سليل الصحابة
12-27-2005, 09:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي وأحبائي في الله : أنتم تعلمون أن أي وحدة لا بد لها من مرتكزات وقواعد وأصول وأسس تقوم عليها ، ويتفق المتحدون عليها ، وإلا لجاز الاتحاد مع اليهود والنصارى والمجوس والبوذيين والهندوس والسيخ ، إذاً لا بد من أصول ثابتة نتفق عليها ، ومن المعلوم أن أصول الإسلام خمسة ، وأصل أصول الإسلام هو التوحيد ، فإذا لم نتفق على التوحيد وهو أصل أصول هذا الدين الحنيف ؛ فبالله عليكم كيف نتفق على غيره ، وكلكم يعلم أن هذه الأمة تفرقت إلى أحزاب سياسية ومذاهب دينية ، فكان لزاماً علينا أن نبحث عن الأصول وندعو الجميع إلى الاعتقاد به وقبوله ، فمن أبى أن يلتقي معنا على أصل من الأصول فلسنا بحاجة إليه ، لأنه سيشوش علينا ، وسيفسد علينا ديننا الذي اعتقدنا به ، وأنتم تعلمون أن أنا بكر ـ رضي الله عنه ـ قد قاتل مانعي الزكاة لأنها أصل من الأصول على الرغم من أنهم متفقون معه على أصول أهم من الزكاة فهم متفقون معه على التوحيد والصلاة وسائر العبادات ، وعلى الرغم من ذلك أبى أن يتحد معهم في وقت ارتدت فيه غالبية العرب ، وطمع الفرس والروم بغزو المدينة للقضاء على الإسلام ، فحارب الروم ، والفرس ، وفتح في جزيرة العرب أحد عشر جبهة لقتال المرتدين، ولم يبق معه إلا القليل من صحابة النبي، لماذا ؟ لأنهم رفضوا أداء الزكاة ، فرفض أبو بكر أن يتحد معهم ، مع أن أمر الزكاة أهون من أمر التوحيد . إخوتي تعلمون أن الله أرسله نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في زمن انتشرت فيه الوثنية وغاب نجم التوحيد ، فأول ما أمره به هو تحقيق التوحيد في جزيرة العرب ، ولم يأمره بالعبادات ولا غيرها ، حتى يحقق التوحيد ، وفعلاً امتاز العهد المكي بنشر التوحيد ، فقد مكث ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى إفراد الله بالعبودية والألوهية ، وعُذِّبَ هو وأصحابه في مكة من أجل دعوته للتوحيد ، لم يعذب من أجل العبادات التي نفعلها الآن ، لأنها فرضت في العهد المدني ، وبعد أن تحقق التوحيد على يد قلة من المسلمين أذن الله لدولة الإسلام أن تقام ، فأمر نبيه بالهجرة ليقيم دولة الإسلام هناك ، وبعد أن فهم الصحابة معنى التوحيد وعملوا به دانت لهم جزيرة العرب في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم دان لهم العالم في عهد أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم ، فالطريق إلى الوحدة يبدأ من التوحيد أي : ( إحياء العقيدة ) والطريق إلى تحرير ما اغتصب من أراضي المسلمين يبدأ من التوحيد ، والطريق إلى عزة الأمة يبدأ من التوحيد ، والطريق إلى هيبة الأمة وقوتها يبدأ من التوحيد ، ولله در الشاعر إذ يقول :
داء العقيدة ضعف الشرق فانتبهوا
قـووا العقيــدة فالإيـمان يحتضر
ومن المعلوم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أشار إلى ذلك في مستهل دعوته حينما قال لكفار قريش : ( أعطوني كلمة تدين لكم العرب والعجم ، فقالوا ما هي ، قال قولوا : لا إله إلا الله ) ، والعبرة ليس بقولها فكثير من الناس يقولها وليس له من الإسلام نصيب ، كالمنافقين مثلاً ، فقد قال الله فيهم : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) ، فقد رفض الله إيمانهم وردَّهُ عليهم لعدم موافقة أفعالهم لمقتضاها .
إذاً فالعبرة في فهم هذه العبارة والعمل بمقتضاها،وألا يفعل المسلم ما يخالف مقتضاها، فكيف يتم اتحاد ناس موحدين توحيداً صحيحاً مع أناس هدموا التوحيد بالتقليد وهجر القرآن والسنة واتبعوا أقوال آبائهم ومشايخهم وقدموها على كلام الله وكلام رسوله ، كيف يتحد موحد لله بأفعاله وتصرفاته مع رجل يجعل لله شريكاً في تصرفاته فنراه يحلف بغير الله وينذر لغير الله ويستغيث بغير الله ، ويترك بيت الله ويطوف بقبر أحد الأولياء ، كيف يتحد مسلم لا يرى غير الله مدبراً لهذا الكون ومتصرفاً فيه مع رجل يقف أمام قبر عبد القادر الجيلاني ـ رحمه الله تعالى ـ ويقول له يا متصرفاً في الكون كله اغفر لي زلاتي وارزقني مالاً وولداً . أو مع رجل يقف في أيام الحج في عرفة ويقول : يا سيدي عبد القادر اغفر لي ، وآخر يقول يا سيدي عبد السلام مشيش اغفر لي وارحمني ، وآخر يقول والمطر ينزل : يا سيدي عبد السلام مشيش الطف بعبادك وارحمهم
إخوتي الكرام أرجو منكم رجاءً أخ محب لكم في الله أن تعطوا التوحيد اهتماماً أكبر لما له من الأثر من توحيد الأمة ، كي تنبهوا الغافلين من غفلتهم ، ويعودوا إلى التوحيد الذي دعا إليه نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكي تتحقق الوحدة العزة والكرامة لهذه الأمة ، وهذا مبتغاي ومبتغاكم ومبتغى كل مسلم غيور على أمته ، وفقكم الله وهداكم ووثبتنا الله وإياكم على الصراط المستقيم .
منقول من شبكة الدفاع عن السنة لكاتبه ( ناصر التوحيد )
إخوتي وأحبائي في الله : أنتم تعلمون أن أي وحدة لا بد لها من مرتكزات وقواعد وأصول وأسس تقوم عليها ، ويتفق المتحدون عليها ، وإلا لجاز الاتحاد مع اليهود والنصارى والمجوس والبوذيين والهندوس والسيخ ، إذاً لا بد من أصول ثابتة نتفق عليها ، ومن المعلوم أن أصول الإسلام خمسة ، وأصل أصول الإسلام هو التوحيد ، فإذا لم نتفق على التوحيد وهو أصل أصول هذا الدين الحنيف ؛ فبالله عليكم كيف نتفق على غيره ، وكلكم يعلم أن هذه الأمة تفرقت إلى أحزاب سياسية ومذاهب دينية ، فكان لزاماً علينا أن نبحث عن الأصول وندعو الجميع إلى الاعتقاد به وقبوله ، فمن أبى أن يلتقي معنا على أصل من الأصول فلسنا بحاجة إليه ، لأنه سيشوش علينا ، وسيفسد علينا ديننا الذي اعتقدنا به ، وأنتم تعلمون أن أنا بكر ـ رضي الله عنه ـ قد قاتل مانعي الزكاة لأنها أصل من الأصول على الرغم من أنهم متفقون معه على أصول أهم من الزكاة فهم متفقون معه على التوحيد والصلاة وسائر العبادات ، وعلى الرغم من ذلك أبى أن يتحد معهم في وقت ارتدت فيه غالبية العرب ، وطمع الفرس والروم بغزو المدينة للقضاء على الإسلام ، فحارب الروم ، والفرس ، وفتح في جزيرة العرب أحد عشر جبهة لقتال المرتدين، ولم يبق معه إلا القليل من صحابة النبي، لماذا ؟ لأنهم رفضوا أداء الزكاة ، فرفض أبو بكر أن يتحد معهم ، مع أن أمر الزكاة أهون من أمر التوحيد . إخوتي تعلمون أن الله أرسله نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في زمن انتشرت فيه الوثنية وغاب نجم التوحيد ، فأول ما أمره به هو تحقيق التوحيد في جزيرة العرب ، ولم يأمره بالعبادات ولا غيرها ، حتى يحقق التوحيد ، وفعلاً امتاز العهد المكي بنشر التوحيد ، فقد مكث ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى إفراد الله بالعبودية والألوهية ، وعُذِّبَ هو وأصحابه في مكة من أجل دعوته للتوحيد ، لم يعذب من أجل العبادات التي نفعلها الآن ، لأنها فرضت في العهد المدني ، وبعد أن تحقق التوحيد على يد قلة من المسلمين أذن الله لدولة الإسلام أن تقام ، فأمر نبيه بالهجرة ليقيم دولة الإسلام هناك ، وبعد أن فهم الصحابة معنى التوحيد وعملوا به دانت لهم جزيرة العرب في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم دان لهم العالم في عهد أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم ، فالطريق إلى الوحدة يبدأ من التوحيد أي : ( إحياء العقيدة ) والطريق إلى تحرير ما اغتصب من أراضي المسلمين يبدأ من التوحيد ، والطريق إلى عزة الأمة يبدأ من التوحيد ، والطريق إلى هيبة الأمة وقوتها يبدأ من التوحيد ، ولله در الشاعر إذ يقول :
داء العقيدة ضعف الشرق فانتبهوا
قـووا العقيــدة فالإيـمان يحتضر
ومن المعلوم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أشار إلى ذلك في مستهل دعوته حينما قال لكفار قريش : ( أعطوني كلمة تدين لكم العرب والعجم ، فقالوا ما هي ، قال قولوا : لا إله إلا الله ) ، والعبرة ليس بقولها فكثير من الناس يقولها وليس له من الإسلام نصيب ، كالمنافقين مثلاً ، فقد قال الله فيهم : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) ، فقد رفض الله إيمانهم وردَّهُ عليهم لعدم موافقة أفعالهم لمقتضاها .
إذاً فالعبرة في فهم هذه العبارة والعمل بمقتضاها،وألا يفعل المسلم ما يخالف مقتضاها، فكيف يتم اتحاد ناس موحدين توحيداً صحيحاً مع أناس هدموا التوحيد بالتقليد وهجر القرآن والسنة واتبعوا أقوال آبائهم ومشايخهم وقدموها على كلام الله وكلام رسوله ، كيف يتحد موحد لله بأفعاله وتصرفاته مع رجل يجعل لله شريكاً في تصرفاته فنراه يحلف بغير الله وينذر لغير الله ويستغيث بغير الله ، ويترك بيت الله ويطوف بقبر أحد الأولياء ، كيف يتحد مسلم لا يرى غير الله مدبراً لهذا الكون ومتصرفاً فيه مع رجل يقف أمام قبر عبد القادر الجيلاني ـ رحمه الله تعالى ـ ويقول له يا متصرفاً في الكون كله اغفر لي زلاتي وارزقني مالاً وولداً . أو مع رجل يقف في أيام الحج في عرفة ويقول : يا سيدي عبد القادر اغفر لي ، وآخر يقول يا سيدي عبد السلام مشيش اغفر لي وارحمني ، وآخر يقول والمطر ينزل : يا سيدي عبد السلام مشيش الطف بعبادك وارحمهم
إخوتي الكرام أرجو منكم رجاءً أخ محب لكم في الله أن تعطوا التوحيد اهتماماً أكبر لما له من الأثر من توحيد الأمة ، كي تنبهوا الغافلين من غفلتهم ، ويعودوا إلى التوحيد الذي دعا إليه نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكي تتحقق الوحدة العزة والكرامة لهذه الأمة ، وهذا مبتغاي ومبتغاكم ومبتغى كل مسلم غيور على أمته ، وفقكم الله وهداكم ووثبتنا الله وإياكم على الصراط المستقيم .
منقول من شبكة الدفاع عن السنة لكاتبه ( ناصر التوحيد )