مؤمنة
12-11-2005, 04:56 PM
هل جربت الحياة يوما في مخيم ؟
حين تدخل إلى سريرك وتنعم بالراحة والاسترخاء..
هل نظرت يوماً إلى سقف غرفتك وحمدت الله سبحانه وتعالى لأنك.. في غرفة.. وفوق رأسك سقف.. وفي مكان آمن.. آمن على نفسك.. عرضك.. ودينك؟
هل حمدت الله لأنك تستطيع أن ترتاح وتنام بينما غيرك حرم هذه النعم؟
هل جربت أن تبيت في مخيم لاجئين؟ حيث الأطفال يتصارخون، ويبكون.. والريح تعبث بأروقة الخيام.. حيث لا تجد وسادة تضع عليها رأسك؟
حيث لا تجد حماماً -أعزك الله- تغتسل فيه أو تشم فيه رائحة الصابون أو الشامبو؟
هل جربت أن تسمع قذف الصواريخ والقنابل في الليل وأنت ترتجف خوفاً وهلعاً ؟ هل شعرت بالخوف من جنود العدو يخطفون أطفالك أو يهددون عرضك؟
هل شعرت بالجوع يقرصك ويعصر الأطفال حولك فلا تجد ما تطعمهم إياه..
هل جربت شعورك بالعجز.. بالضياع.. بالضعف..
شعورك بالحاجة لجرعة ماء نظيفة..؟
حاجتك لفراش بسيط تستلقي عليه وترتاح لساعات..؟
هل جربت مرارة فقد الأحبة واحتضارهم أمام عينيك وأنت عاجز عن المساعدة بإسعاف بسيط؟
هل جربت ألم الضياع بكل بساطة؟
ضياع البيت والوطن والأحبة.. وفقدان غرفتك.. ودفاترك وأشيائك الجميلة..
أحياناً نتباكى بسبب مشكلة مع قريب، ونتذمر بسبب صداع خفيف، ونكتئب بسبب شجار تافه..
نقيم الدنيا ولا نقعدها حين تنقطع الكهرباء لدقائق بسيطة في حر الصيف اللاهب..
ونتناسى أولئك الذين يموتون تحت لهيب الشمس في المخيمات أو فوق صقيع الثلوج..
يمرضون فلا يجدون من يعالجهم..
يجوعون فلا يجدون من يطعمهم..
ويموتون فلا يجدون من يكفنهم..
ألا نتوقف لحظة ونحمد الله..
ألا نشكره بكل بساطة على ما لدينا بدلاً من التطلع لما ليس لدينا؟
أتمنى لو يعيش كل شاب وفتاة من شبابنا تجربة العيش في مخيم فلسطيني.. أفغاني.. أو شيشاني.. ليوم واحد فقط..
لا أتمنى ذلك لشيء، سوى لكي تعرف قيمة الحياة الرغدة التي تعيشها.. حياة الأمراء والأميرات .
إذا كنت تريد العيش في سعادة.. فاشعر بما لديك قبل أن تتطلع لما ليس لديك..
قبل أن تقارن نفسك بالصديق الذي يسافر لجنيف أو فيينا.. أو ذاك الذي يشتري جوالاً حديثاً كل شهرين.. قارن نفسك بأخيك اليتيم في المخيم.. واحمد الله على نعمه العظيمة..
قبل فترة قالت لي إحدى الأخوات:
أوصلني أخي إلى بيتي مع أطفالي آخر الليل بعد عودتي من مناسبة عائلية. وحين دخلت بيتي (وذهب أخي)، وجدت الباب الداخلي مقفلاً، وكان زوجي بعيداً ولن يأتي قبل ساعتين، وكان جوالي مطفأ..
فاضطررت مع أطفالي للبقاء في الحوش الصغير لمدة ساعتين.. والله لا أستطيع أن أصف مرارة هاتين الساعتين اللتين عشتهما في ضياع.. نعم ضياع؛ أطفالي يبكون والحر شديد (رغم أن الوقت كان ليلاً)..
وأنا خائفة من أن يقفز علينا أحد من السور لا سمح الله..
ولدي يبكي عطشان، والبنت تبكي تريد الحمام، وأنا متعبة جداً ولا أعرف كيف أساعدهم..
وانتهى الأمر بأطفالي المساكين بعد البكاء الطويل أن فرشت لهم عباءتي على الأرض فناموا عليها..
تمنيت لو أستطيع أن أتوضأ لأصلي على راحتي فلم أستطع، تمنيت لو أستطيع النوم فلم أستطع؛ لقساوة الأرض، ولخوفي على أولادي.. وفي النهاية لا أعرف كيف أخذت أبكي من شدة الضيق والتعب والنعاس..
حين أتى زوجي ودخلنا البيت شعرت بفرحة عظيمة، وحمدت الله أن ذلك الكابوس انتهى..
والله لقد شعرت بقيمة البيت، والأمان، والراحة.. شعرت بقيمة السرير، والماء، والسقف، والتكييف..
حمدت الله كثيراً واستشعرت النعم التي لم أفكر يوماً بها، وأخذت أتخيّل حال إخواني المسلمين في الملاجئ.. كيف يعيشون هذه الحياة كل يوم.. سنوات طويلة ؟
حين تدخل إلى سريرك وتنعم بالراحة والاسترخاء..
هل نظرت يوماً إلى سقف غرفتك وحمدت الله سبحانه وتعالى لأنك.. في غرفة.. وفوق رأسك سقف.. وفي مكان آمن.. آمن على نفسك.. عرضك.. ودينك؟
هل حمدت الله لأنك تستطيع أن ترتاح وتنام بينما غيرك حرم هذه النعم؟
هل جربت أن تبيت في مخيم لاجئين؟ حيث الأطفال يتصارخون، ويبكون.. والريح تعبث بأروقة الخيام.. حيث لا تجد وسادة تضع عليها رأسك؟
حيث لا تجد حماماً -أعزك الله- تغتسل فيه أو تشم فيه رائحة الصابون أو الشامبو؟
هل جربت أن تسمع قذف الصواريخ والقنابل في الليل وأنت ترتجف خوفاً وهلعاً ؟ هل شعرت بالخوف من جنود العدو يخطفون أطفالك أو يهددون عرضك؟
هل شعرت بالجوع يقرصك ويعصر الأطفال حولك فلا تجد ما تطعمهم إياه..
هل جربت شعورك بالعجز.. بالضياع.. بالضعف..
شعورك بالحاجة لجرعة ماء نظيفة..؟
حاجتك لفراش بسيط تستلقي عليه وترتاح لساعات..؟
هل جربت مرارة فقد الأحبة واحتضارهم أمام عينيك وأنت عاجز عن المساعدة بإسعاف بسيط؟
هل جربت ألم الضياع بكل بساطة؟
ضياع البيت والوطن والأحبة.. وفقدان غرفتك.. ودفاترك وأشيائك الجميلة..
أحياناً نتباكى بسبب مشكلة مع قريب، ونتذمر بسبب صداع خفيف، ونكتئب بسبب شجار تافه..
نقيم الدنيا ولا نقعدها حين تنقطع الكهرباء لدقائق بسيطة في حر الصيف اللاهب..
ونتناسى أولئك الذين يموتون تحت لهيب الشمس في المخيمات أو فوق صقيع الثلوج..
يمرضون فلا يجدون من يعالجهم..
يجوعون فلا يجدون من يطعمهم..
ويموتون فلا يجدون من يكفنهم..
ألا نتوقف لحظة ونحمد الله..
ألا نشكره بكل بساطة على ما لدينا بدلاً من التطلع لما ليس لدينا؟
أتمنى لو يعيش كل شاب وفتاة من شبابنا تجربة العيش في مخيم فلسطيني.. أفغاني.. أو شيشاني.. ليوم واحد فقط..
لا أتمنى ذلك لشيء، سوى لكي تعرف قيمة الحياة الرغدة التي تعيشها.. حياة الأمراء والأميرات .
إذا كنت تريد العيش في سعادة.. فاشعر بما لديك قبل أن تتطلع لما ليس لديك..
قبل أن تقارن نفسك بالصديق الذي يسافر لجنيف أو فيينا.. أو ذاك الذي يشتري جوالاً حديثاً كل شهرين.. قارن نفسك بأخيك اليتيم في المخيم.. واحمد الله على نعمه العظيمة..
قبل فترة قالت لي إحدى الأخوات:
أوصلني أخي إلى بيتي مع أطفالي آخر الليل بعد عودتي من مناسبة عائلية. وحين دخلت بيتي (وذهب أخي)، وجدت الباب الداخلي مقفلاً، وكان زوجي بعيداً ولن يأتي قبل ساعتين، وكان جوالي مطفأ..
فاضطررت مع أطفالي للبقاء في الحوش الصغير لمدة ساعتين.. والله لا أستطيع أن أصف مرارة هاتين الساعتين اللتين عشتهما في ضياع.. نعم ضياع؛ أطفالي يبكون والحر شديد (رغم أن الوقت كان ليلاً)..
وأنا خائفة من أن يقفز علينا أحد من السور لا سمح الله..
ولدي يبكي عطشان، والبنت تبكي تريد الحمام، وأنا متعبة جداً ولا أعرف كيف أساعدهم..
وانتهى الأمر بأطفالي المساكين بعد البكاء الطويل أن فرشت لهم عباءتي على الأرض فناموا عليها..
تمنيت لو أستطيع أن أتوضأ لأصلي على راحتي فلم أستطع، تمنيت لو أستطيع النوم فلم أستطع؛ لقساوة الأرض، ولخوفي على أولادي.. وفي النهاية لا أعرف كيف أخذت أبكي من شدة الضيق والتعب والنعاس..
حين أتى زوجي ودخلنا البيت شعرت بفرحة عظيمة، وحمدت الله أن ذلك الكابوس انتهى..
والله لقد شعرت بقيمة البيت، والأمان، والراحة.. شعرت بقيمة السرير، والماء، والسقف، والتكييف..
حمدت الله كثيراً واستشعرت النعم التي لم أفكر يوماً بها، وأخذت أتخيّل حال إخواني المسلمين في الملاجئ.. كيف يعيشون هذه الحياة كل يوم.. سنوات طويلة ؟