من هناك
01-30-2006, 03:40 PM
من المسؤول؟؟؟؟؟
المرأة المحجبة التي دخلت الى محل الحلويات برفقة صديقة لها مكشوفة الرأس، بدت كأنها تظهر من جمالها أكثر بكثير مما تستر. كانت جميلة، وكانت تعرف انها جميلة. الحجاب الذي غطى شعرها لم يحجب جمال وجهها ذي البشرة البيضاء، ولا عينيها السوداوين. حتى ان حجابها بدا كأنه يضيف الى جمالها شيئا، او كأنه يظهره أكثر.
المرأة المحجبة لم تخبّىء شيئا تحت حجابها. ونظراتنا اليها، نحن الموجودين في المحل، لم تزعجها. فهي بدت، ليس فقط معتادة على أن ينظر اليها الناس، بل ايضا، بدت مرتاحة لنظراتنا المعجبة، مستدعية اياها. لم يعد الحجاب الاسلامي عند بعض الفتيات والنساء مرادفا للحشمة. في بيروت، في ايامنا هذه، فتيات محجبات يكدن لا يختلفن في شيء عن الفتيات الاخريات، الميساوات والمتأثرات بعالم الموضة. لم يعد الحجاب يجبر من تضعه على ان تكرس له نفسها بالكامل، ولا على ان تكون مجرد امرأة محجبة. بعض المحجبات بتن لا يختلفن عن الفتيات غير المحجبات في لباسهن، وتصرفاتهن. بتن يلبسن ثيابا عصريةـ، ضيقة، تكاد أحيانا تظهر مفاتن أجسامهن. بتن يلبسن الجينز، ويجعلن حجابهن يتناسب بلونه، مع ثيابهن.
لم تعد المحجبة خارج عالم الموضة. لم تعد تخبىء جسمها تحت حجابها، ولا تلبس ما يناسب الحجاب من ثياب محتشمة.
لم يعد الجمال محرما على المحجبات، ولم يعد متناقضا مع ارتدائهن الحجاب الاسلامي. ثم ان المرأة المحجبة التي دخلت الى محل الحلويات وهي تظهر من جمالها أكثر مما تستر بحجابها، وزعت على الموظفات في المحل بطاقة اعلانية للمحل الذي افتتحته حديثا في شارع مار الياس. لم توزع البطاقات الا للفتيات الموجودات في المحل، لان محلها ليس الا للنساء. محل مخصص لهن، لجمالهن، وأجسادهن. امرأة محجبة افتتحت صالونا للتجميل والماكياج. بدا الامر لي غريبا، جديدا، جميلا. فالنساء المحجبات لطالما كن ناكرات لمفاتن الجسد والجمال.
انهن يغيّرن معنى الحجاب الاسلامي. نراهن في الطرق، وعلى كورنيش الروشة، وفي محال الثياب، وفي الجامعات. لم تعد الفتاة المحجبة تقصر علاقاتها على الفتيات المحجبات مثلها، ولا تكلم غيرهن. في الجامعة الاميركية في بيروت، تبدو بعض المحجبات اكثر انفتاحا وحرية ومرحا من بعض الفتيات غير المحجبات. يبدو الحجاب عند هؤلاء كأنه مجرد تفصيل شكلي، لا تأثير فعليا له على حياتهن.
سلوى الاردنية
سلوى الفتاة الاردنية التي تدرس في الجامعة الاميركية، تلبس ثيابا لا تشبه حجابها. أو انها لا تشبه الثياب التي تعودنا رؤيتها على المحجبات. حتى انها ابتدعت طريقة جديدة لوضع الحجاب على رأسها وربطه. تلف به شعرها الطويل (الذي نعرف انه طويل دون ان نراه) وتربطه من الخلف، تاركة عنقها ظاهرا، ووجهها مكشوفا. سلوى تلعب مع صديقاتها وأصدقائها في حرم الجامعة ألعابا جسدية، مما لا نعهده بين المحجبات كما نعرفهن. فهي تترك صديقها يحملها على ظهره، ويركض بها حتى يقعا معا على الارض. وهي تضحك بأسنانها كلها، كأنها، غير لون شعرها، لا تخفي من جسمها، ولا من شخصها، شيئا.
سلوى، الفتاة الاردنية، تتحدث مع صديقاتها وأصدقائها اللغة الانكليزية. تتكلم بلكنة اميركية ككثيرين من طلاب جامعتها، وهي تكاد تعيش على نمط الحياة الغربية. ثيابها العصرية والضيقة، تأتي من الغرب، ومن محال الثياب العصرية، ومن المجلات التي نرى فيها فتيات غربيات يظهرن في اوضاع مثيرة للكاميرات.
بعض طالبات الجامعة الاميركية، لديهن أصدقاء. يمشين معهم في حرم الجامعة، ممسكات بأيديهم، من دون تحفظ. حتى ان بعض الفتيات المحجبات يعرفن "ملعب الحب"، كما يسميه الطلاب، وهو مكان يقصده العشاق منهم، ليجلسوا فيه، حيث لا تصل اليهم الانظار، وحيث يستطيعون تبادل الاحاديث الغرامية والقبل، الغرامية ايضا.
مؤمنات بجمالهن
فتيات الجامعة المحجبات، لا يعشن لحجابهن. يبدو الحجاب عليهن كأنه تفصيل شكلي، فلا يكرسن له باقي أجسامهن، ولا حياتهن كلها. بعض الطالبات المحجبات يجعلنني أتساءل عن معنى الحجاب الاسلامي، وعن سبب ارتدائه.
هل هن فتيات عاديات يفضلن الثياب العادية الضيقة على الحجاب واللباس الاسلامي؟ هل هن محجبات لانهن مجبرات على ذلك؟ يجبرهن أهلهن، أو مجتمعهن؟ أم إنهن مؤمنات بحجابهن، ولكن مؤمنات بجمالهن ايضا؟
في حين يصعب ايجاد جواب واحد عن الاسئلة هذه. ما يسهل قوله ان طالبات الجامعة المحجبات يشعرن في حرم جامعتهن بحرية لا يشعرن بها خارجه. وهن إن لم يتحررن من لباس الحشمة، وأبقين الحجاب، فلأنهن مؤمنات بالحجاب وبجمالهن الذي لا يردن اخفاءه.
في أحد البرامج التي تبثها احدى القنوات الفضائية نقلا عن محطة اميركية، وهو برنامج عن الجمال وعمليات التجميل، تربح المتسابقات عباءة "cool من صنع مصمم أزياء، وذلك بعد الاتصال بالبرنامج. عباءة من توقيع احد المصممين، المتخصصين بالازياء الاسلامية، والذين يحاولون ملاءمة اللباس الاسلامي للموضة. لم يعد اللباس الاسلامي زيا واحدا لا يتغير، بل باتت هناك أزياء اسلامية، تخضع للتنويع والتغيير، ومصممون لكل واحد منهم موضته وذوقه.
لم يعد الجمال مفارقا للحجاب، ولا المرح مضادا للتديّن. بتنا نرى، في الشوارع والاماكن العامة، محجبات يجعلن الحجاب يبدو أقل تزمتا مما كان سابقا، وأكثر عصرية، وحرية.
نشهد، في أيامنا هذه، تراخيا في الالتزام الديني الاسلامي، وليونة في المعتقدات التي جعلت المرأة تخبىء نفسها وجمالها.
لم تعد المرأة المسلمة المحجبة تمتنع عن ابراز جمالها. باتت تتركه يظهر، بعدما كان خبيئا. الفتيات اللواتي نراهن على اللافتات وعلى شاشة التلفزيون، في اعلانات لثياب وأزياء اسلامية، هن الفتيات اياهن اللواتي نراهن في اعلانات مساحيق التجميل، او الجينز او القهوة او الشوكولا. فتيات زرق العيون غالبا، شقراوات ونحيلات ومبتسمات، الابتسامة نفسها، كأنهن يتمتعن باللباس الشرعي تمتعهن بطعم الشوكولاتة.
والمحال التي تصنع الثياب الإسلامية وتبيعها للفتيات المسلمات، باتت تغيّر شكل الحجاب، وطريقة وضعه على الرأس. وباتت تواكب الموضة، قدر المستطاع. كأن الحجاب لم يعد يرمز الى اخفاء الجمال فقط، الى غيابه، بل بات يحاول اظهاره وصنعه.
تحررت المرأة المحجبة من صرامة معتقداتها الدينية، ونكرانها لجمالها. وذلك من دون ان تتخلى عن دينها. باتت تظهر مفاتنها، ولا تنزع حجابها عن رأسها.
المسلمات دخلن الى عالم الجمال والموضة، والعباءة الاسلامية باتت قادرة على مواكبة الموضة، غربية أكانت أم شرقية، حتى انها فقدت من صرامتها ما يكفي لجعلها عباءة "cool".
فراس زبيب
المرأة المحجبة التي دخلت الى محل الحلويات برفقة صديقة لها مكشوفة الرأس، بدت كأنها تظهر من جمالها أكثر بكثير مما تستر. كانت جميلة، وكانت تعرف انها جميلة. الحجاب الذي غطى شعرها لم يحجب جمال وجهها ذي البشرة البيضاء، ولا عينيها السوداوين. حتى ان حجابها بدا كأنه يضيف الى جمالها شيئا، او كأنه يظهره أكثر.
المرأة المحجبة لم تخبّىء شيئا تحت حجابها. ونظراتنا اليها، نحن الموجودين في المحل، لم تزعجها. فهي بدت، ليس فقط معتادة على أن ينظر اليها الناس، بل ايضا، بدت مرتاحة لنظراتنا المعجبة، مستدعية اياها. لم يعد الحجاب الاسلامي عند بعض الفتيات والنساء مرادفا للحشمة. في بيروت، في ايامنا هذه، فتيات محجبات يكدن لا يختلفن في شيء عن الفتيات الاخريات، الميساوات والمتأثرات بعالم الموضة. لم يعد الحجاب يجبر من تضعه على ان تكرس له نفسها بالكامل، ولا على ان تكون مجرد امرأة محجبة. بعض المحجبات بتن لا يختلفن عن الفتيات غير المحجبات في لباسهن، وتصرفاتهن. بتن يلبسن ثيابا عصريةـ، ضيقة، تكاد أحيانا تظهر مفاتن أجسامهن. بتن يلبسن الجينز، ويجعلن حجابهن يتناسب بلونه، مع ثيابهن.
لم تعد المحجبة خارج عالم الموضة. لم تعد تخبىء جسمها تحت حجابها، ولا تلبس ما يناسب الحجاب من ثياب محتشمة.
لم يعد الجمال محرما على المحجبات، ولم يعد متناقضا مع ارتدائهن الحجاب الاسلامي. ثم ان المرأة المحجبة التي دخلت الى محل الحلويات وهي تظهر من جمالها أكثر مما تستر بحجابها، وزعت على الموظفات في المحل بطاقة اعلانية للمحل الذي افتتحته حديثا في شارع مار الياس. لم توزع البطاقات الا للفتيات الموجودات في المحل، لان محلها ليس الا للنساء. محل مخصص لهن، لجمالهن، وأجسادهن. امرأة محجبة افتتحت صالونا للتجميل والماكياج. بدا الامر لي غريبا، جديدا، جميلا. فالنساء المحجبات لطالما كن ناكرات لمفاتن الجسد والجمال.
انهن يغيّرن معنى الحجاب الاسلامي. نراهن في الطرق، وعلى كورنيش الروشة، وفي محال الثياب، وفي الجامعات. لم تعد الفتاة المحجبة تقصر علاقاتها على الفتيات المحجبات مثلها، ولا تكلم غيرهن. في الجامعة الاميركية في بيروت، تبدو بعض المحجبات اكثر انفتاحا وحرية ومرحا من بعض الفتيات غير المحجبات. يبدو الحجاب عند هؤلاء كأنه مجرد تفصيل شكلي، لا تأثير فعليا له على حياتهن.
سلوى الاردنية
سلوى الفتاة الاردنية التي تدرس في الجامعة الاميركية، تلبس ثيابا لا تشبه حجابها. أو انها لا تشبه الثياب التي تعودنا رؤيتها على المحجبات. حتى انها ابتدعت طريقة جديدة لوضع الحجاب على رأسها وربطه. تلف به شعرها الطويل (الذي نعرف انه طويل دون ان نراه) وتربطه من الخلف، تاركة عنقها ظاهرا، ووجهها مكشوفا. سلوى تلعب مع صديقاتها وأصدقائها في حرم الجامعة ألعابا جسدية، مما لا نعهده بين المحجبات كما نعرفهن. فهي تترك صديقها يحملها على ظهره، ويركض بها حتى يقعا معا على الارض. وهي تضحك بأسنانها كلها، كأنها، غير لون شعرها، لا تخفي من جسمها، ولا من شخصها، شيئا.
سلوى، الفتاة الاردنية، تتحدث مع صديقاتها وأصدقائها اللغة الانكليزية. تتكلم بلكنة اميركية ككثيرين من طلاب جامعتها، وهي تكاد تعيش على نمط الحياة الغربية. ثيابها العصرية والضيقة، تأتي من الغرب، ومن محال الثياب العصرية، ومن المجلات التي نرى فيها فتيات غربيات يظهرن في اوضاع مثيرة للكاميرات.
بعض طالبات الجامعة الاميركية، لديهن أصدقاء. يمشين معهم في حرم الجامعة، ممسكات بأيديهم، من دون تحفظ. حتى ان بعض الفتيات المحجبات يعرفن "ملعب الحب"، كما يسميه الطلاب، وهو مكان يقصده العشاق منهم، ليجلسوا فيه، حيث لا تصل اليهم الانظار، وحيث يستطيعون تبادل الاحاديث الغرامية والقبل، الغرامية ايضا.
مؤمنات بجمالهن
فتيات الجامعة المحجبات، لا يعشن لحجابهن. يبدو الحجاب عليهن كأنه تفصيل شكلي، فلا يكرسن له باقي أجسامهن، ولا حياتهن كلها. بعض الطالبات المحجبات يجعلنني أتساءل عن معنى الحجاب الاسلامي، وعن سبب ارتدائه.
هل هن فتيات عاديات يفضلن الثياب العادية الضيقة على الحجاب واللباس الاسلامي؟ هل هن محجبات لانهن مجبرات على ذلك؟ يجبرهن أهلهن، أو مجتمعهن؟ أم إنهن مؤمنات بحجابهن، ولكن مؤمنات بجمالهن ايضا؟
في حين يصعب ايجاد جواب واحد عن الاسئلة هذه. ما يسهل قوله ان طالبات الجامعة المحجبات يشعرن في حرم جامعتهن بحرية لا يشعرن بها خارجه. وهن إن لم يتحررن من لباس الحشمة، وأبقين الحجاب، فلأنهن مؤمنات بالحجاب وبجمالهن الذي لا يردن اخفاءه.
في أحد البرامج التي تبثها احدى القنوات الفضائية نقلا عن محطة اميركية، وهو برنامج عن الجمال وعمليات التجميل، تربح المتسابقات عباءة "cool من صنع مصمم أزياء، وذلك بعد الاتصال بالبرنامج. عباءة من توقيع احد المصممين، المتخصصين بالازياء الاسلامية، والذين يحاولون ملاءمة اللباس الاسلامي للموضة. لم يعد اللباس الاسلامي زيا واحدا لا يتغير، بل باتت هناك أزياء اسلامية، تخضع للتنويع والتغيير، ومصممون لكل واحد منهم موضته وذوقه.
لم يعد الجمال مفارقا للحجاب، ولا المرح مضادا للتديّن. بتنا نرى، في الشوارع والاماكن العامة، محجبات يجعلن الحجاب يبدو أقل تزمتا مما كان سابقا، وأكثر عصرية، وحرية.
نشهد، في أيامنا هذه، تراخيا في الالتزام الديني الاسلامي، وليونة في المعتقدات التي جعلت المرأة تخبىء نفسها وجمالها.
لم تعد المرأة المسلمة المحجبة تمتنع عن ابراز جمالها. باتت تتركه يظهر، بعدما كان خبيئا. الفتيات اللواتي نراهن على اللافتات وعلى شاشة التلفزيون، في اعلانات لثياب وأزياء اسلامية، هن الفتيات اياهن اللواتي نراهن في اعلانات مساحيق التجميل، او الجينز او القهوة او الشوكولا. فتيات زرق العيون غالبا، شقراوات ونحيلات ومبتسمات، الابتسامة نفسها، كأنهن يتمتعن باللباس الشرعي تمتعهن بطعم الشوكولاتة.
والمحال التي تصنع الثياب الإسلامية وتبيعها للفتيات المسلمات، باتت تغيّر شكل الحجاب، وطريقة وضعه على الرأس. وباتت تواكب الموضة، قدر المستطاع. كأن الحجاب لم يعد يرمز الى اخفاء الجمال فقط، الى غيابه، بل بات يحاول اظهاره وصنعه.
تحررت المرأة المحجبة من صرامة معتقداتها الدينية، ونكرانها لجمالها. وذلك من دون ان تتخلى عن دينها. باتت تظهر مفاتنها، ولا تنزع حجابها عن رأسها.
المسلمات دخلن الى عالم الجمال والموضة، والعباءة الاسلامية باتت قادرة على مواكبة الموضة، غربية أكانت أم شرقية، حتى انها فقدت من صرامتها ما يكفي لجعلها عباءة "cool".
فراس زبيب