الفاطميه
02-01-2006, 11:06 AM
نزول الركب المقدس في كربلاء :
حطت الركاب في كربلاء ومُنع أهلُ البيت عليهم السلام الماء وجاء الأمر من عبيدالله بن زياد إلى عمر بن سعد قائد الجيش الرسمي للوالي : اما بعد فإني لم أبعثك إلى حسين لتكف عنه ولا تطاوله ولا لتنمية السلامه والبقاء ولا لتقعد له عندي شافعاً , أنظر فإن نزل حسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إلي سلماً وإن أبوا فازحف عليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فإنهم لذلك يستحقون ، فإن قتل الحسين فأوطىء الخيل صدره وظهره فإنه عاق مشاق قاطع ظلوم ..
وليس عهدي في هذا أن يضر بعد الموت شيئاً ولكن على قول من قال : لو قد قتلته فعلت هذا به ! إن أنت مضيت لأمرنا فيك جزيناك جزاء السامع المطيع , وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فإنا قد أمرناه بأمرنا والسلام .
أحاطوا به يوم عاشوراء - بأبي هو وأمي - ولم يكن معه إلا بضعة وسبعون نفساً ما بين طفل وشاب وشيخ و امرأه , خطب في أعدائه وحاول وعظهم وهدايتهم إلى سبيل الرشاد ولكن هيهات لقد ختم الله على قلوبهم وحقت عليهم كلمة العذاب , وقد قال فيما قال : { تباً لكم أيتها الجماعه وترحاً ! أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم ! وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدونا وعدوكم فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم , فهلا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن , والرأي لما يستحصف لكن أسرعتم إلينا كطيرة الدبا وتداعيتم علينا كتهافت الفراش , ثم نقضتموها ... فسحقاً لكم . أعبيد الأمه وشذاذ الآفاق ونبذة الكتاب ومحرفي الكلم وعصبة الإثم ونفشة الشيطان ومطفىء السنن ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين ... بين السله والذله وهيهات منا الذله يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور ضابت وطهرت وأنوف حميه ونفوس أبيه من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ألا وإني زاحف بهذه الأسره على قلة العدد وخذلان الناصر ,. أما والله لا تلبثون بعدها إلا كريثما يركب الفرس , حتى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور , عهد عهده إلي أبي عن جدي رسول الله { فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمه ثم اقضوا إلي ولا تنظرون , إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابه إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم }.
هذا هو كلام أبي عبدالله الحسين (ع) فاقرأ وتأمل تحس فيها بشفافيه الروح المؤمنه وتدرك فيها معنى الرساليه مما يؤكد أن ثورة الحسين لم تكن لتغيير نظام حاكم فقط إنما صرخه لتنبيه الأمه للإنحراف العقائدي وابتعادها عن أوصياء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولكن من يستمع ..
أصر القوم على تنفيذ جريمتهم وبدأوا القتال الذي تطايرت فيه الأيدي وتساقطت الرؤؤس ولم يرحم كبير ولا صغير مثل أصحاب الإمام حبيب بن مظاهر وزهير بن القين وغيرهم .. أولئك الذين فهموا ماذا تعني نصرتهم للحسين عليه السلام وهم على علم بقتلهم ولكن كانوا يتفانون في الدفاع عن ابن رسول الله .
في عز القتال ووسط ذلك الجو الملتهب بحرارة المعركه يصلي الإمام صلاة الخوف مع أصحابه فيقف أحد الأصحاب لحمايته ويستقبل السهام بصدره دفاعاً عن حجة الله على خلقه حتى إذا أصبح جسمه كالقنفذ من كثرة السهام سقط على وجه الأرض متمتماً { هل وفيت يا ابن رسول الله } .
وبدأ الشهداء يرتمون في أحضان الحور العين الواحد تلو الآخر , الهاشميون وأبناء علي (ع) وأبناء الحسن , ثم أبناء الحسين وكان آخرهم طفلاً رضيعاً للحسين عليه السلام أخرجه لهم ليجودوا عليه بقطرة ماء بعد ان صار يتلوى من العطش , وقد جف ثدي أمه فاستقبله القوم بالسهام حتى ذبح في حجر أبيه .
وبقي الحسين وحيداً يلقي تارة نظره إلى مخيم النساء بعد قليل سيصرن سبايا وهن بنات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتارة ينظر إلى القوم الذين احتوشوه استعدادً لقتله ويبكي ! سألته أخته زينب لماذا البكاء ؟ قال : أبكي لهؤلاء القوم الذين يدخلون النار بسببي . هل رأيتم إنساناً يبكي على عدوه الذي يظلمه ؟! .. لم يكن هذا إلا من الأنبياء .
ثم قاتلهم حتى قتل ونفذوا وصايا ابن زياد , ففصلوا الرأس عن الجسد ثم أمروا بالخيل لتطأ صدره الشريف .
هذه بعض تفاصيل رزية الأمه وما أعظمها من رزيه بكت لها السموات قبل الأرض , وبكى لها الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم) يوم ولاة الحسين عليه السلام , وستظل ذكراها تدمي القلوب , وصدق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حينما قال { إن للحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تطفأ أبداً } .
ما زالت ذكرى أبي عبدالله عليه السلام عند شيعته محفوظه رغماً عن أنوف بعض الجهله الذين صاروا على منابر العلماء يتحدثون عن الدين وهو منهم براء في غفلة من الناس .
وإلى من يحتفل بيوم عاشوراء أقول :
رغم توارثكم لعادات بني أميه وقبولكم لها مثل الإحتفال بيوم عاشوراء الذي قتل فيه ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) وتعيبون علينا نحن الشيعه إقامة مجالس العزاء الحسينيه , ولا دليل لديكم سوى ادعاء عمر ابن الخطاب لحرمة البكاء وهو القائل { كل الناس أفقه منك يا عمر } لقد بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقتل الحسين في يوم ولادته , كما بكته السماء بل حتى الجمادات كما جاء في كتب التاريخ , وبكاء النساء لمقتل حمزه أيضاً وتشجيع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهن وإعانتهن حينما قال : على مثل حمزه فلتبك البواكي ولقد أقام عليه أهل المدينه مآتم العزاء فلم نر متنكراً لذلك فيما وصل إلينا .
والمحاولات التي يبثها المغرضون اليوم حول البكاء على الحسين ما هي إلا إحدى المحاولات لإسكات صوت الحق وإطفاء نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون , ولو لم يفعل الشيعه ذلك لإحياء ذكرى كربلاء لحاولوا طمسها كما فعلوا بحادثة الغدير ولقالوا لنا اليوم أن الذي قتل لم يكن الحسين بن علي عليه السلام .
ويكفي فخراً لمجالس الحسين أنها ما فتئت تؤرق مضاجع الطغاة وتلهب في النفوس المؤمنه روح الجهاد ويكفي قراءة خطبة واحده من خطب الحسين عليه السلام ليسري مفعولها السحري في الأرواح المؤمنه .
لن استطيع في هذه الوجيزه أن أستعرض كافة جوانب كربلاء ولكن يجب على الأمه ألا تغلق على نفسها مثل هذه الكنوز التي لا يعرفها إلا من هداه الله .
حطت الركاب في كربلاء ومُنع أهلُ البيت عليهم السلام الماء وجاء الأمر من عبيدالله بن زياد إلى عمر بن سعد قائد الجيش الرسمي للوالي : اما بعد فإني لم أبعثك إلى حسين لتكف عنه ولا تطاوله ولا لتنمية السلامه والبقاء ولا لتقعد له عندي شافعاً , أنظر فإن نزل حسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إلي سلماً وإن أبوا فازحف عليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فإنهم لذلك يستحقون ، فإن قتل الحسين فأوطىء الخيل صدره وظهره فإنه عاق مشاق قاطع ظلوم ..
وليس عهدي في هذا أن يضر بعد الموت شيئاً ولكن على قول من قال : لو قد قتلته فعلت هذا به ! إن أنت مضيت لأمرنا فيك جزيناك جزاء السامع المطيع , وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فإنا قد أمرناه بأمرنا والسلام .
أحاطوا به يوم عاشوراء - بأبي هو وأمي - ولم يكن معه إلا بضعة وسبعون نفساً ما بين طفل وشاب وشيخ و امرأه , خطب في أعدائه وحاول وعظهم وهدايتهم إلى سبيل الرشاد ولكن هيهات لقد ختم الله على قلوبهم وحقت عليهم كلمة العذاب , وقد قال فيما قال : { تباً لكم أيتها الجماعه وترحاً ! أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم ! وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدونا وعدوكم فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم , فهلا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن , والرأي لما يستحصف لكن أسرعتم إلينا كطيرة الدبا وتداعيتم علينا كتهافت الفراش , ثم نقضتموها ... فسحقاً لكم . أعبيد الأمه وشذاذ الآفاق ونبذة الكتاب ومحرفي الكلم وعصبة الإثم ونفشة الشيطان ومطفىء السنن ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين ... بين السله والذله وهيهات منا الذله يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور ضابت وطهرت وأنوف حميه ونفوس أبيه من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ألا وإني زاحف بهذه الأسره على قلة العدد وخذلان الناصر ,. أما والله لا تلبثون بعدها إلا كريثما يركب الفرس , حتى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور , عهد عهده إلي أبي عن جدي رسول الله { فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمه ثم اقضوا إلي ولا تنظرون , إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابه إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم }.
هذا هو كلام أبي عبدالله الحسين (ع) فاقرأ وتأمل تحس فيها بشفافيه الروح المؤمنه وتدرك فيها معنى الرساليه مما يؤكد أن ثورة الحسين لم تكن لتغيير نظام حاكم فقط إنما صرخه لتنبيه الأمه للإنحراف العقائدي وابتعادها عن أوصياء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولكن من يستمع ..
أصر القوم على تنفيذ جريمتهم وبدأوا القتال الذي تطايرت فيه الأيدي وتساقطت الرؤؤس ولم يرحم كبير ولا صغير مثل أصحاب الإمام حبيب بن مظاهر وزهير بن القين وغيرهم .. أولئك الذين فهموا ماذا تعني نصرتهم للحسين عليه السلام وهم على علم بقتلهم ولكن كانوا يتفانون في الدفاع عن ابن رسول الله .
في عز القتال ووسط ذلك الجو الملتهب بحرارة المعركه يصلي الإمام صلاة الخوف مع أصحابه فيقف أحد الأصحاب لحمايته ويستقبل السهام بصدره دفاعاً عن حجة الله على خلقه حتى إذا أصبح جسمه كالقنفذ من كثرة السهام سقط على وجه الأرض متمتماً { هل وفيت يا ابن رسول الله } .
وبدأ الشهداء يرتمون في أحضان الحور العين الواحد تلو الآخر , الهاشميون وأبناء علي (ع) وأبناء الحسن , ثم أبناء الحسين وكان آخرهم طفلاً رضيعاً للحسين عليه السلام أخرجه لهم ليجودوا عليه بقطرة ماء بعد ان صار يتلوى من العطش , وقد جف ثدي أمه فاستقبله القوم بالسهام حتى ذبح في حجر أبيه .
وبقي الحسين وحيداً يلقي تارة نظره إلى مخيم النساء بعد قليل سيصرن سبايا وهن بنات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتارة ينظر إلى القوم الذين احتوشوه استعدادً لقتله ويبكي ! سألته أخته زينب لماذا البكاء ؟ قال : أبكي لهؤلاء القوم الذين يدخلون النار بسببي . هل رأيتم إنساناً يبكي على عدوه الذي يظلمه ؟! .. لم يكن هذا إلا من الأنبياء .
ثم قاتلهم حتى قتل ونفذوا وصايا ابن زياد , ففصلوا الرأس عن الجسد ثم أمروا بالخيل لتطأ صدره الشريف .
هذه بعض تفاصيل رزية الأمه وما أعظمها من رزيه بكت لها السموات قبل الأرض , وبكى لها الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم) يوم ولاة الحسين عليه السلام , وستظل ذكراها تدمي القلوب , وصدق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حينما قال { إن للحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تطفأ أبداً } .
ما زالت ذكرى أبي عبدالله عليه السلام عند شيعته محفوظه رغماً عن أنوف بعض الجهله الذين صاروا على منابر العلماء يتحدثون عن الدين وهو منهم براء في غفلة من الناس .
وإلى من يحتفل بيوم عاشوراء أقول :
رغم توارثكم لعادات بني أميه وقبولكم لها مثل الإحتفال بيوم عاشوراء الذي قتل فيه ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) وتعيبون علينا نحن الشيعه إقامة مجالس العزاء الحسينيه , ولا دليل لديكم سوى ادعاء عمر ابن الخطاب لحرمة البكاء وهو القائل { كل الناس أفقه منك يا عمر } لقد بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقتل الحسين في يوم ولادته , كما بكته السماء بل حتى الجمادات كما جاء في كتب التاريخ , وبكاء النساء لمقتل حمزه أيضاً وتشجيع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهن وإعانتهن حينما قال : على مثل حمزه فلتبك البواكي ولقد أقام عليه أهل المدينه مآتم العزاء فلم نر متنكراً لذلك فيما وصل إلينا .
والمحاولات التي يبثها المغرضون اليوم حول البكاء على الحسين ما هي إلا إحدى المحاولات لإسكات صوت الحق وإطفاء نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون , ولو لم يفعل الشيعه ذلك لإحياء ذكرى كربلاء لحاولوا طمسها كما فعلوا بحادثة الغدير ولقالوا لنا اليوم أن الذي قتل لم يكن الحسين بن علي عليه السلام .
ويكفي فخراً لمجالس الحسين أنها ما فتئت تؤرق مضاجع الطغاة وتلهب في النفوس المؤمنه روح الجهاد ويكفي قراءة خطبة واحده من خطب الحسين عليه السلام ليسري مفعولها السحري في الأرواح المؤمنه .
لن استطيع في هذه الوجيزه أن أستعرض كافة جوانب كربلاء ولكن يجب على الأمه ألا تغلق على نفسها مثل هذه الكنوز التي لا يعرفها إلا من هداه الله .