سعد بن معاذ
02-06-2006, 09:59 AM
بحث مهم بعنوان الحقيقة / حقائق دامغة تنشر لاول مرة
بسم الله الرحمن الرحيم
م / تقديم
أن الغاية من نشر هذا البحث القيم للباحث الدكتور الدليمي ليست لإثارة الطائفية لاسمح الله بل للأهمية القصوى لما يتضمنه هذا البحث من حقائق موضوعية مبنية على أساس علمي وحسابي دقيق وللكشف عن حقيقة دامغة طالما حاول ويحاول الكثيرين وعلى رأسهم الاحتلال وعملائه أن يطمسوها وبالفعل فقد استطاعوا أن يحرفوا هذه الحقيقة بما يملكون من دعم أعلامي ضخم وإمكانات واسعة وقد جاء هذا البحث الرصين لوضع الأمور في نصابها الصحيح وإحقاق الحق .
والدكتور الدليمي لمن لايعرفه فهو باحث ومؤرخ وخبير حسابي معروف ومتخصص في علمي الاجتماع والإحصاء وأستاذ في عدة جامعات عراقية وحاصل على عدة شهادات من الجامعات الدولية المعروفة .
ونؤكد مرة أخرى أن هذا البحث الرصين ليس لإثارة أي نوع من الطائفية المقيتة بل هو حقيقة علمية دامغة موثقة بالأدلة والبراهين العلمية .
الرفيق أبو بعـــــــث/ بعقوبة
الحقيقة
النسبة الحقيقية التقريبية لعدد
أهل السنة والشيعة في العراق
للدكتور الدليمي
مقدمة
يتحدث الشيعة ـــ و يكثرون من الحديث ـــ عن كونهم يمثلون الأكثرية من سكان أهل العراق , وان أهل السنة والجماعة لا يشكلون فيه إلا أقلية قليلة هي ربما اقل من بعض الأقليات الأخرى الموجودة فيه !
وقد ازداد حديثهم هذا كثرة في الفترات الأخيرة خصوصا بعد الاحتلال: تسمع هذا في الإذاعات والفضائيات , وتقرأه في الكتب والنشريات وتجده على السنة الناس حتى من أهل السنة أنفسهم !
في الوقت نفسه تجد أهل السنة يعرضون عن هذا ولا يذكرونه أبدا حذرا من إثارة الطائفية , رغم إن الطرف الآخر لا يحذر مما يحذرون , ويكثر من ذكر ما لا يذكرون !
لقد آن لنا أن نسال هل صحيح ما يقوله الشيعة من أنهم الأغلبية ؟ وان أهل السنة هم الأقلية ؟ أم انه مجرد إشاعة تلقتها الألسن ورددتها الأفواه فرسخت في الأذهان لطول التلقي وكثرة الترديد , لا لأنه يقوم على مستند من العلم والأساس والواقع ؟
وآن لنا أن نجيب عن هذا السؤال لأجل أن يعلم الناس الحقيقة من الزيف في الداخل والخارج .
حقائق لا بد من تقديمها
وقبل مناقشة الموضوع نقاشا علمياَ إحصائيا أود أن أقدم الحقائق التالية:
1- الحق يقوم على الحقيقة والعلم , ويعتمد على البرهان والدليل . والباطل يقوم على التزوير والخداع , ويعتمد على الدعاية والتضليل وخلط الأوراق والتلاعب بالألفاظ . والله سبحانه يقول { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}
البقرة: 111
2- يمتاز العقل الجمعي للمجتمع البشري ــ أو قل: عقل المجتمع كمجموع ــ بقابليته على التأثر بما يكثر وروده عليه, والتصديق بما يكرر طرقه على سمعه من معلومات مهما كانت خاطئة أو بعيدة عن الواقع ! فكل ما يكثر إشاعته ونشره على أسماع المجتمع تجده ــ بعد مدة ــ يرسخ , ويمسي كحقيقة مسلمة في أذهان الكثير من أفراده .
هكذا انتشرت العقائد الباطلة والأفكار الفاسدة , والنظريات الهدامة , بل الخرافات والأساطير في جميع المجتمعات . ولكل مجتمع عقائده وأفكاره وخرافاته وأساطيره التي رسخت فيه كحقائق مسلمة نتيجة الإشاعة والطرق المستمر, وما البوذية والمجوسية والشيوعية إلا أمثلة واضحة على ما أقول .
ومن هذا الباب وجود ما يسمى بــ (الخطأ الشائع ) , فكثير من المعلومات والاعتقادات والتصورات إن هي إلا أخطاء شائعة لو درست علمياً ومحصت على ضوء الدلائل والبراهين لظهر زيفها وبان خطأها .
ولذلك قيل : (كل مكرر مقرر ) . ولأهل الباطل مقولة مشهورة تعتمد على هذه الخاصية التي يمتاز بها العقل الجمعي هي : (اكذب .. اكذب حتى يصدقك الناس ) .
3- إن التفرقة الاجتماعية والتجزئة السياسية ليست حلا لأي طائفة أو فئة من فئات المجتمع , مهما كان حجمها كبيرا أم صغيرا , أكثر أم اقل . فليس الحل بأن تستحوذ الفئة الكبيرة أو الأكبر على مقدرات البلد , وتظلم الفئات الأخرى وتهضم حقوقها , ولا بأن يقسم البلد أو تتناحر فئاته على أساس اختلاف هذه الفئات .
إن جميع بلدان العالم تشكل مجتمعاتها من فئات مختلفة في انتماءاتها القومية والدينية والمذهبية والفكرية , ولقد ضمت دولة الإسلام تحت جناحها عشرات الأقوام والمذاهب والأديان .
إن الحل في وجود قانون متوازن يسري في أوصال ألمجتمع فيحفظ للكل حقوقهم .
وتأسيسا على ما سبق أقول : ليس دافعنا فيما نكتب أن نثبت أننا الأكثر لتكون لنا الحصة الأكبر , فإن كل عراقي واع ٍ ووطني صادق لا تقف مطامحه دون الحصة الكاملة يتشارك فيها مع الجميع على قدم المساواة والعدالة . حصة يكون الجزء فيه كأنه الكل , والكل ممثلا للجزء . إن صاحب الدار لا يرضى بحصة أو حجرة له فيها مع اللصوص . لكن يرضى بأن تكون هذه الحجرة لزوجته وتلك لأخيه وثالثة لولده ما دام هذا التوزيع ضمن الدار الواحدة . إن الذي يريد التقسيم تحت أي ذريعة سارق لئيم , وإن الذي يريد أن يفوز بالحصة الأكبر على حساب الآخرين ظالم معتد أثيم .
وفي تراثنا قصة مشهورة ملخصها إن امرأتين جاءتا إلى سيدنا سليمان (عليه السلام) تختصمان في ولد ذكر , كل واحدة منهما تدعي إنه ولدها دون الأخرى وحين نادى (عليه السلام) بالسكين ليقسمه بينهما ولوت إحداهما وقالت: إنه لصاحبتي ,بينما ضلت الأخرى ساكتة فعرف سليمان (عليه السلام) إن الولد لتلك التي لم ترضَ بالقسمة فحكم لها به . إننا نرفض التجزئة ونرفض الظلم على أي أساس كان وأية نسبة كانت.
4- ديننا دين الجماعة والمحبة والصلة وحسن الجوار, ونحن أهل (السنة والجماعة) السنة عندنا معناها الحق والدين كله , والجماعة هي الوحدة والتآلف المقابل للفرقة والتناحر . فانتماؤنا للإسلام حسب معادلة لها طرفان احدهما السنة والآخر الجماعة .
وسلوكنا قائم على المحافظة على التوازن بين طرفي هذه المعادلة بحيث لا يطغى احدهما على الآخر , ولا يكون على حسابه . فنحن نؤمن بالحق ونصرح به , وفي الوقت ذاته نمد يد التعاون و ألأخوة والجماعة للآخرين .
ودولة الإسلام كانت تظم أدياناً متعددة عاش أصحابها جنبا إلى جنب مع المسلمين . وحين طاردت الصليبية فلول اليهود في الأندلس بعد انهيار دولة الإسلام لم يجد اليهود ملاذاً لهم إلا ارض المسلمين ودولتهم فهاجروا إليها , والله تعالى يقول : { لا يجرمنكم شنآن قوم إن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب } المائدة:2
ويقول: { لا ينهاكم الله عن اللذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم و من يتولهم فأولئك هم الظالمون} الممتحنة: 8,9 .
وحين دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) المدينة وجدها مختلفة الأديان والأعراق , لكن حين أقام دولته أقامها على أساس الوحدة الوطنية , وليس على أساس التفرقة الدينية أو ألعنصرية . العراق بلد فيه مسلمون وفيه مسيحيون وأقليات أخرى كذلك ,
وهؤلاء أديانهم مختلفة,ولكن هذا الاختلاف في الدين لا يمنع التقائهم على مصلحة بلدهم . فهم ــ وإن اختلفوا دينيا ــ يجب أن يتحدوا وطنيا .
وفي العراق كذلك طائفتان كبيرتان هما : أهل السنة والجماعة والشيعة , واختلاف هاتين الطائفتين دينيا لا يمنع التقائهما سياسيا ووطنيا,بل هذا واجب شرعي ومطلب وطني, عليهم أن يتعاونوا فيما بينهم من أجل تحقيقه وترسيخه , وعليهم أن يشيعوا بين جماهيرهم وعوامهم أن الاختلافات الدينية أو الطائفية لا ينبغي أن تكون عقبة في سبيل الوحدة الوطنية.
لغة الأرقام :
بعد هذه المقدمة الضرورية نأتي لنستنطق الإحصائيات والأرقام ونرى ماذا تقول ؟ وبم نحكم ؟
1- عدد المحافظات السنية وعدد المحافظات الشيعية
إذا نسبنا كل محافظة إلى الطائفة الغالبة عدديا فإن القسمة تكون كالآتي مسلسلة حسب العدد:
-أ المحافظات السنية ب المحافظات الشيعية
1 نينوى (الموصل) بابل (الحلة)
2 السليمانية البصرة
3 ديالى (بعقوبة) ذي قار (الناصرية)
4 أربيل النجف
5 ألأنبا ر كربلاء
6 صلاح الدين
7 (تكريت) واسط ( الكوت)
8 ألتأميم (كركوك) القادسية (الديوانية)
9 دهوك ميسان (العمارة)
المثنى (السماوة)
هذا إذا اعتبرنا العاصمة بغداد متساوية العدد بين أهل السنة والشيعة , ولم نقل أن أهل السنة متفوقون عدديا , وهو الذي أرجحه .
2- فرق العدد والكثافة بين المحافظات السنية والشيعية
تبين لنا من الجدول السابق إن المحافظات الشيعية تزيد على المحافظات السنية بفارق عدد هو واحد (1) , فالمحافظات الشيعية عددها (9), بينما المحافظات السنية عددها (8) .
لكن هذا الفرق العددي البسيط يتلاشى أثره تماما إذا نظرنا إلى فرق الكثافة السكانية بين الطرفين , فإن غالب المحافظات الشيعية ذات كثافة سكانية واطئة مقارنة بالمحافظات السنية التي في غالبها مناطق أو محافظات ذات كثافة سكانية عالية , بل إن فرق الكثافة هذا يعكس المعادلة ويجعلها بالمقلوب .
هذه الحقيقة وحدها تكفي معرفتها في التحقق من أن ألأغلبية السكانية في العراق هي لأهل السنة والجماعة وليست للشيعة كما هو شائع . وهذا يتبين أكثر من معرفة عدد سكان كل محافظة حسب آخر إحصائية رسمية وهي التي جرت عام 1997.
وهذه هي الإحصائية مع التجاوز عن (الكسور العددية) وتقريبها إلى أولى عدد معتبر:
أ المحافظات السنية ب المحافظات الشيعية
1 نينوى 1,900,000 بابل 1,450,000
2 السليمانية 1,320,000 البصرة 1,230,000
3 ديالى 1,200,000 ذي قار 1,225,000
4 أربيل 1,115,000 ألنجف 0,800,000
5 ألأنبا ر 1,018,000 كربلاء 0,740,000
6 صلاح الدين 0,900,000 واسط 0,690,000
7 التأميم 0,640,000 القادسية 0,670,000
8 دهوك 0,430,000 ميسان 0,590,000
المثنى 0,414,000
المجموع 8,523,000 المجموع 7,809.000
8,523,000 ــ 7,809,000 = 714,000 إجمالي فرق العدد
أي إن مجموع سكان المحافظات السنية يزيد إجمالا على مجموع سكان المحافظات الشيعية بأكثر من سبعمائة ألف .لكن هذا العدد يكبر ويتضاعف إذا حسبنا عدد أهل السنة في المحافظات الشيعية وعدد الشيعة في المحافظات السنية ثم أضفنا الناتج كلا إلى طائفته , فإن تواجد أهل السنة في ألمحافظات الشيعية يزيد إلى حد ألضعف تقريبا عن تواجد ألشيعة في المحافظات ألسنية ,وسيأتي بيان ذلك بالأرقام .
أقضية في محافظات سنية تساوي محافظات شيعية
ويبقى فرق ألكثافة فعالا في إعطائنا حقائق أخرى مهمة . مثلا: ثلاث محافظات شيعية هي كربلاء (740,000) والمثنى (414,000) وميسان (590,000) لا تساوي مجتمعة محافظة سنية هي نينوى (1,900,000) فإن ألأخيرة تساويها وهي مجتمعة وتزيد عليها بمائة وستة وخمسين ألفا (156,000) !!!
بل إن ما يقارب نصف المحافظات الجنوبية (الشيعية) كواسط وميسان والمثنى والقادسية هي عبارة ــ من حيث عدد السكان ــ عن أقضية في بعض المحافظات الغربية أو الشمالية (السنية)! فمحافظة المثنى أو ميسان أقل في سكانها من قضاء الفلوجة في محافظة ألأنبار أو سامراء في محافظة صلاح الدين !
غالبية المحافظات السنية عالية الكثافة عكس المحافظات الشيعية
حقيقة أخرى تظهر لنا من النظر في فرق الكثافة وهي أن عدد المحافظات السنية ذات الكثافة السكانية العالية(أي التي بلغت مليونا فأكثر) هو ضعف عدد المحافظات الشيعية العالية الكثافة :
إن عدد المحافظات الشيعية عالية الكثافة هو ثلاث مدن من تسع (3-9) أي بنسبة واحد إلى ثلاثة (1/3) . أي إن ثلثي ألمحافظات الشيعية محافظات واطئة ألكثافة . بينما عدد ألمحافظات السنية عالية الكثافة هو خمس إلى ثمان (5- 8) ! وإذا نظرنا إلى محافظة نينوى تقارب في عددها المليونين , ومحافظة صلاح ألدين تقارب المليون فيمكن القول بان العدد هو ست إلى ثمان (6- 8) 0 أي إن ثلاثة أرباع ألمحافظات ألسنية هي محافظات ذات كثافة سكانية عالية (3/4) .
بسم الله الرحمن الرحيم
م / تقديم
أن الغاية من نشر هذا البحث القيم للباحث الدكتور الدليمي ليست لإثارة الطائفية لاسمح الله بل للأهمية القصوى لما يتضمنه هذا البحث من حقائق موضوعية مبنية على أساس علمي وحسابي دقيق وللكشف عن حقيقة دامغة طالما حاول ويحاول الكثيرين وعلى رأسهم الاحتلال وعملائه أن يطمسوها وبالفعل فقد استطاعوا أن يحرفوا هذه الحقيقة بما يملكون من دعم أعلامي ضخم وإمكانات واسعة وقد جاء هذا البحث الرصين لوضع الأمور في نصابها الصحيح وإحقاق الحق .
والدكتور الدليمي لمن لايعرفه فهو باحث ومؤرخ وخبير حسابي معروف ومتخصص في علمي الاجتماع والإحصاء وأستاذ في عدة جامعات عراقية وحاصل على عدة شهادات من الجامعات الدولية المعروفة .
ونؤكد مرة أخرى أن هذا البحث الرصين ليس لإثارة أي نوع من الطائفية المقيتة بل هو حقيقة علمية دامغة موثقة بالأدلة والبراهين العلمية .
الرفيق أبو بعـــــــث/ بعقوبة
الحقيقة
النسبة الحقيقية التقريبية لعدد
أهل السنة والشيعة في العراق
للدكتور الدليمي
مقدمة
يتحدث الشيعة ـــ و يكثرون من الحديث ـــ عن كونهم يمثلون الأكثرية من سكان أهل العراق , وان أهل السنة والجماعة لا يشكلون فيه إلا أقلية قليلة هي ربما اقل من بعض الأقليات الأخرى الموجودة فيه !
وقد ازداد حديثهم هذا كثرة في الفترات الأخيرة خصوصا بعد الاحتلال: تسمع هذا في الإذاعات والفضائيات , وتقرأه في الكتب والنشريات وتجده على السنة الناس حتى من أهل السنة أنفسهم !
في الوقت نفسه تجد أهل السنة يعرضون عن هذا ولا يذكرونه أبدا حذرا من إثارة الطائفية , رغم إن الطرف الآخر لا يحذر مما يحذرون , ويكثر من ذكر ما لا يذكرون !
لقد آن لنا أن نسال هل صحيح ما يقوله الشيعة من أنهم الأغلبية ؟ وان أهل السنة هم الأقلية ؟ أم انه مجرد إشاعة تلقتها الألسن ورددتها الأفواه فرسخت في الأذهان لطول التلقي وكثرة الترديد , لا لأنه يقوم على مستند من العلم والأساس والواقع ؟
وآن لنا أن نجيب عن هذا السؤال لأجل أن يعلم الناس الحقيقة من الزيف في الداخل والخارج .
حقائق لا بد من تقديمها
وقبل مناقشة الموضوع نقاشا علمياَ إحصائيا أود أن أقدم الحقائق التالية:
1- الحق يقوم على الحقيقة والعلم , ويعتمد على البرهان والدليل . والباطل يقوم على التزوير والخداع , ويعتمد على الدعاية والتضليل وخلط الأوراق والتلاعب بالألفاظ . والله سبحانه يقول { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}
البقرة: 111
2- يمتاز العقل الجمعي للمجتمع البشري ــ أو قل: عقل المجتمع كمجموع ــ بقابليته على التأثر بما يكثر وروده عليه, والتصديق بما يكرر طرقه على سمعه من معلومات مهما كانت خاطئة أو بعيدة عن الواقع ! فكل ما يكثر إشاعته ونشره على أسماع المجتمع تجده ــ بعد مدة ــ يرسخ , ويمسي كحقيقة مسلمة في أذهان الكثير من أفراده .
هكذا انتشرت العقائد الباطلة والأفكار الفاسدة , والنظريات الهدامة , بل الخرافات والأساطير في جميع المجتمعات . ولكل مجتمع عقائده وأفكاره وخرافاته وأساطيره التي رسخت فيه كحقائق مسلمة نتيجة الإشاعة والطرق المستمر, وما البوذية والمجوسية والشيوعية إلا أمثلة واضحة على ما أقول .
ومن هذا الباب وجود ما يسمى بــ (الخطأ الشائع ) , فكثير من المعلومات والاعتقادات والتصورات إن هي إلا أخطاء شائعة لو درست علمياً ومحصت على ضوء الدلائل والبراهين لظهر زيفها وبان خطأها .
ولذلك قيل : (كل مكرر مقرر ) . ولأهل الباطل مقولة مشهورة تعتمد على هذه الخاصية التي يمتاز بها العقل الجمعي هي : (اكذب .. اكذب حتى يصدقك الناس ) .
3- إن التفرقة الاجتماعية والتجزئة السياسية ليست حلا لأي طائفة أو فئة من فئات المجتمع , مهما كان حجمها كبيرا أم صغيرا , أكثر أم اقل . فليس الحل بأن تستحوذ الفئة الكبيرة أو الأكبر على مقدرات البلد , وتظلم الفئات الأخرى وتهضم حقوقها , ولا بأن يقسم البلد أو تتناحر فئاته على أساس اختلاف هذه الفئات .
إن جميع بلدان العالم تشكل مجتمعاتها من فئات مختلفة في انتماءاتها القومية والدينية والمذهبية والفكرية , ولقد ضمت دولة الإسلام تحت جناحها عشرات الأقوام والمذاهب والأديان .
إن الحل في وجود قانون متوازن يسري في أوصال ألمجتمع فيحفظ للكل حقوقهم .
وتأسيسا على ما سبق أقول : ليس دافعنا فيما نكتب أن نثبت أننا الأكثر لتكون لنا الحصة الأكبر , فإن كل عراقي واع ٍ ووطني صادق لا تقف مطامحه دون الحصة الكاملة يتشارك فيها مع الجميع على قدم المساواة والعدالة . حصة يكون الجزء فيه كأنه الكل , والكل ممثلا للجزء . إن صاحب الدار لا يرضى بحصة أو حجرة له فيها مع اللصوص . لكن يرضى بأن تكون هذه الحجرة لزوجته وتلك لأخيه وثالثة لولده ما دام هذا التوزيع ضمن الدار الواحدة . إن الذي يريد التقسيم تحت أي ذريعة سارق لئيم , وإن الذي يريد أن يفوز بالحصة الأكبر على حساب الآخرين ظالم معتد أثيم .
وفي تراثنا قصة مشهورة ملخصها إن امرأتين جاءتا إلى سيدنا سليمان (عليه السلام) تختصمان في ولد ذكر , كل واحدة منهما تدعي إنه ولدها دون الأخرى وحين نادى (عليه السلام) بالسكين ليقسمه بينهما ولوت إحداهما وقالت: إنه لصاحبتي ,بينما ضلت الأخرى ساكتة فعرف سليمان (عليه السلام) إن الولد لتلك التي لم ترضَ بالقسمة فحكم لها به . إننا نرفض التجزئة ونرفض الظلم على أي أساس كان وأية نسبة كانت.
4- ديننا دين الجماعة والمحبة والصلة وحسن الجوار, ونحن أهل (السنة والجماعة) السنة عندنا معناها الحق والدين كله , والجماعة هي الوحدة والتآلف المقابل للفرقة والتناحر . فانتماؤنا للإسلام حسب معادلة لها طرفان احدهما السنة والآخر الجماعة .
وسلوكنا قائم على المحافظة على التوازن بين طرفي هذه المعادلة بحيث لا يطغى احدهما على الآخر , ولا يكون على حسابه . فنحن نؤمن بالحق ونصرح به , وفي الوقت ذاته نمد يد التعاون و ألأخوة والجماعة للآخرين .
ودولة الإسلام كانت تظم أدياناً متعددة عاش أصحابها جنبا إلى جنب مع المسلمين . وحين طاردت الصليبية فلول اليهود في الأندلس بعد انهيار دولة الإسلام لم يجد اليهود ملاذاً لهم إلا ارض المسلمين ودولتهم فهاجروا إليها , والله تعالى يقول : { لا يجرمنكم شنآن قوم إن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب } المائدة:2
ويقول: { لا ينهاكم الله عن اللذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم و من يتولهم فأولئك هم الظالمون} الممتحنة: 8,9 .
وحين دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) المدينة وجدها مختلفة الأديان والأعراق , لكن حين أقام دولته أقامها على أساس الوحدة الوطنية , وليس على أساس التفرقة الدينية أو ألعنصرية . العراق بلد فيه مسلمون وفيه مسيحيون وأقليات أخرى كذلك ,
وهؤلاء أديانهم مختلفة,ولكن هذا الاختلاف في الدين لا يمنع التقائهم على مصلحة بلدهم . فهم ــ وإن اختلفوا دينيا ــ يجب أن يتحدوا وطنيا .
وفي العراق كذلك طائفتان كبيرتان هما : أهل السنة والجماعة والشيعة , واختلاف هاتين الطائفتين دينيا لا يمنع التقائهما سياسيا ووطنيا,بل هذا واجب شرعي ومطلب وطني, عليهم أن يتعاونوا فيما بينهم من أجل تحقيقه وترسيخه , وعليهم أن يشيعوا بين جماهيرهم وعوامهم أن الاختلافات الدينية أو الطائفية لا ينبغي أن تكون عقبة في سبيل الوحدة الوطنية.
لغة الأرقام :
بعد هذه المقدمة الضرورية نأتي لنستنطق الإحصائيات والأرقام ونرى ماذا تقول ؟ وبم نحكم ؟
1- عدد المحافظات السنية وعدد المحافظات الشيعية
إذا نسبنا كل محافظة إلى الطائفة الغالبة عدديا فإن القسمة تكون كالآتي مسلسلة حسب العدد:
-أ المحافظات السنية ب المحافظات الشيعية
1 نينوى (الموصل) بابل (الحلة)
2 السليمانية البصرة
3 ديالى (بعقوبة) ذي قار (الناصرية)
4 أربيل النجف
5 ألأنبا ر كربلاء
6 صلاح الدين
7 (تكريت) واسط ( الكوت)
8 ألتأميم (كركوك) القادسية (الديوانية)
9 دهوك ميسان (العمارة)
المثنى (السماوة)
هذا إذا اعتبرنا العاصمة بغداد متساوية العدد بين أهل السنة والشيعة , ولم نقل أن أهل السنة متفوقون عدديا , وهو الذي أرجحه .
2- فرق العدد والكثافة بين المحافظات السنية والشيعية
تبين لنا من الجدول السابق إن المحافظات الشيعية تزيد على المحافظات السنية بفارق عدد هو واحد (1) , فالمحافظات الشيعية عددها (9), بينما المحافظات السنية عددها (8) .
لكن هذا الفرق العددي البسيط يتلاشى أثره تماما إذا نظرنا إلى فرق الكثافة السكانية بين الطرفين , فإن غالب المحافظات الشيعية ذات كثافة سكانية واطئة مقارنة بالمحافظات السنية التي في غالبها مناطق أو محافظات ذات كثافة سكانية عالية , بل إن فرق الكثافة هذا يعكس المعادلة ويجعلها بالمقلوب .
هذه الحقيقة وحدها تكفي معرفتها في التحقق من أن ألأغلبية السكانية في العراق هي لأهل السنة والجماعة وليست للشيعة كما هو شائع . وهذا يتبين أكثر من معرفة عدد سكان كل محافظة حسب آخر إحصائية رسمية وهي التي جرت عام 1997.
وهذه هي الإحصائية مع التجاوز عن (الكسور العددية) وتقريبها إلى أولى عدد معتبر:
أ المحافظات السنية ب المحافظات الشيعية
1 نينوى 1,900,000 بابل 1,450,000
2 السليمانية 1,320,000 البصرة 1,230,000
3 ديالى 1,200,000 ذي قار 1,225,000
4 أربيل 1,115,000 ألنجف 0,800,000
5 ألأنبا ر 1,018,000 كربلاء 0,740,000
6 صلاح الدين 0,900,000 واسط 0,690,000
7 التأميم 0,640,000 القادسية 0,670,000
8 دهوك 0,430,000 ميسان 0,590,000
المثنى 0,414,000
المجموع 8,523,000 المجموع 7,809.000
8,523,000 ــ 7,809,000 = 714,000 إجمالي فرق العدد
أي إن مجموع سكان المحافظات السنية يزيد إجمالا على مجموع سكان المحافظات الشيعية بأكثر من سبعمائة ألف .لكن هذا العدد يكبر ويتضاعف إذا حسبنا عدد أهل السنة في المحافظات الشيعية وعدد الشيعة في المحافظات السنية ثم أضفنا الناتج كلا إلى طائفته , فإن تواجد أهل السنة في ألمحافظات الشيعية يزيد إلى حد ألضعف تقريبا عن تواجد ألشيعة في المحافظات ألسنية ,وسيأتي بيان ذلك بالأرقام .
أقضية في محافظات سنية تساوي محافظات شيعية
ويبقى فرق ألكثافة فعالا في إعطائنا حقائق أخرى مهمة . مثلا: ثلاث محافظات شيعية هي كربلاء (740,000) والمثنى (414,000) وميسان (590,000) لا تساوي مجتمعة محافظة سنية هي نينوى (1,900,000) فإن ألأخيرة تساويها وهي مجتمعة وتزيد عليها بمائة وستة وخمسين ألفا (156,000) !!!
بل إن ما يقارب نصف المحافظات الجنوبية (الشيعية) كواسط وميسان والمثنى والقادسية هي عبارة ــ من حيث عدد السكان ــ عن أقضية في بعض المحافظات الغربية أو الشمالية (السنية)! فمحافظة المثنى أو ميسان أقل في سكانها من قضاء الفلوجة في محافظة ألأنبار أو سامراء في محافظة صلاح الدين !
غالبية المحافظات السنية عالية الكثافة عكس المحافظات الشيعية
حقيقة أخرى تظهر لنا من النظر في فرق الكثافة وهي أن عدد المحافظات السنية ذات الكثافة السكانية العالية(أي التي بلغت مليونا فأكثر) هو ضعف عدد المحافظات الشيعية العالية الكثافة :
إن عدد المحافظات الشيعية عالية الكثافة هو ثلاث مدن من تسع (3-9) أي بنسبة واحد إلى ثلاثة (1/3) . أي إن ثلثي ألمحافظات الشيعية محافظات واطئة ألكثافة . بينما عدد ألمحافظات السنية عالية الكثافة هو خمس إلى ثمان (5- 8) ! وإذا نظرنا إلى محافظة نينوى تقارب في عددها المليونين , ومحافظة صلاح ألدين تقارب المليون فيمكن القول بان العدد هو ست إلى ثمان (6- 8) 0 أي إن ثلاثة أرباع ألمحافظات ألسنية هي محافظات ذات كثافة سكانية عالية (3/4) .