتفاضة الخمس ـ ما هي إلا غطاء لتكريس سياسة السيطرة الاسرائيلية التي ازدادت حدة في سنوات اوسلو، سياسة تحول غور الاردن الفلسطيني الذي يشكل ثلث مساحة الضفة الغربية، الي ثروة ضائعة من حيث الاراضي الاحتياطية للتطور الفلسطيني: اراض زراعية، وسياحية، وتوسيع للتجمعات القائمة أو بناء تجمعات سكانية جديدة والمزج في اساليب الحياة الحضرية والريفية والبدوية، اراض حديثة وفي نفس الوقت عتيقة قِدم الزمان. مخططو اوسلو الاسرائيليون حرصوا علي عدم تمكين السلطة من تطوير الغور في تلك السنوات المصيرية التي اعتقد فيها الكثيرون أن الاعمار الاقتصادي هو الأساس الصحيح للحل السلمي وتوسيع دائرة التأييد له. مخططو اوسلو تركوا اغلبية القطاع الشرقي كمنطقة (ج)، والتي تحظر الأنشطة التنموية الفلسطينية فيها.
...المستوطنات وحدها كانت قادرة علي التطور خصوصا بفضل سلب ونهب واستغلال مصادر المياه الفلسطينية. 475 كليومترا مربعا من المناطق العسكرية في الغور التي يستخدمها الجيش لتدريباته منذ احتلال الضفة، تُلحق الضرر بنمط الحياة التقليدي في المنطقة وتمنع آلاف رُعاة الماشية والبدو من الدخول اليها أو الاقامة المؤقتة فيها في موسم الرعي والزراعة البيتية. تارة يقولون لهم إن هذه مباني غير قانونية، كما حدث يوم الخميس الماضي حيث هدمت الادارة المدنية خياما وأكواخا لعشرين عائلة مزارعة في خمسة اماكن مختلفة من الغور. الأمر الذي يخيف المخططين الاسرائيليين واضح للعيان: قسم ملموس من التجمعات الفلسطينية في الغور تطور في أواسط القرن الماضي ليصبح تجمعات ثابتة بفضل المواسم القروية السائدة في شمالي الضفة. يشجعون اليهود علي السكن في الغور، أما الفلسطينيون فيتخذون ضدهم كل اجراء ممكن لردعهم وتخويفهم.
...حظر التطور وفرملة المجريات الطبيعية ذات العمر المديد من البناء والاسكان هو نوع من التفريغ. في الاشهر الأخيرة توسعت محاولات التفريغ لتتحول الي عملية نشطة: بين الحين والآخر يأتي الجنود في الليل ويطردون من يقطنون في منازل الغور الي خارج الحاجز بحجة أن عناوينهم ليست في منطقة الغور (حسب بطاقات الهوية). في الصباح يعود هؤلاء الاشخاص عبر الجبال متملصين من عيون الجنود ومخاطرين بالاصطدام بذخائر متفجرة خطرة. وفي شهر تشرين الاول (اكتوبر) أضافوا لهؤلاء سببا جديدا لكراهية حياتهم في الغور: منع المزارعين الفلسطينيين من بيع منتوجاتهم للتجار الاسرائيليين عند المعبر القريب جدا علي الحدود بين الغور واسرائيل. عليهم أن يسافروا الآن مسافة 50 كيلومترا للوصول الي المعبر التجاري في الجلمة والانتظار علي الحواجز الداخلية بلا نهاية، كل ذلك بدلا من الخمسة كيلومترات التي يقطعونها الآن. قسم كبير من الخضراوات سيتلف بطبيعة الحال، وذلك حتي يتأكدوا أن تعبهم يفتقر للبركة. الجيش يُقسِم بدوره أن قراراته هذه لا تمت بصلة لتصريحات السياسيين حول ابقاء الغور في أيدينا الي الأبد. ولكن ما يحدث فعليا هو أنهم يساعدون في تفريغ الغور من سكانه الفلسطينيين كـ تحضير لضمه الي اسرائيل بصورة رسمية.
عميرة هاس
مراسلة الصحيفة للشؤون الفلسطينية
(هآرتس) 15/2/2006
................................... ... منقول عن جريدة القدس ...........!!!.....
سلامي اليك
lady hla
القدس