المتأمل
01-29-2006, 11:04 AM
..............
تقول إحدى الُنكات التي أطلقها الشعب الفلسطيني بمناسبة فوز حماس في الانتخابات التشريعية أن شهداء الأقصى ( ذراع فتح العسكرية ) قصفت سديروت ( في إسرائيل ) ومحمود الزهار يستنكر، وأن محمد ضيف اعتقل دحلان بعد إشادة الأخير بالعملية الإنتحارية . ( محمد دحلان كان رئيس جهاز الأمن الوقائي في غزة ، أما محمد ضيف فقد أعتقل في 1996 في حملة على "حماس" ) .
طبعاً هذه ليست نُكتة بل هي ورطة واقعية وقعت فيها ( حماس ) بعد أن وجدت نفسها بعد الفوز بدون برنامج تنفيذي تستطيع به إدارة الشعب الفلسطيني بموجب خطابها الثوري والجهادي تجاه دولة العدو الإسرائيلي .. فقد كانت ُكل حسابات حماس أن تكون معارضة قوية في البرلمان تمكنها من تعطيل مسيرة فتح السلامية أو الإستسلامية مع العدو ..!!
وأصبح اليوم قادة حماس يستنجدون بالقوى السياسية الأخرى حتى ُيشكلوا معهم حكومة وحدة فلسطينية يستطيعوا من خلالها مسك العصا من النصف .. لكن ( فتح ) أكبر القوى الحالية في البرلمان تفضّل أن تضع حماس في روطة تنفيذ خطابها السياسي غير الواقعي على أن ُتشارك في حكومة مختلطة على نظام ( سمك ، لبن ، تمر هندي ) .. وهذا خالد مشعل ُينادي بعدم حشر حماس زمنياً ، وإعطاءها الوقت الكافي لتجد من ُيشاركها في السلطة رغم أن النظام البرلماني يعطي حماس ُكل الحق في تشكيل حكومة كاملة من كوادرها ..
حماس الآن أمام خيارين لا ثالث لهما :
الأول : أن تتمسك بخطابها الثوري بعدم الإعتراف بدولة إسرائيل والمطالبة برميها في البحر من خلال استمرار المقاومة كما كانت وهي خارج السلطة .. وبالتالي تكون وضعت نفسها والشعب الفلسطيني بأجمعه في مواجهة إسرائيل والقوى الغربية بكل أطيافها ، بمايعني ذلك من تجويع وتقتيل للشعب الفلسطيني ومحاصرته بلاهوادة ، بل وبغطاء قانوني دولي ..
وفي هذه الحالة فإن الجوع الكافر والضائقة الشديدة ستدفع الشعب الفلسطيني بالخروج بأسره لإنهاء حكم حماس وإجبارها على الإنسحاب من الحياة السياسية بلا رجعة ولا رحمة ..
الثاني : أن تقوم بتغيير خطابها الثوري إلى خطاب واقعي ( سواء من خلال حكومة تقتصر عليها أو بالمشاركة مع غيرها ) تعترف فيه بدولة إسرائيل وحقها في الوجود وتنبذ المقاومة العسكرية وتدينها ، بل وتعمل على نزع سلاح المليشيات الأخرى في فلسطين وهو الأمر الذي كانت تقف ضده بقوة لاهوادة فيها أمام السلطة الفلسطينية الفتحاوية ..
وفي هذه الحالة تكون منظمة ( حماس ) قد انتهت فعلياً بكل مبادئها ومواقفها السابقة ..
والأيام القادمة ُحبلى بالمفاجئات ... ولعل الحل الوحيد الآمن لحماس والشعب الفلسطيني أن تنسحب من الآن وُيقدم أعضاءها استقالاتهم من المجلس البرلماني الفلسطيني ُمعلنين بذلك عدم قدرتهم على قيادة السلطة الفلسطينية بموجب المباديء التي ألزموا أنفسهم بها في الإنتخابات وطوال فترة حياتهم السياسية والعسكرية ..
وهذا الحل رغم أنه مؤلم لحماس وهو نوع من تجرع السُم الذي تجرعه الُخميني يوم وافق على انسحاب إيران ( حليفة حماس اليوم ) من مواجهة صدام حسين .. إلا أنه فعلاً الحل الوحيد والآمن الذي ُيجنب الشعب الفلسطيني ويلات الحرب الأهلية والحصار القاتل ..
والله وحده هو المُستعان .
...........
تقول إحدى الُنكات التي أطلقها الشعب الفلسطيني بمناسبة فوز حماس في الانتخابات التشريعية أن شهداء الأقصى ( ذراع فتح العسكرية ) قصفت سديروت ( في إسرائيل ) ومحمود الزهار يستنكر، وأن محمد ضيف اعتقل دحلان بعد إشادة الأخير بالعملية الإنتحارية . ( محمد دحلان كان رئيس جهاز الأمن الوقائي في غزة ، أما محمد ضيف فقد أعتقل في 1996 في حملة على "حماس" ) .
طبعاً هذه ليست نُكتة بل هي ورطة واقعية وقعت فيها ( حماس ) بعد أن وجدت نفسها بعد الفوز بدون برنامج تنفيذي تستطيع به إدارة الشعب الفلسطيني بموجب خطابها الثوري والجهادي تجاه دولة العدو الإسرائيلي .. فقد كانت ُكل حسابات حماس أن تكون معارضة قوية في البرلمان تمكنها من تعطيل مسيرة فتح السلامية أو الإستسلامية مع العدو ..!!
وأصبح اليوم قادة حماس يستنجدون بالقوى السياسية الأخرى حتى ُيشكلوا معهم حكومة وحدة فلسطينية يستطيعوا من خلالها مسك العصا من النصف .. لكن ( فتح ) أكبر القوى الحالية في البرلمان تفضّل أن تضع حماس في روطة تنفيذ خطابها السياسي غير الواقعي على أن ُتشارك في حكومة مختلطة على نظام ( سمك ، لبن ، تمر هندي ) .. وهذا خالد مشعل ُينادي بعدم حشر حماس زمنياً ، وإعطاءها الوقت الكافي لتجد من ُيشاركها في السلطة رغم أن النظام البرلماني يعطي حماس ُكل الحق في تشكيل حكومة كاملة من كوادرها ..
حماس الآن أمام خيارين لا ثالث لهما :
الأول : أن تتمسك بخطابها الثوري بعدم الإعتراف بدولة إسرائيل والمطالبة برميها في البحر من خلال استمرار المقاومة كما كانت وهي خارج السلطة .. وبالتالي تكون وضعت نفسها والشعب الفلسطيني بأجمعه في مواجهة إسرائيل والقوى الغربية بكل أطيافها ، بمايعني ذلك من تجويع وتقتيل للشعب الفلسطيني ومحاصرته بلاهوادة ، بل وبغطاء قانوني دولي ..
وفي هذه الحالة فإن الجوع الكافر والضائقة الشديدة ستدفع الشعب الفلسطيني بالخروج بأسره لإنهاء حكم حماس وإجبارها على الإنسحاب من الحياة السياسية بلا رجعة ولا رحمة ..
الثاني : أن تقوم بتغيير خطابها الثوري إلى خطاب واقعي ( سواء من خلال حكومة تقتصر عليها أو بالمشاركة مع غيرها ) تعترف فيه بدولة إسرائيل وحقها في الوجود وتنبذ المقاومة العسكرية وتدينها ، بل وتعمل على نزع سلاح المليشيات الأخرى في فلسطين وهو الأمر الذي كانت تقف ضده بقوة لاهوادة فيها أمام السلطة الفلسطينية الفتحاوية ..
وفي هذه الحالة تكون منظمة ( حماس ) قد انتهت فعلياً بكل مبادئها ومواقفها السابقة ..
والأيام القادمة ُحبلى بالمفاجئات ... ولعل الحل الوحيد الآمن لحماس والشعب الفلسطيني أن تنسحب من الآن وُيقدم أعضاءها استقالاتهم من المجلس البرلماني الفلسطيني ُمعلنين بذلك عدم قدرتهم على قيادة السلطة الفلسطينية بموجب المباديء التي ألزموا أنفسهم بها في الإنتخابات وطوال فترة حياتهم السياسية والعسكرية ..
وهذا الحل رغم أنه مؤلم لحماس وهو نوع من تجرع السُم الذي تجرعه الُخميني يوم وافق على انسحاب إيران ( حليفة حماس اليوم ) من مواجهة صدام حسين .. إلا أنه فعلاً الحل الوحيد والآمن الذي ُيجنب الشعب الفلسطيني ويلات الحرب الأهلية والحصار القاتل ..
والله وحده هو المُستعان .
...........